بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وريقات الوردِ تتفتحُ بين أيدينا .. تثمر و هي تنادينا .. رفقن بنا ..
رفقن .. فـ ما نحنُ إلا زهور أنتم غرستوها .. و سقيتوها ..
فـ أي سقية سقيوتنا إياها .. سقية نفع .. أم سقية ضر ..
كثيراً .. ما تنادي الأم ابناءها ..
تعال و أفعل كذا .. تعال حتى أحبك أكثر ..
تعال فـ أنت حبيبي الذي يفعلُ ما أريدهُ دوماً ..
أو تعال .. حتى كذا .. و كذا ..
ودماً ما تربط النداء بـ عبارات الحب و الإعجاب ..
و أما أن تكون النقيض تماماً .. فـ تنادي و تقول ..
تعال و إلا عاقبتك .. تعال و إلا ضربتك ..
افعل كذا و إلا فعلتُ بك .. و فعلت ..
و هذة أيضاً تربط النداء بـ التهديد و الوعيد ..
و كلاهما يظنان أنهما مصيبتان و أن هذين الأسلوبين جيدين ..
و لكن بـ كل أسف .. فـ كلاهمها مخطئتان ..
فـ الأولى و أن كانت أهون من الثانية ..
و لكنها تغرس في نفس ابنها أن يفعل الشيء الجميل ..
من أجل أن يحبهُ الناس .. و أن يعجب بهِ الناس ..
فـ يغدو محباً للرياء و السمعة و الإطراء ..
و لكن لو غرست بهِ أن طاعتها أوجبها الله ..
لو غرست بهِ أن حسن الخلق من الأعمال التي يحبها الله ..
لو غرست بـ داخله أن السخرية و الاستهزاء لا يحبها الله ..
لو غرست فيهِ أن الله يراهُ و هو نائم .. و الناس لا يرونهُ إلا عندما يكون معهم ..
لو اعلمتهُ أن الله إذا أحبهُ حبب الناس فيهِ .. و أكرمه و حماه و رعاه ..
لو عظمتَ بـ داخل نفسه عظمة الله الخالق .. لـ تعاظم خلقهُ و سمعهُ و طاعته ..
لـ نشأ و هو يعلم كيف يحب .. و كيف يعامل من يحب .. و كيف يعطي من يحب ..
إذن أخواتي ..
شجعوا ابناءكم و اثنوا عليهم و امدحوهم لأنهم يحبون الله فـ يطيعونهُ ..
و علموهم أن الله يُثني عليهم أن ذكروهُ بين الملائكة ..بـ ثناء أفضل من ثناءكن أنتن لهم ..
و جنبوهم الرياء و السمعة و الغرور و كل أمراض القلوب ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته