الجـمــ ام ـــــان
يقول ابن الجوزي عليه رحمةُ الله:


يا هذا، طهر قلبك من الشوائب؛ فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخيرُ الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يُؤذي نحّاه، ثم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى؟

وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبداً لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، وينيره بمسحة الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثم يلقي فيه بذر الهدى، فيثمر حَب المحبة؛ فحينئذ تحصد المعرفة وطنا ظاهرا، وقوتا طاهرا..



فيسكن لُب القلب، ويثبت به سلطانها في رُستاق البذر، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفُضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكُفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام.



فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضُها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبُستانها الخلوة، وكنزها القناعة، وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحُلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعينُ أملها ناظرة إلى سبيلها.


فإن صعد حافظاها فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية؛ فيا طوبى لها إذا نُوديت يوم القيامة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} .


منقوووووول
الجـمــ ام ـــــان
ـ أم ريـــــم ـ










ـ أم ريـــــم ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

احببت اخواتي ان اعرض لكن موضوع عن سلامة الصدر وهذا


ما نفقده في عصرنا هذا واتمنى ان يرزقنا الله قلوبأً سليمة



اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن دخول الجنة لا يكون الا بالصفاء والمحبة بين المؤمنين




"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا...."

ولقد أبرز النبي صلى الله عليه وسلم مكانة سليم الصدر وأعلى من شأنه فحين سئل النبي

صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس ..ذكر من صفاتهم سلامة الصدر قيل للرسول صلى الله

عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ قال "كل مخموم القلب صدوق اللسان"قالوا صدوق اللسان نعرفه

فما مخموم القلب؟قال:"هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"

وقال ابن القيم في الجواب الكافي "القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد

والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة فسلم من كل آفة تبعده عن الله "

فسلامة الصدر عملا من اعمال الجنة واليكم الاسباب المعينة على سلامة الصدر:

اولها:صدق اللجوء الى الله والاستعانة به في جميع الاحوال على طرد الخواطر والهواجس الخبيثة والتضرع الى الله بالدعاء بطلب سلامة الصدر من كل آفة والاشتغال بالذكر الذي يطرد الشيطان ويزيل الغم.....

ثانيها:معرفة خطورة هذا الامر وأنه سبب لتفويت كثير من الخير والاجر ...

ثالثها:ضبط النفس خاصة في مجال النقاش والحوار الذي يسبب ايار الصدور ويذهب سلامتها

رابعها:اختيار البيئة الطيبة والجليس الصالح الذي يدل على الخير ويصرف عن السوء والاخلاق الرديئة ...

خامسها:السعي للاصلاح والقضاء على المشكلات القديمة ...

سادسها:اللجوء الى مناصحة المخطئ قبل لومه والعتب عليه والتنقيص منه لانه قد يكون معذورا او مجتهدا او في الامر لبس...

سابعها: الإعذار وحسن الظن يقول الشافعي"من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس"....

ثامنها:صيام ثلاثة ايام من كل شهر ففي الحديث"الا اخبركم بما يذهب وحر الصدور :صوم ثلاثة ايام من كل شهر"...

تاسعها:البعد عن كثرة المزاح واطلاق اللسان في السخرية والاستهزاء فيتسبب في ايغار الصدور..

عاشرها:لا ننسى اسباب التآلف كالهدية وافشاء السلام والزيارة والسؤال عن الاحوال وقضاء الحاجات والنداء بأحب الاسماء والتهنئه في المناسبات والمواساة في المواقف الصعبة وطلاقة الوجه وحفظ السر..

آخرها:الاكثار من الصدقة فإنها سبب لتطهير النفس والقلب....





م/ ن
ـ أم ريـــــم ـ
مايعين المسلم على سلامة الصدر من الذنوب

أولاً: الإخلاص:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالتي هٰذِهِ فَحَمَلَها، فَرُبَّ حامِلِ الفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقيهٍ، وربَّ حاملِ الفِقْهِ إلى مَنْ هُوَ أُفْقَهُ مِنْهُ، ثلاثٌ لا يغلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إخلاصُ العَمَلِ لله عَزَّ وَجَلَّ، وَمُناصَحَةُ أولي الأمْرِ، وَلُزُومُ جماعَةِ المُسْلِمِينَ، فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ )( رواه أحمد (13058) ورواه الدارمي (234) وابن حبان (67) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
.

ثانياً: رضا العبد بما قسمه الله تعالى له
:
عن عطاء بن السائب عن أبيه قال : صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم : لقد خففت أو أوجزت الصلاة . فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قام تبعه رجل من القوم هو أبي غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك يعني في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
).

ثالثاً:قراءة القرآن وتدبره:
فهو الدواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: ( قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ )(فصلت:44)، وقال: ( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً )(الإسراء:82). قال ابن القيم رحمه الله: ( والصحيح أن \"مِن\" ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ) وقال تعالى: (يَا أيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا في الصُدُور ) (يونس:57) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : \" فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهما في كتابه \" ا. زاد المعاد 4/352
.
رابعاً: تذكر الحساب والعقاب: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18) .فمن أيقن أنه محاسب ومسئول عن كل شيء هانت الدنيا عليه وزهد بما فيها وفعل ما ينفعه عند الله تعالى ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49). خامساً: الدعاء: عن شدادِ بنِ أوس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الأَمْرِ، وعَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وشُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً، وأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغُفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ
).