حديثنا اليوم عن التمر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا يجوع أهل بيت عندهم التمر "
ذُكِرَ النخل والنخيل في القرآن الكريم في عشرين موضعًا, ويَتْبَع نخيل التمر فصيلة (النخيليات) التي تضمُّ عددًا من الرُتَب , أهمُّها نخيل التمر, ونخيل الزيت, وجنس نخيل التمر يضمُّ حواليْ خمسةَ عَشَرَ نوعًا, ويضمُّ نخيل التمر أكثرَ من ألفِ نوعٍ , منها حواليْ أربعمائةِ صنفٍ في الجزيرة العربية وحدَهَا, وحواليْ ستمائة صنف في العراق
والتمرُ وهو مِن ثمراتِ النَّخيلِ يُعَدُّ غذاءً كاملاً تقريبًا؛ لاحتوائِهِ على أغلبِ العناصرِ التي يحتاجُهَا جسمُ إنسانِ,
ولذا يصفُه الحقُّ تباركَ وتعالَى بقولِهِ : "وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "(النحل: 67) .
فالتمرُ يحتوِي على موادٍ سكريَّةٍ, وكربوهيدراتيَّةٍ, وبروتينيَّةٍ, ودُهنيَّةٍ, وعلى عددٍ من العناصرِ المهمِّةِ, والفيتامينات الضروريِّةِ لحياةِ الإنسانِ, وقدْ أثبتت التَّحاليلُ الكيميائيَّةُ أنَّ التمرَ الجافَّ يحتوي على 70.6% من
الكربوهيدرات 2.5% من الدُهونِ 1.32% من الأملاحِ المعدنيَّةِ التي تَشْمَلُ مُرَكْبَاتِ كلٍ مِن الكالسيوم, والحديد, والفوسفات, والمغنسيوم, والبوتاسيوم, والنحاس, والمنجنيز,
والكوبلت, والزنك, وغيرها , 10% من الأليافِ, بالإضافةِ إلى فيتامينات تَشْمَلُ فيتامين أ , ب1 , ب2, ج وإلى نسبٍ متفاوتةٍ من السكرياتِ والبروتينات .
وللتمرِ فوائدٌ طبيَّةٌ كثيرةٌ؛ فهوَ غذاءٌ مهمٌ للخلايا العصبيَّةِ, وطاردٌ للسمومِ , ومفيدٌ في حالاتِ الفشلِ الكلويِّ, والمرارةِ, وارتفاعِ ضغطِ الدَّم, والبواسير, والنقرس, وهو ملينٌ طبيعيٌ, ومقوٍ للسمع, ومنبهٌ لحركة الرَّحم, ومقوٍ
لعضلاته , مما يُيَسِّر عملية الولادة الطبيعيَّة, ومن هنا كانت الإشارة القرآنيَّة إلى السيدة / مريم البتول, وهي تضع نبيَّ الله عيسى (عليه السلام) بقولِ الحقِّ تبارك وتعالى لها : " وَهُزِّي إليك بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ
رُطَباً جَنِياًّ . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً "(مريم:26,25).
وكان قوله أيضًا : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ؛ فإن لم يجد فليفطر على ماء ؛ فإنه طهور ".وكانت وصيته : "لا يجوع أهل بيت عندهم التمر ".
ويعجَب كلُّ قارئٍ لهذه الأحاديث الشريفة لما تحتويه من عِلمٍ صحيحٍ لم تصل إليه مَدَارِكُ الإنسان إلا منذُ سنواتٍ قليلةٍ , ونَطَقَ به المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل ألفِ وأربعمائةٍ من السنين مُؤَكِّدًا على صدق نبوته ,
وصدق رسالته , وصدق اتصاله بوحي السماء الذي وصفه بقول الحق (تبارك وتعالى ) : " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:4,3)
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا لمرورك العطر
نورتي الصفحة