قطرة ماء
وعلى طريق مدرستي
كانت الغيوم تحلق فوق الكل تتلاعب بكل ما فعلناه من أجل أن نتجنب أن تجثم علينا , وأراها تتنحى أحيانا جانبا لتعطينا فسحة من إشراق فترتفع عيوننا لفهم ما يحدث وما أن نظن الفهم حتى تعود لتطبق على ما تبقى من أمل لدينا .
والأغرب أنها طوال رحلتي التي ظننت اقترابي من الوصول فيها لهدفي كانت تحلق فوقي ترشقني بقليل من مطر أرتشف منه لعلي عندما أدخله قلبي أفهم ما يدور في خلد هذه الغيوم المحلقة .
وقبل أ ن أصل ...دائما أتوقف أو أوقف بما لم أتوقعه أبدا. بفكرة أو توهم أو نظرات..
فهذه العصافير المغردة في فناء المدرسة والتي يتصاعد شدوها هذا الصباح معانقا تلك الغيوم , تبدأ مفردات أناشيد ها في الإختقاء بين طيات السحب البيضاء والرمادية لتنزل مختارة رأسي لتقع عليه .
و تمتد حتى عيوني التي أحاول فتحهما لأفهم و ينتابني شعور غريب بأن الغيوم هذه المرة تحمل بريدا سيصعب علي قراءة مفرداته ؟؟؟!!!
ودائما يكون احتواء جميع التلميذات بنظرة الصباح وهن مجتمعات فيها الكثيــر من التوقع .
واليوم .. أحسست أن شيئا ما يكسو الوجوه لم أفهم كنهه .
وتساءلت
أهو يا ترى من أثر تلك الغيوم المحلقة التي تحمل كلمات أناشيدهن الصباحية السرية ؟؟؟
أو هو من تلك النظرات التي بدأ البعض يتداولنها عند ظهوري في الطوابير ؟؟؟
أو مــــاذا ؟؟؟؟
وروتين التنقل من الساحة إلى الصفوف لم يعطني مؤشرا لتخيلاتي .
صرفت النظر ... ربما كنت واهمــة , وقبل أن أدخل مكتبي لفت نظري صندوق الإقتراحات المهمل , فتحته ووجدت فيه أوراقا مقصوصة , ووروداً جافة , وبعضا من عملات من أيد مشاغبة , ورسائل ورديــــــة :
رسائل وردية من طالبات لمعلماتهن المحبوبات .
ولم أجد شيئا يشفي غليل التوقع لدي وخاب أملي في أن يكون ذاك الصندوق هو ما ينبئني ,لأعود أمسك ببعض من بقايا في يدي ونظرات الطالبات الصباحية الخائفة لا زالت عالقة بذهني .
وبدأت الغيمة الرمادية تزيح شيئا فشيئا من حملها على رأسي حتى كدت أن أغرق لأركض متدارية خلف السلم الخشبي وتتعثر قدماي .
التعثر الذي يو جب السقوط ...!!! لأقع على حقيبة جلدية صغيرة مختفية بطريقة عشوائية بغطاء أسود أزيل ساعة سقوطي ..
ونسيت الرمية فالحقيبة تغريني بفتحها وصوت المطر بدأ يتزايد والهواء يرشقه بمشاغبة نحوي فيجبرني على الخروج من مخبأي .
خبأت الحقيبة حتى لا تبتل وركضت بها لمكتبي يدفعني الهواء المبتل ليروي كل الأسئلة .
أقفلت الباب
فتحت الحقيبة
___ مــــــــاذا ؟؟؟؟؟؟
رســــــــــائل ورديــــــــــــــة !!!
أيضــــــاً ...
فضضتها قرأت أول العبارات وصعقت ......
لم تكن هذه المرة من طالبات لمعلمات محبوبات .....
بـــــل ...........
....................................... وما خفي كان أعظم
موعدنا في الجزء الثاني . بإذن الله

صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

شوقتينا ..
ريثما أنتظرك أريد أن أسأل سؤالا ..
كيف تأخذين حقيبة ليست لك ؟؟
كما أنني لم أستطع تخيل السقطة بوضوح .. ولا ذلك الغطاء الأسود ..
المعذرة على المقاطعة .. نحن بالانتظار ..
ريثما أنتظرك أريد أن أسأل سؤالا ..
كيف تأخذين حقيبة ليست لك ؟؟
كما أنني لم أستطع تخيل السقطة بوضوح .. ولا ذلك الغطاء الأسود ..
المعذرة على المقاطعة .. نحن بالانتظار ..


بحور 217
•
نحن في شوق لمعرفة كنه هذه الرسائل الوردية ..
وأنا أخالف تيمة في سؤالها ..
فمن واجب المديرة والمعلمة ايضا أن تطلع على ما يثير الريبة من شؤون الطالبة ..
فهي في المدرسة ولي أمرهم وعليها مراقبتهم ولا تعذر في التقصير أبدا .
وأنا أخالف تيمة في سؤالها ..
فمن واجب المديرة والمعلمة ايضا أن تطلع على ما يثير الريبة من شؤون الطالبة ..
فهي في المدرسة ولي أمرهم وعليها مراقبتهم ولا تعذر في التقصير أبدا .

.... لم تكن رسائل من طالبة محبة لمعلمتها
بل كانت , من طالبة لم تذكر بالطبع اسمها إلى ((( فلان ))) تبثه لواعج حبها وتأمل في أن تلقاه في نفس المكان .. ونفس الزمان .. ونفس .....
لم أستطع أن أكمل , توقف المطر خارجا وأصبح في مكتبي
توقف الهواء عن الدخول لأشعر بالإختناق
وتوقفت الغيوم الرمادية عن الحركة لتستقر فوق صدري ..
عاودتني نظرات الطالبات في الصباح , فمن منهن كتب هذا . ؟؟
أنى لي أن أعرفها ؟؟ كيف أنقذها مما هي فيه ؟؟ وكيف انفرط العقد الذي حاولت سنينا نظمه . أساعد التلميذات في توجيه عواطفهن نحو أهداف أنبل وأبرأ وفي وقتها . ؟؟
يبدو أنني أخطأت في مكان ما حيث فلت مني هذا العقد وهذه الفتاة ..
حملت الرسائل وصرت أقرؤها مرارا وتكرارا , وفي كل مرة أرى الحروف أمامي يتزايد المطر خارجا وكأنه ينقر فوق رأسي يشوش على تفكيري لإيجاد حل وكان لا بد من حل سريع , ناشدت المساعدة كي تحل محلي .
حملت مظلتي والحقيبة وبأسرع من الهواء خارجا ركضت إلى مكان الحقيبة تحت السلم ووضعتها كما كانت . وداومت بمكان قريب منه مختفية لأرى من سيأتي .
ولكن !!
بقيت وحيدة .. أنا ومظلتي , أما تلك الحقيبة فقد ظلت قابعة تنتظر لاقطتها ساعة من الزمن .
وينتهي الدوام لأخرج وليس معي إلا ذلك الزكام من البرد الذي تشربته . وما أن هممت بالخروج أنا وزكامي وخيبة أملي حتى سمعت خربشة قريبة , داريت تسرعي وخبأته مع أنفاسي المتسارعة لأرى يدا صغيرة وصغيرة جدا تضع شيئا في الحقيبة وتسرع في الخروج ...
عرفتها !
وأمسكت بهذا القلب الصغير أو العصفور الصغير الذي بات ريشه ينتفض خوفا .
واستضفتها في مكتبي
الجزء الأخيـــــر من القطرة
........ نظرت إلى هذه البراءة المتجسدة أمامي في سوسن , في العاشرة من عمرها ؛ شعرها الأشقر الجميل كأنه سنابل قمح بلادي تتماوج مع حركات الدلال الفطرية فيها , عيناها الخضراوان كانتا كمرج أطل عليه الندى صباحا ... فقد كانت تبكي !
ولأول مرة أعجز عن مخاطبة الصغار , وأخذت أستجمع كل ما أعرف عن علم النفس التربوي حتى لا أستعمل كلمة تضطرها إلى الكذب . ولم أشا وضعها في موقع الدفاع عن النفس كنت أرغب في أن تقول كل ما لديها لأجد منفذا أدخل منه على هذه النفسية الهشة .
ولكنها كانت تنظر إلي والدموع تنساب تناشدني أن أتكلم وتنتفض خائفة مشوشة .
لم أستطع تحمل منظرها , وكانني أوقفت الزمن فشيء ما دفعني إلى حيث تقف لأحضنها وأمسح ذاك الذي كان ينساب أغزر مما تقذفه الغيوم خارجا .
احتضنتها , أحسست أني أبكي معها , ربما أبكي عليها رحمة بضعفها
ربما أبكي ضعفي وعدم قدرتي أن أوقف هذه العبرات
ربما أبكي عدم قدرتي في معالجة هذا الموضوع بالحزم المطلوب
أجلستها ممسكة بيدها بعد أن هدأنا سويا
وتحدثت : بما يزيد ألمي
___ قال لي ( وتقصد ابن الجيران ) تعالي نفعل ما نراه في قناة ...... , أنا البطل وأنت البطلة , تعالي أولا نكتب رسائل على ورق وردي ثم نجمعها ونذهب مكانا بعيدا ونقرؤها سويا ثم ... وووووووووو
وأثناء حديثها الصريح كان الغيم يزيد من تواجده على صدري ورغم انجلاء الأمر إلا أنها كانت كمن يقول لي (( هاك يا من تدعين أنك نجحت , انظري ماذا تفعل غياب الرقابة !!!! )
وأشحت بوجهي عنها أحاول الوصول إلى أقرب بارقة أمل في إجابة ووضعت يدي على رقبتي وكأنني أستجدي الخلاص مما أنا فيه
فالضمير كان لي بالمرصاد , يؤنبني ويحبس كلمات في حلقي أجاهد في إخراجها ولكنها أتت باهتة فما أمامي هو نتيجة إهمالي بالدرجة الأولى في التصدي لمثل هذه السموم , الترياق بيدي وأنا أهمل استعماله
أهملت في شحن هؤلاء الصغيرات بالشكل الكافي في معرفة الغث والسمين
وابتدأت في نصح الصغيرة وساعدتني المشرفة الإجتماعية بجلسات لاحقة في تعميق الصلة بالأهل وفي تخطي سوسن لهذه المرحلة الحرجة .
وصرت أرى رسائل منها ولكن هذه المرة ترسم فيها أولى خطوات نجاحها نحو مستقبلها
بنشاط هائل لا صفي وصفي
بابتسامة فجرية من عيونها الممتنة عندما أمر بجانبها
بوردة بيضاء على زجاج سيارتي تحمل اسمها
بركضها نحو المصلى تمسك بمن هن أصغر منها سنا
...... كل هذا كان يجب أن يشعرني بانفراج الغيوم التي رانت على صدري طويلا ولكن !!
كلما كنت أظن الفهم وأظن أنني ارتشفت من الغيم تلك القطرات المائية المحملة بأنشودة كن يرددنها في الفناء :
قطرة ماء .. ذات مساء ..سارت خلف خيوط الماء... قد أشبعت الأرض وطارت
حتى تاهت في الأجـــــــواء . !!
فكلما كنت أسمع هذه الأنشودة
يعتريني الخوف على هذه القطرات التي يرتوي منها صباحنا ومساؤنا , كم نحن مسؤلون عن توهانها في أجوائـــــــنا التي لم نعد نملك هواءهـــــــــــا .
بل كانت , من طالبة لم تذكر بالطبع اسمها إلى ((( فلان ))) تبثه لواعج حبها وتأمل في أن تلقاه في نفس المكان .. ونفس الزمان .. ونفس .....
لم أستطع أن أكمل , توقف المطر خارجا وأصبح في مكتبي
توقف الهواء عن الدخول لأشعر بالإختناق
وتوقفت الغيوم الرمادية عن الحركة لتستقر فوق صدري ..
عاودتني نظرات الطالبات في الصباح , فمن منهن كتب هذا . ؟؟
أنى لي أن أعرفها ؟؟ كيف أنقذها مما هي فيه ؟؟ وكيف انفرط العقد الذي حاولت سنينا نظمه . أساعد التلميذات في توجيه عواطفهن نحو أهداف أنبل وأبرأ وفي وقتها . ؟؟
يبدو أنني أخطأت في مكان ما حيث فلت مني هذا العقد وهذه الفتاة ..
حملت الرسائل وصرت أقرؤها مرارا وتكرارا , وفي كل مرة أرى الحروف أمامي يتزايد المطر خارجا وكأنه ينقر فوق رأسي يشوش على تفكيري لإيجاد حل وكان لا بد من حل سريع , ناشدت المساعدة كي تحل محلي .
حملت مظلتي والحقيبة وبأسرع من الهواء خارجا ركضت إلى مكان الحقيبة تحت السلم ووضعتها كما كانت . وداومت بمكان قريب منه مختفية لأرى من سيأتي .
ولكن !!
بقيت وحيدة .. أنا ومظلتي , أما تلك الحقيبة فقد ظلت قابعة تنتظر لاقطتها ساعة من الزمن .
وينتهي الدوام لأخرج وليس معي إلا ذلك الزكام من البرد الذي تشربته . وما أن هممت بالخروج أنا وزكامي وخيبة أملي حتى سمعت خربشة قريبة , داريت تسرعي وخبأته مع أنفاسي المتسارعة لأرى يدا صغيرة وصغيرة جدا تضع شيئا في الحقيبة وتسرع في الخروج ...
عرفتها !
وأمسكت بهذا القلب الصغير أو العصفور الصغير الذي بات ريشه ينتفض خوفا .
واستضفتها في مكتبي
الجزء الأخيـــــر من القطرة
........ نظرت إلى هذه البراءة المتجسدة أمامي في سوسن , في العاشرة من عمرها ؛ شعرها الأشقر الجميل كأنه سنابل قمح بلادي تتماوج مع حركات الدلال الفطرية فيها , عيناها الخضراوان كانتا كمرج أطل عليه الندى صباحا ... فقد كانت تبكي !
ولأول مرة أعجز عن مخاطبة الصغار , وأخذت أستجمع كل ما أعرف عن علم النفس التربوي حتى لا أستعمل كلمة تضطرها إلى الكذب . ولم أشا وضعها في موقع الدفاع عن النفس كنت أرغب في أن تقول كل ما لديها لأجد منفذا أدخل منه على هذه النفسية الهشة .
ولكنها كانت تنظر إلي والدموع تنساب تناشدني أن أتكلم وتنتفض خائفة مشوشة .
لم أستطع تحمل منظرها , وكانني أوقفت الزمن فشيء ما دفعني إلى حيث تقف لأحضنها وأمسح ذاك الذي كان ينساب أغزر مما تقذفه الغيوم خارجا .
احتضنتها , أحسست أني أبكي معها , ربما أبكي عليها رحمة بضعفها
ربما أبكي ضعفي وعدم قدرتي أن أوقف هذه العبرات
ربما أبكي عدم قدرتي في معالجة هذا الموضوع بالحزم المطلوب
أجلستها ممسكة بيدها بعد أن هدأنا سويا
وتحدثت : بما يزيد ألمي
___ قال لي ( وتقصد ابن الجيران ) تعالي نفعل ما نراه في قناة ...... , أنا البطل وأنت البطلة , تعالي أولا نكتب رسائل على ورق وردي ثم نجمعها ونذهب مكانا بعيدا ونقرؤها سويا ثم ... وووووووووو
وأثناء حديثها الصريح كان الغيم يزيد من تواجده على صدري ورغم انجلاء الأمر إلا أنها كانت كمن يقول لي (( هاك يا من تدعين أنك نجحت , انظري ماذا تفعل غياب الرقابة !!!! )
وأشحت بوجهي عنها أحاول الوصول إلى أقرب بارقة أمل في إجابة ووضعت يدي على رقبتي وكأنني أستجدي الخلاص مما أنا فيه
فالضمير كان لي بالمرصاد , يؤنبني ويحبس كلمات في حلقي أجاهد في إخراجها ولكنها أتت باهتة فما أمامي هو نتيجة إهمالي بالدرجة الأولى في التصدي لمثل هذه السموم , الترياق بيدي وأنا أهمل استعماله
أهملت في شحن هؤلاء الصغيرات بالشكل الكافي في معرفة الغث والسمين
وابتدأت في نصح الصغيرة وساعدتني المشرفة الإجتماعية بجلسات لاحقة في تعميق الصلة بالأهل وفي تخطي سوسن لهذه المرحلة الحرجة .
وصرت أرى رسائل منها ولكن هذه المرة ترسم فيها أولى خطوات نجاحها نحو مستقبلها
بنشاط هائل لا صفي وصفي
بابتسامة فجرية من عيونها الممتنة عندما أمر بجانبها
بوردة بيضاء على زجاج سيارتي تحمل اسمها
بركضها نحو المصلى تمسك بمن هن أصغر منها سنا
...... كل هذا كان يجب أن يشعرني بانفراج الغيوم التي رانت على صدري طويلا ولكن !!
كلما كنت أظن الفهم وأظن أنني ارتشفت من الغيم تلك القطرات المائية المحملة بأنشودة كن يرددنها في الفناء :
قطرة ماء .. ذات مساء ..سارت خلف خيوط الماء... قد أشبعت الأرض وطارت
حتى تاهت في الأجـــــــواء . !!
فكلما كنت أسمع هذه الأنشودة
يعتريني الخوف على هذه القطرات التي يرتوي منها صباحنا ومساؤنا , كم نحن مسؤلون عن توهانها في أجوائـــــــنا التي لم نعد نملك هواءهـــــــــــا .
الصفحة الأخيرة
اشتقت لها ..
ألا تلاحظي .. لقد حضرت أول واحدة .. على غير عادتي !!
هناك أمل بأن أصبح طالبة نجيبة ..:27: