يوميات مديرة 17 (( دائمـــا أمهات))

الأدب النبطي والفصيح

ابتدأ الحوار
أصرت على أن تحاورني , أن تأخذ مني حديثا لمجلتها الشهرية
كانت شابة في أوائل العشرينات دخلت المكتب وأمامها ابنتيها التوأم
(((( لمى وسمى )))

لولو سوسو كما أسمتهما
طلبت منهما بحزم الجلوس في ركن بعيد عنها في غرفة مكتبي وبسرعة مدروسة وضعت جهاز التسجيل والأوراق والقلم وابتدأت الحديث دون مقدمات للحوار0
رغبتي في إنهاء هذا العمل جعلني أجيب بسرعة أكبر وكأن الآلة الكلامية قد شغلت بأسرع طاقة وبدون انفعال 0
وبحرفية من محاورتي ابتدأ الكلام يتواثب باتجاه واحد حتى خلت أنني في امتحان شخصية 0
وبين السؤال والسؤال كنت ألمح الصغيرتين وقد علقت عيونهما الجميلة علي , ابتسمت لهما فبادلتني السمراء الإبتسامة بمثلها أما الشقراء فقد خبأت رأسها الصغيرة وراء اختها التي يبدو وكأنها صاحبة المبادرة في كل شيء .
وكادت الإجابات أن تتشتت مني وأنا أرقب الصغيرتين وحركاتهما الطفولية العفوية حتى أتاني سؤالا خلت أن الدنيا توقفت عقاربها لترى ردة فعلي
___ هل لك أن تجيبي على سؤالي لو سمحت بصراحة ؟ إنني أعجب كيف تعتبرين الكثيرات بناتك وتسمحين لهن بمناداتك ( يا أمــي ) وأنت لم تنجبي , ألا يؤثر ذلك على نفسيتك ويجعلك تتذكرين في كل لحظة أنك لم تنجبي ؟؟؟
ارتفعت الدماء الحارة حتى أعلى الرأس وأدت وقع كلماتها الباردة الجافة أن أتلمس كوب الماء أمامي لعله يروي عقم حوار 0
ولفني الصمت
لم يكن ربما مفاجئا ما قالته ولكن ذلك التحليل السقيم الذي اختزلت فيه عمق التوجه بضيق أفق هو المفاجيء 0
كنت أتمنى أن تكون أسئلتها تناسب وظيفتي , ولكنها قفزت على كل التوقعات
وازدادت دقائق الصمت تزحف قليلا قليلا وتتكاثف باردة ثقيلة في جونا فقررت ساعتها أن أضعها في مواجهة مع حدث يكون أبلغ من أية إجابة كلامية 0
طلبت الشاي وكعكا للصغيرتين , تململت محاورتي قليلا لترضخ بالنهاية0
نظرت للصغيرتين الملتصقتين بالمقعد الجلدي الواسع وغمزتهما بعيني فضحكتا
أومأت لهما بالقدوم فإذا بالسمراء تقفزأمامي ووراءها الشقراء الخجولة , نهرتهما أمهما ولكن السمراء لم تكتف بالرفض بل مدت يديها الصغيرتين وأخذت تتحسس وجهي لتزداد الأم حنقا وتهم بحزم محترف أن تبعد ابنتها الجريئة 0 ولكن العصفورة الجريئة طارت لحجري وتعلقت برقبتي رافضة الإذعان للجذب0
لم أقم بأية حركة سوى المراقبة وانتصرت قوة الأم على الصغيرة وأزيحت جانبا وما أن استدارت الأم حتى عادت الصغيرة وبخفة لتقبلني وتعود إلى مكانها والأم مندهشة لهذه الجرأة
- إنها أبدا لا تتحرك في أي مكان آخذها اليه
ومن بين بخار الشاي المتصاعد لمحت الصغيرتين تتحد ثا ن بالطريقة الطفولية التي نعرفها , تضع كل واحدة يدها مخفية فمها وتقترب من أذن أختها , لترد الأخرى بنفس الطريقة وتكركران من الضحك 0
وكدت أن أنفجر ضاحكة لمرآهما حتى رأيتهما كالقطا تمشيان على رؤؤس أصابعهما ثم تحملان طاولة صغيرة يقربانها مني وأمامي ثم يقفزان عليها ظهرهما لأمهما ووجهما لي 0
ساعتها لم اتمالك نفسي من الضحك أمسكتهما وقبل أن أكمل لغة الحنان إذا بهما يقفزان الى حجري وتجلس كل واحدة في جهة وتنظران تارة في وجهي وتارة في امهما بخوف 0
اقفلت الأم جهازها ولملمت أوراقها وقالت :
-- والآن 00؟؟
-- قلت أكملي
--أصلا أنت لم تجيبي على سؤالي
-- أحقا لم أجبك ؟؟
--صمتت ونظرت بعمق لطفلتيها المتعلقتين بي وأطرقت 000
قلت لها ساعتها :
-- يا ابنتي عندما ننطلق من حب الذات لحب أكبر
عندما تكون حدود هذا القلب لا منتهية
عندما تكثر فيها الخضرة والطيور وتمرح فيها الفراشات
عندما تكون الشمس هي السقف والطيف هو الأمل والخير والحب هو الغذاء تقدمينه للجميع
وعندما فوق كل هذا يكون لديك الرضا بما قسم الله وتعلمين أنه أعطاك ما لم يعط غيرك
عندما يكون كل هذا لديك فإنك في كل ساعة تحملين وتنجبين ويكون لديك من الأولاد ما ليس لمن حملت تسعة أشهر وأنجبت
عندها يكون حملك بلا حدود
لأنه غير محدود
زمنه دائم
وعدده كأيام حياتك كلها
عندها يا بنيتي تعرفين أننا لم ولن نأسى على إنجاب مؤقت لأن الله أبدلنا بإنجاب دائم
فنصبح 00000 دائما أمهات
12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
كان هذا الشعور يعتريني في بداية تعرفي عليك ومن خلال قراءاتك
والسبب كان مؤلمآ لكل الأمهات اللواتي حملن وأنجبن ولكن ليس لك
لأنني وبصراحة تفوق الحدود لم أجد أمآ قد تعانق طفلة لا تعرفها قد سافرت أمها وتركتها .. لكنك عانقتها بحب وحنان
وما كانت لتهتم للوحة ترسلها إليها يد طفل أو طفلة وردية لتقرأها بكل عناية وما كانت لتراقب طفلآ يلعب هنا و هناك لأن عواطفها قد أتخمتها المشاعر التقليدية للأم والأولاد قد أصبحوا بالنسبة لها روتينآ يوميآ كالطعام و الشراب نأكل و نشرب فلا نحمد و لا نشكر ..
أما أنت يا غالية فقد أخذ الله تعالى منك هذه الصفة ولكنه قد أعطاك صفة أكبر و أغلى أحببناك بسببها وشعرنا بأمومتك الحانية
التي كنت تهبينها بسخاء لكل من يطلبها وأنا من اللواتي شعرن بهذه العاطفة نحوك
منذ قراءة أول صفحة من يومياتك .. بل قبل ذلك في قسم الفتاة المسلمة ..
لقد أعطاك الله تعالى روحآ حساسة .. وعينآ بصيرة ترى مالا يراه الآخرين ..
و أعطاك قلوبنا الخفاقة بمحبتك المحاولة دائمآ ، تقتدي بك و تسير على نهجك

دمت لنا أمآ رائعة بكل المقاييس
وأعانك الله تعالى على تحمل هذا الكم الهائل من الأطفال أمثالي ...

واسمحي لي أن أقول لك من الآن فصاعدآ :

ابنتك في الله : نور الشمس
قطر الغمام
قطر الغمام
هل لي أن أقول لك ...
كم أنت رائعة أمي الحبيبة
في البداية أحسست أن الدماء قد غلت في رأسي وأنا أقرأ سؤالها كما حصل لك ....
ولكن في النهاية أحسست أن الحرارة التي أشعر بها قد انتقلت لكوب الماء البارد بقربك
حبيبتي :
تصرفك كان رائعا عندما تركتيها تواجه حدثا أمامها ربما يكون أبلغ من أي كلمة ستتفوهين بها فيما بعد .....
لي وقفات لو سمحت لي من ابنتك وتلميذتك دوما ..... ( أكيد أنك سمحت )
أولا : ما أجمل أن يعيش المرء يتفيأ قوله صلى الله عليه وسلم ( من رضي فله الرضى ) عندها سيشعر المرء براحة أبدية تلازم حياته
ثانيا : أي غذاء ذاك الذي تقدمين ... الحب ، الخير ... هو ذاك ما يحتاجه الأبناء
كثيرٌ هن الأمهات اللاتي ينجبن ... يتكبدن عناء تسع أشهر بكل ما فيها من الألم والتعب ... ثم تتنازل عن كل هذا بمجرد سماع صرخات طفلها
وتلقي به في هذه الدنيا بلا أي حب ولا حنان و لاتربية ( والعكس موجود بالطبع )
أبنائنا ونحن معهم يا أستاذتي يحتاجون و نحتاج لأمهات يرضعن الخير والحب والأمل ....
أمهات ذوات قلوب لا حدود لها ... كقلبك يا حبيبة

ثالثا : كم هو رائع أن يخرج الإنسان من ذاته إلى الآخرين وألا يسجن نفسه في نفسه بل يسير بها نحو من يحتاجها زادا ووقودايعلم ذاك ويرسل الحب بأشعته لذاك الآخر ...

رابعا : في كل مرة كنت أشعر أن حنانك يفيض من كلماتك وكنت دائما أردد( كل إناء بما فيه ينضح ) وإناءك ملئ بالحنان والحب للخير والنفع للآخرين وما دمت كذلك فلن يمل الجميع من
إعتبارك أمه الحنون يشعرها بقلبه قبل أن ينطقها بلسانه .. وأعانك الله على بناتك وأنا أولهم
خامسا : بارك الله لك في بناتك ورزقك برهن ولا حرمنا الله منك

ابنتك المحبة : قطر الغمام
فتاة اللغة العربية
سبحت بين حروفك تلك التي تخطت العقبات الكؤود ، وكسرت كل القيود ، لتستقر في الفؤاد ، متخذة لها معرضًا فنيًا زاخرًا بمعانيك البهيّة ، معانٍِ تثيرالنفس بقوة سحرها ، بصدقها ، معانٍ تجعلنا ندرك كم هي جميلة الحياة إذا فاضت نفوسنا بالرضا ، وأترعت بالقناعة بماكتب الله لنا .
في كتاباتك أستاذتي سحر ظاهر يغرس الحب لك في قلوب من يقرؤها !!
ما السرُّ في ذلك ؟؟؟؟؟!!
أهو سر رحمة تكفن بها فؤادك ، فانعكست على كلماتك ؟؟!
أم سرُّ أمومة فيك أودعتها القدرة الإلهيّة ، أمومة زاخرة بعواطف قلبية يحظى بها كل ّمن نعم بمعرفتك ، ليس عن قرب فحسب ، بل حتى من خلال هذه الشبكة العنكبوتيّة ، أمومة خصصت بها ليكون قلبك وحدك حاويًا للقلوب كلّها .
صباح الضامن
صباح الضامن
إلى الأخوات الغاليات
أردت فقط شكركن على هذه المشاعر

ولي عودة
بإذن الله
صباح الضامن
صباح الضامن
نور
ابنتي الغالية
آثرت أن أكتب لك في يوم العيد حتى تكون كلماتي بطاقة أهنئك بها
وأهنيء نفسي بهذه الجوهرة الغالية التي وهبني الله
لأنني أعلم أنك والجميع تكتبن مشاعركن لذلك فلم أ‘تبر ما قيل مواساة
ولأنني صدقا أشعر بكل كلمة أقولها تجاه الجميع فأنا كالعادة فاتحة قلبي للجميع كي أنعم بقربهن وأنت منهن يا غالية
فبوركت



قطر الغمام
ليت الكلمات يا غالية تستطيع أن تفي وتقول كل ما أشعر به
أحيانا احس أن قلمي بات يتلعثم بهمهمات لا أعرف لها تنسيقا وخاصة عندما تكون لإبنة محبة مثلك
أنت التي أخرجت نفسي بعد طول سجن إلى ذوات أكبر وأعمق
أنت التي أكمل معها مشوارا أخضر الأرض وردي المشاعر فيه حنان وحنين
تمشي معك فيه بخطوات كل من أحببت

فلك يا غالية كلماتي هذه أحملها بعبق العيد وأرسلها علها تصلك وأنت إلى الله أقرب

فتاة اللغةالعربية

سعدت بردك وعمق الكلمة الصادرة واشتممت أريجها و لا زال في جنباتي صدى كل ما صدر منك عبيرا ورجعا جميلا
بنيتي
كم تلفنا هذه الشبكة بخيوطها الحريرية وعندما تبدأ في نسيجها نحس بالرقة المنسابة ممن يستخدمونها أمثالك

إن السحر الذي تتكلمين عنه هو تلك المحبة التي تغمرونني بها
بارك الله بك