(وإذا العنايةُ لاحظتك عيونُها، نِم فالمخاوفِ كلّهن أمانُ) قصتي ..

بسم الله الرحمن الرحيم
كيفكم يا بنات؟ عساكم بخير؟ بندخل للموضوع ..
معكم أنا : ) عمري 25 .. من إحدى مدن السعودية ..
تقريباً بسنة 2014 مريت بضائقة وهم كبير ما أبالغ إذا قلت إني كنت قاب قوسين أو أدنى من الجنون أو المرض النفسي وربما أبعد من ذلك بسببه..

طبعا قبلها يا بنات بالمراهقة وبداية أيام الجامعة كنت بعيدة من الله كانت ايام استهتار ولا مبالاة وبس همني الفلة، يعني الله المستعان حتى الصلاة ما كنت أصليها, سبحان الله حتى كنت أقول الله أعلم هل بموت وأنا على هالحال ولالا .. لأن فعلاً كان موضوع الصلاة والدين ثقيل جدا جدا على صدري لدرجة اني كنت استبعد بشكل كبير هدايتي واني اتعدل ويمكن اشوفه شي اقرب للمستحيل، طبعا سبحان الله من سنة ثالث جامعة تقريباً ،بدأ يدخل بقلبي موضوع الدين، طبعا كل واحد وله مدخل يا بنات وكل واحد له وتر ممكن من خلاله يدخل الشي لقلبه، أنا كان مدخلي إني شفت مقاطع تخص العلاقة مع الله وكيف تعيشين أحاسيس معه ، يعني فعلا تعاملينه وكأنك ترينه وكأنه قدامك.. تشتاقين له .. تغارين عليه .. تحبينه .. تحسين برحمته وإنه هو أقرب لك من الناس كلهم، وهو اللي بيرعى سرك ويكتمه لما تفضفضين له .. تشكين له .. أحيانا من شوقك لشوفته تبكين ..
أحيانا لما أحد يسئ لك تروحين تتذكرين كيف الله سترك ورحمك وقت ما هالشخص يفضحك ويعايرك..
تستحين وتذكرين أفضاله عليك لما تعصينه وبعدها توقفين ..

كانت هالحلقات بالغالب من تقديم الشيخ مشاري الخراز وفقه الله ..

طيب .. سبحان الله بعدها تغيرت وصرت قريبة من الله وصرت أحس بشعور ما يمكن أوصفه داخل قلبي ..
كأن الله هيأني بهالشي لابتلاء بيجيني..

وصلنا لـ 2014 وبدأ الابتلاء .. ما بدخل بالتفاصيل يا بنات لكن .. بالجامعة .. وأنا نايمة وأنا ماشية ماكلة أبكي أبكي أحيانا اطيح كأني مريضة وعلى فراش الموت مالي نفس أتحرك أو شي .. أذكر بالجامعة كنت ألبس الله يكرمكم شرابات أخضر فسفوري على شوز رصاصي مفتوح من فوق هههه .. ألبس أي شي واداوم .. كان وقت ما يشتد الهم فيني وكان عندي اختبار اليوم الثاني اتركه وما أداوم .. كل شي تأثر فيني .. كنت أبكي بحرقة في أوقات غير مناسبة .. مثلا ههه قبل الاختبار .. الناس يذاكرون وأنا بدموعي واللي يشوفني على باله خايفة من الاختبار وانا مو حوله أبد..
طبعاً كان فيه - الله المستعان- من تشمت لحالي من الأقارب .. وقت ما الله الرحيم ألهمني أني ألتجأ له وأناجيه ..

قمت أيام أناجي فيها الله واشكي له اللي أنا فيه .. كان وقت ما يشتد الهم فيني انطرح له وأشكو له ضعفي وأنه مسني الضر ..
بأوقات بالسحر وبين الأذان والإقامة وبالايام الفضيلة مثل يوم عرفة والجمعة وأي وقت أحتاج أناجي فيه الله كنت أناجيه وانطرح بين يدينه وأطلبه ..

طبعا مما أعانني هو بعض الحلقات والمحاضرات اللي كانت تزيد من أملي وتعطيني بصيص من ضوء .. كنت أشوف حلقة التوكل على الله للخراز وهذا شي فضيع صرت أطبقه في حياتي إلى الآن والحمد لله ملء ما شاء إنه دلني عليه، فعلا غير مفاهيم عندي وصرت راضية ومرتاحة وواثقة برزقي ..


كمان حلقة أغنى فقير للشيخ عبد المحسن الأحمد وفقه الله حلقة فضيعة غيرت من مفاهيمي


طبعا غالب حلقات هذولي الشيخين بشكل عام غيرت فيني كثير وتركت أثر .. لك الحمد يا ربي يعني فعلا كيف يعيش الانسان بدون ما يتوكل على ربه وبدون ما يثق فيه ثقة عمياء .. أتوقع لو أنا باقية على أفكاري السابقة كان مكاني ألحين المصحة النفسية بدون مبالغة .. لأن الانسان ضعيف ويحمل نفسه مالا طاقة له به ويشغل نفسه برزقه بشكل يخلينا نتسائل: أنت وش تركت للرب طيب؟

صرت أتصدق لو بمبلغ بسيط قبل الدعاء واثني على الله واصلي على النبي وآله واستغفر لذنبي والمسلمين ( بأي طريقة انتي حابتها والمهم تطلع من قلبك يعني ما تقولين كلام مجرد كلام ترددينه ) يعني فعلا اعتبري ان الله قدامك ويسمعك وقوليله كل اللي بخاطرك من مدح واعتذار من تقصير وفضفضي له ..

العجيب يا بنات من بين كل هالأيام العصيبة كان فيه نوع من الراحة .. ما اقول ان مافيه هم وحزن وضيق يقصمون الظهر .. إلا فيه .. لكن العلاقة مع الله تختلف فيها الموازين والمعادلات .. لما تشكين له تحسين بشعور كأنه بلسم ينزل على صدرك وكأن الله يواسيك ويجبر بخاطرك .. سبحان الله !!

مشت الايام وأنا ما أزال على هالحال ولا فكرت أشكي لأحد من الناس .. هم شافوني بهالحال قاموا يتشمتون أجل شلون لو شكيت لهم ..
بس مو هذا السبب .. السبب لأني واثقة من الله وهو بيكفيني .. ليش أحتاج أني اقول لغيره وأتشكى لغيره !!

طبعا الشيطان ما يقصر ويستغل هالفترة ويجي ينفث فيني سمومه مره يقنطني من رحمة الله ويقول لي اللي انتي تطلبينه شي مستحيل .. سبحان الله وكيف يصعب على الله شي وهو خالق هذا الكون ولم يكن شيئا
ومرة يحسسني أن الله ماراح يستجيب دعائي لاني راعية معاصي وذنوب .. فأتذكر كيف إن الله استجاب للشيطان لما طلبه إنه ينظره إلى أن يُبعثون ..

الله يا بنات أرحم بك من نفسك .. استشعري هالشي وحطيه ببالك .. تخيلي انك كنتي على وشك الهلاك من العطش ورحتي لاطيب شخص بحياتك وارحمهم واكرمهم بك .. ممكن هالشخص يكون أم أب أخ صديقة كل وحده واللي تشوفه .. كان طلبك بسيط (قلاس ماء) .. تتوقعين بتمنعك ؟؟ فلله المثل الأعلى .. الله ارحم بك من هالانسانة ومن نفسك على نفسك وتُعتبر طلباتك منه مثل قلاس الماي أو أقل بعد مهما كانت كبيرة .. ما يصعب عليه شي سبحانه ..


سبحان الله شهور يا بنات الا والهم انزاح والفرج جاء بشكل لطيف .. لا إله إلا الله !! .. شخص تقريبا كان يلفظ انفاسه الاخيره على فراش الموت فجأة قام صار يركض ومافيه الا العافية ! ..
يا بنات انا اشوف اللي صار لي معجزة .. ما يقدر عليها إلا من هو بيده الامر كله واللي مختلف عن البشر كلهم ..

طبعا الهم انزاح وانفرجت اساريري ورجعت لحياتي الطبيعية وخلص الكابوس المرعب وارضاني الله واعطاني .. والاهم كيف ستر حاجتي وكتم سري ..لأن حتى لما جاني الفرج ، بعدها بفترة جو لي ناس يعايروني بحالي الاولي على بالهم باقي فيه ما دروا ان الله ارحم الراحمين واكرم الاكرمين انقذني من مدة واغناني واكرمني هههه .. سبحان الله

يأبى الله إلا أن يغني من افتقر إليه ويذل من افتقر لغيره ..

طبعا مو بس هالعطية من الله .. لا فيه عطايا وهدايا بعد .. ومن صبر ظفر ههه
يا بنات اللي مريت فيه كانت منحة داخل محنة ..

صرت أكثر إيمان بالله وأكثر ثقة فيه .. صار ما يهمني أي شي بالدنيا لأني واثقة أنها ببساطة المعادلة كالتالي : راح التجأ له وما راح يخيبني ببساطة
فهمت يعني إيش إن الله ما خلقني الا لعبادته وهو تكفل برزقي تكفل كامل .. يعني مو اختصاصي موضوع الرزق ولا شغلتي .. وهذا ما يمنع اننا ناخذ بالاسباب لان هذي سنة الحياة .. مثال الله كان قادر يفرق البحر أمام موسى نصفين من غير عصا .. لكن أمره أن يضرب بعصاه البحر ..حتى يعلمنا الله إن هالحياة بالجملة تقوم على الاسباب .. ولاّ كان كل واحد حط رجل على رجل وانتظر السماء تمطر ذهب عليه..
طبعا ما نتعلق بالاسباب ابدا .. ايوه انا اعمل بالاسباب لكن هي ما بيدها شي .. الامر بيد الله ولا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع .. وطبعا الله يقدر يعطيك الشي رغم ضعف أسبابك .. مثال قمتي قدمتي على وظيفة قوية رغم معدلك الضعيف وخبراتك القليلة لكن على الاقل سعيتي وقدمتي وعملتي بالاسباب .. الله بيكسر ضعف هالاسباب وبيعطيك إياها لو شاء ولو كانت خير لك ..

وكمان أجمل في الطلب ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه، أنه لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتفوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصيته..
يعني :
لما أتوكل على الله في اني احصل على وظيفة معينة ما أروح أذل نفسي عند المدير واترجاه .. لا طبعا .. الله لما تتوكل عليه بيكفيك بأبسط مما تتوقع ولا يحتاج الأمر كل هالاستماتة منك .. وبعدين لما أذل نفسي واستميت في الطلب أنا هنا كأني ما وثقت في الله وانه بيرزقني ( وعلى فكرة ، الله يغار على العبد من إنه يذل نفسه لمخلوق).
مثال آخر:
بعضهم كبرت بالعمر وتخاف يفوتها قطار الزواج ، تقوم تدخل بعلاقات محرمة لعل وعسى تلقى زوج منها ..
طبعا لا .. ( إن الله تعالى لا ينال ما عنده بمعصيته) الله قادر إنه يعطيك الزوج من لحظتك هذي لكن ربما تأجل الموضوع لحكمة يعلمها ..
طبعا حكم الله .. عقولنا القاصرة لا تسعها .. مثال جاتني فترة كنت مستعجلة على الزواج لكن ربي أخره لأن الحمد لله بالتأخير صارت أمور وسويت اشياء بحياتي يمكن ما راح تتيسر اذا تزوجت..
كمان تقوت العلاقة بيني وبين ربي ،، وشفت من الدلائل ما برهن لي إنه موجود ..


قبل أختم حبيت أذكر لكم موقفين بخصوص التوكل حصلوا معي :

• مرة دخلت بنقاش حاد بيني وبين وحدة من الموظفات بالجامعة ولما رجعت البيت حسيت إني فعلا أخطأت بحقها وتوكلت على الله إن الله ييسر لي شوفتها بكرة ( علما إن ما عندها مكتب محدد والجامعة طويلة عريضة يعني وين أدورها فيه) عشان أعتذر منها ونمت وداومت اليوم الثاني وأول ما دخلت من الباب الرئيسي الا وهي قدامي : ) واعتذرت لها وكانت جدا لطيفة معي وقبلت اعتذراي بسرور

• الموقف الثاني إني قدمت على دبلوم تربوي وكان وقتها البنات المتقدمات كثييييير ومن مناطق مختلفة وبيقبلون نسبة بسيطة واللي معدلاتهم أعلى شي .. سمعت خبر إن هذي آخر سنة بيكون فيها دبلوم تربوي بالمملكة وبعدها بيوقفونه لفترة .. قمت قدمت بجامعتين ?الجامعة اللي بمدينتي وجامعة أخرى بمدينة ثانية- طبعا نزلت الاسماء بالجامعة الاخرى قبل جامعة مدينتي وكنت من ضمن المقبولات .. قمت استخرت وتوكلت على الله وسبحان الله مارحت وخلاص راحت علي..

بعدها بأسبوع طلعت أسماء المقبولات بجامعة مدينتي والمفاجأة !!!! : ) إني ماكنت من ضمنهم !!!
قلت يلا خيرة ورضيت بالأمر وأنا مبتسمة ومؤمنة إن مستحيل الله يخيبني دامني لجأت الله .. المهم بعد كذا يوم طلع لهم إنه باقي فيه مقاعد شاغرة يا إما بنات من المقبولات انسحبوا أو ما أعرف المهم رجعوا يعلنون عن كم اسم وكان من بينهم اسمي : ) شفتوا ؟ سبحان الله الكريم الذي عند ظن عبده به .. لكن أحيانا الله يختبرك يشوف هل انتي فعلا واثقة فيه ولا لا ..


وبس يا بنات : ) هذي حكايتي اللي حبيت أحكيها لكم واختصرتها بشكل كبير وبإذن الله اني قدرت اوصّل شي
وقبل كذا .. حابة أختم بآية من أكثر الآيات اللي أرددها واستشعرها وقت ما تصعب الأمور علي :