الجـمــ ام ـــــان
1- المعرفة بالله تعالى :

فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه ، ومن جهل ربه قسا قلبه ، وما وجدت قلباً قاسياً

إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة به ، وكلما عظم الجهل

بالله كلما كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه ، وكلما وجدت الشخص يديم التفكير

في ملكوت الله ، ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ، كلما وجدت في قلبه رقة .


إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ



ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** وأن ما تخفي عليه يغيب

**



2- تذكر الموت وما بعده :

من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه ، وأهوال الموت وسكراته ، ومشاهدة أحوال

المحتضرين وحضور الجنائز ، فإن هذا مما يوقظ النفس من نومها ، ويوقفها من رقدها ، وينبهها

من غفلتها ، فتعود إلى ربها وترق ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه

بذكر الموت فيقول :

(( أكثروا ذكر هادم اللذات الموت ، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ))

(رواه البيهقي وحسنه الألباني )

ويقول سعيد بن جبير رحمه الله

: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .



**

3 - زيارة القبور والتفكر في حال أهلها :

وكيف صارت أجسادهم تحت التراب وكيف كانوا يأكلون ويتمتعون ويلبسون مالذ وطاب

فأصبحوا تراباً في قبورهم ، وتركوا ما ملكوا من أموال وبنين ، ويتذكر أنه قريباً سيكون بينهم ،

وأن مآله هو مآلهم ، ومصيره هو مصيرهم ، فزيارة القبور عظة وعبرة ، وتذكير وتنبيه لأهل الغفلة ،

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم

(( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ، وتدمع العين ، وتذكر الآخرة ،ولا تقولوا هُجراً ))

( رواه الحاكم وصححه الألباني )

، ومن نظر إلى القبور وإلى أحوال أهلها انكسر قلبه ورق ، وذهب ما به من القسوة ،

وأقبل على ربه إقبال صدق وإخبات .



**


4- النظر في آيات القرآن الكريم :

والتفكر في وعده ووعيده وأمر ونهيه ، فما قرأ عبد القرآن وكان عند قراءته حاضر القلب

مفكراً متأملاً إلا وجدت عينه تدمع ، وقلب يخشع ، ونفسه تتوهج إيماناً من أعماقها تريد السير

إلى ربها ، وما قرأ عبد القرآن أو استمع إلى آياته إلا وجدته رقيقاً قد خفق قلبه واقشعر

جلده من خشية الله

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ

وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(23) سورة الزمر.

**



5- تذكر الآخرة والتفكر في القيامة وأهوالها :

والجنة وما أعد الله فيها للطائعين من النعيم المقيم ، والنار وما أعد الله فيها للعاصين

من العذاب المقيم ، فإن ذلك يذهب النوم عن الجفون ، ويحرك الهمم الساكنة والعزائم الفاترة ،

فتقبل على ربها إقبال المنيب الصادق ، وعندها يرق القلب .


**



6- الإكثار من الذكر والاستغفار :

فإن للقلب قسوة لا يذيبها إلى ذكر الله تعالى ، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى

، وقد قال رجل للحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي . قال : أذِبه بالذكر . وهذا لأن القلب

كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة ، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص

في النار ن فما أذيبت قسوة القلب بمثل ذكر الله تعالى . يقول ابن القيم رحمه الله :

(( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).


**



7- زيارة الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم :

فهم يأخذون بيدك إن ضعفت ، ويذكرونك إذا نسيت ، ويرشدونك إذا جهلت ، إن افتقرت أغنوك

، وإن دعوا الله لم ينسوك ، ورؤيتهم تذكر بالله وتعين على الطاعة ، قال تعالى

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ

زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }( الكهف : 28)

ويقول جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع .

**


8- مجاهدة النفس ومحاسبتها ومعاتبتها :

فإن الإنسان إذا لم يجاهد نفسه ويحاسبها ويعاتبها وينظر في عيوبها ، ويتهمها بالتقصير

لا يمكن أن يدرك حقيقة مرضها ، وإذا لم يعرف حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلاج ؟! لهذا لا بد من

تذكير النفس بضعفها وافتقارها إلى خالقها ، وإيقاظها من غفلتها ، وتعريفها بنعم الله عليها ،

ومراقبتها ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة حتى يسهل عليه قيادها والتحكم فيها .




م/ن

الجـمــ ام ـــــان
نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلوباً خاشعة ،

وألسنة ذاكرة ،

و أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره

إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ، برحمتك يا عزيز يا غفار


.
والحمد الله رب العالمين,حمداً كثيراً مباركاً فيه , عدد ما حمده الحامدون , وغفل عن ذكره الغافلون , وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه

, وأحاط به علمه .

وصلى الله على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه وسلم


م/ن
ندى الصباح22
ندى الصباح22
جزاكم الله خير
ندى الصباح22
ندى الصباح22

بكاء القلب الخاشع لله المترجي قبوله في رحمته ...
ينقل الدمع من العين إلى العروق فيصبح الدمع دما
يردد بسكينة و حب خاشع لله ... ياالله

الرضا بما قدره الباري عز و جل يجعلنا ننسى الخوف من العدم
و يمسح على قلوبنا بالقناعة التي هي لباس النبياء

عندما نرى الكون بأعيينا فسوف يضيق كلما نظرنا للبعيد
لكن عندما ننظر بعين الله فسنرى العظمة و الكمال الذي أبدعه الله

و لماذا الصوت ألا يكفي أن نسمع لنتعلم ...
اسمعي كلام الله أو ردديه تكتفي بما سمعت نفسك

الموت هو القدر المحتوم للجميع .. فلماذا نصوره بصورة مخيفة ؟
هل هو كذلك أم أعمالنا هي التي جعلته كذلك ؟

كل منا خلق لهدف ...
أحيانا يكون الهدف واضح و معروف و أحيانا أخرى علينا ان نبحث عنه لنقوم بتاديته ..
فإن ضاع الهدف .. او افترقنا عنه ... هنا يدب الملل و السأم في نفوسنا

لا يشعر الإنسان بالندم إلا عندم يعرف حق اليقين أنه مخطئ ... أو آثم ..
فيحاسب نفسه على ما اقترفت يداه ..

لماذا لا نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين ؟
لماذا لا نرضى و إن كنا أن نكون مخطئين ؟
لماذا لا ندرف الدمع إلا عندما نستعظم شعورنا بألمنا .. بوحدتنا نحن لا الاخرين ؟

ما أجمل أن نشعر بالآخرين .. و نتفاعل معهم ... حزنهم هو حزننا ... ألمهم ألمنا ...
بذلك ننسى أنانيتنا ... فيغيب شعورنا بالالم ..

الصداقة الحقيقية وهم ... لا بل سراب ..
نحلم انها بين أيدينا ... وعندما نعود لأرض الواقع تختفي
فلماذا نتعب قلوبنا بالبحث عنها ... و خير صديق في الزمان مهجور ؟

النور نور ... و العتمة تغطي النور فيحل الظلام ...
لكن النور الحقيقي هو نور الإيمان بالله و هذا النور أبدا لا يستحال إلى ظلام ...
فالسعيد من عرف طعم الإيمان ...
ندى الصباح22
ندى الصباح22

اللهم إنك وضعت فى كل قلبٍ ما يشغله .. فأودع فى قلوبنا ما يشغلنا بك .. وأودع فى أسماعنا ما يـطـمـئـنـُـنــا بك .. وأودع فى جوارحنا ما يقربنا منك .. وأودع فى ألـسـنـتِـنــا ما يهدينا إليك .. وأنزع الغِل والشِقاق والنفاق والريـاء من أنفسنا ومن بيننا .. واجعلنا ورثةٍ لخير سلفِنا الصالح .. يـا رحمَن الدنيا والآخرة