تــيــمــة

تــيــمــة @tym_1

عضوة فعالة

أرواح زمردية .. جوار نافذتي ..

الأدب النبطي والفصيح



اكتسح الحزن زوايا القلب .. وطافت بالخيال أرواح معذبة .. شق أنينها سكون الفضاء الخاوي .. في صوت رهيب ..

فتحت النافذة لتتطاير الغلائل البيضاء وتغشاها مسحة من ضوء خافت يثير في النفس رعبا أعتى من الظلام نفسه ..

في السماء المترامية فوق آلاف الأبنية .. رأيت حشدا من ذوي الأصوات المتألمة التي دفعتني لفتح النافذة ..

تأكدت بأن ما سمعته لم يكن وهما .. وبأن هذه الأرواح جاءت .. لست أدري من أين .. لتئن بجوار نافذتي .. لست أدري لماذا ..

رنين السلاسل التي قيدوا بها يخترق الأنات ويعلو عليها .. كيف يستطيعون التحليق بينما هم مقيدون ؟؟

بالتأكيد لا تؤثر الجاذبية على هذا النوع من الأجسام .. ان صح أن نسمي الروح جسما ..

زحف الخوف الى قلبي حتى ظننت أنه قد اكتسى بحلة من الثلج القاسي .. حلة باردة لدرجة أني لم أستطع حراكا من برودتها ..

يا الهي ما هذا الهول المتجسد أمامي ..

صرخت بلا صوت وفرائصي ترتعد :

ما شأني بكم أتركوني لعالمي .. واذهبوا من حيث أتيتم ..

فردت الأصوات كافة .. في لحن شجي أقرب للبكاء :

نحن هنا دائما .. لكنك لم ترينا الا الآن ..

- لماذا ؟؟ لماذا أراكم ؟؟ أنا لا أريد ذلك ..

- لا علم لنا نحن أيضا .. ربما أنك تحلمين ..

كدت أغلق النافذة لولا أن استعصت علي .. ماذا .. تلك يد روحية خضراء بلون الزمرد الشفاف .. وضعت لتحجز النافذة .. وتمنعها من الغلق ..

حاولت جاهدة أن أعصرها لتبتعد .. لكن هذه اليد لا تحس .. بلا شك .. رغم أني أستغرب كيف تستطيع أن تصمد رغم أنها تبدو لي كدخان متبخر باستمرار ..

صرخ صوت من الأصوات .. كأنه امرأة ثكلت وليدها .. فراحت تعول وتنتحب :

فكي أسرنا قبل أن تذهبي .. فكينا من قيدنا يا هذه .. فكينا .. فكينا .. فكينا ..

راحت الكلمة تترد كألف صدى بأصوات متفاوتة رجالية ونسائية .. صارخة وباكية .. هادئة ومدوية ..

ظلت تدوي في رتابة .. والستائر تتطاير في هدوء قاتل ..

والنافذة تأبى الانغلاق ..

وأنا أأبى الاستجابة ..

شعرت بشيء حار يتدفق في عروقي .. فأغمضت عيني بقوة ورحت أتلو المعوذات ..

حتى زال كل شيء ..

رحلت الأرواح .. وهي تنظر لي بأسى .. رأيت في عيونها صنوف العذاب .. ورأيتها تسحب للوراء قسرا ....... الى حيث لا أدري ..

لتبقى هناك .. في قيدها .. الى الأبد ..
12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
رائعة...

كم استمتعت ُ وأنا أقرألكِ..كأنني أنفض عني غبار الكئآبة والملل..

لقد جعلتِ دم الإثارة يسري في عروقي...

صدقاً...ياتيمة...لأسلوبك نكهة متفردة...أغبطكِ عليها..


نعود للقصة.....

هل هذا محض خيال ورموزٍ كنتِ ترمينَ بها إلى شيء معين...؟؟

أنا لاأرى أنه يوميء للرمزية في شيء...هل أنا محقة!!؟؟

قد يكون واقعاً أجدت في وصفه...أو خيال مر بكِ فأمسكتِ بهِ وقيدتيه بقلمك...


الإثارة تسيطر على الوصف...

إلا أنني تمنيت أن تراجعي هذه الكلمات وتبحثي عن بديلٍ لها ليكتمل جمال النص..

**رنين السلاسل....لو أنك بحثت عن كلمة بديلة لرنين..

**لاأعلم وربما يراجعني في ذلك أخواتنا...أرى(أقرب للبكاء)...لو استبدلتيها ب(أقرب إلى البكاء)..


**أعصرها...لو بحثتِ عن بديلٍ لها أنسب..

**التعبير بقولك(فكينا..فكينا..فكينا) كأنه ضعيف..لو كان(فكي قيدنا...فكي أسرنا...أنقذينا) لكان أفضل...


هذا مجرد رأي ...وإلا ماكتبتيه ...بحق رائع ياتيمة

لاحرمنا الله من حضورك...
تــيــمــة
تــيــمــة
لقد تركت لكم فك الرموز .. واكتفيت بالخيال فقط .. الا أن هناك فكرة تتضمنها خاتمة القصة .. ألا وهي القيد الأبدي .. والعذاب الذي لا يمكن وصفه بالكلمات .. بقدر ما تعبر عنه هذه العيون الشفافة الحائرة ..

لقد كنت في حالة وجوم .. أجلس الى جهازي وقد فتحت صفحة كتابة موضوع جديد ..

لم أدر ماذا أكتب .. وللحظة كدت أن أتراجع .. لكن أول عبارة لمعت فجأة .. فوجدتني أكتبها .. ثم رحل الخيال الى مكان بعيد جدا .. الى عالم طفولي خائف .. الى خيالات استثارتها قصة لتشارلز ديكنز ( ليلة العيد )

استرسلت مع كل ذلك .. فخرجت هذه الخربشات .. اعذروني ان كان الموضوع في نظركم عديم القيمة .. فأنا ما زلت معتقلة .. أردت فقط أن أشرككم في بعض العوالم التي تزورني حتى اليوم وأعيش معها لحظات رعب قاسية .. لدرجة أنها تسهدني في أحيان كثيرة .. الموضوع يطول شرحه .. لكن ربما في موضع آخر ..

عطاء ........ نقدك ......... لا أستطيع النظر اليه بايجاب ولا بسلب .. وعقلي عاجز عن ايجاد البدائل .. مثلا .. حاولت جاهدة أن أجد بديلا لكلمة رنين .. لكني لم أخرج بنتيجة مرضية .. ربما صلصلة .. أراها أقر لوصف صوت السيوف لا السلاسل ..

احتاج لبدائل يا عطاء .. شاكرة لك اهتمامك واعجابك ... في الحقيقة لم أتوقع ابدا أن يثير لديك أدنى اهتمام .. سبحان الله ..

كما أني راجعت الموضوع فوجدت ركاكة في بعض الجمل .. أتكاسل عن اصلاحها ..

أنتظر ردك ... وألف شكر ..
عطاء
عطاء
لي عودة مرة أخرى...لعلي أرجع بشيء مفيد...
بحور 217
بحور 217
بمقدار غموض الأحداث كان الاستمتاع بها ..

لكنني بصراحة عجزت عن إدراك المغزى الذي أشرت إليه ..!!

هذه قراءتي الأولى وذهني مشوش نوعا ..

ولي عودة لقراءة ربما أتمكن فيها من فك بعض الرموز .
صباح الضامن
صباح الضامن
تيمة
لقد قرأت موضوعك
وأحسست أنني أقرأ لبعض الكتاب الأجانب والعرب الذي ينحون منحى مغتربا
ولأن هذا النوع من الكتابات يقترب من الرمزية (( فالغموض الذي يكتنف الفكرة هو الذي يوحي بالرمزية))
فأنا حاولت جاهدة أن أفك هذا الرمز وأبحث عن مفتاح الموضوع
وقد أصيب فيه وقد أخيب
ولكني اعتقدت أنه القيد
إنه ذاك الذي تكبل به الروح
تراه في الغير
فيك
في الهدوء
في الحركة

ونحاول منه الفكاك ولكنه يتبعنا في كل لحظة عندما ننشد الحرية


هذا ما لمسته
وأتمنى أن تكون كلماتي صائبة
أسلوبك يعجبني
وكلماتك القلقة دلت على الحال

تحياتي