فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

المَحاسِنُ والمساوي/ من ذخائر العرب / البيهقي

الأدب النبطي والفصيح


عِبْقٌ مِنَ التُّراثِ العَربيِّ~
من هنا وهناك نلتقط من عيون الكتب أقباساً
تضيء لنا دروباً تربط الحاضر بالماضي..
وتحمل لنا نسائم المعرفة
محملة بعبق التاريخ القديم ..
مرسلةً.. من كلّ فجٍّ عميق ..
تسافر بنا لحظات لنستنشق عبير صفحات غفت
على ورقٍ من زعفران ..
لها ملمس القديم .. وسحره .. وأصالة حروفه
وفكره البعيد عن حاضرنا ..
لنرتبط به هنيهات
نعيش مع معانيه المكتنزة
وألفاظه الجزلة .. ونشبع ذائقة الحنين ..
ثمّ نعود ..!



( المحاسِنُ والمَساوي ) ~
هذا الكتاب الذي سنسافر خلاله .. هو روضة غناء،
جمعت خيراً كثيراً، وعلماً متناثراً،
بحيث لا يستغني عنه كل من يرغب في التوسع ورزق حب الإطلاع،
إذ حوى الكثير من الآثار والقصص والأخبار والشعر والحكم..

الكتاب تناول أبحاثاً تاريخية تتعلق بتاريخ الإسلام تبين محاسن النبي والخلفاء الراشدين، ومحاسن السبق إلى الإسلام،
ثم انتقل إلى مسائل اجتماعية فسرد محاسن الوفاء والشكران وغيرهما
وذكر ما يقابل المحاسن من المساوئ.
وبعد أن انتهى من الكلام على الأمور التاريخية والاجتماعية،
تناول بكلامه البلاغة والأدب والمناظرات الأدبية ومحاسن الشعراء ومساوئهم،
ثم عاد قبل أن يختم أبحاثه إلى الاجتماعيات فتكلم على تأديب الولد، وبر الآباء بالأبناء وبرّ الأبناء للآباء والأمهات، ومساوئ العقوق، ومحاسن البنات ومساوئهن،
وختم كتابه في محاسن مزاج الشعراء،

كل ذلك بأسلوب رائق مزج في بعض أبحاثه فيه الجدّ بهزل لطيف خفيف الروح يعجب القارئ ويستهويه ؛
ممّا يدل على أن صاحب الكتاب كان من رجال العلم والأدب والفكاهة،
وأن تاريخ الآداب العربية قد بخسه حقه في سكوته عن ترجمة حياته ترجمة وافية.



تقدمة عن المؤلف ~
هو إبراهيم بن محمد البيهقي، أحد علماء المسلمين وأدبائهم الذين لم تحفظ تراجم حياتهم بصورة يستطاع معها معرفتهم معرفة كاملة،
وكل ما ذكر عنه في فهرست دار الكتب المصرية أنه من علماء القرن الخامس الهجري؛ في حين تذكر مقدمة الطبعة الأوروبية أنه عاش ونبغ في عهد خلافة المقتدر العباسي (295-320هـ)، (908-932م).


وبعد هذا نسلك البداية بتوفيق الله :

14
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


مِنْ مَحاسن الكُتُبِ~
قال بعض الحكماء: ذهبت المكارم إلا من الكتب.
وقال الله عز وجل: " اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم " ،
فوصف نفسه تعالى بأنه علم بالقلم كما وصف نفسه بالكرم
واعتد بذلك في نعمه العظام وأياديه الجسام ،
ووضع القلم في المكان الرفيع ونوه بذكره وأقسم به ،
كما أقسم بما يخط به فقال: " ن والقلم وما يسطرون،

والقلم أرجح من اللسان لأن كتابته تقرأ بكل مكان ويظهر ما فيه على كل لسان
ويوجد مع كل زمان، ومناقلة اللسان وهديته لا تجاوزان مجلس صاحبه ومبلغ صوته،

والكتاب يخاطبك من بعيد، وقد قالوا: القلم أحد اللسانين،

وقالوا: كل من عرف النعمة في بيان اللسان كان أعرف لفضل النعمة في بيان القلم.

وقد يعتري القلم ما يعتري المؤدب عند ضربه وعقابه،
فما أكثر من يعزم على عشرة أسواط فيضرب مائة ؛
لأنه ابتدأ الضرب وهو ساكن الطباع ،
فأراه السكون أن الصواب في الإقلال ،
فلما ضرب تحرك دمه فأشاع الحرارة فيه وزاد في غضبه ،
فأراه الغضب أن الرأي في الإكثار،

وكذلك صاحب القلم فما أكثر من يبتديء الكتاب ..
وهو يريد مقدار سطرين فيكتب عشرة..!

وقد قيل: القلم الشاهد والغائب يقرأ بكل لسان وفي كل زمان.
وقالوا: ظاهر عقول الرجال في اختيارها ومدون في أطراف أقلامها،
ومصباح الكلام حسن الاختيار.

وقالوا: القلم مجهز جيوش الكلام،
يخدم الإرادة ولا يمل الاستزادة،
ويسكت واقفا وينطق سائرا على الأرض،
بياضه مظلم وسواده مضيء..

وقال الشاعر:
قوم إذا خافوا عداوة معشر* سفكوا الدما بأسنة الأقلام
ولمشقة من كاتب بمداده * أمضى وأقطع من صنيع حسام



وقال آخر أيضا ملغزا:
وأعجف رجلاه في رأسه يطير حثيثا على الأملس
مطاياه من تحته الإصبعان ولولا مطاياه لم يلمس


وأخيراً قيل من المحاسن لطالب الأدب:

ياأيها الطالب الآداب مبتدراً
لاتسه عن حملك الألواح للأدبِ
فحملها أدبٌ تحوي به أدباً...
وسوف تنقل مافيها إلى الكتبِ
وليس في كل وقتٍ ممكناً قلم
ودفترٌ ياعديم المثل في الحسبِ

ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
فيض الغالية ..
إطلالةٌ تختلف عن سابقتِها ..
قد إحتوت على كنز عظيم ..!
حقا إنني عاجزة على الرد ..
فجهودك المبذولة كثيرة ..
في كل يوم تسكبين شيئا جديد ..
قد قرأت موضوعك هذا وأنا مستمتعة ..
كالعطشان عندما يرتوي بالماء ..
بارك الله فيك ..
ووفقك لما يحب ويرضى
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
أسلوب جديد رائع يافيض
تشوح الفكاهة بين طياته ..
وقفت كثيراً عند الفقرة التي تبدأ ب..
يعتري القلم ما يعتري المؤدب
ولم أستطح كبح جماح الضحك عندي
بارك الله فيك فيضنا .. حقاً أمتَعتِنا هنا ..
فلك من العرفان أجزله
حنين المصرى
حنين المصرى
فيض الحبيبة
مجهود رائع ﻻحياء تراثنا الزاخر بالروائع
حبيبتى سلم الفكر الخﻻق العاشق لعربيته
تقبلي منى كل الحب واﻻمتنان قدر ما سعدت لرؤية موضوعك
تغريد حائل
تغريد حائل
غاليتي:
طرح قيم
وباسقة من أعمدة التراث العربي..!
لا عدمناكِ يانيَّرة..
مع روائع قلمكِ نسافر على أجنحة الفكر
ونجوب بحار المعرفة بشغف القارئ،
وروح المتذوق الساكن في بساتين اللغة ..!
أغدقي دائماً علينا
فالنهل من معين حرفكِ له عبق خاص..!
بوركتِ !!