الجـمــ ام ـــــان
ذكر المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توزن الرجال ،
وبه يعرف أهل النقص من أهل الكمال ،
فكونوا رحمكم الله مفاتيح للخيرات ، مغاليق للشرور والآفات ،
فمن كان منكم مخلصا لله ناصحا لعباد الله ، ساعيا في الخير بحسب إمكانه فذاك مفتاح
للخير حائز للسعادة ،
ومن كان بخلاف ذلك فهو مغلاق للخير ، وقد تحققت له الشقاوة ،
من الناس من إذا اجتمع بهم في مجالسهم حرص على إشغالهم فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم ،
ومنهم من يشغلهم بما يضر وما لا يغني ، فهذا قد حرمهم الخير وأشقاهم ،
ومنهم من يسعى في تقريب القلوب وجمع الكلمة والائتلاف ،
ومنهم من يسعى في إثارة الفتن والشقاق والتنافر والخلاف ،
ومنهم من يجتهد في قلع ما في قلوبهم من البغضاء ،
ومنهم من يلهب في قلوبهم الشحناء ،
ومنهم من يحث على الجود والكرم والسماحة ،
ومنهم من يدعو إلى البخل والشح والوقاحة ،
ومنهم من يتنوع في فعل المعروف في بدنه وقوله وماله ،
ومنهم من لا يعرف المعروف ولو قل ،
فلا تسأل عن سوء حاله ، ومنهم من مجالسه مشغولة بالغيبة والنميمة والوقيعة في الناس ،
و منهم من ينزه نفسه عن ذلك وينزه الجلاس ،
ومنهم من تذكر رؤيته بالله ، ويعين العباد في مقاله وحاله على طاعة الله ، ويأمرهم بالقيام بالحقوق الواجبة والمسنونة ،
ومنهم المثبط عن الخير وأحواله غير مأمونة ،
فتبارك الذي فاوت بين العباد هذا التفاوت العظيم ، فهذا كريم على الله وعلى خلقه ، وهذا لئيم ،
وهذا مبارك على من اتصل به ، وهذا داع إلى كل خلق ذميم ،
وهذا مفتاح للبر والتقوى وطرق الخيرات ، وهذا مغلاق لها ومفتاح للشرور والآفات ،
وهذا مأمون على النفوس والأعراض والأموال ، وهذا خائن لا يوثق به في حال من الأحوال
وهذا قد سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا لم يسلم منه أحد وربما سرت أذيته على أهله وولده

أجارني الله وإياكم من منكرات الأعمال والأخلاق والأهواء ، وعافانا من كل شر قاصر ومتعد ومن البلوى ، ورزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى . { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .

منقووووووووووول
كنززى
كنززى
‏من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له مثل أجر من عمل‏

‏ ‏أخبرنا ‏ ‏الوليد بن شجاع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏قال حدثناه ‏ ‏عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏شقيق ‏ ‏عن ‏ ‏جرير ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزاره شيء ‏
*هبة
*هبة
=
*هبة
*هبة






اليوم الثامن والعشرون


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى اله عليه وسلم ، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .

أما بعد

أيها الأحبة في الله ...

أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم قلوبًا طاهرة سليمة ، وألسنة صادقة قويمة ، وأن يصرف عنا نزغات الشياطين ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا اجتنابه .
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كله ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
هل تحسستم قلوبكم ؟؟؟ هل لانت قلوبكم ؟؟؟ هل سألتم الله المسكنة ، واستعذتم بالله من الكبر ، اللهم ارزقنا الذل والانكسار لك .

موضوعنا اليوم
: سلامة الصدر .
والقلب السليم
ومحبة الخير للغير

قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

روى ابن ماجه وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله أي الناس أفضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان .
قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد .

وفي سير أعلام النبلاء (1/243) : دخل على أبي دجانة الأنصاري رضي الله عنه وهو مريض ، وكان وجهه يتهلل ، فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟؟ فقال : ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين ؛ كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، والأخرى : كان قلبي للمسلمين سليمًا .

واجبنا العملي :

- طهر قلبك من أي ضغينة لأي مسلم من المسلمين ، إذا كان بينك وبين أحد خصومة فاتق الله وكن أنت الافضل

قال صلى الله عليه وسلم : " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
"
- صل رحمك المقطوعة ، قال صلى الله عليه وسلم :
" أفضل الصدقة : الصدقة على ذي الرحم الكاشح "


ادع لأخيك بظهر الغيب ،
وتذكر صفة أهل الإيمان الذين يحبهم الرحمن
" فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ "


اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ، واغفر لنا ربنا ، وأصلح فساد قلوبنا ، واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين
الجـمــ ام ـــــان





ما أشدَّ إيلام الجرح الذي يتركهُ فيك من لا يقدِّر ظروفك ، ويجد لك عذراً في نفسه..!! لقد كثرت الخصوماتُ بين النّاس ، وكثر الغلُّ فيما بينهم ، وإنك لتجدُ نفسكَ في كثيرٍ من المواقفِ مبهوتاً حينما يستعرضُ أمامك فلانٌ من النّاس قائمةً مما (خزَّن) في قلبه مما ضمره عليك من (الأخطاءِ) و (الذنوب) التي احتفظ بها لساعةِ (المواجهةِ) الضارية ..!! وقد كان معك يسيرُ ويجيء دون أن تبينَ منه بيِّنة أو يظهر من عتبٌ لطيف .. يقاسمك العيش حتى إن أوغر صدره عليك من أوغر أجال ذاكرته في الماضي ، وقلّب في سجلاّت علاقتك به، ونبّش وحوّر فاستخرج قائمةً طويلةً مما تفسِّره نفسه اليوم بأنّه كان شيئاً مقصوداً قصدت به الإساءة إليه ، والإهانة..!!

فإذا خلت القلوبُ من اللُّطف والمحبّةِ وتراكم فيها الغل والحقد والحسد فأيُّ مأمنٍ منها يُؤتمن..؟! وأيُّ ملاذٍ إليها يُرجى ..؟!! وكيف تكون الحياةُ مع قلوبٍ غير سليمةٍ ، قلوب يوغرها النكران ، وتلهبها نيرانُ الضغينةِ..؟!! وإذا لم يجعل البشرُ رمضانَ غسيلاً للنفوس من أدرانها ومن مشاعرها القميئةِ فكيف يكون رمضانُ شهرَ هدايةٍ ورحمة وغفران..؟!!

إنّ في تاريخنا الإسلامي أمثلةً عظيمةً تحثُّ العبرةُ منها على سلامةِ الصدورِ ، وخلوِّها من أمراض الحقد والشحناءِ والحسد .. يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاَّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

ونستذكرُ في هذا المقامِ قصّة الصحابي (سليم الصدرِ) الذي كلّما ذكر هذا الموضوع ذكر معه ، وتلك محبّة من الله له ، تقول القصّة..: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه ( يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فدخل رجل من الأنصار تنطف لحيته من الوضوء)، تكرر ذلك ثلاث مرات في ثلاثة أيام، فأحب عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن يعرف خبيئة هذا الرجل، فبات عنده ثلاثاً فلم يره كثير صلاة ولا صيام، فسأله فَقَالَ: (مَا هُوَ إِلاَ مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لا أَجِدُ فِي نَفْسِي لأحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلا أَحْسدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ) فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لا نُطِيق. أفرأيت كيف سمت به سلامة صدره حتى بشر بالجنة ثلاث مرات..؟!!

فانظر لحال الكثير من الذين يدّعون الإسلام..! تكثرُ العداوات فيما بينهم.. وتكثر المعاتبات المملة في غير طائل ، وتكثر المماحكات لغير جدوى إلا للقطيعة..!! لقد أصبح أكثرهم متربصاً ، مترصدا أن يخطئ الآخر ، فإن لم يُدعى لعزيمةٍ أهال الأمر وعظّمه ، فهم ينتظرون من الإنسانِ أن يتصرّف وكأنّه حاسوبٌ آليٌّ عليه أن يستعرض كل المهام التي خزّنها في ذاكرته..!! وقَلّ بينهم من يلتمسون الأعذار.. أولئك الصافية قلوبهم ، السليمة صدورهم.. الذي إذا رزق الآخر رزقاً فرحوا له.. وإذا حدث منه ما سببه الغفلةُ والنسيانُ غفروا له.

يقال إن الإمام أحمد بن حنبل قد ضُرب زمن المعتصم ضرباً مبرحاً فلما كان زمن المتوكل أحس الإمام بأذى في ظهره فإذا هي لحمة فاسدة التأم عليها الجرح، ولم يكن بد من شق الظهر وإخراجها، قالوا: فلما أحس الإمام بألم المبضع وحر الشق قال: اللهم اغفر للمعتصم.. فياسبحان الله يستغفر لمن كان سببا في ألمه!!! فهل تقول هذا سوى القلوب الواسعةُ ، السليمة..!!
يقول الشاعر في هذا المقام:


لا يحمل الحقد من تسمو به الرتب *** ولا ينال العلا من طبعه الغضب

ويقول آخر:


إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يشعبُ

وأذكر أبياتاً جميلة.. تقول:

من اليوم تعارفنا *** ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار *** ولا قلتـم ولا قلنـا
وإن كان ولا بـد *** من العتبى فبالحسنى


فهل ياترى يكونُ "رمضان الفضيل" سانحةً للناس كي تنهل من روافد المحبّة والوئامِ والعلاقات الطيّبة الصدوقة..؟!

هل تصفو القلوب عن الكدر والأحقاد والحسد والبغضاء والشحناء ، فتمتلئ بالخير والإحسان والرقّة واللّطف..؟!

وإن لم تفعل فماهو حال صيامها..؟!!