أم شماء
أم شماء
الباقة الرابـــــــــــــــــــــــعة...

آداب الصلاة


الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، وهي العبادة اليومية لكل مسلم يدخل بها على ربه كل يوم خمس مرات في صلة وثيقة، وارتباط عميق، وولاء كامل، مناجيا خالقه مقبلا عليه إقبال العبد الفقير على سيده الغني الكبير، مستمدا منه المعون والرحمة والهداية والعطاء، قائما وراكعا وساجدا بين يديه في لحن سماوي خالد. تتجاوب مع أصدائه جنبات الكون كله ليصبح للمسلم معبدا ومصلى يرجّع معه ذكر الله عز وجل " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ" الإسراء 44.
"كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ "النور 41.

هذه هي الصلاة التي أرادها الله عز وجل ووصفها رسول الله بقوله فيما يرويه عن ربه عز وجل:

" ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب، أجعل له في الجهالة حلما، وفي الظلمة نورا، ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي، واسستحفظه ملائكتي، ومثله في خلقي، كمثل الفردوس في الجنة" رواه البزار.

وهي أول ما يحاسب عليه العبد فقد قال :

"أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه الطبراني.

وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله أمته وهو يفارق هذه الدنيا لاحقا بالرفيق الأعلى قائلا:

"الصلاة.. الصلاة.. وما ملكت أيمانكم."

وهي أول صفت المتقين:" هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ " البقرة 2 »»3.

وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر قال :" بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه أحمد ومسلم.

وهي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام:" رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي" إبراهيم 40.

ووصية الأنبياء والمرسلين:" وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً" (31) مريم.

روي أن عليا كان إذا حضر الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له: ما بك يا أمير المؤمنين فيقول: جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملتها.
وقد أوحى الله الى بعض النبيين: " إذا دخلت الصلاة فهب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع. فإني قريب مجيب."

هذا وللصلاة آداب نجمل بعضها فيما يلي:


1 »» الإقبال على الصلاة برغبة ومحبة، وبهمة ونشاط، وبشوق لمناجاة الله عز وجل.

2 »» تحسين الهيئة قبل الدخول في الصلاة، باختيار الملابس النظيفة والتعطر والتسوك.

قال تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ؟" الأعراف31.

3 »» قضاء الحوائج الهامة والأعمال الضرورية قبل الصلاة، لتفريغ القلب مما سوى الله عز وجل.

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان "رواه مسلم.

4 »» لزوم السكينة والوقار، والهدوء والأناة عند الاقبال لأداء الصلاة.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول:" إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" متفق عليه.

5 »» الدخول في الصلاة بتوجه القلب الى الله عز وجل، وسكون الأطراف والجوارح، ولزوم التواضع والخشوع بين يدي الله تعالى، والتذلل والهيبة والخضوع لعظمة الله عز وجل.

قال تعالى:" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) " المؤمنون.

6 »» تجنّب الالتفات والشرود، والضحك والعبث بالثوب أو باليدين أثناء الصلاة.

عن عائشة ا قالت: سألت رسول الله عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد " رواه البخاري.

7 »» النظر الى موضع السجود مطرقا مفكرا، وتجنب رفع البصر الى السماء.

عن أنس قال: قال رسول الله :" ما بال أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم " رواه البخاري.

8 »» التعقل والتفكر والتدبر لمعاني الآيات والأذكار، وتجنب الغفلة والسهو في الصلاة.

قال تعالى:" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)" الماعون.

وعن عمار بن ياسر أن النبي قال:" إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها" رواه أحمد وأبو داود.

9 »» الإطمئنان في أداء الصلاة، وتجنب العجلة في أركانها وحركاتها.

عن عثمان قال: سمعت رسول الله يقول:" ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفار لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله" رواه مسلم.

10 »» مدافعة السعال والتثاؤب والعطاس والجشاء، أثناء الصلاة ما استطاع وخفض الصوت بها إن صدرت.

عن أبي هريرة عن النبي قال:
"التثاؤب في الصلاة من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع " رواه البخاري.

11 »» الإسراع في أداء الصلاة أول الوقت، وعدم تأخيرها الى آخر الوقت تكاسلا بلا عذر.

قال تعالى في وصف المنافقين:" وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ" (54) التوبة.

وعن ابن مسعود قال: سألت رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ قال:" الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله". متفق عليه.

12 »» الجلوس في المصلى عقب كل صلاة للاستغفار والذكر والدعاء.

عن أبي أمامة قال: قيل لرسول الله : أيّ الدعاء أسمع؟ قال:" جوف الليل الأخير، ودبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة عن رسول الله قال:" من سبّح لله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة، لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" رواه مسلم.

وعن معاذ أن رسول الله أخذ بيده وقال:" يا معاذ والله إني لأحبك. ثم قال أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" رواه أبو داود والنسائي.

13 »» يستحب إنتظار الصلاة بعد الصلاة، كانتظار صلاة العشاء بعد أداء صلاة المغرب واغتنام هذا الوقت بالذكر أو قراءة القرآن وحفظه أو طلب العلم وحضور مجالسه.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال:" لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب الى أهله إلا الصلاة " متفق عليه.

14 »» المحافظة على أداء السنن التابعة للفرائض، وعدم التهاون بها والترخيص في تركها، لأنها زيادة في التقرب الى الله تعالى، وجبران لما نقص من الفرائض.

عن رملة بنت أبي سفيان ا قالت: سمعت رسول الله يقول:" ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة" رواه مسلم.

15 »» المحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة وفي أقرب مسجد.

عن ابن عمر ما أن رسول الله قال:" صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة" متفق عليه.

16 »» تحصيل ثمرات الصلاة من ذكر الله على الدوام، ومراقبته وخشيته في جميع الأحوال، والانتهاء عن الفحش في القول، والمنكر في العمل.

قال تعالى:" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (14) طه.

وقال عز وجل:" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ" العنكبوت 45.

وعن ابن عباس ما أن النبي قال:" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" رواه الطبراني.


انتظروا البقية..
أم شماء
أم شماء
أسرار البحر
مشكورة حبيبتي على التواصل..وعلى الدعوة الطيبة..
أم شماء
أم شماء
الباقة الخامــــــــــــــــسة:
آداب الطــــــــــــــــــــــعام..

الطعام نعمة إلهية كبرى. لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم: "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)" عبس.

"وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) " يس.

قال سيدنا عليّ :

" اذكروا الله عزّ وجل على الطعام ولا تغلوا فيه فإنه نعمة من نعم الله، يجب عليكم شكره وحمده، فأحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها، وإذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد وليأكل على الأرض".
هذا وإن الكافر يعيش ليأكل ويعب من اللذائذ والشهوات ويحصل على المتع الجسدية الفانية، أما المؤمن فإنه يأكل ليعيش، وليتقوى على طاعة الله، ويعيش ليعبد ربه ويعمل الصالحات، ولذلك فقد أمر الله رسله فقال:

"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً"
المؤمنون 51.

وأمر عباده المؤمنين بمثل ذلك فقال:

"أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ "البقرة 172.

هذا وللطعام آداب كثيرة نذكر منها ما يلي:

1 »» غسل اليدين قبل الطعام وبعده:

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله : "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" رواه الترمذي.

2 »» التسمية في أول الطعام ثم استحضار النية من الأكل، والدعاء بالمأثور، فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم، نويت التقوي على طاعة الله تعالى، اللهم بارك لنا في ما رزقتنا، وقنا عذاب النار.
عن عائشة ا قالت: قال رسول الله : "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإذا نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره." رواه أبو داود والترمذي.

3 »» الأكل من الطعام الحلال الطيب، والحذر من الطعام الحرام كالمسروق والمشبوه والمأخوذ حياء.

قال تعالى:" فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (114) النحل.

وعن كعب بن عجرة أن رسول الله قال: "كل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به " رواه الترمذي.

وعن عائشة ا قالت: كان لأبي بكر غلام، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه، فقال له الغلام أتدري ما هذا؟ فقال: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لقوم فأعطوني. فأدخل أصابعه في فمه وجعل يقيء حتى ظننت أن نفسه ستخرج، قم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء. رواه البخاري.

4 »» الأكل من الطعام الجيد النظيف، والحذر من تناول الطعام الملوث أو المكشوف، أو تناول الخضار والفواكه إلا بعد غسلها بشكل جيد.

5 »» الأكل باليد اليمنى، وبثلاث أصابع منها يلعقها قبل مسحها أو غسلها.

عن كعب بن مالك قال: رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها . رواه مسلم.

6 »» الأكل مما يلي من الطعام، دون مد اليد الى ما كان في جوار الآخرين، أو الى وسط الإناء.

عن عمر بن أبي سلمة ما قال: كنت غلاما في حجر رسول الله ، فكانت يدي تطيش في الصّحفة فقال لي:
" يا غلام، سمّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك" متفق عليه.

7 »» تصغير اللقمة، وإجادة المضغ، وعدم تناول لقمة أخرى قبل الفراغ من تناول اللقمة السابقة وابتلاعها.

8 »» تجنب النفخ في الطعام الحار، وعدم تناول الأطعمة شديدة الحرارة وشديدة البرودة.

9 »» تجنب الاقتراب بالفم فوق الإناء، لئلا يسقط فيه من الفم شيء.

10 »» الجلوس الى الطعام باعتدال، وتجنب الأكل متكئا أو مائلا أو واقفا أو مضطجعا أو ماشيا.

عن وهب بن عبدالله قال: قال رسول الله : "لا آكل متكئا" رواه البخاري.

11 »» تجنب ذم شيء من الأطعمة، فهي من نعم الله تعالى.

عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه.

12 »» تجنب الاستهتار بالنعمة مهما قلت، والمحافظة عليها مهما دقّت، والحذر من إلقاء ما بقي منها بعد الطعام كع القمامة في سلة المهملات.

عن جابر أن رسول الله أمر بلعق الأصابع والصّحفة، وقال:" إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" رواه مسلم.

13 »» تجنّب الإكثارمن الطعام والإسراف في تناوله إلى حد التخمة، لأن البطنة تذهب الفطنة وتورث الأمراض.

قال الله تعالى:" وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (31) الأعراف.

وعن المقداد بن معد يكرب قال: قال رسول الله : "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن لم يفعل فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي.

14 »» تجنب التفاخر في أنواع الأطعمة، والتباهي في أطايبها، لأن في ذلك كسر لقلب الفقير، وتشبه بالكفار الذين لا يعرفون من الدنيا إلا اللذائذ والشهوات.

قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ" (12) محمد.

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله :" كل واشرب، والبس وتصدّق في غير سرف ولا مخيلة" رواه أبو داود.

15 »» التحدث على الطعام بما يفيد من حكايات الصالحين، والأمر بالمعروف والخير.

16 »» تجنب الضحك والقهقهة أثناء الطعام، أو الاستهزاء بأحد أو استغابته، أو النظر في وجوه الحاضرين.

17 »» تجنب إدخال الطعام مهما كان كان قليلا، لضرره الصحي البالغ.

18 »» تجنب النوم بعد الأكل مباشرة، أو الاستحمام أو القيام بأعمال جسدية أو فكرية مجهدة إلا بعد نيل قسط من الراحة.

عن عائشة ا قالت: قال رسول الله : "أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسوا له قلوبكم" رواه ابن السني.

19 »» تجنب استخدام أواني الذهب والفضة وصحونها وملاعقها لحرمة استخدامها.

20 »» تجنب الابتداء بالطعام وفي المجلس من هو أكبر سنا أو أفضل علما وقدرا.

عن حذيفة قال: كما إذا حضرنا مع رسول الله لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده رواه مسلم.

21 »» تجنب الانفراد بالطعام إذا كان هناك إمكان للاجتماع عليه، فهو أكثر بركة ومحبة وجمعا للقلوب.

عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول:" طعام الواحد يكفي لاثنين، وطعام الاثنين يكفي لأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" رواه مسلم.

وعن وحشي بن حرب أن أصحاب رسول الله قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه . رواه أبو داود وابن ماجه.

22 »» الحمد لله تعالى وشكره والثناء عليه في نهاية الطعام.

عن أب سغيد الخدري أن رسول الله كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" رواه أبو داود والترمذي.
أم شماء
أم شماء
الباقة السادسة:

آداب الشرب..

الشراب مثل الطعام. بل هو أكثر منه ضرورة، وأشد خطرا، فقد يصبر المرء على الجوع ولكنه لا يصبر على الظمأ قال تعالى: " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) "الأنبياء.

ولقد منّ الله على عباده في كثير من آياته بعملية إنزال الماء من السماء وما تتطلبه من ظواهره معجزة.

قال تعالى: " أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) " الواقعة.

وقال: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) "الحجر22.

والمؤمن يأكل ويشرب من رزق الله وفي كل ذلك يشعر أنه عل مائدة الله، محتاج الى فضله، وعاجز عن أداء شكره، وذاكر لجوده وكرمه على الدوام:

"الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)" الشعراء.

وهذه بعض آداب الشراب:

1 »» التسمية في أوله، والحمد في آخره، كأن يقول:
الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا.

2 »» يستحب الشرب في حالة القعود، فهو أفضل صحيا، وأكمل أدبا.

عن أنس قال: نهى رسول الله أن يشرب الرجل قائما. قالوا: فالأكل؟ قال: ذلك أشر . رواه مسلم.

3 »» تناول الكأس باليد اليمنى والشرب بها.

عن حفصة أن رسول الله كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك. رواه أبو داود والترمذي.

4 »» مص الماء مصا، وعدم عبه أو صبه في الحلق صبا، لأن المصّ أثناء الشرب أهنأ وأمرأ.

عن أنس أن رسول الله قال: "مصّوا الماء مصّا، ولا تعبّوه عبّا" رواه الديلمي.

5 »» الشرب على ثلاث دفعات، يبدأ كلا منها بالتسمية، ويختم بالحمد.

عن ابن عباس ما قال: قال رسول الله : "لا تشربوا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسمّوا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم" رواه الترمذي.

6 »» تجنّب النفخ في الإناء أو التنفس فيه.

عن ابن عباس أن سول الله نهى أن يتنّفس في الإناء أو ينفخ فيه رواه الترمذي.

7 »» تجنب الشرب من فم الإبريق أو السقاء، ولكن يصب منها في كأسه ويشرب.

عن أبي هريرة : نهى رسول الله أن يشرب من فيّ السقاء أو القربة متفق عليه.

8 »» تجنب الإسراف في شرب الماء، وخاصة أثناء الطعام لأنه يعيق عملية الهضم، ويكون الشرب قبل الطعام بنصف ساعة أو بعده بساعة على الأقل.

9 »» تجنب الشرب في أواني الذهب والفضة لحرمة استعمالها.

عن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله : "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم" رواه مسلم.

10 »» يمسك الساقي الإناء أثناء توزيع الشراب باليد اليسرى، ويعطي الكوب باليد اليمنى، ويبدأ أولا بسيّد القوم أو أفضلهم علما وقدرا، ثم يعطي الأيمن فالأيمن.

عن أنس أن رسول الله أتى بلبن قد شيب بماء، وعن يمينة أعرابي، وعن يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن . متفق عليه.

11 »» يكون ساقي القوم آخرهم شربا.

عن أبي قتادة عن النبي قال: "ساقي القوم آخرهم" رواه الترمذي.
أم شماء
أم شماء
الصراحة كنت متحمسة جدا لتكملة الموضوع لكن انصدمت إن الردود بس من عضوتين والباقي حتى ما فكروا يمروا مرور الكرام..على كل حال أنا زعلانة وما راح اكمل الموضوع لأنه مافي تفاعل وما أحس إن هناك تجاوب أو أي ردود فعل للموضوع...والله يسامحكم...حبطتوا معنوياتي..