قبل ان أدخل في تفاصيل هذا الجزء من القصة أريد أن أطلعكم على وضع في فلسطين ....
بعد أن دخل اليهود البلاد ، أعطي جميع سكان الشمال ( الذين نسميهم عرب ال48 ) وهم الذين لم يهاجروا عام 1948 هويات اسرائيلية ... وبعد عدة سنوات من الاحتلال تم إجراء إحصاء للسكان وتوزيع هويات عليهم حسب منطقة سكنهم ( هوية زرقاء لأهل القدس ، وحمراء لسكان مناطق الضفة الغربية .... اصحاب الهوية الزرقاء لهم امتيازات متعددة أهمها قدرتهم على التنقل بين المدن ودخول القدس بالإضافة إلى التأمين الصحي وغيره ...
عماد كان من العائلات المقدسية الأصيلة ... ولد في يافا ( مدينة في شمال فلسطن ) ومع هذا عندما تم اجراء الاحصاء السكاني كان في مدينة في الضفة الغربية فحصل على هوية حمراء ...
هناك ما يسمى معاملات لم شمل ، يتقدم بها أحد المواطنون من اصحاب الهويات المقدسية الزرقاء للداخلية الاسرائيلية راجيا أن يحصل أحد اقاربه من حملة الهوية الحمراء على هوية زرقاء مقدسية ...
مع تطور الأوضاع على الساحة السياسية في فلسطين ، كان من مصلحة عماد أن يحصل على هوية زرقاء .. تطوعت امه اليهودية سارة أن تقدم له معاملة لم شمل ... قدمت لأخته سهى فحصلت على الهوية الزرقاء ... أما عماد فقد كان لسارة شروط ... كانت تريد أن تسجله في الهوية .... يهودي ...فهذا في نظرها كلام فقط يسجل في الهوية .. وليبق عماد على دينه .. لكن هيهات لعماد أن يوافق على طلب حقير كهذا ، جن وثار وقال لها أنه لا يريد منها شيئا وأنه لن يغير دينه وانه يفتخر بكونه مسلم ، وكان هذا حدثا اخر ساهم في أن تنقطع علاقته مع امه سارة ...
ضاقت الأحوال على عماد ... وأدرك أن بيته بات يضم أكثر من جميلة ، بناته كانوا نسخة مصورة عن أمهم وإن كان يرفض أن يرى هذا ... لكنه وفي أحد الأيام أخبره صديق له يعمل في إحدى شركات دول الخليج أن الشركة عندهم بحاجة إلى مسؤول عن الكهرباء وأن عماد يصلح لهذه المهمة فهو خبير وفهيم وغن كان لا يملك إلا دبلوم في مجال الكهرباء ... أخبره صديقه أنه على علاقة قوية بالمدير وأنه يستطيع أن يدبر له هذا العمل ...
عماد ولأنه كان يعيش تعيسا أعجب بالفكرة وراى فيها خلاصا من جميلة ... بدا بتجهيز اوراقه الرسمية وساعده في ذلك زوج أخته عبير في الأردن ... وفي صباح أحد الايام خرج من بيته قاصدا السفر للأردن ليطمئن على امه ... ظروف السفر اصبحت متعبة ... هناك تشديد على الحدود ، جميلة عامليتله مشكلة على الصبح ... مسكين وصل تعبان عند بيت امه حنان ....
دق الباب ... لم يفتح أحد ، انتظر لعلها عند الجيران .... ثم ذهب عند الجيران ليسأل عنها فلم يجدها .. غريبة ما انا حاكيلها اني رح أزروها ... كان هذا ما نطق به عماد وهو يدق باب منزلها .... قصد بيت أخته عبير ، جلس معها حتى جاء زوجها فجلس يتحدث معه ... ثم استأذن وعاد إلى منزل امه ... بينما هو ينتظر عند باب منزلها ... ولأنها كانت تعيش في بيت قديم في حي قديم فقد كانت البيوت قريبة من بعضها ، ومن الزقاق راى أحد الشباب ينظر من نافذته ، المفروض ان نافذته تظل .. بل قريبة جدا من نافذة غرفة أم عماد ... كان أحد الشباب الذين سكنوا حديثا مقابل بيت أم عماد ... كانوا شبابا طائشين عاصين ، جلساتهم وافعالهم مشبوهة ...
كانت نظرات الشاب خائفة ... ما أن أدرك ان عماد قد رآه حتى أدخل رأسه بسرعة وأسدل الستار على النافذة ... هنا دق قلب عماد ... ارتجف وأحس ان هناك خطبا ما ...
نزل إلى الدكان القريب ، اشترى بكيت سجائر ( أصبح يدخن وهو الذي كان لا يطيق التدخين ولا رائحته ... ) أخذ ينفخ في هواء السيجارة وينتظر ، في الغرفة المجاورة لبيت أمه كان يعيش رجل لوحده ... استأذنه عماد أن يتوضأ عنده ويستخدم الحمام أعزكم الله ... ثم جلس معه وشربا كأسا من الشاي وتحدثا ....
انتظر وانتظر ولم تحضر امه ...
كان يقول في نفسه انها لا بد في زيارة أحد الجيران .. لكن عندما بدأ الظلام يحل رأى عماد أن ضوء البيت مشعل ... معقوووووول .. أم عماد مستحيييييييل تترك الضوء طول النهار ... زاد خوف عماد ... طلب من الرجل الذي يسكن قرب بيت أمه مصباحا يدويا ... أطل من نافذة قرب الباب ، كسر زجاجها ودفع الستار وأشعل المصباح ... وكانت صدمته .......
أم عماد المسكينة ... تحت طرف السرير .. رأسها تحته وتظهر قدميها ... وخط دم يسيل من تحتها ..... جن عماد ... صرخ ... يما ... الحقني يا أخي اطلب الاسعاف بسرعة ... بكى ... ارتجف ، كسر باب المنزل ودخل ليسحب جسد حنان من تحت السرير ... في رأسها غرز المقص الذي كانت تستخدمه في الخياطة ... غرزة واحدة .. دخل المقص من رأسها وخرج من سقف فمها .... تكلم معها ... ناداها ... يما ردي علي .. ردي علي ... وسبحان الله ... كانت حية ... لسانها ينطق عماد .... عماد بوهن وضعف ... وصلت الاسعاف ، وتم تبليغ الشرطة .... حملت أم عماد إلى المستشفى ... وسرعان ما دخلت في غيبوبة .....
أما عماد .... فمسكين لم تكفه مصيبته بما حصل لحنان أمه الحبيبة ، فقد القي عليه القبض ... والتهمة .... قتل أمه ...
في المرة القادمة إن شاء الله ..
عماد في السجن .... الشرطة الفاسدة .... وموقف جميلة ....
قبل ان أدخل في تفاصيل هذا الجزء من القصة أريد أن أطلعكم على وضع في فلسطين ....
بعد أن دخل...
بعد أن دخل اليهود البلاد ، أعطي جميع سكان الشمال ( الذين نسميهم عرب ال48 ) وهم الذين لم يهاجروا عام 1948 هويات اسرائيلية ... وبعد عدة سنوات من الاحتلال تم إجراء إحصاء للسكان وتوزيع هويات عليهم حسب منطقة سكنهم ( هوية زرقاء لأهل القدس ، وحمراء لسكان مناطق الضفة الغربية .... اصحاب الهوية الزرقاء لهم امتيازات متعددة أهمها قدرتهم على التنقل بين المدن ودخول القدس بالإضافة إلى التأمين الصحي وغيره ...
عماد كان من العائلات المقدسية الأصيلة ... ولد في يافا ( مدينة في شمال فلسطن ) ومع هذا عندما تم اجراء الاحصاء السكاني كان في مدينة في الضفة الغربية فحصل على هوية حمراء ...
هناك ما يسمى معاملات لم شمل ، يتقدم بها أحد المواطنون من اصحاب الهويات المقدسية الزرقاء للداخلية الاسرائيلية راجيا أن يحصل أحد اقاربه من حملة الهوية الحمراء على هوية زرقاء مقدسية ...
مع تطور الأوضاع على الساحة السياسية في فلسطين ، كان من مصلحة عماد أن يحصل على هوية زرقاء .. تطوعت امه اليهودية سارة أن تقدم له معاملة لم شمل ... قدمت لأخته سهى فحصلت على الهوية الزرقاء ... أما عماد فقد كان لسارة شروط ... كانت تريد أن تسجله في الهوية .... يهودي ...فهذا في نظرها كلام فقط يسجل في الهوية .. وليبق عماد على دينه .. لكن هيهات لعماد أن يوافق على طلب حقير كهذا ، جن وثار وقال لها أنه لا يريد منها شيئا وأنه لن يغير دينه وانه يفتخر بكونه مسلم ، وكان هذا حدثا اخر ساهم في أن تنقطع علاقته مع امه سارة ...
ضاقت الأحوال على عماد ... وأدرك أن بيته بات يضم أكثر من جميلة ، بناته كانوا نسخة مصورة عن أمهم وإن كان يرفض أن يرى هذا ... لكنه وفي أحد الأيام أخبره صديق له يعمل في إحدى شركات دول الخليج أن الشركة عندهم بحاجة إلى مسؤول عن الكهرباء وأن عماد يصلح لهذه المهمة فهو خبير وفهيم وغن كان لا يملك إلا دبلوم في مجال الكهرباء ... أخبره صديقه أنه على علاقة قوية بالمدير وأنه يستطيع أن يدبر له هذا العمل ...
عماد ولأنه كان يعيش تعيسا أعجب بالفكرة وراى فيها خلاصا من جميلة ... بدا بتجهيز اوراقه الرسمية وساعده في ذلك زوج أخته عبير في الأردن ... وفي صباح أحد الايام خرج من بيته قاصدا السفر للأردن ليطمئن على امه ... ظروف السفر اصبحت متعبة ... هناك تشديد على الحدود ، جميلة عامليتله مشكلة على الصبح ... مسكين وصل تعبان عند بيت امه حنان ....
دق الباب ... لم يفتح أحد ، انتظر لعلها عند الجيران .... ثم ذهب عند الجيران ليسأل عنها فلم يجدها .. غريبة ما انا حاكيلها اني رح أزروها ... كان هذا ما نطق به عماد وهو يدق باب منزلها .... قصد بيت أخته عبير ، جلس معها حتى جاء زوجها فجلس يتحدث معه ... ثم استأذن وعاد إلى منزل امه ... بينما هو ينتظر عند باب منزلها ... ولأنها كانت تعيش في بيت قديم في حي قديم فقد كانت البيوت قريبة من بعضها ، ومن الزقاق راى أحد الشباب ينظر من نافذته ، المفروض ان نافذته تظل .. بل قريبة جدا من نافذة غرفة أم عماد ... كان أحد الشباب الذين سكنوا حديثا مقابل بيت أم عماد ... كانوا شبابا طائشين عاصين ، جلساتهم وافعالهم مشبوهة ...
كانت نظرات الشاب خائفة ... ما أن أدرك ان عماد قد رآه حتى أدخل رأسه بسرعة وأسدل الستار على النافذة ... هنا دق قلب عماد ... ارتجف وأحس ان هناك خطبا ما ...
نزل إلى الدكان القريب ، اشترى بكيت سجائر ( أصبح يدخن وهو الذي كان لا يطيق التدخين ولا رائحته ... ) أخذ ينفخ في هواء السيجارة وينتظر ، في الغرفة المجاورة لبيت أمه كان يعيش رجل لوحده ... استأذنه عماد أن يتوضأ عنده ويستخدم الحمام أعزكم الله ... ثم جلس معه وشربا كأسا من الشاي وتحدثا ....
انتظر وانتظر ولم تحضر امه ...
كان يقول في نفسه انها لا بد في زيارة أحد الجيران .. لكن عندما بدأ الظلام يحل رأى عماد أن ضوء البيت مشعل ... معقوووووول .. أم عماد مستحيييييييل تترك الضوء طول النهار ... زاد خوف عماد ... طلب من الرجل الذي يسكن قرب بيت أمه مصباحا يدويا ... أطل من نافذة قرب الباب ، كسر زجاجها ودفع الستار وأشعل المصباح ... وكانت صدمته .......
أم عماد المسكينة ... تحت طرف السرير .. رأسها تحته وتظهر قدميها ... وخط دم يسيل من تحتها ..... جن عماد ... صرخ ... يما ... الحقني يا أخي اطلب الاسعاف بسرعة ... بكى ... ارتجف ، كسر باب المنزل ودخل ليسحب جسد حنان من تحت السرير ... في رأسها غرز المقص الذي كانت تستخدمه في الخياطة ... غرزة واحدة .. دخل المقص من رأسها وخرج من سقف فمها .... تكلم معها ... ناداها ... يما ردي علي .. ردي علي ... وسبحان الله ... كانت حية ... لسانها ينطق عماد .... عماد بوهن وضعف ... وصلت الاسعاف ، وتم تبليغ الشرطة .... حملت أم عماد إلى المستشفى ... وسرعان ما دخلت في غيبوبة .....
أما عماد .... فمسكين لم تكفه مصيبته بما حصل لحنان أمه الحبيبة ، فقد القي عليه القبض ... والتهمة .... قتل أمه ...
في المرة القادمة إن شاء الله ..
عماد في السجن .... الشرطة الفاسدة .... وموقف جميلة ....