يتكرر سؤال من الأمهات اللاتي لديهن فتيات

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم



يتكرر سؤال من الأمهات اللاتي لديهن فتيات في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية، كيف أكسب ابنتي من جديد ؟ أنا ناجحة مع الجميع إلا في علاقتي مع بناتي، ابنتي تحرجني ببعض السلوكيات .....
‏💔
‏ساكتب لك هنا أختي الأم تجربتي مع ابنتي وفتيات العائلة، وبناتي الطالبات لعل الله أن يبارك .




أشعري ابنتك بحبك، والحب أصله احتواء عاطفي، حوار هادئ، تفهم احتياجاتها النفسية كفتاة صغيرة، وإدراك ما يبثه الفضاء المفتوح ببرامجه لها، وما تعانيه من ضغط وتباين بين ما تعيشه من محافظة وما تراه من انفتاح ومحاولة تغيير قناعات.
‏كفي عن انتقادها أرجوك 💔. لن تكون نسخة منك ولا من أختها.






وثقي بأنك لو عشتي بمراهقتك في هذا الزمان، وبموج الفتن -شهوات وشبهات- الذي تعيشه ابنتك فلن تكوني كما أنتِ الآن.
‏احمدي الله كثيرا.
‏من نتائج ضعف الحوار بينكما ؛كل نصيحة توجهينها لها - وقصدك مصلحتها - سيؤدي لمزيد من تصحر العلاقة، كل انتقاد منك لها تترجمه كره منك لها.
‏ولا تفسير آخر


أكثر بناتي الطالبات يشكين من بُعد الأم النفسي، والفكري، وإلا كما تقول إحداهن عن والدتها: هي سوط يضرب روحي يوميا، ويفقدني الثقة بنفسي، حين تقارن بيني وبين أختي أو بنات الأقارب، أو حين تشبهني ساخرة أني أُشبه عمتي قليلة الحياء💔، هي من دفعتني أستاذه لقلة الحياء، أريد أن انتقم منها.




ثم إني أعجب من الأم التي تظهر لمن حولها السنع، والذوق في مجال العائلة أو الصديقات، أو لها اهتمامات جميلة بالتوجيه والنصح، وتقضي الساعات في الخدمات المجتمعية - عن قرب أو بعد - لكنها لم تكتشف أن صغيرتها ابنة ١٤ سنة تفكر بشكل جاد بالهروب من المنزل من سوء معاملة والدتها وانتقاداتها.





تلتصق ابنتك بصديقاتها، وتلجأ لفضاء النت المفتوح على الثعالب والذئاب طلبا للثناء، للمدح، لمشاعر القبول التي افتقدتها منك.
‏كفي عن انتقاد، مظهرها الخارجي، شعرها، طولها..... اختياراتها في اللباس، اعطيها الحرية وضعي بينكما حدود الشرع فقط.
‏والشرع والسنة النبوية خير لها من مقاييسك .




حين تخبرك ابنتك بأمر ما، لا تستخفي بمشاعرها ولا بموقفها، وارجوك لا تخبري بأسرارها - من وجهة نظرها - أحدًا من أخواتك وصديقاتك.
‏-بعض الأخطأ لا تخبري بها حتى والدها-
‏أنت هنا تُذكّين ثقتها بك، تشعرينها أنها في هامشك.
‏هي لن تكون مثلك يوما، ولن تكون، ولم يخلقها الله نسخة منك.






ثم إن أعجب منك أيتها الأم
‏تقضين الساعات تتابعين هنا وهناك لتتقني طبقا من الحلى ، أو تقدميه بشكل جديد، أو حتى لا يقال أنك غير متوافقة مع التطور أو .....
‏ولا تجدين وقتا لتلتحقي ببرنامج علمي - وما أكثرها - لتعينك على فهم واقع الجيل وكيفية رد الشبهات عن قلبك وقلبها!




نحن في زمن الصبر واللين والتعامل بحكمة، لا زمن الحرمان والضرب والصراخ.
‏واجبك كأم لا ينتهي عند إعداد الطعام وتهيئة الملابس، وإظهارها بشكل جميل أمام الناس.
‏بل لم يبدأ بعد دورك العظيم.
‏لا أقول لك عامليها كصديقة، لأنها تحتاجك أم، لكن عامليها كمشروع أخروي لك تدخرينه عند الله تعالى.




قبل فترة سألتني أم:
‏هل أضرب ابنتي لأنها لا تصلي وقد بلغت ؟
‏بعد حوار قصير اكتشفت أن الأم قصرت جدا في تدريبيها على الصلاة - مدة التدريب شرعا ثلاث سنوات -
‏قلت لها:
‏بل اضربي نفسك إن كنت صادقة في تطبيق شرع الله
‏القضية ليست أمر فقط،بل تدريب بكل وسائل التدريب التي جاءت في السيرة النبوية




ثم إني لأعجب لمن تعطي ابنها جهازا منذ سنواتها الأولى، وتترك الحبل على الغارب، الأهم أن لا تشغلها ابنتها في طلب مشاركتها اللعب أو الاهتمام أو الإلحاح ....
‏سنوات وهي لا تعلم ماذا تتصفح الصغيرة، وإذا اكتشفت لاحقا أنها تتابع مالا يليق من ألعاب أو برامج أو ...
‏تبدأ بالشكوى !
هي ثمارك




الهداية بيد الله تعالى، ورحمات الله تُستدر منه بالفاظ وأفعال، علم ذلك فرعون وهو مدعي الربوبية والألوهية فأعلن إيمانه، ولعلم جبريل بسعة رحمة الله وضع في فيه الطين .
‏فاستدري رحمة الله وهدايته لصغارك باصلاح نفسك أولا، ثم بعمل صالح، ودعاء
‏وربك قريب مجيب لا يعجزه قلب صغيرتك.




يوم القيامة لن يسألك الله عن هداية ذريتك، هي أرزاق ربانية تُستدر.
‏لكنه سيسألك عن صنيعك بنفسك، وكيف تعاملتي مع صغارك.
‏هل كان منهج نبيك صلوات ربي وسلامه عليه هو منهجك؟
‏وأبشري بالخير حينها.
‏أم هي اجتهادات بلا علم،وجعلتي لهم فضول وقتك.
‏ثم اعلمي أنك منهم يومئذ ستفرين، لعظيم حقهم عليك




‏قبل 3 سنوات اكتشفت أن ابنتي الكبرى ٢ م قد كبرت، وأنا عنها بعيدة - هكذا شعرت - مع أننا بنفس المنزل.
‏احتجت خطة معالجة أو انقاذ.
‏لها ؟
‏لا وربي، هي بخير عظيم، بل لي أنا.
‏تلك الإجازة 4 أشهر خصصتها لها، ألغيت كل الأعمال التطوعية، وقللت الخروج جدا من المنزل- مع قلتها - إلا معها.






أصبحنا نتحدث في كل شيء، أخبرتها عن طفولتي، مراهقتي ، نضجي ،
‏جعلتها في زاوية الاعتبار والمشاهدة لا زاوية المشاركة بالتجارب الموجعة أو المواقف السيئة.
‏اكتشفت أن الله يعطي الأمهات نِعم لا يستشعرنها. وأنا منهن تجاوز الله عني.
‏وأنا بناتنا في المرحلة م، ث قد يكن أكثر منا نضجا، وأجمل.




لدي الآن مشاكسة صغيرة، عمرها ١٢ سنة، لديها فضول بمعرفة تجارب الناس ، لذا هي تلتصق بي وأنا اشرح لطالباتي الدروس، أو حين أقدم الدورات التدريبية. وتتمنى حضورها بمكتب الاستشارات.
‏تتابع تغريداتي وتناقشني بها، تعترض كثيرا، وتضحك وتعلق أكثر.
‏اسأل الله أن يرزقني وإياكم سعة الصدر.




‏في بداية لبسها للحجاب، طلبت من أخوتها مراعاتها - وعدم إيذائها بكثرة النقد - وهي تمشي معهم في الشارع، أو في المحلات أو في الحديقة.
‏لا زالت طفلة،تقفز وتركض كأنها في البيت، وستتعلم لاحقا وبالتدريج كيف تضبط حركاتها.
‏ولأنها في زمن يحتاج قدوات غير مهزوزة فلقد بدأت معها بقراءة فريدة




‏(صور من حياة الصحابة) لرأفت الباشا من أمتع الكتب لي ولها.
‏ويربط خلف الأمة بسلفها، ويصنع في ذهنها النماذج الحية العظيمة، بدلا من نماذج السناب وو
‏مشاركة الابنة في القراءة أو ببرنامج علمي أو ....والنقاش في المادة المطروحة
‏يُقرب المسافات العاطفية، يكسر الحواجز، يصحح الأفكار بشكل سلس.






‏عزيزتي الأم
‏لن يسألك الله عن لبس ابنتك ماركة أو تقليد؟ ولا عن وجباتها ثلاث أو أربع ؟ ولا عن اتيكيتها في الأكل، ولا عن ....
‏سيسألك الله عن احتواء مشاعرها، وحماية فكرها، وإبعادها عن الأذى الجسدي.
‏سيسألك الله
‏فأعدي لكل سؤالا جوابا.
‏أصلح الله لك حالك، وأقر عينك بهم جميعا وأرضاك❤️
‏تم
11
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

توليب ٢٠١٩
توليب ٢٠١٩
كتبته حصة العبدالطيف
αиfαℓ
αиfαℓ
جزاك الله خيرا و أحسن إليك 💕
فوفا 💞
فوفا 💞
بناتي صغار
اسأل الله ان يصلحهم
~عود
~عود
تابعي جاسم المطوع تستفيدي منه
Hide and seek
Hide and seek
👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
فعلا
سلمت أناملك على النقل