وجوب طلب العلم على النساء …

ملتقى الإيمان

المرأة شخص مكلف كالرجل ، يجب عليها طلب علم ما يتعين عليها من التكاليف وأمور العبادة ، كالطهارة ، والصلاة والصيام ، والزكاة إن كان لها مال ، ونحو ذلك مما يجب عليها معرفته ، ولا يسعها جهله.
ويجوز للمرأة الخروج لطلب علم ما تحتاجه من أمور الشرع ، إذا توفرت الشروط التالية :
- الحاجة الشرعية الملحة : كأن لا تستطيع أن تقيم عبادتها على الوجه المشروع ، لجهلها بأحكامها .
- عدم وجود من يكفيها السؤال عما تجهل من المحارم ، كالأخ أو الزوج أو الأب ، قال ابن الجوزي : ( فإن لم يكن لها أب أو أخ أو زوج أو محرم يعلمها الفرائض ، ويعرفها كيف تؤدي الواجبات ، كفاها ذلك ، وإن لم تكن سألت وتعلمت ) .
- إذا لم يخش بخروجها الفتنة عليها أو على غيرها .
- التدرج في طلب من تتعلم منه أو تسأله ، فتنظر أولا أهل العلم من النساء ، فإن لم تجد سألت أهل العلم من الرجال من ذوي السن ، وتقدم الأكبر على الأصغر ، قال ابن الجوزي : ( فإن قدرت على امرأة تعلم ذلك تعرفت منها ، وإلا تعلمت من الأشياخ وذوي الأسنان من غير خلوة بها ، وتقتصر على قدر اللازم ، ومتى حدثت لها حادثة في دينها سألت عنها ولم تستح ، فإن الله لا يستحي من الحق )
- أن تلتزم في خروجها بالحجاب الشرعي ، فلا تخرج متزينة بزينة ، ولا متعطرة بعطر ، ولا متبخرة ، وكذلك فلا تتغنج في كلامها مع الشيخ ، وتقتصر على قدر السؤال والجواب ، ولا تسترسل معه في الجواب ، فإذا تم لها المراد ، رجعت إلى بيتها .
ثم لتعلمي أختي الحبيبة : أن الحياء خلق من أخلاق الإسلام التي حث عليها ورغب فيها ، إلا أنه لا يمنع المسلمة من الاستفتاء عما يعن لها من أمور الشرع مما هي مكلفة به ، كما لو سألت عن الاحتلام ، أو عن صفة التطهر والاغتسال من الحيض أو الجنابة ، فهذه المسائل وإن كان في السؤال عنها شيء من الحرج على نفس السائلة ، إلا أنها بترك السؤال عنها تكون مقصرة في أداء ما وجب عليها ، فالسؤال لمعرفة أحكام التكاليف واجبة ، لوجوب التكاليف .
وقد أثنت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على نساء الأنصار ، لأنهن كن يسألن عما يعنيهن من أمور الدين ، ولا يمنعهن الحياء من أمور الدين ، ولا يمنعهن الحياء من ذلك .

وأما صفة ما تطلبه المرأة من علوم الشرع والدين ، فهو كل ما يجب عليها تعلمه :
من ذلك أمور الطهارة اللازمة لها ، والاغتسال من الحيض والجنابة ، والوضوء والتيمم ، ونواقضهما ، وما إلى ذلك مما لا يسعها جهله . وكذلك أمر الصلاة وكيفيتها ، وأوقاتها ، وسننها الراتبة ، وما تحتاج من فقهها في السفر والحضر ، ونحو ذلك .
ومن ذلك أيضا : أحكام الصيام ، والواجب منه ، والمسنون ، ومتى يجب عليها ترك الصيام ، وقضاؤه ، والكفارة عنه ، وكل ما يلزمها من أحكامه .
ومثله الزكاة إن كان لها مال ، فيلزمها معرفة شروط إخراج الزكاة ، وكيفية إخراجها ، والأنواع التي تخرج منها الزكاة ، وعلى من توزع الزكاة … وكذلك الحج إن استطاعت إليه سبيلا .
وأما أمور الاعتقاد ، فيلزمها معرفة أركان الإسلام ، وأركان الإيمان ، ومعرفة المخالفات التي تقع فيها كثير من النساء مما يقدح في إيمانهن حتى تتجنبها .
وكذلك تتعلم حقوق الزوج ، وما له عليها . وتتعلم كذلك ما يجب عليها تجاه أبنائها من التربية الصالحة ، والتنشئة الحسنة .
- وأما فروض الكفاية كتعلم أبواب الفقه التي لا تحتاج إليها ، أو التوسع في دراسة أبواب العقيدة ، أو دراسة أصول الفقه ، أو التفسير ، أو الحديث وقوانين الرواية ، وغيرها من العلوم التي لا تحتاج إليها في حالها ، فلا يجب عليها تعلمها ، وإن فعلت كان لها الأجر ، شريطة أن لا يفوت عليها واجبا من الواجبات .




----
نقلا من شبكةالإستقامة
4
1K

هذا الموضوع مغلق.

ام البواسل
ام البواسل
جزاك الله الف خير واكثر من امثالك في المنتدى
بنت الشرق
بنت الشرق
لا شلت يمينك وجزاك الله كل خير مواضيعك دائما هادفة وقيمة
تفاحة
تفاحة
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا في علمك النافع ..

قدما وإلى الأمام..

موضوعاتك دائماً مميزة وهادفة..

شكرا لك..
أبو الحسن
أبو الحسن
وفيكن بارك

ونفعنا الله بما نقرا ونكتب