يوميات مفسرة احلام

السلام عليكم
اقدم لكم فى سلسلة متتالية ان شاء الله مجموعة من اليوميات الخاصة بى
ابطالها مثلكم تماما من راغبى التفسير,,وما مررت به معهم من قصص وحكايات فيها عبرة وعظة
فارجو ان تحوذ على اعجابكم ويكون منها فائدة لكل من يقرأها باذن الله
يوميات مفسرة احلام..

اجبت الهاتف واذا بأمرأة ذات صوت مخنوق.. حزين الي درجة كبيرة.. سالتني عن رؤيا لاخيها المتوفي حديثا شاب في ريعان شبابه رحمه الله توفي فجاة وكان موفور الصحة.. حكت منامها وفسرت لها.. وقبل ان تغلق الهاتف سالتني.. هل اسالك عن شيء.. قلت تفضلي.. قالت حين نزلوا الي دفن اخي.. وجدوا جثة زوجي المتوفي من عام كما هي لم يتغير فيها شيء حتي ان كفنه ليس عليه تراب او شيء.. فهل عندك تفسير.. قلت لا اعلم.. ولكن ما اعلمه والصحيح ان الارض لا تاكل جسد الانبياء صلوات الله عليهم جميعا.. وطلبت منها ان تسأل من يكون اعلم مني في الامر ليعطيها جوابا... واغلقت الهاتف...
وعدت بذاكراتي الي عامين تقريبا حين توفي ابي رحمه الله.. ونزل اخوتي الي القبر ليضعوا ابي في مرقده الاخير... وهالهم ما رأوه في القبر.. فقد كان جثمان جدي الذي توفي من عشرين عاما تقريبا.. جسده كما هو وقالوا عنه كأنه نائم.. وكفنه علي حالته... وقتها تذكرت جدي رحمه الله ودارت برأسي الاسئلة الكثيرة... قلت ماذا كان عليه جدي في حياته رحمه الله ليبقي جسده هكذا.. وعدت بذكرياتي الي طفولتي البعيده.. فقد كان جدي رحمه الله مشاءا في الظلم اي يذهب في الظلام للمسجد قبل اذان الفجر.. ولا يخرج من المسجد الا عند الشروق... كان جدي دائم الامساك بمسبحة خضراء.. يسبح بها ويستغفر في كل وقت علي لغته البسيط فقط كان رجل علي الفطرة لم يتعلم... وروحت اسال هل قد يكون هذا لانه كان رفييييقا جداا بالطيور والحيوانات. فقد كان يعرف عنه انه كان يحرم نفسه من وجبته من اللحوم.. ويفرش جرنال قديم امام باب الشقة ويضع عليها الطعام ويطهيه جيداا ولا يضعه باردا ابدا في الشتاء فكان يدفئه قبل ان يضعه علي باب شقته فكان ياتيه كلب ياكل ويمشي وكذلك قطط.. وهذا الكلب وجد بعد وفاته بايام ميتا امام باب شقته... هل كان ما يصنعه مع الطيور العابرة.. كان سور بلكونة شقة جدي عريض فيضع عليه حبوب القمح والماء.. وياتي اليه اليمام والحمام والعصافير تاكل وترحل.. حتي ان كان المار بالشارع يظن انه يربي الحمام... كان دوما ينصحنا كلما يرانا وينصح اولاده بلهجته الصعيدية البسيطة يا ولاد صلوا ما يبجي ليكم شيء غير الصلاة.. والله يا ولاد ما بينفعكم غير الصلاة.. كان يتوضأ قبل الصلاة وينتظر الصلاة حتي الصلاة وما رايته يصلي الا في المسجد جماعة.. مات وهو عنده 82 عام او يزيد. وكان موفور الصحة حتي انه قبل ان يمرض مرض الموت الذي لم يستمر اسبوع ولقي ربه جل وعلا.. كان يحمل لنا ولاعمامي السلع التموينية في جوال علي كتفه فان لديه من الصحة والعافيه ماشاء الله ... هل كان رضاه الدائم باي شيء وكل شيء.. ما كان الا ويقول الحمد لله.. روضا... كان قااانعا جداا.. ثم روحت اتذكر.. وانا طفلة واجري عليه فاختبأ داخل عبائته وقفطانه. التي كانت مشبعة برائحة المسك فكان دوما دوما طيب الرائحة جميل المنظر.. .كنت اختبأ بين ثنايهم خوفا من عقاب امي اذا اخطأت.. روحت اتذكر حنيته علي اولاده ومحاولة نصحه الدائم لهم.. كان رجلا متعففا رغم ضيق العيش والقلة حتي انه كان لا يسال ابي ابدا..باعتبار ان ابي كان اكثرر اولاده غني.. لم يظلم احدا ابداا..وكان ينصر المظلوم ويقف الي جواره.. كان يحب اليتامي.. ويساعدهم لوجه الله..وكان مع جدتي يساعدها حتي في غسيل الملابس ونشرها وتنظيف المنزل..حتي اذا تعبت كان هو الذي يخدمها في مرضها.. كان رجلا فيه رفقا ورحمة بكل من حوله رحمه الله..وحين موته كان صابرا دوما يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويقول لنا ونحن حوله له وهو يحتضر يا ولاد قولوا لا اله الا الله.. حتي في لحظاته الاخيرة كان يذكرنا نحن الاحياء بالله جل وعلا.. واغمض عيناء وكان اخر كلامه اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وراح في نومه وكنت اظنه ناام.. رحمه وغفر له ولسائر موتي المسلمين. لا اخفي عليكم.. دارت الكثييير من التساؤلات برأسي وعدت كثيرا بالذكريات.وقد يكون هناك ما نسيته عنه...واصابتني الحيرة لماذا لم تاكله الارض.. وخرجت ان هذا امر علمه عند الله وحده سبحانه... .هنا ودعوت الله سبحانه ان يغفر لي ويحسن ختامي.. ويسترني فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليه سبحان...وان ييسر لي العمل الذي يحبه مني ويرضي به عليا.. لا تستصغر اي عمل خير تفعله لوجه الله سبحانه خالصا..حتي ولو كان كلمة طيبة او اماطة اذي عن طريق. فقد يكون هذا هو العمل الذي يكون مقبولا وسببا في دخولك الجنة... واكثر من كل عمل طيب.. واجعل ما بينك وبين الله خبيئة لا يطلع عليها احد من الناس.. لعله ينظر اليك وانت عليها نظرة رضا تكون بعدها من الفائزين بالدنيا والاخرة
.....من يومياتي