قصة جميلة ومعبرة جدا لا تهتم باللغة التي كتبت بها ولكن ركز على معانيها أضحكتني أول ما قرأتها وأبكتني بعد ذلك
أتعرفون لماذا لأنني أفتقد هذه المشاعر :
في يوم الخميس وعند الساعة العاشرة مساءً ذهبنا إلى صالة الأفراح ومعنا جموع من الناس .. ركبت سيارة فاخرة لا اعرف اسمها ، كان بجانبي أبي وأخي الأحمق يقودها .. وصلنا إلى القاعة .. الأنوار تضيء المكان ، دخان البخور يملأ السماء ، ناس فضوليون يحتشدون أمام الصالة ، أقبل رجل بدين مهرولاً باتجاهنا وخلفه صبي يحمل مدخنه ، فتح الباب ، نزلت ، وبشكل سريع ، تفقدت شماغي وبشتي.. قبلات حارة وخاطفه من الجمهور الذي التم حولي .. مبروك ، بالرفاء والبنين ، الله يرزقك الذرية الصالحة ، منك العيال ومنها البنات ، ماذا ؟؟؟ ( منك العيال ومنها البنات ) نظرت إلى القائل .. إنه أخي الأحمق مرة أخرى ، رمقته بنظره حادة أبتعد بعدها عن الجموع .. أخوة العروس حاولوا تفرقة الناس وأباها امسك يدي وبسرعة سحبني وكأنه قاطرة تسحبني .. وصلت إلى المكان المخصص للعريس .. كرسي مميز كبير على أطرافه أنواع من الزهور الجميلة ، جميع من في الصالة أتوا إلي يباركون ويضحكون وكأنهم غير مصدقين أنني عريس .. الكل يبارك ويضحك الكل يقول مبروك .. هاها .. جلست ، شربت كأساً من عصير الليمون الطازج وبعده كأساً من عصير البرتقال البارد واتبعته بكأساً من عصير المانجو المركز، لقد كنت بالفعل عطشان .
وبينما كنت اشرب فنجان من القهوة لم أرى إلا أخي الأحمق أمامي وبيده حذاء نظرت إليه وإلى الحذاء الذي بيده ( قلت وبصوت خافت ) ليش جبت نعال الحمام هنا ياغبي
- هذي انعالك ألي كنت لابسهن يوم يسحبك ذاك الدب
- لا يكون أنا لابسهن من يوم جيت هنا .. ؟؟
- ايه يالقروي
- أنا قروي يا التيس .. مشكلتي أني معطيك وجه من بد أخواني
- ومشكلتي أني قبلت وجهك المخيس من بد أخواني
- طيب حطها وانقلع
- أوكيه ..
لبست الحذاء لم ارفع رأسي لكي لا يرى الناس احمرار وجهي ..
بعد فترة نادى منادي في الحضور ( اقلطوا يالربع .. حياكم الله .. ) لم استطع إمساك نفسي ، نهضت بسرعة ، أبي يمسك ببشتي .
( التفت إليه وقلت ) يبه شف حطوا العشاء .. شف العرس والا بلاش
- كل تبن وانثبر .
ذهبنا إلى صالة الطعام ، وقبل أن أبدأ بالأكل وكزني أبى وقال : ياله نبي نروح
- إلى وين
- - بعدين أعلمك
- طيب ..
ذهبت أنا ووالدي وأب العروس مع باب خلفي يوصلنا إلى قسم النساء ، مشينا بين ممرات مظلمة طويلة حتى شككت أنهم سوف يختطفونني ، لماذا ولأي سبب لا اعلم ؟؟
وصلنا ، دخلنا الغرفة كانت في غاية الجمال والروعة ، مزينة بالورود ورائحة البخور والعطور تفوح في أرجائها ، اتجهت إلى أحد الكراسي المخصصة للعروسين إحداهما لونه ابيض والثاني أحمر اللون ، اتجهت نحوهما وجلست ، سمعت صرخة مخنوقة تصدر من الكرسي .. أي أي ..
أبي وعمي صرخا بي : قم اجلس على الكرسي الآخر ،
- : ليش ،
قالا وهم يحاولا رفعي من على الكرسي : انك تجلس على زوجتك ياغبي
قال أبى وهو عاقد حاجبيه ورافع يده وكأنه يريد أن يلطمني : قم أيها الأحمق ، اصبح لون وجهي كلون الكرسي الأبيض عندما تنهض منه زوجتي فيصبح أحمر
نهضت من على الكرسي وجلست على الكرسي الآخر عندها قال أب العروس قفا كي نبارك لكما .. وقفت أنا والبقشة التي بجانبي ، أبي يشير برأسه ويغمز بعينه - وبحكم أنني لبيب - أسرعت ورفعت القماش عن وجه المرأة ، أب العروس ينظر إلى أبى - حزنت عندما قرأت الكلام الذي في عينه - أبي اصبح يرتعش ويتلفت يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شي ليقذفني به ، وضعت يداي على وجهي ، وسرعان ما هدت ثورته ولله الحمد ، وبعدها خرجا بعد أن باركا لنا .
وبمجرد خروجهما فتح الباب الثاني الذي يطل على صالة النساء .. يا إلهي .. عشرات الرؤوس والأعين تنظر إلينا .. صراخ .. زحام .. وخلال ثواني امتلأت الغرفة من النساء لم اعرف منهم سوى أمي الذي ترتدي قطعة حمراء ذات بقع برتقالية .. مبروك ، الله يوفقكم ، الله يسعدكم ، وأنا أقول شكرا ، عز الله مقامكم .. قبلت جميع من في الغرفة تقريبا حتى صرخت بي إحداهن : أنا لا اقرب لك ..
قلت لماذا أذان لماذا أتيت إلى هنا ..
قالت أنا عمة زوجتك ..
صرخت في النساء قائلاً : محارمي يقفن بهذا الاتجاه كي لا ارتكب خطاء آخر ..
نصف ساعة كانت كفيلة بأن تجهدني وتشتت ذهني .. خرج جميع النساء ماعدا أمي وأمها وبعض أخواتها وأطفالهن .. أوه لقد تذكرت ذلك الطفل اللعين .. عندما صرخ ضاحكاً يشير إلي ويقول .. ماما .. ماما .. شوفي .. يهز ارجوله مثل البزران ..
تمنيت لو اقتلعت لسانة ، يضحك بصوت عالي وأمه تحاول إسكاته ولكنها لم تفلح مما دعاها لأن تضحك مع ابنها ، وأنا احمد الله أنه لم يرى حذائي الأخضر ، وفي هذه الأثناء قالت أم زوجتي : هيا يا أبنائي سوف نزفكم
- ايش .. تزفيننا .. ليش حنا جالسين على روسكم أنا ألي ابزفكم
- أنا ماقصد أني أطردكم أنا اقصد إنكم تمشون بين النساء وعلى صوت الموسيقى .. خرجت أنا وزوجتي متماسكي الأيدي .. القاعة ظلما ، أصوات طبول ، أصوات صراخ أطفال ونساء ، أصوات رعود ، دخان يملا سماء القاعة ، أنوار تضيء وتطفي وكأنها على وشك أن تتلف .. مشينا على خطى عسكرية بين حشود النساء .. فجأة .. رأيت مشهداً مخيفاً ، اختبأت خلف زوجتي وأنا اصرخ .. جني .. جني
أمي : أهدأ ، هذي مهيب جني
- مهيب جني .. اجل وشي هذي يمه .. اوه لقد عرفت إنها خلاط مولينكس حجم عائلي متعدد السرعات شوفي شلون تدور
- هذي عمتك ترقص فرحانة بزواجك ..
رقصت عمتي وبعض أقارب زوجتي أمامنا لبعض الوقت ونحن نمشي على أنغام الموسيقى حتى وصلنا قاعة أخرى ، دخلناها جلسنا ، شربنا عصير شمام بالحليب ( أتمنى أن ترجع تلك الأيام من اجل هذا العصير الطازج ) لبست زوجتي عباءتها وأنا حملت حقائبها ، ركبنا السيارة واتجهنا نحو المنزل .
كنت أفكر كيف لي أن أبادرها في الكلام ، ماذا أقول لها ؟؟ وبعد محاولات عدة لعصر بنات أفكاري وجدت الموضوع المناسب للحديث .. نظرت نحوها وقلت : تعشيتي ؟
هزت رأسها بالموافقة ..
- مافيه مانع نتعشى مرة ثانية وعلى حسابي بعد وش رايك اوقف عند هالمطعم واشتري عشاء لنا .. ها .. هزت رأسها بالموافقة أيضاً . دخلت المطعم ( وقلت للمحاسب ) من فضلك ابغي وجبة عرسان
- وجبة عرسان ؟؟
- نعم وجبه عرسان
- للأسف ماعندنا وجبة عرسان ولكن عندنا هي المأكولات وإنشاء تعجبكن وابقى واول لزوجتك هيدي هي وجبة العرسان شو بيعرفها
- طبعاً قال بعض الكلام المعسول الذي أحرجني به ودفعني للموافقة على عرضه -
- أنا موافق خلاص جهز لنا اثنين سندوتش بيض بالشطة واثنين بيبسي
- سندوتش بيض وبالشطة .. ماعندنا
- طيب بلاش من البيض عطنا سندوتش جبن مع مربى جح
- يامعلم ماعندنا سندوتشات بالمرة أنت مابتفهم
قلت بعد أن فقدت صوابي : أنا مابفهم .. أنا صحيح مابفهم الدلوخه ألي زيك - طبعاً أنا قلت الدلوخه علشان مايفهمها ولا تزيد حدة الخلاف - سياسي محنك -
- ادلخوه كمان ماعندنا .. عندنا بس همبرجر بدك بدك مابدك الله معك
- اوكيه عطنا همبرجر بيض بالشطة
- ماشي ( وبصوت خافت قال ) ازا بيوم عرسك بدك تتعشى بيض لكان بعد كم شهر شو رايح تتعشى .. عجه !!!
- وش تقول
- باوول حسابك 12 ريال
- وآخر كلام ، راعينا أنت تدري أنى عريس جديد وش رايك بس تشيل هالريالين وتخلي الحساب 10 ريال
- ولو تكرم على حسابك أنا ما راح أخد منك شي .. بس توعدني انك مابتدخل هون مرة تانية
- موافق .. ابشر غالي والطلب رخيص .
حملت العشاء المجاني وركبت السيارة وناولت البيبسي لزوجتي قائلاً : هيه أنت خوذي امسكيهم زين لا ينكبون
- حاضر ..
مشينا بعدها وأنا مازلت ابحث عن موضوع يكون سبباً لكسر حاجز الصمت بيننا
- إلا على فكرة وش اسم أخوك خالد .. نظرت إلى بعين تقدح شراراً ، تود ولو قفزت لتخنقني .. حاولت إمتصاص غضبها فقلت : أنا ماحب أني اتلقف وادخل خشمي في شي مايخصني ، أنا حبيت بس أني أتعرف وعلى العموم أنت حرة لا تقولين شي ، بس راح اعرف الحين وإلا بعدين .. وقبل أن انهي كلامي وصلنا البيت ، نزلت من السيارة فتحت الصندوق الخلفي ، حملت الحقائب ، فتحت باب المنزل ، نظرت إلى الخلف ، مازالت في السيارة .. أشرت بيدي لها لتنزل .. أشرت هي إلي قفل الباب .. وضعت الحقائب فتحت السيارة بالمفتاح
- أنا مادري وش ألي طيحني فيكم ياعيال الفقر ، ماتعرفون تفتحون الباب العادي ، أجل لو كان تماتيك ايش رايح تسوين ، في المرة الجاية كل ألي تسوينه هو رفع هذي فوق - وأشرت بإصبعي إلى القفل - ثم سحب يد الباب .. مفهوم … ياله جربي .. أغلقت الباب واتجهت نحو البيت .. فتحت هي باب السيارة وقالت : أنا اعرف كيف افتحه ولكن المفروض أنك أنت ألي تفتح الباب خصوصاً اليوم
- وأنا شغال عند ابوك ، أنا ألي دافع الفلوس وإلا أنت ، المفروض بعد أنك أنت ألي تفتحين لي الباب .. عضت على شفتها بقوة
قلت لها : لا تقطعين براطمك إذا مو عاجبك بالطقاق ، وعقاباً لك وردعاً لأمثالك شيلي شناطك بنفسك ، وافلتُ الحقائب من يدي ووقعت على الأرض ، دخلت داخل المنزل ، تذكرت العشاء ، رجعت وحملت العشاء ، وكانت هي قد دخلت بحقائبها ووضعتها في غرفة النوم وبدلت ملابسها ، جلسنا على المائدة
- ليش البيبسي حقي ناقص ها .. انت شاربه منه ؟؟
- والله ماشربت منه بس انكب شوي منه في الطريق .. استغليت هذه الفرصة لأتغزل بها
- يا آحلى من رغوة الكبتشينو كان ودي أنك أنت ألي شاربته علشان أقول لك هني وعافية وعلشان اخذ ألي معك هاها .. تناولت الهمبرجر ، أكلته .. ياله من لذيذ
- لماذا لا تأكلين ماتبغينه .. طيب .. التهمت نصيبها من العشاء وقمت بسرعة وقلت : آخر واحد هو ألي يغسل الصحون ( هذا عرف عند العزوبيه )
قامت بتنظيف الطاولة جلست أنا على الأريكة ، جلست هي على كرسي بعيداً عني ، قلت : ليش ماتجلسين بجنبي .. وإلا صح اتارينا متزاعلين … طيب وش رايك نتابع اقوال الصحف حقت بكرى .. كالعادة لم يعجبها كلامي عقدت حاجبيها ونظرات إلى الأسفل مع بعض من التذمر … ولكي ازيل الأنطباع السيئ عني والذي تكون لديها خلال السويعات الماضية قررت أن اراضيها واصالحها فقلت : يازوجتي العزيزة يأم أعيالي المستقبلية - صوت ناي حزين - تكفين لا تزعلين مني تراني ما كنت اقصد ، أنا مسكين .. ضعيف الحيلة ممكن تسلفيني 15 ريال .. اقصد ممكن تسامحيني وتخليننا نفتح صفحة بيضاء بالدفتر ألي لسى ماشترينه
- خلاص لا تصيح لا تصيح أنا مسامحتك .
عندما نادي المنادي لصلاة الفجر سمعت صوتاً يوقظني من غفوتي .. محمد .. حبيبي .. محمد حبيبي قم صل .. آذن الفجر قم صل .. ياله حبيبي محمد لا تصير كذا - لقد كنت يقظاً من أول كلمة ولكنني تظاهرت بالنوم من اجل أن اسمع المزيد والمزيد - استيقظت ، جلست ، نظرت إليها وش تقولين ياحرمة
- اقولك قم صل أذن الفجر
- لالا مو هذي ألي أسألك عنه فيه كلمة ثانية كنتي تقولينها ..
ابتسامة ارتسمت على شفتيها ، ابتسامة الخجل الأنثوي ( قالت بصوت خافت ومتوتر لا يكاد يسمع ) كنت اقول ياحبيبي
صرخت وقلت : أيش تقولين .. ياحبيبي .. حبيبي مرة وحده … حبك برص إنشاء الله .. أنا ماعرفتك إلا قبل كم ساعة وبالسرعة هذي بديتي تمونين الحين تقولين ياحبيبي اجل بعد اشوي وش تبين تقولين عطني خمسة ريال حق الدخان وإلا عشرة ابعبي بنزين أي والله عالم ماتستحي .. غطت وجهها بيديها وأجهشت بالبكاء ، بكاءً مريراً لا اعرف ما سببه .. توضأت لبست ملابسي هممت بالخروج ، وقبل أن أصل لباب الغرفة التفت إليها وقلت : ارجع من الصلاة واحصل القهوة والقدوع جاهزين سمعتي .. عدت من المسجد ، وجدتها قد جهزت القهوة ووضعتها على الطاولة وجلست بجانبها تنتظرني ، ألقيت عليها التحية ، نظرت إلى القهوة وإلى التمر ( وقلت ) ايش هذا ، قهوة وتمر عقب الفجر ، شايفتنا شيبان وإلا فلاليح ؟؟؟ ثارت ، انفجرت ، صرخت كلبوة فقدت أحد اشبالها ، قلبت الطاولة رأساً على عقب
قالت بصوت قوي : شايفني مسخره عندك ، شايفني لعبة بيدك ، شايفني ضحكة في حلقك ، أنت ألي طلبت القهوة ، فيه أحد دازك لمي ، أنت ناوي تجنني
_ خلاص يا بنت الحلال أهدي ، صحيح أنا ألي قايل لك وأنا أسف
_ إذا ماتبي قهوة ليش تطلبها مني قولي ليش
- نذالة ، أول مرة ألقى واحد يطيع أوامري .. هاها .. وش رأيك ننسى الموضوع ونروح نفطر برى في أحد المطاعم العائلية ، والله يانا اعرف فوال عنده قسم عوايل يجنن يحبه قلبك .....
وبعد عدة أيام من زواجي وبعد إحساسي بالملل والضيق من جراء المكوث بالمنزل وبحسب النصائح التي لدي والتي تنصح الزوج بعدم الخروج من المنزل منفرداً في الأيام الأولى من الزواج كي لا تكثر الشائعات والأقاويل التي ربما تشير إلى عدم توفقهما ، لم اعتاد على الارتباط أو السجن وكبت الحرية فأنا أعشق الحرية وعدم المسئولية .
طلبت من زوجتي أن تهيئ نفسها لزيارة أهلها ولكي أجد عذراً لزيارة أصدقائي فلقد اشتقت إليهم كثيراً ، ذهبت إلى مكان تجمع أصدقائي بعد أن أوصلت زوجتي ، ولسوء الحظ لم أجد سوى أحدهم والذي اخبرني أن البقية ربما يأتون في أي لحظة على حسب ظروفهم وارتباطاتهم ، وبعد أن استقبلني استقبالاً حاراً جلسنا سوياً نتبادل أطراف الحديث عن أمور الزواج ، لقد صارحته ببعض الأمور وطلبت المشورة منه ببعضها .. قال صاحبي : يا محمد أنت إلى الآن تمشي بالطريق الصحيح
- ولكن يا طارق أحس أن فيه فضاوة بيننا
- تقصد فجوة
- بالضبط .. فجوة ببعض الأمور
- أجل وش راح تسوي في السنين الجاية ؟ أنت الحين لسى ما كملت أسبوع ، ومن الطبيعي أنكم ما تأقلمتوا على بعض لحد الحين .. يعني فيه أشياء ما راح تتأقلمون عليها إلا بعد شهور فلا تستعجل على رزقك
- لا تستعجل على رزقك .. ياخي أنا قاعد اشحذ منك يوم تقولي هالكلام ، أبيك تقولي طرق تقربها مني وتحببني فيها
- ما أظن أن فيه علاج للمرض هذا آلي هو أنت ، ومع ذلك راح أعطيك كم نصيحة لعلى وعسى
- طيب عطني وأنا أجرب أن أنجحت هذا هو المطلوب وأن ما أنجحت بالطقاق فأنا سويت إلي علي
- طيب قرب أذنك أخاف أحد يسمعنا .. اقترب طارق مني وشرع بالحديث في إذني عن طريقته وأنا مابين مصدق ومكذب لما اسمع من كلامة .. أوه .. أوه كل هذا يا ظالم اسوية أنا بروحي
- أكيد .. لا واسمع بعد
- ها .. ها .. والله انك إنسان منحط
- منحط وإلا مشيول هذي جزاتي أني قاعد أعلمك
- ولا تزعل عطني رأسك أحبه .. ودعت صاحبي وشكرته ، عندما كنت هاماً بالخروج صادفت أخي الأحمق عند الباب .. قلت : وش جايبك هنا ؟؟
اقترب مني وقال بصوت منخفض : صراحة أنا قايل لهم أنك مرسلني احل مكانك في فترة غيابك علشان تحلل افلوسك
- يقطع شيطانك تصدق كانت فايتتني هذي ، بس هذا مو سبب يخليك تارثني وأنا حي ، أمي قالت لي أنك استوليت على غرفتي وعلى ملابسي حتى موقف انعالي ، ومع ذلك أنا كل يوم أتذكرك بالخير يوم اسمع شخير المذكورة أعلاه
- الحين آلي يسمعك يقول : أبد مايشاخر
- أنا على الأقل مانزعج من شخيري لأني ماسمعه .. بس انتم شخيركم يزعجني
- لا ياشيخ .. ؟
الموضوع .
لقد امتلاء عقلي واضطرب فؤادي واحترت في أمري لما سمعته من صاحبي ، هل اعمل بما قال أم أنسى الأمر ؟؟ في نهاية الصراع الدائر بين عقلي ونفسي بين السذاجة والحضارة قررت أن انفذ ما قاله صاحبي ، وصلت لبيت أهل زوجتي أخذتها واتجهت نحو منزلنا وأنا شارد الذهن ، كيف لي أن أفاتحها في الموضوع ؟؟ وماذا سيكون رد فعلها ؟؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور بخلدي ، وصلنا إلى المنزل ، جلست على أول كرسي صادفني ، أمامي شاشة التلفاز ، اقلب القناتين ، أحاول أن طرد الأفكار السوداء من رأسي ومخيلتي .. سألتها بصوت عالي : وش راح تعشيننا اليوم
- ابسويلك اومليت
- أم ليت .. وش تصير هذي لا يكون جايبتها من بيت اهلك
- لا لا هذي بيض مقلي
- طيب قولي بيض مقلي ليش الفلسفة آلي مالها داعي
- والله أني كرهت كلمة بيض مقلي لأني من يوم جيت هنا وأنا مآكل إلا هو
- احمدي ربك غيرك مو لاقي هالنعمة .. تدرين أنا بعد مليت من البيض المقلي .. وش رأيك نبذخ ونسرف ونخربها اليوم .. طفي على أم ليت هذي مادري أم لو .. ألي قاعده تسوينها
- ليش وش أنت ناوي عليه ؟ ارتسمت على محياي ابتسامة خبث ومكر وقلت : اصبري اشوي وشوفي .. ذهبت إلى المستودع ، وبعد لحظات عدت وناولتها معجون طماطم وبصل وقلت لها : الحين اضبطي لنا شكشوكة .. وش رأيك ؟؟
- أنا مادري وش آلي معجبك في البيض أكيد أمك يوم كانت حاملة فيك كانت تتوحم بدجاجة
- والله صرتي تنكتين بعد هذا آلي ناقص .. أقول لا يكثر هرجك .. اضبطي العشاء وأنا بضبط الجلسة
- جلسة شعبية .. وإلا جلسة على الرصيف هاها
- هاها .. ياثقل دمك هذا وأنت لسى ماكلتي طماط .. خرجت من المطبخ واتجهت إلى الصالة .. أنظر وابحث عن الابجورة التي ذكرها صاحبي ، لم أجدها ، فتشت عنها في كل مكان ، قلت في نفسي يا خسارة من أولها خربت ، بس لازم ألقى لها حل ، عدت إلى المطبخ وأخذت كيس قمامة اسود وطلبت منها أن لا تخرج من المطبخ حتى أنادى عليها ، وبعد نصف ساعة من الأعمال الشاقة صرخت منادياً زوجتي : أم زنيفر ياله تعالي .. لم تجيب .. صرخت بها مرة أخرى وأيضاً لم تجيب قلت بعد أن احمرت عيناي من الغضب : أنت يالي في المطبخ صمخ إنشاء الله ما تسمعين
- تناديني أنا
- آيه أنتي فيه أحد غيرك هنا
- طيب منهي أم زنيفر هذي
- أنتي .. اجل تبيني أقول اسمك قدام الناس آلي قاعدين يقرون الحين عيب .. خرجت تحمل بين يديها صينية الأكل الشهي ، وقفت تنظر بدهشة ، جاحظة العينين فمها على مصرعية ، تنظر إلى السقف ، لحظات من الصمت وتجمد الأطراف ، قالت بصوت متقطع وعيناها مسلطتا إلى الأعلى :
وش قاعد تسوي .. انهبلت
- ها .. بصراحة قولي وش رأيك بالصالة
- امممم طالعة كنها غرفة تحميض صور .. ليش مغطي الثريا بكيس الزبالة
- علشان تصير الإضاءة خافته .. لزوم الجلسة الرومانسية .. أف بغيتي تنسيني .. وين عصا المكنسة
- وش تبغي فيها بعد .. وش رأيك أجيب لك الدرام مرة وحده ياالقروي المبدع
- أدري انك منقهرة .. أبيها علشان كل اشوي أحرك الثريا وتصير مثل الدسكوات آلي في الأفلام - أنا قلت الأفلام لأني ما قلت لهم أيام الخطبة أني قد سافرت للخارج :* -
- الله يصبرنا على هبالك
- أقول تعالي وحطي الأكل على الطاولة للحين أجي واتوطى في بطنك
- طيب لا تنفخ ..
وضعت الصينية على الطاولة وجلست ، جلست مقابلاً لها ، الإضاءة خافته والمكان هادى ، وقفت بسرعة وقلت : أف نسيت الموسيقى الكلاسيكية
- وشوله الموسيقى
- وش يعرفك أنت للجلسات الرومانسية حدك جلسات مطعم بخاري .. إلا ما عندك أشرطة موسيقى
- واحنا عندنا مسجل علشان تكون عندنا أشرطة
- أي والله صح طيب وش العمل
- مو لازم موسيقى
- إلا لازم .. حتى لو أضطريت أني اغني لك .. أني مني مو .. أني مني مو .. أني أني .. أوه لقيتها كم الساعة الحين
- عشر إلا ربع
- تمام يعني الأخبار قد بدت ، أسرعت نحو التلفاز فأشعلته ، ابتسمت ابتسامة الرضا ، موسيقى تصويرية طويلة نوعاً ما ، ولكن هناك مشكلة أخرى ضوء التلفاز يشوش على الضوء الذي أتعبني حتى جعلته بهذا الشكل ، أخذت شماغي وغطيت به الشاشة .. عدت إلى مكاني أمام المائدة وأمام الجمال المكبوت والحبيس في وجه زوجتي ، أضاءه تجلب النوم ، موسيقى متذبذبة ، أحرك الثريا مابين فترة وأخرى بالعصا ، اتأمل زوجتي ، أغمز لها ، اراقص حواجبي العريضة ، تنظر إلي بتعجب واستنكار
- سلامات عينك فيها شي
- لا بس الظاهر دخلت فيها نحلة
- هاها .. نحلة .. علي هالكلام ادري انك تحاول تغازلني
- يا بنت الايه وشلون عرفتي ، أكيد تتابعين مسلسلات واجد
- نفس حركات جدي إذا قعد يغازل جدتي الله يرحمهم
- تقصدين أن هالحركات قديمة من يوم كان الحب طين
- طين .. وشلون طين ؟
- مادري .. تناولت قطعة خبز وحشوتها بيضاً ، ثم مضغتها ، زوجتي تنظر إلى كالعادة تنتظر تذمري من طبخها ، بدأت ملامحي تتغير وترتسم التجاعيد على وجهي ، حالة اشمئزاز وعدم صياغة لمذاق الأكل ..
- وش فيك تعبط وجهك الأكل فيه شي ؟
- يعني .. طعم البيض غريب اشوي كن فيه طعم فلوريدا ، وش أنت حاطه فيه ؟
- قصدك الفلورايد ، والله ماحطيت شي ، خلني أذوق ..
تناولت قطعة صغيرة من الطبق ووضعتها في فمها وعندما لامست القطعة لسانها قذفت بها خارجاً .. وععععععععع .. وش ذا ؟؟ وفي هذه الأثناء شهقت أنا ، -
صرخت زوجتي : فقاعة صابون طلعت من افمك .. هاهاها
-الحين عرفت السبب ، يا بنت آلي مانب قايل حاطه صابون بدل الملح ؟
- لالا والله ماحطيت صابون
- ياجنطة ياغبية … العلبة البيضاء ألي في المطبخ حقت الملح فيها صابون
- وش يدريني .. أحد يحط في علبة الملح صابون
- إيه حتى أسالي المطاعم .. غضبت من هذه الفعلة ، وتعكر مزاجي نزعت الكيس من الثريا إعلانا مني بانتهاء العرض ، أحست هي أنني متكدر من فعلتها وإهمالها ، حاولت بشتى الطرق أن تراضيني ولكن جميع محاولاتها لم تفلح وجميع كلماتها لم تحرك بي ساكناً ، عندها وكمحاولة أخيرة
قالت : وش رأيك تجيب لنا عشاء من برى
- هو موت وخراب ديار
- رح جب لنا سندوتش بيض من آلي أنت تحبها .. قالتها وقد ارتسمت على شفتاها ابتسامة هادئة وبيدها ضربتني بخفه على كتفي بمعنى أنها آسفة
- لا تطقين .. مانيب رايح
- العشاء على حسابي بس لا تزعل
- قلت لك على حسابي يا أبن الحلال
- والله على حسابك .. ياله هاتي الفلوس
- خذ هذي خمسة ريال جب أربعة سندوتش وواحد بيبسي
- ليش أنت ماتبين بيبسي
- إلا أبي .. البيبسي لنا أنا وياك
- معصي .. تدرين عطيني عشرة خلينا نمتع أنفسنا
- عشرة ليش ؟؟ وإلا تبي تأخذ حق البنزين
- لا ابجيبلك كبده يحبها قلبك .
تناولت العشرة ريال من زوجتي ، وذهبت إلى المطعم ، طلبت الأربع سندوتشات ، وقفت أمام العامل الذي يقوم بتجهيزها وقلت له : الله يخليك توصى فينا
- ابشر
- الله يزوجك كثر الكبدة أشوي
- ابشر
- الله يرزقك كثر الخبز ..
نظر العامل إلي وإلا السندوتش الذي بين يديه وقال :
وشلون اكثر الخبز .. هن أربع شندوتشات وشلووووون ؟؟؟
- مادري
- اللهم طولك يا روح
- لا لاتشيل العجين .. خله احسن
- ألا وش رأيك تشتغل مكاني
- أوكية وخر
- ياله تعال !!! ..
ابتعد العامل بعد أن انتهى من تجهيز اثنتين ، وقفت أنا مكانة ووقف أمامي واضعاً يديه على خصره يرقبني ويتكهن بماذا سأفعل ، نظرت إلى السندوتشات المجهزة وقلت :
والله أنك متوصي بهذولي ، كيف راح تربحون إذا كل زبون تعبيله السندوتش ، أخرجت نصف الحشوة وقلت : أيوه الحشوة لازم تكون كذا .. جهزت السندوتشات الأخرى بنفس الطريقة ، وضعتها في كيس وناولته الحساب وهو في حالة استغراب وعدم استيعاب ، خرجت من المطعم ، مشيت بضع خطوات نظرت إلى الخلف إلى العامل ، مازال واقفاً محدقاً بي ، أشرت له بيدي ، رفع يده بسرعة شديدة ، أختل توازنه ، ارتطم بحلة الأكل وسقطت على الأرض وعليه .. ضحكت ، وقهقهت .. هاها .. ياله من أحمق .. طوط طوط .. التفت إلى الشارع ، سيارة صغيرة قادمة نحوي بسرعة ، قفزت عالياً ، سبحت في الهواء ، استقريت على قارعة الطريق ، لقد تناثر الأكل في كل مكان ، ألقيت عليه وابلاً من الشتائم ، قذفته بحجر .. اوووووووه أنه ليس حجر .. أنه البيبسي .. يا ويلي .
عدت إلى المنزل اجر أذيال الخيبة والأمل ..
استقبلتني زوجتي بلهفة الجائع ، نظرت إلى يدي الفارغتين وقالت : وين العشاء …
- يوم طلعت ووقفت عند الإشارة جاني شحاذ ورحمته وعطيته العشرة
- أيه هين .. يعني مردنا لأم الصابون
- احسن من لا شي .. أقول اذكر أن فيه بسكوت مالح .. يمدحونه مع الشاهي .. وش رايك ؟؟
أشرقت الشمس وذاب الجليد وبدأت الحشائش تخرج من ثنايا الأرض الصفراء ، أخضر الغصن الجاف واصبح طرياً مرناً لا ينكسر بسهولة ، أشدت الروابط الزوجية وانزاحت الكلفة الشخصية ، استطاع كلٍ منا تقبل صاحبه بعيوبه ومزاياه ليدفع بذلك عجلة القافلة بأمان وسط كثبان المشاكل والخلافات الأسرية .
أشعة الشمس الدافئة تخترق نافذة غرفتي مسلطة على وجهي أحاول أن أتفادها بتغطية وجهي بيدي أو بالوسادة ، أتقلب بجميع الاتجاهات محاولاً جلب النوم إلى عيني كمن يسحب عربة محملة بالأوزان ، اشعر بثقل برأسي أحس بمن يحركني ويصرخ بأذني عبثاً يحاول أن يوقظني ، ارتفع الصوت أشدد التحريك ، صوتاً يناديني .. محمد .. مد .. مد .. مد .. محمد .. مد .. مد .. مد أرجو لك على قد إلحافك
- قم حتى الأمثال ماتعرف تقولها ، قم تأخرت على شغلك
- تكفين خليني أنام خمس دقايق بس
- قم افطر وعلشان توديني بطريقك لأهلي
- ليش تبين تروحين لأهلك
- فيه موضوع بيني وبين أمي وإذا رجعت أقوله لك
- قصدك لرجعتي تبين تطبقين نصايح أمك الشينه
- لا والله مو هذا القصد ، قم أنت الحين غسل وأفطر
- طيب .. نهضت من فراشي ، غسلت وجهي ، واعتقد أنني فرشت أسناني ، لبست ملابسي وخرجت لأتناول الإفطار ، جلست على الطاولة أنظر إلى المائدة اقلب الأطباق الفارغة لا يوجد بها شي عدا قليلاً من قشر التفاح المجفف والحليب المبستر ، صرخت بزوجتي مستنكراً : وش هالقشور اليابسة هذي شايفتني دجاجة ..
أخرجت رأسها من باب المطبخ ابتسمت ابتسامة باهته وأخبرتني باستخفاف أن هذا ما هو إلا كورن فليكس أو كما قالت ، وبعد أن استفسرت عن طريقة آكلها
قالت : حط عليه حليب واشوي سكر وكله بالملعقة
- مالها داعي الفلسفة قولي أنها أم علي حقت الكفار وخلاص
- مايخالف المرة الثانية ، الحين ابروح البس عباتي وأنت خلص فطورك بسرعة علشان مانتأخر .
ذهبنا إلى منزل أهلها ، طلبت منها العودة فور الانتهاء من الزيارة لتقوم بتجهيز وجبة الغداء ، عدت من عملي عند الساعة الثالثة عصراً ولم أجدها في المنزل ، سارعت بالاتصال على أهلها وأخبروني أنها في الطريق إلى البيت ، وما هي إلا دقائق حتى أتت ، يبدو عليها الابتهاج والسرور ابتسامة عريضة ترتسم على محياها ، وأنا أحترق في داخلي غضباً منها ، وقبل أن أرد التحية عليها سألتها بنبرة تنم بغيضي من تأخرها ، لم تجبني كانت تمشي بخطى هادئة وثابتة وابتسامتها تزداد اتساعاً وعيناي تزداد احمراراً وأطرافي تتسابق ارتعاشاً ، تقدمت نحو أحد الكراسي وجلست وبيدها عباءتها تمدها إلي وتأمرني أن أضعها في مكانها المخصص متجاهلة غيضي ، صرخت صرخة كادت أن تفجر أذناي قبل حنجرتي .. لماذا تأخرتِ ؟ لماذا لم تحضري الغداء ؟ لماذا أنت مسرورة ؟ ماذا بك ؟ كل هذه الأسئلة كانت في خلدي ولكنها تشاجرت من يخرج أولاً من فمي ونتيجة الشجار تمتمة غير مفهومة أشبه بالأنين منها بالكلمات ، في هذه اللحظات ولكي لا يتطور الأمر سوءاً
سارعت بالقول : هد نفسك يابن الحلال لا ينقز فيك عرق ، عندي لك خبر حلو راح يخليك تشقق من الفرح
- ياحرمه لا تلعبين بأعصابي ، تراني جوعان ومخي مقفل
- إذا عرفت الخبر راح تعذرني على تأخيري ، اجلس الحين واقولك الخبر
- ياله قولي الخبر بسرعة لا أعطيك بكس اهد اسنونك
- هاهاها .. طيب اجلس
- مايصلح الخبر ينقال وأنا واقف .. وهذي جلسة
- صراحة أنا مادري وشلون أقولك الخبر
- بدينا بالكلام الفاضي ، قولي من اليمين لليسار ياله بسرعة
- اليوم انا رحت مع أمي للطبيبة علشان اكشف
- عسى ماشر وش فيك لا يكون جاكي تسمم من عشاء البارح تصدقين بعد أنا بطني مو مضبوط اليوم
- لا لا ماجاني شي ، الدكتورة قالت لي أن في أحشائي .. في أحشائي
- وقفي خلاص لا تكملين ، فهمت .. أعوذ بالله من غضب الله أستغفر الله العلي العظيم ، هذي أخرتها ، كم مرة أقولك لا تماشين رفيقات السوء
- أي رفيقات سوء وأي خرابيط تتكلم عنها
- لا تحاولين تبررين موقفك وأن الحاجة هي إلى خلتك تسوين كذا ، أنا ماقصرت معاك بشي ، صحيح أني ناشف شوي بس هذا مايعني أني بخيل ، أنا وبسبب الديون قاعد اشتغل للناس الحين ، هذي جزاتي تسودين وجهي
- هيه أنت يابو الشباب وش قاعد تقول ، افهم أول
- وأنت خليتي فيني عقل علشان افهم أنت وسوياك الشينه ، الحين بأي وجه أقابل الناس ، أخ .. من يوم بديتي تماشين جارتنا الباكستانية وأنا شاك في الموضوع بس قلت ياولد لا تسيء الظن
- هيه لا يروح عقلك بعيد .. صدق أنك ماتنشرى ولا بريال وأنت جوعان ، أقولك في بطني جنين
- جنين وإلا هروين !! كلها مخدرات حتى لو حاولتي تغيرين الأسامي ، ما قول إلا الله يعيني ابترمل وأنا بعز شبابي
- هاهاها والله أنك قروي وأنت أي شي في الأحشاء يصير مخدرات ، أقولك في بطني طفل
- بطل .. حشى هذا مو بطن هذا سوق سوداء ، بطل ومخدرات في بطنك يا لظالمة ، باله شوفي إذا في بطنك علبة باتكس وإلا بكت دخان
- ياجنط .. أنا حامل .. حامل .. حامل
- ما شاء الله عليك والله أنك قوية قدرتي تحملينهم بروحك
- ياربي .. أكيد مخك مشفر اليوم ، أنت ماتفهم ، اقولك أنا حامل ، يعني أنت تبي تصير أبو بعد كم شهر ، الله يعينه عليك
- هاه .. اقين مرة ثانية ما فهمت
- وأنت متى فهمت !! أنا حامل ، يعني أنت تبي تصير أبو
- الحين فهمت ، قولي انك دافع ، وإلا مضرع ، يعني لازم تتفلسفين علي
- وأنت شايفني بهيمة بعد على هالالفاظ
- يعني أنت حامل بولد صح
- أو بنت
- مو مشكلة ، أهم شي انك حققت حلم حياتي ، أحمدك يا رب ، أحمدك يا رب وأخيراً تحقق الحلم
- صدق يا محمد أنت كان نفسك بولد مني
- لا
- لا .. طيب وش هو حلم حياتك ؟؟
- حلم حياتي أني امشي بشارع الحوامل وأنا رافع رأسي فوق أطالع ألي رايح والي جاي ولا يهمني أحد .. ياله مشينا بسرعة للشارع
- مهبول أنت وإلا صاحي شارع الحوامل بهالحر
- لا تؤجلين مشي الحر إلى مشي البراد ، راح نمشي من اليوم حتى تولدين
- والله انك مانتب كفو تصير أبو على هالطموحات والأحلام
- أقول لا يكثر هرجك سوي سندوتشات علشان ناكلهم وأحنا نمشي
- الله يعيني عليك
- إلا تعالي من متى وأنت حامل
- أنا في الشهر الثاني
- غريبة
- وش هي ألي غريبة
- ما كد شفتك ترجعين أو تدوخين
- أقول الله يقطع التلفزيون ألي لحس مخك
- بس أخاف يصير الحمل نصاب أقصد كاذب
- لا الحمل صدقي مو كذب الدكتورة أكدت لي هالكلام
- طيب يعني بعد سبع شهور تبين تسوين له داون لود .. بس تأكدي لا يصير فيه فايروس
- أقول مشينا للشارع احسن .
ذهبنا لشارع الحوامل كما يسميه البعض ، تغمرني فرحة وحماس لا مثيل لهما ، كنت على استعداد أن ادفع عمري مقابل ذلك النبأ السعيد الذي لم يستطع علقي استيعابه حتى الآن .. وصلنا الشارع المعني ، ارتجلت أنا وزوجتي بين حشود النساء والرجال ، ما هي إلا بضع مترات حتى أصابني ألم في اسفل ساقي اضطرني لإنهاء هذه الرياضة والعودة إلى السيارة ، خيبة أمل تعكر صفو وجه زوجتي وهي التي طالما طلبت مني الخروج والترويح عن النفس والهروب من الضجر الذي سببه لها طول المكوث بالمنزل ، نظرت إليها بابتسامتي التي لم تفارقني ، أخبرتها أننا لن نعود للمنزل الآن وقبل أن ألبي لها أمنية من أمنياتها المحدودة التي كنت أتجاهلها في الماضي لعدم وجود الوقت أو اعتذر لها بأعذار واهية ، حاولت أن أتذكر أهم الأمنيات بالنسبة لها ولكي أفاجئها بتلبيتها وأشعرها أنني مهتماً بها وبأحلامها ، وبعد أن تذكرت قلت : راح أحقق لك أمنية من أمنياتك ، راح اوديك لمكان تقدرين تشوفين الطيارات وهي تطير ، انقلبت خيبة الأمل إلى شعور بالنصر والظفر بالغنيمة ، لم تصدق ماقلت في بادي الأمر ، أقسمت لها بأنني فاعل لما قلته .
وعلى الفور اتجهنا قاصدين ذلك المكان ، لم أتمكن من التوغل بسبب الرمال وحضائر الجمال ، الهواء ساكناً حتى أنه لا يقدر تحريك الأكياس المتناثرة هنا وهناك ، السماء صافية تزينها النجوم المتلألئة ونور القمر ينعكس من وجوهنا ، جلسنا بعد أن قمنا بتنظيف المكان من الأحجار الكبيرة والتي تقلق راحتنا ، تناولنا السندوتشات التي أحضرناها معنا ، كلٍ منا ينظر إلى صاحبه تارة وإلى السماء تارة أخرى ، حالة من الذهول والدهشة يلتبس وجه زوجتي وهي تتابع منظر الطائرات عند الهبوط ، ولكسر حاجز الصمت الذي خيم علينا ولأضفي بعضاً من الشاعرية على خلوتنا الشرعية قلت متغزلاً بزوجتي : شوفي الطيارة هذيك
- أيه اشوفها وش فيها
- أنت أحلى وأجمل وارق من المضيفة الهندية ألي بالدرجة السياحية
- الله لا يكثر خيرك ، لو قلت المضيفة اللبنانية ألي في الدرجة الأولى كان قلت لك معقولة
- الهندية وتخب عليك بعد
- الحين مخلي السماء وكل الأشياء الحلوة ألي فيها وقاعد تقارني بمضيفة .. وهندية بعد
- هذا ألي طلع من ذمتي ، تبغيني اكذب يعني
- أيه اكذب مو أنت أول واحد أو آخر واحد يشبه زوجته بالقمر
- الله يعين القمر
- وش قصدك أني مو كفو
- لا العفو ، اقصد هالقمر الضعيف كل من بغى يتغزل وتوهق قال القمر والقمر ، صار القمر كنه شماغ في محل مصور من نسى شماغه البسه وصور
- طيب عندك السحاب ، النجوم أي شي حلو
- ابحاول .. تشوفين النجوم
- أيه اشوفهم وش فيهم
- والله ياهم اكثار ، اتحداك تعدينهم
- افففففف اعناد فيك ابعدهم 1 ، 2 ، 3
- لا تعدينهم يابنت الناس ، بعدين يطلع في وجهك ثواليل ، وماحنا ناقصين يكفي حبوب الخال
- تطنز ، عاد لو انك حلو أو مملوح على الأقل كان قلت مايخالف ، بس المشكلة أنك آية بالقبح يالشين
- هاهاها .. تصدقين قاعد اتخيل الثواليل بعد مايطلعن بوجهك ويكون حواليها كم حبة خال .. تصير كنها جحر نمل .. هاها .. بعدها ماراح اوديك لطبيب جلدية تدرين وين راح اوديك ؟؟
- أدري تبي تقول لشركة مكافحة حشرات ؟؟ صح
- لا .. لا راح اوديك لشركة شفط مجاري
- شركة مجاري ؟؟ طيب ليش عاد
- لان حقين الحشرات مسكرين .. هاهاها .. وعلشان نخليهم يشفطون النمل ونستفيد من جحورهم نزرع فيهم أثل ، لمكافحة التصحر ألي في وجهك .. هاهاهاها
- هذي وهي جلسة شاعرية ، اجل لو كانت جلسة هواش وش راح تقول ، ليش ما تتعلم من المسلسلات ألي تشوف وتقول كلام حب
- وأنت تشكين أني احبك علشان أقولك أنى احبك
- ادري انك تحبني بس ابيك تقولها لو مرة وحده
- كم تدفعين .. هاها .. اسمعي الحب مهب بالقول والهرج الفاضي ، الحب فعل وتضحية ، لو كان الحب كلام بس كان كل واحد عنده آلف حبيب ونصير مثل حقين الاي سي كيو وساحة الحوار
- ادري
- تكذبين ماتدرين .. أنا لو ماحبك ماجلست معاك كل هالمدة
- طيب عاد لا تقول تكذبين
- لو ما قلتها صرت أنا الكذاب
- طيب أنت وش تعرف عن الحب
- اعرف أن الحب مواقف مجانية ، وعطاء يعني لو صار لك موقف راح تحصليني اقف معاك قبل اهلك واخوانك ، يعني مثلاً لو تضاربتي أنت وواحد ، أكيد ابفزع معاك لأني احبك هذا في حالة أنه اقوى منك ، بس لو كنت أنت أقوى منه ، أنا ألي راح اكفلك وطلعك من التوقيف ، هذا هو الحب الحقيقي بنظري
- وأنا بنظري إني أقعد اعد النجوم اصرف لي .. مالت عليك أنت وأمثالك
الوحيد @alohyd
عضو
هذا الموضوع مغلق.
سكاي
•
موضوع رائع ومثير للضحك واسلوب الكاتب اكثر من رائع ولكن لا اعتقد ان كل الازواج يعيشون بهذه الطريقه ولا كل الزوجات مثل هذه الزوجه الصراحه دمها بارد او صار عندها مناعه.<IMG SRC="http://hawaaworld.com/ubb//smilies/cwm1.gif" border=0>
fahad
•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا والف لا ياوحيد
والحمد لله
.
<IMG SRC="http://www.harrythecat.com/graphics/k/cat16.gif" border=0>
فـــــــهــــــد
------------------
...التوقيع......
.لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأي ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!
* من كتاب((لا...تحزن)للشيخ :عائض القرني
لا والف لا ياوحيد
والحمد لله
.
<IMG SRC="http://www.harrythecat.com/graphics/k/cat16.gif" border=0>
فـــــــهــــــد
------------------
...التوقيع......
.لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأي ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!
* من كتاب((لا...تحزن)للشيخ :عائض القرني
الصفحة الأخيرة