فضل التوبة:
اولاً : أن أعظم فضل للتوبة أنها سبب لمحبة الرب للعبدقال جل وعلا فى الحديث القدسى الذى رواه الإمام البخارى من حديث أبى هريرة يقول تعالى: " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب.." " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما أفترضه عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش لها، ورجله التى يمشى عليها ولئن سألنى لأعطينة ولئن استعاذنى لأعيذنه"
ماذا لو أحبك الله؟ يقول النبى كما فى حديث أبى هريرة: "إذا أحب الله عبداً دعا جبريل عليه السلام". " إذا أحب الله عبداً دعا جبريل عليه السلام.
وقال : يا جبريل إنى أحب فلانا فأحببه" وتذكر أنت عند الملك ويذكر أسمك ملك الملوك" إنى أحب فلانا فأحببه، يحبه جبريل ، ثم ينادى جبريل فى أهل السماء، ويقول: يا هل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم ينادى جبريل فى الأرض، فيوضع له القبول فى الأرض"
فإن أحبك رب الأرض والسماء سعدت فى الدنيا والآخرة
ثانياً : أنها سبب لفرح الرب بالعبد .. الله يفرح لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل. اسمع ماذا قال أعرف الناس بربه وهو المصطفى كما فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فاتفلتت منه راحلته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها وقد أيس من راحلته"
المعنى: رجل يركب حماراً أو ناقة أو حصاناً دابة عليها الطعام والشراب ويمشى فى صحراء مقفرة، مهلكة. وفجأة انفلتت الدابة: جرت، فضاع الطعام وضاع الشراب، وضاعت الركوبة التى يركبها فى هذه الصحراء فاستسلم للموت، فرأى شجرة فانطلق إليها ونام فى ظلها ينتظر الموت، لأنه لا يجد طعاماً ولا شراباً ولا ظهراً يركبه. يقول المصطفى " وبينما هو كذلك إذا به يرى راحلته قائمة عند رأسه وعليها الطعام والشراب".
فتصوروا معي الفرحة العارمة لهذا العبد فقال: "اللهم أنت عبدى وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح .. فرح الله بك إن تبت إليه أعظم من فرح هذا العبد بعودة دابته إليه.
ثالثاً: أنها سبب لنور القلب ومحو أثر الذنب إن صدقت مع الله فى توبتك طهرك الله بتوبتك من كل ذنب كبر أم صغركما فى حديث حذيفة بن اليمان:" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأى قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين. قلب أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض.." "فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه" يعود الإيمان والنور إلى القلب مرة ثانية، لأن للإيمان نوراً فى القلب.
رابعاً: انهاسبب للحياة السعيدة فى الدنيا والآخرة من أراد المال فعليه بالتوبة وسأذكر لك ذلك بالدليل من القرآن، من أراد مالا وغنى فعليه بالتوبة، من حرم من نعمة الإنجاب وأراد الأولاد والذرية فعليه بالتوبة.. من أراد الحياة السعيدة الهانئة فى الدنيا فعليه بالتوبة .. من أراد الحياة السعيدة فى الآخرة فعليه بالتوبة: اسمع لربك جل وعلا: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} (10 ، 13) سورة نوح

جزاك ربي وإيانا جنان الفردوس الأعلى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
أستغفر الله. سبحان الله. الحمد لله. لا لإله إلا الله .الله أكبر
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أجعل الفردوس سكن لي ولوالدي ولمن قال آمين
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
أستغفر الله. سبحان الله. الحمد لله. لا لإله إلا الله .الله أكبر
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أجعل الفردوس سكن لي ولوالدي ولمن قال آمين

ثالثاً: شموس مضيئة فى سماء التوبة
العلماء هم الشموع التى تحترق لتضئ للأمة طريق نبيها هم القادة الحقيقيون فى الأمة الذين يسيرون على طريق الأنبياء إن العلماء ورثة الأنبياء أسأل الله أن يبارك فى علماء الأمة
"فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال: نعم ومن الذى يحول بينك وبين التوبة، لكن أذهب إلى أرض كذا فإن فيها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم" (غير البيئة فلابد من تغير البيئة، بيئة المعصية والبعد عن الله لابد من تغيير الصحبة التى تحول بينك وبين الطاعة وبين دروس العلم، صحبة تقول لك: لا، احذر! لا تذهب إلى المساجد واحذر أصحاب اللحى انتبه فإننا نريد أن نربي الأولاد وإننا نريد أن نعيش.
وطائفة تقول لك: تعال إن فلانا قد اشترى دشا يأتى بالأفلام الداعرة، تعالى لنقضى الليل عنده، وإن رجلاً يقول لك: إن المقهى الفلانى يقدم البانجو بأرخص الأسعار غير البيئة وغير الصحبة وإلا فلن تتمكن من التوبة والأوية إلى الله).
"لكن اذهب إلى أرض كذا فإن فيها أناساً يعبدون الله، فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء" فانطلق الرجل إلى أرض التوبة فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم " حتى إذا نصف الطريق- أى وصل إلى منتصف الطريق- أتاه الموت" مات "فاختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قالت ملائكة الرحمة: لقد جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط .. فبعث الله إليهم ملكا حكماً فقال الملك: قيسوا المسافة بين الأرضين فإلى أيتهما هو أقرب فهو من أهلها".. " يعنى إن كان قريباً من الأرض التى ارتكب فيها المعاصى فلتقبضه ملائكة العذاب، وإن كان قريباً من الأرض التى ذهب ليتوب فيها إلى الله عز وجل فلتقبضه ملائكة الرحمة".
قال المصطفى " فأوحى الله عز وجل إلى هذه أن تباعدى وإلى هذه أن تقاربى.."
أوجى الله إلى أرض المعصية أن تباعدى والملك ملكه ، وأوحى إلى أرض التوبة أن تقربى " فوجدوه قريباً قريباً يشير إلى الأرض التى أراد أن يتوب فيها إلى الله فقبضته ملائكة الرحمة
رابعاً شروط التوبة..
أول شرط من شروط التوبة: الإخلاص لا تتب خوفا من السجن ولا خوفا من العقوبة ولا خوفا من ذم الناس لك إن وقعت فى فضيحة، إنما تب لله. {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
(110) سورة الكهف
ثانياً: الإقلاع عن المعاصى والذنوب.
ثالثاً: العمل الصالح والمداومة عليه.
رابعاً: إن كان الذنب متعلقاً بحق عبد من العباد فتحلله إن أخذت مالا رده وإن اغتبت أخا من إخواتك فليس بالضرورة أن تذهب إليه، لتقول له: لقد اغتبتك حتى لا توغر صدره إنما يكفيك فقط أن تتوب إلى الله وأن تذهب إلى المجلس الذى اغتبت فيه أخاك فتثنى عليه الخير، وتدعو الله عز وجل له وهذه توبة
خامساً : عقبات فى طريق التوبة وكيف الخلاص منها..
أولاً: الشيطان بين التزين للعبد والتيئيس من رحمة الرب.
ثانياً: الأغترار بستر الله وحلمه وتوالى نعمة على العبد.
ثالثاً: الركون إلى الدنيا والانشغال عن الآخرة.
رابعاً: النفس الأمارة بالسوء.
خامساً: صحبة الشر والسوء هذه عقبات ستعترض طريق التائب
هذا ما قد أوجزته من خطبة مكتوبة بعنوان
( التوبة النصوح ) للشيخ محمد حسان حفظه الله

جزاكم الله الف خيرررررررر
االلهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
اللهم يامثبت القلوب ثبت قلبي على دينك
االلهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
اللهم يامثبت القلوب ثبت قلبي على دينك
الصفحة الأخيرة
التوبة دموع حارة كالشموع تضيء طريق الرجوع ..
التوبة… مشاعر وأحاسيس …ترسم طريق الأمل ..
التوبة…ابتسامة ونبضة قلب…تفطَّر ألماً وكمدا ..
التوبة…باب الرجاء والأمل…فسبحان من فتح لنا باب الأمل……
((قل يا عبادي الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله …))
|| إلى كل من قسى قلبه .. وجفت دمعته ||
ما أجمل الرجوع إلى الله ؛
وما ألذّ التوبة الصادقة
وما أحلم الله تعالى ..
.. :: فالعاقل من يدرك نفسه قبل فوات الاوان :: ..
ويصلح اعوجاجه ويرجع الى الله سبحانه وتعالى
::: من قبل ان يداهمه الموت وهو فى غفلة عن مراد الله