عروس الشام :

آه يا أستاذة خلود أنتي فنانة في الضغط على مناطق الوجع :) أشعر بأن المحاضرة الأخيرة كانت عبارة عن صفعات متوالية على وجهي.. صفعات مين؟ قولي بوكسات, قولي تكفيخ و لا تخافي.. ههههه دائماً زوجي يقول لي بأن لدي مشكلة في ترتيب الأولويات.. ربما لأني أريد كل شيء.. أريد أهلي و أريد زوجي و أريد أبنائي و أريد اكمال دراستي و أريد أن أعمل و أريد أن أهتم بنفسي و صحتي و أريد صديقاتي و القائمة تطول و تطول.. أريد كل شيء في نفس الوقت و هو مستحيل مستحيل مستحيل :( و لكن حجم التنازلات التي اضطررت لها أوقعني في اكتئاب شديد أيضاً.. فأنا وضعت زوجي و أبنائي كأهم أولوياتي.. فابتعدت عن صديقاتي و أصبحت أراهن مرة في الشهر هذا إن كنت محظوظة.. و تخليت عن اكمال دراستي في الوقت الحالي على الأقل و لكني لا زلت أخطط لإكمالها بعد عدة سنوات و تخليت نهائياً عن فكرة العمل لأن زوجي غير موافق أما صحتي و اهتمامي بنفسي فللأسف لأني وقعت في اكتئاب بسبب حجم التنازلات التي اضطررت لها, فإني أهملت نفسي كثيراً و أصبحت حياتي دائرة مغلقة مع أسرتي الصغيرة و لكنها منهكة نفسياً و جسدياً لم ينتهي الأمر بعد... منذ فترة قريبة قررت أن ألملم شتات حياتي.. لا بأس من أن يكون زوجي و أبنائي أهم أولوياتي, و لكني سئمت التضحية بكل شيء آخر في سبيل هذه الأولوية.. لذلك بدأت بالجلوس مع نفسي و التفكير فيما يجب أن أفعله و كيف علي أن أرتب حياتي كما أسلفت من قبل, كتبت كل أهدافي لهذا العام و قررت أن أشطبها واحداً تلو الآخر و هذا يطرح مفهوماً جديداً بالنسبة لي... لدي أولوية, لا بأس في ذلك و لكن إن تعارضت أولوياتي, هذا لا يعني أن أضحي بكل شيء آخر نهائياً.. علي أن أجد نوعاً من التوازن بين الأمور أو القيم كما سميتها بكسر التاء التوصل لهذه الحالة من التوازن سيأخذ وقتاً و سيكون مجهداً جداً في البداية لأني تعودت أن أكون أحادية التوجه لا أرى أمامي سوى عائلتي فقط و كل شيء آخر حولي كنت أغمض عيني عنه لأركز على عائلتي فقط أخاف أن أفشل في الاختبار.. أخاف ألا استطيع التوفيق بين كل ما أريده.. و أخاف أكثر من احباط الهزيمة أن يلجم طموحاتي و أهدافي و أعيش باقي عمري لم أحقق سوى شيء واحد فقط (عائلتي) عائلتي قيمة كبيرة لا أنكر ذلك.. بل أهم قيمة.. و مجرد أن أربي أبنائي بطريقة صحيحة و أجعلهم أفراداً ناجحين في المجتمع فهذا أعظم انجاز و لكني عندما أتذكر نفسي قبل الزواج أبكي على حالي أتذكر نشاطي الاجتماعي, تطوعي في الجمعيات الانسانية, اهتمامي بدراستي و شغفي الكبير للعلم و القراءة, صديقاتي و أوقاتي الجميلة معهن... الآن بدأت بالتركيز على شيء مهم جداً جداً.. و هو ديني.. قررت إني إن لم أصلح ديني فلا فائدة من أولويات و قيم و عائلة و لا شيء آخر لذلك بدأت الآن في اصلاح ديني, اللهم ثبتني على دينك طبعاً لا زالت عائلتي في المقدمة مع ترك مساحة صغيرة من الحرية لي لتحقيق نفسي و لو قليلاً قررت أن أبدأ في مشروعي المؤجل من سنوات طويلة و هو كتابة القصص كما أسلفت من قبل قررت أن أهتم بصحتي و نفسي و إن كان هذا الجانب يمشي ببطئ السلحفاة للأسف و لكن يكفي أنني قررت ذلك أخيراً قررت أن أطور نفسي علمياً فأشارك بدورات و أقرأ كتباً و أستذكر الأيام الخوالي عندما كنت شعلة من النشاط أمور كثيرة إن جمعتها مرة واحدة سأتعرض لنكسة كبيرة و سأقع على وجهي.. لذلك سأفعل مثلما قلت بالضبط.. أضع أهدافاً صغيرة يومية و أبداً بالصعود تدريجياً مع أني متخوفة من خروجي من منطقة الراحة.. بعدما كنت أحادية الهدف أحادية التوجه.. الآن سأوزع نفسي على أكثر من صعيد و سأحاول النهوض بأكثر من أمر في نفس الوقت لا أخفيكي بأني دخلت في دور اكتئاب منذ يومين منذ قررت أن أجلس مع نفسي و أكتب لنفسي جدولاً لتحقيق أهدافي.. شعرت بخوف كبير و لكني أصبحت أفكر بطريقة 10 10 10 و تذكرت بأنني بعد عام سيصبح عمري 30 عاماً و أريد أن أقف وقفة صدق مع نفسي بعد عام و أسأل نفسي ما الذي حققته في 30 عاماً هي عمري حتى الآن؟ ما هي انجازاتي؟ لا أريد أن تكون مواجهتي مع نفسي موجعة بعد عام مليئة بالدموع و الحسرة.. أريد على الأقل أن أقول لنفسي بأنني وضعت قدمي على الطريق الصحيح و لدي خطة واضحة لمدة زمنية معينة قد تكون خمس سنوات و قد تكون عشر سنوات.. المهم أن الطريق واضح و لا أعيش حياتي "سبهللة" على قولتك كتبت جريدة :( الله يعينك علي.. و لكن آخر محاضرة نكشت كل الجروح القديمة من الأعماق... أشعر بأنني منذ زواجي تبلد عقلي.. حان الوقت لنفض الغبار عنه و اعادة استخدامه..خخخخ إن استطعت أن أتجاوز هذا الاكتئاب قريباً و أجلس لأكتب الجدول قبل نهاية الدورة, سأكتب بضع مقتطفات منه هنا للتشجيع.. تشجيع نفسي و تشجيع غيري في أمان الله :)

آه يا أستاذة خلود أنتي فنانة في الضغط على مناطق الوجع :) أشعر بأن المحاضرة الأخيرة كانت عبارة عن...