
ـ أم ريـــــم ـ
•


فضل الرحمة بالناس
8- عن جرير بن عبـد اللّه- البجلي رضي اللّه عنه - قال: قال رسـول اللّه صلى الله
عليه وسلم: "من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه عزوجل ".
رواه البخاري في التوحيد باب 2 ومسلم في الفضائل باب رحمته صلى الله عليه وسلم
وتواضعه واللفظ له.
شرح المفردات:
: أي لا يشفق عليهم ولا يلين لهم ولا يحزن لحالهم.
من لا يرحم الناس: شرطية تفيد العموم.
ومَن المعنى الإجمالي:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته وهو رؤوف رحيم بهم. بأمر يخفى على كثير منهم معرفته وهو أن رحمة اللّه للعبد في الدنيا و الاَخرة لمن يرحم عباده ويشفق عليهم ويحزن لآلامهم ، لا سيما إذا كانوا مؤمنين، وهذه الرحمة لمن هذه حاله جزاء وفاقاً، فيرحم اللّه من عباده الرحماء، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم إن الرحمة لا تنزع إلا من شقي (أخرجه أحمد في المسند 2/ 301 و442 وأبو داود و الترمذي والحاكم وغيرهم) فمن أشفق على الناس لاسيما ضعفاء المؤمنين، ورحمهم وأعانهم، و قضى حوائجهم نالته رحمة اللّه فِي الدنيا والاَخرة.
فوائد الحديث:
1- الحث على الرحمة بالناس لاسيما الضعفاء منهم.
2- إن الجزاء من جنس العمل، فمن رحم الناس رحمه اللّه.
م/ن
8- عن جرير بن عبـد اللّه- البجلي رضي اللّه عنه - قال: قال رسـول اللّه صلى الله
عليه وسلم: "من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه عزوجل ".
رواه البخاري في التوحيد باب 2 ومسلم في الفضائل باب رحمته صلى الله عليه وسلم
وتواضعه واللفظ له.
شرح المفردات:
: أي لا يشفق عليهم ولا يلين لهم ولا يحزن لحالهم.
من لا يرحم الناس: شرطية تفيد العموم.
ومَن المعنى الإجمالي:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته وهو رؤوف رحيم بهم. بأمر يخفى على كثير منهم معرفته وهو أن رحمة اللّه للعبد في الدنيا و الاَخرة لمن يرحم عباده ويشفق عليهم ويحزن لآلامهم ، لا سيما إذا كانوا مؤمنين، وهذه الرحمة لمن هذه حاله جزاء وفاقاً، فيرحم اللّه من عباده الرحماء، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم إن الرحمة لا تنزع إلا من شقي (أخرجه أحمد في المسند 2/ 301 و442 وأبو داود و الترمذي والحاكم وغيرهم) فمن أشفق على الناس لاسيما ضعفاء المؤمنين، ورحمهم وأعانهم، و قضى حوائجهم نالته رحمة اللّه فِي الدنيا والاَخرة.
فوائد الحديث:
1- الحث على الرحمة بالناس لاسيما الضعفاء منهم.
2- إن الجزاء من جنس العمل، فمن رحم الناس رحمه اللّه.
م/ن

الاسلام و الرحمة بالحيوان
مِنْ أعْظم الصِّفات التي تَمَيَّز بِها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفة الرحمة، والنصوص في ذلك كثيرة، ولذلك حَرِصَ عليها ودَعا إليها وقال فيما قال" مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَم" رواه البخاري ومسلم، وقال "لا تُنْزَع الرَّحْمَة إلا من شَقِيٍّ" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن مَظاهر رحمته الشاملة رحمته بالحيوان الأعجم، الذي سخَّره الله لخِدْمة الإنسان، فمِنَ الواجب صيانةُ هذه النِّعمة حتى يدومَ الانتفاع بها، بل إنَّ رحمتَه شَمِلَتْ الحيوانات الأخرى التي لا تظْهر فيها المنْفعة المُباشرة في الأمور الأساسية للحياة؛ لأنَّها على كل حال مخْلوقات تُحِس بما يُحِس به كلُّ حيوان، ولهذه الرَّحمة ألوان ومظاهر، منها:
1- عدم حبْس الطعام عنها وتجْويعها وعدم العناية بها، وجاء في ذلك حديث البخاري ومسلم "عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، وحديث أبي داود أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطْنِه، أي هزيل من الجوع، فقال "اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة".
2- تيسير إطعامها والعناية بها، وقد أخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجلًا نزل بئرًا فسقى كلبًا يلهث من شدة العطش، فشكر الله له فغفر له ولما سأله الصحابة عن الأجر في سقي البهائم قال " في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ" رواه البخاري، وفِي حديث رواه مسلم " ما مِن مُسلم يَغْرِس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصْغِي الإناء للهرَّة ـ أي يُمِيلُه ـ حتَّى تَشرب، ثم يتوضأ بما فَضُل منها، كما رواه الدارقطنى عن عائشة، وقد يُقَال إن هناك تعارضًا بين الترغيب في سقْي الكلب والأمر بقتله، وقد تحدَّث عن ذلك ابن حجر في فتح الباري " ج5/52" بأن قوله " في كل ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ" مخصوص ببعض البهائم مما لا ضرر فيه؛ لأنَّ المأمور بقتْله كالخِنْزير لا يجوز أن يقوى ليزداد ضَرَرُه، وكَذا قال النَّووي: إنَّ عمومه مخصوص بالحيوان المحترم، وهو ما لم يُؤْمَر بقتله، فيحصل الثواب بسقْيِه، ويَلْحَق به إطعامه وغير ذلك من وجوه الإحسان إليه، واستدلَّ به على طهارة سُؤْر الكلب، وهو ما يَتَبقَّى في الإناء بعد شُرْبه منه.
3- عدم إلحاق ضررٍ بالحيوان أيًّا كان هذا الضرر، ومنه تَحْمِيله ما لا يُطِيق وإرهاقه في السَّيْر، ففي مسلم وغيره قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض"، ورُوي عن أبي الدَّرداء قوله لبعير له عند الموت: يا أيُّها البعير لا تُخَاصِمْني عند ربِّك، فإني لم أكن أُحَمِّلُك فَوْق طاقتِك، وأخرج الطبراني عن علي قال: إذا رأيتم ثلاثة على دابَّة فارجُموهم حتَّى يَنزِلَ أحدُهم.
4- عدم اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو، كجعله غرضًا للتسابُق في رمْيِه بالسِّهام، ويُشْبهه ما يُعْرَف اليوم بمصارعة الثِّيران، فقد مرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بفِتْيان من قريش نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَه، وجَعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبْلهم، فقال لهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعنَ مَن اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا، رواه البخاري ومسلم.
5- الإحسان إلى الحيوان عند الذَّبْح، وجاء في ذلك حديث الطبراني والحاكم وصححه: أنَّ رجلًا أضْجَع شاة ليَذْبَحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتَات، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل أن تُضْجِعْهَا"؟، وفي حديث آخر " إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ علي كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه" رواه مسلم. يقول ربيعة الرأي: من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها.
6- روى أبو داود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفَر ومعه بعض أصحابه، فذهب لبعض شأنه، فأخذ جماعة منهم فرْخَيْن لطائر يُسَمَّى "قُبَّرَة" فجعلت تَحُوم وتعلو وتهبط لتُخَلِّص ولَدَيْها منهم، فلما رآها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " مَن فَجَعَ هذه بولدها؟ رُدَّوا وَلَدَهَا إليها".
تلك بعض المَظاهر التي تدل على مدى رحمة الإسلام ونبي الإسلام بالحيوان، سبق به ما تنادَوْا به حديثًا من وجوب الرِّفق بالحيوان، وهو دليل على أنه دين صالح لكلِّ زمان ومكان يقوم بهذه الأعمال على أنَّها طاعة وقُرْبَة إلى الله يُرْجَى عليها الأجْرُ، وإذا كانت بعض الدول تحرص على الرِّفْق بالحيوان كإنجلترا التي تأسَّست بها جمعية لذلك سنة 1829 م فأَوْلى أن يكون عندها رفْقٌ بالإنسان الذي يستعبدونه بالاستعمار ومظاهره التي تتنافى مع الإنسانية التي كَرَّم الله بها آدم وذريته.
مِنْ أعْظم الصِّفات التي تَمَيَّز بِها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفة الرحمة، والنصوص في ذلك كثيرة، ولذلك حَرِصَ عليها ودَعا إليها وقال فيما قال" مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَم" رواه البخاري ومسلم، وقال "لا تُنْزَع الرَّحْمَة إلا من شَقِيٍّ" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن مَظاهر رحمته الشاملة رحمته بالحيوان الأعجم، الذي سخَّره الله لخِدْمة الإنسان، فمِنَ الواجب صيانةُ هذه النِّعمة حتى يدومَ الانتفاع بها، بل إنَّ رحمتَه شَمِلَتْ الحيوانات الأخرى التي لا تظْهر فيها المنْفعة المُباشرة في الأمور الأساسية للحياة؛ لأنَّها على كل حال مخْلوقات تُحِس بما يُحِس به كلُّ حيوان، ولهذه الرَّحمة ألوان ومظاهر، منها:
1- عدم حبْس الطعام عنها وتجْويعها وعدم العناية بها، وجاء في ذلك حديث البخاري ومسلم "عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، وحديث أبي داود أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطْنِه، أي هزيل من الجوع، فقال "اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة".
2- تيسير إطعامها والعناية بها، وقد أخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجلًا نزل بئرًا فسقى كلبًا يلهث من شدة العطش، فشكر الله له فغفر له ولما سأله الصحابة عن الأجر في سقي البهائم قال " في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ" رواه البخاري، وفِي حديث رواه مسلم " ما مِن مُسلم يَغْرِس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصْغِي الإناء للهرَّة ـ أي يُمِيلُه ـ حتَّى تَشرب، ثم يتوضأ بما فَضُل منها، كما رواه الدارقطنى عن عائشة، وقد يُقَال إن هناك تعارضًا بين الترغيب في سقْي الكلب والأمر بقتله، وقد تحدَّث عن ذلك ابن حجر في فتح الباري " ج5/52" بأن قوله " في كل ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ" مخصوص ببعض البهائم مما لا ضرر فيه؛ لأنَّ المأمور بقتْله كالخِنْزير لا يجوز أن يقوى ليزداد ضَرَرُه، وكَذا قال النَّووي: إنَّ عمومه مخصوص بالحيوان المحترم، وهو ما لم يُؤْمَر بقتله، فيحصل الثواب بسقْيِه، ويَلْحَق به إطعامه وغير ذلك من وجوه الإحسان إليه، واستدلَّ به على طهارة سُؤْر الكلب، وهو ما يَتَبقَّى في الإناء بعد شُرْبه منه.
3- عدم إلحاق ضررٍ بالحيوان أيًّا كان هذا الضرر، ومنه تَحْمِيله ما لا يُطِيق وإرهاقه في السَّيْر، ففي مسلم وغيره قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض"، ورُوي عن أبي الدَّرداء قوله لبعير له عند الموت: يا أيُّها البعير لا تُخَاصِمْني عند ربِّك، فإني لم أكن أُحَمِّلُك فَوْق طاقتِك، وأخرج الطبراني عن علي قال: إذا رأيتم ثلاثة على دابَّة فارجُموهم حتَّى يَنزِلَ أحدُهم.
4- عدم اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو، كجعله غرضًا للتسابُق في رمْيِه بالسِّهام، ويُشْبهه ما يُعْرَف اليوم بمصارعة الثِّيران، فقد مرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بفِتْيان من قريش نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَه، وجَعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبْلهم، فقال لهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعنَ مَن اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا، رواه البخاري ومسلم.
5- الإحسان إلى الحيوان عند الذَّبْح، وجاء في ذلك حديث الطبراني والحاكم وصححه: أنَّ رجلًا أضْجَع شاة ليَذْبَحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتَات، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل أن تُضْجِعْهَا"؟، وفي حديث آخر " إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ علي كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه" رواه مسلم. يقول ربيعة الرأي: من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها.
6- روى أبو داود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفَر ومعه بعض أصحابه، فذهب لبعض شأنه، فأخذ جماعة منهم فرْخَيْن لطائر يُسَمَّى "قُبَّرَة" فجعلت تَحُوم وتعلو وتهبط لتُخَلِّص ولَدَيْها منهم، فلما رآها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " مَن فَجَعَ هذه بولدها؟ رُدَّوا وَلَدَهَا إليها".
تلك بعض المَظاهر التي تدل على مدى رحمة الإسلام ونبي الإسلام بالحيوان، سبق به ما تنادَوْا به حديثًا من وجوب الرِّفق بالحيوان، وهو دليل على أنه دين صالح لكلِّ زمان ومكان يقوم بهذه الأعمال على أنَّها طاعة وقُرْبَة إلى الله يُرْجَى عليها الأجْرُ، وإذا كانت بعض الدول تحرص على الرِّفْق بالحيوان كإنجلترا التي تأسَّست بها جمعية لذلك سنة 1829 م فأَوْلى أن يكون عندها رفْقٌ بالإنسان الذي يستعبدونه بالاستعمار ومظاهره التي تتنافى مع الإنسانية التي كَرَّم الله بها آدم وذريته.

ذكر الرحمة بدء القرآن
قد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة في ابتداء كلامه دون سائر صفاته الكمالية ، لان القرآن إنما نزل رحمة من الله لعباده .
ومن المناسب أن يبتدأ بهذه الصفة التي اقتضت إرسال الرسول وإنزال الكتاب . وقد وصف الله كتابه ونبيه بالرحمة في آيات عديدة ، فقد قال تعالى : { هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} 7: 203 .
{وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين }10 : 57 .
{ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
16 : 89 .
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} 17 : 82 .
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }21 : 107 .
{وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين }27 : 77 " .
لفظ (الرحمة) مفهوم إسلامي أصيل
ورد ذكره في القرآن الكريم في نحو مائتين وثمانية وستين موضعاً. وقد ورد في أكثر مواضعه بصيغة الاسم، نحو قوله سبحانه: { إنه هو التواب الرحيم } (البقرة:37)
وورد في أربعة عشر موضعاً بصيغة الفعل، نحو قوله سبحانه { قالوا لئن لم يرحمنا ربنا } (الأعراف:149).
ولفظ (رحم) يدل على الرقة والعطف والرأفة. يقال: رحمه يرحمه، إذا رقَّ له، وتعطف عليه. والرُّحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد. والرَّحِم: علاقة القرابة. وسميت رحم الأنثى رحماً من هذا؛ لأن منها ما يكون ما يرحم ويرق له من ولد.
ولفظ (الرحمة) في القرآن ورد على عدة معان، نستعرضها تالياً:
- الرحمة التي هي (صفة) الله جلا وعلا، تثبت له على ما يليق بجلاله وعظمته، من ذلك قوله عز وجل: { ورحمتي وسعت كل شيء } (الأعراف:156)
وقوله سبحانه: { وربك الغني ذو الرحمة } (الأنعام:133).
و(الرحمة) كـ (صفة) لله سبحانه هي الأكثر وروداً في القرآن الكريم.
- الرحمة بمعنى (الجنة)، من ذلك قوله تعالى: { أولئك يرجون رحمة الله } (البقرة:218)
أي: يطمعون أن يرحمهم الله، فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم.
- الرحمة بمعنى (النبوة)، من ذلك قوله سبحانه: { والله يختص برحمته من يشاء } (البقرة:105)،
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يختص برحمته: أي: بنبوته، خصَّ بها محمداً صلى الله عليه وسلم. وهذا على المشهور في تفسير (الرحمة) في هذه الآية.
ومن هذا القبيل قوله تعالى: { وآتاني رحمة من عنده } (هود:28)، أي: نبوة ورسالة.
- الرحمة بمعنى (القرآن)، من ذلك قوله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } (يونس:58).
فـ (الرحمة) في هذه الآية القرآن. وهذا مروي عن الحسن و الضحاك و مجاهد و قتادة .
- الرحمة بمعنى (المطر)، من ذلك قوله تعالى:
{ وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } (الأعراف:57)،
قال الطبري : و(الرحمة) التي ذكرها جل ثناؤها في هذا الموضع: المطر. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: { فانظر إلى آثار رحمة الله } (الروم:50).
- الرحمة بمعنى (النعمة والرزق)، من ذلك قوله سبحانه: { أو أرادني برحمة } (الزمر:38)، قال الشوكاني : الرحمة: النعمة والرزق. ومن هذا القبيل قوله عز من قائل: { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } (الإسراء:100)،
قال البيضاوي : أي: خزائن رزقه، وسائر نعمه. ومنه قوله عز وجل: { ما يفتح الله للناس من رحمة } (فاطر:2).
- الرحمة بمعنى (النصر)، من ذلك قوله تعالى: { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة } (الأحزاب
قال القرطبي : أي: خيراً ونصراً وعافية.
- الرحمة بمعنى (المغفرة والعفو)، من ذلك قوله تعالى: { كتب ربكم على نفسه الرحمة } (الأنعام:54)، أي: أنه سبحانه يقبل من عباده الإنابة والتوبة. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } (الزمر:53)، أي: لا تيأسوا من مغفرته وعفوه.
- الرحمة بمعنى (العطف والمودة)، من ذلك قوله سبحانه: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم }
(الفتح:29)،
قال البغوي : متعاطفون متوادون بعضهم لبعض، كالولد مع الوالد. ونحو هذا قوله عز وجل: { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } (الحديد:27)، أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضاً.
- الرحمة بمعنى (العصمة)، من ذلك قوله تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (يوسف:53)، قال ابن كثير : أي: إلا من عصمه الله تعالى.
- الرحمة بمعنى (الثواب)، من ذلك قوله سبحانه: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } (الأعراف:56)، قال سعيد بن جبير : الرحمة ها هنا الثواب.
- الرحمة بمعنى (إجابة الدعاء)، من ذلك قوله سبحانه: { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } (مريم:2)، قال الشوكاني : يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد.
وعلى الجملة، فإن لفظ (الرحمة) من الألفاظ العامة والشاملة، التي يدخل في معناها كل خير ونفع يعود إلى الإنسان في دنياه وآخرته؛ ومن هنا فلا غرابة أن نجد في كتب التفسير من يفسر لفظ (الرحمة) في موضع بمعنى من معانيه، ويفسره آخر بمعنى آخر، ويحكم ذلك كله في النهاية سياق الكلام وعِلْم المفسِّر.
م/ن
قد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة في ابتداء كلامه دون سائر صفاته الكمالية ، لان القرآن إنما نزل رحمة من الله لعباده .
ومن المناسب أن يبتدأ بهذه الصفة التي اقتضت إرسال الرسول وإنزال الكتاب . وقد وصف الله كتابه ونبيه بالرحمة في آيات عديدة ، فقد قال تعالى : { هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} 7: 203 .
{وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين }10 : 57 .
{ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
16 : 89 .
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} 17 : 82 .
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }21 : 107 .
{وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين }27 : 77 " .
لفظ (الرحمة) مفهوم إسلامي أصيل
ورد ذكره في القرآن الكريم في نحو مائتين وثمانية وستين موضعاً. وقد ورد في أكثر مواضعه بصيغة الاسم، نحو قوله سبحانه: { إنه هو التواب الرحيم } (البقرة:37)
وورد في أربعة عشر موضعاً بصيغة الفعل، نحو قوله سبحانه { قالوا لئن لم يرحمنا ربنا } (الأعراف:149).
ولفظ (رحم) يدل على الرقة والعطف والرأفة. يقال: رحمه يرحمه، إذا رقَّ له، وتعطف عليه. والرُّحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد. والرَّحِم: علاقة القرابة. وسميت رحم الأنثى رحماً من هذا؛ لأن منها ما يكون ما يرحم ويرق له من ولد.
ولفظ (الرحمة) في القرآن ورد على عدة معان، نستعرضها تالياً:
- الرحمة التي هي (صفة) الله جلا وعلا، تثبت له على ما يليق بجلاله وعظمته، من ذلك قوله عز وجل: { ورحمتي وسعت كل شيء } (الأعراف:156)
وقوله سبحانه: { وربك الغني ذو الرحمة } (الأنعام:133).
و(الرحمة) كـ (صفة) لله سبحانه هي الأكثر وروداً في القرآن الكريم.
- الرحمة بمعنى (الجنة)، من ذلك قوله تعالى: { أولئك يرجون رحمة الله } (البقرة:218)
أي: يطمعون أن يرحمهم الله، فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم.
- الرحمة بمعنى (النبوة)، من ذلك قوله سبحانه: { والله يختص برحمته من يشاء } (البقرة:105)،
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يختص برحمته: أي: بنبوته، خصَّ بها محمداً صلى الله عليه وسلم. وهذا على المشهور في تفسير (الرحمة) في هذه الآية.
ومن هذا القبيل قوله تعالى: { وآتاني رحمة من عنده } (هود:28)، أي: نبوة ورسالة.
- الرحمة بمعنى (القرآن)، من ذلك قوله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } (يونس:58).
فـ (الرحمة) في هذه الآية القرآن. وهذا مروي عن الحسن و الضحاك و مجاهد و قتادة .
- الرحمة بمعنى (المطر)، من ذلك قوله تعالى:
{ وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } (الأعراف:57)،
قال الطبري : و(الرحمة) التي ذكرها جل ثناؤها في هذا الموضع: المطر. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: { فانظر إلى آثار رحمة الله } (الروم:50).
- الرحمة بمعنى (النعمة والرزق)، من ذلك قوله سبحانه: { أو أرادني برحمة } (الزمر:38)، قال الشوكاني : الرحمة: النعمة والرزق. ومن هذا القبيل قوله عز من قائل: { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } (الإسراء:100)،
قال البيضاوي : أي: خزائن رزقه، وسائر نعمه. ومنه قوله عز وجل: { ما يفتح الله للناس من رحمة } (فاطر:2).
- الرحمة بمعنى (النصر)، من ذلك قوله تعالى: { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة } (الأحزاب
قال القرطبي : أي: خيراً ونصراً وعافية.
- الرحمة بمعنى (المغفرة والعفو)، من ذلك قوله تعالى: { كتب ربكم على نفسه الرحمة } (الأنعام:54)، أي: أنه سبحانه يقبل من عباده الإنابة والتوبة. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } (الزمر:53)، أي: لا تيأسوا من مغفرته وعفوه.
- الرحمة بمعنى (العطف والمودة)، من ذلك قوله سبحانه: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم }
(الفتح:29)،
قال البغوي : متعاطفون متوادون بعضهم لبعض، كالولد مع الوالد. ونحو هذا قوله عز وجل: { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } (الحديد:27)، أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضاً.
- الرحمة بمعنى (العصمة)، من ذلك قوله تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (يوسف:53)، قال ابن كثير : أي: إلا من عصمه الله تعالى.
- الرحمة بمعنى (الثواب)، من ذلك قوله سبحانه: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } (الأعراف:56)، قال سعيد بن جبير : الرحمة ها هنا الثواب.
- الرحمة بمعنى (إجابة الدعاء)، من ذلك قوله سبحانه: { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } (مريم:2)، قال الشوكاني : يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد.
وعلى الجملة، فإن لفظ (الرحمة) من الألفاظ العامة والشاملة، التي يدخل في معناها كل خير ونفع يعود إلى الإنسان في دنياه وآخرته؛ ومن هنا فلا غرابة أن نجد في كتب التفسير من يفسر لفظ (الرحمة) في موضع بمعنى من معانيه، ويفسره آخر بمعنى آخر، ويحكم ذلك كله في النهاية سياق الكلام وعِلْم المفسِّر.
م/ن

خلق الرحمة في حياته صلي الله عليه وسلم
2010-02-25 عناصر الخطبة : -
1- مفهوم الرحمة .
2- أسباب الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم .
3- الرحمة في القرآن والسنة .
4- مظاهر الرحمة .
5- حقوق الأقارب الرحم .
مقدمة :
المسلم رحيم ، والرحمة خلق من أخلاقه ، إذ منشأ الرحمة صفاء النفس وطهارة الروح ، والمسلم بإتيانه الخير ، وعمله الصالح وابتعاده عن الشر واجتنابه المفاسد هو دائما في طهارة نفس وطيب روح ، ومن كان هذا حاله فإن الرحمة لا تفارق قلبه مصداقا لقوله تعالي : " ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِوَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ... " سورة البلد 17
مفهوم الرحمة :
الرحمة في اللغة : الرقة والعطف .
وفي الاصطلاح : فضيلة تدل علي قوة صاحبها ونبله لأنه لا يحتكر الخير لنفسه ولا يهمل التفكير في سواه . وقد يعبر عنها بخفض الجناح كما في قوله تعالي : " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ .... " الإسراء 24
وقوله تعالي : " رَبَّنَاوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةًوَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواوَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَوَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ " غافر : 7
أسباب الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم
تري هل اختار الله اليتم لمحمد صلي الله عليه وسلم ليفجر الرحمة من نفسه تفجيرا أم الرحمة كمال في الطبيعة تجعل المرء يرق لآلام الخلق ويسعي لإزالتها فيتمني لهم الهدي ؟
إن الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم : لم يكن رد فعل ليتمه . بل كانت " فعلا " متسقا مع وجوده الذي استهل يتيما .
إن رحمة الأقوياء الباذلين لا رحمة الضعفاء اليائسين .
ومنت أقوي بين الأحياء جميعا . يكن اليتيم الذي يواجه الوجود وحده وينهض بالعبء وحده ويختفي من حياته " العائل ليظهر فيها الرجل.
أجل : إن اليتم لأجل مصادر العظمة شأنا ، ولقد كان محمد صلي الله عليه وسلم يمارس الرحمة ممارسة مؤمن بها متضفح بعطرها ، مخلوق من عجينتها . يتحدث عنها حديث خبير بقيمتها ، وكأنه وهو يحيط بها من كل جانب يضع لها دستورا وقانونا ... " الراحمون يرحمهم الرحمن "
" ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " " من لا يرحم لا يرحم "
هكذا قال محمد صلي الله عليه وسلم .
الرحمة في القرآن الكريم والسنة المطهرة
لقد حث القرآن الكريم علي التحلي بفضيلة الرحمة مع أحق الناس بهذه الرحمة وهم الآباء والأمهات قال تعالي : " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِوَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" فينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في خير ذلة في أقواله وسكناته ونظراته ولا يحد إليهما النظر .
- كذلك أرشد القرآن الكريم إلي أن علاقة الزوج بزوجته ينبغي أن تنهض علي المحبة والرحمة قال تعالي : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " والرحمة بين الزوجين تتطلب المعاشرة بالمعروف واحتمال الهفوة وصنع الجميل . وكذلك وصف القرآن الكريم أتباع محمد صلي الله عليه وسلم والذين معه والذين استجابوا له وساروا معه بأنهم رحماء بينهم قال تعالي : " مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِوَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " الفتح 29
وغير ذلك كثير من الآيات التي تحث علي الرحمة بين المؤمنين بعضهم مع بعض ورحمة الله تعالي بعباده ، وهناك عشرات الآيات الكريمة التي جاء فيها وصف الله تعالي بالرحمة .
قال تعالي : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ويري بعض العلماء بأن كلمة " الرحمن " تفيد الرحمة الشاملة للمؤمنين وغير المؤمنين وأن كلمة : الرحيم " تشمل المؤمنين فقط ولذلك يقال : رحمن الدنيا رحيم الآخرة وذلك أن إحسان في الدنيا يعم المؤمنين وغير المؤمنين وفي الآخرة يختص بالمؤمنين وعلي هذا قال تعالي : " وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ" الأعراف 156 تبينها علي أنها الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين وأنها في الآخرة خاصة بالمؤمنين .
الرحمة في السنة المطهرة :
لقد أرسل الله نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خلق من البر وفي طبعه من السهولة والرفق وفي يده من السخاوة والندي ما جعله أزكي عباد الله رحمة وأوسعهم عاطفة وأرحبهم صدرا . ولذلك قال الله تعالي : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْوَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.... " آل عمران 159 .
وعندما حاول المشركون في غزوة أحد أن يغتالوا رسول الله ونظر إليه الصحابة فإذا خده قد شق وسنه قد سقطت في هذه الملحمة قيل يا رسول الله ادع علي المشركين .
فغلبه رفقه ، وجعلت نفسه العالية تلتمس لهم العذر فكان دعاؤه " اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون "
هكذا القلوب الكبيرة أقرب إلي الصفح والغفران ، وأبعد عن القسوة والضغينة . وقد أمر الإسلام بالتراحم العام وجعله من دلائل الإيمان الكامل ، فالمسلم يلقي الناس قاطبة وفي قلبه عطف مذخور وبر مكنون ، فهو يوسع لهم ويخفف عنهم قدر استطاعته .
قال صلي الله عليه سلم : " لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة " رواه الطبراني
فالمسلم الحق هو الذي يبدي بشاشته ويظهر مودته ورحمته لعامة من يلقي والأحاديث تتري حاثة علي الرحمة الشاملة فقال صلي الله عليه وسلم : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " البخاري
من مظاهر الرحمة في الإسلام :
1- رحمة النبي صلي الله عليه وسلم بأولاده :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله الحسن والحسين وكان عنده ( الأقرع بن حابس . فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحد منهم قط قال صلي الله عليه وسلم : " من لا يرحم لا يرحم " ( الشيخان عن جرير)
2- الرحمة بالحيوان :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن امرأة بغيا رأت كلب في يوم حار يطيف ببئر قد ادلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها ( خفها ) فغفر لها ( البخاري )
لئن كانت الرحمة بكلب تغفر ذنوب البغايا فإن الرحمة بالإنسان تصنع المعجزات .
3- رحمة بأطفال المسلمين :
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " إني لأقوم إلي الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي – كراهية أن أشق علي أمه ... "
4- رحمته بمن عليهم دين :
بمن يعين الناس علي قضاء مصالحهم – بمن ييسر علي المسلمين في سداد الدين بأن ييسر علي المعسرين بالانظار . قال صلي الله عليه وسلم : " من انظر معسرا ، أو وضع له أي تنازل عن جزء من الدين – أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه ، يوم لا ظل إلا ظله .
5- رحمته صلي الله عليه وسلم حتى بالحشرة الضارة عند قتلها :
فإنه صلي الله عليه وسلم حين يأمر بقتل حشرة سامة تفترس الناس بلدغها – يجعل المهارة في قتلها مرادفه للرحمة بها ، ويرجو الثواب من ربه لمن يجيز عليها في غير إيلام لها .انظروا " من قتل وزغة في أول ضربة ، كتبت له مائة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك .. " إن الوزغة حشرة سامة كالأفعى والخلاص من شرها ضروري – ولكن حتى لا ينسي الرسول صلي الله عليه وسلم الرحمة – فينشئ من مثوبة الله سبحانه جائزة لمن يجهز علي تلك الحشرة القاتلة دون أن يسبب لها ألما من ذلك نفهم أن الرفق والرحمة عند رسول الله هو جوهرالحياة وزينتها " إن الرفق ما كان في شئ إلا زانه .. ولا نزع من شيئ إلا شانه ... "
هذه ومضات من رحمته صلي الله عليه وسلم بالإنسان والحيوان حتي ولو كان ساما والطير حتي الجمادات .
ومن أكساب خلق الرحمة :
1- تذكر نعم الله تعالي علي العبد ، وذلك أن يكون رحيما بعباد الله وبخاصة من حرموا بعض هذه النعم .
2- المسح علي رأس اليتيم : فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلي رسول الله قسوة قلبه فقال : " امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين " رواه الإمام أحمد
وفي رواية لمن شكا إليه قسوة قلبه : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك " ( الطبراني ) .
3- رحمة ذوي العاهات والمرض .
4- مطالعة سير الأنبياء والصالحين الذين تجلت فهم صفة الرحمة فهم أجدر بالتأس والاقتداء أو علي الأقل التشبه بهم كما قال شاعرنا :
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
**** إن التشبه بالكرام فلاح
من حقوق الأقارب الرحم :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي : " أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته " ( حقق عليه من حديث عائشة ) وقال صلي الله عليه وسلم : " من سره أن ينسأ له في أثره ويوسع عليه رزقه فليصل رحمه " وقيل لرسول الله أي الناس أفضل ؟ قال : " أتقاهم لله وأوصلهم لرحمه ..... " ( أحمد والطبراني ) بإسناد حسن
ولما أراد أبو طلحة أن يتصدق بحائط له كان يعجبه عملا يقول الله تعالي : " لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" قال يا رسول الله ، هو في سبيل الله وللفقراء والمساكين ، فقال عليه الصلاة والسلام : " وجب أجرك على الله قسمه في أقاربك " وقال عليه الصلاة والسلام " أفضل الصدقة علي ذي الرحم الكاشح "
وروي عن عمر رضي الله عنه كتب إلي عماله : مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ، وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم علي الحقوق وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم .
نسأل الله العظيم أن يمن علينا بسلامة الصدر وحسن الخلق والمعاملة الطبية بأن تكون سجينة لا تصنعا ابتغاء مرضاة الله تعالي .
م/ن
2010-02-25 عناصر الخطبة : -
1- مفهوم الرحمة .
2- أسباب الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم .
3- الرحمة في القرآن والسنة .
4- مظاهر الرحمة .
5- حقوق الأقارب الرحم .
مقدمة :
المسلم رحيم ، والرحمة خلق من أخلاقه ، إذ منشأ الرحمة صفاء النفس وطهارة الروح ، والمسلم بإتيانه الخير ، وعمله الصالح وابتعاده عن الشر واجتنابه المفاسد هو دائما في طهارة نفس وطيب روح ، ومن كان هذا حاله فإن الرحمة لا تفارق قلبه مصداقا لقوله تعالي : " ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِوَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ... " سورة البلد 17
مفهوم الرحمة :
الرحمة في اللغة : الرقة والعطف .
وفي الاصطلاح : فضيلة تدل علي قوة صاحبها ونبله لأنه لا يحتكر الخير لنفسه ولا يهمل التفكير في سواه . وقد يعبر عنها بخفض الجناح كما في قوله تعالي : " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ .... " الإسراء 24
وقوله تعالي : " رَبَّنَاوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةًوَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواوَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَوَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ " غافر : 7
أسباب الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم
تري هل اختار الله اليتم لمحمد صلي الله عليه وسلم ليفجر الرحمة من نفسه تفجيرا أم الرحمة كمال في الطبيعة تجعل المرء يرق لآلام الخلق ويسعي لإزالتها فيتمني لهم الهدي ؟
إن الرحمة عند محمد صلي الله عليه وسلم : لم يكن رد فعل ليتمه . بل كانت " فعلا " متسقا مع وجوده الذي استهل يتيما .
إن رحمة الأقوياء الباذلين لا رحمة الضعفاء اليائسين .
ومنت أقوي بين الأحياء جميعا . يكن اليتيم الذي يواجه الوجود وحده وينهض بالعبء وحده ويختفي من حياته " العائل ليظهر فيها الرجل.
أجل : إن اليتم لأجل مصادر العظمة شأنا ، ولقد كان محمد صلي الله عليه وسلم يمارس الرحمة ممارسة مؤمن بها متضفح بعطرها ، مخلوق من عجينتها . يتحدث عنها حديث خبير بقيمتها ، وكأنه وهو يحيط بها من كل جانب يضع لها دستورا وقانونا ... " الراحمون يرحمهم الرحمن "
" ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " " من لا يرحم لا يرحم "
هكذا قال محمد صلي الله عليه وسلم .
الرحمة في القرآن الكريم والسنة المطهرة
لقد حث القرآن الكريم علي التحلي بفضيلة الرحمة مع أحق الناس بهذه الرحمة وهم الآباء والأمهات قال تعالي : " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِوَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" فينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في خير ذلة في أقواله وسكناته ونظراته ولا يحد إليهما النظر .
- كذلك أرشد القرآن الكريم إلي أن علاقة الزوج بزوجته ينبغي أن تنهض علي المحبة والرحمة قال تعالي : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " والرحمة بين الزوجين تتطلب المعاشرة بالمعروف واحتمال الهفوة وصنع الجميل . وكذلك وصف القرآن الكريم أتباع محمد صلي الله عليه وسلم والذين معه والذين استجابوا له وساروا معه بأنهم رحماء بينهم قال تعالي : " مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِوَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " الفتح 29
وغير ذلك كثير من الآيات التي تحث علي الرحمة بين المؤمنين بعضهم مع بعض ورحمة الله تعالي بعباده ، وهناك عشرات الآيات الكريمة التي جاء فيها وصف الله تعالي بالرحمة .
قال تعالي : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ويري بعض العلماء بأن كلمة " الرحمن " تفيد الرحمة الشاملة للمؤمنين وغير المؤمنين وأن كلمة : الرحيم " تشمل المؤمنين فقط ولذلك يقال : رحمن الدنيا رحيم الآخرة وذلك أن إحسان في الدنيا يعم المؤمنين وغير المؤمنين وفي الآخرة يختص بالمؤمنين وعلي هذا قال تعالي : " وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ" الأعراف 156 تبينها علي أنها الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين وأنها في الآخرة خاصة بالمؤمنين .
الرحمة في السنة المطهرة :
لقد أرسل الله نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خلق من البر وفي طبعه من السهولة والرفق وفي يده من السخاوة والندي ما جعله أزكي عباد الله رحمة وأوسعهم عاطفة وأرحبهم صدرا . ولذلك قال الله تعالي : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْوَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.... " آل عمران 159 .
وعندما حاول المشركون في غزوة أحد أن يغتالوا رسول الله ونظر إليه الصحابة فإذا خده قد شق وسنه قد سقطت في هذه الملحمة قيل يا رسول الله ادع علي المشركين .
فغلبه رفقه ، وجعلت نفسه العالية تلتمس لهم العذر فكان دعاؤه " اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون "
هكذا القلوب الكبيرة أقرب إلي الصفح والغفران ، وأبعد عن القسوة والضغينة . وقد أمر الإسلام بالتراحم العام وجعله من دلائل الإيمان الكامل ، فالمسلم يلقي الناس قاطبة وفي قلبه عطف مذخور وبر مكنون ، فهو يوسع لهم ويخفف عنهم قدر استطاعته .
قال صلي الله عليه سلم : " لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة " رواه الطبراني
فالمسلم الحق هو الذي يبدي بشاشته ويظهر مودته ورحمته لعامة من يلقي والأحاديث تتري حاثة علي الرحمة الشاملة فقال صلي الله عليه وسلم : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " البخاري
من مظاهر الرحمة في الإسلام :
1- رحمة النبي صلي الله عليه وسلم بأولاده :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله الحسن والحسين وكان عنده ( الأقرع بن حابس . فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحد منهم قط قال صلي الله عليه وسلم : " من لا يرحم لا يرحم " ( الشيخان عن جرير)
2- الرحمة بالحيوان :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن امرأة بغيا رأت كلب في يوم حار يطيف ببئر قد ادلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها ( خفها ) فغفر لها ( البخاري )
لئن كانت الرحمة بكلب تغفر ذنوب البغايا فإن الرحمة بالإنسان تصنع المعجزات .
3- رحمة بأطفال المسلمين :
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : " إني لأقوم إلي الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي – كراهية أن أشق علي أمه ... "
4- رحمته بمن عليهم دين :
بمن يعين الناس علي قضاء مصالحهم – بمن ييسر علي المسلمين في سداد الدين بأن ييسر علي المعسرين بالانظار . قال صلي الله عليه وسلم : " من انظر معسرا ، أو وضع له أي تنازل عن جزء من الدين – أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه ، يوم لا ظل إلا ظله .
5- رحمته صلي الله عليه وسلم حتى بالحشرة الضارة عند قتلها :
فإنه صلي الله عليه وسلم حين يأمر بقتل حشرة سامة تفترس الناس بلدغها – يجعل المهارة في قتلها مرادفه للرحمة بها ، ويرجو الثواب من ربه لمن يجيز عليها في غير إيلام لها .انظروا " من قتل وزغة في أول ضربة ، كتبت له مائة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك .. " إن الوزغة حشرة سامة كالأفعى والخلاص من شرها ضروري – ولكن حتى لا ينسي الرسول صلي الله عليه وسلم الرحمة – فينشئ من مثوبة الله سبحانه جائزة لمن يجهز علي تلك الحشرة القاتلة دون أن يسبب لها ألما من ذلك نفهم أن الرفق والرحمة عند رسول الله هو جوهرالحياة وزينتها " إن الرفق ما كان في شئ إلا زانه .. ولا نزع من شيئ إلا شانه ... "
هذه ومضات من رحمته صلي الله عليه وسلم بالإنسان والحيوان حتي ولو كان ساما والطير حتي الجمادات .
ومن أكساب خلق الرحمة :
1- تذكر نعم الله تعالي علي العبد ، وذلك أن يكون رحيما بعباد الله وبخاصة من حرموا بعض هذه النعم .
2- المسح علي رأس اليتيم : فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلي رسول الله قسوة قلبه فقال : " امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين " رواه الإمام أحمد
وفي رواية لمن شكا إليه قسوة قلبه : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك " ( الطبراني ) .
3- رحمة ذوي العاهات والمرض .
4- مطالعة سير الأنبياء والصالحين الذين تجلت فهم صفة الرحمة فهم أجدر بالتأس والاقتداء أو علي الأقل التشبه بهم كما قال شاعرنا :
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
**** إن التشبه بالكرام فلاح
من حقوق الأقارب الرحم :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي : " أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته " ( حقق عليه من حديث عائشة ) وقال صلي الله عليه وسلم : " من سره أن ينسأ له في أثره ويوسع عليه رزقه فليصل رحمه " وقيل لرسول الله أي الناس أفضل ؟ قال : " أتقاهم لله وأوصلهم لرحمه ..... " ( أحمد والطبراني ) بإسناد حسن
ولما أراد أبو طلحة أن يتصدق بحائط له كان يعجبه عملا يقول الله تعالي : " لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" قال يا رسول الله ، هو في سبيل الله وللفقراء والمساكين ، فقال عليه الصلاة والسلام : " وجب أجرك على الله قسمه في أقاربك " وقال عليه الصلاة والسلام " أفضل الصدقة علي ذي الرحم الكاشح "
وروي عن عمر رضي الله عنه كتب إلي عماله : مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ، وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم علي الحقوق وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم .
نسأل الله العظيم أن يمن علينا بسلامة الصدر وحسن الخلق والمعاملة الطبية بأن تكون سجينة لا تصنعا ابتغاء مرضاة الله تعالي .
م/ن
الصفحة الأخيرة