المدينة داري
المدينة داري
الحلقة الثانية والعشرون على ذكر سيارة الشيخ ... التابعة لجامعة الإمام ... أذكر مرة أنني رافقت الشيخ من الجامعة وحتى بيته.. وحين وصلنا للمنزل أمرني الشيخ بالنزول من السيارة ..!! فقلت له : خل فلان يوصلني للسكن لو سمحت بذلك ؟؟ فقال : لا؟؟ أنزل هنا وامش على قدميك!! خرجت من السيارة فلما رأى أثر كلامه علي قال لي: هذه السيارة يابني أعطيت لي لاستعمالها في عملي وشغلي... ولا يجوز لي شرعا أن أسمح لأحد آخر باستعمالها سوى بإذن من الجامعة!!! ولا حتى لأبنائي وأهلي !! أذكر من ورع الشيخ الشيء الكثير ولقد ذكر لي احد كبار طلبة سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه حينما ذكر له بعض مواقف الشيخ ابن عثيمين في الورع تعجب من ذلك وقال : من يقدر على هذا؟؟؟ وهو من هو في ورعه وزهده رحمهما الله وعفا عنهما فهما والله نادران في زمانهما نحسبهم كذلك والله عز وجل حسيبنا وحسيبهم.. وصلنا ذلك اليوم لمطار القصيم الإقليمي .. حملت الحقائب ودخلنا سويا لصالة المسافرين .. لمح الشباب العامل في المطار من موظفين وعسكر الشيخ فجاء بعضهم للسلام على الشيخ وهم مبتهجون بذلك !! أما أنا فقد كنت في شبه السكرة من الفرح .. يا الله أين كنت وأين أنا الآن ...؟؟ الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. لم يكن هناك أي تأخير فقد وصلنا وقت نداء ركوب المسافرين للطائرة .. بعد تجاوزنا لمعاملات السفر جاء مدير المطار للسلام على الشيخ .. وأدخله في مكتب الضابط المناوب .. وقدموا لنا الشاي .. وحينما استكمل ركوب المسافرين توجهنا للطائرة أنا وشيخنا.. كان مقعد الشيخ على الدرجة الأولى وذلك على حساب جامعة الإمام التي ستستضيف الشيخ لمحاضرة للمبتعثين من طلابها خارج المملكة .. وعادة الشيخ إن سافر على حسابه الشخصي أن يركب الدرجة السياحية .. لكن في عدة مواقف شاهدتها يرفض ربان الطائرة حينما يعلم بوجود الشيخ .. إلا أن ينقل في الدرجة الأولى .. إكراما للشيخ وحبا واحتراما له.. في تلك الرحلة كنت أنا بطبيعة الحال في الدرجة السياحية أو ما يسمى الضيافة.. ولكن بعد إقلاع الطائرة ، جاءني الشيخ بنفسه وقد استأذن لي أن أكون برفقته.. فكنت بجواره في الدرجة الأولى... لكم أيها الإخوة والأخوات أن تدركوا تلك المشاعر التي كانت في نفسي تلك اللحظات.. كنت أراقب الشيخ وأحاول أن استفيد من كل تصرفاته فهو قدوة لي في كل شيء.. بعد شرب القهوة جاء مضيف الطائرة للشيخ وقال له: هل ممكن أن ترافقني لغرفة قيادة الطائرة ، الكابتن يدعوك لو تكرمت ؟؟ قام الشيخ من مقعده وتوجه لمضيفه وبقيت لوحدي حتى قرب وصولنا للرياض .. علما أن الرحلة تستغرق حوالي الأربعين دقيقة فقط!! رجع الشيخ وجلس على كرسيه .. وبدأ في تلاوة حزبه من القرءان .. حيث يقرأ يوميا جزأين كاملين من صدره ... وصلنا لمطار الرياض ونزلنا في الصالة العامة واستقبلنا مندوب الجامعة .. توجهنا مباشرة لجامعة الإمام ولمكتب الدكتور عبد الله التركي مدير الجامعة حينها.. سلم الشيخ على الدكتور التركي وسلمت عليه .. وبقيت معهما لدقائق .. ثم خرجت للخارج وانتظرت خروج الشيخ .. بعد ساعة تقريبا ناداني مندوب الجامعة وقال : الشيخ يدعوك للحاق به لموقع المحاضرة.. نزلت مع المندوب حيث يظهر أن هناك مخرج خاص من مكتب الدكتور عبد الله .. سألني مندوب الجامعة .. هل أنت ابن الشيخ ؟ قلت :لا ... أنا أحد تلاميذه ... قال لي : هنيئا لك يا أخي هذا الشرف .. دخلنا لصالة ضخمة جدا وفيها من الفخامة والنظارة ما يبهر العقول ... ولم يكن هناك حضور سوى الصفين الأول والثاني !! وبعض الناس هنا وهناك!! حيث أن المحاضرة خاصة فقط بالمبتعثين وأظن عددهم حوالي المائة وعشرون .. تحدث الشيخ حديثا طويلا حول ما يتعلق بسفرهم من أحكام فقهية ومن تنبيهات وتحذيرات من بعض الأخطار التي قد تواجههم في أمور دينهم .. وبث الشيخ في نفوسهم الحماسة في الاستفادة مما لدى الآخرين والعودة لبلادهم لكي تنتفع الأجيال بهم وحذرهم من الأفكار المسمومة والتي عاد بها بعض أبناءن ونحو ذلك من توجيهات ومعان مفيدة.. ثم فتح الباب للأسئلة والتي أخذت اغلب وقت المحاضرة وكانت أسئلة مفيدة للغاية.. بعد انتهاء المحاضرة ... توجهنا لكلية الدعوة والإعلام وصحب الشيخ للكلية الدكتور سعيد بن زعير ولا أدري هل هو عميد الكلية أم هو أحد دكاترته.. ودخلنا في قاعة أصغر من الأولى وأظنها تابعة للكلية .. وكانت غاصة جدا بالطلبة ، وقد امتلاء الدرج وأمام الأبواب وأطراف المسرح بالحضور.. تحدث الشيخ في كلمة مختصرة ثم استقبل أسئلة الناس .. كانت في تلك الأيام أحداث أشغلت الناس والمجتمع وهي قضية .. مقتل الشيخ جميل الرحمن ودخول مجموعة من قادة المجاهدين الأفغان لولاية كنر.. وكانت تلك الأيام قد اضطربت آراء الناس حول ما يحدث .. ولا أنسى أبدا عشرا ت الوفود التي قدمت على الشيخ في عنيزة من مدن المملكة.. والتي تستفتيه حول هذا الموضوع خصيصا .. سئل الشيخ في تلك القاعة عن موقفنا نحن كمسلمين من تلك الفتنة.. فأجاب بكلام مبني على الدليل من كتاب الله وسنة رسوله .. وقال : الذي أرى أن توقف التبرعات عن المجاهدين هناك جميعا حتى تنتهي الفتنة ولا نعينهم في أن يقتل بعضهم بعضا .. ونحو هذا الكلام.. أثارت تلك الفتوى من الشيخ موجة من الحيرة والترقب في وجوه الدكاترة والمشائخ الموجودين في القاعة .. وبعد انتهاء المحاضرة .. طلب الدكتور سعيد بن زعير من الشيخ أن يزور مكتبهم دخل الشيخ وكنت معه واجتمع حوله عدد من الدكاترة ومدراء الأقسام .. ودار نقاش علمي مع الشيخ حول فتواه ...
الحلقة الثانية والعشرون على ذكر سيارة الشيخ ... التابعة لجامعة الإمام ... أذكر مرة أنني رافقت...
الحلقة الثالثة والعشرون



كان النقاش حول قضية كنر والجهاد فيه شيء من الحدة .. خاصة من طرف المشائخ ..

أما الدكتور سعيد الزعير فلم يتكلم بكلمة واحدة ... طوال النقاش..

حينما بلغ النقاش حدا تبعثرت فيه الأوراق وتشوشت فيه الأفكار قال الشيخ:

سبحان الله ؟؟

هذا هو رأيي الذي أدين الله به وأنتم قولوا رأيكم، وليتبع الناس ما يرونه حق

أما أنا فلن أرسل لشخص فلسا واحدا وأعرف أنه سيستعين به في إيذاء أخيه

فما بالك بقتاله أو بقتله !!

ولقد رأيت وجه الشيخ محمرا من الغضب والتوتر..

حينها قال الشيخ سعيد بن زعير:

ياشيخنا والله نحن نحبك ونقدرك ونرى أن رأيك لا تبتغي به غير وجه الله لكن الإخوان

رغبوا في النقاش والحوار حتى تتضح لكم الصورة ، فهذا جهاد قد أنفقت عليه مبالغ

طائلة وأرواح كثيرة ودعم من هذا البلد وأهله طوال سنوات طويلة فهمنا الأكبر أن لا

تشوه صورته الناصعة ..

ثم قام الدكتور سعيد وقبل رأس الشيخ واعتذر منه وانفض المجلس.

بعد ذلك توجهنا لمكتب الدكتور عبد الله التركي ومنه خرجنا لصلاة الظهر

في الجامع الكبير .....

كنت برفقة الشيخ وكذلك كان معنا الدكتور عبد الله التركي ...

حينما رأى الشيخ الجمع الهائل من طلبة الجامعة والذين غص بهم كل المسجد..

فلا ترى فيه موطئ قدم من كثرتهم..

قال الشيخ : ياأخ عبد الله كم يتسع هذا الجامع..؟؟

قال: حوالي الثلاثين ألفا ...

ثم قال الشيخ : الله المستعان كم سيخرج لنا عالما من هؤلاء !!!

بعد الصلاة ألقى الشيخ كلمة قصيرة في المصلين يحثهم فيها على الحرص على العلم

واستغلال الأوقات ونحو ذلك ...

ثم خرجنا بالكاد من الجامع بسبب تكاثر المسلمين على الشيخ ..

توجه الشيخ برفقة الدكتور عبد الله التركي في سيارته الفارهة ..

ولم أكن أعرف وجهتنا فقد كان كل شيء مرتبا مسبقا !!

قالوا لي: أركب في هذه السيارة وأشاروا لسيارة فيها شاب أدم .عليه مرايات ..

وفي الطريق تعارفنا وعرفت مقصدنا ..

كان ذلك الشاب هو ابن الدكتور سعيد بن زعير ونحن متجهون للغداء في منزلهم..

وصلنا لمنزلهم فكان في استقبالنا جمع كبير من الناس ..

لم اعرف منهم سوى من ذكرت بالإضافة لشيخ كبير ضعيف البنية ..

سألت عنه : فقيل لي: هذا الشيخ عبد الله بن جبرين .. حفظه الله ورعاه ..

حينما ترى ذانك الشيخان الجليلان سويا تزداد تلك الجلسة رونقا وبهائا..

كان الشيخ عبد الله وشيخنا يتبادلان الحديث وإجابة الناس حول ما يسألان عنه

بكل أدب وسمو يليق بهما ..

لا حظت شيخنا مرارا يهمس في أذن الشيخ عبد الله بكلام فيضحك الشيخ منه!!

بعد ذلك رافقنا شخصا لا اعرفه حينها ..

جسمه وطوله وبنيته اقرب ما يكون من شيخنا ..؟؟؟

سأل الشيخ : ما عرفتنا على الأخ ؟

فقال : هذا فلان أحد تلاميذنا ، ولقد قال لي : إنه يرغب في صحبتي ليستفيد من علمي

ويخدمني كما خدم ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم..

شعرت بالخجل ، وتسمرت في مقعدي ولم أتكلم ..

وصلنا لمنزل الرجل في حي النسيم بشرق الرياض..

بجوار جامع الهدى القريب من مدرسة سلاح الحدود..

ونحن ننزل أغراضنا سألت الشيخ : من هذا الرجل؟؟

فقال : هذا أخي عبد الرحمن!!!

الأستاذ عبد الرحمن رجل فاضل جدا وخلقه وطيبته وسماحة نفسه يشهد عليها جميع

من عرفه ، وشيخنا يحبه ويثق فيه وينزل دوما في الرياض في بيته ...

وذلك قبل أن يبني شيخنا بيته في الرياض والذي هو ملاصق لمنزل أخيه عبد الرحمن..

حدثني الشيخ عن مرض أخيه عبد الرحمن ..وهو صغير ..

حيث أنه بقي طريح الفراش مدة من الزمن حتى يئس الأطباء من علاجه ..

فبقي أهله حوله يترقبون ساعة أجله وهم بلا حول له ولا قوة...

غير أن جارا لهم أو أحد أصحابهم احضر لهم طبيبا شعبيا ..

ففحصه وقلبه يمينا ويسارا وهو كالجثة الهامدة ..

قرر ذلك المعالج الشعبي أن يكويه في بعض مواضع جسمه ..

فكواه .. ثم انتظروا عدة أيام ..

فبدأ عبد الرحمن يستعيد عافيته حتى عاد صحيحا كما كان وأفضل ..

والأمور بيد الله سبحانه قبل كل شيء...

غير انه للأسف وبعد عدد من السنوات التي كانت فيه علاقتي مع الأخ عبد الرحمن

ممتازة لم يتركه صاحبنا حتى أغار صدره علي والله المستعان..

كنت أتوقع أننا سنبقى في منزل الأخ عبد الرحمن طوال فترة بقاءنا في الرياض..

ولقد أحببت الرجل من أول ما رأيته ... وأحببت البقاء في بيته ..

ألقى الشيخ محاضرة تلك الليلة في إحدى جوامع الرياض ثم توجهنا لمنزل أبناء عمومة الشيخ

حيث حضر جمع لا باس فيه من الأقارب متفاوتي الأعمار ..

ومنهم أخو الشيخ الدكتور عبد الله العثيمين الأديب المشهور ..

ومنهم ابن الشيخ البكر عبد الله العثيمين.. وغيرهم ..

بعد العشاء رافقنا الأخ عبد الله ابن الشيخ لمنزله المستأجر ..

حيث أنه يقيم في بشكل مؤقت قبل رجوعه لعنيزة..

كان عبد الله مهذبا جدا وغير متحفظ ..

والظاهر أن صاحبنا لم يلحق أن يفسد الأمور مع الجميع جملة واحدة ..!!

في اليوم التالي .. توجهنا بعد العصر للمطار وذلك للعودة للقصيم ...

حينما جئنا لتفتيش المعادن أخذ جهاز الإنذار يرن حينما مر الشيخ ؟؟

فأمر العسكري الشيخ بالرجوع وإنزال ما لديه من معادن.. ولم يعرف الشيخ..

ابتسم الشيخ ولم يرد إحراج الرجل فبدأ بخلع ساعته المعلقة في جيبه ..

فدخل تحت الجهاز فرن مرة أخرى!!

فعاد الشيخ وأخرج كومة المفاتيح من جيبه .. وهكذا تكرر ذلك ثلاث مرات..

حينها تقدم شاب من عائلة الشيخ للعسكري وهمس في أذنه فارتفع حاجباه ..

واحمر وجهه خجلا وقال : الله المستعان هذا الشيخ ابن عثيمين ؟؟

والله ما عرفتك ياشيخ ؟؟ اللي ما يعرف الصقر يشويه ..!!

ثم قبل رأس الشيخ واعتذر منه وأصر أن يصحبه حتى أجلسه عند باب السفر





واحة المسك
واحة المسك
السلام عليكم..
أختي..
بارك الله فيك...
أكملي فأنا أنتظرررررررررررررررررررررك...
صديقة الطيور
صديقة الطيور
السلام عليكم.. أختي.. بارك الله فيك... أكملي فأنا أنتظرررررررررررررررررررررك...
السلام عليكم.. أختي.. بارك الله فيك... أكملي فأنا أنتظرررررررررررررررررررررك...
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته :)

و كما عهدتك يا ابنة داري و دارك نشييييييييييييطة و مواضيعك قوية تستحق القراءة

تابعي و استمري حفظك الله

:26:

و جزاكِ الله كللل الجزاااااااااااااء
واحة المسك
واحة المسك
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته :) و كما عهدتك يا ابنة داري و دارك نشييييييييييييطة و مواضيعك قوية تستحق القراءة تابعي و استمري حفظك الله :26: و جزاكِ الله كللل الجزاااااااااااااء
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته :) و كما عهدتك يا ابنة داري و دارك نشييييييييييييطة و...
السلام عليكم..

أختي طولتي علينا كثييييييييييييييييييييييييييييييير....

عسى ما شر...!!!


واحة..
المدينة داري
المدينة داري
السلام عليكم.. أختي طولتي علينا كثييييييييييييييييييييييييييييييير.... عسى ما شر...!!! واحة..
السلام عليكم.. أختي طولتي علينا كثييييييييييييييييييييييييييييييير.... عسى ما...
صديقة الطيور
تسلمييين ياعسل على مرورك ومشكوورة
واحة المسك
اسم على مسمى حبيبتي وكأني أشعر بالمسك
يفوووح شذاه الآن ... بورك فيك

:26: :26: :26: