
رودينــا
•
الرحمة خلق يدل على نبل الطبع، وسمو الروح، ونقاء المعدن، وكلما زادت معاني الرحمة في إنسان دلّ ذلك على اكتمال شمائله ونضج فضائله بلغت نسقها الأعلى في مستوى البشرية، في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله "رحمة للعالمين" "الأنبياء آية 107" فكانت سيرته مع الناس نموذجا للرقة واللطف والسماحة والعطف "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" "آل عمران آية 159".
وفي الحديث الشريف "إن أبعد الناس من الله تعالى القاسي القلب" رواه الترمذي. وأمر الإسلام بالتراحم وجعله من دلائل الإيمان الكامل، فالمسلم يلقى الناس قاطبة وفي قلبه لهم عطف مذخور، وبرّ مكنون، فهو يوسّع لهم ويخفّف عنهم جهد ما يستطيع، وقد قال عليه الصلاة والسلام "لن تؤمنوا حتى تَرحموا" قالوا "يا رسول الله كلنا رحيم" قال "إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة عامة" رواه الطبراني. فالإنسان يهش لأصدقائه حين يلقاهم، وقد يرق لأولاده حين يراهم، وهو الشائع.
والمفروض أن تكون دائرة رحمة المؤمن أوسع لعامة الناس تبعا لحديثه عليه الصلاة والسلام "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء" رواه الطبراني عن جرير وحديثه "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" رواه أحمد عن أبي سعيد، وزيد في رواية "ومن لا يغفر لا يغفر له" رواه البخاري ومسلم. وقد وصف الله المجتمع المسلم بأنه متسامك بهذا العطف المتبادل فقال عن أهله "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" "المائدة آية 56" ويعني بالذلة الليونة، وقد قال تعالى "أشداء على الكفار رحماء بينهم" "الفتح آية 29".
فالمقصد من الشدة للمصلحة العامة هو حبس الشر فقد تكون الشدة مع الشرير رحمة به وتقويما لعوجه، والإسلام رسالة خير وسلام وعطف على البشر كلهم، قال الله تعالى لرسوله "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" "الأنبياء آية 107" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل الله الرحمة مائة جزء وأنزل في الأٍرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" رواه البخاري.
وقد نبه القرآن إلى حقوق الأقرباء ذوي الأرحام، فالرحم مشتقة من الرحمة في مبناها فيجب أن تستقيم معها في معناها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الراحمون يرحمهم الله تعالى ارحموا من في الأٍرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله" رواه الترمذي.
وأجدر الناس بجميل برّه أحنّهم عليه وأولاهم به وهم الوالدان، قال الله تعالى "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيرا" "الإسراء آية 24" ثم أولاده. روى أبو هريرة "قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا قط. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "من لا يَرحم لا يُرحم"..
ولا يجوز للمسلم أن يوصد قلبه وبيته دون أقاربه وأن يبتّ علائقهم فيحيا بعيدا عنهم لا يواسيهم في ألم ولا يسدي إليهم عونا، روى أبو هريرة قال: سمعت رسول الله يقول "الرحم شجنة من الرحمة تقول يا رب إني قُطعت! يا رب إني أسيء إليّ! يا رب إن ظُلمت! يا رب! يا رب! فيجيبها: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك" رواه أحمد.
فارحموا اليتامى، والمرضى، والمعاقين، وعاملوا الضعفاء بالإحسان، وتجاوزوا عن هفواتهم، وارفقوا بالحيوان، فالرحمة من "الرحمن الرحيم" واسعة لا حدّ لها.
اللهم أعنا ع صلة الرحم

الصفحة الأخيرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
- طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) آل عمران 132
2- رحمة العباد والشفقة عليهم والإحسان إليهم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء،الرحمه شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله).
3- عيادة المرضى وتفقد احوالهم وزيارتهم والسؤال عنهم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتي يجلس، فإن جلس غمر فيها)
4- بقاء الإنسان في المسجد ينتظر الصلاة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)
5- مجالس العلم وحلق القرآن الكريم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن إبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
6- قيام الليل وإيقاظ الزوج لزوجته أو الزوجة أو لزوجها.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلاً قام من الليل يصلي وأيقظ امرأته إن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
7- التكلم بالخير من أمر بمعروف ونهى عن منكر، والسكوت عن الشر من غيبة ونميمة وكذب وبهتان.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأ تكلم فغنم، أو سكت فسلم)
8- الحلق والتقصير في النسك.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يارسول الله؟ قال: اللهم ارحم المحلقين، قالوا والمقصيرين يارسول الله؟ قال والمقصرين) رواه مسلم 1301
9- الصلاة قبل العصر أربعاً تطوعاً.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً) رواه أحمد
10- أن يستحل الإنسان من أخوانه من المظالم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال فأته فاستحل منه قبل أن يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فتوضع في سيئاته) رواه ابن حبان.
11- تشميت العاطس.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم) رواه البخاري.
12- المسامحة في البيع والشراء.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) رواه البخاري
م/ن