الاميرة الشهري
الرحمة
دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيده
الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) .

*يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).


فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟
قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) .


*ما هي الرحمة؟

الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.

ويقول الشاعر:
ارحم بُنَي جمـيــع الخـلـق كُلَّـهُـمُ
وانْظُرْ إليهــم بعين اللُّطْفِ والشَّفَقَةْ

وَقِّــرْ كبيـرَهم وارحم صغيـرهــم
ثم ارْعَ في كل خَلْق حقَّ مَنْ خَلَـقَـهْ

رحمة الله:

يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} .

ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين} .

ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) .

فرحمة الله -سبحانه - واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) .

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:
الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} . وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} .
وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} .


*وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم عند وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن بن عوف ويقول: وأنت يا رسول الله؟!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) .

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة، وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)


وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) .

اللهم ارزقنا قلوباً رحيمة خاشعه عابدة لك مؤمنة بك وبلغنا يارب شهر رمضان شهر الرحمة والغفران
الجـمــ ام ـــــان
ام حنان 2
ام حنان 2
جزاك الله خير غاليتي وكثر الله من امثالك
من رحمة الله ستر الذنوب في الدنيا وغفرانها في الآخرة

ومن رحمة الله تجاوزه عن الخطأ والنسيان

والمصائب والابتلاءات من رحمة الله بنا

ورحمة الله في قبول توبة التائبين


ورحمة الله في إنزال النعم علينا


وفي الحديث ان إمرأة أرادت أن ترضع طفلها فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ،

فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟

قلنا : لا والله !


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم .


ـ أم ريـــــم ـ
الرحمة في أخلاق المؤمنين وبناء المجتمع الرحيم




حث القرآن الكريم على التراحم بين المؤمنين في قول الله تعالى في سورة البلد: }ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(18){، أَي أَوصى بعضُهم بعضًا بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه(24).
وأمر الله المؤمن بالإحسان لوالديه وقرنه بالأمر بطاعته وبالدعاء لهما بالرحمة، فقال تعالى في سورة النساء: }وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24){، فالرحمة المأمور بها نحو الوالدين رحمتان، إحداهما أن طاعة الوالدين هي بحد ذاتها رحمة بهما، ثم الدعاء لهما بالرحمة من الله تعالى، فالأولى رحمة لطف ورقة ومحبة ووفاء، والثانية رحمة إحسان لهما من الله تعالى على ما قدماه من تربية حسنة لأولادهما.
وقد قسم الله الرحمن الرحيم جزءًا من رحمته ليتراحموا بينهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه) (25).
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يرحم لا يرحم)(26).
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة)(27).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذ وجدت صبيًا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها) (28).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن)» (29).
والمؤمن ينظر إلى المرض يصيبه على أنه رحمة من الله تعالى، لأنه يعود عليه بالأجر والثواب كما جاء في الصحيح: «حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا داود بن أبي الفرات: حدثنا عبدالله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني أنه: (عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد)» (30).
إن الرحمة في قلوب المؤمنين هي رحمة من الله تعالى وهي أقرب ما تكون نحو أطفالهم وأهلهم، قال الإمام البخاري: «حدثنا حجَّاج بن منهال: حدثنا شُعبة قال: أخبرني عاصم قال: سمعت أبا عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن ابنة للنبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه، وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم وسعد وأبَيٌّ، نحسب: أن ابنتي قد حُضِرَتْ فاشهدنا، فأرسل إليها السلام، ويقول: (إنَّ لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده مسمًّى، فلتحتسب ولتصبر). فأرسلت تقسم عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا، فرُفع الصبي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تَقَعْقَعْ، ففاضت عينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (هذه رحمة وضعها الله في قلوب من شاء من عباده، ولا يرحم الله من عباده إلا الرحماءَ)»(31).
إن الرحمة في أخلاق المؤمنين هي رحمة اجتماعية تشمل الأسرة والمجتمع والدولة، أي هي رحمة يشعر بها كل أبناء المجتمع، في بيوتهم ومدارسهم ومصانعهم وملاعبهم ومعسكراتهم ومطاعمهم وشوارعهم وأنديتهم وأفراحهم وأحزانهم، مصداق حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «ترى المؤمنين: في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوًا، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى

للأمانة تم نقله
خولة-تونس
خولة-تونس
أولاً: رحمة الناس:
- قال صلى الله عليه وسلم( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود.
- وقال صلى الله عليه وسلم:( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) صحيح الجامع.
- وقال صلى الله عليه وسلم:( والشاة إن رحمتها رحمك الله ) السلسلة الصحيحة.
ثانياً : الإحسان:
- قال تعالى(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ).
ثالثاً: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
- قال تعالى وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).
رابعاً: السماحة في البيع والشراء:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ) رواه البخاري.
خامساً: عيادة المريض:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من عاد مريضا خاض في الرحمة ) السلسلة الصحيحة.
سادساً: قيام الليل وإيقاظ الأهل:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء ) رواه أبو داود.
سابعاً: الحلق في النسك:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اللهم ارحم المحلقين ثلاثاً ) صحيح البخاري.
ثامناً: مجالس الذكر:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ..) رواه مسلم.
تاسعاً: الجلوس في المسجد:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الملائكة تستغفر للمصلي مادام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) متفق عليه.
عاشراً: سماع حديث الرسول وتبليغه:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( رحم ( وفي رواية : نضر ) الله امرءا سمع منا شيئا ، فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى من سامع ) صحيح الجامع.
الحادي عشر: الإنصات للقرآن:
- قال تعالى( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .