بدايته بالأمس، ونهايته اليوم، وكل شيء له بداية ونهاية:
- اليوم يبدأ بطلوع الشمس حتى إذا ارتفعت في كبد السماء واستتمت، انحدرت ناحية الغرب، مؤذنة بنهاية اليوم..
- الشهر يبدأ والقمر كالعرجون القديم، وما يزال يكبر حتى يصبح بدرا، ثم يأخذ في النقصان حتى يعود كما كان.. كالعرجون القديم.. وينتهي الشهر..
- والإنسان يبدأ طفلا صغيرا ولا يزال يكبر ويشتد عوده إلى أن يصل إلى الأربعين، ثم يرد إلى أرذل العمر، فينقص عمره ويصيبه الوهن ويعود كالطفل في حاجته إلى الرعاية والعناية ثم .. يموت، ويخرج من الدنيا كما دخلها..
- وكذا الدنيا بدأت كبداية اليوم والشهر والإنسان، ثم إنها الآن قد آذنت بصُرم، وولت حذاءة، ولم يبق منها إلا صُبابة، فهي في نهاية عمرها، تقترب من زوالها وفنائها، فالزمان الذي نحيا فيه مثل وقت الغروب بالنسبة لليوم، ومثل الهلال في آخر الشهر:
{ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}....
فما بقي من عمر الدنيا إلا كما بقي من عمر اليوم إذا صارت الشمس إلى غروب، قال الله تعالى:
{ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}..
--------------------------------------------------------------------------------
وكما تبدأ الأشياء ضعيفة صغيرة غريبة وتنتهي كذلك.. كذلك الإسلام يبدأ وينتهي، قال عليه الصلاة والسلام:
(بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قالوا ومن هم يارسول الله؟ قال: هم الذين يصلحون إذا فسد الناس، هم أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)رواه أحمدوغيره
نحن اليوم نعيش هذه الغربة، والسبب: أننا في آخر الزمان، وقد جاء في الأثر:
( لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه) رواه البخاري عن أنس في كتاب الفتن
والصالحون في زماننا قليل، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
--------------------------------------------------------------------------------
كل شيء له بداية ونهاية:
-البداية مفرحة، والنهاية محزنة..
- البدايات قوية، والنهايات ضعيفة..
- الأوائل أهل خير وإيمان والأواخر أهل شر ومعاص.. ونعوذ بالله من شر النهايات، ومن شر هذا الزمان.
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشراط الساعة، حدثنا عن رُعاء الإبل والشاء يتطاولون في البنيان، وعن الأمة تلد ربتها، وعن فشو التجار، وظهور الجهل وضمور العلم، وانتشار الزنى والربى وشرب الخمر، وظهور الدجالين الكذابين، وتقارب الزمان وكثرة الزلازل، وغير ذلك كثير ..
نحصيها فلا نكاد نجد شيئا منها لم يظهر ...
لم تبق إلا العلامات الكبرى ثم الساعة، ونعوذ بالله أن تلحقنا أو نلحقها ونحن أحياء، فإنها لا تلحق إلا شرار الخلق الذين لا يعرفون الله تعالى، الذين يتهارجون تهارج الحمر، يأتون النساء في قارعة الطريق أمام الملأ، قال عليه الصلاة والسلام:
(لا تقوم الساعة حتى لايقال في الأرض: الله، الله) رواه أحمد، صحيح الجامع
وفي مسلم: (لاتقوم الساعة إلا على شرار الناس)...
--------------------------------------------------------------------------------
اقبلو تحياتي
الشهيده @alshhydh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والله يتقبل منا صالح الاعمال ويجمعنا في جناته