*هبة @hb_16
مشرفة مجالس الإيمان وقسم المجلس العام
☼]
☼]
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين،
والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان.
***الأمر الأول***
في فضل صيامه.
ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
قالت: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط
إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان
من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: "لم يكن
(يعني النبي صلى الله عليه وسلم)
يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من
شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل
فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"
***الأمر الثاني***
في صيام يوم النصف منه.
فقد ذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتاب اللطائف
(1388) بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان
فقوموا ليلها، وصوموا نهارها،
فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول:
ألا من مستغفر لي فأغفر
له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا،
ألا كذا حتى يطلع الفجر .
قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال
والصواب أنه موضوع،
فإن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة،
قال فيه الإمام أحمد
ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.
وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان
بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين
الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم
إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد، حتى يرتقي الخبر
بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم
عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: "كل بدعة ضلالة" أخرجه مسلم (867)
من حديث جابر رضي الله عنه.
***الأمر الثالث***
في فضل ليلة النصف منه.
وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب
في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها
الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه.
ومن أمثلتها حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "أن الله
تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا،
فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد
(26018) والترمذي (739) وابن ماجة (1389)، و
ذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى
وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف.
وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.
وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله تعالى ـ
أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول
بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل،
فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض
فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره،
ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد
مصطلح الحديث.
***الأمر الرابع***
في قيام ليلة النصف من شعبان، وله ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:
أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها،
مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما
يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة،
معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به،
لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.
المرتبة الثانية:
أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها
من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم
يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.
وأما حديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه ابن ماجة:
«إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها».
فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه،
وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به،
وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل،
فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه
المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً،
وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث،
كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.
الشرط الثاني:
أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله
ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك
تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به،
وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، وإن لم يثبت لم
يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل.
ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا
الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف
فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان
لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء.
فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع.
المرتبة الثالثة:
أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام،
فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة
وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.
***الأمر الخامس***
: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان
يقدر فيها ما يكون في العام.
وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر،
كما قال الله تعالى: {حمۤ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ إِنَّآ
أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ
كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ
ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام،
فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الاۤيات.
***الأمر السادس***
أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء
ويسمونها عشيات الوالدين.
وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيها: "كل بدعة ضلالة" .
16
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
*هبة
•
هذه بعض الاحاديث الضعيفه الوارده في شهر شعبان
الحديث الأول:
"كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان".
وهذا الحديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة-رضي الله عنها- ، قال الحافظ في الفتح:فيه ابن أبي ليلى
ضعيف.
الحديث الثاني:
"كان إذا دخل رجب، قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان".
والحديث رواه البزار ،والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس-رضي الله عنه- ،
وقد ضعفه الحافظ في تبين العجب ، وقال: فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن زياد
النُّمَيْرِي ، عن أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى منه أو من زياد ، وقال فيه البخاري: منكر
الحديث، وقال النسائي في السنن لا أدري من هو، وقال ابن حبان لا يُحتج بخبره.
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان.
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية ، فإنه ضعيف جدا..
الحديث الرابع:
"رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي"
وهذا الحديث باطل موضوع، قال فيه الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب رواه أبو بكر النقاش المفسر ،
وسنده مركب ، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو ،
والعهدة في هذا الإسناد على النقاش ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان.
قلت وقد جاء هذا اللفظ ضمن حديث طويل في فضل رجب ، وفي حديث صلاة الرغائب حكم عليهما
الحافظ-رحمه الله- بالوضع في تبين العجب ، وجاء من طريق آخر بلفظ (شعبان شهري ، ورمضان شهر
الله) عند الديلمي في مسند الفردوس عن عائشة-رضي الله عنها-،وفيه الحسن بن يحي الخشني ، قال
الذهبي تركه الدارقطني ، وقد ضعف الحديث السيوطي والألباني-رحم الله الجميع.
الحديث الخامس:
خيرة الله من الشهور ، وهو شهر الله ، من عظم شهر رجب ، فقد عظم أمر الله ، أدخله
جنات النعيم ، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري ، فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري،
ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ، وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان
وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطالبه
الله تعالى به.
حكم الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب بالوضع ، وقال: قال البيهقي: هذا حديث منكر بمرة ، قلت
(أي الحافظ-رحمه الله-):بل هو موضوع ظاهر الوضع ، بل هو من وضع نوح الجامع وهو أبو عصمة
الدين ، قال عنه ابن المبارك لما ذكره لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة ، كان يضع الحديث ، وهو
الذي كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شئ إلا الصدق وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه.
الحديث السادس:
فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار ، وفضل شعبان على
سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء ، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على
عباده.
وحكم الحافظ-رحمه الله- على الحديث بالوضع ،وقال: السقطي هو الآفة ، وكان مشهورا بوضع الحديث ، وتركيب الأسانيد.
الحديث السابع:
تدرون لم سمي شعبان ؛ لأنه يُتَشَعَّبُ فيه لرمضان خير كثير ، وإنما سمي رمضان ؛ لأنه
يرمض الذنوب أي يذيبها من الحر.
حكم السيوطي-رحمه الله- على هذا الحديث بالوضع ، والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس ، وفيه زياد بن ميمون وقد اعترف بالكذب.
الحديث الثامن:
أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان ، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان.
والحديث رواه الترمذي والبيهقي في الشعب ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقال الترمذي: غريب ،
وضعفه السيوطي والألباني-رحم الله الجميع-
والحديث فيه صدقة بن موسى ، قال الذهبي في المهذب صدقة ضعفوه ، ويزاد على هذا أن في متنه نكارة ؛
لمخالفته ما جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- مرفوعا:"أفضل الصيام بعد
رمضان شهر الله المحرم.........الحديث".
الحديث التاسع:
عن عائشة ، قالت: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر،
ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وكان أكثر صيامه في شعبان ، فقلت يا رسول الله: مالي أرى أكثر صيامك
في شعبان ، فقال:
يا عائشة إنه شهر ينسخ لملك الموت من يقبض ، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم.
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: سألت أبي عن حديث............. (وذكر الحديث) قال أبي: هذا
حديث منكر.
قلت وأول الحديث ( كان.....إلى...لا يصوم) قد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة-
رضي الله عنها-، وقولها-رضي الله عنها- (وكان أكثر صيامه في شعبان) جاء بمعناه في هذا الحديث ،
الحديث الأول:
"كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما أخرَّ ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان".
وهذا الحديث ضعيف أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة-رضي الله عنها- ، قال الحافظ في الفتح:فيه ابن أبي ليلى
ضعيف.
الحديث الثاني:
"كان إذا دخل رجب، قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان".
والحديث رواه البزار ،والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في فضائل الأوقات ، عن أنس-رضي الله عنه- ،
وقد ضعفه الحافظ في تبين العجب ، وقال: فيه زائدة بن أبي الرُّقَاد ، قال فيه أبو حاتم يحدث عن زياد
النُّمَيْرِي ، عن أنس بأحاديث مرفوعة منكرة ، فلا يُدرى منه أو من زياد ، وقال فيه البخاري: منكر
الحديث، وقال النسائي في السنن لا أدري من هو، وقال ابن حبان لا يُحتج بخبره.
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان.
وقد حكم عليه الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في تبين العجب بالنكارة من أجل يوسف بن عطية ، فإنه ضعيف جدا..
الحديث الرابع:
"رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي"
وهذا الحديث باطل موضوع، قال فيه الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب رواه أبو بكر النقاش المفسر ،
وسنده مركب ، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد ، والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو ،
والعهدة في هذا الإسناد على النقاش ، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان.
قلت وقد جاء هذا اللفظ ضمن حديث طويل في فضل رجب ، وفي حديث صلاة الرغائب حكم عليهما
الحافظ-رحمه الله- بالوضع في تبين العجب ، وجاء من طريق آخر بلفظ (شعبان شهري ، ورمضان شهر
الله) عند الديلمي في مسند الفردوس عن عائشة-رضي الله عنها-،وفيه الحسن بن يحي الخشني ، قال
الذهبي تركه الدارقطني ، وقد ضعف الحديث السيوطي والألباني-رحم الله الجميع.
الحديث الخامس:
خيرة الله من الشهور ، وهو شهر الله ، من عظم شهر رجب ، فقد عظم أمر الله ، أدخله
جنات النعيم ، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري ، فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري،
ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة ، وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان
وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطالبه
الله تعالى به.
حكم الحافظ-رحمه الله- في تبين العجب بالوضع ، وقال: قال البيهقي: هذا حديث منكر بمرة ، قلت
(أي الحافظ-رحمه الله-):بل هو موضوع ظاهر الوضع ، بل هو من وضع نوح الجامع وهو أبو عصمة
الدين ، قال عنه ابن المبارك لما ذكره لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة ، كان يضع الحديث ، وهو
الذي كانوا يقولون فيه: نوح الجامع جمع كل شئ إلا الصدق وقال الخليلي: أجمعوا على ضعفه.
الحديث السادس:
فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار ، وفضل شعبان على
سائر الشهور كفضل محمد على سائر الأنبياء ، وفضل رمضان على سائر الشهور كفضل الله على
عباده.
وحكم الحافظ-رحمه الله- على الحديث بالوضع ،وقال: السقطي هو الآفة ، وكان مشهورا بوضع الحديث ، وتركيب الأسانيد.
الحديث السابع:
تدرون لم سمي شعبان ؛ لأنه يُتَشَعَّبُ فيه لرمضان خير كثير ، وإنما سمي رمضان ؛ لأنه
يرمض الذنوب أي يذيبها من الحر.
حكم السيوطي-رحمه الله- على هذا الحديث بالوضع ، والحديث رواه أبو الشيخ من حديث أنس ، وفيه زياد بن ميمون وقد اعترف بالكذب.
الحديث الثامن:
أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان ، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان.
والحديث رواه الترمذي والبيهقي في الشعب ، عن أنس-رضي الله عنه- ، وقال الترمذي: غريب ،
وضعفه السيوطي والألباني-رحم الله الجميع-
والحديث فيه صدقة بن موسى ، قال الذهبي في المهذب صدقة ضعفوه ، ويزاد على هذا أن في متنه نكارة ؛
لمخالفته ما جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- مرفوعا:"أفضل الصيام بعد
رمضان شهر الله المحرم.........الحديث".
الحديث التاسع:
عن عائشة ، قالت: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر،
ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وكان أكثر صيامه في شعبان ، فقلت يا رسول الله: مالي أرى أكثر صيامك
في شعبان ، فقال:
يا عائشة إنه شهر ينسخ لملك الموت من يقبض ، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم.
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: سألت أبي عن حديث............. (وذكر الحديث) قال أبي: هذا
حديث منكر.
قلت وأول الحديث ( كان.....إلى...لا يصوم) قد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة-
رضي الله عنها-، وقولها-رضي الله عنها- (وكان أكثر صيامه في شعبان) جاء بمعناه في هذا الحديث ،
الصفحة الأخيرة
احذر
الاحتفال بليلة النصف من شعبان بأي شكل من أشكال الاحتفال ،
سواء بالاجتماع على عبادات ، أو قصد القصائد والمدائح ،
أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة ..
احذر
صلاة الألفية وتسمى أيضا صلاة البراءة
وهي مائة ركعة تصلي جماعة
يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات..
وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لها..
احذر
تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس ،
أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص
أو تخصيصها بدعاء يسمى : دعاء ليلة النصف من شعبان ،
وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله ،
وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق
أو اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل
*وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟
وهل لها صلاة خاصة ؟فأجاب : ليلة النصف من شعبان
ليس فيها حديث صحيح ، وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو
موضوعة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية ،
لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله
بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف ،
فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق .