السلام عليكم ورحمة الله

الله أكبر الله أكبر
قد حان وقت صلاة الفجر
واستيقظت الأسرةُ على صوتِ المؤذن مُردداً
" حي على الصلاة ... حي على الفلاح "
مؤذناً ببداية يوم جديد
مشرقٌ مُضنن جميل
ردد الوالدان .. أصبحنا و أصبح الملك لله
وبدأت العائلة توقظ بعضها إنه الأذآن
هيا للصلاة ..
و ما أن أنتهت الأم من صلاتها إلا وقد باشرت القيام بمهامها
و أخذ الجد مكانه على سرير خشبي قد مر عليه دهر
سرير يحكي قصة عمر و زمان قد رافقه من ريعان الشباب
وبجانبه كرسي ذو عجلات يتكيء عليه بسلام
وجلس الجدُ ماسكاً بيديه مذياعه القديم يقلب فيه عبر الأثير
و يضعه بالقرب من أُذنه كلما أختفى صوته
و هناك طفلة .. قد أخرجت الدجاج من قنه
فتجمع البيض لأكله
وطفل صغير .. بالكاد يمشي و يسير
يلعب مع دجاج وكتاكيت
و الجدة .. تمشي الهنيهات متجهة للغنمات
وبيدها محلبها القديم لتحلب فيه الحليب
و هذه الأم .. تعجن العجين لتحضر لعائلتها الفطير
ليتقووا ليوم جديد به عمل مضنٍ شديد
وما هو إلا قليل إلا وقد بدأ صوت الصواريخ يدوي
الأم .. بدأت تتوجس وكلها خوف وريبة
تهدأ مرة و ترتعب مرة
تسبح و تستغفر فتتشجع وتُردد
ما من جديد !!
ننام و نستيقظ على صوت مدفع و صواريخ
لم تكد تنهي كلمتها
إلا و قنبلة تسقط !
أين ؟؟!!
إنها على ذلك البيت الصغير
لحظات ...
لحظات ...
مرت و كأنها سنوات و إذ يعم السكون أرجاء المكان
فلا ضحكة طفل و لا صوت دجاج
ولا رائحة تنور به عجين فطير
تمر اللحظات كأنها سنوات
و يعود الرجل و ابنائه من المسجد مسرعين
و دقات قلوبهم و أسئلة تكاد تسبقهم
ماذا حل بالمكان ؟!
أين منزلُنا ؟!
أَينْ أهلنا ؟!
أين و طننا ؟!
أَينْ الماضي و الحاضر والمستقبل ؟
أين أمي ، جدتي ، جدي ، أين أخي أين أختي ؟!
و إذ بخشبات من سرير قديم متطايرة هنا وهناك
ومذياعٌ قد دفن معظمه ولم يبقى منه غير أنتله
و إذ بوعاءِ عجينٍ فارغ إلا
من كف مدمي مرتدي خاتم قديم
و عجوز قد تبقى من أثرها حكايات تُروى على مر السنين
و طفل وطفلة في حضنِ نصف جسد قد التفوا
و لم يبقى غير
أب يبكي و أبناء قد عرفوا أن لا مستقبل لهم
في و طن يغشاه الخوف
قال عليه الصلاة والسلام
" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ
عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا "
فهل تفكرنا في هذه الكلمات و تدبرنا ما خلفها من مغزى وعبر ؟
هل حمدنا الله سبحانه وتعالى على كل نعمة
وأهمها نعمة الأمن والأمان و السلام
اليس هو من قال " و لئن شكرتم لأزيدنكم "
فلك الحمد و الشكر يا ربي أن خلقتنا في هذا البلد الغالي
و سخرت لنا حكام يحكمون بالشريعة و السنة
وأنعمت علينا بنعم كثيرة و جعلتنا سكان بلاد الحرمين
وطن الإسلام و السلام والأمان
فجُل من قال
" فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "
سبحانك اللهم لم نعبدك حق عبادتك ولم نشكرك حق شكرك
فتجاوز عنا ياربنا و أرحمنا برحمتك التي و سعت كل شيء
واحفظ لنا وطننا و أمننا و أماننا ♡
كلمات جميله ومؤثره مبدعه دايما كما عهدناك