{{ إنقضى شهر رمضاان }}
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمتن على عبادة بمواسم الخيرات له الحمد والمنة فضلنا بالعقل
على سائر المخلوقات وصلى الله وسلم وبارك على من جاء بخاتم الرسالات
وعلى آله وصحبة إلى يوم يرد الأمر فيه لله فاطر السماوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل شهر من الآن استقبلنا ضيفاً عزيزاً ووافداً حبيباً استقبلناه بالبشر
والسرور والعزم على طاعة العزيز الغفور , ثم هل علينا بخيرات
وصافحنا بركاته ومالبث أن ارتحل مرة أخرى مخلفاً وراءه الذكريات الجميلة .
أخواتي .. إنه وإن انقضى شهر رمضان فإن عمل المؤمنة
لا ينقضي قبل الموت ,
قال الله تعالى : (( و أعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))
أي أن العبادة مستمرة لا انقضاء ولا انتهاء لها إلا بموت الإنسان
و قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { إذا مات العبد أنقطع عمله }
فلم يجعل لانقطاع العمل غاية إلا الموت فلئن انقضى شهر الصيام والقيام
فإن المؤمن لن ينقطع من عبادة الصيام والقيام
فهما ما يزالان مشروعان في العام كله ولله الحمد والمنة ,
ففي حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : { من صام رمضان ثم أتبعة ستاً من شوال كان كصيام الدهر }
كذلك صيام ثلاثة أيام من كل شهر والأثنين والخميس ويوم عرفة
وصيام يوم عاشوراء كذلك صيام شهر الله المحرم أما القيام
فهو في كل ليلة كما كان يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم فلقد
قال صلى الله عليه وسلم { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل }
و هي تشمل التطوع والوتر .
فلئن ارتحل شهر الصوم فإن طاعة الله في سائر الشهور واجبة
ويشمل ذلك الصيام والقيام وقراءة القرآن والأذكار في جميع الأحوال
كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات والأستغفار والأذكار
التي تقال في بعض المواطن والمناسبات وغيرها من الطاعات ,
فأوصيكن بالإجتهاد في فعل الطاعات واجتناب الخطايا والسيئات
للفوز بالحياة الطيبة الهانئة في الدنيا والأجر الكثير بعد الممات
قال تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوايعملون ))
فلنكن عباداً لله تعالى لا عُباداً لشهر رمضان ولنسأل الله الثبات على الإيمان
والعمل الصالح حتى نلقاه جل في علاه وهو راضٍ عنا كما نسأله عز وجل
أن يبلغنا شهر رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة
و أن يتقبل منا الصيام والقيام ويغفر لنا الزلات والأثام
فلقد كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان
ثم يدعونه سته أشهر أن يتقبل منهم صيام رمضان فنسأل الله الأعلى
أن يرحم قلوبنا ويثبتها على التقوى وأن لا تزل ولا تشقى
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبة وسلم.
بقلم :بوح قلم
رحمها الله
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️