&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&
قال عمر بن قيس :
قرأت آيات من كتاب الله , فاستغنيت بالله عن الناس ..وهي
...…قوله تعالى : { و إن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو } ..فلم اسأل غيره كشف ضري
قوله تعالى : { و إن يردك بخير فلا راد لفضله } ..فلم أطلب الخير والفضل إلا منه
قوله تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } ..فلم أطلب الرزق إلا منه
فأغناني الله عن الناس بهذه الآيات
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك


♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√



** كــلـي امـل **
الله يجزآآآآك كوووووول خييييييير
&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&
اللهم إن لك في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار، فاللهم يا ربنا اعتق رقابنا من النار. اللهم اعتق رقابنا، ووالدينا، وأهلينا، وأولادنا من النار. اللهم إن أجسادنا على النار لا تقوى، فارزقنا اللهم الإيمان والتقوى

♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√



~~ اطل في ركوعك وسجدوك لـ تتساقط ذنوبك~~


نرى كثيرا من الناس مع الأسف يعجل في الصلاة وينقرها وكانـ? يريد التخلص منها
والمسكين لايدري انـ? يفوت على نفسـ? اجر عظيم
قال رسول اللـ? صلى اللـ? عليـ? وسلم:
إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه و عاتقيه ، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني
خلاصة حكم المحدث: صحيح


لا تستعجل في الركوع والسجود بل أطل سجودك وركوعك بقدر ماتستطيع لتتساقط عنك الذنوب فلا تفوت على نفسك هذا الأجر العظيم

جعلنا الله واياكم من المؤمنين المفلحين الخاشعين فى صلاتهم ...

الذين قال الله فيهم

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ


سورة المؤمنون:1-2

♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√




رمضان شهر الصالحات


الحمد لله فى بدء كل أمر ، وفى وسطه ، وعند منتهاه . فإن العبد إذا عرف نعم الله عليه لم يزل له حامداً شاكراً مسبحاً . ومن ذنوبه تائباً مستغفراً . والكيس فى الدنيا يتحرى أوقات عمله ، فيتحرى موسم المطر لبذره وغرسه ، وموسم الإثمار لجنيه وحصاده . ويتحرى شروق الشمس لما يحتاج فيه إلى الضوء ، ودخول الليل لما يحتاج السكون . وهكذا .
وهذا رمضان أقبل ، وهو موسم الخيرات المجتمعة ، فمن اغتنم فاز ، ومن ضيعه فقد ضيع خيراً كثيراً . والله رب العالمين جمع الخير فى قوله : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " ( البقرة : 185 ) .
وفى الحديث : " بَعُد من أدرك رمضان ولم يُغفر له " .
وفى الحديث : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت مردة الشياطين "
ومرور هذه الأيام والشهور إنما هي من عمر العبد ، الذي يلقى ربه فيسأله عما عمل فيها ، فمن لم يغتنم العمل فى رمضان وضيعه فقد ضيع خيراً كثيراً ، ولذا ، فإننا ندعو أنفسنا والناس جميعاً إلى الانشغال فى رمضان بالصالحات من الأعمال ، والمكفرات من الذنوب ، طمعاً فى مغفرة الله وعفوه ، وأملاً فى رضوانه وجنته ، وحذراً من عقوبته ونقمته .
وإن الذنوب التى تقع من العباد هى سبب بوار الدنيا ، وسبب عذاب الله يوم القيامة . وإن دفع هذه الذنوب له أسباب ، من قام بها ، كان الرجاء أن يحميه الله من بوار الدنيا وعذاب الآخرة ، ومن هذه الأسباب التى ننصح أنفسنا وإخواننا بها فى كل وقت خاصة فى شهر رمضان :

أولاً : التوبة النصوح :

فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له . والله يقبل التوبة من جميع الذنوب ( الكفر - والشرك - والقتل فما دونه ) .
فيقول سبحانه : " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ " ( الأنفال : 38 ) .


ثانياً : الاستغفار :

وهو قد يكون مع التوبة أو بدونها ، فإن كان معها فالتوبة تمحو جميع الذنوب والسيئات ، وإن كان بدونها ، فهو من جنس الدعاء والسؤال . فهو من أسباب دفع العذاب ، وقد ساق الله فى كتابه استغفار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فقال سبحانه : " فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " وتحقيق ذلك فى قوله تعالى : " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( الأعراف : 23 ) .
ويقول إبراهيم وإسماعيل : " رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ( البقرة : 127،128 ) .
وقول موسى : " أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ " ( الأعراف : 155 ، 156 ) .

ثالثاً : الأعمال الصالحة :

لحديث : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر " ، وحديث : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وحديث : " الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " ، وحديث : " صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " ، وإن فضل الأعمال وثوابها ليس لمجرد صورها الظاهرة ، بل حقائقها التى فى القلوب . والناس يتفاضلون فى ذلك تفاضلاً عظيماً بالإيمان والتقوى .
والله عز وجل يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ( الصف : 10-12 ) .
وليحذر المسلم فى رمضان وغيره من محبطات الأعمال ، ففى الحديث : " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عُشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، ، نصفها " ، وفى ذلك أحاديث عن الصوم والحج كذلك .
وقد يكون العمل الصالح إحساناً إلى عبدٍ أو حيوان ، ففى الحديث : " بينما كلب يطيف بركيه . كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل ، فنزعت موقعها فسقته فغفر لها " .
وفى مقابل ذلك يحذر العبد الذنوب ، وإن استصغرها ، ففى الحديث : " دخلت امرأة النار فى هرة ربطتها لا هى أطعمتها ، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض ، حتى ماتت " .

رابعاً : المصائب الدنيوية والصبر عليها :
ففى الحديث : " ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا غم ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أسى ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " ، والله عز وجل يقول : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " .

خامساً : الدعاء :
وهو وإن كان من جملة الأعمال الصالحة ، والاستغفار قسم منه ، إلا أن إفراده بالذكر لجلاله وعظم قدره ، ولأن الله سبحانه جعل بين آيات الصيام قوله سبحانه : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ( البقرة : 186 ) ، وللدعاء المستجاب شرائط منها :
أن يدعو الله بأحسن الأسماء ، قال تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " ( الأعراف : 180 ) .

وأن يخلص النية ، ويظهر الافتقار ، وألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، ولا بما يعينه على معاداته . وأن يعلم أن نعمة الله فيما يمنعه من دنياه كنعمته فيما خوله وأعطاه








&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&
احبتي في الله..


ها قد بلغنا آخر المحطات، وآن أوان الجد والاجتهاد، إننا في مرحلة {وَسَارِعُواْ} و{سَابِقُوا} فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة، والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها، الثمرة هذه المرة (ليلة القدر) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .



♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√



والله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال .
آلا تستحق ليلة القدر أن نضحي من أجلها بعشر ليال فقط .
غدا يا عبد الله عندما يوفى الناس أعمالهم تحمد قيامك و صيامك .
غدا يا عبد الله تفرح بتهجدك و صلاتك ، حين يتحسر أهل الغفلة .
اللهم إنا نسأل أن تجعلنا من من يوفق لقيام ليلة القدر و أنت أكرم الأكرمين اللهم امين

يا طويل النوم :
بادر قبل أن يفوتك { تتجافى جنوبهم } فتأتي يوم القيامة فلا تجد { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين }

أسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

خصائص عشر الأواخر من رمضان

تأملْ أيها المسلم في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل الثواني أكلاً، لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات والثواني، سواء كنت قائماً أو نائماً، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء من عمرك، وأنها مرصودة في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً لسعادتك وحسن عاقبتك، في دنياك وآخرتك.

وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته،

ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم- وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلم- فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.

روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: « كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره » .

وفي الصحيحين عنها قالت: « كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر » .

فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات، فينبغي لك أيها المسلم أن تفرغ نفسك في هذه الأيام، وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها –والله- أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت –والله- لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر، فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وينبغي لك أيها المسلم أن تحرص على إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.

ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.

وإيقاظه لأهله ليس خاصاً في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من المسلمين، تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.

وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق، وفوّت على نفسه خيراً كثيراً ، لعله لا يدركه في عام آخر.

ومن خصائص هذه العشر: ما ذكرته عائشة من أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره، أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة.

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر اغتناماً لفضلها وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: ما أعلم – صلى الله عليه وسلم- « قام ليلة حتى الصباح » ولا تنافي بين هذين الحديثين، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل بالقيام فقط.

ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها: { ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر}.
وقال فيها: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم }
أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.

يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- « وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم » حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.

قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".

وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل ذلك أكثر من ثمانين سنة، فياله من عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، من حُرمه فقد حُرم الخير كله.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه »

وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- « تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان » متفق عليه.

وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: « التمسوها في العشر الأواخر في الوتر » أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين ومرة في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين.

وقد أخفى الله سبحانه علمها على العباد رحمة بهم، ليجتهدوا في جميع ليالي العشر، وتكثر أعمالهم الصالحة فتزداد حسناتهم، وترتفع عند الله درجاتهم { ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون }، وأخفاها سبحانه حتى يتبين الجادّ في طلب الخير الحريص على إدراك هذا الفضل، من الكسلان المتهاون، فإن من حرص على شيء جدَّ في طلبه، وسهل عليه التعب في سبيل بلوغه والظفر به، فأروا الله من أنفسكم خيراً واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات، فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.

إن الجنة حُفّت بالمكاره، وأنها غالية نفيسة، لا تُنال بالنوم والكسل، والإخلاد إلى الأرض، واتباع هوى النفس. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- « من خاف أدلج - يعني من أول الليل- ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة » .

وقد مثل النبي – صلى الله عليه وسلم- المسافر إلى الدار الآخرة -وكلنا كذلك – بمن يسافر إلى بلد آخر لقضاء حاجة أو تحقيق مصلحة، فإن كان جاداً في سفره، تاركاً للنوم والكسل، متحملاً لمشاق السفر، فإنه يصل إلى غايته، ويحمد عاقبة سفره وتعبه، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

وأما من كان نوّاماً كسلان متبعاً لأهواء النفس وشهواتها، فإنه تنقطع به السبل، ويفوته الركب، ويسبقه الجادّون المشمّرون، والراحة لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تُنال إلا على جسر من التعب والمشقات { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . ومن خصائص هذه العشر المباركة استحباب الاعتكاف فيها، والاعتكاف هو: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل – وهو من السنة الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد }
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده.

وفي صحيح البخاري عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: « كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً ».

والمقصود بالاعتكاف: انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله، ويجتهد في تحصيل الثواب والأجر وإدراك ليلة القدر، ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والعبادة، ويتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ولا بأس أن يتحدث قليلا بحديث مباح مع أهله أو غيرهم.

ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته لقوله تعالى: { ..ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد.. }

وأما خروجه من المسجد فهو على ثلاثة أقسام:
1- الخروج لأمر لا بد منه طبعاً أو شرعاً لقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل من الجنابة، وكذا الأكل والشرب فهذا جائز إذا لم يمكن فعله في المسجد. فإن أمكن فعله في المسجد فلا. مثل أن يكون في المسجد دورات مياه يمكن أن يقضي حاجته فيها، أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب، فلا يخرج حينئذ لعدم الحاجة إليه.

2- الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه كعيادة مريض، وشهود جنازة ونحو ذلك، فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعوده أو يخشى من موته، فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به.

3- الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالخروج للبيع والشراء ونحو ذلك، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط؛ لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه، فإن فعل انقطع اعتكافه ولا حرج عليه.

&بنت الاقصى&
&بنت الاقصى&
مع شهر النفحات والعطيات
نرفع أيدينا بالدعاء مع قطرات من الدمعات
نطلب المنان الذي يعطي بلا حدود لانه هو الجواد يجود على من يشاء / فسأله يجود عليك بما تشاء
» فرصة عظيمة لا تضيعها »
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا
اللهم اٍنا نسالك أن ترفع ذكرنا .. وتضع وزرنا .. وتُـصلح أمورنا .. وتطهـّر قلوبَـنا .. وتحصّن فروجنا.. وتنور قلوبنا .. وتغـفر لنا ذنوبنا .. ونسألك الدرجات العُـلى من الجنة .
اللهم ارحمنا بترك المعاصي أبدا ما أبقـيتـنا ، وارحمنا أن نتكلف ما لا يعنينا وارزقـنا حُسن النظر فـيما يرضيك عـنا
أسأل الله تعالى أن يتولانا بعفوه ، وأن يرحمنا برحمته ، وأن يستعملنا في طاعته ، وأن يجعل مثوانا جنته ، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين



♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√•°¨♥√




احبتي في الله..

ها قد بلغنا آخر المحطات، وآن أوان الجد والاجتهاد، إننا في مرحلة {وَسَارِعُواْ} و{سَابِقُوا} فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة، والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها، الثمرة هذه المرة (ليلة القدر) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .


احبتي في الله..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الشهر قد حضركم، و فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، و لا يحرم خيرها إلا محروم» *.

وكيف لا يُحرم الخير كله؟ وهي أعظم ليالي الدهر، ليلة مباركة العمل فيها يضاعف أكثر من العمل في ألف شهر، ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة، ليلة الشرف من تحرَّاها صارت له المنزلة عند الله، ليلة يباهي الله فيها الملائكة بعباده الصالحين، و فيها يقدر الله تعالى لملائكته جميع ما ينبغي أن يجري على أيديهم من تدبير بني آدم ومحياهم ومماتهم إلى ليلة القدر من السنة القابلة، وهي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا يحدث فيها أذى، وهي سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» .
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريها في أوتار العشر الأواخر من رمضان، وكان سلفنا الصالح يحتاطون فيتلمسون ليلة القدر في جميع ليال العشر.

والصحيح في علامتها، أنْ تشرق الشمس يومها لا شعاع لها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة و لا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء» .

وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً طلبًا لهذه المنحة الربانية العظيمة، فالمقصود من الاعتكاف: تحري ليلة القدر، و الخلوة بالله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم الأنس بالله عز وجل وذكره، وإصلاح القلب، فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل في المسجد للصلاة والذكر والدعاء، فعساك توفق لليلة القدر فتجدك الملائكة مقيمًا على طاعة في بيت من بيوت الله، وهذا –لا ريب – أدعى للرحمة.

نصائح العشر:

(1)لا نوم في ليالي العشر:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة.

(2)أعن الأهل على العمل الصالح:
ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة، وهذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر.

قال سفيان الثوري: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك".

(3)أكثر من الدعاء فيها:
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها. قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟"، قال تقولين: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» .

وكان سفيان الثوري يقول: الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة، و إذا كان يقرأ، وهو يدعو، ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق. فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً".

(4)تطهير الظاهر والباطن:
فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر، فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه.

(5)ليلها كنهارها لا تغفل عن ذلك:
فقد ذهب بعض السلف إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح.

قال الإمام الشافعي: "استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها". وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره.

(6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت "التبتل" أي الانقطاع إلى الله:
قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} ففرِّغ قلبك له، فلا جدال، لا مناقشات، لا اختلاط فاحش، أغلق الهاتف، وانس همومك، ودع مشاغلك، عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه.

(7) تحسس قلبك:
راقب نيتك، فنية المرء خير من عمله، فاحتسب وتقرب.

(8) تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك:
فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته، وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان.

(9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار:
قال بعضهم: "من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً".

(10) قلل من كلامك:
فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة فعليك بهذه الأمور، فعليك بالصمت، فمن صمت نجا.

(11) تذكر هذا زمان السباق، فلا ترضَ بالخسارة والدون: قال أحدهم: لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير، فهل ترضى بهذا الحرمان، يفوز الناس بالمغفرة والرحمة والعتق وتضاعف أعمالهم، ويبغون الجنة، وأنت في مكانك كبلتك الخطايا"، لا.. لا يمكن أن ترضى، لذلك ستجتهد حتمًا بإذن الله.

(12) أحسن الظن بالله:
فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك تعوضه، فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود، ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل، لأنك ستحبه حبًا عميقًا. اللهم نسألك حبَّك، وحبَّ من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبِّك.

(13) لتكن لك عبادات في السر، لا يطلع عليها إلا الله، فهذا أدعى للإخلاص.
قال صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين» أبو صهيب وأبوه لم أعرفهم].

(14) اجمع بين الكم والكيف:
نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة، لم تصنعها في عمرك، هذا العام ستقوم بها، نعم ستقوم بها، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة، وابتغائك ما عنده من الخير العميم، ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع، وبعدها ستقول: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.