ام زينب و جويرية :

لن أردّ على الجدل الشّرعي لأنّي لا أرى في نفسي الأهليّة لذلك كلامي عن شيء آخر أحيانا كثيرة يحتاج الإنسان للناصح لا المادح أختي الفاضلة راقية بأمانة أرجو أن تتقبليها مني أجد فجوة بين أسلوبك و نقولاتك التي كثيرا ما أستمتع بها لتأتي ردودك فتصدمني أسلوبك أخية بحاجة لمراجعة ففيه الكثير من التعالي قد لا يكون مقصودا و لكنّ فيه شيئا من التنفير و في العموم و هي تذكرة لنفسي في المقام الأوّل قبل أن تكون لغيري أريد أن أنوّه إلى أنّ الوعي و الفهم مستويات متفاوتة بين البشر فنضع في اعتبارنا أنّ مواضع النقولات و الإستشهادات هي نتاج فهمنا ووعينا الخاص لما ننقل من ناحية و أيضا فهمنا لملابسات ما نستدلّ عليه من ناحية أخرى فليس بالضرورة أن يكون فهمنا لهذا أو ذاك دائما صوابا فكما قال الإمام مالك رحمه الله كلّ يؤخذ من قوله و يردّ إلّا صاحب هذا القبر مشيرا إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و لنضع في اعتبارنا أيضا أن من يخالفنا ليس بالضرورة جاحدا أو رافضا لمضمون النقل إنما قد يكون منكرا لموضع استحضاره و الإستشهاد به و مخالفا لوعينا الخاص بملابسات الموقف . أضرب مثلا استشهد أحدهم بآية في غير موضعها (قد يكون أخطأ في تشخيص الوضع أصلا أو أخطأ في استحضار الدّليل ) فتمّ الإنكار عليه لا يعني ذلك جحود كلام الله أو ردّه أيضا أريد أن ألفت إلى أنّ النقل قد يبتر المعنى و يخفي السّياق و بالتالي يفهم النّصّ على غير مقصده و ما رمى إليه أيضا هناك أدلّة قد تبدو في ظاهرها متنافرة و متضادّة و لكن هناك أوجه للجمع بينها يقدّرها أهل العلم الرّاسخ و من منّ الله عليهم بنور البصيرة فصاحب الهوى من الممكن أن يستشهد بها على الشيء و نقيضه أمّا الجاهل فقد يستشهد بها في شقّ أو اتجاه معيّن مهملا شقّا آخر لجهله به ولا أحد منّا يمكن أن يدّعي سعة العلم و كمال المعرفة لذلك و ممّا سبق أخلص إلى أنّ التّعصّب لغير الثوابت منفّر و مذموم و الأخذ بالنقد قد يأتينا بفائدة و يطوّر ذواتنا فليس هناك من بشر كامل

لن أردّ على الجدل الشّرعي لأنّي لا أرى في نفسي الأهليّة لذلك كلامي عن شيء آخر أحيانا كثيرة...