فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

وقالت لاخته قصّيه ~ رسالة الجمعة

الأسرة والمجتمع




الحمد لله رب العالمين ..
والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بعد ..
قال تعالى في سورة القصص :
( وقالت لأخته قصّيه..
فبصرت به عن جنبٍ ..
وهم لايشعرون ).
::
ترى من هذه الأخت التي كُلفت بمهمة صعبة ..؟!
مهمة تتّبع أثر ..
في جو من الخطر ..؟
والتي جاء ذكرها في القرآن ..؟
إنها .. أخت موسى ..!!
وكما تذكر الآيات كانت تتبع صندوقاً سار به التيار في النيل..
ولكن ..! ما شأن ذلك الصندوق ..؟!
..................؟؟
لقد كان يضم أخيها الحبيب الرضيع .. موسى ..!
وضعته أمه ذلك الموضع بإيحاء من الله تعالى ..
::
ظلت الفتاة تتبع مسيرة الصندوق وهي تسير على الضفاف..
وقلبها الوجل .. يضطرب بشدة ..!!
الخوف والإشفاق كانا يتنازعانها ..
وحب أخيها الضعيف كان يحثها على المتابعة بحذر ..ودون كلل ..
::
::
والسؤال : لم خَصّت أم موسى أخته بتتبع سيره في اليم
واقتفاء أثره حتى نهاية المطاف ؟
لم كانت الأخت - في هذا الجو المرعب مؤهلة لهذه الرسالة ؟!
ماالسر الذي ألهمه الله تعالى في قصة موسى .. حتى يتجلى دور الأخت ؟
ألم يكن هناك غيرها ؟
أين الأقرباء ؟
وأين الأصحاب المخلصون ؟
وأين الصالحون من الرجال ؟

فلنمض معاً متتبعين سير الأحداث التي مرت بها أخت موسى ..
بسرد قصصي بسيط ..
ونصل إلى المغزى من وراءها..
::
مضت الأخت الضعيفة تتبع سير الصندوق في النيل ..
وفي قلبها تتصارع أمواج الحب والرحمة والرهبة والخوف ..
حبٌ .. دفعها إلى الخروج في عالم مرعب يحكمه الإرهاب..
حبٌ كبيرٌ .. ماكان لقلبٍ أن يحتويه .. بعد قلب أمه ..
إلا قلب الأخت ..!
::
وجرف المد التابوت نحو حديقة فرعون حيث أحتُجِز
بين فروع الشجر المتشابكة ..
:
صدرت عن الأخت أهة إشفاق ، ووضعت يدها على فمها ..
لتكتم صيحة أوشكت ان تفلت منها ..!!
كان في استطاعتها العودة لتخبر أمها بما حدث ..
وكيف انتهى امر الصندوق ..
لكن ذلك الحب الأخوي الذي هو أقرب مايكون قوة من حب الأم لولدها
أبى عليها أن تعود ..
لن يطاوعها قلبها أن تذهب حتى ترى ما سيكون ..
فماذا تراها تملك غير أن تستمر في المراقبة حتى لو طال بها الوقت ..؟!!
::
في هذه الأثناء كانت آسيا امرأة فرعون واغلى نساءه على قلبه
جالسة في حديقة القصر تحيط بها الجواري يروّحن عنها ..
وفجأة اعتدلت أسيا من جلستها المسترخية ..
واسترعى اهتمامها صندوق حمله الموج من بعيد ..
وحجزته الأغصان عند حافة الحديقة المطلة على اليم ..
وبإشارة من يدها هرعت الجواري فحملنه إليها ..
لم تسمع الفتاة الحديث الذي كان يدور هناك ..
فقد كانت بعيدة عنهم ..
ولكنها رأت اشراقة وجه آسيا وهي تكشف الصندوق وترى مابه ..
لقد وقع حب الصبي .. في قلبها فضمته إلى صدرها بشغف ...
::
تسرب شعاع أمل في صدر الأخت الحنون ..
وهي ترى هذا المنظر الفريد ..!!
وكان المعروف بين الجميع أن آسيا لم ترزق بولد ..
فهل هذه هدية السماء لآسيا المحرومة من فلذة الكبد ..؟!
::
هنا اتخذت أخت موسى قراراً يدل على جرأة وشجاعة ..
لايدفع إليه إلا الحب الشديد ..
قررت أن تلتقط الأخبار من فم المتحدثين فاقتربت واقتربت
من بين الأشجار لتلتقط ما يدور من كلام ..
رغم أنها وضعت في حسبانها انكشاف أمرها والقبض عليها
من قبل جواسيس فرعون ..!!
علمت أن الجواري كن يحاولن إرضاع الطفل بناء على أوامر آسيا
ولكنه كان يرفض ..
واستدعت آسيا المرضعات ..
ولكن الطفل الجائع كان يرفض كل ثدي مرضع ...!!
والأخت كانت تراقب ..!!
::
وعندما علمت بما تم تقدمت وكشفت نفسها قائلة :
( فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ).
::
وشاء الله تعالى أن يتم نعمته على أم موسى ..
فرُد الطفل إلى أحضانها ..
فكانت الأم هي المرضعة التي تقبل منها موسى الرضيع
( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق
ولكن أكثرهم لايعلمون ).
::
هنا قرأنا قصة حب تتكرر في كل بيت مؤمن ..
حيث هناك دائماً قلب .. أشبه بقلب الأم حناناً وحباً..
يعطي ويبذل لأخوته دون حدود ..
كان اختيار أخت موسى من الله ..
مازكى ربنا أحداً لهذه المهمة .. بل وقالت لأخته ) ..
الأخت الأنثى وما تحمله من معاني العطاء والقربى والصلة والإحسان ..
ذلك المسمى الذي يثير كل مشاعر الحبّ في قلوب المؤمنين ..
الأخت التي تسعى لإسعاد إخوتها .. ترعاهم وتفنى لأجلهم ..
وقد تصبح في موقف يقتضي أن تقوم بدور الأم لإخوتها الصغار
فلا تقصر .. ولا تتثاقل .. بل تكون نسخة صغرى من الأم..
تحمل رسالتها وتتفانى في حملها ..!
::
والآن ..!
ماذا عن موقع الأخت في هذا الزمان ..؟!
هنالك من يعرف حق الأخوة وقدر الأخت فيكرمها ، ويتفقد حالها ..
إن كانت صغيرة يرى فيها الإبنة فيكون لها السند والمعين ..بعد أبيها ..
حتى وإن كبرت وتزوجت وابتعدت .. يتفقدها ويواصلها ..
ويتواضع لها ، ويكرمها ، ويقيلها عند حاجتها ..
وإن كانت الأخت الكبيرة .. فهو يرى فيها الأم الحبيبة ..
فيعاملها بالإحسان ويخفض لها جناح التواضع والرحمة ..
يتذكر حنًوّها .. وتعبها وسهرها .. وتضحياتها ..
فيكون لها أخاً باراً وإبناً محسنا ً..

ولكن مالهذا الجيل من الشباب الذي ينكر منزلة الأخت ..
ولا يرعى عمق العلاقة الأخوية المقدسة ..؟!!!
فإذا حكم الدهر أن تعيش أخته في كنفه ..
تراه يأمر وينهى ويمنع ويشتم .. وقد يتمادى فتمتد يده بالضرب ..
وتلك جاهلية لاتغتفر في حق الأخت ..!!
::
هناك من الأخوات من يزرن بيت أخيهن زيارة الغريب
وقد تسمع هناك كلاماً لاذعاً يجعلها تخرج وعيونها دامعة
وقلبها مكلوم ..!!
::
من الأخوات من أخذت على عاتقها تربية أخوانها لسبب ما
وعندما كبرت .. ورق عظمها .. وباتت وهناً على وهن ..
وصارت في أشد الحاجة إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ..
تراها تقابل بالجحود والنكران والفتور والضيق ..
تُهان .. وتُذل ..!
ينسى الأخوة وحتى الأخوات .. أنها أفنت أيامها لأجلهم ..
فيكون رد جميلهم لها بهذه القسوة الممقوته شرعاً وخلقاً ..! ..
::
الأخت هي شريكة الرحم .. وشريكة الصلب وشريكة المأوى ..
فما أجدرها بالتقدير والاحترام ..!
::
أخت موسى كرمها الله بمهمة كبيرة شاقة أدتها بطاعة وحب ..
ذهبت وبقيت سيرتها في القرآن خالدة بكلمات ..
وصارت تلك الكلمات دليلاًومرشداً وداعياً وتنبيهاً ..
على مكانة الأخت .. ودورها ..
::
فيا إبها المؤمنون ..
اتقوا الله في أخواتكم ..
وأكرموهن ..
وافتحوا لهن إبواب قلوبكم قبل بيوتكم ..
لعلكم تُرحمون .
19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الورده المميزه
الورده المميزه
العلاقة بين الإخوة من أكثر و أهم أنواع
العلاقات..
فهي من أرق واسمى العلاقات وأقواها وأقدرها
على البقاء ومواجهة المصاعب يداً بيد
والتعاون بين الأخوة في الأسرة...عنصر أساس
من العناصر التي توفر السعادة وجو الانسجام
في الأسرة، وتجلب بركة الرحمن لجميع الاسرة


بارك الله فيك اختي فيض
موضوع اكثر من رائع.
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
ماشاءالله استمتعت وانا اقرأ سردك للأحداث
مع انها معروفه إلا إن جمالها ازداد بسردك لها
طبتِ يا عطرنا وطاب قلمك الذي لا يخط
إلا جمالاً و فكرا
فعلاً الأخت هي الحضن الثاني بعد الأم
وهي الملجأ و الأمان بعد لله لإخوتها
ولكن للأسف ..
كثير قد ضيع هذا الحضن ولأسباب تافهة
فمسكين من حرم نفسه هذا الحب
وضيع الاحساس بالأخوة
والله المستعان 💚
شهوده 2
شهوده 2
بارك الله فيك
أسماء
أسماء
اعرف وحده توفت الله يرحمها ويغفر لها ...تيتموا اخوتها صغار وهي متزوجه ...ضحت بحياتها وشالتهم وربتهم وزوجتهم وكلهم صاروا موظفين ومعلمين وعاشت بينهم بتقدير وكنهم اولادها ...توفت الله يرحمها ويغفر لها لو كانت اختارت حياتها وتجاهلتهم الله اعلم ايش كان حالهم
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
جزاك الله خيرا.