ليس غريباً إذا قلنا:
إننا حينما نمثل المرأة بشكل طبيعي.. فإنما نمثل هذا الكائن الضعيف الطيب، الذي يفيض رقة وحناناً..
ولربما لا يخطر لنا على بال أن نجد لها من المواقف والأدوار إلا ما ينسجم مع تلك الرقة، ويتلاءم مع ذلك الحنان..
وأما أن نتوقع منها المواقف الجريئة، والحازمة، فربما، ولكن لا إلى الحد الذي تاجر فيه الرجل الذي لا مبدأ له اليوم .......
عموماً..
المرأة في عالمنا اليوم .. بعد أن طغت عليها المادة وغرقت في حمأة الشهوات، حتى أصبحت مثال المهانة والابتذال، بأجلى صوره وأدق معانيه.. – إذا أردنا أن نتمثلها – فإنما نتمثل ذلك الكائن الموجود الذي فقد كل شيء، ولم يعد يملك ما يعتز به، إلا عنصر الأنوثة الطاغي..
نعم.. لم يعد لديها مما تعتز به إلا أنوثتها، وبأنوثتها هذه تستدر العطف والرحمة، وبها تحصل على المال.. وبها وعلى أساسها تحاول التغلب على كل مشاكل الحياة وهي دون غيرها أصبحت تشكل أساس تعاملها مع الرجل، وأساس كل روابطها به.. وأصبح ذلك هو عالمها الذي تعيش فيه، وتدور في فلكه، وتهيم في أجوائه.. وتقيّم كل الأمور على أساسه.. فترتبط بها أو تنفصل عنها من هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس..
ولقد غاب عنها – مع كل أسف – أن هذا الشيء الذي ربطت حياتها ومستقبلها ومصيرها به لا يلبث أن يتلاشى وينعدم، ولتواجه من ثم مصاعب الحياة ومصائبها وهي لا تملك – بعد فقدها إياه على حسب منطقها – أي رصيد تستطيع أن تعتمد عليه في دفع الضرر عن نفسها أو على الأقل في تخفيف مشاكلها..
لأن الرجل الذي لا مبدأ له .. الذي زين لها ودفعها بشكل أو بآخر لأن تعتبر أنوثتها هي كل ما تملك، وهي ما تستطيع فقط أن تعتمد عليه – إنما أراد وهو الذي لا مبدأ له إلا المال واللذة – ولا دين له إلا شهوته ومصلحته - أراد أن يتاجر بهذه الأنوثة ويستفيد عن طريقها المال.. أو يحصل على اللذة.. حتى إذا ذوت تلك الزهرة وذبلت ذهب ليبحث عن غيرها، مما يحقق له مآربه، ويوصله إلى أهدافه.. بأساليب أمكر، وبتصميم أكثر وأكبر.. وليتركها هي في منتصف الطريق، وحيدة فريدة، رهينة البلاء والشقاء، وأسيرة التعب والعناء.. لأنها قد ضحت بكل شيء في سبيل لا شيء.
والغريب في الأمر.. أنها لم تستطع أن تدرك أيضاً:
أن هذه الأنوثة، وذلك الجمال لم تحصل عليه باختيارها.. فاعتزازها إذن بأمر لا قدرة لها فيه ولا اختيار لها معه لا معنى له، ولا منطق يساعده.. كما أنه لا مبرر لان تأخذ على أساسه امتيازاً حتى ولو أدبياً تحرم منه مثيلاتها ممن لم يسعفهن الحظ بجمال بارع، أو أنوثة صارخة..
نعم.. لقد أصبحنا نجد أن المرأة في عالمنا اليوم لا تهتم إلا بما يبرز معالم فتنتها، ويزيد من أنوثتها.. فهي تعيش في عوالم الأزياء، والمساحيق، والموضة.. وتخشى باستمرار أن يسبقها الزمن، وتتجاوزها الأيام.. فتفقد أعز شيء تملكه أو يفوتها الموديل الذي سوف تعتز به، أو فقل ما تستعين به على إظهار ما تعتز به، وعرضه في سوق المتاجرة فيما لا ينفع ولا يجدي، ولا يجر على الإنسانية أي نفع أو فائدة إن لم يكن عكس ذلك هو الصحيح..
أما الإسلام.. هذا الدين السماوي الخالد، فلقد ألغى كل الامتيازات القائمة على أساس الفتنة والإغراء، والاعتزاز بالأنوثة.
واعتبر أن أساس التفاضل بين بني الإنسان هو التقوى ورضا الله والأخلاق الرفيعة والفاضلة الرضية نعم لقد جعل العمل هو الميزان والمقياس وجعل الأساس للاعتزاز به لكل الناس بما فيهم المرأة هو الهدف الذي من أجله وفي سبيله يكون ذلك العمل فكلما كان الهدف سامياً رفيعاً كلما كان ذلك مصدر اعتزاز وتقدير للإنسان..
وحيث إن العقيدة الإسلامية هي التي تمثل أرفع المبادئ وأسماها... وأجل الأهداف وأعلاها.. فإن من الطبيعي: أن يكون لنسبة التمسك بمبادئ الإسلام، وحجم العمل من أجله وفي سبيله.. أثر كبير في الحصول على الامتيازات، والاستحقاق والتقدير والاحترام في مختلف المجالات.. والدين والعقيدة والإسلام إذا كان هدفاً للإنسان أي إنسان..
فإنه لا ينفك في أي من الظروف والأحوال عن أن يكون مصدراً لعزته وشرفه وسؤدده سواء في حال شبابه أو في حال طفولته، أو في حال هرمه وشيخوخته..
وسواء أكان جميل المنظر جذاباً أو غير جميل ولا جذاب، وسواء أكان غنياً أو كان فقيراً وهكذا.. فهو له ومعه في كل ظرف وفي كل حين.. معه في هرمه كما كان معه في شبابه.. معه في قوته كما هو معه في ضعفه، معه في غناه كما هو معه في فقره.. وعلى هذه فقس ما سواها..
وإننا حينما نعتبره له ومعه.. فإنما يعني ذلك: أنه معه وله بكل ما لهذه الكلمة من معنى يتفاعل معه وينسجم معه ويعيش له ويعمل له ويفني فيه وجوده، وتذوب فيه شخصيته، ويجري فيه مجرى الدم.. ويتحكم بوجوده تحكم الروح بالجسد، وبكلمة: أن يعود في الحقيقة إسلاماً حياً يمشي على وجه الأرض..
ولا يمكن أن يكون الذوبان في الإسلام، وتجسد الإسلام، خيالاً عذباً يراود مخيلتنا من حين لآخر. كما أنه لا يجوز أن نعتبر أن الذوبان في الإسلام والتفاعل معه لا يتيسر إلا للأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام)..
فلقد ربى النبي(ص) وكذلك علي عليه السلام من بعده، وبعده الأئمة المعصومون من أبنائه عليهم السلام – قد ربوا – الكثير الكثير من هذه النماذج الحية للإسلام، التي تعيش الإسلام بكل وجودها وكيانها وتفديها بكل ما تملك من غالٍ ونفيس.. لقد ربوا الكثيرين ليس رجالاً فحسب وإنما رجالاً ونساء..
فكانت النساء كالرجال في إيمانها وتضحياتها ومواقفها. نعم كالرجال.. بل ولقد زدن عليهم.. وحينما ننظر إلى تلكم النساء اللواتي صنعهن الإسلام.. فلا نكاد نعثر، ولا يمكن أن نعثر على واحدة منهن تعتبر المصدر لعزتها وسؤددها هو جمالها وأنوثتها أو فستانها أو مساحيقها ولا نكاد نجد فيهن شيئاً من ملامح الضعف والوهن.. بل هن يكدن يذبن حناناً ورقة في موضع الرقة والحنان.. وهن تزول الجبال ولا يزلن ولا تزعزعهن الرياح العواصف في موقع الحزم والصبر والشجاعة وهن يضحين بكل شيء مهما عز وغلا في موضع التضحية والفداء..
ولنا في تاريخ الإسلام الكثير من الأمثلة على ذلك..
يتبع..........ما الحقوق التي أعطاها الاسلام للمرأة؟
عطر الزمن @aatr_alzmn
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عطر الزمن :ما الحقوق التي أعطاها الاسلام للمرأة ؟ إن المكانة الموموقة التي تحتلها المرأة في الإسلام، لا يمكن إدراكها وتمثلها إلا بعد معرفة حالتها ووضعها قبل الإسلام ومقارنتها بحقوقها، وما تدع لها الحضارات الغربية اليوم من تحرير للمرأة فما هو إلا للقضاء على حياء وكرامة المرأة المسلمة، وذلك للنيل منها، وقد استخدمت تلك الحضارات شتى الطرق للقضاء على النشء.. ولم تتمكن لذلك أخذت اقصر الطرق وأقواها فعالية للقضاء على الجيل الناشئ وذلك من خلال القضاء على معدة ومنشأة الجيل القادمة.. وكل ذلك للقضاء على الإسلام والمسلمين والجيل المسلم.. واليوم عبر صفحة الأسرة بـ (بالوطن) نناقش حال المرأة قبل الإسلام، ووضعها بعد الإسلام.. نظرة الإسلام منذ البداية للمرأة.. وذلك لتدرك المرأة المسلمة مكانتها المرموقة في ظل الإسلام ومزاياه العديدة.. حالة المرأة ووضعها قبل الإسلام: إن ما وصل إلينا من تاريخ لمواقف الشعوب والأمم نحو المرأة.. يدل كله على سوء ما كانت تعانيه المرأة.. فقد كانت مظلومة ومغلوبة على أمرها.. تارة ينظر اليها على أنها جزء من المال الذي يورث.. وأحيانا تسلب حقوقها حتى من حق الحياة.. إذ كانت بعض القبائل العربية تئدها وهي حية.. وقد هدد القرآن الكريم أولئك الذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء.. بقوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئلت* بأي ذنب قتلت) صدق الله العظيم.. هذا عن العرب قبل الإسلام.. اما باقي أمم الأرض والتي تدعي اليوم تحرر المرأة فلننظر كيف كانت ترى المرأة.. فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب.. بل على العكس كانت أسوأ.. فقد كان الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة ويتشاءمون من ولادتها.. بينما كانوا يعتبرون ولادة الذكر كأنه إله نزل من السماء.. أما الرومان فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل.. ويجب الحجر عليها بسبب طيشها.. حتى إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي.. أما النصرانية فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني.. وقد قال عنها القديس تولتيان: (أنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله) وقد فرضت الديانة النصرانية المحرفة أن يكون الزواج أبديا. فإذا وقع الشقاق فانه لا يجوز لاحد الزوجين طلب الانفصال عن الآخر.. وأقصى ما يمكن فعله هو التفريق الجسدي.. دون السماح لأي منهما بالزواج.. وبعد ذلك أما إن يختارا عيش الرهبان والراهبات أو يتعاطيا الفجور ويستقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية.. ومتى تزوجت المرأة في ظل النصرانية.. فانها تفقد أهليتها الاقتصادية ويصبح كل ما عندها ملكا لزوجها.. أما المرأة في تصور اليهودية فهي في منزلة الخدم.. وملونة وقد جاء في التوراة المحرفة.. (أن المرأة أمر من الموت.. وأن الصالح أمام الله من ينجو منها) وهكذا كانت قبل نزول تشريعات الاسلام الخالدة.. فقد كانت وضع لا يليق بها كإنسان فلم يكن لها أي حق.. وبالتالي لم تكن لها أي قيمة.. هذه هي نظرة الحضارات الغربية للمرأة قبل وبعد الإسلام.. ولنرى مكانة المرأة في ظل الإسلام.. حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام: جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان.. بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها.. والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله.. ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي: 1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم.. 2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ).. 3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن.. 4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن). 5ـ حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم.. 6ـ حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية: أـ أن ينسجم العمل وطبيعة المرأة كالتعليم والمهن والوظائف الخاصة بالنساء.. وتنسجم وطبيعتهن.. أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها.. ب ـ أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط.. وذلك منعا للشبهات وحفاظا على الأخلاق الطيبة.. ج ـ الا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية. وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج. وإن المجالات التي منع الإسلام المرأة من خوض غمارها.. إنما كان بدافع الحفاظ على المجتمع الاسلامي.. وبداعي مبدأ التخصص الذي يكون أكثر جدوى وعطاء للأمة.. وأن أحدث الدراسات الاجتماعية تتفق مع النظرة الاسلامية في تكوين الأسرة من حيث أن تربية الأولاد هي أثمن استثمار للامة وللرجال والمرأة معا.. وهكذا نرى أن الاسم قد رفع من شأن المرأة وأحلها مراكز ممتازة.. لأنها نصف المجتمع.. وعليها تتوقف تربية الأبناء الذين تنتظرهم الأمة ليسهموا في حماية أمتهم واغزار دينهم.. وما تدعو له الحضارات الغربية المعاصرة للمرأة اليوم من تحرير للمرأة.. بدعوة الإسلام دين رجالي فقط.. فهذه الدعوة باطلة.. بل الإسلام كرم المرأة كانسان قبل تلك الحضارات واعتبرها نصف المجتمع.. وشقيقة الرجل.. فهنا نرد على تلك الادعاءات غير صحيحة والباطلة بمعنى الكلمة لنعلن للبشرية أن الإسلام دين مساواة وعقيدة وحرية للمرأة والرجل معا وفق شروط ربانية سهلة وجميلة ومرنة.. وليست مقيدة أو دكتاتورية كما يدعي البعض الغريب عنا وعن الإسلام ومزاياه العديدة.. يتبع..........نموذج من إنصاف الإسلام للمرأةما الحقوق التي أعطاها الاسلام للمرأة ؟ إن المكانة الموموقة التي تحتلها المرأة في الإسلام، لا...
نموذج من إنصاف الإسلام للمرأة
فطرة الانسان, وثقته بعدالة الشارع, وكمال التشريع الالهي, تدفعه للبحث عن الحل والعلاج, لاي معضلة تواجهه, او محنة يتعرض لها في حياته الاجتماعية.
فاذا ما وجد فراغا تشريعيا في قضية من القضايا, عليه ان يعود الى مصادر التشريع جادا مجتهدا, للحصول على الحكم المطلوب لملء ذلك الفراغ, ومعالجة ذلك المعضل.
يتحدث القرآن الكريم عن امرأة واجهت هذا التحدي في بدء تكوين المجتمع الاسلامي, حيث كانت لاتزال بعض الاعراف والتقاليد الجاهلية حاكمة سائدة, لان التشريع كان يتكامل تدريجيا.
رأت هذه المرأة ان الحكم السائد في القضية التي واجهتها يضر بمصلحتها, ويهدد مستقبلها ومستقبل عائلتها بالضياع والدمار, فلم تسكت على ذلك, ولم تقبل الخضوع لعرف وتقليد يلحق بها الظلم والاذى, فانطلقت نحو جهة التشريع, النبي محمد , تعلن معارضتها ورفضها القبول بالعرف السائد, وتطالبه بتشريع عادل يعالج مشكلتها وامثالها بواقعية وانصاف, وحينما اعتذر لها النبي بانه بعد لم ينزل عليه وحي حول هذا الـوضع, لم يقنعها ذلك, ودخلت معه في نقاش وجدال, تلح وتضغط لجهة الاسراع في وضع حل.
لم ينهرها النبي , ولم يغضب من جدالها واصرارها, ولا استنكر عليها المطالبة والشكوى لحماية مصالحها, بل ان الله تعالى اشاد بموقفها وخلده بان جعله عنوانا لسورة كاملة في القرآن الكريم, تبدأ بالحديث عن المشكلة التي طرحتها تلك المرأة, وتضع التشريع الالهي لمعالجتها, وهي السورة رقم 58 واسمها سورة (المجادلة)
تبدأ السورة بقوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير).
قال اكثر المفسرين: ان تلك المرأة صحابية من الانصار اسمها "خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية" وزوجها اوس بن الصامت, وكان شيخا كبيرا, قد ساء خلقه, فدخل عليها يوما, فراجعته بشيء, فغضب, فقال: انت علي كظهر امي, وكان الرجل في الجاهلية, اذا قال ذلك لامرأته حرمت عليه, ويسمى ظهارا, ولانه اول حادث من نوعه في المجتمع الاسلامي, ولم يكن قد نزل حوله تشريع, فان الحكم السابق يبقى ساري المفعول في عرف المجتمع.
ورغم ان الزوج قد تراجع عن كلامه, لكن التراجع لا يجدي وقد انتهت الى الابد العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته.
فأتت الزوجة (خولة) رسول الله وقالت: يا رسول الله ان اوسا تزوجني وانا شابة مرغوب في فلما خلا سني, ونثرت له بطني ـ جعلني عليه كأمه, وتركني الى غير احد, فان كنت تجد لي رخصة يا رسول الله, تنعشني بها واياه فحدثني بها؟
قال : "والله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن"
وفي رواية: "ما اراك الا قد حرمت عليه".
قالت: ما ذكر طلاقا. وجادلت رسول الله مرارا. ثم قالت: اللهم اني اشكو اليك شدة وحدتي, وما يشق علي من فراقه.
وفي رواية قالت: اشكو الى الله تعالى فاقتي, وشدة حالي, وان لي صبية صغارا, ان ضممتهم اليه ضاعوا, وان ضممتهم الي جاعوا!!
وجعلت ترفع رأسها الى السماء وتقول: اللهم اني اشكو اليك, اللهم فأنزل على لسان نبيك. وما برحت حتى نزل القرآن فيها. فقال : "يا خولة ابشري".
قالت: خيرا؟ فقرأ عليها اوائل آيات سورة المجادلة, والتي تتضمن تشريعا جديدا, يتيح للزوج التراجع عن تحريم زوجته عليه بتشبيهه لها بأمه, شريطة ان يقوم بالتكفير عن ذلك, بعتق رقبة ، فان لم يستطع يصوم شهرين متتابعين, فان لم يكن قادرا يطعم ستين مسكينا. وعند ذلك يستعيد علاقته الزوجية يقول تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا..).
اصبحت هذه المرأة الجريئة التي طالبت بتشريع يحمي حقوقها ومصالحها, ذات موقعية واحترام في وسط المسلمين, بعد ان خلد موقفها الذكر الحكيم.
فرص العلم والمعرفة في مختلف مستوياتها, يجب ان تتاح للنساء كما للرجال على حد سواء, واذا ما لاحظت المرأة نقصا او غبنا لها في هذا المجال, فعليها الا تسكت على ذلك, بل تطالب بحقها في كسب المعرفة والعلم. وهذا ما حدث في عهد رسول الله , وأقر لهن بمشروعية طلبهن, واستجاب لرغبتهن.
جاء في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي : غلبنا عليك الرجال, فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه, فوعظهن وأمرهن.
يتبع.........استضعاف المرأة في الماضي والحاضر
فطرة الانسان, وثقته بعدالة الشارع, وكمال التشريع الالهي, تدفعه للبحث عن الحل والعلاج, لاي معضلة تواجهه, او محنة يتعرض لها في حياته الاجتماعية.
فاذا ما وجد فراغا تشريعيا في قضية من القضايا, عليه ان يعود الى مصادر التشريع جادا مجتهدا, للحصول على الحكم المطلوب لملء ذلك الفراغ, ومعالجة ذلك المعضل.
يتحدث القرآن الكريم عن امرأة واجهت هذا التحدي في بدء تكوين المجتمع الاسلامي, حيث كانت لاتزال بعض الاعراف والتقاليد الجاهلية حاكمة سائدة, لان التشريع كان يتكامل تدريجيا.
رأت هذه المرأة ان الحكم السائد في القضية التي واجهتها يضر بمصلحتها, ويهدد مستقبلها ومستقبل عائلتها بالضياع والدمار, فلم تسكت على ذلك, ولم تقبل الخضوع لعرف وتقليد يلحق بها الظلم والاذى, فانطلقت نحو جهة التشريع, النبي محمد , تعلن معارضتها ورفضها القبول بالعرف السائد, وتطالبه بتشريع عادل يعالج مشكلتها وامثالها بواقعية وانصاف, وحينما اعتذر لها النبي بانه بعد لم ينزل عليه وحي حول هذا الـوضع, لم يقنعها ذلك, ودخلت معه في نقاش وجدال, تلح وتضغط لجهة الاسراع في وضع حل.
لم ينهرها النبي , ولم يغضب من جدالها واصرارها, ولا استنكر عليها المطالبة والشكوى لحماية مصالحها, بل ان الله تعالى اشاد بموقفها وخلده بان جعله عنوانا لسورة كاملة في القرآن الكريم, تبدأ بالحديث عن المشكلة التي طرحتها تلك المرأة, وتضع التشريع الالهي لمعالجتها, وهي السورة رقم 58 واسمها سورة (المجادلة)
تبدأ السورة بقوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير).
قال اكثر المفسرين: ان تلك المرأة صحابية من الانصار اسمها "خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية" وزوجها اوس بن الصامت, وكان شيخا كبيرا, قد ساء خلقه, فدخل عليها يوما, فراجعته بشيء, فغضب, فقال: انت علي كظهر امي, وكان الرجل في الجاهلية, اذا قال ذلك لامرأته حرمت عليه, ويسمى ظهارا, ولانه اول حادث من نوعه في المجتمع الاسلامي, ولم يكن قد نزل حوله تشريع, فان الحكم السابق يبقى ساري المفعول في عرف المجتمع.
ورغم ان الزوج قد تراجع عن كلامه, لكن التراجع لا يجدي وقد انتهت الى الابد العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته.
فأتت الزوجة (خولة) رسول الله وقالت: يا رسول الله ان اوسا تزوجني وانا شابة مرغوب في فلما خلا سني, ونثرت له بطني ـ جعلني عليه كأمه, وتركني الى غير احد, فان كنت تجد لي رخصة يا رسول الله, تنعشني بها واياه فحدثني بها؟
قال : "والله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن"
وفي رواية: "ما اراك الا قد حرمت عليه".
قالت: ما ذكر طلاقا. وجادلت رسول الله مرارا. ثم قالت: اللهم اني اشكو اليك شدة وحدتي, وما يشق علي من فراقه.
وفي رواية قالت: اشكو الى الله تعالى فاقتي, وشدة حالي, وان لي صبية صغارا, ان ضممتهم اليه ضاعوا, وان ضممتهم الي جاعوا!!
وجعلت ترفع رأسها الى السماء وتقول: اللهم اني اشكو اليك, اللهم فأنزل على لسان نبيك. وما برحت حتى نزل القرآن فيها. فقال : "يا خولة ابشري".
قالت: خيرا؟ فقرأ عليها اوائل آيات سورة المجادلة, والتي تتضمن تشريعا جديدا, يتيح للزوج التراجع عن تحريم زوجته عليه بتشبيهه لها بأمه, شريطة ان يقوم بالتكفير عن ذلك, بعتق رقبة ، فان لم يستطع يصوم شهرين متتابعين, فان لم يكن قادرا يطعم ستين مسكينا. وعند ذلك يستعيد علاقته الزوجية يقول تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا..).
اصبحت هذه المرأة الجريئة التي طالبت بتشريع يحمي حقوقها ومصالحها, ذات موقعية واحترام في وسط المسلمين, بعد ان خلد موقفها الذكر الحكيم.
فرص العلم والمعرفة في مختلف مستوياتها, يجب ان تتاح للنساء كما للرجال على حد سواء, واذا ما لاحظت المرأة نقصا او غبنا لها في هذا المجال, فعليها الا تسكت على ذلك, بل تطالب بحقها في كسب المعرفة والعلم. وهذا ما حدث في عهد رسول الله , وأقر لهن بمشروعية طلبهن, واستجاب لرغبتهن.
جاء في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي : غلبنا عليك الرجال, فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه, فوعظهن وأمرهن.
يتبع.........استضعاف المرأة في الماضي والحاضر
كلي جراح
•
عطر الزمن :نموذج من إنصاف الإسلام للمرأة فطرة الانسان, وثقته بعدالة الشارع, وكمال التشريع الالهي, تدفعه للبحث عن الحل والعلاج, لاي معضلة تواجهه, او محنة يتعرض لها في حياته الاجتماعية. فاذا ما وجد فراغا تشريعيا في قضية من القضايا, عليه ان يعود الى مصادر التشريع جادا مجتهدا, للحصول على الحكم المطلوب لملء ذلك الفراغ, ومعالجة ذلك المعضل. يتحدث القرآن الكريم عن امرأة واجهت هذا التحدي في بدء تكوين المجتمع الاسلامي, حيث كانت لاتزال بعض الاعراف والتقاليد الجاهلية حاكمة سائدة, لان التشريع كان يتكامل تدريجيا. رأت هذه المرأة ان الحكم السائد في القضية التي واجهتها يضر بمصلحتها, ويهدد مستقبلها ومستقبل عائلتها بالضياع والدمار, فلم تسكت على ذلك, ولم تقبل الخضوع لعرف وتقليد يلحق بها الظلم والاذى, فانطلقت نحو جهة التشريع, النبي محمد , تعلن معارضتها ورفضها القبول بالعرف السائد, وتطالبه بتشريع عادل يعالج مشكلتها وامثالها بواقعية وانصاف, وحينما اعتذر لها النبي بانه بعد لم ينزل عليه وحي حول هذا الـوضع, لم يقنعها ذلك, ودخلت معه في نقاش وجدال, تلح وتضغط لجهة الاسراع في وضع حل. لم ينهرها النبي , ولم يغضب من جدالها واصرارها, ولا استنكر عليها المطالبة والشكوى لحماية مصالحها, بل ان الله تعالى اشاد بموقفها وخلده بان جعله عنوانا لسورة كاملة في القرآن الكريم, تبدأ بالحديث عن المشكلة التي طرحتها تلك المرأة, وتضع التشريع الالهي لمعالجتها, وهي السورة رقم 58 واسمها سورة (المجادلة) تبدأ السورة بقوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير). قال اكثر المفسرين: ان تلك المرأة صحابية من الانصار اسمها "خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية" وزوجها اوس بن الصامت, وكان شيخا كبيرا, قد ساء خلقه, فدخل عليها يوما, فراجعته بشيء, فغضب, فقال: انت علي كظهر امي, وكان الرجل في الجاهلية, اذا قال ذلك لامرأته حرمت عليه, ويسمى ظهارا, ولانه اول حادث من نوعه في المجتمع الاسلامي, ولم يكن قد نزل حوله تشريع, فان الحكم السابق يبقى ساري المفعول في عرف المجتمع. ورغم ان الزوج قد تراجع عن كلامه, لكن التراجع لا يجدي وقد انتهت الى الابد العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته. فأتت الزوجة (خولة) رسول الله وقالت: يا رسول الله ان اوسا تزوجني وانا شابة مرغوب في فلما خلا سني, ونثرت له بطني ـ جعلني عليه كأمه, وتركني الى غير احد, فان كنت تجد لي رخصة يا رسول الله, تنعشني بها واياه فحدثني بها؟ قال : "والله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن" وفي رواية: "ما اراك الا قد حرمت عليه". قالت: ما ذكر طلاقا. وجادلت رسول الله مرارا. ثم قالت: اللهم اني اشكو اليك شدة وحدتي, وما يشق علي من فراقه. وفي رواية قالت: اشكو الى الله تعالى فاقتي, وشدة حالي, وان لي صبية صغارا, ان ضممتهم اليه ضاعوا, وان ضممتهم الي جاعوا!! وجعلت ترفع رأسها الى السماء وتقول: اللهم اني اشكو اليك, اللهم فأنزل على لسان نبيك. وما برحت حتى نزل القرآن فيها. فقال : "يا خولة ابشري". قالت: خيرا؟ فقرأ عليها اوائل آيات سورة المجادلة, والتي تتضمن تشريعا جديدا, يتيح للزوج التراجع عن تحريم زوجته عليه بتشبيهه لها بأمه, شريطة ان يقوم بالتكفير عن ذلك, بعتق رقبة ، فان لم يستطع يصوم شهرين متتابعين, فان لم يكن قادرا يطعم ستين مسكينا. وعند ذلك يستعيد علاقته الزوجية يقول تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا..). اصبحت هذه المرأة الجريئة التي طالبت بتشريع يحمي حقوقها ومصالحها, ذات موقعية واحترام في وسط المسلمين, بعد ان خلد موقفها الذكر الحكيم. فرص العلم والمعرفة في مختلف مستوياتها, يجب ان تتاح للنساء كما للرجال على حد سواء, واذا ما لاحظت المرأة نقصا او غبنا لها في هذا المجال, فعليها الا تسكت على ذلك, بل تطالب بحقها في كسب المعرفة والعلم. وهذا ما حدث في عهد رسول الله , وأقر لهن بمشروعية طلبهن, واستجاب لرغبتهن. جاء في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي : غلبنا عليك الرجال, فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه, فوعظهن وأمرهن. يتبع.........استضعاف المرأة في الماضي والحاضرنموذج من إنصاف الإسلام للمرأة فطرة الانسان, وثقته بعدالة الشارع, وكمال التشريع الالهي,...
جزاك الله خير
جزااااااك ربي جناااات عرضها السماوات والارض
انا ماقريته كااامل وبرجع اكمل قرااائته
بس عرفت وش مضموووون الكلامات باطلالات بسيطه على بعض منه
فجزاك الله خيراواجزل لك الاجر والمثوووووبه
انا ماقريته كااامل وبرجع اكمل قرااائته
بس عرفت وش مضموووون الكلامات باطلالات بسيطه على بعض منه
فجزاك الله خيراواجزل لك الاجر والمثوووووبه
الصفحة الأخيرة
إن المكانة الموموقة التي تحتلها المرأة في الإسلام، لا يمكن إدراكها وتمثلها إلا بعد معرفة حالتها ووضعها قبل الإسلام ومقارنتها بحقوقها، وما تدع لها الحضارات الغربية اليوم من تحرير للمرأة فما هو إلا للقضاء على حياء وكرامة المرأة المسلمة، وذلك للنيل منها، وقد استخدمت تلك الحضارات شتى الطرق للقضاء على النشء..
ولم تتمكن لذلك أخذت اقصر الطرق وأقواها فعالية للقضاء على الجيل الناشئ وذلك من خلال القضاء على معدة ومنشأة الجيل القادمة..
وكل ذلك للقضاء على الإسلام والمسلمين والجيل المسلم.. واليوم عبر صفحة الأسرة بـ (بالوطن) نناقش حال المرأة قبل الإسلام، ووضعها بعد الإسلام.. نظرة الإسلام منذ البداية للمرأة.. وذلك لتدرك المرأة المسلمة مكانتها المرموقة في ظل الإسلام ومزاياه العديدة..
حالة المرأة ووضعها قبل الإسلام:
إن ما وصل إلينا من تاريخ لمواقف الشعوب والأمم نحو المرأة.. يدل كله على سوء ما كانت تعانيه المرأة.. فقد كانت مظلومة ومغلوبة على أمرها.. تارة ينظر اليها على أنها جزء من المال الذي يورث.. وأحيانا تسلب حقوقها حتى من حق الحياة..
إذ كانت بعض القبائل العربية تئدها وهي حية.. وقد هدد القرآن الكريم أولئك الذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء.. بقوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئلت* بأي ذنب قتلت) صدق الله العظيم.. هذا عن العرب قبل الإسلام..
اما باقي أمم الأرض والتي تدعي اليوم تحرر المرأة فلننظر كيف كانت ترى المرأة.. فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب.. بل على العكس كانت أسوأ.. فقد كان الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة ويتشاءمون من ولادتها.. بينما كانوا يعتبرون ولادة الذكر كأنه إله نزل من السماء..
أما الرومان فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل.. ويجب الحجر عليها بسبب طيشها.. حتى إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي..
أما النصرانية فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني.. وقد قال عنها القديس تولتيان:
(أنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله)
وقد فرضت الديانة النصرانية المحرفة أن يكون الزواج أبديا. فإذا وقع الشقاق فانه لا يجوز لاحد الزوجين طلب الانفصال عن الآخر.. وأقصى ما يمكن فعله هو التفريق الجسدي.. دون السماح لأي منهما بالزواج.. وبعد ذلك أما إن يختارا عيش الرهبان والراهبات أو يتعاطيا الفجور ويستقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية.. ومتى تزوجت المرأة في ظل النصرانية.. فانها تفقد أهليتها الاقتصادية ويصبح كل ما عندها ملكا لزوجها..
أما المرأة في تصور اليهودية فهي في منزلة الخدم.. وملونة وقد جاء في التوراة المحرفة.. (أن المرأة أمر من الموت.. وأن الصالح أمام الله من ينجو منها) وهكذا كانت قبل نزول تشريعات الاسلام الخالدة.. فقد كانت وضع لا يليق بها كإنسان فلم يكن لها أي حق.. وبالتالي لم تكن لها أي قيمة.. هذه هي نظرة الحضارات الغربية للمرأة قبل وبعد الإسلام.. ولنرى مكانة المرأة في ظل الإسلام..
حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام:
جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان..
بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها..
والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله.. ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي:
1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم..
2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن).
ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال:
(جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:
إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال:
فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء:
أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ)..
3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن..
4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن).
5ـ حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم..
6ـ حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية:
أـ أن ينسجم العمل وطبيعة المرأة كالتعليم والمهن والوظائف الخاصة بالنساء.. وتنسجم وطبيعتهن.. أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها..
ب ـ أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط.. وذلك منعا للشبهات وحفاظا على الأخلاق الطيبة..
ج ـ الا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية. وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج.
وإن المجالات التي منع الإسلام المرأة من خوض غمارها.. إنما كان بدافع الحفاظ على المجتمع الاسلامي.. وبداعي مبدأ التخصص الذي يكون أكثر جدوى وعطاء للأمة.. وأن أحدث الدراسات الاجتماعية تتفق مع النظرة الاسلامية في تكوين الأسرة من حيث أن تربية الأولاد هي أثمن استثمار للامة وللرجال والمرأة معا..
وهكذا نرى أن الاسم قد رفع من شأن المرأة وأحلها مراكز ممتازة.. لأنها نصف المجتمع.. وعليها تتوقف تربية الأبناء الذين تنتظرهم الأمة ليسهموا في حماية أمتهم واغزار دينهم.. وما تدعو له الحضارات الغربية المعاصرة للمرأة اليوم من تحرير للمرأة.. بدعوة الإسلام دين رجالي فقط.. فهذه الدعوة باطلة.. بل الإسلام كرم المرأة كانسان قبل تلك الحضارات واعتبرها نصف المجتمع.. وشقيقة الرجل..
فهنا نرد على تلك الادعاءات غير صحيحة والباطلة بمعنى الكلمة لنعلن للبشرية أن الإسلام دين مساواة وعقيدة وحرية للمرأة والرجل معا وفق شروط ربانية سهلة وجميلة ومرنة.. وليست مقيدة أو دكتاتورية كما يدعي البعض الغريب عنا وعن الإسلام ومزاياه العديدة..
يتبع..........نموذج من إنصاف الإسلام للمرأة