لا تحزن ..
إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، و ان كنت تشكوا من آلام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء و من سنوات ، و ان فقدت ولدا فغيرك فقد عددا من الأولاد و في حادث واحد .
لا تحزن ..
لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخر و القضاء خيره و شره .
لا تحزن ..
إن أذنبت فتب ، و إن أسأت فاستغفر ، و إن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة و الباب مفتوح ، و الغفران جم ، و التوبة مقبولة.
لا تحزن ..
لأن القضاء مفروغ منه ، و المقدور واقع ، و الأقلام جفت ، و الصحف طويت ، و كل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا و لا يؤخر، و لا يزيد و ينقص.
لا تحزن ..
لأنك بحزنك تريد ايقاف الزمن ، و حبس الشمس ، و ايقاف عقارب الساعة ، و المشي الى الخلف و رد النهر الى مصبه .
لا تحزن ..
لأن الحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء و تبعثر الماء و تغير السماء ، و تكسر الورود اليانعة في الحديقة الغناء .
لا تحزن ..
و أنت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، و معك الثلث الأخير من الليل ، و لديك ساعة تمريغ الجبين في السجود.
لا تحزن ..
فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها ، و أنبت لك حدائق ذات بهجة ، و بساتين فيها من كل زوج بهيج ، و نخل باسقات لها طلع نضيد ، و نجوما لامعات ، و خمائل و جداول ، و لكنك تحزن !!
لا تحزن ..
فأنت تشرب الماء الزلال ، و تستنشق الهواء الطلق ، و تمشي على قدميك معافى ، و تنام ليلك آمنا.
لا تحزن ..
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، و الليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح الصرصر كيف تسكن ، و العاصفة كيف تهدأ ؟!
إذا فشدائدك الى رخاء ، و عيشك الى هناء ، و مستقبلك الى نعماء.
لا تحزن ..
لهيب الشمس يطفئه وارف الظل ، و ظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير ، و عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء ، و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ ، و آلام المرض يزيلها لذيذ العافية ، فما عليك الى الصبر قليلا و الانتظار لحظة.
لا تحزن ..
فإن عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، و تبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على الغموم ، و لا تسرف في اضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين .
لاَ تَـحْـزَنْ ..
فـإن الله خـلـق لك الأرض و مـا فـيـهـا .. وأنـبـت لك حـدائـق ذات بـهـجـة .. و بـسـاتـيـن فـيـهـا مـن كـل زوج بـهـيـج .. و نـخـل بـاسـقـات لـهـا طـلـع نـضـيـد .. و نـجـومـا لامـعـات .. و خـمـائـل و جـداول
و لَـكِـنّـكَ تَـحْـزَنْ !!
(( و الـفَـرَحْ و الـسَـعَـادَةْ مِـنْ أَهَـمْ أَسْـبَـاب صِـنَـاعِـةْ الـحَـيَـاة ))

wesam_27
•
نبراس الجود :
لا تحزن .. إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، و ان كنت تشكوا من آلام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء و من سنوات ، و ان فقدت ولدا فغيرك فقد عددا من الأولاد و في حادث واحد . لا تحزن .. لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخر و القضاء خيره و شره . لا تحزن .. إن أذنبت فتب ، و إن أسأت فاستغفر ، و إن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة و الباب مفتوح ، و الغفران جم ، و التوبة مقبولة. لا تحزن .. لأن القضاء مفروغ منه ، و المقدور واقع ، و الأقلام جفت ، و الصحف طويت ، و كل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا و لا يؤخر، و لا يزيد و ينقص. لا تحزن .. لأنك بحزنك تريد ايقاف الزمن ، و حبس الشمس ، و ايقاف عقارب الساعة ، و المشي الى الخلف و رد النهر الى مصبه . لا تحزن .. لأن الحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء و تبعثر الماء و تغير السماء ، و تكسر الورود اليانعة في الحديقة الغناء . لا تحزن .. و أنت تملك الدعاء ، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية ، و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، و معك الثلث الأخير من الليل ، و لديك ساعة تمريغ الجبين في السجود. لا تحزن .. فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها ، و أنبت لك حدائق ذات بهجة ، و بساتين فيها من كل زوج بهيج ، و نخل باسقات لها طلع نضيد ، و نجوما لامعات ، و خمائل و جداول ، و لكنك تحزن !! لا تحزن .. فأنت تشرب الماء الزلال ، و تستنشق الهواء الطلق ، و تمشي على قدميك معافى ، و تنام ليلك آمنا. لا تحزن .. أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، و الليل البهيم كيف ينجلي ، و الريح الصرصر كيف تسكن ، و العاصفة كيف تهدأ ؟! إذا فشدائدك الى رخاء ، و عيشك الى هناء ، و مستقبلك الى نعماء. لا تحزن .. لهيب الشمس يطفئه وارف الظل ، و ظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير ، و عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء ، و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ ، و آلام المرض يزيلها لذيذ العافية ، فما عليك الى الصبر قليلا و الانتظار لحظة. لا تحزن .. فإن عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، و تبذر لياليك في الهم ، و توزع ساعاتك على الغموم ، و لا تسرف في اضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين . لاَ تَـحْـزَنْ .. فـإن الله خـلـق لك الأرض و مـا فـيـهـا .. وأنـبـت لك حـدائـق ذات بـهـجـة .. و بـسـاتـيـن فـيـهـا مـن كـل زوج بـهـيـج .. و نـخـل بـاسـقـات لـهـا طـلـع نـضـيـد .. و نـجـومـا لامـعـات .. و خـمـائـل و جـداول و لَـكِـنّـكَ تَـحْـزَنْ !! (( و الـفَـرَحْ و الـسَـعَـادَةْ مِـنْ أَهَـمْ أَسْـبَـاب صِـنَـاعِـةْ الـحَـيَـاة ))لا تحزن .. إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، و...
جزاكي الله خيرا يا حبيبة
وأكمل معك يا أحلى نبراس , مقطع أثر في بشدة , مقطع يجعلك تبكي فرحا بأن لك ربا هو الله وأنك عبد للملك القوي العزيز.
--------------------------------------------------------------------------------------
يا الله
{ يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } :
- إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة :
يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادو
: يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب ]:
يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا :
يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا :
يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت :
يا الله.
---------------------------------------------
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا }
االله
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا الله:
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله }
االله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.
وأكمل معك يا أحلى نبراس , مقطع أثر في بشدة , مقطع يجعلك تبكي فرحا بأن لك ربا هو الله وأنك عبد للملك القوي العزيز.
--------------------------------------------------------------------------------------
يا الله
{ يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } :
- إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة :
يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادو
: يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب ]:
يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا :
يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا :
يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت :
يا الله.
---------------------------------------------
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا }
االله
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا الله:
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله }
االله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.

wesam_27
•
wesam_27 :
جزاكي الله خيرا يا حبيبة وأكمل معك يا أحلى نبراس , مقطع أثر في بشدة , مقطع يجعلك تبكي فرحا بأن لك ربا هو الله وأنك عبد للملك القوي العزيز. -------------------------------------------------------------------------------------- يا الله { يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } : - إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله. إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادو : يا الله. إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب ]: يا الله. إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله. إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله. إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت : يا الله. --------------------------------------------- ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله. إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث. باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده } الله : أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا } االله فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } ا الله: فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله } االله : الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت. مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا. اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان. يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا. يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك. اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق. نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.جزاكي الله خيرا يا حبيبة وأكمل معك يا أحلى نبراس , مقطع أثر في بشدة , مقطع يجعلك تبكي فرحا بأن...
نعمة الألم
---------------------------------------------------------------------------------------------
الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
- إن الدعاء يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
-إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ، ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
-وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث ، وكتلا من زبد القول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفض بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه.
- وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدق لهجة ، وأعمق علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثقة المجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما في النبل ، ورموزا في التضحية ، { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياء *** فليسن تزور إلا في الظلام
والنابعه خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس:
فإنك شمس والملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لانهم تألموا.
إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بنى بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت *** فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولاتعجلاني قد تبين ما بيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التى ثارت حمما من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته.
إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف القلوب ، وتغوص في أعماق الروح لأنه يعيش الألم والمعاناة { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } .
لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى يكون حشاك في أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء فجاءت قطعا من الثلج وكتلا من الطين.
ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، لأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ، ولا ألم ولا معاناة ، { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } .
فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه ، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس ،{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
---------------------------------------------------------------------------------------------
الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
- إن الدعاء يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
-إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ، ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
-وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث ، وكتلا من زبد القول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفض بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه.
- وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدق لهجة ، وأعمق علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثقة المجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما في النبل ، ورموزا في التضحية ، { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياء *** فليسن تزور إلا في الظلام
والنابعه خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس:
فإنك شمس والملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لانهم تألموا.
إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بنى بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت *** فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولاتعجلاني قد تبين ما بيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التى ثارت حمما من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته.
إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف القلوب ، وتغوص في أعماق الروح لأنه يعيش الألم والمعاناة { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } .
لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى يكون حشاك في أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء فجاءت قطعا من الثلج وكتلا من الطين.
ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، لأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ، ولا ألم ولا معاناة ، { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } .
فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه ، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس ،{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج

wesam_27
•
wesam_27 :
نعمة الألم --------------------------------------------------------------------------------------------- الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم. - إن الدعاء يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات. -إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ، ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا. -وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث ، وكتلا من زبد القول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفض بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه. - وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدق لهجة ، وأعمق علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثقة المجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما في النبل ، ورموزا في التضحية ، { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته : وزائرتي كأن بها حياء *** فليسن تزور إلا في الظلام والنابعه خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس: فإنك شمس والملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب وكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لانهم تألموا. إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين } ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه : ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا فلله دري يوم أترك طائعا *** بنى بأعلى الرقمتين وماليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت *** فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولاتعجلاني قد تبين ما بيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التى ثارت حمما من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته. إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف القلوب ، وتغوص في أعماق الروح لأنه يعيش الألم والمعاناة { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } . لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى يكون حشاك في أحشائه لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء فجاءت قطعا من الثلج وكتلا من الطين. ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، لأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ، ولا ألم ولا معاناة ، { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } . فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه ، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس ،{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيجنعمة...
نعمة المعرفة
-------------------------------------------------------------------------------------------------
-{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } الجهل موت للضمير وذبح للحياة ، ومحق للعمر { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } .
- والعلم نور البصيرة ، وحياة للروح ، ووقود للطبع ، { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه } إن السرور والانشراح ياتي مع العلم ، لأن العلم عثور على الغامض ، وحصول على الضالة ، واكتشاف للمستور ، والنفس مولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المستطرف.
-أما الجهل فهو ملل وحزن ، لأنه حياة لا جديد فيها ولا طريف ، و لا مستعذب ، أمس كاليوم ، واليوم كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابحث عن المعرفة وحصل الفوائد ، لتذهب عنك الغموم والهموم والأحزان ، { وقل ربي زدني علما } ، { اقرأ باسم ربك الذى خلق } .(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه ، وهو جاهل صفر من المعرفة ، فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كاملا : { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } .
قال الزمخشري المفسر :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يا من يحاول بالأماني رتبتي *** كم بين مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي ما أشرف المعرفة ، وما أفرح النفس بها ، وما أثلج الصدر ببردها ، وما أرحب الخاطر بنزولها ، { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواهم } .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
-{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } الجهل موت للضمير وذبح للحياة ، ومحق للعمر { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } .
- والعلم نور البصيرة ، وحياة للروح ، ووقود للطبع ، { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه } إن السرور والانشراح ياتي مع العلم ، لأن العلم عثور على الغامض ، وحصول على الضالة ، واكتشاف للمستور ، والنفس مولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المستطرف.
-أما الجهل فهو ملل وحزن ، لأنه حياة لا جديد فيها ولا طريف ، و لا مستعذب ، أمس كاليوم ، واليوم كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابحث عن المعرفة وحصل الفوائد ، لتذهب عنك الغموم والهموم والأحزان ، { وقل ربي زدني علما } ، { اقرأ باسم ربك الذى خلق } .(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه ، وهو جاهل صفر من المعرفة ، فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كاملا : { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } .
قال الزمخشري المفسر :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يا من يحاول بالأماني رتبتي *** كم بين مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي ما أشرف المعرفة ، وما أفرح النفس بها ، وما أثلج الصدر ببردها ، وما أرحب الخاطر بنزولها ، { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواهم } .
الصفحة الأخيرة
الضحك المعتدل بلسَم للهموم ومرهم للأحزان ، وله قوة عجيبة في فرح الروح ، وجذل القلب ، حتى قال أبو الدرداء ــ رضي الله
عنه ـ: إني لأضحك حتى يكون إجماماً لقلبي . وكان أكرمُ الناس يضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه ، وهذا ضحكالعقلاء البصراء
بداء النفس ودوائها .
والضحك ذروة الإنشراح وقمة الراحة ونهاية الإنبساط . ولكنه ضحك بلا إسراف :( لا تُكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تُميتُ القلب )
ولكنه التوسُط : ( وتبسُمك في وجه أخيك صدقة ) ، (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا )) . وليس ضحك الإستهزاء والسخرية :
(( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ )) ، ومن نعيم أهل الجنة الضحك : (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ )) .
وكانت العرب تمدح ضحوك السن ، وتجعله دليلاً على سَعة النفس وجودة الكف ، وسخاوة الطبع ، وكرم السجايا ، ونداوة الخاطر :
ضحوكُ السن يَطربُ للعطايا ويفرحُ إن تُعرضَ بالسؤالِ
وقال زهير في (( هَرِم )) :
تراه إذا ما جئتَهُ متهلـــلاَ كأنكَ تعطيهِ الذي أنتَ سائلهُ
والحقيقة أن الإسلام بُني على الوسطية والإعتدال في العقائد والعبادات والأخلاق والسلوك ، فلا عبوس مخيف قاتم ، ولا قهقــة
مستمرة عابثة ، لكنه جدُ وقور ، وخفة روح واثقة .
يقول أبو تمام :
نفسي فداءُ أبي علي إنهُ صبحُ المؤملِ كوكبُ المتأملِ
فَكِه يجمُ الجدَ أحياناَ ينضُو ويهزلُ عيشُ مَن لم يهزلِ
إن انقباض الوجه والعبوس عَلامة على تذمُر النفس ، وغليان الخاطر ، وتعكُر المزاج (( ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ )) .
وجوهُهم مِن سوادِ الكبِرِ عابسةُ كأنما أُوردوا غَصصباً إلى النــارِ
ليسوا كقومِ إذا لاقيتَهم عَرَضـاً مثلَ النجوم التي يسري بها الساري
* (( ولو أن تلقى أخاك بوجهِ طلق )) .
يقول أحمد أمين في (( فيض الخاطر )) : ( ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط ، بل هم كذلك أقدر على العمل ، وأكثر
إحتمالاً للمسؤولية ، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس ) .
لو خُيرت بين مال كثير أو منصب خطير ، وبين نفس راضية باسمه ، لاَخترتُ الثانية ، فما المال مع العبوس ؟! وما المنصب
مع إنقباض النفس ؟! وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرُجاَ كأنه عائد من جنازة حبيب ؟! وما جمال الزوجة إذا
عبست وقلَبت بيتها جحيماَ ؟! لخَيرُ منها . الف مرة . زوجة لم تبلغ مبلغها من الجمال وجعلت بيتها جنة .
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ ، فالزهر باسم والغابات باسمة ، والبحار
والأنهار والسماء والنجوم والطيور كلها باسمه . وكان الإنسان بطبعه باسماً لولا ما يعرض له من طمع وشر وأنانية تجعله
عابساَ ، فكان بذلك نشازاً في نغمات الطبيعة المنسجمة ، ومن أجل هذا لا يرى الجمالَ مَن عبست نفسه ، ولا يرى الحقيقة من
تدنس قلبه ، فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره وبواعثه ، فإذا كان العمل طيباً والفكر نظيفاً والبواعث طاهرة ،
كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقياً ، فرأي الدنيا جميلة كما خُلقت ، وإلا تغبش منظـــاره واسود زجاجُــــه فرأي كل شئ
أسود مغبشاً .
هناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء شقاء ، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة ، هناك المرأة في البيت
لا تقع عينها إلى على الخطأ ، فاليوم الأسود ، لأن طبقاً كُسِر ، ولأن نوعاً من الطعام زاد الطاهي في مِلحِه ، أو لأنها عثرت
على قطعة من الورق في الحجرة ، فتهيج وتسبُ ، ويتعدى السباب إلى كل من في البيت ، وإذا هو شعلة من النار ، وهناك
رجل ينغص على نفسه وعلى مَن حوله ، مِن كلمة يسمعها ، أو يؤولها تأويلاً سيئاً ، أو مِن عمل تافه حدث له ، أو حدث منه ،
أو من رِبح خسره ، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث ، أو نحو ذلك ، فإذا الدنيا كلها سوداء في نظره ، ثم هو يسوده على
مَن حوله ، هؤلاء عندهم قدرة على المبالغة في الشر ، فيجعلون من الحبة قُبةً ، ومن البذرة شجرة ، وليس عندهم قدرة على
الخير ، فلا يفرحون بما أُوتوا ولو كثيراً ، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً .
الحياة فن ، وفن يُتَعلم ، ولَخيرُ للإنسان أن يَجِد في وضع الأزهار والرياحين والحُب في حياته ، من أن يجد في تكديس المال في
جيبه أو في مصرفـــه . ما الحيــــاة إذا وُجهت كل الجهـــــود فيها لجمــــع المال ، ولم يُوجه أي جهــد لترقية جانب الرحمــــة
والحب فيها والجمال ؟!
أكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة ، وإنما يفتحونها للدرهم والدينار ، يمرُون على الحديقة الغَناء ، والأزهار الجميلة ،
والماء المتدفق ، والطيور المغردة ، فلا يأبهون لها ، وإنما يأبهون لدينا يدخل ودينار يخرج ، قد كان الدينار وسيلة للعيشة
السعيدة ، فقبلوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من أجل الدينار ، وقد رُكبت فينا العيون لنظر الجمال ، فعودناها ألا تنظـر
إلا إلى الدينار .
ليس يعبس النفس والوجه كاليأس ، فإن أردتَ الابتسام فحارب اليأس . إن الفرصة سانحة لك وللناس ، والنجاح مفتوحُُ بابُه
لك وللناس ، فعود عقلك تفتُح الأمل ، وتوقُعَ الخير في المستقبل .
إذا اعتقدتَ أنك مخلوق للصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير ، وإذا اعتقدتَ أنك مخلوقُ لعظائم الأمور شعرتَ بهمةِ
تكسر الحدود والحواجز ، وتنفذ منها إلى الساحة الفسيحة والغرض الأسمى ، ومصداق ذلك حادث في الحياة المادية ، فمن دخل
مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب من المائة والمائتين ، فالنفس تعطيك من الهمة بقدر ماتحدد من الغرض . حدد غرضك ،
وليكن سامياً صعب المنال ، ولكن لا عليك في ذلك الوقت ما دمتَ كل يوم تخطو إليه خطواً جديداً ، ، إنما يصدُ النفس ويعبسها
ويجعلها في سجن مظلم : اليأسُ وفقدان الأمل ، والعيشة السيئة برؤية الشرور ، والبحث عن معايب الناس ، والتشدُق بالحديث
عن سيئات العالم لا غير .
وليس يُوفق الإنسانُ في شيء كما يُوفق إلى مُربي ينمي ملكاته الطبيعية ، ويعادل بينها ويوسع أفقَه ، ويعود السماحة وسَعة الصدر ،
ويعلمه أن خير غرض يسعى إليه أن يكون مصدَر خير للناس بقدر ما يستطيع ، وأن تكون نفسه شمساً مشعة للضوء والحـب
والخير ، وأن يكون قلبه مملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ، وحباً لإيصال الخير لكل من اتصل به .
النفس الباسمة ترى الصعاب ، فليذُها التغلُب عليها ، تنظرها فَتبسم ، وتعالجها فتبسم ، ، وتتغلب عليها فتبسم ، والنفس العابسة
لا ترى صعاباً فتخلفها ، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها وتعللت بلو وإذا وإن ، وما الدهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته ،
إنه يودُ النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه ، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً ، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهباً أو
تنشق الأرض عن كَنز .
إن الصعاب في الحياة أمور نسبية ، فكل شيء صعب جداً عند النفس الصغيرة جداً ، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة .
وبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماً بالفرار منها ، وإنما الصعاب كالكلب العقور ،
إذا رآك خفتَ منه وجريتَ ، نَبَحَك وعدا ورآك ، ، وإذا رءاك تهزأ به ولا تُعيره اهتماماً وتبرقُ له عينك ، أفسح الطريق لك ،
وانكمش في جلده منك .
ثم لا شيء أقتلَ للنفس من شعورها بعضَعَتِهَا وصِغَر شأنها وقلة قيمتها ، وأنها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم ، ولا يُنتظـر
منها خير كبير . هذا الشعور بالضعة يُفقِد الإنسان الثقة بنفسه والإيمان بقوتها ، فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته وفي إمكان
نجاحه ، وعالجه بفتور ففشل فيه . الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة ، وشتان بينها وبين الغـرور الذي
يُعدُ رذيلة ، والفرق بينهما أن الغرور اعتماد النفس على الخيال وعلى الكِبر الزائف والثقة بالنفس اعتمادها على مقدرتها على
تحملُ المسؤولية ، وعلى تقوية ملَكاتها وتحسين استعدادها .
يقول إيليا أبو ماضي :
قال: ( السمـاءُ كئيبةُ! ) وتجهما قلتُ: ابتسمُ يكفي التجهُمُ في السما!
قال: الصبا ولي! فقلتُ له : ابتسمُ لن يُرجعَ الأسفُ الصبا المتصرما!
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرامِ جَهنما
خانت عهــودي بعدما ملكتُها قلبي ، فكيفَ أُطيقُ أن أتبسما!
قلتُ: ابتسم واطرَب فلو قارنتها قضيتَ عمــرَكَ كلــه متألما!
قال: التجارةُ في صراعِ هائلِ مثلُ المسافرِ كادَ يقتلهُ الظمَا
أو غادةِ مسلولةِ محتاجةِ لدمِ ، وتنفُث كلما لهثت دَمَا!
قلتُ: ابتسم، ما أنتَ جالبَ دائها وشِفائها، فإذا ابتسمتَ فربما..
ايكونُ غيُركَ مجرماً، وتبيتُ في وجَلِ كأنكَ أنتَ صرتَ المُجرما؟
قال: العدِي حولي عَلَت صيحاتُهُم أَأُسر والأعداءُ حوليَ في الحِِمَى؟
قلتُ: ابتسم، لم يطلبوك بذمهم لو لم تَكُن منهم أجل وأعظما
قال: المواسمُ قد بَدت أعلامُها وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم لكن كفى ليس تملكُ درهما
قلتُ: ابتسم، يكفيكَ انك لم تزل حياَ، ولست من الأحبةِ مُعدما!
قال: الليالي جرعتني علقماً قلتُ: ابتسم، ولئن جرعتَ العلقما
فلعل غيرَكَ إن رآك مرنماَ طََرَحَ الكآبةَ جانباَ وترنما
أَتراكَ تغنمُ بالترُمِ درهماً أم أنتَ تخسرُ بالبشاشةِ مغنما؟
يا صاح لا خَطَر على شفتيك أن تتلثما ، والوجهِ أن يتحطما
فاضحكُ فإن الشهبَ تضحكُ والدُ جَي متلاظِم، ولذا نحبُ الأنجُما!
قال: البشاشةُ ليس تُسعِدُ كائناً يأتي غلى الدنيا ويذهبُ مُرغَما
قلت: ابتسم مادامَ بينكَ والردى شبرُ، فإنك بعدُ لن تتبسما
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه ، وانشراح الصدر وأريحية الخلق ، ولطف الروح ولين الجانب ، { إن الله أوحى إلى أن
تواضعوا ، حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد } .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~