
أحد عشر شهراً والمسافر ماضٍ في طريقه
يرمي هنا متاعاً قد استنفذ غايته
ويلتقط من هناك متاعاً يتزود به
وهو في رحلته هذه لايلوي على شيء
حتى إذا التقاه شهر الصوم
ألقى رحاله عنده
واسترجع أنفاسه اللاهثة ...
وجلس ليراجع حساباته مع نفسه :
أين أنا من ديني طوال هذه الشهور ؟
هل أنا راضٍ عن نفسي ؟
هل هناك في بنائي الديني مايحتاج إلى الرتق والترميم والتقويم ؟
وماذا أعددت لهذا الشهر من عدة ؟
ماذا كسبت ؟ وماذا اكتسبت ؟
وهل انصرمت هذه الشهور على نحوٍ مرضٍ لضميري الديني ؟
والآن ... !
هل أنا مدركٌ للغاية الكبرى وراء صومي ؟؟
إذن لأبدأ من هنا ..!
يقول الله تعالى :" ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ..."
من هنا ...!
تتضح الغاية الكبيرة من الصوم ...
ألا وهي التقوى..!
فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب
وهي التي تؤدي هذه الفريضة..
طاعة لله ، وإيثاراً لرضاه ..!
والتقوى هي التي تحرس النفوس من إفساد الصوم بالمعصية
حتى ولو كانت هاجساً في فكره
والمؤمنون المخاطبون هنا يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها
فهي الغاية التي تنشدها أرواحهم
والصوم هو أداة من الأدوات التي توصل إليها
فلتكن هدفاً وضيئاً نتجه إليه عن طريق الصيام
وليكن رمضان بداية رحلة التطهير
نستظل فيه برحمة الله
ونولد من جديد بمغفرته
وندرك حسن العاقبة بالعتق من النار !
أحاديث رمضان زاخرة بالألوان ..
منها ماتوحيه هذه الفريضة من نفحات الإيمان وصوره
ومنها مايرتبط بذكرياتنا .. ومواقف عبرتها بنا السنوات
لكنها لم تزل تضرب على وتر القلب كلما استعادتها الذاكرة
ومنها مايمر في أحداث يومنا الحالي
ومنها مواقف نشهدها .. تصادف نقطة حساسة من الشعور
سلباً أو إيجاباً..
سجلي هنا غاليتي الصائمة حديث القلب في رمضان بعفوية قلمك !
وها هي فيض الخير كما عودتنا دائماً تنثر أزهارها الرمضانية في كل مكان .. عطرة زاهية متنوعة الأريج بهية الحُلل .. حماكِ الله ورعاك
ولي عودة ان شالله للمشاركة في هذه الجلسة الرمضانية التي انا على يقينٍ بأنها ستكون جلسة يستأنس فيها الجميع القاصي والداني .. وستكون ممتعة بمشاركة الجميع كلٌ بما يجود به ..