عاشقة الصداقة
عاشقة الصداقة
بسم الله الرحمن الرحيم


قضية تمثيل السنة في البصرة

عبد الله بن عبد الرحمن الدوسري



تعرض أهل السنة في البصرة لأكبر هزيمة في تاريخهم الحديث ، فقد كانت البصرة ومدينة الزبير خاصةً قلعة أهل السنة في الجنوب ومدينة العلم لأغلب أهل السنة في الخليج.

وتمييز بتناغم وتآلف واسع مع أهالي نجد والكويت فالكل أبناء عمومة وبينهم مصاهرات ومناسبات عدة ، فالأسماء ، و اللهجات ، و الأشكال والعادات تتشابه أو تتقارب ، لكن بسبب المحن التي تعرض لها العراق والبصرة خاصةً أصبحت بلد هجرة بعد أن كانت منطقة جذب و قبلة للعلم والتجارة في سابق عهدها حتى لغير العرب والمسلمين من الهنود والأمم الآخرى ..


فانتهى الحال بالزبير وقرى أبو الخصيب والفاو والبصرة القديمة إلى مناطق معزولة محاصرة بمناطق مستحدثة بتركيبة شيعية غير مؤهلة اجتماعياً للتعايش مع أهل السنة فأغلبهم انحدروا من أرياف العمارة والناصرية لقلة العمل وللبحث عن لقمة العيش هذا أن لم يكشف الزمن أن هناك مخططاً ما وراء هذا الزحف الخطير ، ولأنهم يمتلكون عادات مبنية على مفاهيم دخيله على المجتمع السني فعلى سبيل المثال عندهم :


(( أن السرقة شطارة )) ، (( والاعتداء على الآخرين شجاعة )) ،

(( و عمل المرأة وجلوس الرجل بالمنزل بشكل مهين تجارة )) .. الخ !!!


فالمهم طيبة أهل السنة وحسن ظنهم جعل الأمر ، لا يعدو أن يكون ظاهرة اجتماعية جديدة لإقوام هذا حالهم فتعاملوا معهم بشكل محترم يحفظ لهم حقوقهم كمواطنين يشاركوننا البلد ، وبنفس الوقت حافظ أهلنا في الجنوب على سلامة عقيدتهم و تميزهم بتقاليدهم العربية الأصلية ألا من شذ من القلة القليلة ، و كانت حدود الجيرة والتعامل تنتهي لحدود معينة معهم ، بل تأثر بعضهم بخلق أهلنا هناك وسلامة عقيدتهم فتحول كثير منهم عن مذهب التشيع وانقلب ضده خصوصاً ممن كانت أصولهم عربية أصيله فتجد بينه وبين التشيع الفارسي المزعوم نفرة عجيبة !!

وحتى الذين لم يتأثروا عقائدياً تأثروا اجتماعياً وبدأ ينهلون من فيض القيم الاجتماعية الراقية التي يمتلكها أهلنا بالجنوب ، وأحياناً و بعطفٍ و إحسان في غير أهله تمرد الكثير منهم وهاجموا صحوة شباب السنة في تسعينات القرن الماضي وعشنا معهم جدل عقيم كان بداية لهذا الاحتلال العسكري الأمريكي أولا و الاجتماعي الشيعي الإيراني ثانياً .. وهذا الذي حدث بتفاصيله يحتاج لموضوع مفرد أو قل كتاب مستقل لتثويق التحول الديموغرافي الهائل الذي حدث بالبصرة في التسعين عام المنصرمه بشكل عام وما قبل وبعد الاحتلالين بشكل خاص .


مع كل هذا بقت البصرة سنية بامتياز بكثرة مساجدها وبصحوة شبابها من الجيل الصاعد في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وكان ما كان حتى عام الاحتلال البغيض 2003 م الذي احتفل به الشيعة في كل انحاء العالم واعتبروه فتحاً مبيناً ، وقرر بعضم أن يجعل يوم 9-4 – 2003م عيداً وطنياً ..لو لا أن انبرى لهم أبناء العراق الشرفاء من أهل السنة ..


مع كل الذي سبق ولعدم النضوج الفكري حينها وقلة الخبرة السياسية أيضاً ، ولتعقيد المشهد العراقي بسبب تحول أقرب الدول إلينا عقيدتاً ونسباً إلى عدو لدود يدعم عدوه وعدونا فاختلطت الأوراق ، وقدر الله أمر كان مفعولا فلم يظهر أثر تلك الصحوة المباركة في البصرة حينها من (( أصحاب المنهج السلفي )) وهم السمة الغالبة لجل الشباب المتدين في البصرة من أهل السنة ، وكانوا الأقدر على قيادة المرحلة لو قدم لهم الدعم الكافي والمشورة من أهل العلم ، ومن الأخطاء الجمة لم يكن هناك رأساً للسنة من السلفيين ليتفوا حوله فلا توجد شخصية قيادية تمتلك صفات التأثير وتتسم بالعلم والقبول العام ، ومن أدل الحوادث على قوة شوكة السنة وكثرتهم هو حادثة تشييع شهداء أبو الخصيب الخمسة حينها خرج أغلب شباب السنة مسلحين ومن جميع التيارات السنية بالبصرة ، وهاجموا مقرات شيعية حتى اضطروهم للهروب خارج البصرة يومها ، وقد وثقت بصور وتسجيل مرئي يشرح الصدر ، لكن سرعان ما ذهب هذا الهدير الهائج والجمع إلى جموع متفرقة تم اقتناصها وتهجيرها متفرقة ، بسبب غياب القيادة والرؤية والمشروع .



دور دول الجوار السنية

عتب كثير من السنة في البصرة على الدور المخجل لدول الجوار الخليجي ، لكن والحق أقول التقصير بدأ منا أولاً وبأسباب كثيرة منها :


1- ضعف التحشيد السني في البصرة وخصوصاً من الناحية الإعلامية فلوا استمر الحشد السني بعد حادثة مقتل الخمسة في أبي الخصيب.


2- مع عرض القضية بشكل مطلب شعبي.


3- والتهديد بالانحياز بأقليم سني يحمي مصالح السنة بالجنوب.


4- وطلب الحماية الدولية وفضح الممارسات الشيعية.


5- وعدم الانخداع بشعارات الوحدة والاستفادة والاتعاض بالتجارب السنية بإيران لتغير الحال كثيراً .. ولأصبح وضعنا ظرف ضاغط بشكل شعبي وسياسي على دول الجوار لتأخذ موقف أمام شعوبها والمنظمات الدولية والإنسانية ، لكن لا توجد لدينا مؤسسات تضع الاستراتيجيات ، وليس لدينا مشروع واضح ، فأصبحنا ننتظر المجهول ..



لماذا فشلت القيادات السنية في جمع السنة تحت راية واحدة في البصرة ؟

مشاريع القيادة في البصرة كانت تتجه نحو الجهات الأربع التالية :


1- مشايخ السلفية في البصرة

2- و الزعامات العشائرية السنية

3- و الأخوان المسلمون

4- و الرموز الدينية العامة



مشايخ السلفية في البصرة

اتسمت الدعوة السلفية بالبصرة بمميزات عدة لكن بحثنا يتعلق بالنقد و تصحيح المسار فسنوضح ما أشكل لتجنبه ومعرفة الخلل ، كانت هناك خلافات شخصية وليست منهجية بسبب نزغات من الشيطان ليس لها داعي ، وخصوصاً مع طبيعة الصراع الدائر في البصرة فكان لا بد من التعالي على الحقوق الفردية من أجل المصلحة العامة ..


مع عدم الاهتمام بالمنهجية المؤسسية التي تدرس الحدث وتضع لكل فن أهله وتخرج بنتيجة حاصلها المشورة والعلم ، صاحبه فشل أعلامي ذريع بالتوثيق للجرائم ونشرها بشكل يخدم القضية فلا تجد لأهل السنة بالبصرة مواقع ألكترونية أو ناطق أعلامي أو شيخ أو مفكر سني يتكلم عبر شاشات التلفاز والفضائيات ، و عدم دعم القضية من قبل السنة في وسط وشمال العراق أو دول الجوار العربية ، مع عدم دعم سلفية البصرة لقضاياهم بشكل مباشر بل انشغال بعض الميدانين بأوضاع الفلوجة وغيرها من مناطق السنة وترك قضيته الأساسية في البصرة فأهلنا هناك عندهم من يغنيهم ونحن بالجنوب بحاجة لكل جهد ..


كثير من مشايخ أهل السنة بالخارج أيام الغزو الأمريكي و بعده الذين بالمناطق الوسطى والشمالية رجعوا للعراق للقيام بواجبهم كون مناطقهم آمنة وفيها من يحميهم ، في حين كثير مشايخنا في الجنوب بدؤا بالهجرة من البصرة باتجاة الخليج وشمال العراق ووسطه فقد كان سنة البصرة هم أول من بدأ فيهم القتل والتنكيل .


عدم التواصل بالمشورة والدعم مع عراقيين المهجر وجلهم من خيرة الناس والمشايخ والشباب بسبب ضعف سبل التواصل الإلكتروني بالعراق انذاك وقلة الوعي الإعلامي والمعلوماتي ..


وأقوى الأسباب في اعتقادي هو عقدة نفسية موجودة عند أهل البصرة وهي اعتيادهم على الأدوار الثانوية ، ودائماً ينتظرون القائد والمخلص يأتي من خارج البصرة ، وما أدري ما أسرار هذه الظاهرة ؟!! قد تحتاج لدراسة مستفيضة .. أضف إلى ذلك استصغار النفس وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأحداث من الناحية الفردية فتجد الكل يتقاذف التهم من غير الشعور الذنب أو المبادرة للقيام بدور مهما قل دائماً ينتظر غيره يبادر !!!


رغم أن البصرة تمثل ثقل العراق الاقتصادي ووجودنا فيها وقوتنا كأهل سنة لو أثيرت بقوة فهي من أقوى القضايا على الأطلاق ، لكن أهل السنة بالعراق وبالبصرة خصوصاً إلى الآن لم يستخدموا هذه الورقة بشكلها الصحيح ..



أما الزعامات العشائرية السنية

كان بمقدور هذه الزعامات وخصوصاً قبيلة السعدون كتاريخ عريق بالمنطقة ومالها من قبول اجتماعي بين القبائل الآخرى بما فيها الشيعية ، أن تمثل تحالف سني من مشايخ وقبائل السنة وتطالب بمكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية للمكون السني ، لكن غياب الوعي العقائدي لطبيعة المعركة وعدم تأهيل قيادة عشائرية للقيام بهذا الدور تفهم الواقع وتحمل هم الدين والمذهب ، وتعي حقيقة المعركة وخصوصية الظرف لم تبرز هذه الشخصية رغم أن قبائل السنة زاخرة بشخصيات تحمل صفات قيادية رائعة .



أما الأخوان

فهم الأقدم تنظيماً بالبصرة بين أهل السنة ، ولهم قواعدهم في الخارج والداخل .. لكن المصيبة ليس لهم أي مشروع سياسي واضح اسلموا أمورهم بالكامل للشيعة مقابل مكاسب مادية ومناصب شرفية لا قيمة لها مقابل ضياع الهوية السنية لأهلنا بالجنوب ، والخطأ الأفدح أن سلم أهل السنة كلهم وحتى بعض السلفيين أمورهم بيد الأخوان ممثلين بالحزب الأسلامي ظناً منهم أن هؤلاء سوف يستطيعون الوقوف بوجه المشروع الفارسي لطمس الهوية السنية بالجنوب .. للأمانة كانت لهم بعض المواقف القوية في بداية أيام الاحتلال ، وحتى موقفهم كان بارزاً في تشييع الخمسة واسترداد دائرة الأوقاف السنية ، ثم بدأ دورهم يختفي تماماً تبعاً لقياداتهم بالمركز التي هي أيضاً تعاني من ضعف شديد بمعقلها بسبب تورطها بمشاريع الاحتلال ، وحجم المؤامرة كان أكبر من دورهم السياسي كحزب على مستوى العراق أجمع .



الرموز الدينية العامة

افرزت الصحوة الشبابية في تسعينيات القرن الماضي جيل محب للدين وأصبح ائمة المساجد والمشايخ بالبصرة رموز شعبية تلتف الناس حولهم خصوصاً أن المجتمع العراقي بعد الاحتلال اصبح في حالة استقطاب طائفي واضح فانحاز الناس كل لطائفته وبرز خلال هذه الفترة أعلام كثر كان يمكنهم التعاون لقيادة المرحلة لكن كل ذلك لم يكن ..



مالحل ؟!!

الحل لقيادة الصف السني بالبصرة هو التوافق على مرجعية دينية عشائرية اجتماعية تطالب بحقوق السنة الدينية والسياسية والاقتصادية ، بدون الانخراط بعمل سياسي ضمن مؤسسات الدولة ، ولا بعمل مسلح ، وأنما بمطالبة سليمة حقوقية ، لهذا المكون المظلوم بالبصرة ، ويكون اسم هذا التجمع رابطة أهل السنة في البصرة
لماذا هذا الاسم ؟!!


1- حماية أهل السنة من الدخلاء والوضوح الكامل ينفي وجود الشبه ، ومشاريع العراق الآن كلها مكشوفة وصريحة فلماذا نحن نخفي أنفسنا ؟! وهل عيب أن نقول : نحن أهل السنة بأننا سنة ، إذا رئيس الحكومة المالكي عندما يسأل عن تعريفه نفسه ، يقول : أنا شيعي أولاً وعراقي ثانياً وعربي ثالثاً !!


2- من أهم غايات الرابطة هو بناء الشخصية السنية البصرية والمحافظة على سماتها العقائدية والأخلاقية العامة ، وإثبات حقها التاريخي و الاقتصادي بهذه المنطقة وغير هذا المسمى لايفي بالغرض.


3- هاجس الخوف تملك من نفوس السنة وأخذ منهم كل مآخذ وشمل حتى من هم خارج العراق ممن لا سلطة للمالكي وأزلامه عليهم .. وأصبح أصحاب الأرض غرباء في أرضهم .. فلابد من كسر حاجز الخوف .


4- فشل جميع المشاريع الوحدة الوطنية والأصلاحية والتصالحية التى تبنها السنة بدعوى نصرة السنة بشكل غير مكشوف ؟؟! لأنه بدون رفع (( لقب أهل السنة والجماعة )) مقابل (( لقب الشيعة وآل البيت )) لا تكون ند أو صاحب هوية فتطالب ، لذا فأغلب المشاريع أصبحت مطالبها حزبية ضيقة أو شخصية نفعية ، فيمكن تصفيتها أو شرائها


وللحديث بقية ...


عبد الله عبد الرحمن الدوسري

المشرف العام على رابطة أهل السنة في البصرة .
مرجانة زمان
مرجانة زمان
ربي ينصركم ويحميهكم ويثبتكم يارب العالمين
ورررده
ورررده
الجيشٌ السّني الحرٌ ‏@iraq_army_free 1 س صلاة الجمعة في الفلوجة ..









ارجو من الإدارة ومشرفات القسم

ان يثبتوا موضوع عراقنا الحبيب


:26:
ورررده
ورررده
الجيشٌ السّني الحرٌ ‏@iraq_army_free 1 س أبو بكر الصديق .. اسمك يهز كل زنديق .





ارجو من الإدارة ومشرفات القسم

ان يثبتوا موضوع عراقنا الحبيب




فـ العراق و سوريا شريان وعصب في جسد آمة واحدة



:26:



لؤلؤة البحر22
لؤلؤة البحر22
فووووق