
كم يحتاج هؤلاء الصغار من عمر لكي يكبروا ويدركوا ويفهموا الحكاية، كل الحكاية..
حكاية العالم المتحضر الذي ما سلبهم طفولتهم إلا ليمنحهم ما هو أكبر..
ديمقراطية عظيمة، الغالب والمغلوب فيها دماء الأبرياء..
كم يحتاجون لهواء كي يتنفسوا الحقيقة، ويعرفوا أن الرصاص الذي مزق أجساد آبائهم كان ينسج الشكل الجديد لـ New Iraq العراق الجديد
هدية الحضارة الرحيمة على الكلاب، وكم كلاب، سيحصي هؤلاء الصغار، قد سلخوا لحومهم وأمعنوا اذلالاً في كرامتهم، وداسوا طفولتهم.. وكم انفجار وكم جثة يتناهشها الروم والفرس؟ وكم عدد فرق الموت، وأنين المفجوعين في كل حارة وشارع.. ولا أحد عاد يهتم بهوية القاتل.. كل هذا لكي ينهض (نيو إراك) وينعم أولادهم الذين لم ينجبوهم بعد قبل أن يقتلوا بالديمقراطية.
يا ترى كم يحتاج هؤلاء الصغار كي يفهموا انهم كانوا الارهاب في حرب جوعوا قبلها عشر سنين.. وان عليهم وحدهم، نعم وحدهم، أن يتخلوا عن ارهابهم بأن يسبحوا بحمد الديمقراطية واربابها ابناء الحضارة الرحيمة قلوبها على الكلاب وكل كلابها الصفويين يقتلون ولا يشفي خوفهم القتل..
وان عليهم أن يهتفوا:
عاشت الديمقراطية وان سلخت طفولتنا
وعلقت لحومنا على أبواب العراق الجديد New Iraq

ثمة قوانين تجرم انتهاك حقوق الاطفال في الغرب، وثمة منظمات تدافع عن حقوق الدجاج والخراف في الدول المتقدمة.
أما في دولنا المتخلفة فان أطفالنا يولدون ارهابيين.. ونساءنا ينجبن الأطفال كي تحولهم إلى شظايا تقتل المحتلين.
هنا، يا سادة يا كرام، على تراب أرض الأنبياء من القدس إلى بغداد.. لا يحتاج القتل إلى رخصة، ولا القاتل إلى حجة.. هنا يتعلم الأطفال الارهاب على أصوله في غمار حرب أمريكا على الارهاب!!
هنا، يا سادة في هذه البقعة من العالم "المتخلف"، تتبخر معاني حقوق الانسان مع غبار الدبابات ودخان الصواريخ... وتجلس منظمات حقوق الانسان جلسة القرود الثلاث.. فلا ترى ولا تسمع ولا تتحدث!
هنا، يا سادة يا كرام، يتحول الانسان العربي إلى رقم في عصر الديجيتال.. قتل ثلاثة، عشرة، مائة..
لم تعد الناس تحفل كثيراً بعدد القتلى، أصبحوا أكثر كسلاً .. ويكفيهم أن يبلغوا كل عام أو عامين كم أصبح عدد القتلى في العراق.. مليون.. مليونان.. ما زال هناك متسع للقتل.. أما ما ينتهك من طفولة وكرامة هؤلاء الأطفال، فلا أحد يحصي لهم عددا..
الوطن بأكمله ينتهك!
التاريخ والتراث انتهك!
جثث القتلى تنتهك!
الأعراض تنتهك!
السيادة والكرامة الانسانية.. وهذه الطفولة البريئة..
أحلامنا البريئة انتهكت..
كم عمر سيحتاج يا ترى هذا الطفل الصغير كي ينسى ويحلم؟
وكم "بوش" سيحتاج لكي يولد طفلا.. لا ارهابياً؟!

إلى مقاوم عراقي
وكما القناديل تعلقت قطرات العرق البلوري على جبهته الممتده من السماء الى اعماق الجرح، تصارع البقاء والخلود على ناصية الحلم، لتولد من جديد فكرة في عيون الغد، وحكاية كفاح تتجدد عند بداية كل صرخة تأتي من بلاد الورد والجوري..
ذلك العملاق المرهق، لا زال يناضل لاجلنا،
لم يبرح عمره ارض المعركة ولاساحات الفداء،
نام في العراء،
وتخطى الاه،
صلى لعيون الأرض مع الشهداء،
ضحى لأجلنا هذا البطل،
هو وجميع الرفاق....
لازلت متيمة به،
وبي شوق حد الجنون لأرسم الكون له قبلة على الجبين والعين....
يقتلني الحنين اليه ويرميني في دوامة الهيام والذكرى، فأصبح رغماً عني اسيرة فؤاده وكفه وعينيه..
ارنم له مع كل جرح صلوات للقديس الذي رحل ملء غصته وألمه،انشد له كما الاطفال انشودة العودة والرجوع.. يطالعني بوجهه الباسم.. سليل النور معي!، رفيق الوطن، ومعشوقي الاوحد يطالعني!!، فيالحظي وبهجتي، فأدرك حينها اني مع عليين..
اذا من حقها الحروف ان تتراقص على سطور التيه وتتمايل كالسنابل حين يلامسها الربيع بمحبة وود.. ومن حقا ايضا الروح ان تنادي المروج والربوع والمزارع، ليتغنى العصفور عند كل ضحكة وبسمه..
أنتظرني اذاً..
همهمت الروح مع نفسها محدثةً عناقيد الهوى التي تركت القمر يبكي وحيداً في اعقاب الامل.
انتظرني قليلاً، لترى دموعي زاحفة على جدائل الشمس،ماشيةً على حبال غسيل العمر..
انتظر قليلاً وتمهل، لازال في العمر فسحة للبكاء والنحيب..
ياعزيزي اني اناديك همساً مجنوناً، وصهيلا متكسراً على ضفاف السكون.
اهديك، سبع نجمات بضيائهن، وعينين، وقلم،
اهديك، البحر النائم في عيون السماء،
اهديك، الجمر المتقد في افئدة الاطفال الحالمين بالاتي من الايام،
اهديك كل مااملك من قصائد وذكريات وفرح وبسمات وحزن ودموع..
واهدني انت الوطن،كما كان ،وكما كان له مقدرا ان يكون..
يكون جلجامش فيه الحارس عند اسوار المدينة المنكوبه،
ومن خلل النور يأتينا نبوخذنصر،حاملاً رايات العودة، والنصر القادم....
هذا هو الوطن الذي اذكر،
حضارة العقل ومدن حرية،
انسان يؤمن بالأرض،
نافذة صوب الغد،
حكايات، وقصص، ومزهرية..
اعد لي وطني ايها الغالي،
قبل ان يخبو الضئ في عيوني
اعد لي وطني قبل ان اكون رماداً،
وملامح انسان تغرب هنا يوماً..
اعد لي وطني، ليكون لي شاهدة هنالك،
تحدث المارين عن عاشقة تعانق حبيبها الان،
والان هي لها الحياة، وبداية اولى فصول الخلود..
الموضوع منقول ونقله سيتجدد كل يوم
الله ينصرالاسلام والمسلمين..