Um__0
Um__0
6/1 مفهوم الأدب وفنونه :
مرت لفظة ( أدب ) بتحولات دلالية بدأت بالمعنى الحسي بمعنى ( الداعي إلى الطعام) في الجاهلية :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى​لا ترى الآدب فينا ينتقر
ثم اكتسبت الكلمة المعنى الخلقي التهذيبي في صدر الإسلام، وأطلق الأمويون على معلمي أبناء الأمراء والحكام اسم( المؤدبون)، وعند العباسيين ثم ابن خلدون جاءت كلمة الأدب بمعنى الثقافة ( ... الأخذ من كل علم بطرف).
وفي العصر الحديث اختص الأدب بالتعبير عن الفكر والعاطفة بأسلوب أدبي شعرا كان أو نثرا، وكثرت التعريفات لمفهوم الأدب، وكلها تركز على تضمين مفهوم الأدب الآتي:
- هو النتاج الشعري أو النثري المستعين بالخيال أو العاطفة.
- هو المحمل بفكر/ فكرة .
- هو المفعم بالعاطفة والأحاسيس والمشاعر.
- هو التعبير الأدبي البليغ المؤثر في المتلقي.
- هو الذي يسكن شكلا من أشكال الأجناس الأدبية.

1/6/1 فنون الأدب :
1. الشعر وأغراضه من وصف أو هجاء أو مدح أو غزل أو رثاء ... .
2. النثر وأقسامه :( الخطبة , المقالة ,الرسالة , الأدب المسرحي ,القصة القصيرة, الرواية) .

6/2 عصور الأدب :
1. العصر الجاهلي وهو ما كان في الفترة المقدرة بمائتي عام قبل الإسلام.
2. العصر الإسلامي أو صدر الإسلام وهو من بداية عهد النبوة حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين .
3. العصر الأموي .
4. العصر العباسي الأول وبدأ سنة 132هـ ويقدر بمائة عام .
5. العصر العباسي الثاني وينتهي بسقوط بغداد سنة 656هـ.
6. العصر الأندلسي (حالة الأدب في بلاد الأندلس) .
7. عصر الدول المتتابعة ( من استيلاء البويهيين على بغداد وحتى نهاية الدولة العثمانية).
8. العصر الحديث والمعاصر،( وتقدر بدايته من سنة 1800م حتى الآن.) وهناك آراء مختلفة لتقدير بداية العصر الحديث ( الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م/تولي محمد علي حكم مصر/ ظهور البارودي/ بدا حركة الاستشراق).
وتقسيمات العصور الأدبية جاءت سياسية غير فنية.

6/3 سمات الشعر الجاهلي وأبرز أعلامه:
من أبرز سماته :
1. الصدق في تصوير العاطفة .
2. تمثيل الطبيعة .
3. متانة التركيب وجزالة اللفظ.
4. الابتداء بذكر الأطلال والديار.
أ-أبرز أعلامه في الشعر ( امرؤ القيس -النابغة الذبياني -طرفة بن العبد -عمرو ابن كلثوم - زهير بن أبي سلمى - وعنترة بن شداد).
ب- في النثر : ( قس بن ساعدة الإيادي – أكثم بن صيفي – وكعب بن لؤي –هاشم ابن عبد مناف ).

6/4 الشك والانتحال في الشعر الجاهلي:
شاع استخدام مصطلح الانتحال ليدل على قضية الشك في الشعر الجاهلي ويُؤثر بعضهم استخدام مصطلح النحل ويحدده بأنه "وضع قصيدة ما أو بيت من أبيات وإسناد ذلك لغير قائله" ويذهب آخر إلى أن "معنى انتحله وتنحله ادعاه لنفسه ولغيره .... ويقال نحل الشاعر قصيدته إذا نسبت إليه وهي لغيره"
وممن تعرض لقضية الانتحال قديما محمد بن سلام الجمحي في كتابه "طبقات فحول الشعراء"، وفي العصر الحديث من العرب الرافعي وطه حسين ومن المستشرقين مرجليوث
الذي نفى أنْ يكون الشعر الجاهلي الذي بين أيدينا معبراً عن العصر الجاهلي وإنما هو في رأيه نتاج مرحلة تالية لظهور الإسلام .

6/5 أنواع النثر الجاهلي :
1-الخطب.
2- الوصايا.
3- الأمثال والحكم.
6/5/1 أبرز أعلامه: سبقت الإشارة إليهم في سمات الشعر الجاهلي .

6/6 تأثير الإسلام في الشعر :
كان للإسلام تأثيره القوي الواضح في حياة العرب وأدبهم وأخلاقهم وتمثّل هذا التأثير في جانب الشعر في الآتي :
1. الألفاظ : إذ هذّبها وأضاف إليها ألفاظا جديدة، ولاسيما المصطلحات الإسلامية).
2. الأغراض : نهى الإسلام عن بعض الأغراض القديمة كالهجاء المقذع ووصف الخمر وغيرها من الأغراض التي تخالف الشريعة الإسلامية، وأضاف الإسلام أغراضا جديدة كالدعوة إلى الإسلام والمدائح النبوية) .
3. استعارة مفردات القرآن وتعبيراته .
4. الأسلوب والصياغة: وظهرت بشكل أوضح في النثر حيث ظهر ذلك في دقة اختيار الألفاظ وجودة المعاني والزهد في السجع , وحسن الاستهلال.

6/7 أغراض شعر صدر الإسلام :
1. المدح : وفيه مدح النبي (صلى الله عليه وسلم) .
2. الهجاء : يكون فيه هجاء الكفار والمشركين.
3. الرثاء :رثاء الشهداء أو الصحابة الكبار .
4. الفخر :الفخر بالإسلام والانتماء إليه أو بالقبيلة مع نبذ التعصب .
5. الدعوة : وفيها الدعوة إلى الدين الجديد أو إلى خلق أو فضيلة إسلامية .
1. الحماسة : وتكون في شعر الفتوح والمغازي .

6/8 الشعراء المخضرمون : (عاشوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام )
1. حسان بن ثابت .
2. كعب بن زُهير .
3. الخنساء .
4. لَبيد بن ربيعة.
5. النابغة الجعدي.
6. الحطيئة.

6/9 أنواع النثر في صدر الإسلام وأبرز أعلامه:
للنثر عدة أنواع هي :
1. الحكم .
2. الخطب : ( الخطابة، الدينية,السياسة ,خطط المعارك ,الوفود) .
3. الرسائل: ( ومنها رسائل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الملوك لدعوتهم إلى الإسلام ).
4. الوصايا .
6/9/1 أبرز أعلامه:
( الرسول -صلى الله عليه وسلم -والخلفاء الراشدون )
العصر الأموي:
6/10 الشعر السياسي:
ويقصد به: ( الشعر المتضمن لمعان جديدة صدح به الشعراء انتصارا لحربهم أو جماعتهم السياسية ) غذّاه الاختلاف في الرأي وتنازع الحكم بين الزعماء وجاء على نهج الشعر القديم في صور مختلفة منها :
1. مدح مبطّن بالتحريض .
2. الهجاء .
3. عرض لمقترح السياسي .
4. رأي أو بيان مذهب .
5. ومن أعلامه : ( عبيد الله بن قيس الرقيات, قطري بن الفجاءة ,عمران بن حطان,الطرماح الطائي, كثير عزة, الكُمَيت الأسدي )

6/11 الغزل العذري:
وهو : ( شعر غزلي نقي طاهر , منسوب إلى بني عذرة إحدى قبائل قضاعة لأن شعراءها أكثروا من التغني به ونظمه ) .
أبرز شعرائه : (عروة العُذري ,ذو الرمة ,كثّير عزة ,قيس بن ذريح ,جميل بن معمر )

6/12 شعر النقائض :
هو (شعر في الهجاء بين شاعر وآخر بحيث تكون القصيدة التي يردُ بها الشاعر على خصمه على نفس الوزن والروي ) .
وأبرز شعرائه : ( الأخطل ,الفرزدق ,جرير )

6/13 فنون النثر في العصر الأموي وأبرز أعلامه :
من فنون النثر فيه :
1. الخطابة.
2. الرسائل .
ومن أعلامه : ( زياد بن أبيه ,الحجاج بن يوسف الثقفي ,قطري بن الفجاءة ,عبدا لحميد الكاتب) .

6/14 اتجاهات الشعر العباسي وأبرز أعلامه:
ظلت بعض أغراض الشعر في هذا العصر كما هي في العهد الأموي والجاهلي، وهي المدح ,الفخر ,الهجاء ,الرثاء ,لكن ظهرت فيه اتجاهات جديدة وهي :
1. الأخلاق حيث كانت سابقا متضمناً في المدح لكن أصبح له شعر خاص به.
2. الزهد والتصوف,وجاء ردا على حياة الانحراف والتهتك والمجون .
3. وصف القصور .
4. وصف الطبيعة والرياض الناضرة، والحدائق الغناء .
5. شعر الفكاهة .
6. الشعر التعليمي .
7. التجديد في الأوزان والقوافي إذ تدارك الأخفش على الخليل البحر المتدارك، وأعاد شعراء العصر استعمال البحور المهملة المجتث والمقتضب .
6/14/1 أبرز أعلام الشعر في هذا العصر:
( بشار بن برد ، البحتري،أبو تمام،ابن الرومي،المتنبي،أبو العلاء، أبو العتاهية، أبو نواس).

6/15 فنون النثر في العصر العباسي وأبرز أعلامه :
1. المقامة: وردت بمعنى موعظة وكانت تطلق على المجالس التي يعظ فيها الوعّاظ الخلفاء الأمويين والعباسيين ,وتطور مدلول هذا اللفظ حتى أصبح مصطلحاً خاصاً يطلق على حكاية أو أقصوصة لها أبطال معينون وخصائص أدبية خاصة، واختلف في بداياتها وكيف نشأت. وأشهرها مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري .
2. الخطابة : وهي التي كانت أداة الخلفاء والأمراء والسياسيين،وقادة الجند لإظهار أفكارهم،أو توجيه نقدهم لخصومهم.
3. الكتابة النثرية وأبرز أعلامها ( ابن المقفع ، أبو عمرو الجاحظ ، ابن العميد، أبوحيات التوحيدي) .
4. المناظرات : وهو ما اشتهر من مناظرات كلامية ، وعقدية وفلسفية بين بعض أهل العلم ، أو حتى بين الأدباء والشعراء فظهرت المناظرات المتخيلة مثل المناظرة بين الليل والنهار، والمناظرة بين السيف والقلم.
في الأدب الأندلسي:
أثرت الطبيعة والبيئة الأندلسية الخلابة والظروف السياسية في الأدب الأندلسي.
الشعر وأعلامه في الأندلس:
برزت العديد من الأغراض الشعرية التي برع فيها الأندلسيون ومنها:
( وصف الطبيعة -شعر الاستغاثة – رثاء الممالك والمدن ... )
ومن أبرز شعرائه ( ابن حمديس الصقلي، ابن زيدون ,ابن عبد ربه,ابن هانىء,الأندلسي,ابن خفاجة ) .

6/16 الموشحات والأزجال :
الموشح: هو كلام منظوم على وزن مخصوص، والموشحة قطعة شعرية طويلة غالباً ما تتألف من مقاطع تترتب على نسق مخصوص، وكتبت للغناء.
أما الزجل فهو نثر منسوج على منوال الموشح لكنه لا يلتزم القافية أو الإعراب ويكون باللهجة العامية.

6/17 الفنون النثرية بالأندلس وأبرز أعلامها :
1- القصة الأدبية مثل ( التوابع والزوابع لابن شهيد ).
2- القصة الفلسفية مثل ( حي بن يقظان لابن طفيل ).
3- المناظرات .
4- الخطابة .
5- المقامات.
6- الرسائل .
7- الوصايا .
وأبرز أعلامها ( ابن شهيد ,المنصور بن أبي عامر,ابن زيدون ,ابن طفيل , لسان الدين بن الخطيب).
6/18 الأدب في عصر الدول المتتابعة :
عصر الدول المتتابعة أي دول : ( الفاطميين، الأيوبيين، والمملوكيين، والعثمانيين ).
6/18/1 أبرز سمات هذا العصر :
بقاء اللغة العربية قوية حاضرة في كتب اللغة والأدب حتى العصر العثماني؛ وفي هذا العصر طغت الصنعة اللفظية على حساب الفكرة، وأكثر الشعراء من المحسنات البديعية والصور البيانية، والألفاظ الصعبة، وفي هذا العصر ضعفت ثقافة الشعر، وانصرف عدد من الشعراء عن امتهانه.

6/18/2 أبرز أعلامه :
في الشعر : (ابن الفارض، البهاء زهير، البوصيري،صفي الدين الحلّي، ابن نباتة ).
في النثر : ( العماد الأصبهاني).

6/19 أبرز المؤلفات في هذا العصر :
وأبرز المؤلفات فيه هي:
1. نهاية الأرب في معرفة فنون العرب ( شهاب الدين النوري ).
2. صبح الأعشى في صناعة ال**** ( أحمد القلقشندي ).
3. كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ( عبد الرحمن بن خلدون ) .
4. نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ( المقّري ).
5. خزانة الأدب ( عبد القاهر البغدادي ).
6. من المعاجم ( تاج العروس ، لسان العرب).
7. أدب الرحلات ( ابن بطوطة ، ابن جبير ).
8. من كتب التفسير ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور )

6/20 عوامل النهضة في العصر الحديث :
1- التوسع في ***** المدارس وتأسيس الجامعة المصرية.
2- انتشار الطباعة في مصر والشام.
3- ظهور الصحافة وانتشارها .
4- البعثات التعليمية للدول الأوروبية .
5- الترجمة.
6- زيادة الوعي القومي والمطالبة بالتحرر من الاستعمار.
7- ظهور الجماعات الأدبية.

6/1 المدارس الشعرية في العصر الحديث وأبرز أعلامها :
1. المدرسة الاتباعية : وبدأت بحركة الانبعاث والإحياء التي رادها البارودي، وحرصوا فيها على إحياء النموذج العباسي فتطورت القصيدة التقليدية ومن روادها: ( البارودي , صفوت الساعاتي، أحمد شوقي ,حافظ إبراهيم ,بشارة الخوري، ومعروف الرصافي ).
2. مدرسة (الرومانسية ): ظهر فيها التعبير الصادق عن الذاتية والوجدان مع التجديد في الأفكار،وظهور ذاتية الشاعر وبروز الصور الشعرية الخيالية،ومادتها الطبيعة و من روادها( علي محمود طه، خليل مطران، أبو القاسم الشابي,إيليا أبي ماضي,عمر أبي ريشة,إبراهيم ناجي ).
3. المدرسة الواقعية: والواقعية تعني إعادة صياغة الواقع من منظور ذاتي مع ارتباط الشاعر بقضايا مجتمعة، وقد استعان الشعراء بتوظيف التراث واستلهامه والبناء الرمزي والوحدة العضوية للقصيدة مع بدء التجديد في موسيقى وشكل القصيدة العربية.

6/21 حركة الشعر الحر :
حركة بدأت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين ،وتعتمد في شعرها على التفعيلة العروضية العربية انطلاقا من موسيقى الشعر العربي بوحدة التفعيلة مع عدم الالتزام بعدد التفعيلات في الأبيات الشعرية للقصيدة الواحدة.
وقصيدة الشعر الحر ارتبطت بالتعبير عن الواقع واستعانت بالتعبيرات السهلة والرموز الأسطورية والدينية ومن أبرز أعلامها : ( بدر شاكر السيّاب ,نازك الملائكة ,نزار قباني,أدونيس ,محمود درويش وسميح القاسم ,أمل دنقل ,صلاح عبدالصبور ,محمد الفيتوري، البياتي، سعد يوسف، محمد عفيفي مطر ) .

6/22 الفنون النثرية المحدثة في العصر الحديث وأبرز أعلامها :
من هذه الفنون:
1-فن الرواية ( التقليدية – الواقعية – التاريخية – الذاتية –الرواية الجديدة ) ومن أبرز أعلامها : ( محمد حسين هيكل – الحكيم – جودة السحار –محمد عبد الحليم عبد الله – نجيب محفوظ – عبد الرحمن منيف – الطاهر وطار – إبراهيم الكوني – جمال الغيطاني ... )
2- فن القصة القصيرة ( التقليدية – الواقعية – التشكيلات الجديدة للقصة القصيرة) ومن ابرز روادها: ( محمد تيمور – ميخائيل نعيمة – طاهر لاشين – المنفلوطي –يوسف إدريس – محمود سيف الدين – عبد السلام العجيلي – سعيد حورانية – يحيى الطاهر عبد الله – غادة السمان – كلثم جبر – محمد زفزاف ...).
3- الأدب المسرحي :
أ-المسرح النثري، ومن رواده : ( مارون النقاش ، خليل اليازجي، أبو خليل القباني، إسماعيل عاصم، إبراهيم رمزي، توفيق الحكيم، عبد الرحمن المناعي، نعمان عاشور، سعد الله ونّوس، ألفرد فرج، سعد الدين وهبة ... )
ب- المسرح الشعري، ومن رواده: ( أحمد شوقي – عبد الرحمن الشرقاوي-صلاح عبد الصبور ...)
4- فن المقال: وتزامن مع ظهور المطبعة في الشرق العربي، ومع انتشار الصحف والمجلات، وللمقال بنية محددة (مقدمة – جسم المقال – الخاتمة )، ومن أنواعه : ( المقال العلمي ، الأدبي، الصحفي). ومن رواد فن المقال: ( الطهطاوي – أبو السعود -عبد الله النديم – أحمد أمين –طه حسين – العقاد –المنفلوطي – المازني – عبد العزيز البشري ... ) .

6/23 نشأة الأدب السعودي:
كانت بدايات بروز الأدب السعودي مع ظهور الدولة السعودية واتحاد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود بن محمد آل سعود في عام 1745 م .
حيث بارك الشعراء والعلماء هذا التجمع وباركوه بما ضمنوه من معان في أشعارهم، ولكن الأدب السعودي الحديث برزت معالمه بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمة الله .

6/24 اتجاهات الشعر السعودي وأبرز أعلامه :
1- اتجاه تقليدي يهتم بالنظم في الموضوعات التقليدية مثل المدح,والرثاء,والغزل والاقتباس من القرآن الكريم والحديث، مع التزام البحور الطويلة والاهتمام بمعارضة القصائد القديمة .
2- الاتجاه التقليدي الإبداعي : وفيه مراعاة الديباجة العربية القديمة في النظم والأغراض ومعارضة الشعراء القدماء وجزالة الألفاظ مع سيطرة التجسيم واستلهام الصور الشعرية من عناصر الطبيعة، وظهور النزعة الروحية والنزوع القصصي في الشعر .
3- الاتجاه الرومانسي: وفيه يتضح حسن التصوير للحالة الوجدانية للشاعر مع التغني بالطبيعة .
4- التيار الواقعي الملتزم: وهو تيار لم تتشكل هويته بشكل كاف، وإن بدت بوادر لهذا الاتجاه من خلال التأرجح بين التزام الشعر الرومانسي،وأحيانا المشاركة في الشعر الإصلاحي والاجتماعي الواقعي .

6/25 الفنون النثرية في الأدب السعودي :
تعدّدت فنون النثر السعودي ومرت بمراحل مختلفة كالآتي :
1. المقالة: وتأثرت بالمقالة في الأدب العربي، ومرّت بنفس أطوارها، وأبرز مراحل هي:
أـ من عام 1908-1916م : ويغلب على هذه المرحلة البديع والاقتباس من القرآن الكريم .
ب ـ من عام 1916-1924م : وفي هذه الفترة ظهرت جريدة " القبلة" التي تأثّر كتّابها بفؤاد الخطيب ومحب الدين الخطيب،وبعض الكتّاب الآخرين من سوريا ومصر الذين كانوا يعملون في الجريدة . ويظهر في هذه المرحلة على المقالة : تراجع السجع،والشغف بالاستعارة .
ج ـ من عام 1925-1950م : وهي فترة بداية الحكم السعودي ، حيث الاستقرار وقوة الدولة الموحّدة، وفيها : تراجعت المقالة السياسية، وازدهرت المقالة بشكل عام وخاصة المقالة النقدية، وتأثر عدد من كتاب المقالات السعوديين بالأسلوب المهجري، ومن سماتها : النزعة الإصلاحية،وغلبة الطابع الفكري والأسلوب الأدبي،وبرزت فيها النزعة الجدلية نتيجة للخلاف في وجهات النظر حول المسائل الإصلاحية،وكثرت فيها الأسماء المستعارة لكتّاب المقالات المنشورة، وتأثر المقالات بالقرآن الكريم وأسلوبه. ومن أعلامها : فؤاد الخطيب،ومحمد بن سعيد، أحمد السباعي،عبد الوهاب النشار .
د ـ مرحلة صحف المؤسسات 1960-1990م : وفيها انزوى بعض الكتّاب الكبار وظهر كتّاب آخرون، فأدّى ذلك إلى تراجع في كتابة المقالة الأدبية، ليحلّ محلها اهتمام بالقضايا العلمية والاقتصادية. وأبرز كتابها : ( أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ) .
هـ ـ مرحلة الانطلاق : حيث تطورت المقالة بشكل ملحوظ بسبب ظهور عدد كبير من الصحف والملاحق الثقافية ذات الاتجاهات المختلفة،وبروز دوريات متخصصة في الأدب والنقد، وقد أدّى هذا لظهور التيارات الأدبية المختلفة كالأسلوبية والواقعية ونحوها.
تنوّعت مقالات هذه المرحلة بحسب موضوعها مثل : ( المقالة السياسية ، والاجتماعية والدينية،والوصفية الطبيعية،والفكرية، والأدبية ، والثقافية والنقدية ).
وأبرز كتاب المقالات في شتى مراحلها : ( حسن قرشي،عبدالله الجفري،صالح محمد جمال،عبدالله بن خميس،غازي القصيبي).

6/26 المفاهيم والتطبيقات الأساسية في النقد الأدبي :
من المفاهيم الأدبية :
الأدب : وله عدة تعريفات عدة منها أنه: ( الكلام الإنساني البليغ الذي يقصد به التأثير في العواطف و القراء والسامعين شعراً كان أم نثرا).
وظيفة الأدب : وللأدب وظائف منها : خلقيّة – تأثيرية - تطهيرية لتفريغ العواطف والانفعالات.
المناهج النقدية: ( وهي طرق لدراسة الظواهر الفنية والإنتاج الأدبي وفق آليات نقدية محددة).
المذاهب الأدبية : وهي " تيارات ذات سمات فكريّة وفنيّة تنشأ في ظل أوضاع معينة تغلب على الإنتاج الأدبي الذي تبرز فيه خصائص مميزة على وجه التغليب وليس وفقا لقواعد مقررة" (1)
فمنها ما يغلب الجانب الفكري ويقّدمه، ومنها ما يقدم الجانب النفسي، وآخرون يتشبثون بالتطور الاجتماعي والاقتصادي في صياغة المذاهب الفنية وتشكيلها ، ومن هذه المذاهب:
أولا /الكلاسيكية : وهي تعني التقليدية وقصد بها الإغريق الأدب الرسمي لخواص الطبقة الأرستقراطية في مقابل الأدب الشعبي للعامة نتيجة التقسيم الطبقي الحاد، وكانت نشأتها عند اليونانيين القدماء ثم كانت في إيطاليا كرد فعل على تسلّط الكنيسة وكانت تدعو إلى احتذاء النماذج الأدبية القديمة في التراث الإغريقي والروماني، وظهر كتاب كبار يمثلونها مثل: ( دانتي)،و(بترارك)، و( بوكاشيو) ثم انتقلت إلى فرنسا وإسبانيا .
والأسس العامة للكلاسيكية هي :
1. احتذاء نماذج أدب الإغريق والرومان ( احتذاء النماذج القديمة المتوارثة بشكل عام ).
2. الاهتمام بالصياغة وإتقان الأداء .
3. التقليل من شأن الخيال.
4. النزعة الأخلاقية التربوية.
5. تعزيز مفهوم الإنسانية بمفهومها الواسع.
6. " الاهتمام بتصوير العلاقات ذات الطابع المستقر" . (2)
ثانيا/ الرومانسية( الرومانتيكية): ولفظته مشتقة من ( رومان ) أي حكاية المغامرات شعرا ونثراً، وحلّت هذه الكلمة في الأدب الإنجليزي بالمعنى نفسه ، وتحولت لمصطلح يدل على مجموعة من السمات الأدبية كالعاطفة الشديدة والغرابة ومسحت الحزن.
هذا وقد ظهرت الرومانسية نتيجة لشيوع النزعة التحررية في الفكر السياسي والاجتماعي،وتطور الإصلاح الديني،والتطور الاقتصادي والاجتماعي "وتقوم الفلسفة التي دعمت الرومانسية على أساس الإعلاء من الفردية والذاتية وتقديم الفرد على المجتمع.. ، والعاطفة على العقل، والوجدان على الاتزان .. " (3) ، وكانت الرومانسية في الأدب بمثابة ثورة على الكلاسيكية التي سيطرت ستة عشر قرنا على الآداب العالمية، وكان ذلك على يد الكاتب المسرحي الفرنسي ( كورني)،
أبرز ملامح هذا المذهب :
1. المبالغة في الحرية والانطلاق.
2. الإعلاء من شأن الخيال.
3. بروز الفردية والمغالاة في التمحور حولها.
4. تشخيص الطبيعة، والاعتماد عليها في التصوير.
5. التأكيد على الوحدة العضوية في العمل الأدبي .
6. مسحة الحزن في العمل الرومانسي .
ومثل هذا المذهب في الأدب العربي: ( مدرسة المهجر، وجماعة أبوللو،وجماعة الديوان).
ثالثا/ الواقعية:
ظهر هذا المذهب ردة فعل قوية ضد المغالاة في العاطفة والذاتية، وقد ساعد على ذلك ظهور فلسفات ومذاهب فلسفية ذات طابع عقلاني تحاول تحليل الواقع ورصد قوانينه، والذي أرسى قواعد هذا المذهب ( أميل زولا ) المتوفي سنة 1902 م، وللواقعية الغربية مدارس هي ( الواقعية المذهبية، والمدرسة الطبيعية،والواقعية السحرية، والواقعية الاشتراكية) .
رابعا / الرمزية :
أصل كلمة ( رمزية ) يوناني ويعني التخمين والتقدير؛ أي معرفة الشيء من خلال الحدْس وهو في المفهوم العام يعني : " إشارات متفق عليها تدل دلالات معنية " (4)
ولقد كانت فلسفة ( كانت ) التي تفصل بين النافع والجميل أثر في نشوء الرمزية، فهو يرى أن العمل الفني ذوخصائص جوهرية تتوفر له صفة الجمال،وجماله المحض يتمثل في شكله فحسب، فالشكل هو الغاية.
لم تتحدد الرمزية باعتبارها مذهبا أدبيا على يد الشاعر اليوناني ( جان مورياس ) وهو الذي أذاع بيان الرمزيين في جريدة ( الفيجارو ) الفرنسية عام 1886 م، داعياً الشعراء إلى أن يذهبوا بعيدا وراء المادة للتعبير عن غير المنظور بالرمز،وتغليب الفكرة المجردة على الواقع.
أبرز ملامح هذا المذهب :
1. في اللغة : ير ون اللغة أضيق من أن تستوعب الحركة النفسية، ولذا لا بد من استغلال القيم الصوتية في الإيحاء، وتعطيل الدلالة اللغوية.
2. الخيال: يرون " أن الإيحاء تأثير نفسي معين يدخل في نطاق إحدى الحواس باستخدام لفظ تستمده من نطاق حسي آخر بغية نقل الواقع النفسي على أكمل وجه ممكن هروبا من صياغة الدلالة الوضعية " (5)
3. الموسيقى : هي عند الرمزيين صورة نفسية قبل أن تكون نظاما من الإيقاع والنغم. يمثل الرمزية في الأدب العربي: ( جبران خليل ) لكنها ليست رمزية مذهبية رمزية،بل يغلب عليها تكثيف المجاز والتعبير عن الأفكار بالرمز.

6/27 مصطلحا المأساة والملهاة :
6/27/1 المأساة :
صاحب هذا المصطلح هو الفيلسوف أرسطو وقد أورده في رسالته عن الشعر حيث عرفه بأنه : " محاكاة لحدث جدِّي كامل،ذات طول معين،بلغة موقّعة،تحدث متعة تختلف باختلاف أجزاء الحدث، في أسلوب مسرحي لا قصصي،مثيرة الرحمة والخوف ومؤدّية إلى التطهير منهما " (6)
6/27/1 الملهاة :
لم نجد لها تعريفا عند أرسطو ، ويرى الدكتور شوقي ضيف أنها ربما ضاعت فيقول: " ... إذ إن حديثه في أوله يدل على أنه سيتحدث في تفصيل عن الهجاء وما تطور إليه من الملهاة،ولكن الرسالة تنتهي بدون الحديث عن هذا القسم، وأكبر الظن أنه ضاع ، وإن كنا نظن ظناً أنه لم يخرج في حديثه عن الملهاة عن الأصول التي وضعها للمأساة وأنه ذهب فيها إلى أنها تطور عاطفة الضحك أو السرور كما تطهر المأساة عاطفتي الرحمة والخوف " (7)

6/28 مدرسة عبيد الشعر :
عبيد الشعر: مصطلح أطلقه الأصمعي ونقل عنه الجاحظ في البيان والتبيين ويقصد بها : ( الشعراء الجاهليين الذين كانوا يقفون على شعرهم وقصائدهم بيتا بيتاً ليحسّنه ويجوّده فيعيدون النظر فيه ويقلبون الرأي في القصيدة، ومن هؤلاء الشعراء : أوس بن حجر ، وزهير بن أبي سلمى، وكعب بن زهير ، والحطيئة) .
وسميت هذه المدرسة أيضا بـ ( تحكيك الشعر ) و ( نحت الشعر ) .
6/29 تطور النقد الأدبي عند العرب :
بدأ النقد العربي في الجاهلية ساذجا تلقائيا يعطي الأحكام الذوقية العامة من وجهة انفعالية تأثرية لا تستند في أحكامها على قواعد مقرّرة وظهرت فيه وفي عصر صدر الإسلام اتجاهات للنقد:
النقد الذاتي : تمثله مدرسة عبيد الشعر حيث يراجع الشاعر شعره وينقحه ويجوده ، وقد أطلق على نتاج هذا الإبداع الشعري الحوليات ، لأن الشاعر يستغرق حولا في كتابة القصيدة الواحدة، .
نقدي خارجي ( غيري) : وفيه يستدرك الشعراء على بعضهم البعض ألوانا فنية مختلفة، كما ذكر عن النابغة الذي كان الشعراء يتناشدون بين يديه الشعر أمامه فيحكم لآخر ويستدرك على آخر.
ولما جاء الإسلام واستقرت أحكامه وتعاليمه فكان النقد والحكم على الشعر يستند إلى قيم الدين الحنيف وتعاليمه،ولعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أظهر ذلك في نقده الإيجابي لشعر زهير بن أبي سلمى حيث قال : " أنه كان لا يعاظل في الكلام وكان يتجنب وحشي الشعر ولم يمدح أحدا إلا بما فيه ". (8)
أما في العصر الأموي: فقد ظهرت طلائع النقد المعلل الذي يضع التقاليد الجاهلية مثالا لما يريد من شعر في الظهور كقوة نقدية مؤثرة ومعه نقد آخر لغوي يستند إلى أساس من الصلة بين الأدب والنحو واللغة والعروض واتسع النقد وبرزت فيه علاقة الشاعر بشعره وعلاقة المذهبية العقدية بالإبداع وتأثير البيئة على الشعر، واتسم كل إقليم جغرافي بسمات خاصة تميزه عن غيره كالفحولة، واحتذاء النمط الجاهلي في شعر العراق، والمديح في الشام،والرقة واللهو والمجون في الحجاز.
وفي العصر العباسي: تحول النقد إلى الوجهة الذوقية العلمية، وظهر النقد المنهجي عند العرب بداية بكتاب "طبقات فخول الشعراء" لمحمد بن سلام الجمحي، واستند في أحكامه الفنية إلى مجموعة من الأصول والقواعد المقررة، ويحاكم الظاهرة الإبداعية على ضوء انتمائها إلى القديم أو الحديث، وتطور النقد متأثرا بالفكر المترجم بالإفادة من الفكر الفلسفي اليوناني من مراعاة التوازن والانسجام بين أقدار المعاني وأوزان المستمعين وفيهم طبيعة الوحدة الموضوعية في القصيدة،وظهر نقاد في اتجاهات مختلفة كابن سلام الجمحي، وابن قتيبة، وابن جني، وابن المعتز،وقدامة بن جعفر، والصولي والآمدي،وعبد العزيز الجرجاني، وظهرت حركة نقدية في بعض الكتب،مثل كتاب: يتيمة الدهر للثعالبي، والموازنة للآمدي والشعر والشعراء لابن قتيبة، وعيار الشعر لابن طبا طبا، والصناعتين لأبي هلال العسكري .
ثم ظهر التيار النقدي الذي يربطه بالبلاغة مثل : المثل السائر لابن الأثير.
والخلاصة : ستلحظ تطور النقد العربي من النقد الفطري الذوقي التلقائي،إلى بداية النقد المستند إلى أطر منظمة للتذوق الفني إلى الاتجاه اللغوي ثم البلاغي ثم الفلسفي والجمالي وصولا إلى النقد المنهجي عند العرب.

6/30 السرقات الأدبية :
من الاسم الظاهر اتضح المفهوم بشكله العام الذي يدل على السرقات الأدبية، ولكن ما يتعلق بها من قضايا أدبية ونقدية يحسن أن نتعرف عليه بإيجاز كالآتي :
فقد عرف الأدب العربي من أيام الشعر الجاهلي هذه القضية ، لذا يقول طرفة بن العبد:
ولا أُغير على الأشعار أسرقها عنها غُنيتُ وشرُّ الناس من سرقا
ويمكن أن نعرّفها بأنها : ( أن يقول الشاعر شعراً أخذ فيه المعنى أو اللفظ أو كليهما من شاعرٍ آخر ولم ينسبه إليه ) ، ومرد السرقة الإعجاب بالمسروق ، ويكاد لا يسلم منه أحد لأن السرقة قد تكون على التأثر أو توارد الخواطر لكنها في هذه الحالة لا تسمى سرقة أدبية.
وقد تحصل السرقة لشطر من بيت شعر، أو بيت كامل. ومن أمثلة ذلك في الشعر العربي :
قول الفرزدق : أتعدل أحسابا لئاما حماتها بأجسامنا إني إلى الله راجعُ
وقول جرير: أتعدل أحساباً كراماً حماتها بأحسابكم إني إلى الله راجعُ
والسرقة درجات حددتها دلالة بعض ألفاظ اللغة كالأخذ والسرقة والسلخ ...
6/31 مفهوم الطبع والصنعة :
هذان المفهومان قدمهما عدد من كتّاب العربية والتراث العربي مثل : ( ابن خلدون في مقدمته، وأبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين، والجاحظ في البيان والتبيين ) ويمكن تعريفها بالآتي :
1. الطبع : فقد تم تداول المصطلح بين أدباء ومفكري العالم الإسلامي،ولم يكن له تعريف خاص، فتناول ابن قتيبة دراسة مصطلحي : ( الطبع والصنعة ) بالتفسير والتمثيل. " وقد خفي على الدارسين المحدثين أن قلة المصطلح النقدي لدى ابن قتيبة جعلته يستعمل اللفظتين بمدلولات مختلفة، فالتكلف حين يكون وصفاً للشاعر مختلف عن التكلف حين يكون وصفاً للشعر، تقول شاعر متكلف ـ بكسر اللام ـ وتعني ما نعنيه حين نقول إنه صانع ولهذا يقول ابن قتيبة: (فالمتكلف (من الشعراء) هو الذي قوم شعره بالثقاف ونفحه بطول التفتيش وأعاد فيه النظر بعد النظر كزهير والحطيئة ). ولا نظن أن ابن قتيبة يستر ذل شعر زهير و الحطيئة أو يراهما دون من يسميهم الشعراء المطبوعين ، وتقول " شاعر مطبوع " وتعني في ذلك ما نعنيه اليوم بعفوية القول وتدفقه - يقول ابن قتيبة " والمطبوع من الشعراء من سمح بالشعر واقتدر على القوافي، وأراك في صدر بيته عجزه وفي فاتحته قافيته، وتبينت على شعره رونق الطبع ووشي الغريزة وإذا امتحن لم يتلعثم ولم يتزحر " (9)
وخلاصة القول في الطبع أنه يقصد به : الشعر الذي جاء خاليا من التكلف،وعبر فيه الشاعر عن مشاعره وأحاسيسه بصدق وعفوية وعاطفة قوية.
2. الصنعة :
فإما أن تعرّف بالتكلف كما سبق فيما أوردنا من كلام ابن قتيبة، أو بأن الصنعة أي ( الشعر غلبت عليه المحسنات والتصنع في الصور، وجاءت المعاني غير صادقة ولا تعبر حقيقة عن معاناة الشاعر )
6/32 قضية الخصومة بين القدماء والمحدثين :
تعد قضية الخصومة بين القدماء والمحدثين من بين أقدم القضايا في تاريخ النقد الأدبي عند العرب،فقد كانت متداولة عند رواة الشعر كحماد وخلف وأبي عمرو بن العلاء، ثم تطرق إليها ، الجاحظ في (البيان والتبيين) وابن قتيبة في ( الشعر والشعراء )، وهي ككل صراع يحدث بين القديم والمحدث سواء على مستوى الأفكار أو السلوك،كانت هذه القضية صراعا بين نقاد وأدباء واحتدم النقاش بينهم حولها، وملخصها : هو تعصب جماعة من علماء العصور الإسلامية للشعراء القدماء وشعرهم لما فضلوه عندهم من التزامهم بأطر الشعر وعموده جزالة لفظه، وحسن سبكه، وفصاحة لغته، ويرون أن المحدثين خرجوا عن تلك الأطر الأصيلة، فجاؤوا بالجديد من الصور والمعاني، وضعفت لديهم اللغة،وخفت عندهم جزالة الألفاظ .
والحق أن المحدثين من الشعراء في العصر الإسلامي سواء في العصر الأموي أو العباسي، لم يخرجوا على نظم الشعر العربي بفنونه المعروفة أو أعمدته الشعرية وأوزانه، إنما هو التجديد الذي لا تنفك الحياة من المجيء به فهو علامة الحياة وسمته، ولذا فقد أشار ابن قتيبة إلى هذا بأن شعر المحدثين اليوم سيكون شعر القدماء في العصر التالي له وهكذا، وعليه فإن لكل عصر شعره وشعراءه ( وكل قديم حديث في عصره).

6/33 مفهوم النقد الأدبي الحديث وغايته ووظيفته :
هو : " تحليل الأعمال الفنية، وتحديد قيمها الجمالية والفنية والغائية، من خلال تذوق تشترك في تشكيله موضوعية العقل،وانفعالية الوجدان، أي أن النقد عملية مركبة تنطوي على عناصر من التحليل والتقييم، والكشف عن جوانب الكمال والنقص في العمل، وتحديد مستوياتهما فيه " (11) وذلك بالاستعانة بالمناهج النقدية الحديثة.
6/33/1 غاية النقد ووظيفته :
1. فهم النص الأدبي، وإدراك مراميه، والكشف عن نواحي الجمال والإبداع فيه.
2. " تأصيل الأنواع الأدبية المستحدثة " .(12)
3. تفسير الظاهرة الأدبية والكشف عن خفاياها، في ضوء معطيات دراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية والتاريخية .

6/34 مناهج النقد الأدبي :
النقد الأدبي إما معياري : يستند إلى مقاييس محددة،معاييره إما نصية جمالية وإما معرفية.
والاتجاه الآخر يكون النقد فيه وصفياً : " إذ يركز على الدراسة العلمية للظاهرة الأدبية من خلال معطيات العلوم الإنسانية " (10)
6/34/1 مناهج النقد الأدبي :
وهي تنقسم إلى مناهج تقليدية مثل ( المنهج التاريخي/الاجتماعي/ النفسي/ الانطباعي/الجمالي/ التكاملي...)، وإلى مناهج جديدة مثل :(البنيوية/الأسلوبية/التفكيكية...). ومن المناهج التقليدية نعرض لما يأتي:
1. المنهج النفسي : وهو المنهج الذي يعتمد في معالجته للنص الأدبي على معطيات علم النفس الحديث التي قامت على نتائج الدراسات العلمية لعلماء النفس.
وارتبطت نشأة هذا المنهج بظهور المدرسة التحليلية في علم النفس ممثلة في : ( فرويد، وآدرلر وكارل يونج ).
2. المنهج التاريخي والاجتماعي : ومن خلاله يرى أصحابه أن العمل الأدبي واقعة ويقفون منه موقف المفسر له مؤمنين بأن الجنس والبيئة والعصر عوامل تؤثر على هذا العمل وصاحبه؛ ولذا لا بد من تفسيرها بمعرفة الحاضر والماضي والمستقبل ، والإحاطة بما كتبه معاصروه.
6/35 مقاييس نقد الشعر والقصة والمسرحية :
أولا/ الشعر : تتوزع مقاييس نقد الشعر في أربعة مجالات هي:
1. الشكل : والمقصود به الألفاظ والمفردات .
2. المضمون : ويقصد به المعاني والبناء الفكري للنص الأدبي.
3. التجربة الشعرية : وتتداخل فيها الذات مع الموضوع، والخيال والعاطفة، والإحساس والفكر،والصورة وتقنية البناء.
4. الوحدة العضوية : وفيه أثر وحدة المشاعر التي تشكل بناء القصيدة ، وترتيب الصور والأفكار ترتيبا مناسبا لتصل في النهاية إلى بناء عضوي متكامل .

ثانيا/ القصة : ومقاييس النقد فيها هي :
1. الوحدة الفنية للقصة : ويتم فيها التركيز على الفكرة الأساسية وطريقة إبرازها .
2. دراسة لغة القصة القصيرة والإعلاء من شأن التكثيف اللغوي ودقة التصوير .
3. الشخوص المرسومة من خلالها القصة،ومدى ارتباطها بما رسمه القاصّ لها،ومدى استقلاليتها بحيث لا تكون بوقا للقاص .
4. المعنى المستوحى من القصة ومدى أثره وأهميته .
5. مدى الابتعاد عن الأسلوب الوعظي المباشر .
6. عنصر التشويق ومدى وجوده، وفنيّته في القصة وأحداثها.
7. تقييم الزمان والمكان ودورهما في تشكيل النص القصصي.
ثالثا / المسرحية :
وتتمثل مقاييس نقدها في الآتي :
1. الموضوع : بحيث تتصف في عرضه الآتي :
أـ المعالجة العامة للموضوع لتناول تفاصيل الحياة اليومية .
ب ـ أن يكون الموضوع قابلا للتشخيص من خلال حركة مسرحية.
ج- ظهور شخوص المسرحية مستقلة عن شخصية الكاتب .
دـ أن يتحدد الموضوع بإطار من وحدة الفعل والزمان والمكان.
2. الحوار : وهو روح المسرحية ومدادها،وينظر فيه من حيث وتسلسله وارتباطه بأحداث المسرحية، وتأثير الطول والقصر للحوار على الحركة المسرحية، ثم تقدير دور الحوار في تصعيد الحدث المسرحي .
3. البناء : أي مدى ترابط أجزاء المسرحية بمراحلها الثلاث : العرض، العقدة المسرحية، الحل مع إعطاء كل مرحلة حقها في إبراز الشخوص والأفكار .
4. الصراع : الكشف عن قوة الصراع أو ضعفه غاية أساسية في النقد المسرحي الذي قسم الصراع إلى صراع قوي وآخر ضعيف، وقسموا الصراع أيضا إلى ( وثاب/صاعد/ بطيء).




............................................................................................................. .
7-الغزل العذري : .........................................................................................
............................................................................................................. .
السؤال الثاني/ عدد فنون النثر الجاهلي:



السؤال الثالث/ اذكر أشهر شعراء الغزل العذري . وفي أي عصر برزوا ؟


السؤال الرابع/ اذكر أبرز أعلام النثر في العصر الحديث:
Um__0
Um__0
6/1 مفهوم الأدب وفنونه :
مرت لفظة ( أدب ) بتحولات دلالية بدأت بالمعنى الحسي بمعنى ( الداعي إلى الطعام) في الجاهلية :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى​لا ترى الآدب فينا ينتقر
ثم اكتسبت الكلمة المعنى الخلقي التهذيبي في صدر الإسلام، وأطلق الأمويون على معلمي أبناء الأمراء والحكام اسم( المؤدبون)، وعند العباسيين ثم ابن خلدون جاءت كلمة الأدب بمعنى الثقافة ( ... الأخذ من كل علم بطرف).
وفي العصر الحديث اختص الأدب بالتعبير عن الفكر والعاطفة بأسلوب أدبي شعرا كان أو نثرا، وكثرت التعريفات لمفهوم الأدب، وكلها تركز على تضمين مفهوم الأدب الآتي:
- هو النتاج الشعري أو النثري المستعين بالخيال أو العاطفة.
- هو المحمل بفكر/ فكرة .
- هو المفعم بالعاطفة والأحاسيس والمشاعر.
- هو التعبير الأدبي البليغ المؤثر في المتلقي.
- هو الذي يسكن شكلا من أشكال الأجناس الأدبية.

1/6/1 فنون الأدب :
1. الشعر وأغراضه من وصف أو هجاء أو مدح أو غزل أو رثاء ... .
2. النثر وأقسامه :( الخطبة , المقالة ,الرسالة , الأدب المسرحي ,القصة القصيرة, الرواية) .

6/2 عصور الأدب :
1. العصر الجاهلي وهو ما كان في الفترة المقدرة بمائتي عام قبل الإسلام.
2. العصر الإسلامي أو صدر الإسلام وهو من بداية عهد النبوة حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين .
3. العصر الأموي .
4. العصر العباسي الأول وبدأ سنة 132هـ ويقدر بمائة عام .
5. العصر العباسي الثاني وينتهي بسقوط بغداد سنة 656هـ.
6. العصر الأندلسي (حالة الأدب في بلاد الأندلس) .
7. عصر الدول المتتابعة ( من استيلاء البويهيين على بغداد وحتى نهاية الدولة العثمانية).
8. العصر الحديث والمعاصر،( وتقدر بدايته من سنة 1800م حتى الآن.) وهناك آراء مختلفة لتقدير بداية العصر الحديث ( الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م/تولي محمد علي حكم مصر/ ظهور البارودي/ بدا حركة الاستشراق).
وتقسيمات العصور الأدبية جاءت سياسية غير فنية.

6/3 سمات الشعر الجاهلي وأبرز أعلامه:
من أبرز سماته :
1. الصدق في تصوير العاطفة .
2. تمثيل الطبيعة .
3. متانة التركيب وجزالة اللفظ.
4. الابتداء بذكر الأطلال والديار.
أ-أبرز أعلامه في الشعر ( امرؤ القيس -النابغة الذبياني -طرفة بن العبد -عمرو ابن كلثوم - زهير بن أبي سلمى - وعنترة بن شداد).
ب- في النثر : ( قس بن ساعدة الإيادي – أكثم بن صيفي – وكعب بن لؤي –هاشم ابن عبد مناف ).

6/4 الشك والانتحال في الشعر الجاهلي:
شاع استخدام مصطلح الانتحال ليدل على قضية الشك في الشعر الجاهلي ويُؤثر بعضهم استخدام مصطلح النحل ويحدده بأنه "وضع قصيدة ما أو بيت من أبيات وإسناد ذلك لغير قائله" ويذهب آخر إلى أن "معنى انتحله وتنحله ادعاه لنفسه ولغيره .... ويقال نحل الشاعر قصيدته إذا نسبت إليه وهي لغيره"
وممن تعرض لقضية الانتحال قديما محمد بن سلام الجمحي في كتابه "طبقات فحول الشعراء"، وفي العصر الحديث من العرب الرافعي وطه حسين ومن المستشرقين مرجليوث
الذي نفى أنْ يكون الشعر الجاهلي الذي بين أيدينا معبراً عن العصر الجاهلي وإنما هو في رأيه نتاج مرحلة تالية لظهور الإسلام .

6/5 أنواع النثر الجاهلي :
1-الخطب.
2- الوصايا.
3- الأمثال والحكم.
6/5/1 أبرز أعلامه: سبقت الإشارة إليهم في سمات الشعر الجاهلي .

6/6 تأثير الإسلام في الشعر :
كان للإسلام تأثيره القوي الواضح في حياة العرب وأدبهم وأخلاقهم وتمثّل هذا التأثير في جانب الشعر في الآتي :
1. الألفاظ : إذ هذّبها وأضاف إليها ألفاظا جديدة، ولاسيما المصطلحات الإسلامية).
2. الأغراض : نهى الإسلام عن بعض الأغراض القديمة كالهجاء المقذع ووصف الخمر وغيرها من الأغراض التي تخالف الشريعة الإسلامية، وأضاف الإسلام أغراضا جديدة كالدعوة إلى الإسلام والمدائح النبوية) .
3. استعارة مفردات القرآن وتعبيراته .
4. الأسلوب والصياغة: وظهرت بشكل أوضح في النثر حيث ظهر ذلك في دقة اختيار الألفاظ وجودة المعاني والزهد في السجع , وحسن الاستهلال.

6/7 أغراض شعر صدر الإسلام :
1. المدح : وفيه مدح النبي (صلى الله عليه وسلم) .
2. الهجاء : يكون فيه هجاء الكفار والمشركين.
3. الرثاء :رثاء الشهداء أو الصحابة الكبار .
4. الفخر :الفخر بالإسلام والانتماء إليه أو بالقبيلة مع نبذ التعصب .
5. الدعوة : وفيها الدعوة إلى الدين الجديد أو إلى خلق أو فضيلة إسلامية .
1. الحماسة : وتكون في شعر الفتوح والمغازي .

6/8 الشعراء المخضرمون : (عاشوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام )
1. حسان بن ثابت .
2. كعب بن زُهير .
3. الخنساء .
4. لَبيد بن ربيعة.
5. النابغة الجعدي.
6. الحطيئة.

6/9 أنواع النثر في صدر الإسلام وأبرز أعلامه:
للنثر عدة أنواع هي :
1. الحكم .
2. الخطب : ( الخطابة، الدينية,السياسة ,خطط المعارك ,الوفود) .
3. الرسائل: ( ومنها رسائل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الملوك لدعوتهم إلى الإسلام ).
4. الوصايا .
6/9/1 أبرز أعلامه:
( الرسول -صلى الله عليه وسلم -والخلفاء الراشدون )
العصر الأموي:
6/10 الشعر السياسي:
ويقصد به: ( الشعر المتضمن لمعان جديدة صدح به الشعراء انتصارا لحربهم أو جماعتهم السياسية ) غذّاه الاختلاف في الرأي وتنازع الحكم بين الزعماء وجاء على نهج الشعر القديم في صور مختلفة منها :
1. مدح مبطّن بالتحريض .
2. الهجاء .
3. عرض لمقترح السياسي .
4. رأي أو بيان مذهب .
5. ومن أعلامه : ( عبيد الله بن قيس الرقيات, قطري بن الفجاءة ,عمران بن حطان,الطرماح الطائي, كثير عزة, الكُمَيت الأسدي )

6/11 الغزل العذري:
وهو : ( شعر غزلي نقي طاهر , منسوب إلى بني عذرة إحدى قبائل قضاعة لأن شعراءها أكثروا من التغني به ونظمه ) .
أبرز شعرائه : (عروة العُذري ,ذو الرمة ,كثّير عزة ,قيس بن ذريح ,جميل بن معمر )

6/12 شعر النقائض :
هو (شعر في الهجاء بين شاعر وآخر بحيث تكون القصيدة التي يردُ بها الشاعر على خصمه على نفس الوزن والروي ) .
وأبرز شعرائه : ( الأخطل ,الفرزدق ,جرير )

6/13 فنون النثر في العصر الأموي وأبرز أعلامه :
من فنون النثر فيه :
1. الخطابة.
2. الرسائل .
ومن أعلامه : ( زياد بن أبيه ,الحجاج بن يوسف الثقفي ,قطري بن الفجاءة ,عبدا لحميد الكاتب) .

6/14 اتجاهات الشعر العباسي وأبرز أعلامه:
ظلت بعض أغراض الشعر في هذا العصر كما هي في العهد الأموي والجاهلي، وهي المدح ,الفخر ,الهجاء ,الرثاء ,لكن ظهرت فيه اتجاهات جديدة وهي :
1. الأخلاق حيث كانت سابقا متضمناً في المدح لكن أصبح له شعر خاص به.
2. الزهد والتصوف,وجاء ردا على حياة الانحراف والتهتك والمجون .
3. وصف القصور .
4. وصف الطبيعة والرياض الناضرة، والحدائق الغناء .
5. شعر الفكاهة .
6. الشعر التعليمي .
7. التجديد في الأوزان والقوافي إذ تدارك الأخفش على الخليل البحر المتدارك، وأعاد شعراء العصر استعمال البحور المهملة المجتث والمقتضب .
6/14/1 أبرز أعلام الشعر في هذا العصر:
( بشار بن برد ، البحتري،أبو تمام،ابن الرومي،المتنبي،أبو العلاء، أبو العتاهية، أبو نواس).

6/15 فنون النثر في العصر العباسي وأبرز أعلامه :
1. المقامة: وردت بمعنى موعظة وكانت تطلق على المجالس التي يعظ فيها الوعّاظ الخلفاء الأمويين والعباسيين ,وتطور مدلول هذا اللفظ حتى أصبح مصطلحاً خاصاً يطلق على حكاية أو أقصوصة لها أبطال معينون وخصائص أدبية خاصة، واختلف في بداياتها وكيف نشأت. وأشهرها مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري .
2. الخطابة : وهي التي كانت أداة الخلفاء والأمراء والسياسيين،وقادة الجند لإظهار أفكارهم،أو توجيه نقدهم لخصومهم.
3. الكتابة النثرية وأبرز أعلامها ( ابن المقفع ، أبو عمرو الجاحظ ، ابن العميد، أبوحيات التوحيدي) .
4. المناظرات : وهو ما اشتهر من مناظرات كلامية ، وعقدية وفلسفية بين بعض أهل العلم ، أو حتى بين الأدباء والشعراء فظهرت المناظرات المتخيلة مثل المناظرة بين الليل والنهار، والمناظرة بين السيف والقلم.
في الأدب الأندلسي:
أثرت الطبيعة والبيئة الأندلسية الخلابة والظروف السياسية في الأدب الأندلسي.
الشعر وأعلامه في الأندلس:
برزت العديد من الأغراض الشعرية التي برع فيها الأندلسيون ومنها:
( وصف الطبيعة -شعر الاستغاثة – رثاء الممالك والمدن ... )
ومن أبرز شعرائه ( ابن حمديس الصقلي، ابن زيدون ,ابن عبد ربه,ابن هانىء,الأندلسي,ابن خفاجة ) .

6/16 الموشحات والأزجال :
الموشح: هو كلام منظوم على وزن مخصوص، والموشحة قطعة شعرية طويلة غالباً ما تتألف من مقاطع تترتب على نسق مخصوص، وكتبت للغناء.
أما الزجل فهو نثر منسوج على منوال الموشح لكنه لا يلتزم القافية أو الإعراب ويكون باللهجة العامية.

6/17 الفنون النثرية بالأندلس وأبرز أعلامها :
1- القصة الأدبية مثل ( التوابع والزوابع لابن شهيد ).
2- القصة الفلسفية مثل ( حي بن يقظان لابن طفيل ).
3- المناظرات .
4- الخطابة .
5- المقامات.
6- الرسائل .
7- الوصايا .
وأبرز أعلامها ( ابن شهيد ,المنصور بن أبي عامر,ابن زيدون ,ابن طفيل , لسان الدين بن الخطيب).
6/18 الأدب في عصر الدول المتتابعة :
عصر الدول المتتابعة أي دول : ( الفاطميين، الأيوبيين، والمملوكيين، والعثمانيين ).
6/18/1 أبرز سمات هذا العصر :
بقاء اللغة العربية قوية حاضرة في كتب اللغة والأدب حتى العصر العثماني؛ وفي هذا العصر طغت الصنعة اللفظية على حساب الفكرة، وأكثر الشعراء من المحسنات البديعية والصور البيانية، والألفاظ الصعبة، وفي هذا العصر ضعفت ثقافة الشعر، وانصرف عدد من الشعراء عن امتهانه.

6/18/2 أبرز أعلامه :
في الشعر : (ابن الفارض، البهاء زهير، البوصيري،صفي الدين الحلّي، ابن نباتة ).
في النثر : ( العماد الأصبهاني).

6/19 أبرز المؤلفات في هذا العصر :
وأبرز المؤلفات فيه هي:
1. نهاية الأرب في معرفة فنون العرب ( شهاب الدين النوري ).
2. صبح الأعشى في صناعة ال**** ( أحمد القلقشندي ).
3. كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ( عبد الرحمن بن خلدون ) .
4. نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب ( المقّري ).
5. خزانة الأدب ( عبد القاهر البغدادي ).
6. من المعاجم ( تاج العروس ، لسان العرب).
7. أدب الرحلات ( ابن بطوطة ، ابن جبير ).
8. من كتب التفسير ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور )

6/20 عوامل النهضة في العصر الحديث :
1- التوسع في ***** المدارس وتأسيس الجامعة المصرية.
2- انتشار الطباعة في مصر والشام.
3- ظهور الصحافة وانتشارها .
4- البعثات التعليمية للدول الأوروبية .
5- الترجمة.
6- زيادة الوعي القومي والمطالبة بالتحرر من الاستعمار.
7- ظهور الجماعات الأدبية.

6/1 المدارس الشعرية في العصر الحديث وأبرز أعلامها :
1. المدرسة الاتباعية : وبدأت بحركة الانبعاث والإحياء التي رادها البارودي، وحرصوا فيها على إحياء النموذج العباسي فتطورت القصيدة التقليدية ومن روادها: ( البارودي , صفوت الساعاتي، أحمد شوقي ,حافظ إبراهيم ,بشارة الخوري، ومعروف الرصافي ).
2. مدرسة (الرومانسية ): ظهر فيها التعبير الصادق عن الذاتية والوجدان مع التجديد في الأفكار،وظهور ذاتية الشاعر وبروز الصور الشعرية الخيالية،ومادتها الطبيعة و من روادها( علي محمود طه، خليل مطران، أبو القاسم الشابي,إيليا أبي ماضي,عمر أبي ريشة,إبراهيم ناجي ).
3. المدرسة الواقعية: والواقعية تعني إعادة صياغة الواقع من منظور ذاتي مع ارتباط الشاعر بقضايا مجتمعة، وقد استعان الشعراء بتوظيف التراث واستلهامه والبناء الرمزي والوحدة العضوية للقصيدة مع بدء التجديد في موسيقى وشكل القصيدة العربية.

6/21 حركة الشعر الحر :
حركة بدأت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين ،وتعتمد في شعرها على التفعيلة العروضية العربية انطلاقا من موسيقى الشعر العربي بوحدة التفعيلة مع عدم الالتزام بعدد التفعيلات في الأبيات الشعرية للقصيدة الواحدة.
وقصيدة الشعر الحر ارتبطت بالتعبير عن الواقع واستعانت بالتعبيرات السهلة والرموز الأسطورية والدينية ومن أبرز أعلامها : ( بدر شاكر السيّاب ,نازك الملائكة ,نزار قباني,أدونيس ,محمود درويش وسميح القاسم ,أمل دنقل ,صلاح عبدالصبور ,محمد الفيتوري، البياتي، سعد يوسف، محمد عفيفي مطر ) .

6/22 الفنون النثرية المحدثة في العصر الحديث وأبرز أعلامها :
من هذه الفنون:
1-فن الرواية ( التقليدية – الواقعية – التاريخية – الذاتية –الرواية الجديدة ) ومن أبرز أعلامها : ( محمد حسين هيكل – الحكيم – جودة السحار –محمد عبد الحليم عبد الله – نجيب محفوظ – عبد الرحمن منيف – الطاهر وطار – إبراهيم الكوني – جمال الغيطاني ... )
2- فن القصة القصيرة ( التقليدية – الواقعية – التشكيلات الجديدة للقصة القصيرة) ومن ابرز روادها: ( محمد تيمور – ميخائيل نعيمة – طاهر لاشين – المنفلوطي –يوسف إدريس – محمود سيف الدين – عبد السلام العجيلي – سعيد حورانية – يحيى الطاهر عبد الله – غادة السمان – كلثم جبر – محمد زفزاف ...).
3- الأدب المسرحي :
أ-المسرح النثري، ومن رواده : ( مارون النقاش ، خليل اليازجي، أبو خليل القباني، إسماعيل عاصم، إبراهيم رمزي، توفيق الحكيم، عبد الرحمن المناعي، نعمان عاشور، سعد الله ونّوس، ألفرد فرج، سعد الدين وهبة ... )
ب- المسرح الشعري، ومن رواده: ( أحمد شوقي – عبد الرحمن الشرقاوي-صلاح عبد الصبور ...)
4- فن المقال: وتزامن مع ظهور المطبعة في الشرق العربي، ومع انتشار الصحف والمجلات، وللمقال بنية محددة (مقدمة – جسم المقال – الخاتمة )، ومن أنواعه : ( المقال العلمي ، الأدبي، الصحفي). ومن رواد فن المقال: ( الطهطاوي – أبو السعود -عبد الله النديم – أحمد أمين –طه حسين – العقاد –المنفلوطي – المازني – عبد العزيز البشري ... ) .

6/23 نشأة الأدب السعودي:
كانت بدايات بروز الأدب السعودي مع ظهور الدولة السعودية واتحاد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود بن محمد آل سعود في عام 1745 م .
حيث بارك الشعراء والعلماء هذا التجمع وباركوه بما ضمنوه من معان في أشعارهم، ولكن الأدب السعودي الحديث برزت معالمه بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمة الله .

6/24 اتجاهات الشعر السعودي وأبرز أعلامه :
1- اتجاه تقليدي يهتم بالنظم في الموضوعات التقليدية مثل المدح,والرثاء,والغزل والاقتباس من القرآن الكريم والحديث، مع التزام البحور الطويلة والاهتمام بمعارضة القصائد القديمة .
2- الاتجاه التقليدي الإبداعي : وفيه مراعاة الديباجة العربية القديمة في النظم والأغراض ومعارضة الشعراء القدماء وجزالة الألفاظ مع سيطرة التجسيم واستلهام الصور الشعرية من عناصر الطبيعة، وظهور النزعة الروحية والنزوع القصصي في الشعر .
3- الاتجاه الرومانسي: وفيه يتضح حسن التصوير للحالة الوجدانية للشاعر مع التغني بالطبيعة .
4- التيار الواقعي الملتزم: وهو تيار لم تتشكل هويته بشكل كاف، وإن بدت بوادر لهذا الاتجاه من خلال التأرجح بين التزام الشعر الرومانسي،وأحيانا المشاركة في الشعر الإصلاحي والاجتماعي الواقعي .

6/25 الفنون النثرية في الأدب السعودي :
تعدّدت فنون النثر السعودي ومرت بمراحل مختلفة كالآتي :
1. المقالة: وتأثرت بالمقالة في الأدب العربي، ومرّت بنفس أطوارها، وأبرز مراحل هي:
أـ من عام 1908-1916م : ويغلب على هذه المرحلة البديع والاقتباس من القرآن الكريم .
ب ـ من عام 1916-1924م : وفي هذه الفترة ظهرت جريدة " القبلة" التي تأثّر كتّابها بفؤاد الخطيب ومحب الدين الخطيب،وبعض الكتّاب الآخرين من سوريا ومصر الذين كانوا يعملون في الجريدة . ويظهر في هذه المرحلة على المقالة : تراجع السجع،والشغف بالاستعارة .
ج ـ من عام 1925-1950م : وهي فترة بداية الحكم السعودي ، حيث الاستقرار وقوة الدولة الموحّدة، وفيها : تراجعت المقالة السياسية، وازدهرت المقالة بشكل عام وخاصة المقالة النقدية، وتأثر عدد من كتاب المقالات السعوديين بالأسلوب المهجري، ومن سماتها : النزعة الإصلاحية،وغلبة الطابع الفكري والأسلوب الأدبي،وبرزت فيها النزعة الجدلية نتيجة للخلاف في وجهات النظر حول المسائل الإصلاحية،وكثرت فيها الأسماء المستعارة لكتّاب المقالات المنشورة، وتأثر المقالات بالقرآن الكريم وأسلوبه. ومن أعلامها : فؤاد الخطيب،ومحمد بن سعيد، أحمد السباعي،عبد الوهاب النشار .
د ـ مرحلة صحف المؤسسات 1960-1990م : وفيها انزوى بعض الكتّاب الكبار وظهر كتّاب آخرون، فأدّى ذلك إلى تراجع في كتابة المقالة الأدبية، ليحلّ محلها اهتمام بالقضايا العلمية والاقتصادية. وأبرز كتابها : ( أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ) .
هـ ـ مرحلة الانطلاق : حيث تطورت المقالة بشكل ملحوظ بسبب ظهور عدد كبير من الصحف والملاحق الثقافية ذات الاتجاهات المختلفة،وبروز دوريات متخصصة في الأدب والنقد، وقد أدّى هذا لظهور التيارات الأدبية المختلفة كالأسلوبية والواقعية ونحوها.
تنوّعت مقالات هذه المرحلة بحسب موضوعها مثل : ( المقالة السياسية ، والاجتماعية والدينية،والوصفية الطبيعية،والفكرية، والأدبية ، والثقافية والنقدية ).
وأبرز كتاب المقالات في شتى مراحلها : ( حسن قرشي،عبدالله الجفري،صالح محمد جمال،عبدالله بن خميس،غازي القصيبي).

6/26 المفاهيم والتطبيقات الأساسية في النقد الأدبي :
من المفاهيم الأدبية :
الأدب : وله عدة تعريفات عدة منها أنه: ( الكلام الإنساني البليغ الذي يقصد به التأثير في العواطف و القراء والسامعين شعراً كان أم نثرا).
وظيفة الأدب : وللأدب وظائف منها : خلقيّة – تأثيرية - تطهيرية لتفريغ العواطف والانفعالات.
المناهج النقدية: ( وهي طرق لدراسة الظواهر الفنية والإنتاج الأدبي وفق آليات نقدية محددة).
المذاهب الأدبية : وهي " تيارات ذات سمات فكريّة وفنيّة تنشأ في ظل أوضاع معينة تغلب على الإنتاج الأدبي الذي تبرز فيه خصائص مميزة على وجه التغليب وليس وفقا لقواعد مقررة" (1)
فمنها ما يغلب الجانب الفكري ويقّدمه، ومنها ما يقدم الجانب النفسي، وآخرون يتشبثون بالتطور الاجتماعي والاقتصادي في صياغة المذاهب الفنية وتشكيلها ، ومن هذه المذاهب:
أولا /الكلاسيكية : وهي تعني التقليدية وقصد بها الإغريق الأدب الرسمي لخواص الطبقة الأرستقراطية في مقابل الأدب الشعبي للعامة نتيجة التقسيم الطبقي الحاد، وكانت نشأتها عند اليونانيين القدماء ثم كانت في إيطاليا كرد فعل على تسلّط الكنيسة وكانت تدعو إلى احتذاء النماذج الأدبية القديمة في التراث الإغريقي والروماني، وظهر كتاب كبار يمثلونها مثل: ( دانتي)،و(بترارك)، و( بوكاشيو) ثم انتقلت إلى فرنسا وإسبانيا .
والأسس العامة للكلاسيكية هي :
1. احتذاء نماذج أدب الإغريق والرومان ( احتذاء النماذج القديمة المتوارثة بشكل عام ).
2. الاهتمام بالصياغة وإتقان الأداء .
3. التقليل من شأن الخيال.
4. النزعة الأخلاقية التربوية.
5. تعزيز مفهوم الإنسانية بمفهومها الواسع.
6. " الاهتمام بتصوير العلاقات ذات الطابع المستقر" . (2)
ثانيا/ الرومانسية( الرومانتيكية): ولفظته مشتقة من ( رومان ) أي حكاية المغامرات شعرا ونثراً، وحلّت هذه الكلمة في الأدب الإنجليزي بالمعنى نفسه ، وتحولت لمصطلح يدل على مجموعة من السمات الأدبية كالعاطفة الشديدة والغرابة ومسحت الحزن.
هذا وقد ظهرت الرومانسية نتيجة لشيوع النزعة التحررية في الفكر السياسي والاجتماعي،وتطور الإصلاح الديني،والتطور الاقتصادي والاجتماعي "وتقوم الفلسفة التي دعمت الرومانسية على أساس الإعلاء من الفردية والذاتية وتقديم الفرد على المجتمع.. ، والعاطفة على العقل، والوجدان على الاتزان .. " (3) ، وكانت الرومانسية في الأدب بمثابة ثورة على الكلاسيكية التي سيطرت ستة عشر قرنا على الآداب العالمية، وكان ذلك على يد الكاتب المسرحي الفرنسي ( كورني)،
أبرز ملامح هذا المذهب :
1. المبالغة في الحرية والانطلاق.
2. الإعلاء من شأن الخيال.
3. بروز الفردية والمغالاة في التمحور حولها.
4. تشخيص الطبيعة، والاعتماد عليها في التصوير.
5. التأكيد على الوحدة العضوية في العمل الأدبي .
6. مسحة الحزن في العمل الرومانسي .
ومثل هذا المذهب في الأدب العربي: ( مدرسة المهجر، وجماعة أبوللو،وجماعة الديوان).
ثالثا/ الواقعية:
ظهر هذا المذهب ردة فعل قوية ضد المغالاة في العاطفة والذاتية، وقد ساعد على ذلك ظهور فلسفات ومذاهب فلسفية ذات طابع عقلاني تحاول تحليل الواقع ورصد قوانينه، والذي أرسى قواعد هذا المذهب ( أميل زولا ) المتوفي سنة 1902 م، وللواقعية الغربية مدارس هي ( الواقعية المذهبية، والمدرسة الطبيعية،والواقعية السحرية، والواقعية الاشتراكية) .
رابعا / الرمزية :
أصل كلمة ( رمزية ) يوناني ويعني التخمين والتقدير؛ أي معرفة الشيء من خلال الحدْس وهو في المفهوم العام يعني : " إشارات متفق عليها تدل دلالات معنية " (4)
ولقد كانت فلسفة ( كانت ) التي تفصل بين النافع والجميل أثر في نشوء الرمزية، فهو يرى أن العمل الفني ذوخصائص جوهرية تتوفر له صفة الجمال،وجماله المحض يتمثل في شكله فحسب، فالشكل هو الغاية.
لم تتحدد الرمزية باعتبارها مذهبا أدبيا على يد الشاعر اليوناني ( جان مورياس ) وهو الذي أذاع بيان الرمزيين في جريدة ( الفيجارو ) الفرنسية عام 1886 م، داعياً الشعراء إلى أن يذهبوا بعيدا وراء المادة للتعبير عن غير المنظور بالرمز،وتغليب الفكرة المجردة على الواقع.
أبرز ملامح هذا المذهب :
1. في اللغة : ير ون اللغة أضيق من أن تستوعب الحركة النفسية، ولذا لا بد من استغلال القيم الصوتية في الإيحاء، وتعطيل الدلالة اللغوية.
2. الخيال: يرون " أن الإيحاء تأثير نفسي معين يدخل في نطاق إحدى الحواس باستخدام لفظ تستمده من نطاق حسي آخر بغية نقل الواقع النفسي على أكمل وجه ممكن هروبا من صياغة الدلالة الوضعية " (5)
3. الموسيقى : هي عند الرمزيين صورة نفسية قبل أن تكون نظاما من الإيقاع والنغم. يمثل الرمزية في الأدب العربي: ( جبران خليل ) لكنها ليست رمزية مذهبية رمزية،بل يغلب عليها تكثيف المجاز والتعبير عن الأفكار بالرمز.

6/27 مصطلحا المأساة والملهاة :
6/27/1 المأساة :
صاحب هذا المصطلح هو الفيلسوف أرسطو وقد أورده في رسالته عن الشعر حيث عرفه بأنه : " محاكاة لحدث جدِّي كامل،ذات طول معين،بلغة موقّعة،تحدث متعة تختلف باختلاف أجزاء الحدث، في أسلوب مسرحي لا قصصي،مثيرة الرحمة والخوف ومؤدّية إلى التطهير منهما " (6)
6/27/1 الملهاة :
لم نجد لها تعريفا عند أرسطو ، ويرى الدكتور شوقي ضيف أنها ربما ضاعت فيقول: " ... إذ إن حديثه في أوله يدل على أنه سيتحدث في تفصيل عن الهجاء وما تطور إليه من الملهاة،ولكن الرسالة تنتهي بدون الحديث عن هذا القسم، وأكبر الظن أنه ضاع ، وإن كنا نظن ظناً أنه لم يخرج في حديثه عن الملهاة عن الأصول التي وضعها للمأساة وأنه ذهب فيها إلى أنها تطور عاطفة الضحك أو السرور كما تطهر المأساة عاطفتي الرحمة والخوف " (7)

6/28 مدرسة عبيد الشعر :
عبيد الشعر: مصطلح أطلقه الأصمعي ونقل عنه الجاحظ في البيان والتبيين ويقصد بها : ( الشعراء الجاهليين الذين كانوا يقفون على شعرهم وقصائدهم بيتا بيتاً ليحسّنه ويجوّده فيعيدون النظر فيه ويقلبون الرأي في القصيدة، ومن هؤلاء الشعراء : أوس بن حجر ، وزهير بن أبي سلمى، وكعب بن زهير ، والحطيئة) .
وسميت هذه المدرسة أيضا بـ ( تحكيك الشعر ) و ( نحت الشعر ) .
6/29 تطور النقد الأدبي عند العرب :
بدأ النقد العربي في الجاهلية ساذجا تلقائيا يعطي الأحكام الذوقية العامة من وجهة انفعالية تأثرية لا تستند في أحكامها على قواعد مقرّرة وظهرت فيه وفي عصر صدر الإسلام اتجاهات للنقد:
النقد الذاتي : تمثله مدرسة عبيد الشعر حيث يراجع الشاعر شعره وينقحه ويجوده ، وقد أطلق على نتاج هذا الإبداع الشعري الحوليات ، لأن الشاعر يستغرق حولا في كتابة القصيدة الواحدة، .
نقدي خارجي ( غيري) : وفيه يستدرك الشعراء على بعضهم البعض ألوانا فنية مختلفة، كما ذكر عن النابغة الذي كان الشعراء يتناشدون بين يديه الشعر أمامه فيحكم لآخر ويستدرك على آخر.
ولما جاء الإسلام واستقرت أحكامه وتعاليمه فكان النقد والحكم على الشعر يستند إلى قيم الدين الحنيف وتعاليمه،ولعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أظهر ذلك في نقده الإيجابي لشعر زهير بن أبي سلمى حيث قال : " أنه كان لا يعاظل في الكلام وكان يتجنب وحشي الشعر ولم يمدح أحدا إلا بما فيه ". (8)
أما في العصر الأموي: فقد ظهرت طلائع النقد المعلل الذي يضع التقاليد الجاهلية مثالا لما يريد من شعر في الظهور كقوة نقدية مؤثرة ومعه نقد آخر لغوي يستند إلى أساس من الصلة بين الأدب والنحو واللغة والعروض واتسع النقد وبرزت فيه علاقة الشاعر بشعره وعلاقة المذهبية العقدية بالإبداع وتأثير البيئة على الشعر، واتسم كل إقليم جغرافي بسمات خاصة تميزه عن غيره كالفحولة، واحتذاء النمط الجاهلي في شعر العراق، والمديح في الشام،والرقة واللهو والمجون في الحجاز.
وفي العصر العباسي: تحول النقد إلى الوجهة الذوقية العلمية، وظهر النقد المنهجي عند العرب بداية بكتاب "طبقات فخول الشعراء" لمحمد بن سلام الجمحي، واستند في أحكامه الفنية إلى مجموعة من الأصول والقواعد المقررة، ويحاكم الظاهرة الإبداعية على ضوء انتمائها إلى القديم أو الحديث، وتطور النقد متأثرا بالفكر المترجم بالإفادة من الفكر الفلسفي اليوناني من مراعاة التوازن والانسجام بين أقدار المعاني وأوزان المستمعين وفيهم طبيعة الوحدة الموضوعية في القصيدة،وظهر نقاد في اتجاهات مختلفة كابن سلام الجمحي، وابن قتيبة، وابن جني، وابن المعتز،وقدامة بن جعفر، والصولي والآمدي،وعبد العزيز الجرجاني، وظهرت حركة نقدية في بعض الكتب،مثل كتاب: يتيمة الدهر للثعالبي، والموازنة للآمدي والشعر والشعراء لابن قتيبة، وعيار الشعر لابن طبا طبا، والصناعتين لأبي هلال العسكري .
ثم ظهر التيار النقدي الذي يربطه بالبلاغة مثل : المثل السائر لابن الأثير.
والخلاصة : ستلحظ تطور النقد العربي من النقد الفطري الذوقي التلقائي،إلى بداية النقد المستند إلى أطر منظمة للتذوق الفني إلى الاتجاه اللغوي ثم البلاغي ثم الفلسفي والجمالي وصولا إلى النقد المنهجي عند العرب.

6/30 السرقات الأدبية :
من الاسم الظاهر اتضح المفهوم بشكله العام الذي يدل على السرقات الأدبية، ولكن ما يتعلق بها من قضايا أدبية ونقدية يحسن أن نتعرف عليه بإيجاز كالآتي :
فقد عرف الأدب العربي من أيام الشعر الجاهلي هذه القضية ، لذا يقول طرفة بن العبد:
ولا أُغير على الأشعار أسرقها عنها غُنيتُ وشرُّ الناس من سرقا
ويمكن أن نعرّفها بأنها : ( أن يقول الشاعر شعراً أخذ فيه المعنى أو اللفظ أو كليهما من شاعرٍ آخر ولم ينسبه إليه ) ، ومرد السرقة الإعجاب بالمسروق ، ويكاد لا يسلم منه أحد لأن السرقة قد تكون على التأثر أو توارد الخواطر لكنها في هذه الحالة لا تسمى سرقة أدبية.
وقد تحصل السرقة لشطر من بيت شعر، أو بيت كامل. ومن أمثلة ذلك في الشعر العربي :
قول الفرزدق : أتعدل أحسابا لئاما حماتها بأجسامنا إني إلى الله راجعُ
وقول جرير: أتعدل أحساباً كراماً حماتها بأحسابكم إني إلى الله راجعُ
والسرقة درجات حددتها دلالة بعض ألفاظ اللغة كالأخذ والسرقة والسلخ ...
6/31 مفهوم الطبع والصنعة :
هذان المفهومان قدمهما عدد من كتّاب العربية والتراث العربي مثل : ( ابن خلدون في مقدمته، وأبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين، والجاحظ في البيان والتبيين ) ويمكن تعريفها بالآتي :
1. الطبع : فقد تم تداول المصطلح بين أدباء ومفكري العالم الإسلامي،ولم يكن له تعريف خاص، فتناول ابن قتيبة دراسة مصطلحي : ( الطبع والصنعة ) بالتفسير والتمثيل. " وقد خفي على الدارسين المحدثين أن قلة المصطلح النقدي لدى ابن قتيبة جعلته يستعمل اللفظتين بمدلولات مختلفة، فالتكلف حين يكون وصفاً للشاعر مختلف عن التكلف حين يكون وصفاً للشعر، تقول شاعر متكلف ـ بكسر اللام ـ وتعني ما نعنيه حين نقول إنه صانع ولهذا يقول ابن قتيبة: (فالمتكلف (من الشعراء) هو الذي قوم شعره بالثقاف ونفحه بطول التفتيش وأعاد فيه النظر بعد النظر كزهير والحطيئة ). ولا نظن أن ابن قتيبة يستر ذل شعر زهير و الحطيئة أو يراهما دون من يسميهم الشعراء المطبوعين ، وتقول " شاعر مطبوع " وتعني في ذلك ما نعنيه اليوم بعفوية القول وتدفقه - يقول ابن قتيبة " والمطبوع من الشعراء من سمح بالشعر واقتدر على القوافي، وأراك في صدر بيته عجزه وفي فاتحته قافيته، وتبينت على شعره رونق الطبع ووشي الغريزة وإذا امتحن لم يتلعثم ولم يتزحر " (9)
وخلاصة القول في الطبع أنه يقصد به : الشعر الذي جاء خاليا من التكلف،وعبر فيه الشاعر عن مشاعره وأحاسيسه بصدق وعفوية وعاطفة قوية.
2. الصنعة :
فإما أن تعرّف بالتكلف كما سبق فيما أوردنا من كلام ابن قتيبة، أو بأن الصنعة أي ( الشعر غلبت عليه المحسنات والتصنع في الصور، وجاءت المعاني غير صادقة ولا تعبر حقيقة عن معاناة الشاعر )
6/32 قضية الخصومة بين القدماء والمحدثين :
تعد قضية الخصومة بين القدماء والمحدثين من بين أقدم القضايا في تاريخ النقد الأدبي عند العرب،فقد كانت متداولة عند رواة الشعر كحماد وخلف وأبي عمرو بن العلاء، ثم تطرق إليها ، الجاحظ في (البيان والتبيين) وابن قتيبة في ( الشعر والشعراء )، وهي ككل صراع يحدث بين القديم والمحدث سواء على مستوى الأفكار أو السلوك،كانت هذه القضية صراعا بين نقاد وأدباء واحتدم النقاش بينهم حولها، وملخصها : هو تعصب جماعة من علماء العصور الإسلامية للشعراء القدماء وشعرهم لما فضلوه عندهم من التزامهم بأطر الشعر وعموده جزالة لفظه، وحسن سبكه، وفصاحة لغته، ويرون أن المحدثين خرجوا عن تلك الأطر الأصيلة، فجاؤوا بالجديد من الصور والمعاني، وضعفت لديهم اللغة،وخفت عندهم جزالة الألفاظ .
والحق أن المحدثين من الشعراء في العصر الإسلامي سواء في العصر الأموي أو العباسي، لم يخرجوا على نظم الشعر العربي بفنونه المعروفة أو أعمدته الشعرية وأوزانه، إنما هو التجديد الذي لا تنفك الحياة من المجيء به فهو علامة الحياة وسمته، ولذا فقد أشار ابن قتيبة إلى هذا بأن شعر المحدثين اليوم سيكون شعر القدماء في العصر التالي له وهكذا، وعليه فإن لكل عصر شعره وشعراءه ( وكل قديم حديث في عصره).

6/33 مفهوم النقد الأدبي الحديث وغايته ووظيفته :
هو : " تحليل الأعمال الفنية، وتحديد قيمها الجمالية والفنية والغائية، من خلال تذوق تشترك في تشكيله موضوعية العقل،وانفعالية الوجدان، أي أن النقد عملية مركبة تنطوي على عناصر من التحليل والتقييم، والكشف عن جوانب الكمال والنقص في العمل، وتحديد مستوياتهما فيه " (11) وذلك بالاستعانة بالمناهج النقدية الحديثة.
6/33/1 غاية النقد ووظيفته :
1. فهم النص الأدبي، وإدراك مراميه، والكشف عن نواحي الجمال والإبداع فيه.
2. " تأصيل الأنواع الأدبية المستحدثة " .(12)
3. تفسير الظاهرة الأدبية والكشف عن خفاياها، في ضوء معطيات دراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية والتاريخية .

6/34 مناهج النقد الأدبي :
النقد الأدبي إما معياري : يستند إلى مقاييس محددة،معاييره إما نصية جمالية وإما معرفية.
والاتجاه الآخر يكون النقد فيه وصفياً : " إذ يركز على الدراسة العلمية للظاهرة الأدبية من خلال معطيات العلوم الإنسانية " (10)
6/34/1 مناهج النقد الأدبي :
وهي تنقسم إلى مناهج تقليدية مثل ( المنهج التاريخي/الاجتماعي/ النفسي/ الانطباعي/الجمالي/ التكاملي...)، وإلى مناهج جديدة مثل :(البنيوية/الأسلوبية/التفكيكية...). ومن المناهج التقليدية نعرض لما يأتي:
1. المنهج النفسي : وهو المنهج الذي يعتمد في معالجته للنص الأدبي على معطيات علم النفس الحديث التي قامت على نتائج الدراسات العلمية لعلماء النفس.
وارتبطت نشأة هذا المنهج بظهور المدرسة التحليلية في علم النفس ممثلة في : ( فرويد، وآدرلر وكارل يونج ).
2. المنهج التاريخي والاجتماعي : ومن خلاله يرى أصحابه أن العمل الأدبي واقعة ويقفون منه موقف المفسر له مؤمنين بأن الجنس والبيئة والعصر عوامل تؤثر على هذا العمل وصاحبه؛ ولذا لا بد من تفسيرها بمعرفة الحاضر والماضي والمستقبل ، والإحاطة بما كتبه معاصروه.
6/35 مقاييس نقد الشعر والقصة والمسرحية :
أولا/ الشعر : تتوزع مقاييس نقد الشعر في أربعة مجالات هي:
1. الشكل : والمقصود به الألفاظ والمفردات .
2. المضمون : ويقصد به المعاني والبناء الفكري للنص الأدبي.
3. التجربة الشعرية : وتتداخل فيها الذات مع الموضوع، والخيال والعاطفة، والإحساس والفكر،والصورة وتقنية البناء.
4. الوحدة العضوية : وفيه أثر وحدة المشاعر التي تشكل بناء القصيدة ، وترتيب الصور والأفكار ترتيبا مناسبا لتصل في النهاية إلى بناء عضوي متكامل .

ثانيا/ القصة : ومقاييس النقد فيها هي :
1. الوحدة الفنية للقصة : ويتم فيها التركيز على الفكرة الأساسية وطريقة إبرازها .
2. دراسة لغة القصة القصيرة والإعلاء من شأن التكثيف اللغوي ودقة التصوير .
3. الشخوص المرسومة من خلالها القصة،ومدى ارتباطها بما رسمه القاصّ لها،ومدى استقلاليتها بحيث لا تكون بوقا للقاص .
4. المعنى المستوحى من القصة ومدى أثره وأهميته .
5. مدى الابتعاد عن الأسلوب الوعظي المباشر .
6. عنصر التشويق ومدى وجوده، وفنيّته في القصة وأحداثها.
7. تقييم الزمان والمكان ودورهما في تشكيل النص القصصي.
ثالثا / المسرحية :
وتتمثل مقاييس نقدها في الآتي :
1. الموضوع : بحيث تتصف في عرضه الآتي :
أـ المعالجة العامة للموضوع لتناول تفاصيل الحياة اليومية .
ب ـ أن يكون الموضوع قابلا للتشخيص من خلال حركة مسرحية.
ج- ظهور شخوص المسرحية مستقلة عن شخصية الكاتب .
دـ أن يتحدد الموضوع بإطار من وحدة الفعل والزمان والمكان.
2. الحوار : وهو روح المسرحية ومدادها،وينظر فيه من حيث وتسلسله وارتباطه بأحداث المسرحية، وتأثير الطول والقصر للحوار على الحركة المسرحية، ثم تقدير دور الحوار في تصعيد الحدث المسرحي .
3. البناء : أي مدى ترابط أجزاء المسرحية بمراحلها الثلاث : العرض، العقدة المسرحية، الحل مع إعطاء كل مرحلة حقها في إبراز الشخوص والأفكار .
4. الصراع : الكشف عن قوة الصراع أو ضعفه غاية أساسية في النقد المسرحي الذي قسم الصراع إلى صراع قوي وآخر ضعيف، وقسموا الصراع أيضا إلى ( وثاب/صاعد/ بطيء).




............................................................................................................. .
7-الغزل العذري : .........................................................................................
............................................................................................................. .
السؤال الثاني/ عدد فنون النثر الجاهلي:



السؤال الثالث/ اذكر أشهر شعراء الغزل العذري . وفي أي عصر برزوا ؟


السؤال الرابع/ اذكر أبرز أعلام النثر في العصر الحديث:
Um__0
Um__0
6/36 ارتباط الدراسات البلاغية بالقرآن الكريم :
الدراسات البلاغية، ما انفكّت عن التأثر بكتاب الله في بدئها ونشأتها وتطورها،فإنه لما تغيرت ألسن الناس، وفقدت السليقة اللغوية السليمة، ودخل اللحن، ثم دخلت آراء الأديان الأخرى، وآراء الفلاسفة في الدين والتنزيل، وأثيرت بعض الشكوك في بلاغة القرآن وإعجازه، قام العلماء شاحذين هممهم للنظر في كتاب الله العزيز،واستنباط الوجوه البلاغية، والإعجاز الرباني،بالدليل والحجّة .
فالقرآن الكريم هو المحور الرئيس الذي ساعد على الشروع في الدراسات البلاغية بمختلف اتجاهاتها، وكان هذا العامل، هو الباعث الأهم في توجيه الطاقات والجهود للبحث الجاد والدؤوب للبحث عن ترتيب وجوه الكلام، والتمييز بين الأساليب ومعرفة الجوانب الجمالية في تركيب جمل اللغة العربية.
إن علوم البلاغة ( البيان، المعاني، البديع) إنما نشأت للدفاع عن القرآن والرد على الذين أنكروا إعجازه، الأمر الذي قاد إلى دراسات بلاغيّة جادّة شرعت في بناء منظومة واسعة متناسقة غرضها شرح أوجه إعجاز القرآن الكريم، ودراسة أسلوبه، وقد زوّدت هذه الدراسات مسيرة علم البلاغة بفيض من الأصول والأمثلة التي اعتمدتها مصنفات علوم البلاغة فيما بعد القرون الأولى.
ولم تقتصر علاقة القرآن بمنهج البحث البلاغي على الدفاع عنه، والتماس وجوه إعجازه، بل تجاوزته إلى ضرورة تقرير أن فهم آيات الله العزيز لا يتم بالشكل التام السليم إلا بالإحاطة بأساليبه، وما ينطوي وراء تعبيراته من المعاني والمقاصد، وكان هذا حافزا لهم للنظر في الفنون التعبيرية الأخرى، في الشعر والنثر .
وكان من جملة أغراض البحث البلاغي عندهم، إثبات أن ما عرف في أدب العرب من فنون جمالية عالية في التعبير، وقع مثله في القرآن على صورة أجمل وأحسن . (1)

6/ 37 الحاجة إلى دراسة البلاغة :
ترجع الحاجة إلى دراسة البلاغة إلى أمور ثلاثة :
1. الوقوف على وجوه إعجاز القرآن الكريم وقوة بيانه بالتفصيل .
2. فهم دلالات آيات الكتاب العزيز، في التوجيهات والأحكام والإرشادات ومختلف الموضوعات .
3. إدراك دقائق العربية وأسرارها وجمالها،وإدراك مراتب الكلام ومزايا صوره شعراً ونثرا، فيُعرف الجيد من الكلام ورديئه،وفصيحه وقبيحه .
4. تساعد المتحدث والخطيب والكاتب على الاختيار المناسب للأساليب البلاغية والصور التعبيرية التي تحقق هدفه من الكلام وتؤثر في السامعين أو القرّاء .( 2)

6/38 العلاقة بين البلاغة والأسلوبية :
الأسلوب : هو ( المعنى المصوغ في ألفاظ مؤلفة على صورة تكون أقرب لتحقق الغرض المقصود من الكلام عند سامعيه ) وهو نوعان :
1. أسلوب علمي : يستخدم فيه المنطق السليم والفكر المستقيم مع البعد عن الخيال الشعري والالتزام بالمصطلحات العلمية.
2. الأسلوب الأدبي :وفيه يزيّن الكلام بالصور الجميلة والخيال الرائع وأنواع البيان والبديع .
3. الأسلوب الخطابي : وفيه يظهر الحماس وقوة العرض والحجة والمعاني والألفاظ وجزالتها ومناسبتها ويبرز فيه : التكرار، وضرب الأمثال، والمترادفات، واختيار الألفاظ ذات الأثر القوي في الأسماع .
فمن البلاغة اختيار الأسلوب المناسب لحال السامعين، ومقتضى الكلام ، لكن تركيب تفاصيل هذا الأسلوب وجمله ومفرداته تتدخل فيه البلاغة بشتى ضروبها ومباحثها فالأسلوب ثوب والبلاغة وشيهُ .

6/39 الفرق بين الفصاحة والبلاغة :
للتعرف على الفرق بين هذين المصطلحين، لابد من تعريف كل مصطلح منهما ، وعليه :
البلاغة هي : " وضع الكلام في موضعه من طول وإيجاز وتأدية المعنى أداء واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاّب، مع ملاءمة كل كلام للمقام الذي يقال فيه،وللمخاطبين به . "(3)
أما الفصاحة : فهي ( تمام آلة البيان للألفاظ )، فالفصاحة تختص باللفظة من حيث حسنها وظهورها ،وفهمها وعذوبتها،وسلاستها وسلامتها الصرفية، والذوق السليم هو العمدة في تمييز فصاحة الألفاظ من عدمها.
وقد يوصف بها الكلام و المتكلم، أما البلاغة فيوصف بها الكلام والمتكلم دون اللفظ، وبذا تكو الفصاحة أعم من البلاغة ، فكل فصيح بليغ، وليس العكس.

6/40 العيوب المخلة بالفصاحة والبلاغة :
ولما كانت الفصاحة تختصّ باللفظ والكلام، والبلاغة بالكلام دون اللفظ ؛ فإن العيوب المخلّة بالفصاحة والبلاغة قد تكون متعلقة باللفظ والكلام وهي كالآتي :
أولا /ما يتعلق باللفظ والكلام وهي :
1. تنافر الحروف : مثل قول امرىء القيس : ( مستشزرات ) في إحدى قصائده واصفا غزارة شعر حبيبته، ومعناها مرتفعات، ماذا لاحظت في هذه اللفظة .
2. غرابة اللفظ : مثل وصف رؤبة بن العجاج لأنف حبيبته في البيت :
ومقلة وحاجبا ً مزججا وفاحما ومرسناً مسرّجا
فوصف الشعر بالسواد الفاحم، ثم عقّب بالأنف ( المرسن ) المسرّج ، والمسرّج هنا لفظة غريبة اختلف في تخريجها حيث قيل أن معناها: الدقة ، وكانت تطلق على السيوف ، أو أنها من الوضاء المنسوبة للسراج.
3. مخالفة القياس : مثل ما ورد في البيت الآتي :
الحمد لله العليّ الأجلل
فلفظة ( الأجلل ) ثم فيها مخالفة القياس اللغوي، حيث قياسها ( الأجلّ ) بالإدغام للحرف الأخير .
ثامنا / فصاحة الكلام : وهو لا بد أن يسلم من أربعة عيوب هي :
1. ضعف التأليف : كخروجه عن قواعد اللغة العربية المطرّدة،كرجوع الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، كقول حسان :
ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا من الناس أبقى مجده الدهر مطعماً
فالضمير في ( مجده ) يعود إلى ( مطعما ) وهو متأخر في البيت وفي الرتبة، لأنه مفعول به ، والأصل تأخره عن الفاعل .
2. تنافر الألفاظ في الكلام أو التركيب :
أي أن الألفاظ إذا ركبّت واتصلت ببعضها، ينبغي أن تكون متّسقة ومتناسبة ولك أن تقرأ مثلا :
وقبر حرب بمكانٍ قفر وليس قرب قبر حرب قبرُ
فمخارج حروف ألفاظ البيت متقاربة فحصل التنافر بينها .
3. التعقيد اللفظي : ويكون هذا بتأخر الكلمة أو تقدمها عن مواطنها الأصلية، أو بفصل ما ينبغي اتصاله مثل قول الفرزدق :
وما مثله في الناس إلا مملّكا أبو أمه حي أبوه يقاربه
فقد فصل بين ( أبو أمه ) وهو مبتدأ ، وبين ( أبوه ) وهو خبره بأجنبي،وفصل بين النعت والمنعوت ؛( حي يقاربه ) بأجنبي وهو ( أبوه ) .
4. التعقيد المعنوي : وهو استعمال الكلمات عند إرادة التعبير في غير معانيها الحقيقية مثل قول العباس بن الأحنف :
5. سأطلب بُعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
وما قصده الشاعر هو : أنه يريد البعد عن أحبابه ليقربوا، وهو مبني على أن الزمان دائما يأتي بالشيء ونقيضه ، فالبعد قد يحصل لكن يأتي بعده القرب،ومثله الحزن والسرور ولذا عبر عن السرور ( بجمود العين ) لظنّه أن جمود العين هو خلوّها من البكاء مطلقاً، وليس كذلك لأن جمود العين: هو خلوّها من المع، وعليه فالجمود لا يكون كناية عن السرور بل عن البخل فهو استعمال للألفاظ في غير معانيها الحقيقية.


6/41 علم البيان وأثره في بلاغة الكلام :
يقصد بعلم البيان لغة : ( الإيضاح والإبانة والظهور ) وهو علم تأخّر ظهوره ولم تترسخ مباحثه وأقسامه في وقت واحد، ويمكن تعريفه بأنه : ( العلم الذي يبحث في حسن التعبير والتصوير للمعاني المراد إيصالها للسامعين )

6/42 أنواع التشبيه :
التشبيه عملية فنيّة جمالية تهدف إلى تمثيل شيء بشيء لإيضاح فكرة ما،وأركان التشبيه أربعة (مشبه+ مشبه به+ أداة التشبيه+ وجه الشبه). وأنواعه هي :
1. التشبيه البليغ : وهو ( ما جعل فيه المشبّه مثل المشبّه به كشيء واحد، واستُغني عن وجه الشبه وأداة التشبيه مثل : ( أنت كالشمس في سطوعها ودفئها ... )
تصبح : ( أنت الشمس ) ، ( إنك شمسٌ ).
2. التشبيه المقلوب : الأصل في التشبيه أن يكون وجه الشبه في المشبّه به أقوى وأظهر من المشبه،ولكن عندما يقول الشاعر: وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح
فهنا العكس إذ جعل وجه الخليفة مشبّها به، والمشبه هو الصباح، فقلب التشبيه، ولم يأت به على أصله، فتم تشبيه الأقوى بالأضعف، والأبعد بالأقرب ، ومثل ذلك أيضاً : ( البدر يشبه وجهك ).
3- التشبيه الضمني : وهو تشبيه لا يوضع فيه المشبّه به والمشبّه في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يلمحان في التركيب )، ومثال ذلك قول أبي فراس الحمداني :
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فالتشبيه هنا ضمني، فقد شبّه حاجة قومه إليه كحاجة الناس إلى البدر في الليلة المظلمة.
6/42/1 أغراض التشبيه :
التشبيه غرض عام من أغراض البلاغة يحتاجه الجميع، سواء كان عالما أو أديبا، أو إنساناً عاديا؛ لذا فهو في خدمة من استعمله ومن أغراضه التي يحققها:
1. يوضّح الصورة : ( الزرافة مثل الجمل ).
2. يبين الحال : ( الغضب كالنار، تأكل غير أو نفسها ).
3. يزيّن : ( كأنك شمسٌ والملوك كواكبُ ).
4. يقبّح : ( يضحك ضحكة قرد ).
5. يقررّ حالة : ( الشمس كالمرآة في يد الأشلّ ).
6. يبرهن على الصحة : ( فإن تفقِ الأنامَ وأنت منهم فإنّ المسك يعطي دم الغزال )

6/43 الحقيقة والمجاز :
الحقيقة : ( هي اللفظ المستعمل فيما وضع له ) .
المجاز : ( اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مع قرينة تمنع إيراد المعنى الحقيقي ).
مثال الحقيقة : ( رأيت بحراً )، ومثال المجاز : ( رأيت بحراً يخطب ) ، لقد وُجدت قرينة في العبارة الثانية دلّت على أن لفظ البحر استعمِل في غير ما وضع له فهذا هو المجاز .

6/44 علاقات المجاز :
المجاز نوعان : ( عقلي ، ولغوي )
المجاز العقلي : ( وهو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه لعلاقة مع قرينة تمنع أن يكون الإسناد حقيقياً ) وعلاقاته :
1ـ السببيّة . 2 ـ الزمانية . 3 ـ المكانية . 4 ـ الزمانية. 5 ـ المصدرية. 6 ـ الفاعلية .
7 ـ المفعولية .
المجاز اللغوي: وهو ( استعمال كلمة في غير معناها الحقيقي لعلاقة مع قرينة ملفوظة أو ملحوظة) وهو قسمان :
أ ـ مرسل وعلاقاته هي :
1ـ السببيّة 2 ـ المسببية. 3 ـ المحلية . 4ـ الحاليّة . 5 ـ الكليّة . 6 ـ الماضوية .
7ـ المستقبلية. 8ـ الآلية . 9 الخبرية. 10 ـ الجزئية.
وهنا عليك أن تلحظ أن هذه العلاقات هي المفاتيح التي معرفة صور القرائن التي توضح مجال المجاز ولن نستطيع شرحها جميعها، ولكن سنعرض لشرح الحالية والسببيّة :
أ ـ ( العلاقة السببية ) : أي أن تكون القرينة عن سبب لشيء ورد في الكلام، مثاله : ( إن ّ لفلان عليّ يداً )، فهذا مجاز؛ فاليد هنا أُتي بها لبيان الفضل من فلان على المتكلم، وبما أن اليد سبب في حدوث الأفعال بهي سبب في حدوث هذا الفضل،فلذا تسمى علاقة سببيّة .
ب ـ ( العلاقة الحالّيّة ) : ـ بتشديد اللام ـ أي المحل كقول المتنبي :
إني نزلت بكذّابين ضيفهم عن القِرى وعن الترحال محدودُ
فالمجاز هنا يتمثل في (النزول على الكذّابين، والكذابين ليست أرضا، أو سكنى يُنزل بها، لكنه قصد أنه نزل بأرض حاكمها من الكذابين، فقد ذكر في مجازه الحال والساكن، وأراد المحل والمكان .

6/45 أركان الاستعارة وأنواعها :
وهي من المجاز اللغوي تعريفها هو : ( تشبيه حُذف أحد طرفيه، فعلاقتها المشابهة دائماً ) وهي قسمان: تصريحية ، ومكنية
1. تصريحية : وهي ( ما صُرح فيها بلفظ المشبّه به ) مثل : وصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال: (كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بياناً ) فقد شبّه إمتاع أخيه للعين بقرى الضيف،وحذف المشبه وهو جماله وحسن طلعته .
حاول أن تمثل لها: ( ....................................................................................................)
2. مكنية : ( وهي ما حذف فيها المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ) مثل قوله تعالى : { قال ربّ إني وهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا } الآية، فقد شبّه الرأس بالوقود الذي يشتعل فحذف المشبه به وهو الوقود،ورمز له بشيء من لوازمه وهو ( اشتعل ) وأبقى المشبه وهو ( الرأس ) .
حاول أن تمثل لها: ( ....................................................................................................)
ويقسم بعض الباحثين الاستعارة أقساما أخرى مثل : الأصلية والتبعية، ولكن ما ذكرناه هو الأشهر المتعارف عليه.
/45/1 أركان الاستعارة :
ثلاثة هي :
1. المستعار.
2. المستعار له .
3. المستعار منه .
/46 الكناية وأنواعها :
وتعريفها : ( أن تطلق اللفظ وتريد لازم معناه )، وتقسم حسب المُكنّى عنه ثلاثة أقسام:
1. كناية عن صفة : ( وهي التي تطلب بها الصفة المعنوية كالجود والشجاعة ونحوها،ومعيارها أن يُذكر الموصوف وتُذكر النسبة إليه، ولا تذكر الصفة المرادة ) مثل قول المتني : ( فمساهم وبسطهم حرير وصبحهم وبسطهم التراب ُ) فكنى عن صفة الغنى بالبساط الحرير .
2. كناية عن موصوف : وهي ( أن يصرح بالصفة والنسبة ولا يصرح بالموصوف) وهذا مثل قولهم : ( فلان ٌ صفا لي مجمع لبِّه ) فالصفة : مجمع اللب، والنسبة : إسناد الصفاء إلى مجمع اللب، ولم يصرح بالموصوف الذي ( القلب )
3. كناية عن نسبة : وهي ( أن يصرح بالصفة والموصوف، ولا يصرح بالنسبة مع أنها هي المرادة ) ومثاله قول : ( الكرم في ثوب الملك ) ، فالصفة هي : الكرم، والموصوف: الملك ، ولا تنسب له الكرم، بل تنسب الكرم إلى الثوب .
ولمعلوماتك أيضا فإن الكناية لها أقسام أخرى باعتبار الوسائط، تذكر في كتب البلاغة المتوسعة وهي : كناية التعريض،التلويح،الإيماء،الرمز .

6/47 أثر الكناية في بلاغة الكلام:
الكناية مظهر من مظاهر البلاغة، لا يقوى على الوصول إليها إلاّ البلغاء وسرّ بلاغتها أنها تعطيك الحقيقة في صور كثيرة مصحوبة بدليلها،ولذا كانت أبلغ من الإفصاح، وأشّد وقعاً من التصريح . ولا شك أنها تضفي على المعنى بهاء وجمالا،وتبلغ المعنى في لفظ قليل، وتجعل المعاني في صور المُحَسّات ، وتتيح للكاتب أو المتحدث الكلام عن أمور لا يرغب التصريح بها ، انظر إلى قوله تعالى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا } كيف بلّغت المعنى بالصورة المؤثرة التي تحقق المراد .

6/48 علم المعاني وأثره في بلاغة الكلام :
وهو أحد علوم البلاغة الثلاثة : ( البيان، المعاني ، البديع ) ، وقد عرّفه السكّاكي بأنه :
" تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره،ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره " (4)
وموضوعاته : الخبر،الطلب، الإسناد،الفصل والوصل،الفعل ومتعلقاته،الإيجاز والإطناب .. )
6/48/1 أثره في بلاغة الكلام :
يتولّد أثره في بلاغة الكلام من أمرين :
1. بيان وجوب مطابقة الكلام لحال السامعين والمواطن التي يقال فيها.
2. المعاني المستفادة من الكلام ضمناً، وبمعونة القرائن.

6/49 أغراض الخبر وأضربه :
يلقى الخبر لغرضين أساسيين هما :
أولا/ إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو العبارة، ويسمّى ذلك الحكم، وهي فائدة الخبر .
ثانيا/ إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالمحكم ويسمي ذلك لازم الفائدة.
6/49/1 أضرب الخبر :
أضرب الخبر : هي طرائق تقديمه إلى المخاطب مؤكدة أو غير مؤكدة ، و قد قسمها البلاغيون إلى ثلاثة أضرب هي :
1. الضرب الابتدائي : وذلك إذا كان المخاطب حين سماعه الخبر خالي الذهن من الحكم عليه غير متردد في قبوله ولا معترض له. فلا يحتاج المتكلم في هذه الحال إلى تأكيد ما يقول .ومثال : قال صلى الله عليه وسلم : ( أدبني ربي فأحسن تأديبي. ردا على سؤال أبي بكر : ما رأيت أفصح منك فمــن أدبك؟ ).
2. الضرب الطلبي : وذلك إذا كان المخاطب مترددا في قبول الخبر مطالبا بالوصول إلى اليقين في معرفته، وحين إذن يحسن توكيده بأداة واحدة .
ومنه قوله تعالى : { والسابقون السابقون أولئك المقربون }
3. الضرب الإنكاري: وذلك إذا كان المخاطب منكرا للخبر وفي هذه الحالة يجب توكيده بأكثر من مؤكد : وذلك حسب درجة إنكاره قوة وضعفا. ومثاله: (أما إن الحق يعلو ولا يعلى عليه ) فأكد الخبر ب ( أما ) و ( إن ) .
ـ وأدوات توكيد الخبر كثيرة منها: التوكيد بنوعيه اللفظي والمعنوي،أن ، إن ، قد، إذا دخلت على الماضي ، القسم ، لام الابتداء ، نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة ، أما الشرطية ، أحرف التنبيه ، الحروف الزائدة ، اسمية الجملة .

6/50 أساليب ال***** والأغراض التي تخرج إليها :
ال***** إما طلبي أو غير طلبي .
1. الطلبي : وهو ( الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب ) ويكون :
أـ بالأمر: مثل : ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك ) .
ب ـ بالنهي : مثل : ( لا تجزع لحادثة الليالي ) .
ج ـ بالاستفهام : مثل : ( ألا ما لوجهك المنير لا يبسم ؟ )
د ـ التمنّي : مثل قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
( يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان بين علي وابن عفانا ).
هـ ـ النداء : مثل : ( يا من يعزّ علينا أن نفارقهم وجداننا وكل شيء بعدكم عدمُ)
2. غير طلبي : وهو ( ما لا يستدعي مطلوباً) وصيغه :
أـ التعجب : مثل : ( انظر إلى الجبل ما أعظمه )
ب ـ مدح أو ذم : مثل قول الجاحظ : ( أما بعد فنعم البديل من الزلّة الاعتذار، وبئس العوض من التوبة الإصرار )
ج ـ القَسم : مثل قول عبدالله بن الطاهر:
( لعمرك ما بالعقل يكتسب الغنى ولا باكتساب المال يكتسب العقل )
د ـ الرجاء : مثل قول ذي الرمّة :
( لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحةً من الوجد أو يشفي شجي البلابل )

6/51 بلاغة الذكر والحذف :
وهذه تختصّ بالمسند والمسند إليه، وهما ركنا الجملة، فالمسند إليه إما : ( مبتدأ أو فاعل) والمسند إما ( خبر أو فعل ) وتكون البلاغة في الحذف للأغراض الآتية :
1. الاحتراز عن العبث : لوجود قرينة تدلّ على المحذوف مثل قوله تعالى : { كلاّ لينبذنّ في الحطمة وما أدراك ما الحطمة* نا ر الله الموقدة } والمحذوف هنا : المبتدأ وتقديره ( هي ) نار الله الموقدة .
2. ضيق المقام عن إطالة الكلام :
مثل قول الشاعر : ( قال لي : كيف أنت ؟ قلت : عليل سهر دائم وحزن طويلُ )
والمحذوف هنا مبتدأ تقديره ( أنا ) عليلُ .
3. تيسير الإنكار عند الحاجة إليه .
4. تعجيل المسرّة بالمسند مثل قولك : ( سيارتي ) أي ( هذه سيارتي ) .
5. ***** المدح أو الذم أو الترحم : مثل قول : ( الحمد لله أهل الحمد ) والمحذوف تقدير ( هو ) .
وفي المسند إليه إذا كان فاعلا قد يحذف لأغراض بلاغية معنوية أو لفظية كالآتي :
أولا/ اللفظية :
1. القصد إلى الإيجاز في العبارة.
2. المحافظة على السجع في الكلام.
3. المحافظة على الوزن في الكلام المنظوم.
ثانيا / معنوية :
1. كون الفاعل معلوما مثل قوله تعالى : { وخُلق الإنسان ضعيفا } والخالق هو الله تعالى.
2. رغبة المتكلم في الإبهام على السامع.
3. رغبة المتكلم في إظهار تعظيمه للفاعل.
4. رغبة المتكلم في إظهار تحقير الفاعل .
5. حذف المتكلم من الفاعل أو خوفه عليه .
6. عدم تحقيق غرض معين من الكلام بذكر الفاعل .
وهناك دواعي حذف المسند : سواء أكان خبرا، أو فعلا للأغراض الآتية :
1. للاحتراز عن العبث بعدم ذكر ما لا ضرورة لذكره ، مثال لحذف الخبر في جواب السؤال مثل : ( مَن عندكم ؟ ضيف ) والمحذوف ( عندنا ) وهو الخبر، ومثال الفعل قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } أي ليقولن ( خلقهن ) وهو المحذوف .
وقد يحذف المفعول به للدواعي الآتية :
1. إفادة التعميم مع الاختصار مثل قول الله تعالى : { والله يدعو إلى دار السلام } أي يدعو ( جميع ) عباده .
2. تنزيل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم لعدم تعلّق الغرض بذكر المفعول.
3. للإيجاز.
4. لتحقيق البيان بالذكر.
6/51/1 الذكر :
الأصل في المسند إليه أن يذكر في الكلام ، ولا ينبغي العدول عنه إلا لقرينة ترجّح الحذف والاحتراز عن العبث، ومن دواعي الذكر البلاغية:
1. ضعف التعويل على فهم السامع أو الاعتماد على القرينة .
2. القصد إلى زيادة التقرير والإيضاح .
3. بسط الكلام والإطناب فيه بذكر المسند إليه ولو دلّ عليه دليل، وذلك حيث يكون الإصغاء فيه من السامع مطلوباً للمتكلم لجلال قدره أو قربه من قلبه.
4. إظهار تعظيم المسند إليه بذكر اسمه : نحو قولك ( الله ربي ) .
5. إظهار تحقيره وإهانته.
6. التبرّك والتيّمن باسمه .
7. الاستلذاذ بذكره .
أما المسند فلذكر أغراض بلاغية أيضا وهي :
1. الاحتياط لضعف القرينة .
2. التعريض بغباوة السامع .
3. إفادة أن المسند فعل أو اسم مثل قوله تعالى : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم }

6/52 التعريف والتنكير :
وله قسمان ما يتعلق بالمسند إليه ، وما يتعلق بالمسند .
أولا/ ما يتعلق بالمسند إليه : وحقّه أن يكون معرفةً لأنه المحكوم عليه الذي أن يكون معلوما ويكون تعريفه : إما بالإضمار، أو العلمية،أو الموصولية،وإما بأل، وإما بالإضافة، وإما بالنداء ، وسنجمل الأغراض البلاغية المتعلقة بال ( التعريف والتنكير ) جميعها، لأنها غالبا لا تخرج عنها وهي :
1ـ كون الحديث في مقام التكلم . 2ـ كونه في مقام المخاطب .
3 ـ كون الحديث في مقام الغيبة . 4 ـ المدح .
5 ـ الذم والإهانة . 6 ـ التبرك بذكره . 7 ـ التشاؤم. 8 ـ طلب الإقرار بصريح الاسم.
9ـ لبيان في حال في القرب أو البعد وتعظيمه أو تحقيره فيهما.
10ـ مثل التعظيم للقرب قوله تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }، ومثال التعظيم بالبعد قوله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه }.
11. الاستهجان والتقريع كقوله تعالى ك { وراودته التي هو في بيتها } فنكر هنا
12. التهويل كقوله تعالى : { فغشيهم من اليم ما غشيهم } فعرّف اليم.
13. التوبيخ كقولهم : ( الذي أحسنَ إليك، أسأتَ إليه ) .
14. العهد الذهني كقوله تعالى : { قالت ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محررا}، التعريف بأداة الوصل، أي الذي في بطني .
15. العهد الحضوري كقوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم } بتعريف اليوم.
ثانيا/ ما يتعلق بالمسند:
1. إفادة السامع حكماً معلوما على أمر معلوم لإفادة النسبة المجهولة ، مثل : ( زيدُ صديقك ).
2. قصر المسند على المسند إليه حقيقةً كقولك : ( أميرُ الشعراء أحمدُ شوقي ٌ) .
3. قصر المسند إليه على المسند ادعاءً ، مثل : ( وأخو كليبٍ عالم الأنساب ).
6/52/1 ما يختص بالتنكير :
وقد يختص التنكير للمسند إليه ببعض الأغراض البلاغية ومنها :
1. إخفاء الأمر ، مثل : ( اتهمك رجلٌ ).
2. قصد الإفراد ، مثل قوله تعالى: { وجاء رجل من أقصى المدينة رجل يسعى }.
3. قصد التنويع، مثل : ( لكل داء دواءٌ يستطبُّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها ).
4. التعظيم ، مثل قوله تعالى : { .. وعلى أبصارهم غشاوة } الآية .
5. التحقير، مثل قوله تعالى : { ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك } الآية .

6/53 التقديم والتأخير :
أي جزء من الكلام لا يتقدم أو يتأخر إلا لغرض بلاغي، أو إحدى دواعيه ومن هذه الأغراض والدواعي:
1. التشويق إلى المتأخر إذا كان المتقدم مشعراً بغرابة : مثل قول الشاعر :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها شمس الضحى وأبو إسحق والقمرُ
فقدّم ( ثلاثة ) مع وجود غرابة في ( إشراقه ) فحصل بذلك اشتياق لمعرفة هذه الثلاثة.
2. تعجيل المسرّة : مثل : ( الفوز كان نصيبي ) وأصلها ( كان نصيبي الفوز )، ومثلها في الإساءة . هل تستطيع أن تأتي بمثال ؟
3. كون المتقدم محط الإنكار والتعجب : مثل قوله تعالى: { أراغب أنت عن ءالهتي يا إبراهيم } ولم يقل ( أأنت راغب ؟ ).
4. النص على عموم السلب أو سلب العموم : وعموم السلب يعني ( شمول النفي ) مثل قولهم : ( كل قوي لا يُهزم ) ، وأصلها ( كل لا يهزم كل فرد من الأقوياء )، أما سلب العموم فيكون بتأخر أداة العموم عن أداة النفي ومعناه ( نفي الشمول ) مثل قول المتنبي : ( ما كل ما يتمنّى المرء يدركهُ تأتي الرياح بما لا يشتهي السفنُ )
5. تقوية الحكم وتقريره : مثل قول : ( هو يعطي الجزيل )
6. التخصيص : وهو يفيد تخصيص المسند إليه بالخبر الفعلي بشرط أن يكون مسبوقا بحرف نفي مثل : ( ما أنا قلت هذا ).
7. التنبيه : على أن المتقدم خبر لا نعت : وهذا خاص بالخبر مثل قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاعٌ إلى حين }.
وهناك تقديم لمتعلقات الفعل عليه ولها دواعي بلاغية منها :
1. التخصيص : كتقديم المفعول على الفعل مثل : ( محمداً أكرمتُ ).
2. الحصر : كتقديم الجار والمجرور على الفعل مثل قوله تعالى : { وإلى الله ترجع الأمور}.
3. تقديم الحال على الفعل كقولك : ( مبكراً خرجتُ إلى العمل ) لتخصيص حال التبكير بالخروج .
4. تقديم السبب على المسبب.
5. تقديم الأكثر على الأقل .

6/54 القصر وأنواعه :
القصر اصطلاحاً : ( تخصيص شيء بشيءأو أمر بآخر بطريق مخصوصة )
وله ثلاثة أقسام :
1. القصر الحقيقي : ويختص المصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع، ولا يتعدّاه إلى غيره أصلا، ويكون في قصر الصفة على الموصوف مثل قوله تعالى :{ إنما يتذكر أولوا الألباب } .
2. القصر الإضافي : وهو ( ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين ) مثل قوله تعالى : { وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } وهو هنا من باب قصر الصفة على الموصوف .
ويمكن تقسيم القصر باعتبار طرفيه إلى :
1. قصر موصوف على صفة. مثل : ( إنما الحياة تعبٌ )، فالحياة موصوف ، والتعب صفة قصرت على الحياة.
2. قصر صفة على موصوف : ( لا يفوز إلا المجد ) ، فالفوز صفة قصر على الموصوف وهو المجد .
وهناك تقسيمات أخرى، مثل : قصر إفراد ، وقصر التعيين، وقصر القلب . ( يمكنك مراجعتها في المراجع آخر الوحدة ) .


6/55 الإيجاز والإطناب والمساواة :
6/55/1 الإيجاز : وهو ( جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح ) وهو نوعان :
1. إيجاز قصر : مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( الضعيف أمير الركب ).
2. إيجاز حذف : "فليدع ناديه" أي : أهل ناديه.
3. 6/55/2 الإطناب : وهو ( زيادة في اللفظ على المعنى لفائدة ) ويكون بأمور عدة منها :
1. ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص مثل قوله تعالى : { تنزّل الملائكة والروح فيها . } الآية، والروح وهو جبريل عليه السلام تنبيها لفضله.
2. ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص مثل قوله تعــــــــالى :
{ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} الآية ، فذكر المؤمنين والمؤمنات وهي عامة بعد الخاص وهو ( لي ولوالديّ ).
3. الإيضاح بعد الإبهام لتقرير المعنى في ذهن السامع : مثل قوله تعالى { وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصحبين } ، حاول شرح ذلك .
4. التكرار لداع كتمكين المعنى من النفس، وكالتحسّر وكطول الفصل مثل قول عنترة : ( يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لَبان الأدهم
يدعون عنتر والسيوف كأنها لمع البوارق في سحاب مظلم )
5. الاعتراض : مثل قول الشاعر : ( ألا زعمت بنو سعد بأني ـ ألا كذبوا ـ كبير السن فان ).
6. التذييل : وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيداً لها، وهو قسمان :
أـ جارٍ مجرى المثل إن استقلّ معناه واستغنى عمّا قبله .
ب ـ غير جارٍ مجرى المثل إن لم يستغنِ عما قبله. مثل قول ابن نباتة :
( لم يُبقِ جودك لي شيئا أُؤمِّله تركتني أصحب الدنيا بلا أمل )
7. الاحتراس ويسمى التكميل: وهو : ( وهو أن يكون الكلام محتملاً خلاف المقصود منه فيؤتى بكلام آخر مزيل للاحتمال غير المقصود )
كقول الله ـ تعالى ـ : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }.
6/55/3 المساواة : وهي ( أن تكون المعاني بقدر الألفاظ، والألفاظ بقدر المعاني )، بتساوي الطرفين بالقدر.

6/56 علم البديع: وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام، وينقسم قسمين: محسنات لفظية وأخرى معنوية.
أولا/ اللفظية وهي :
1. الجناس وهو ( تطابق اللفظين في النطق واختلافهما في المعنى مثل قوله تعالى : { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ).
2. الاقتباس : وهو ( تضمن النثر أو الشعر شيئا ً من القرآن الكريم أو الحديث الشريف.) ويجوز فيه التغيير قليلا مثل قول أبي جعفر الأندلسي :
( وإذا ما شئت عيشاً بينهم خالق الناس بخلق حسن )
3. السجع : ( وهو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير )، مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم أعطِ منفقا خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً ) .
ثانيا/ المعنوية وهي :
1. التورية : وهي (أن يذكر المتكلم لفظاً يدل على معنيين : الأول ظاهر غير مراد،والآخر خفي وهو المراد) ، مثل قول نصير الدين الحمامي :
( أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها حرٌّ ومعناها رقيق ) ويقصد هنا : السهولة واللطف.
2. الطباق : ( وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلام )، مثل قوله تعالى: { وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود }.
3. المقابلة : وهي ( أن يُؤتي بمعنيين أو أكثر ، ثم يُؤتي بما يقابل ذلك على الترتيب )، مثل قول خالد بن صفوان : ( ليس له صديقٌ في السر، ولا عدوٌّ في العلانية ) .
4. حسن التعليل : ويقصد به : ( أن يذكر المتكلم أو الكاتب صراحة ً أو ضمنا ًعلة الشيء المعروفة، ويأتي بعلّة أدبيّة ظريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه )، مثل قول المعري : ( وما كلفة البدر المنير قديمةٌ ولكنها في وجهه أثر اللطم )
ويقصد أن القمر له كدرة بسبب حزنه على فراق المتوفي الذي ينعيه ولطمه لوجهه.
5. تأكيد المدح بما يشبه الذم وهو نوعان :
أ ـ أن يستثني من صفة ذمٍّ منفية صفة مدح مثل قول ابن الرومي :
( ليس به عيبُ سوى أنه لا تقعُ العين على مثله )
ب ـ أن يثبت لشيء صفة مدح ويأتي بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أفصح العرب، بيْد أني من قريش ).
6. تأكيد الذم بما يشبه المدح وهو قسمان :
أ ـ أن يستثني من صفة مدح منفيّة صفة ذم، مثل قولك : ( لا جمال في عَرضه إلاّ أنه طويل ).
ب ـ أن يثبت لشيء صفة ذم ثم يأتي بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى، مثل قولهم : ( القوم شحاحٌ إلا أنهم جبناء ) .
Um__0
Um__0
6/36 ارتباط الدراسات البلاغية بالقرآن الكريم :
الدراسات البلاغية، ما انفكّت عن التأثر بكتاب الله في بدئها ونشأتها وتطورها،فإنه لما تغيرت ألسن الناس، وفقدت السليقة اللغوية السليمة، ودخل اللحن، ثم دخلت آراء الأديان الأخرى، وآراء الفلاسفة في الدين والتنزيل، وأثيرت بعض الشكوك في بلاغة القرآن وإعجازه، قام العلماء شاحذين هممهم للنظر في كتاب الله العزيز،واستنباط الوجوه البلاغية، والإعجاز الرباني،بالدليل والحجّة .
فالقرآن الكريم هو المحور الرئيس الذي ساعد على الشروع في الدراسات البلاغية بمختلف اتجاهاتها، وكان هذا العامل، هو الباعث الأهم في توجيه الطاقات والجهود للبحث الجاد والدؤوب للبحث عن ترتيب وجوه الكلام، والتمييز بين الأساليب ومعرفة الجوانب الجمالية في تركيب جمل اللغة العربية.
إن علوم البلاغة ( البيان، المعاني، البديع) إنما نشأت للدفاع عن القرآن والرد على الذين أنكروا إعجازه، الأمر الذي قاد إلى دراسات بلاغيّة جادّة شرعت في بناء منظومة واسعة متناسقة غرضها شرح أوجه إعجاز القرآن الكريم، ودراسة أسلوبه، وقد زوّدت هذه الدراسات مسيرة علم البلاغة بفيض من الأصول والأمثلة التي اعتمدتها مصنفات علوم البلاغة فيما بعد القرون الأولى.
ولم تقتصر علاقة القرآن بمنهج البحث البلاغي على الدفاع عنه، والتماس وجوه إعجازه، بل تجاوزته إلى ضرورة تقرير أن فهم آيات الله العزيز لا يتم بالشكل التام السليم إلا بالإحاطة بأساليبه، وما ينطوي وراء تعبيراته من المعاني والمقاصد، وكان هذا حافزا لهم للنظر في الفنون التعبيرية الأخرى، في الشعر والنثر .
وكان من جملة أغراض البحث البلاغي عندهم، إثبات أن ما عرف في أدب العرب من فنون جمالية عالية في التعبير، وقع مثله في القرآن على صورة أجمل وأحسن . (1)

6/ 37 الحاجة إلى دراسة البلاغة :
ترجع الحاجة إلى دراسة البلاغة إلى أمور ثلاثة :
1. الوقوف على وجوه إعجاز القرآن الكريم وقوة بيانه بالتفصيل .
2. فهم دلالات آيات الكتاب العزيز، في التوجيهات والأحكام والإرشادات ومختلف الموضوعات .
3. إدراك دقائق العربية وأسرارها وجمالها،وإدراك مراتب الكلام ومزايا صوره شعراً ونثرا، فيُعرف الجيد من الكلام ورديئه،وفصيحه وقبيحه .
4. تساعد المتحدث والخطيب والكاتب على الاختيار المناسب للأساليب البلاغية والصور التعبيرية التي تحقق هدفه من الكلام وتؤثر في السامعين أو القرّاء .( 2)

6/38 العلاقة بين البلاغة والأسلوبية :
الأسلوب : هو ( المعنى المصوغ في ألفاظ مؤلفة على صورة تكون أقرب لتحقق الغرض المقصود من الكلام عند سامعيه ) وهو نوعان :
1. أسلوب علمي : يستخدم فيه المنطق السليم والفكر المستقيم مع البعد عن الخيال الشعري والالتزام بالمصطلحات العلمية.
2. الأسلوب الأدبي :وفيه يزيّن الكلام بالصور الجميلة والخيال الرائع وأنواع البيان والبديع .
3. الأسلوب الخطابي : وفيه يظهر الحماس وقوة العرض والحجة والمعاني والألفاظ وجزالتها ومناسبتها ويبرز فيه : التكرار، وضرب الأمثال، والمترادفات، واختيار الألفاظ ذات الأثر القوي في الأسماع .
فمن البلاغة اختيار الأسلوب المناسب لحال السامعين، ومقتضى الكلام ، لكن تركيب تفاصيل هذا الأسلوب وجمله ومفرداته تتدخل فيه البلاغة بشتى ضروبها ومباحثها فالأسلوب ثوب والبلاغة وشيهُ .

6/39 الفرق بين الفصاحة والبلاغة :
للتعرف على الفرق بين هذين المصطلحين، لابد من تعريف كل مصطلح منهما ، وعليه :
البلاغة هي : " وضع الكلام في موضعه من طول وإيجاز وتأدية المعنى أداء واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاّب، مع ملاءمة كل كلام للمقام الذي يقال فيه،وللمخاطبين به . "(3)
أما الفصاحة : فهي ( تمام آلة البيان للألفاظ )، فالفصاحة تختص باللفظة من حيث حسنها وظهورها ،وفهمها وعذوبتها،وسلاستها وسلامتها الصرفية، والذوق السليم هو العمدة في تمييز فصاحة الألفاظ من عدمها.
وقد يوصف بها الكلام و المتكلم، أما البلاغة فيوصف بها الكلام والمتكلم دون اللفظ، وبذا تكو الفصاحة أعم من البلاغة ، فكل فصيح بليغ، وليس العكس.

6/40 العيوب المخلة بالفصاحة والبلاغة :
ولما كانت الفصاحة تختصّ باللفظ والكلام، والبلاغة بالكلام دون اللفظ ؛ فإن العيوب المخلّة بالفصاحة والبلاغة قد تكون متعلقة باللفظ والكلام وهي كالآتي :
أولا /ما يتعلق باللفظ والكلام وهي :
1. تنافر الحروف : مثل قول امرىء القيس : ( مستشزرات ) في إحدى قصائده واصفا غزارة شعر حبيبته، ومعناها مرتفعات، ماذا لاحظت في هذه اللفظة .
2. غرابة اللفظ : مثل وصف رؤبة بن العجاج لأنف حبيبته في البيت :
ومقلة وحاجبا ً مزججا وفاحما ومرسناً مسرّجا
فوصف الشعر بالسواد الفاحم، ثم عقّب بالأنف ( المرسن ) المسرّج ، والمسرّج هنا لفظة غريبة اختلف في تخريجها حيث قيل أن معناها: الدقة ، وكانت تطلق على السيوف ، أو أنها من الوضاء المنسوبة للسراج.
3. مخالفة القياس : مثل ما ورد في البيت الآتي :
الحمد لله العليّ الأجلل
فلفظة ( الأجلل ) ثم فيها مخالفة القياس اللغوي، حيث قياسها ( الأجلّ ) بالإدغام للحرف الأخير .
ثامنا / فصاحة الكلام : وهو لا بد أن يسلم من أربعة عيوب هي :
1. ضعف التأليف : كخروجه عن قواعد اللغة العربية المطرّدة،كرجوع الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، كقول حسان :
ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا من الناس أبقى مجده الدهر مطعماً
فالضمير في ( مجده ) يعود إلى ( مطعما ) وهو متأخر في البيت وفي الرتبة، لأنه مفعول به ، والأصل تأخره عن الفاعل .
2. تنافر الألفاظ في الكلام أو التركيب :
أي أن الألفاظ إذا ركبّت واتصلت ببعضها، ينبغي أن تكون متّسقة ومتناسبة ولك أن تقرأ مثلا :
وقبر حرب بمكانٍ قفر وليس قرب قبر حرب قبرُ
فمخارج حروف ألفاظ البيت متقاربة فحصل التنافر بينها .
3. التعقيد اللفظي : ويكون هذا بتأخر الكلمة أو تقدمها عن مواطنها الأصلية، أو بفصل ما ينبغي اتصاله مثل قول الفرزدق :
وما مثله في الناس إلا مملّكا أبو أمه حي أبوه يقاربه
فقد فصل بين ( أبو أمه ) وهو مبتدأ ، وبين ( أبوه ) وهو خبره بأجنبي،وفصل بين النعت والمنعوت ؛( حي يقاربه ) بأجنبي وهو ( أبوه ) .
4. التعقيد المعنوي : وهو استعمال الكلمات عند إرادة التعبير في غير معانيها الحقيقية مثل قول العباس بن الأحنف :
5. سأطلب بُعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
وما قصده الشاعر هو : أنه يريد البعد عن أحبابه ليقربوا، وهو مبني على أن الزمان دائما يأتي بالشيء ونقيضه ، فالبعد قد يحصل لكن يأتي بعده القرب،ومثله الحزن والسرور ولذا عبر عن السرور ( بجمود العين ) لظنّه أن جمود العين هو خلوّها من البكاء مطلقاً، وليس كذلك لأن جمود العين: هو خلوّها من المع، وعليه فالجمود لا يكون كناية عن السرور بل عن البخل فهو استعمال للألفاظ في غير معانيها الحقيقية.


6/41 علم البيان وأثره في بلاغة الكلام :
يقصد بعلم البيان لغة : ( الإيضاح والإبانة والظهور ) وهو علم تأخّر ظهوره ولم تترسخ مباحثه وأقسامه في وقت واحد، ويمكن تعريفه بأنه : ( العلم الذي يبحث في حسن التعبير والتصوير للمعاني المراد إيصالها للسامعين )

6/42 أنواع التشبيه :
التشبيه عملية فنيّة جمالية تهدف إلى تمثيل شيء بشيء لإيضاح فكرة ما،وأركان التشبيه أربعة (مشبه+ مشبه به+ أداة التشبيه+ وجه الشبه). وأنواعه هي :
1. التشبيه البليغ : وهو ( ما جعل فيه المشبّه مثل المشبّه به كشيء واحد، واستُغني عن وجه الشبه وأداة التشبيه مثل : ( أنت كالشمس في سطوعها ودفئها ... )
تصبح : ( أنت الشمس ) ، ( إنك شمسٌ ).
2. التشبيه المقلوب : الأصل في التشبيه أن يكون وجه الشبه في المشبّه به أقوى وأظهر من المشبه،ولكن عندما يقول الشاعر: وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح
فهنا العكس إذ جعل وجه الخليفة مشبّها به، والمشبه هو الصباح، فقلب التشبيه، ولم يأت به على أصله، فتم تشبيه الأقوى بالأضعف، والأبعد بالأقرب ، ومثل ذلك أيضاً : ( البدر يشبه وجهك ).
3- التشبيه الضمني : وهو تشبيه لا يوضع فيه المشبّه به والمشبّه في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يلمحان في التركيب )، ومثال ذلك قول أبي فراس الحمداني :
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فالتشبيه هنا ضمني، فقد شبّه حاجة قومه إليه كحاجة الناس إلى البدر في الليلة المظلمة.
6/42/1 أغراض التشبيه :
التشبيه غرض عام من أغراض البلاغة يحتاجه الجميع، سواء كان عالما أو أديبا، أو إنساناً عاديا؛ لذا فهو في خدمة من استعمله ومن أغراضه التي يحققها:
1. يوضّح الصورة : ( الزرافة مثل الجمل ).
2. يبين الحال : ( الغضب كالنار، تأكل غير أو نفسها ).
3. يزيّن : ( كأنك شمسٌ والملوك كواكبُ ).
4. يقبّح : ( يضحك ضحكة قرد ).
5. يقررّ حالة : ( الشمس كالمرآة في يد الأشلّ ).
6. يبرهن على الصحة : ( فإن تفقِ الأنامَ وأنت منهم فإنّ المسك يعطي دم الغزال )

6/43 الحقيقة والمجاز :
الحقيقة : ( هي اللفظ المستعمل فيما وضع له ) .
المجاز : ( اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مع قرينة تمنع إيراد المعنى الحقيقي ).
مثال الحقيقة : ( رأيت بحراً )، ومثال المجاز : ( رأيت بحراً يخطب ) ، لقد وُجدت قرينة في العبارة الثانية دلّت على أن لفظ البحر استعمِل في غير ما وضع له فهذا هو المجاز .

6/44 علاقات المجاز :
المجاز نوعان : ( عقلي ، ولغوي )
المجاز العقلي : ( وهو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه لعلاقة مع قرينة تمنع أن يكون الإسناد حقيقياً ) وعلاقاته :
1ـ السببيّة . 2 ـ الزمانية . 3 ـ المكانية . 4 ـ الزمانية. 5 ـ المصدرية. 6 ـ الفاعلية .
7 ـ المفعولية .
المجاز اللغوي: وهو ( استعمال كلمة في غير معناها الحقيقي لعلاقة مع قرينة ملفوظة أو ملحوظة) وهو قسمان :
أ ـ مرسل وعلاقاته هي :
1ـ السببيّة 2 ـ المسببية. 3 ـ المحلية . 4ـ الحاليّة . 5 ـ الكليّة . 6 ـ الماضوية .
7ـ المستقبلية. 8ـ الآلية . 9 الخبرية. 10 ـ الجزئية.
وهنا عليك أن تلحظ أن هذه العلاقات هي المفاتيح التي معرفة صور القرائن التي توضح مجال المجاز ولن نستطيع شرحها جميعها، ولكن سنعرض لشرح الحالية والسببيّة :
أ ـ ( العلاقة السببية ) : أي أن تكون القرينة عن سبب لشيء ورد في الكلام، مثاله : ( إن ّ لفلان عليّ يداً )، فهذا مجاز؛ فاليد هنا أُتي بها لبيان الفضل من فلان على المتكلم، وبما أن اليد سبب في حدوث الأفعال بهي سبب في حدوث هذا الفضل،فلذا تسمى علاقة سببيّة .
ب ـ ( العلاقة الحالّيّة ) : ـ بتشديد اللام ـ أي المحل كقول المتنبي :
إني نزلت بكذّابين ضيفهم عن القِرى وعن الترحال محدودُ
فالمجاز هنا يتمثل في (النزول على الكذّابين، والكذابين ليست أرضا، أو سكنى يُنزل بها، لكنه قصد أنه نزل بأرض حاكمها من الكذابين، فقد ذكر في مجازه الحال والساكن، وأراد المحل والمكان .

6/45 أركان الاستعارة وأنواعها :
وهي من المجاز اللغوي تعريفها هو : ( تشبيه حُذف أحد طرفيه، فعلاقتها المشابهة دائماً ) وهي قسمان: تصريحية ، ومكنية
1. تصريحية : وهي ( ما صُرح فيها بلفظ المشبّه به ) مثل : وصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال: (كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بياناً ) فقد شبّه إمتاع أخيه للعين بقرى الضيف،وحذف المشبه وهو جماله وحسن طلعته .
حاول أن تمثل لها: ( ....................................................................................................)
2. مكنية : ( وهي ما حذف فيها المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ) مثل قوله تعالى : { قال ربّ إني وهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا } الآية، فقد شبّه الرأس بالوقود الذي يشتعل فحذف المشبه به وهو الوقود،ورمز له بشيء من لوازمه وهو ( اشتعل ) وأبقى المشبه وهو ( الرأس ) .
حاول أن تمثل لها: ( ....................................................................................................)
ويقسم بعض الباحثين الاستعارة أقساما أخرى مثل : الأصلية والتبعية، ولكن ما ذكرناه هو الأشهر المتعارف عليه.
/45/1 أركان الاستعارة :
ثلاثة هي :
1. المستعار.
2. المستعار له .
3. المستعار منه .
/46 الكناية وأنواعها :
وتعريفها : ( أن تطلق اللفظ وتريد لازم معناه )، وتقسم حسب المُكنّى عنه ثلاثة أقسام:
1. كناية عن صفة : ( وهي التي تطلب بها الصفة المعنوية كالجود والشجاعة ونحوها،ومعيارها أن يُذكر الموصوف وتُذكر النسبة إليه، ولا تذكر الصفة المرادة ) مثل قول المتني : ( فمساهم وبسطهم حرير وصبحهم وبسطهم التراب ُ) فكنى عن صفة الغنى بالبساط الحرير .
2. كناية عن موصوف : وهي ( أن يصرح بالصفة والنسبة ولا يصرح بالموصوف) وهذا مثل قولهم : ( فلان ٌ صفا لي مجمع لبِّه ) فالصفة : مجمع اللب، والنسبة : إسناد الصفاء إلى مجمع اللب، ولم يصرح بالموصوف الذي ( القلب )
3. كناية عن نسبة : وهي ( أن يصرح بالصفة والموصوف، ولا يصرح بالنسبة مع أنها هي المرادة ) ومثاله قول : ( الكرم في ثوب الملك ) ، فالصفة هي : الكرم، والموصوف: الملك ، ولا تنسب له الكرم، بل تنسب الكرم إلى الثوب .
ولمعلوماتك أيضا فإن الكناية لها أقسام أخرى باعتبار الوسائط، تذكر في كتب البلاغة المتوسعة وهي : كناية التعريض،التلويح،الإيماء،الرمز .

6/47 أثر الكناية في بلاغة الكلام:
الكناية مظهر من مظاهر البلاغة، لا يقوى على الوصول إليها إلاّ البلغاء وسرّ بلاغتها أنها تعطيك الحقيقة في صور كثيرة مصحوبة بدليلها،ولذا كانت أبلغ من الإفصاح، وأشّد وقعاً من التصريح . ولا شك أنها تضفي على المعنى بهاء وجمالا،وتبلغ المعنى في لفظ قليل، وتجعل المعاني في صور المُحَسّات ، وتتيح للكاتب أو المتحدث الكلام عن أمور لا يرغب التصريح بها ، انظر إلى قوله تعالى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا } كيف بلّغت المعنى بالصورة المؤثرة التي تحقق المراد .

6/48 علم المعاني وأثره في بلاغة الكلام :
وهو أحد علوم البلاغة الثلاثة : ( البيان، المعاني ، البديع ) ، وقد عرّفه السكّاكي بأنه :
" تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره،ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره " (4)
وموضوعاته : الخبر،الطلب، الإسناد،الفصل والوصل،الفعل ومتعلقاته،الإيجاز والإطناب .. )
6/48/1 أثره في بلاغة الكلام :
يتولّد أثره في بلاغة الكلام من أمرين :
1. بيان وجوب مطابقة الكلام لحال السامعين والمواطن التي يقال فيها.
2. المعاني المستفادة من الكلام ضمناً، وبمعونة القرائن.

6/49 أغراض الخبر وأضربه :
يلقى الخبر لغرضين أساسيين هما :
أولا/ إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو العبارة، ويسمّى ذلك الحكم، وهي فائدة الخبر .
ثانيا/ إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالمحكم ويسمي ذلك لازم الفائدة.
6/49/1 أضرب الخبر :
أضرب الخبر : هي طرائق تقديمه إلى المخاطب مؤكدة أو غير مؤكدة ، و قد قسمها البلاغيون إلى ثلاثة أضرب هي :
1. الضرب الابتدائي : وذلك إذا كان المخاطب حين سماعه الخبر خالي الذهن من الحكم عليه غير متردد في قبوله ولا معترض له. فلا يحتاج المتكلم في هذه الحال إلى تأكيد ما يقول .ومثال : قال صلى الله عليه وسلم : ( أدبني ربي فأحسن تأديبي. ردا على سؤال أبي بكر : ما رأيت أفصح منك فمــن أدبك؟ ).
2. الضرب الطلبي : وذلك إذا كان المخاطب مترددا في قبول الخبر مطالبا بالوصول إلى اليقين في معرفته، وحين إذن يحسن توكيده بأداة واحدة .
ومنه قوله تعالى : { والسابقون السابقون أولئك المقربون }
3. الضرب الإنكاري: وذلك إذا كان المخاطب منكرا للخبر وفي هذه الحالة يجب توكيده بأكثر من مؤكد : وذلك حسب درجة إنكاره قوة وضعفا. ومثاله: (أما إن الحق يعلو ولا يعلى عليه ) فأكد الخبر ب ( أما ) و ( إن ) .
ـ وأدوات توكيد الخبر كثيرة منها: التوكيد بنوعيه اللفظي والمعنوي،أن ، إن ، قد، إذا دخلت على الماضي ، القسم ، لام الابتداء ، نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة ، أما الشرطية ، أحرف التنبيه ، الحروف الزائدة ، اسمية الجملة .

6/50 أساليب ال***** والأغراض التي تخرج إليها :
ال***** إما طلبي أو غير طلبي .
1. الطلبي : وهو ( الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب ) ويكون :
أـ بالأمر: مثل : ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك ) .
ب ـ بالنهي : مثل : ( لا تجزع لحادثة الليالي ) .
ج ـ بالاستفهام : مثل : ( ألا ما لوجهك المنير لا يبسم ؟ )
د ـ التمنّي : مثل قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
( يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان بين علي وابن عفانا ).
هـ ـ النداء : مثل : ( يا من يعزّ علينا أن نفارقهم وجداننا وكل شيء بعدكم عدمُ)
2. غير طلبي : وهو ( ما لا يستدعي مطلوباً) وصيغه :
أـ التعجب : مثل : ( انظر إلى الجبل ما أعظمه )
ب ـ مدح أو ذم : مثل قول الجاحظ : ( أما بعد فنعم البديل من الزلّة الاعتذار، وبئس العوض من التوبة الإصرار )
ج ـ القَسم : مثل قول عبدالله بن الطاهر:
( لعمرك ما بالعقل يكتسب الغنى ولا باكتساب المال يكتسب العقل )
د ـ الرجاء : مثل قول ذي الرمّة :
( لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحةً من الوجد أو يشفي شجي البلابل )

6/51 بلاغة الذكر والحذف :
وهذه تختصّ بالمسند والمسند إليه، وهما ركنا الجملة، فالمسند إليه إما : ( مبتدأ أو فاعل) والمسند إما ( خبر أو فعل ) وتكون البلاغة في الحذف للأغراض الآتية :
1. الاحتراز عن العبث : لوجود قرينة تدلّ على المحذوف مثل قوله تعالى : { كلاّ لينبذنّ في الحطمة وما أدراك ما الحطمة* نا ر الله الموقدة } والمحذوف هنا : المبتدأ وتقديره ( هي ) نار الله الموقدة .
2. ضيق المقام عن إطالة الكلام :
مثل قول الشاعر : ( قال لي : كيف أنت ؟ قلت : عليل سهر دائم وحزن طويلُ )
والمحذوف هنا مبتدأ تقديره ( أنا ) عليلُ .
3. تيسير الإنكار عند الحاجة إليه .
4. تعجيل المسرّة بالمسند مثل قولك : ( سيارتي ) أي ( هذه سيارتي ) .
5. ***** المدح أو الذم أو الترحم : مثل قول : ( الحمد لله أهل الحمد ) والمحذوف تقدير ( هو ) .
وفي المسند إليه إذا كان فاعلا قد يحذف لأغراض بلاغية معنوية أو لفظية كالآتي :
أولا/ اللفظية :
1. القصد إلى الإيجاز في العبارة.
2. المحافظة على السجع في الكلام.
3. المحافظة على الوزن في الكلام المنظوم.
ثانيا / معنوية :
1. كون الفاعل معلوما مثل قوله تعالى : { وخُلق الإنسان ضعيفا } والخالق هو الله تعالى.
2. رغبة المتكلم في الإبهام على السامع.
3. رغبة المتكلم في إظهار تعظيمه للفاعل.
4. رغبة المتكلم في إظهار تحقير الفاعل .
5. حذف المتكلم من الفاعل أو خوفه عليه .
6. عدم تحقيق غرض معين من الكلام بذكر الفاعل .
وهناك دواعي حذف المسند : سواء أكان خبرا، أو فعلا للأغراض الآتية :
1. للاحتراز عن العبث بعدم ذكر ما لا ضرورة لذكره ، مثال لحذف الخبر في جواب السؤال مثل : ( مَن عندكم ؟ ضيف ) والمحذوف ( عندنا ) وهو الخبر، ومثال الفعل قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله } أي ليقولن ( خلقهن ) وهو المحذوف .
وقد يحذف المفعول به للدواعي الآتية :
1. إفادة التعميم مع الاختصار مثل قول الله تعالى : { والله يدعو إلى دار السلام } أي يدعو ( جميع ) عباده .
2. تنزيل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم لعدم تعلّق الغرض بذكر المفعول.
3. للإيجاز.
4. لتحقيق البيان بالذكر.
6/51/1 الذكر :
الأصل في المسند إليه أن يذكر في الكلام ، ولا ينبغي العدول عنه إلا لقرينة ترجّح الحذف والاحتراز عن العبث، ومن دواعي الذكر البلاغية:
1. ضعف التعويل على فهم السامع أو الاعتماد على القرينة .
2. القصد إلى زيادة التقرير والإيضاح .
3. بسط الكلام والإطناب فيه بذكر المسند إليه ولو دلّ عليه دليل، وذلك حيث يكون الإصغاء فيه من السامع مطلوباً للمتكلم لجلال قدره أو قربه من قلبه.
4. إظهار تعظيم المسند إليه بذكر اسمه : نحو قولك ( الله ربي ) .
5. إظهار تحقيره وإهانته.
6. التبرّك والتيّمن باسمه .
7. الاستلذاذ بذكره .
أما المسند فلذكر أغراض بلاغية أيضا وهي :
1. الاحتياط لضعف القرينة .
2. التعريض بغباوة السامع .
3. إفادة أن المسند فعل أو اسم مثل قوله تعالى : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم }

6/52 التعريف والتنكير :
وله قسمان ما يتعلق بالمسند إليه ، وما يتعلق بالمسند .
أولا/ ما يتعلق بالمسند إليه : وحقّه أن يكون معرفةً لأنه المحكوم عليه الذي أن يكون معلوما ويكون تعريفه : إما بالإضمار، أو العلمية،أو الموصولية،وإما بأل، وإما بالإضافة، وإما بالنداء ، وسنجمل الأغراض البلاغية المتعلقة بال ( التعريف والتنكير ) جميعها، لأنها غالبا لا تخرج عنها وهي :
1ـ كون الحديث في مقام التكلم . 2ـ كونه في مقام المخاطب .
3 ـ كون الحديث في مقام الغيبة . 4 ـ المدح .
5 ـ الذم والإهانة . 6 ـ التبرك بذكره . 7 ـ التشاؤم. 8 ـ طلب الإقرار بصريح الاسم.
9ـ لبيان في حال في القرب أو البعد وتعظيمه أو تحقيره فيهما.
10ـ مثل التعظيم للقرب قوله تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }، ومثال التعظيم بالبعد قوله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه }.
11. الاستهجان والتقريع كقوله تعالى ك { وراودته التي هو في بيتها } فنكر هنا
12. التهويل كقوله تعالى : { فغشيهم من اليم ما غشيهم } فعرّف اليم.
13. التوبيخ كقولهم : ( الذي أحسنَ إليك، أسأتَ إليه ) .
14. العهد الذهني كقوله تعالى : { قالت ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محررا}، التعريف بأداة الوصل، أي الذي في بطني .
15. العهد الحضوري كقوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم } بتعريف اليوم.
ثانيا/ ما يتعلق بالمسند:
1. إفادة السامع حكماً معلوما على أمر معلوم لإفادة النسبة المجهولة ، مثل : ( زيدُ صديقك ).
2. قصر المسند على المسند إليه حقيقةً كقولك : ( أميرُ الشعراء أحمدُ شوقي ٌ) .
3. قصر المسند إليه على المسند ادعاءً ، مثل : ( وأخو كليبٍ عالم الأنساب ).
6/52/1 ما يختص بالتنكير :
وقد يختص التنكير للمسند إليه ببعض الأغراض البلاغية ومنها :
1. إخفاء الأمر ، مثل : ( اتهمك رجلٌ ).
2. قصد الإفراد ، مثل قوله تعالى: { وجاء رجل من أقصى المدينة رجل يسعى }.
3. قصد التنويع، مثل : ( لكل داء دواءٌ يستطبُّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها ).
4. التعظيم ، مثل قوله تعالى : { .. وعلى أبصارهم غشاوة } الآية .
5. التحقير، مثل قوله تعالى : { ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك } الآية .

6/53 التقديم والتأخير :
أي جزء من الكلام لا يتقدم أو يتأخر إلا لغرض بلاغي، أو إحدى دواعيه ومن هذه الأغراض والدواعي:
1. التشويق إلى المتأخر إذا كان المتقدم مشعراً بغرابة : مثل قول الشاعر :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها شمس الضحى وأبو إسحق والقمرُ
فقدّم ( ثلاثة ) مع وجود غرابة في ( إشراقه ) فحصل بذلك اشتياق لمعرفة هذه الثلاثة.
2. تعجيل المسرّة : مثل : ( الفوز كان نصيبي ) وأصلها ( كان نصيبي الفوز )، ومثلها في الإساءة . هل تستطيع أن تأتي بمثال ؟
3. كون المتقدم محط الإنكار والتعجب : مثل قوله تعالى: { أراغب أنت عن ءالهتي يا إبراهيم } ولم يقل ( أأنت راغب ؟ ).
4. النص على عموم السلب أو سلب العموم : وعموم السلب يعني ( شمول النفي ) مثل قولهم : ( كل قوي لا يُهزم ) ، وأصلها ( كل لا يهزم كل فرد من الأقوياء )، أما سلب العموم فيكون بتأخر أداة العموم عن أداة النفي ومعناه ( نفي الشمول ) مثل قول المتنبي : ( ما كل ما يتمنّى المرء يدركهُ تأتي الرياح بما لا يشتهي السفنُ )
5. تقوية الحكم وتقريره : مثل قول : ( هو يعطي الجزيل )
6. التخصيص : وهو يفيد تخصيص المسند إليه بالخبر الفعلي بشرط أن يكون مسبوقا بحرف نفي مثل : ( ما أنا قلت هذا ).
7. التنبيه : على أن المتقدم خبر لا نعت : وهذا خاص بالخبر مثل قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاعٌ إلى حين }.
وهناك تقديم لمتعلقات الفعل عليه ولها دواعي بلاغية منها :
1. التخصيص : كتقديم المفعول على الفعل مثل : ( محمداً أكرمتُ ).
2. الحصر : كتقديم الجار والمجرور على الفعل مثل قوله تعالى : { وإلى الله ترجع الأمور}.
3. تقديم الحال على الفعل كقولك : ( مبكراً خرجتُ إلى العمل ) لتخصيص حال التبكير بالخروج .
4. تقديم السبب على المسبب.
5. تقديم الأكثر على الأقل .

6/54 القصر وأنواعه :
القصر اصطلاحاً : ( تخصيص شيء بشيءأو أمر بآخر بطريق مخصوصة )
وله ثلاثة أقسام :
1. القصر الحقيقي : ويختص المصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع، ولا يتعدّاه إلى غيره أصلا، ويكون في قصر الصفة على الموصوف مثل قوله تعالى :{ إنما يتذكر أولوا الألباب } .
2. القصر الإضافي : وهو ( ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين ) مثل قوله تعالى : { وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } وهو هنا من باب قصر الصفة على الموصوف .
ويمكن تقسيم القصر باعتبار طرفيه إلى :
1. قصر موصوف على صفة. مثل : ( إنما الحياة تعبٌ )، فالحياة موصوف ، والتعب صفة قصرت على الحياة.
2. قصر صفة على موصوف : ( لا يفوز إلا المجد ) ، فالفوز صفة قصر على الموصوف وهو المجد .
وهناك تقسيمات أخرى، مثل : قصر إفراد ، وقصر التعيين، وقصر القلب . ( يمكنك مراجعتها في المراجع آخر الوحدة ) .


6/55 الإيجاز والإطناب والمساواة :
6/55/1 الإيجاز : وهو ( جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح ) وهو نوعان :
1. إيجاز قصر : مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( الضعيف أمير الركب ).
2. إيجاز حذف : "فليدع ناديه" أي : أهل ناديه.
3. 6/55/2 الإطناب : وهو ( زيادة في اللفظ على المعنى لفائدة ) ويكون بأمور عدة منها :
1. ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص مثل قوله تعالى : { تنزّل الملائكة والروح فيها . } الآية، والروح وهو جبريل عليه السلام تنبيها لفضله.
2. ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص مثل قوله تعــــــــالى :
{ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} الآية ، فذكر المؤمنين والمؤمنات وهي عامة بعد الخاص وهو ( لي ولوالديّ ).
3. الإيضاح بعد الإبهام لتقرير المعنى في ذهن السامع : مثل قوله تعالى { وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصحبين } ، حاول شرح ذلك .
4. التكرار لداع كتمكين المعنى من النفس، وكالتحسّر وكطول الفصل مثل قول عنترة : ( يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لَبان الأدهم
يدعون عنتر والسيوف كأنها لمع البوارق في سحاب مظلم )
5. الاعتراض : مثل قول الشاعر : ( ألا زعمت بنو سعد بأني ـ ألا كذبوا ـ كبير السن فان ).
6. التذييل : وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيداً لها، وهو قسمان :
أـ جارٍ مجرى المثل إن استقلّ معناه واستغنى عمّا قبله .
ب ـ غير جارٍ مجرى المثل إن لم يستغنِ عما قبله. مثل قول ابن نباتة :
( لم يُبقِ جودك لي شيئا أُؤمِّله تركتني أصحب الدنيا بلا أمل )
7. الاحتراس ويسمى التكميل: وهو : ( وهو أن يكون الكلام محتملاً خلاف المقصود منه فيؤتى بكلام آخر مزيل للاحتمال غير المقصود )
كقول الله ـ تعالى ـ : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }.
6/55/3 المساواة : وهي ( أن تكون المعاني بقدر الألفاظ، والألفاظ بقدر المعاني )، بتساوي الطرفين بالقدر.

6/56 علم البديع: وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام، وينقسم قسمين: محسنات لفظية وأخرى معنوية.
أولا/ اللفظية وهي :
1. الجناس وهو ( تطابق اللفظين في النطق واختلافهما في المعنى مثل قوله تعالى : { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ).
2. الاقتباس : وهو ( تضمن النثر أو الشعر شيئا ً من القرآن الكريم أو الحديث الشريف.) ويجوز فيه التغيير قليلا مثل قول أبي جعفر الأندلسي :
( وإذا ما شئت عيشاً بينهم خالق الناس بخلق حسن )
3. السجع : ( وهو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير )، مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم أعطِ منفقا خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً ) .
ثانيا/ المعنوية وهي :
1. التورية : وهي (أن يذكر المتكلم لفظاً يدل على معنيين : الأول ظاهر غير مراد،والآخر خفي وهو المراد) ، مثل قول نصير الدين الحمامي :
( أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها حرٌّ ومعناها رقيق ) ويقصد هنا : السهولة واللطف.
2. الطباق : ( وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلام )، مثل قوله تعالى: { وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود }.
3. المقابلة : وهي ( أن يُؤتي بمعنيين أو أكثر ، ثم يُؤتي بما يقابل ذلك على الترتيب )، مثل قول خالد بن صفوان : ( ليس له صديقٌ في السر، ولا عدوٌّ في العلانية ) .
4. حسن التعليل : ويقصد به : ( أن يذكر المتكلم أو الكاتب صراحة ً أو ضمنا ًعلة الشيء المعروفة، ويأتي بعلّة أدبيّة ظريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه )، مثل قول المعري : ( وما كلفة البدر المنير قديمةٌ ولكنها في وجهه أثر اللطم )
ويقصد أن القمر له كدرة بسبب حزنه على فراق المتوفي الذي ينعيه ولطمه لوجهه.
5. تأكيد المدح بما يشبه الذم وهو نوعان :
أ ـ أن يستثني من صفة ذمٍّ منفية صفة مدح مثل قول ابن الرومي :
( ليس به عيبُ سوى أنه لا تقعُ العين على مثله )
ب ـ أن يثبت لشيء صفة مدح ويأتي بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أفصح العرب، بيْد أني من قريش ).
6. تأكيد الذم بما يشبه المدح وهو قسمان :
أ ـ أن يستثني من صفة مدح منفيّة صفة ذم، مثل قولك : ( لا جمال في عَرضه إلاّ أنه طويل ).
ب ـ أن يثبت لشيء صفة ذم ثم يأتي بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى، مثل قولهم : ( القوم شحاحٌ إلا أنهم جبناء ) .
Um__0
Um__0
هذه في مجلد المهم للتخصص طبعا فيها نحو واملاء بس لانه فيه جداول ماتتنسخ المهم اذا قدرت انزلها ملف نزلتها واذا ماقدرت ومالقيته في النت اعتمدوا على اللي نسخته والاملاء تلاقوه في الحقيبة اللغوية والنحو تلاقوه قبل هذه صفحة نزلت رابط اذا وحده فيكم ماعندها كتاب تذاكر منه
اهم شي ذاكروا عروض لاتتركوه