بحور 217
بحور 217
عدت لنا بغنيمة عظيمة يا ابنة مدينتي الحبيبة

نتابعك
المدينة داري
المدينة داري
عدت لنا بغنيمة عظيمة يا ابنة مدينتي الحبيبة نتابعك
عدت لنا بغنيمة عظيمة يا ابنة مدينتي الحبيبة نتابعك
بحور>> شعرت بالسعادة تغمرني عندما رأيت اسمكِ
فلك مكانتك الخاصة عندي:26:
أشكرك عزيزتي من كل قلبي على مرورك
الكريم
المدينة داري
المدينة داري
بحور>> شعرت بالسعادة تغمرني عندما رأيت اسمكِ فلك مكانتك الخاصة عندي:26: أشكرك عزيزتي من كل قلبي على مرورك الكريم
بحور>> شعرت بالسعادة تغمرني عندما رأيت اسمكِ فلك مكانتك الخاصة عندي:26: ...
الحلقة العشرون..



مكتبة الشيخ عامرة وأغلبها نسخ قديمة الطبع...

مساحتها حوالي ستة أمتار في أربعة ..

والرفوف ملصقة بجميع جدران الغرفة ...

يجلس الشيخ بجوار نافذة قريبة من الأرض ..

ويستقبل النافذة في الواجهة الجنوبية من الغرفة وأمامه تلفونان ..

أحدهما للفتاوى الشرعية والآخر تلفون البيت الخاص..

وليست هناك مقاعد للجلوس أو طاولة للكتابة.. بل يجلس الشيخ على الأرض فوق

سجادة صلاة .. ويكتب على لوح تعلق عليه الأوراق ..

يراجع الشيخ في مكتبته الكتب أو يجيب على الفتاوى .. أو ينظم المعاملات أ ويقرأ

الرسائل..

بخصوص الرسائل في تلك الليلة التي دخلت فيها للمكتبة ..

شاهدت بوسط الغرفة كومة ضخمة من الرسائل والأوراق المبعثرة ..!!

قال الشيخ وهو يشير لها بأسى: هذه رسائل الأسبوعين الأخيرة ولم أستطع قراءتها ؟؟

تأتي للشيخ رسائل من كل بلاد الدنيا ..

أذكر مرة طلب الشيخ محمد مني ومن الشيخ فهد السليمان جامع فتاويه ..

أن نجرد رسائل الناس ونرتبها ونبوبها ففتحنا الظروف ..

فوجدنا رسائل من البلاد العربية ومن أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومن كل بلاد الدنيا ..

ورسائل فيها شيكات تبرعات ورسائل فيها طلب مؤلفات واستفتاءات..

ورسائل من مراكز إسلامية ..

سمعت الشيخ يقول مرة : أكثر الرسائل التي تأتيني هي من الجزائر ..!!

ولذلك لا عجب إذا رأيت كثيرا من الطلبة الجزائريين في حلقة الشيخ..

رأيت رسائل من علماء مشهورين يستشيرون الشيخ في بعض المسائل والنوازل .

ومنهم وبكثرة الشيخ العلامة بكر أبو زيد .. وممن رأيته كثيرا يحرص على الاستفادة

من علم الشيخ سواء بالاستفتاء أو بسماع دروسه على أشرطة الكاسيت سماحة الشيخ

عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة الحالي..

وليست مكتبة الشيخ هي ما رأيته تلك الليلة فقط ..

بل إن لديه في القبو مكتبة أخرى تحتوي على المراجع التي تقل مراجعتها ..

و يوجد بها عدد من المخطوطات ..

ومنها مخطوطة تفسير الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي العالم المشهور ..

المسمى بتفسير الكريم المنان ...

وهذا التفسير قد كتبه الشيخ بخط لا يكاد يقرأ على دفتر الأستاذ

والذي يسمى دفتر حسابات (مسك الدفاتر)!!

يجلس الشيخ في اغلب أوقاته بالمكتبة وغالبا لا يقيل إلا فيها ..

وله في زاويتاها الشمالية فراش صغير وبطانية قديمة يتوسدها ويقيل هناك حتى أذان

العصر..

في تلك الليلة عدت أنا والأخ محمد وفي الطريق مررنا بمنزل الشيخ القديم..

وسأتكلم إن شاء الله عن هذا المنزل لاحقا حينما أحكي عن زيارة الأمير

ممدوح بن عبد العزيز لعنيزة..

أرجو أن لا يكون الملل قد دخلكم بتفاصيل قد لا يريدها البعض..

ولكن أرجو أن يأتي زمان يأتي فيه من يحتاج لمثل هذه المعلومات..

نرجع لجاري في درس الشيخ ..

كان ذلك الطالب المجد يظهر لي الاحترام والتقدير ..

كنت أرى ذلك (عن حسن نية ) نبلا منه وطيبة ..

فكسبني ذلك الشخص وصرت أخرج معه أحيانا بعد الدرس لبيته أو

للمكتبة ونحو ذلك ..

أذكر مرة أن الشيخ قال لي : انتبه يافلان من الناس لا تحدثهم بأمورك الخاصة ..

ترى الطلبة يحسدون بعض !! ونقل لي أثرا عن ابن عباس أنه قال : يتحاسد طلبة

العلم في آخر الزمان كما تتحاسد التيوس في زروبها!!.. ونحو ذلك الكلام..



والظاهر أن صاحبنا بسبب قربه من الشيخ ..

شعر أنني سأضايقه في قربي وكثرة لقاءاتي مع الشيخ ..

حينها لم أكن أعرف الحسد ولم أمارسه والله في حياتي ..

كنت أتحدث مع ذلك الشاب في بعض أموري الخاصة وفي اليوم التالي يستفسر مني

الشيخ..

حول ما قيل عن كذا وكذا !!

كأنه يلمح لما قلته لذلك الشاب..؟؟؟

غير أنني حينما أقارن ما أشاهده منه من سماحة نفس معي وحسن معشر..

أستبعد أن يكون هو من نقل هذا الكلام للشيخ ويا لغبائي!!

كتبت مرة رسالة للشيخ قلت له فيها بما معناه..

أنني أرغب في أن أستفيد من علمكم في حلكم في عنيزة وفي سفركم خارجها!!

حيث يشرفني أن أكون خادما لكم كما كان أنس وابن مسعود يخدمان رسول الله

صلى الله عليه وسلم ..

حينما قرأ الرسالة الشيخ فرح بها وسر خاصة انه رأى مني الحرص على ذلك..

حدثت ذلك الشاب بهذه الرسالة ..

فما كان منه إلا أن حذرني من ذلك وقال : لا أنصحك وهذا سوف يغير عليك

قلوب الطلبة الآخرين وسوف يقولون : هذا الولد له عند الشيخ ثلاثة شهور ..

والآن يريد أن يكون رفيقه في سفره..؟؟ لا ، انتبه وأنا أخوك لا تفعل ...

أخذ صاحبنا يهول لي الأمور حتى عزمت على ترك ذلك العمل المتهور!!!

وجاء يوم سمعت الشيخ يذكر أنه سيسافر للرياض ..

فوقع في نفسي أن أطلب منه أن أرافقه ولكن ما حذرني منه صاحبي جعلني أتردد !!



المدينة داري
المدينة داري
الحلقة العشرون.. مكتبة الشيخ عامرة وأغلبها نسخ قديمة الطبع... مساحتها حوالي ستة أمتار في أربعة .. والرفوف ملصقة بجميع جدران الغرفة ... يجلس الشيخ بجوار نافذة قريبة من الأرض .. ويستقبل النافذة في الواجهة الجنوبية من الغرفة وأمامه تلفونان .. أحدهما للفتاوى الشرعية والآخر تلفون البيت الخاص.. وليست هناك مقاعد للجلوس أو طاولة للكتابة.. بل يجلس الشيخ على الأرض فوق سجادة صلاة .. ويكتب على لوح تعلق عليه الأوراق .. يراجع الشيخ في مكتبته الكتب أو يجيب على الفتاوى .. أو ينظم المعاملات أ ويقرأ الرسائل.. بخصوص الرسائل في تلك الليلة التي دخلت فيها للمكتبة .. شاهدت بوسط الغرفة كومة ضخمة من الرسائل والأوراق المبعثرة ..!! قال الشيخ وهو يشير لها بأسى: هذه رسائل الأسبوعين الأخيرة ولم أستطع قراءتها ؟؟ تأتي للشيخ رسائل من كل بلاد الدنيا .. أذكر مرة طلب الشيخ محمد مني ومن الشيخ فهد السليمان جامع فتاويه .. أن نجرد رسائل الناس ونرتبها ونبوبها ففتحنا الظروف .. فوجدنا رسائل من البلاد العربية ومن أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا ومن كل بلاد الدنيا .. ورسائل فيها شيكات تبرعات ورسائل فيها طلب مؤلفات واستفتاءات.. ورسائل من مراكز إسلامية .. سمعت الشيخ يقول مرة : أكثر الرسائل التي تأتيني هي من الجزائر ..!! ولذلك لا عجب إذا رأيت كثيرا من الطلبة الجزائريين في حلقة الشيخ.. رأيت رسائل من علماء مشهورين يستشيرون الشيخ في بعض المسائل والنوازل . ومنهم وبكثرة الشيخ العلامة بكر أبو زيد .. وممن رأيته كثيرا يحرص على الاستفادة من علم الشيخ سواء بالاستفتاء أو بسماع دروسه على أشرطة الكاسيت سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة الحالي.. وليست مكتبة الشيخ هي ما رأيته تلك الليلة فقط .. بل إن لديه في القبو مكتبة أخرى تحتوي على المراجع التي تقل مراجعتها .. و يوجد بها عدد من المخطوطات .. ومنها مخطوطة تفسير الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي العالم المشهور .. المسمى بتفسير الكريم المنان ... وهذا التفسير قد كتبه الشيخ بخط لا يكاد يقرأ على دفتر الأستاذ والذي يسمى دفتر حسابات (مسك الدفاتر)!! يجلس الشيخ في اغلب أوقاته بالمكتبة وغالبا لا يقيل إلا فيها .. وله في زاويتاها الشمالية فراش صغير وبطانية قديمة يتوسدها ويقيل هناك حتى أذان العصر.. في تلك الليلة عدت أنا والأخ محمد وفي الطريق مررنا بمنزل الشيخ القديم.. وسأتكلم إن شاء الله عن هذا المنزل لاحقا حينما أحكي عن زيارة الأمير ممدوح بن عبد العزيز لعنيزة.. أرجو أن لا يكون الملل قد دخلكم بتفاصيل قد لا يريدها البعض.. ولكن أرجو أن يأتي زمان يأتي فيه من يحتاج لمثل هذه المعلومات.. نرجع لجاري في درس الشيخ .. كان ذلك الطالب المجد يظهر لي الاحترام والتقدير .. كنت أرى ذلك (عن حسن نية ) نبلا منه وطيبة .. فكسبني ذلك الشخص وصرت أخرج معه أحيانا بعد الدرس لبيته أو للمكتبة ونحو ذلك .. أذكر مرة أن الشيخ قال لي : انتبه يافلان من الناس لا تحدثهم بأمورك الخاصة .. ترى الطلبة يحسدون بعض !! ونقل لي أثرا عن ابن عباس أنه قال : يتحاسد طلبة العلم في آخر الزمان كما تتحاسد التيوس في زروبها!!.. ونحو ذلك الكلام.. والظاهر أن صاحبنا بسبب قربه من الشيخ .. شعر أنني سأضايقه في قربي وكثرة لقاءاتي مع الشيخ .. حينها لم أكن أعرف الحسد ولم أمارسه والله في حياتي .. كنت أتحدث مع ذلك الشاب في بعض أموري الخاصة وفي اليوم التالي يستفسر مني الشيخ.. حول ما قيل عن كذا وكذا !! كأنه يلمح لما قلته لذلك الشاب..؟؟؟ غير أنني حينما أقارن ما أشاهده منه من سماحة نفس معي وحسن معشر.. أستبعد أن يكون هو من نقل هذا الكلام للشيخ ويا لغبائي!! كتبت مرة رسالة للشيخ قلت له فيها بما معناه.. أنني أرغب في أن أستفيد من علمكم في حلكم في عنيزة وفي سفركم خارجها!! حيث يشرفني أن أكون خادما لكم كما كان أنس وابن مسعود يخدمان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حينما قرأ الرسالة الشيخ فرح بها وسر خاصة انه رأى مني الحرص على ذلك.. حدثت ذلك الشاب بهذه الرسالة .. فما كان منه إلا أن حذرني من ذلك وقال : لا أنصحك وهذا سوف يغير عليك قلوب الطلبة الآخرين وسوف يقولون : هذا الولد له عند الشيخ ثلاثة شهور .. والآن يريد أن يكون رفيقه في سفره..؟؟ لا ، انتبه وأنا أخوك لا تفعل ... أخذ صاحبنا يهول لي الأمور حتى عزمت على ترك ذلك العمل المتهور!!! وجاء يوم سمعت الشيخ يذكر أنه سيسافر للرياض .. فوقع في نفسي أن أطلب منه أن أرافقه ولكن ما حذرني منه صاحبي جعلني أتردد !!
الحلقة العشرون.. مكتبة الشيخ عامرة وأغلبها نسخ قديمة الطبع... مساحتها حوالي ستة أمتار في...
الحلقة الواحدة والعشرون



كنت يوما أسير مع الشيخ بعد صلاة العصر ..

فجاءه رجل ذو هيئة ومعه مرافق له ..

عرف نفسه للشيخ بأنه الأمير فلان ....

دعاه الشيخ للتفضل في بيته للقهوة والتعارف .. فرحب بذلك الرجل والظاهر أن هذا هو

غايته من الزيارة ...

قال لي الشيخ: تفضل معنا ...

فدخلت مع الضيف من باب الملحق ..

بعد دقائق أحضر الشيخ القهوة والتمر وإبريق الشاي معه...

فحملتها من يديه فكنت خادم القوم في تلك الجلسة ..

ويعلم الله قدر شعوري بالفخر والشرف أن أخدم شيخنا وضيوفه..

بعد انتهاء الجلسة وانصراف الضيوف ..

عرضت على الشيخ أن أرافقه لسفرته في الرياض ..

فقال : وما غرضك من ذلك ؟؟

فكررت له ما قلت له في الرسالة ....

فقال : أهلا بك وسهلا ولكن سفري ذلك جزء منه زيارة عائلية وسوف أرى..

ثم فاتحني الشيخ بموضوع آخر ...

هو موضوع الدراسة النظامية .. قال لي:

لما لا تكمل دراستك؟

فقلت له لا مانع عندي ولكن كيف؟؟

ملفي الدراسي ليس لدي !!

كنت أتهرب من الموضوع حتى لا تكتشف هويتي الحقيقية!!

قال الشيخ: دع الأمر لي وسوف أسجلك في المعهد العلمي...

قبلت وأظهرت الفرح والاغتباط وأنا في داخلي أغلي كالمرجل من الخوف!!

قلت له ياشيخنا ...

هل أنا في حلم ؟؟ أم في علم ؟؟

أن أكون الآن معك في بيتك مع الشيخ ابن عثيمين؟؟

ابتسم ودعا لي وقال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...

التقيت بصاحبي .. وجاري .. بعد ذلك فحدثته بما كان ...

وكان السفر بعد يومين ...

كان ذلك بمثابة حراب أغرسها في قلبه دون أن أشعر أو أقصد ذلك والله..

دهشت وربي من حرصه على تثبيطي وتذكيري بالعواقب ..

ولكن حتى تلك الساعة لم ينكشف لي ما يدبره ...

شجعني بندر على الذهاب ...وقال لا تتردد ..

ذات يوم بعد صلاة العصر ألتفت إلي شاب أعرفه جيدا وهو من أصحاب جاري ذاك!!

وسألني أسئلة مباشرة فيها وقاحة وصلف ...

قال : ايش اسمك؟؟

قلت فلان ..

قال : قلي اسمك كاملا .. ؟؟

قلت : فلان بن فلان .. ذكرت اسم الأب فقط..!!

قال: وما لقب العائلة؟؟

عرفت خلالها أنه مرسل لتخويفي من شيء ما!!

ولم أحب هذا الشخص مطلقا ، فهو رجل سيء الخلق حقود ..

بعد يومين استعديت للسفر وحزمت حقيبتي ..

وطلبت من جاري ذاك أن يوصلني هو إلى بيت الشيخ ...؟؟؟

بل واقترضت منه مبلغا من المال لمصاريفي!!

كنت كمن يطلب الماء من بياع الزيت!!

ولقد جاء فعلا في اليوم التالي ،لا ليوصلني بل ليعطيني رسالة واضحة مفادها ..

لقد حذرتك وأنذرتك ولكنك لا تسمع كلامي وسوف تندم..!!

لقد كانت نظراته والتي أتخيلها الآن أمام عيني تقذف بالشرر المستطير !!

ثم انطلق بسيارته مغضبا بعد أن رد باب سيارته في وجهي !!

لم اقدر الموقف حق قدره ..ولم أكن أحسب الأمور بمثل حساباته ولم تكن لي معرفة بطبائع البشر الحيوانية نعوذ بالله من ذلك..

أطلقت جرس باب منزل الشيخ فخرج أحد أبناء الشيخ ..

وهو يحمل حقيبتين ووضعها في مؤخرة السيارة..

وكانت تظهر على وجهه علامات الغضب وعدم الترحيب بي !!

ولم يسلم علي أو يخبرني أين الشيخ أو ماذا سنفعل !!

أي حال أنا فيه !!

انتظرت في الخارج حوالي النصف ساعة حتى خرج الشيخ فقال :

أين كنت ؟؟

أنا أنتظرك؟؟؟

لم أخبره بما حصل .. بل سكت وصافحت أبناءه الآخرين ..

يقولون العيون شواهد تكشف ما في القلوب ..

منذ أول مرة رأيت فيه أبناء الشيخ عرفت أنني لديهم غير مرضي عني بل أنا مغضوب علي..

وإنني أقسم وأجزم أن ذلك كله من فعل صاحبي الذي ظننته صديقا لي!!

فهو أحد أقربائهم والرجل منذ سنوات عديدة قريب منهم ومن الشيخ .. وقد كسب ثقتهم فلا شك أنه ذو مصداقية في خبره عني !!

ولقد حاولت مرارا وتكرارا أن اثبت لهم أنني شخص مختلف عما صوره الرجل عني ولكن بدون فائدة .. فالناس للأسف حكمهم في الغالب يترسخ ويتجذر منذ الصدمة الأولى!!

خاصة أن الوقائع التي حصلت قد زادت الأمر تعقيدا .. والحمد لله..

ولكن الله سبحانه وتعالى عوضني كثيرا بشيخنا وليغضب كل الناس عني!!

إذا كان حبك لي صادق فكل الذي فوق التراب تراب..

توجهنا للمطار برفقة سائق الشيخ..

وهي سيارة كابر يس موديل تسعة وسبعين!!

لونها بني مخطط بلون البيج !!

يقول السائق لي : أنا أسوق الشيخ منذ خمسة عشر عاما بهذه السيارة..

ولقد باءت كل محاولاتي ومحاولات إدارة جامعة الإمام لتغيير السيارة ..

حيث أن الشيخ يراها سيارة ممتازة ولا يهم شكلها أو موديلها المهم أن توصله

المدينة داري
المدينة داري
الحلقة الواحدة والعشرون كنت يوما أسير مع الشيخ بعد صلاة العصر .. فجاءه رجل ذو هيئة ومعه مرافق له .. عرف نفسه للشيخ بأنه الأمير فلان .... دعاه الشيخ للتفضل في بيته للقهوة والتعارف .. فرحب بذلك الرجل والظاهر أن هذا هو غايته من الزيارة ... قال لي الشيخ: تفضل معنا ... فدخلت مع الضيف من باب الملحق .. بعد دقائق أحضر الشيخ القهوة والتمر وإبريق الشاي معه... فحملتها من يديه فكنت خادم القوم في تلك الجلسة .. ويعلم الله قدر شعوري بالفخر والشرف أن أخدم شيخنا وضيوفه.. بعد انتهاء الجلسة وانصراف الضيوف .. عرضت على الشيخ أن أرافقه لسفرته في الرياض .. فقال : وما غرضك من ذلك ؟؟ فكررت له ما قلت له في الرسالة .... فقال : أهلا بك وسهلا ولكن سفري ذلك جزء منه زيارة عائلية وسوف أرى.. ثم فاتحني الشيخ بموضوع آخر ... هو موضوع الدراسة النظامية .. قال لي: لما لا تكمل دراستك؟ فقلت له لا مانع عندي ولكن كيف؟؟ ملفي الدراسي ليس لدي !! كنت أتهرب من الموضوع حتى لا تكتشف هويتي الحقيقية!! قال الشيخ: دع الأمر لي وسوف أسجلك في المعهد العلمي... قبلت وأظهرت الفرح والاغتباط وأنا في داخلي أغلي كالمرجل من الخوف!! قلت له ياشيخنا ... هل أنا في حلم ؟؟ أم في علم ؟؟ أن أكون الآن معك في بيتك مع الشيخ ابن عثيمين؟؟ ابتسم ودعا لي وقال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ... التقيت بصاحبي .. وجاري .. بعد ذلك فحدثته بما كان ... وكان السفر بعد يومين ... كان ذلك بمثابة حراب أغرسها في قلبه دون أن أشعر أو أقصد ذلك والله.. دهشت وربي من حرصه على تثبيطي وتذكيري بالعواقب .. ولكن حتى تلك الساعة لم ينكشف لي ما يدبره ... شجعني بندر على الذهاب ...وقال لا تتردد .. ذات يوم بعد صلاة العصر ألتفت إلي شاب أعرفه جيدا وهو من أصحاب جاري ذاك!! وسألني أسئلة مباشرة فيها وقاحة وصلف ... قال : ايش اسمك؟؟ قلت فلان .. قال : قلي اسمك كاملا .. ؟؟ قلت : فلان بن فلان .. ذكرت اسم الأب فقط..!! قال: وما لقب العائلة؟؟ عرفت خلالها أنه مرسل لتخويفي من شيء ما!! ولم أحب هذا الشخص مطلقا ، فهو رجل سيء الخلق حقود .. بعد يومين استعديت للسفر وحزمت حقيبتي .. وطلبت من جاري ذاك أن يوصلني هو إلى بيت الشيخ ...؟؟؟ بل واقترضت منه مبلغا من المال لمصاريفي!! كنت كمن يطلب الماء من بياع الزيت!! ولقد جاء فعلا في اليوم التالي ،لا ليوصلني بل ليعطيني رسالة واضحة مفادها .. لقد حذرتك وأنذرتك ولكنك لا تسمع كلامي وسوف تندم..!! لقد كانت نظراته والتي أتخيلها الآن أمام عيني تقذف بالشرر المستطير !! ثم انطلق بسيارته مغضبا بعد أن رد باب سيارته في وجهي !! لم اقدر الموقف حق قدره ..ولم أكن أحسب الأمور بمثل حساباته ولم تكن لي معرفة بطبائع البشر الحيوانية نعوذ بالله من ذلك.. أطلقت جرس باب منزل الشيخ فخرج أحد أبناء الشيخ .. وهو يحمل حقيبتين ووضعها في مؤخرة السيارة.. وكانت تظهر على وجهه علامات الغضب وعدم الترحيب بي !! ولم يسلم علي أو يخبرني أين الشيخ أو ماذا سنفعل !! أي حال أنا فيه !! انتظرت في الخارج حوالي النصف ساعة حتى خرج الشيخ فقال : أين كنت ؟؟ أنا أنتظرك؟؟؟ لم أخبره بما حصل .. بل سكت وصافحت أبناءه الآخرين .. يقولون العيون شواهد تكشف ما في القلوب .. منذ أول مرة رأيت فيه أبناء الشيخ عرفت أنني لديهم غير مرضي عني بل أنا مغضوب علي.. وإنني أقسم وأجزم أن ذلك كله من فعل صاحبي الذي ظننته صديقا لي!! فهو أحد أقربائهم والرجل منذ سنوات عديدة قريب منهم ومن الشيخ .. وقد كسب ثقتهم فلا شك أنه ذو مصداقية في خبره عني !! ولقد حاولت مرارا وتكرارا أن اثبت لهم أنني شخص مختلف عما صوره الرجل عني ولكن بدون فائدة .. فالناس للأسف حكمهم في الغالب يترسخ ويتجذر منذ الصدمة الأولى!! خاصة أن الوقائع التي حصلت قد زادت الأمر تعقيدا .. والحمد لله.. ولكن الله سبحانه وتعالى عوضني كثيرا بشيخنا وليغضب كل الناس عني!! إذا كان حبك لي صادق فكل الذي فوق التراب تراب.. توجهنا للمطار برفقة سائق الشيخ.. وهي سيارة كابر يس موديل تسعة وسبعين!! لونها بني مخطط بلون البيج !! يقول السائق لي : أنا أسوق الشيخ منذ خمسة عشر عاما بهذه السيارة.. ولقد باءت كل محاولاتي ومحاولات إدارة جامعة الإمام لتغيير السيارة .. حيث أن الشيخ يراها سيارة ممتازة ولا يهم شكلها أو موديلها المهم أن توصله
الحلقة الواحدة والعشرون كنت يوما أسير مع الشيخ بعد صلاة العصر .. فجاءه رجل ذو هيئة ومعه مرافق...

الحلقة الثانية والعشرون



على ذكر سيارة الشيخ ...

التابعة لجامعة الإمام ... أذكر مرة أنني رافقت الشيخ من الجامعة وحتى بيته..

وحين وصلنا للمنزل أمرني الشيخ بالنزول من السيارة ..!!

فقلت له : خل فلان يوصلني للسكن لو سمحت بذلك ؟؟

فقال : لا؟؟

أنزل هنا وامش على قدميك!!

خرجت من السيارة فلما رأى أثر كلامه علي قال لي:

هذه السيارة يابني أعطيت لي لاستعمالها في عملي وشغلي...

ولا يجوز لي شرعا أن أسمح لأحد آخر باستعمالها سوى بإذن من الجامعة!!!

ولا حتى لأبنائي وأهلي !!

أذكر من ورع الشيخ الشيء الكثير ولقد ذكر لي احد كبار طلبة سماحة الشيخ العلامة

عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه حينما ذكر له بعض مواقف الشيخ ابن عثيمين

في الورع تعجب من ذلك وقال : من يقدر على هذا؟؟؟

وهو من هو في ورعه وزهده رحمهما الله وعفا عنهما فهما والله نادران في زمانهما

نحسبهم كذلك والله عز وجل حسيبنا وحسيبهم..

وصلنا ذلك اليوم لمطار القصيم الإقليمي ..

حملت الحقائب ودخلنا سويا لصالة المسافرين ..

لمح الشباب العامل في المطار من موظفين وعسكر الشيخ فجاء بعضهم للسلام على الشيخ

وهم مبتهجون بذلك !!

أما أنا فقد كنت في شبه السكرة من الفرح ..

يا الله أين كنت وأين أنا الآن ...؟؟

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

لم يكن هناك أي تأخير فقد وصلنا وقت نداء ركوب المسافرين للطائرة ..

بعد تجاوزنا لمعاملات السفر جاء مدير المطار للسلام على الشيخ ..

وأدخله في مكتب الضابط المناوب ..

وقدموا لنا الشاي ..

وحينما استكمل ركوب المسافرين توجهنا للطائرة أنا وشيخنا..

كان مقعد الشيخ على الدرجة الأولى وذلك على حساب جامعة الإمام التي

ستستضيف الشيخ لمحاضرة للمبتعثين من طلابها خارج المملكة ..

وعادة الشيخ إن سافر على حسابه الشخصي أن يركب الدرجة السياحية ..

لكن في عدة مواقف شاهدتها يرفض ربان الطائرة حينما يعلم بوجود الشيخ ..

إلا أن ينقل في الدرجة الأولى .. إكراما للشيخ وحبا واحتراما له..

في تلك الرحلة كنت أنا بطبيعة الحال في الدرجة السياحية أو ما يسمى الضيافة..

ولكن بعد إقلاع الطائرة ، جاءني الشيخ بنفسه وقد استأذن لي أن أكون برفقته..

فكنت بجواره في الدرجة الأولى...

لكم أيها الإخوة والأخوات أن تدركوا تلك المشاعر التي كانت في نفسي تلك اللحظات..

كنت أراقب الشيخ وأحاول أن استفيد من كل تصرفاته فهو قدوة لي في كل شيء..

بعد شرب القهوة جاء مضيف الطائرة للشيخ وقال له:

هل ممكن أن ترافقني لغرفة قيادة الطائرة ، الكابتن يدعوك لو تكرمت ؟؟

قام الشيخ من مقعده وتوجه لمضيفه وبقيت لوحدي حتى قرب وصولنا للرياض ..

علما أن الرحلة تستغرق حوالي الأربعين دقيقة فقط!!

رجع الشيخ وجلس على كرسيه ..

وبدأ في تلاوة حزبه من القرءان .. حيث يقرأ يوميا جزأين كاملين من صدره ...

وصلنا لمطار الرياض ونزلنا في الصالة العامة واستقبلنا مندوب الجامعة ..

توجهنا مباشرة لجامعة الإمام ولمكتب الدكتور عبد الله التركي مدير الجامعة حينها..

سلم الشيخ على الدكتور التركي وسلمت عليه .. وبقيت معهما لدقائق ..

ثم خرجت للخارج وانتظرت خروج الشيخ ..

بعد ساعة تقريبا ناداني مندوب الجامعة وقال : الشيخ يدعوك للحاق به لموقع

المحاضرة..

نزلت مع المندوب حيث يظهر أن هناك مخرج خاص من مكتب الدكتور عبد الله ..

سألني مندوب الجامعة .. هل أنت ابن الشيخ ؟

قلت :لا ... أنا أحد تلاميذه ...

قال لي : هنيئا لك يا أخي هذا الشرف ..

دخلنا لصالة ضخمة جدا وفيها من الفخامة والنظارة ما يبهر العقول ...

ولم يكن هناك حضور سوى الصفين الأول والثاني !!

وبعض الناس هنا وهناك!!

حيث أن المحاضرة خاصة فقط بالمبتعثين وأظن عددهم حوالي المائة وعشرون ..

تحدث الشيخ حديثا طويلا حول ما يتعلق بسفرهم من أحكام فقهية ومن تنبيهات

وتحذيرات من بعض الأخطار التي قد تواجههم في أمور دينهم ..

وبث الشيخ في نفوسهم الحماسة في الاستفادة مما لدى الآخرين والعودة لبلادهم

لكي تنتفع الأجيال بهم وحذرهم من الأفكار المسمومة والتي عاد بها بعض أبناءن

ونحو ذلك من توجيهات ومعان مفيدة..

ثم فتح الباب للأسئلة والتي أخذت اغلب وقت المحاضرة وكانت أسئلة مفيدة للغاية..

بعد انتهاء المحاضرة ... توجهنا لكلية الدعوة والإعلام وصحب الشيخ

للكلية الدكتور سعيد بن زعير ولا أدري هل هو عميد الكلية أم هو أحد دكاترته..

ودخلنا في قاعة أصغر من الأولى وأظنها تابعة للكلية ..

وكانت غاصة جدا بالطلبة ، وقد امتلاء الدرج وأمام الأبواب وأطراف المسرح بالحضور..

تحدث الشيخ في كلمة مختصرة ثم استقبل أسئلة الناس ..

كانت في تلك الأيام أحداث أشغلت الناس والمجتمع وهي قضية ..

مقتل الشيخ جميل الرحمن ودخول مجموعة من قادة المجاهدين الأفغان لولاية كنر..

وكانت تلك الأيام قد اضطربت آراء الناس حول ما يحدث ..

ولا أنسى أبدا عشرا ت الوفود التي قدمت على الشيخ في عنيزة من مدن المملكة..

والتي تستفتيه حول هذا الموضوع خصيصا ..

سئل الشيخ في تلك القاعة عن موقفنا نحن كمسلمين من تلك الفتنة..

فأجاب بكلام مبني على الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ..

وقال : الذي أرى أن توقف التبرعات عن المجاهدين هناك جميعا حتى تنتهي الفتنة

ولا نعينهم في أن يقتل بعضهم بعضا .. ونحو هذا الكلام..

أثارت تلك الفتوى من الشيخ موجة من الحيرة والترقب في وجوه الدكاترة والمشائخ

الموجودين في القاعة ..

وبعد انتهاء المحاضرة .. طلب الدكتور سعيد بن زعير من الشيخ أن يزور مكتبهم

دخل الشيخ وكنت معه واجتمع حوله عدد من الدكاترة ومدراء الأقسام ..

ودار نقاش علمي مع الشيخ حول فتواه ...