وقفة تأمل............

> وبعدين .......................... طلال مداح"رحمه الله"
>
> بقلم : الشيخ عادل الكلباني .
>
> ذكرني موت العظماء خلال هذه السنة ، بقضية ( البعدية ) فالقاسم المشترك في
> موتهم هو الفجأة ، مع أنهم عمروا ، حتى كدنا نيأس من موتهم ، فلنفترض أخي
> الكريم أنا سألنا طفلا ما هي أمنيتك ؟ سيجيب : أن أكون شابا ، فاساله :
> وبعدين ؟ أتخرج من الجامعة ، وأصير دكتور ( مثلا ) . طيب : وبعدين ؟ أصير نجم
> مشهور . وبعدين ؟ أتزوج ويجيني عيال . وبعدين ؟ يكبرون واصير أنا عميد العيلة
> . وبعدين ؟ أزوجهم وأشوف عيالهم ، لا ، وعيال عيالهم . زين ، وبعدين ؟
>
> هب أن قد ملكت الأرض طرا ***** ودان لك العباد فكان ماذا ؟
>
> أليس مصيرك جوف قبر ***** ويحثو عليك الترب هذا ثم هذا ؟
>
> هنا وقفة عند بعدين هذه ( الموت ) الذي نفر منه ، ونهرب ،
>
> ألم يك ملهاة من اللهو أنني **** بدا لي شيب الرأس والضعف والألم ؟
>
> ألم بي الخطب الذي لو بكيته ***** حياتي حتى يذهب الدمع والألم
>
> وخير من هذا كله ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) وبعدين ؟ ( ونفخ في الصور
> فجمعناهم جمعا ) ، وبعدين ؟ ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) وبعدين ( فريق في الجنة
> وفريق في السعير ) وهنا تنقطع بعدين ، فلا بعد هنا ( يا أهل الجنة خلود فلا
> موت ،( وما هم منها بمخرجين ) ويا أهل النار خلود فلا موت ( ونادوا يا مالك
> ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )
>
> أيها الأخ الحبيب ، نعم مات في هذه السنة علماء ، وأمراء ، ووزراء ، ورؤساء ،
> ولكن الموت تخطف أيضا امثالنا من الضعفاء ، والممخضة من هذا من سيشيع جنازتك
> من الملائكة ، أهم ملائكة الرحمة ؟ أم ملائكة العذاب ؟ كيف ستجيب منكرا
> ونكيرا ؟ وبأي يد ستتناول صحيفة أعمالك ؟ أأنت من أصحاب اليمين ؟ أم تراك من
> أصحاب الشمال ؟
>
> والله يا أخي إن من أشد الآيات عندي في التهديد قوله تبارك وتعالى ( وبرزوا
> لله الواحد القهار ) تأملها ، وتدبرها ، فإن لم تدمع عينك ، فأنت يا هذا ميت
> ، فابك على حياة قلبك ، قبل أن يموت جسدك .
>
> ثم تأمل ايها الإنسان أن لست تملك شيئا ، فأنت ستفد كل ما تملكه بذهابك عنه ،
> أو بحرمانك منه ، إلا إيمانك ، ويقينك وأما الملك الحق فللملك الحق المبين (
> لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) .
>
> وما هي إلا ساعة ثم تنقضي **** ويذهب هذا كله ويزول
>
> قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : إنما الدنيا حلم ، والآخرة يقظة ، والموت
> متوسط بينهما ، ونحن أضغاث أحلام .
>
> من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر .
>
> من نظر في العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل .
>
> من حلم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ،
> ومن علم عمل .
>
> فإذا زللت فارجع ، وإذا ندمت فأقلع ، وإذا جهلت فاسأل . وإذا غضبت فأمسك ،
> واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليه
>
>
> الحمد لله وبعد ،،،
>
> فإني أرفع هذه المقالة ، لمناسبة موت ( طلال مداح ) غفر الله لموتى المسلمين
> ،
>
> وأزيد هنا أن المنتظر من الأحبة أن لا يشمتوا به ولا بغيره ، فلا ندري بم
> يختم لنا ، ولكن ليكن موته عبرة لنا ، ونحن غافلون ، لاهية قلوبنا ، وعن ما
> أنذرنا معدرضون .
>
> أيها الأحبة : لقد قدر لي أن أقرأ الخبر ، ومن ثم أخبرت بأن ال إم بي سي
> ستعيد برنامجا عنه ، وستعرض ميتته ، فرأيته ، وليتني لم أره !
>
> هي حسرة على مسلم يختم له محتضنا عوده ، غافلا عن ربه ، في لحظة هي أقل من
> ثانية يرى الملك ومن معه يشيعونه إلى الدار الآخرة !!!
>
> فبالله عليكم أحبتي ، ألم تروه قبل دقائق يحيي ( جماهيره ) ؟
>
> هل في ( جماهيره ) من سيدعو له في صلواته ، وخلواته ؟
>
> هل في جماهيره من سيغني عنه من الله شيئا ؟
>
> هل هذا الكم الهائل من الأغنيات يصلح زادا للآخرة ؟ 1200 أغنية
>
> هل سيجيب منكرا ونكيرا ( بسويعات الأصيل ) أم ( بوطني الحبيب ) أم ( بمقادير
> ) أم بغيرها ؟
>
> هل هذا الكم الهائل من المسيرة الفنية الطويلة ( أربعون عاما ) هل هي ثقيلة
> في الميزان ؟
>
> إن أكثر ما آلمني هذه الخاتمة ، وأشد منها أن قلوب المشاهدين والجماهير لم
> تتحرك متعظة ، كل همها كيف يفقدون القيثارة ، عزاؤهم للفن وأهله ، ألمهم كم
> أطربهم ، وكم أسعدهم !!! أستاذ الجميع !!
>
> ليتني سمعت كلمة واحدة تذكر صلته لرحمه ! علاقته بربه ! صلاته ! بره ! صومه !
> قيامه لليل !!! كانت الفاجعة قرب الفجر ، وقت نزول الرب !!!
>
> المتقون يستغفرون ، وهؤلاء يغنون ، ويفجعون على الهواء مباشرة بموت فنانهم ،
> ولا يستيقظون من سباتهم ، ولا يفيقون من غفلتهم !
>
> اللهم إنا نعوذ بك من الغفلة ، ومن أن تغلف قوبنا بالقسوة !
>
> من السهل جدا أن نستخدم الإسلام ، ولكن من الصعب جدا أن نخدم الإسلام
>


------------------
الكلمة الطيبة صدقة