وصفة نفسية اجتماعية إسلامية لاحتواء آثار فقدان الزوج

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


وصفة نفسية اجتماعية إسلامية لاحتواء آثار فقدان الزوج






الوحدة والخوف من الغد واهتزاز الثقة.. مشاعر تنتاب المرأة بعد فقدان زوجها الترمل حزن عميق للمرأة لم يستكثر الإسلام عليها الشعور به؛ بل فرض عليها أن تحد على زوجها أربعة أشهر وعشرا، بينما لا يتجاوز الحداد على الميت ثلاثة أيام، ولأن الترمل منعطف خطير في حياة المرأة فإن بعض النساء اللائي ترملن قد يصبن بهزة نفسية تفقدهن التوازن، وقد تفتن الأرامل في دينهن أو تصيبهن أمراض نفسية، مما يجعلهن بحاجة ماسة إلى التثبيت والدعم من المحيطين.. وحول نفسية الأرملة والواقع الجديد الذي تعيشه بعد وفاة زوجها، وكيف يمكن التكيف معه كان هذا الحوار مع د. شحاتة محروس- أستاذ علم النفس بجامعة حلوان بالقاهرة.



* ما ملامح الحالة النفسية التي تنتاب الأرملة بعد رحيل زوجها؟ وكيف تقاوم هذه الحالة لتعود إلى طبيعتها؟


** تختلف الحالة النفسية حسب مدى توقع رحيل الزوج، ففي البداية تشعر الأرملة بعدم التوازن والارتباك والاضطراب الذي يسود كل حياتها، ثم تعيد التفكير، وترتب أوراقها حسب الظروف المتاحة حتى تستعيد توازنها مرة أخرى.

وتتوقف ملامح الحالة النفسية للأرملة بعد رحيل الزوج على عدة عوامل منها:


- مدى مباغتة الرحيل في مقابل توقعه.

- طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة.

- سن الزوجة وخبرتها في الحياة.

- مدى قدرة الزوجة على تدبير شئونها بنفسها.

- حالتها المادية ومدى قدرتها على الاستقلال.

وتتأرجح الحالة النفسية للأرملة حسب جملة مشاعر وأحاسيس منها: الوحدة، الخوف من المستقبل، الخوف من الآخرين، ضعف الثقة بالنفس، الخوف من المسئولية، الريبة من أهل الزوج، وبخاصة عندما تكون الزوجة أما لبنات فقط، الاحتياج النفسي للكلام مع أحد والاستئناس به، مدى الاحتياج لزوج لكي تحصل منه على الدفء والحب، الإحساس بالغربة خصوصا في التجمعات الأسرية والمناسبات، الصراع بين الاحتياج النفسي لشخص موثوق به، وعدم الثقة بالآخرين، ومدى الصعوبات التي تواجهها مع الآخرين والأولاد.



* في تقديرك.. ما أشكال هذه الصعوبات؟

** صعوبات مع الأهل مثل:

حسب سيطرة أهل الزوج وضع الزوجة تحت المراقبة، قد يرغب شقيق الزوج في الارتباط بها دون أن يكون مناسبا، القلق الذي ينتاب زوجات إخوة المتوفي من تعاملهم مع أبناء أخيهم خوفا من التفكير في الارتباط بالأرملة، وفي هذه الحالة قد تنقطع علاقات الأبناء بأعمامهم إرضاء للزوجات.



صعوبات مع الأولاد:


وتتعلق باتخذا القرار المستقبلي فيمل يخص الأولاد مثل نوعية الكلية أو الزواج، أو اختيار زوج للبنت، وتساؤلاتهم عن والدهم المتوفي، ورغبتهم في رؤيته، والإحساس بعدم القدرة على تلبية طلبات الأبناء.



صعوبات مع المجتمع:


مثل نظرة الآخرين لها كما هو الحال بالنسبة للمطلقة، والطمع في الزواج بها للمتعة، وبالذات الزواج العرفي، أو الطمع في ممتلكاتها، فضلا عن الحساسية المفرطة عندها تجاه صديقاتها خوفا من تفسير سلوكها على نحو خاطئ، وانشغال الآخرين بكيفية تربيتها لأبنائها، وإرجاع أي مشكلة في سلوك الأبناء إليها، بالإضافة إلى تألمها من نظرة العطف في عيون الآخرين.



* وكيف تمارس الأرملة دورها المزدوج كأب وأم بعد الترمل؟

** حتى تستطيع القيام بدور الأب والأم معا ينبغي عليها ممارسة السلوكيات الآتية:



- تهيئة أطفالها لتقبل خبر الوفاة بصورة هادئة، ولن يتم ذلك إلا إذا أعطت نفسها فرصة للهدوء.

- عدم تقبل أي تدخل زائد في تربية أبنائها من قبل أهلها أو أهل زوجها حتى يشعروا بأنهم يعيشون حياة طبيعية، وإذا استشارت أحدا في تربيتهم فليكن دون علمهم.

- ألا تقبل أي مساعدات مادية أمام الأولاد؛ حتى لا يشعروا بالانكسار.

- أن تتحدث عن الأب مع الأبناء بفخر واعتزاز، وأن ما ينفق عليهم إنما هو من خير والدهم.

- أن تجعل من أبيهم قدوة لهم، وأن تربطهم به من خلال الدعاء له، والتصدق عليه حتى يستمر الارتباط بين الأب والأبناء.

- إشراك الأم للأولاد في المصالح والمشكلات؛ حتى يستشعر الأولاد المسئولية تجاه البيت والإخوة والأم.

- أن تكون الأم نموذجا طيبا في السلوك أمام الأبناء، حتى يستشعر الأبناء وجود الرقيب الداخلي على تصرفاتهم، وينمو الضمير لديهم.

- تقويم الأبناء أولا بأول ومتابعتهم دراسيا، وإشعارهن بالمسئولية تجاه أنفسهم ودراستهم، ولا يصح أن تأخذها الشفقة عليهم فلا تحاسبهم.

- أن تحتف الأم دوما بخصوصية الأبناء تجاه أي طرف خارجي، إلا المشورة التي لا يعلم الأبناء عنها شيئا.

- تعليم الأبناء المحافظة على خصوصية وأسرار البيت.

- الحديث عن أهل الزوج بشكل طيب؛ حتى يرتبط الأبناء بأهل أبيهم.

- مشاركة الأبناء في الحوار والنجاح والحفلات داخل المنزل وتحفيزهم على القيام بواجباتهم، وربطهم دائما بنجاح الأب، وتكون سيرة الأب دائما عطرة.

- أن تشعرهم أن الأب يفرح لنجاحهم وإنجازهم، فينبغي المحافظة على اسمه محترما من خلال أن يكون أداء الطفل ممتازا في جميع أعماله، فيعطي بذلك حسنات كثيرة للأب، ويعيد للأم ثقتها ويحفظ مكانتها بين الآخرين.

- قد يعود الطفل مكسورا عندما يسأله أحد عن ولي أمره أو عندما يتباهى الأطفال بآبائهم، وهنا لابد من إقناعه بأنه يعيش حياة طبيعية ولا ينقصه شيء، وأن هناك أطفالا فقدوا الوالدين معا، وهناك آخرون يعيشون مع والديهم لكنهم لا يحظون بالاهتمام والرعاية.

- تشجيع الأبناء ودفعهم للعبادة والارتباط بالله، والتحبب إليه، والدعاء للأب وفاء بحفه.



* لكن إذا قررت الأم أن تتزوج كيف يمكن التوفيق بين الزوج الجديد والأبناء؟

** إن قرار زواج الأم يتوقف على عمر الأبناء، ومدى علاقتهم بها، فالطفل قد يستنكر هذا القرار، ويستفسر منها عن إخوته الجدد.



وقد يشجع الأبناء الأم على الزواج حتى يتخلصوا من القيود والتدخل منها في شئونهم الخاصة؛ نظرا لاهتمامها الزائد بهم، وأحيانا يقبل الأبناء بزواجها كنوع من التعويض لها، والاعتراف بالجميل، وهذا يحدث في حالة أن يكونوا كبارا مستوعبين لاحتياجات الأم.



* حينما يصل الأبناء إلى سن معينة تبدو لديهم نوازع التحكم والسيطرة على أفراد الأسرة.. كيف يمكن للأم أن تتعامل معهم؟

** قد يحدث أحيانا أن أحد الأبناء الذكور يرى أن من واجبه السيطرة على الوضع حتى لا تفلت الأمور في المنزل، أو يكون مدفوعا من أحد أقارب الزوج، قيحاول السيطرة على الأم والأخوات، فينبغي على الأم أن تعطيه الفرصة حتى لا تصطدم معه، ولكن توضح له دور الرجل في المنزل؛ فهو ليس دور الآمر الناهي، ولكن عليه مسئوليات لو قام بها فعلا تجاه إخوته يحق له أن يمارس دور الأب.



فالأب رفيق بإخوته وأمهم، بل وخادم لهم عندما يكونون في حاجة إلى ذلك.. وهو سند نفسي لهم عندما يكونون خائفين، وهو نبع حنان وحب عندما يكونون مشتاقين، وهو قدوة لهم في الخير والأعمال الصالحة، وطاعة الله، فبذلك يصلح أن يكون زاخرا لهم عندما يقصرون، وهاديا لهم قبل أن ينحرفوا، وهو متفان في خدمة الجميع، معوضا لهم عن فقد الأب.. أما إذا أحب السيطرة فقط بلا مقابل من الجهد والتميز والتفوق فلا يعطى الفرصة كاملة.



* ما تصورك للدور الذي يجب أن يؤديه المجتمع أفرادا ومؤسسات نحو الأرملة؟

** ينبغي أن تتوافر مكاتب قانونية للاستشارات المجانية أو بأسعار مخفضة لتوعية هذه الفئة قانونيا فيما يتعلق بالمجلس الحسبي وإعلام الوراثة.



بعض المحامين يستغلون هذه الفئة تحقيقا للربح، فينبغي التعامل معهم بشدة من خلال أفراد المجتمع، والمؤسسات الأهلية.

- ينبغي أن توجد مؤسسات أو جمعيات ترعى حقوق هذه الفئة، خصوصا أن هناك أرامل لديها مشاكل اقتصادية واجتماعية كثيرة.

- يجب أن تأخذ قضية تعدد الزوجات حقها من الاهتمام أثناء تربية أفراد المجتمع ذكورا وإناثا حتى تفهم على وجهها الصحيح، وتستخدم كحل في مثل هذه الظروف.

- رعاية الأيتام حتى نرافق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وليس لتحقيق أي مصلحة أخرى على حساب التعامل معهم.



وأخيرا فإن تقوى الله هي العاصم، سواء بالنسبة للأرملة أو الأولاد.



ونسأل الله ان يطيل بأعمار كلا الطرفين الزوج والزوجه

وان يتعاونا على تربيه الابناء و تأمين حياتهم


اللهم اآمين

اختكم .......

اموله المزيونه:26:
4
918

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

في جزيرة ها دئة
تسلمين ياعسل
a7la-fashion
a7la-fashion
مشكووره
هيا العبد الله
يعطيك العاااافيه...
زمزززم
زمزززم
الله يعطيك العافيه