الوسواس
كتب الشيخ محمد بن العثيمين:
الوسواس في الصدر داء عضال, يهاجم كل مؤمن إلا من شاء الله. يحدث للإنسان في العبادات وغير العبادات, تحدث أولا في العقيدة, فيلقي الشيطان في قلب العبد من الوساوس حول هذا الموضوع ما يحب المؤمن أن يخر من السماء فيتقطع أوصالا, أو أن يحرق حتى يكون فحما دون أن يتكلم والغالب أن هذا يقع للمؤمن حقاً ليفسد الشيطان عليه إيمانه ويقينه, حتى إنه وقع للصحابة رضوان الله عليهم, كما في الأحاديث الصحيحة.
ففي صحيح مسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به, فقال عليه السلام: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم, قال: "ذاك صريح الإيمان". أي اليقين والإطمئنان الذي منع من قبول الوسوسة واستعظم الكلام به هو صريح الإيمان الخالص من الشوائب..رواه مسلم
عن عبدالله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة (أي حديث النفس وحديث الشيطان بما لانفع فيه ولاخير) قال: تلك محض الإيمان. (أي تلك الحالة التي تقف أمام الوسوسة هي الإيمان المحض الخالص) رواه مسلم
أي أنه لا يأتي أحدهم الشيطان إلا إذا كان إيمانه صريحا خالصا لا شك فيه من أجل أن يُلقي في قلبه هذه الوساوس حتى يخرجه من الإيمان, وهذه هي وظيفة الشيطان في الأرض, أن يغوي ابن آدم ليُحشر معه في جحيم سقر.
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك دوائين:
الدواء الأول: الإستعاذة بالله, وهي الإعتصام بالله عزوجل والتوكل عليه حتى يسلم من هذا الشر, والإستعاذة ليس فقط باللسان, بل هي من القلب وهي أن تكون موقنا حتى اليقين أن الله قادر على حمايتك من وسوسات الشيطان
والدواء الثاني: الإنتهاء, يعني الإعراض عن هذا التفكير وعن هذه الوسوسة’ فليعرض عن ذلك وليمش في حياته وفي أعماله وإنك لو سألت هذا الرجل عما وقع في قلبه من الوسوسة وقلت له أتعتقد هذا؟ لقال: معاذ الله أن أعتقده, وها أنا أصلي وأصوم وأتصدق وأحج ابتغاء وجه الله عزوجل, فنقول: امض في سبيلك واترك هذه الوساوس ولا تلتفت إليها, وسيشق عليك هذا الأمر ابتداء, ولكن اصبر وسيزول إن شاء الله. استعذ بالله وامض كما أمرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى هذا فنقول لهذا الذي ابتُلي بهذا الداء العظيم, أعرض عن ذلك بعد الإستعاذة بالله عزوجل من شره. فإنه سيزول عنك بإذن الله, لأن الذي وصف هذا الدواء نبينا عليه السلام, وهو أعلم الناس بداء القلوب, وأبصرهم بأدويتها صلوات الله وسلامه عليه.
لماذا يكثر الوسواس؟؟
يكثر الوسواس لعدة أسباب, نذكر هنا سببين أولا, قلة العلم و الجهل بأمور الدين والدنيا, المسلم ولأنه ولد مسلما,فإنه يكتفي بما درسه في مدرسته من حب لله تعالى وصلاة وصوم وغيرها من العبادات وهو لا يدري(غافل) أنه يطبق ما درسه ليس عن فهم بل عن عادة تعودها من صغره فتراه لا يعرف عن دينه, أوعن الرسول, وحياته, وعن صحابته, تراه يصلى صلاة لا خشوع لها أو صومه يجرحه. تراه لا يقدر الله حق قدره لا يعرف عن حبه شيئا, تراه يترك العلم. من هنا, يبدأ وسواس الشيطان.
العلماء يخافهم الشيطان
إن إبليس إنما يتمكن من الإنسان على قدر قلة العلم فكلما قل علم الإنسان كثر تمكن إبليس منه وكلما كثر العلم قل تمكنه منه. وهو لايزال يصدهم عن العلم لأن العلم نور فإذا اطفأ مصابيحهم خبطهم في الظلم كيف شاء وبدأ الوسواس في حياتهم, فالعلماء يخافهم الشيطان, فهو يتجافاهم خوفا منهم, فإنهم يقدرون على أذاه, وهو لا يقدر على أذاهم, أما الجاهل وإن كان عابدا فإنه يتلاعب بهم, أيها المؤمن طريق الشيطان الأول هو الجهل, تفقه في دينك, وسارع إلى العلم, فهو والله لا يرى طريقا في أهل العلم
ثانيا: يكثر الوسواس لأهل العلم ولكن بطريقة مختلفة, فالجاهل يوسوس له وهو مطمئن بنسبة كبيرة بنجاحه, لأنه بلا علم أو فقه أو حب صادق لله. أما أهل العلم فإنه يوسوس لهم خوفا من أن يموتوا وهم على هذه الحالة من الإيمان الصادق المزين بالعلم. فعندما يموت مؤمن يبكي إبليس, أتدري لم؟ لأنه يعرف الكرامة التي أعدها الله عزوجل له في الجنة, أما هو ففي نار جهنم خالدا فيها.
ذكر لابن عباس أو لابن مسعود رضي الله عنهما, أن اليهود قالوا: إننا لا نوسوس في صلاتنا, وإن قلوبنا حاضرة, فقال: صدقوا, وما يفعل الشيطان بقلب خراب. يعني أن قلوب اليهود خاربة وديانتهم باطلة, فالشيطان لايأتي يوسوس لهم, لأنه لا يريد أكثر مما هم عليه.
لكن الشيطان يأتي للقصر المشيد العامر ليدمره ويخربه, يأتي إلى القلب المؤمن المصدق ليوقعه في الشك, يأتي إلى القلب المقبل إلى الله عزوجل فيصده عنه, لذلك يبشر المبتلى بالوسواس من وجه أنه إنما ابتُلي به لقوة إيمانه ويريد الشيطان أن يضعف هذه القوة ولكن عليه أن يستعمل الدواء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وإلا دمره الشيطان تدميرا. لذا عليك أن تبتعد عما لا تعرفه عن الغيب في دينك أو دنياك أو مستقبلك فهي أمور لا علم لك بها
فإن كنت تسأل عن الله وعن ذاته, فأنت تساوي نفسك بالرب الذي خلقك , فإن كان كذلك اخلق مثله, اخلق الأرض والسماء والجبال, فإن وصلت لهذا المستوى ولن تصل اسأل !! أما تدري أن الشيطان يقودك لسراديبه, لا تقع فيها. فهو يريدك في ناره لأنه تكبر على الله, وتكبر عليك يابن آدم لأنه رفض السجود لأبيك آدم كبرا وحسدا, فلا تقع في شركه, تفاداه, بالطهارة و الوضوء, بالأذكار صباحا ومساءا, بالصلاة وقراءة القرآن, قدر استطاعتك لا تدع لحظة تمر أو مكان تسير إليه إلا أن يكون لله, وإلى الله.
اجعل وقتك كله إيمانيا, وبذلك فإنك تكون قد بنيت حصنا ولن تخاف الشيطان, بل هو من سيخافك, فهو يخاف من المؤمنين. لا تخاف الشيطان, وإن عجّزك بسؤله, فلا تجزع, ليس لأنها صحيحه, وما يقوله صحيح, بل هي فوق إدراكه وإدراكه, هي من الله الذي خلقه وخلقك, ومن التأكيد أن تعجز عن تفسيرها, كقوله من خلق الله. ليس لأنك لا تستطيع أن تتخيل أن هناك شيء يمكن أن يوجد بدون أن يُخلق يعني أنه صحيح. هو الله ولا ينبغي أن يُخلق, وإن خُلق فكيف تكون له الربوبية.
يتبع ان شاء الله

اسراء بنت حواء ***--- @asraaa_bnt_hoaaa
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ينبعاويه
•
جزاك الله خير والله يكفينا شر وساوس الشيطان عليه اللعنه

جزاك الله الف خير غاليتي:27:
الله يبعدنا جميعا ان شاء الله عن الوسواس واهل الوسواس
:26:
الله يبعدنا جميعا ان شاء الله عن الوسواس واهل الوسواس
:26:


جزاكم الله خير اخواتى على المتابعة
واليكم الباقى
هو أمر لا يستطيع العقل الذي خلقه الله أن يتحمله مع أنه واقع. فلا تدع مثل هذه الأسئلة أن تزعزع إيمانك. فهي من الشيطان فهل تستطيع صنع عين مثلا أو خلق روح أو إنسان أو حتى حيوان كالبعوضة مثلا, هل تستطيع صنع قلب كقلب البشر أو كبد أو رئة, هي أمور فوق إدراكك فلا تعذب نفسك بالتفكير بها, لا تساوي نفسك بالله, أنت خلق من خلقه, هو فوق ادراكك و علمك (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)
بعض الأحيان, يأتي الوسواس للإنسان الذي لا يكثر من ذكر الله, هو مؤمن, ولكن عرف الشيطان مداخله إليه, فلم يعرف محاربته, ولو تدري أيها المؤمن أن العلم أخوف ما يخافه الشيطان, أن تعرف دينك, ومن ثم تعرف مكره وحيله
أحدهم يسأل ابن العثيمين:
سائل يقول: إني أجد شيئا يخل عليَّ ديني, دون أن أعرف كيف قلته ونطقت به مما يجعل الهموم تشتد علي عندما أقول هذه الأقوال, فما هو الحل لمواجهة هذه المشكلة؟؟ وأخرى تقول أني رغم صلاتي وإيماني بالله ورسوله إلا أني تأتني الوساوس فتوسوس لي بالكفر إلا أنها لم ترتكب ما يخالف الشريعة, فهل هذه الوساس تجعلني كافرة؟؟, أفيدونا جزاكم الله خيرا.
تلك ما هي إلا وساوس يلقيها الشيطان في قلبك, وربما ينطق بها اللسان بدون قصد, ولذلك يشعر الإنسان أنه مرغم على أن تنطق بها, مع الكراهية الشديدة لها. لأن الشيطان لايأتي إلى قلب خرب ليفسده, ولكن يأتي إلى القلب العامر بالإيمان ليزحزحه. هذا الوسواس الذي تجدينه إنما يكون حينما يجد الشيطان من الإنسان رغبة في الخير وحبا له, فيريد أن يصرفه عن ذلك إلى وساوس لو اعتقدها الإنسان لكان كافرا,
ولكن المؤمن ينبذ هذه الوساوس وحينئذ فإن الدواء من ذلك, الإعراض عن تلك الوساوس والتقديرات, وأن تستعين بالله عزوجل على تركها, وأن تستعيذ من شرها, وأن تداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى, وتلاوة القرآن الكريم وسماع المحاضرات, فإنك إذا وفقت لهذا زال عنك ما تجد فذكر الله يعذب ويضعف الشيطان, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه أصحابه رضوان الله عنهم وبعض منهم من أصحاب الجنات وجنات الفردوس الأعلى وهم الذين يذكرهم الله تعالى في كتابه ما يجدون طلب منهم أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم, وأن ينتهوا عما يجدون في صدورهم من هذه الوساوس
وقال أنها من صريح الإيمان وحاول أن لا تفكر بهذه الأمور. فإذا فعلت فإنها لاتضرك, : فاصبروا واحتسبوا وكفوا عنها ولا تفكروا وتغمسوا أنفسكم في التفكير بذلك بل اشغلوا أنفسكم, واستزيدوا من التفقه بالدين وبقيام الليل, والصيام وحفظ القرآن, وتدريجيا سيزول عنك
قصة(الله موجود)
وقف استاذ في قطاع غزة يستغل ظروف اللاجئين (وهي أسوأ ظروف) يعلم التلاميذ الإلحاد فقال سائلاً:
هل ترون الأستاذ مشيرا إلى نفسه؟؟, قالوا: نعم, فقال إذن فالأستاذ موجود. ثم سأل: هل ترون هذا الجدار مشيرا إليه؟؟ قالوا: نعم, فقال إذن فالجدار موجود, ثم قال: هل ترون الله!! قالوا: لا, فقال إذن فالله غير موجود!!!!
فقام طالب نابغ فيه نضوج وغيرة وإيمان, فاستأذن الأستاذ وخرج ووقف بجانبه وأعاد نفس الأسئلة (هل ترون الأستاذ؟؟ هل ترون الجدار؟؟ هل ترونني؟؟) إلى أن قال: (هل ترون عقل الأستاذ) فقالوا: لا, فقال لهم: (إذن عقل الأستاذ غير موجود) فاحمر وجه الأستاذ وغضب وانفعل فقال له الطالب عفوا فهذه نظريتك أنت تقول كل ما لا نراه فهو غير موجود
ولا شك أن الظواهر تدل على ما خفي عنا والله سبحانه وتعالى موجود لأن كل ما في الكون من آثاره ويدل على وجوده, وهل نرى الكهرباء, أو الروح؟؟؟ وإذا كنا لا نراهما ولهما آثارهما المعروفة فكيف نرى الله خالقهما. بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق, ياليتنا ربانيين نعرف الحق ونعمل به وندافع عنه (كونوا ربانيين
وسوساته في العبادات
يأتي الإنسان الشيطان فيوسوس له في الصيام فيقول إنك لم تنو مع أنه قد أتى بالسحور وتسحر وأصبح صائما ثم يقول لم تنو, فعلى الإنسان أن يعرض عن هذا كله ولا يلتفت إليه مع الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. يأتيه في وضوءه فيلقي في قلبه في أثناء الوضوء أنه لم يتمضمض مثلا وهو الآن يمسح رأسه, فنقول لا تلتفت لهذا كمل الوضوء ولا تتمضمض وذلك لأن هذا من الوساوس. كذلك يأتيه في الصلاة, في النية أو في عدد الركعات, أو يثقله عن القيام للصلاة,أو الوضوء أو قراءة الفاتحة بخشوع. ثم في النكاح أو يهيأ له أنه طلق امرأته هو لم يطلقها , كلها وسوسات الشيطان لتلهينا عما هو واجب فتصدنا عن عبادة الله.
وسوساته عن الموت
أتخاف الموت أيها المؤمن؟ قال تعالى لنبيه:"إنك ميت وإنهم ميتون" رسولنا قد مات. فأي مصيبة هذه. نحن لا يمكننا الإنكار بأننا نخاف الموت, ولكن لا تجعل خوفك يصل لحد الهوس, فتنسى عبادتك وحياتك, وتغرق في طوفان هذه الوساوس الشيطانية نحن نخاف الموت لأننا نخاف الله وعقابه والقبر والنار, فبخوفك وهوسك سيشغلك الوسواس عما تخافه أنت أصلا عن عقاب الله. فكيف تتقيه؟؟ عش في الدنيا كأنك ميت, أنت خُلقت لله, لتعبد الله, وستلقاه في الآخرة, فإن لم تتق الله, فعلى ماذا ستحاسب, على وسوساتك التي شغلتك عن عبادة الله التي خلقت من أجلها؟,كن يقينا أنك ستلقاه, يقول علي رضي الله عنه:"إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة, وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولا عمل"
إذا وسوس الشيطان فلا تخف, وسارع في أن تعمر آخرتك, بحفظك للقرآن, وتفقهك بالدين, وخشوعك للصلاة, وزيادة نوافلك للقرب من الله, عّلم الآخرين, وانصحهم, اقرأ في سيرة نبينا, اقرأ في جهاده و عبادته, اجعل حبك له يغمرك, اقرأ في زهد الصحابة, في أعمالهم وعبادتهم, وحبهم للرسول, فذُكروا في القرآن الكريم, ألا تريد أن تحشر مع من يحبهم الله, تخلق بأخلاقهم, أخلاق الرسول, خُلق القرآن. وعندها ستكون قوي الإيمان ومحبا لله تعالى, وستشتاق لرؤيته, ومن ثم لن تخاف الموت, فأنت ستكون أهلا للقاء الله, ورؤية وجهه الكريم, العاصي لا يحب الموت لأنه عمّر دنياه بخرابه لآخرته, ولكن كن ممن سيقول عند الموت, كما قال بلال رضي الله عنه: غدا نلقى الأحبة, محمدا وصحبه. ومأوانا إن شاء الله في جناته, جنات النعيم, جنات لا موت فيها أبدا.
الخوف من المستقبل
أيها المؤمن, طالما أنك تعرف أن المستقبل بيد الله وحده, فلم الجزع, لا تجعل فكرك, ووسوساتك تخبرك بما في المستقبل فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى, فاطمئن, فأمر المؤمن كله خير, إذا جاءتك مصيبة فاجعلها صبرا, فهي عند الله جنة ونعيما وإن كانت خيرا, فاجعلها شكرا, فهي أيضا عند الله جنة ونعيما, فكما يحب الله الصابرين, هو أيضا يحب الشاكرين. قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". وقال:"أتى أمر الله فلا تستعجلوه" لا تستبق الأحداث, ولا تفكر بالمستقبل وتفتح باب الغيب ثم الإكتواء بالمزعجات فهو ممقوت شرعا لأنه طول الأمل.فاترك غدا حتى يأتيك, لماذا نشغل أنفسنا به, ونتوجس من مصائبه, نهتم لحوادثه, ونتوقع كوارثه, ولا ندري هل يحال بيننا وبينه, المهم أنه في عالم الغيب .
لتعش دقائق يومك ولا تنظر إلى ما يقع في بعيدا في الظلام, بل إلى ماهو قريب وواضح. أغلقوا أبواب المستقبل الذي لم يولد, عندئذ تشعرون بالأمان بشأن يومكم. أنت تعيش في الدنيا كي تعيش في الآخرة, وطالما أنك مؤمن بأن هناك حياة بعد الموت, وآخرة, وأنك ستعيش في الجنة إن شاء الله وسترى ربك الذي أعطاك عين وقلب وحياة وروح, أعطاك أمك وأبوك وإخوتك وأصدقائك وبَنوك, فسترجع إليه بإيمانك به, أفلا تشتاقه!,
فلا تخف أيها المؤمن من المستقبل, لا تخف, لا تدع الشيطان يحركك, بل دع إيمانك هو الذي يأمرك بكيفية التفكير, آمن بالقضاء والقدر. يقول الشيخ عائض القرني (الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وغدا فتوكل على الله, فإن كان معك فممن تخاف وإن كان عليك فمن ترجو, لا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن) إذاً: سارع إلى القرآن, فهو في كل آية يخبرك أمرا, يفيدك في دنياك, وآخرتك, لا تبدأ يومك إلا بالورد اليومي ولا تنهيه إلا به, إقرأ الأدعية القرآنية, فكل ما تتمناه فيها وقل كما أمرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" فإنك والله تطلب خير الدنيا والآخرة.
هل الإنسان محاسب على وساوس النفس, وما يدور في الصدر أحيانا من الوساوس؟؟
الوساوس التي في صدر الإنسان لا يحاسب عليها لأن ذلك من الشيطان, وقد أخبر النبي عليه السلام أن ذلك صريح الإيمان وإذا حصل شيء من ذلك فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يركن إليه, ولا ينبغي للإنسان أن ينساب خلف هذه الوساوس لأنها لا تضره, والإنسان مأمور بأن يكون قويا ثابتا, لا تزعزعه مثل هذه الوسائل ولكن لا تفعل ما تقوله الوساوس لك أو تتكلم بها. (ابن العثيمين)
مداخل الشيطان
من مصائد الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله, والفخر بإعطاء الله, والكِبر على عباد الله, واتباع الهوى في غير ذات الله
من مصائده أيضا: حب الدنيا, هوى النفس, الكبر, الحسد, الغضب, البخل وحب المال, الحرص وسوء الظن, الرياء, الطمع وغيرها من الصفات البغيضة, كلها أبواب يدخل إليها الشيطان, فمن رأى في شيء مما سبق, فليحذر, فهي بداية له في بالوسوسة ,فادفعها بذكر الله, والعمل بما أمر به نبينا بالإستعاذة والإبتعاد عن الصفات تلك والتخلق بالقرآن وقراءة الأذكار الصباحية والمسائية والبقاء على الوضوء
استراحة في قصة( جنة الكافر)
خرج ابن حجر في أبهته وكان قاضي قضاة في مصر, فإذا بيهودي في حالة رثة, فقال له االيهودي: قف. فوقف ابن حجر, فقال اليهودي: كيف يقول رسولكم:"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر, فقال ابن حجر: صحيح, أنت في تعاستك وبؤسك تعتبر في جنة مما ينتظرك في الآخرة من عذاب أليم. وأنا رغم هذه الأبهة إن أدخلني الله الجنة فيعتبر هذا سجن بالنسبة لما ينتظرني في جنات النعيم. قال اليهودي: أكذلك؟ رد ابن حجر: نعم, فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
نصيحة
في زمن ضعف الدين والإيمان, وضعف ارتباطنا بالله, وبرسوله وبقرآننا.أصبحنا نعبد الله كعادة تعودنا عليهافي الصغرأصبحنا لا نبحث عن الحقيقة, بل أصبحنا نتأثر بعقول باطلة, وقراءات كاذبة, تأتينا من كل مكان ماعدا ديننا, قرآننا, وسنة نبينا. لذا أحث إخواني المسلمين على قراءة الأوراد اليومية صباحا ومساء, لأنها مما يحرسهم الله بها من الوساوس الشيطانية, فكما يدخل عليك الشيطان من مداخل كثيرة تغلب عليه من أبواب كثيرة من ذكر وقراءة القرآن وقيام في الليل وقبل ذلك اكتساب العلم والتفقه. فإنك والله ستغلبه
كن أيها القارئ على طهارة الوضوء, لأن الوضوء يحرق الشيطان, ويقلل مداخله إليك, قال الرسول عليه السلام لبلال عند صلاة الفجر حدثني يا بلال بأزكى ما عملته في الإسلام, فإني سمعت الليلة خشف نعليك في الجنة" فقال:ما عملت عملا في الإسلام أزكى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت لربي أدنى ما قدر لي. وفي رواية أخرى: ما أحدثت إلا أوجدت الطهارة وما تطهرت إلا صليت ركعتين. واالله أعلم والوضوء مكفرة للذنوب فالوضوء شطر الإيمان وهو تطهير الباطن من خبائث النفس وتطهير الجوارح
إنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ويزيد تمكنه منهم ويقل على مقدار يقظتهم وغفلتهم وجهلهم وعلمهم, واعلم أن القلب كالحصن, وعلى ذلك الحصن سور, وللسور أبواب وفيه ثلم(أي موضع الكسر) وساكنه العقل, والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن وإلى جانبه ربض فيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع. والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض, والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم. فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي قد وكل بحفظه وجميع الثلم, وأن لا يفتر عن الحراسة لحظة, فإن العدو لا يفتر.
قال رجل للحسن: ياأبا سعيد, أينام الشيطان؟ فتبسم وقال: لو نام لاسترحنا.تلبيس ابليس(لإبن الجوزي
واليكم الباقى
هو أمر لا يستطيع العقل الذي خلقه الله أن يتحمله مع أنه واقع. فلا تدع مثل هذه الأسئلة أن تزعزع إيمانك. فهي من الشيطان فهل تستطيع صنع عين مثلا أو خلق روح أو إنسان أو حتى حيوان كالبعوضة مثلا, هل تستطيع صنع قلب كقلب البشر أو كبد أو رئة, هي أمور فوق إدراكك فلا تعذب نفسك بالتفكير بها, لا تساوي نفسك بالله, أنت خلق من خلقه, هو فوق ادراكك و علمك (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)
بعض الأحيان, يأتي الوسواس للإنسان الذي لا يكثر من ذكر الله, هو مؤمن, ولكن عرف الشيطان مداخله إليه, فلم يعرف محاربته, ولو تدري أيها المؤمن أن العلم أخوف ما يخافه الشيطان, أن تعرف دينك, ومن ثم تعرف مكره وحيله
أحدهم يسأل ابن العثيمين:
سائل يقول: إني أجد شيئا يخل عليَّ ديني, دون أن أعرف كيف قلته ونطقت به مما يجعل الهموم تشتد علي عندما أقول هذه الأقوال, فما هو الحل لمواجهة هذه المشكلة؟؟ وأخرى تقول أني رغم صلاتي وإيماني بالله ورسوله إلا أني تأتني الوساوس فتوسوس لي بالكفر إلا أنها لم ترتكب ما يخالف الشريعة, فهل هذه الوساس تجعلني كافرة؟؟, أفيدونا جزاكم الله خيرا.
تلك ما هي إلا وساوس يلقيها الشيطان في قلبك, وربما ينطق بها اللسان بدون قصد, ولذلك يشعر الإنسان أنه مرغم على أن تنطق بها, مع الكراهية الشديدة لها. لأن الشيطان لايأتي إلى قلب خرب ليفسده, ولكن يأتي إلى القلب العامر بالإيمان ليزحزحه. هذا الوسواس الذي تجدينه إنما يكون حينما يجد الشيطان من الإنسان رغبة في الخير وحبا له, فيريد أن يصرفه عن ذلك إلى وساوس لو اعتقدها الإنسان لكان كافرا,
ولكن المؤمن ينبذ هذه الوساوس وحينئذ فإن الدواء من ذلك, الإعراض عن تلك الوساوس والتقديرات, وأن تستعين بالله عزوجل على تركها, وأن تستعيذ من شرها, وأن تداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى, وتلاوة القرآن الكريم وسماع المحاضرات, فإنك إذا وفقت لهذا زال عنك ما تجد فذكر الله يعذب ويضعف الشيطان, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه أصحابه رضوان الله عنهم وبعض منهم من أصحاب الجنات وجنات الفردوس الأعلى وهم الذين يذكرهم الله تعالى في كتابه ما يجدون طلب منهم أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم, وأن ينتهوا عما يجدون في صدورهم من هذه الوساوس
وقال أنها من صريح الإيمان وحاول أن لا تفكر بهذه الأمور. فإذا فعلت فإنها لاتضرك, : فاصبروا واحتسبوا وكفوا عنها ولا تفكروا وتغمسوا أنفسكم في التفكير بذلك بل اشغلوا أنفسكم, واستزيدوا من التفقه بالدين وبقيام الليل, والصيام وحفظ القرآن, وتدريجيا سيزول عنك
قصة(الله موجود)
وقف استاذ في قطاع غزة يستغل ظروف اللاجئين (وهي أسوأ ظروف) يعلم التلاميذ الإلحاد فقال سائلاً:
هل ترون الأستاذ مشيرا إلى نفسه؟؟, قالوا: نعم, فقال إذن فالأستاذ موجود. ثم سأل: هل ترون هذا الجدار مشيرا إليه؟؟ قالوا: نعم, فقال إذن فالجدار موجود, ثم قال: هل ترون الله!! قالوا: لا, فقال إذن فالله غير موجود!!!!
فقام طالب نابغ فيه نضوج وغيرة وإيمان, فاستأذن الأستاذ وخرج ووقف بجانبه وأعاد نفس الأسئلة (هل ترون الأستاذ؟؟ هل ترون الجدار؟؟ هل ترونني؟؟) إلى أن قال: (هل ترون عقل الأستاذ) فقالوا: لا, فقال لهم: (إذن عقل الأستاذ غير موجود) فاحمر وجه الأستاذ وغضب وانفعل فقال له الطالب عفوا فهذه نظريتك أنت تقول كل ما لا نراه فهو غير موجود
ولا شك أن الظواهر تدل على ما خفي عنا والله سبحانه وتعالى موجود لأن كل ما في الكون من آثاره ويدل على وجوده, وهل نرى الكهرباء, أو الروح؟؟؟ وإذا كنا لا نراهما ولهما آثارهما المعروفة فكيف نرى الله خالقهما. بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق, ياليتنا ربانيين نعرف الحق ونعمل به وندافع عنه (كونوا ربانيين
وسوساته في العبادات
يأتي الإنسان الشيطان فيوسوس له في الصيام فيقول إنك لم تنو مع أنه قد أتى بالسحور وتسحر وأصبح صائما ثم يقول لم تنو, فعلى الإنسان أن يعرض عن هذا كله ولا يلتفت إليه مع الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. يأتيه في وضوءه فيلقي في قلبه في أثناء الوضوء أنه لم يتمضمض مثلا وهو الآن يمسح رأسه, فنقول لا تلتفت لهذا كمل الوضوء ولا تتمضمض وذلك لأن هذا من الوساوس. كذلك يأتيه في الصلاة, في النية أو في عدد الركعات, أو يثقله عن القيام للصلاة,أو الوضوء أو قراءة الفاتحة بخشوع. ثم في النكاح أو يهيأ له أنه طلق امرأته هو لم يطلقها , كلها وسوسات الشيطان لتلهينا عما هو واجب فتصدنا عن عبادة الله.
وسوساته عن الموت
أتخاف الموت أيها المؤمن؟ قال تعالى لنبيه:"إنك ميت وإنهم ميتون" رسولنا قد مات. فأي مصيبة هذه. نحن لا يمكننا الإنكار بأننا نخاف الموت, ولكن لا تجعل خوفك يصل لحد الهوس, فتنسى عبادتك وحياتك, وتغرق في طوفان هذه الوساوس الشيطانية نحن نخاف الموت لأننا نخاف الله وعقابه والقبر والنار, فبخوفك وهوسك سيشغلك الوسواس عما تخافه أنت أصلا عن عقاب الله. فكيف تتقيه؟؟ عش في الدنيا كأنك ميت, أنت خُلقت لله, لتعبد الله, وستلقاه في الآخرة, فإن لم تتق الله, فعلى ماذا ستحاسب, على وسوساتك التي شغلتك عن عبادة الله التي خلقت من أجلها؟,كن يقينا أنك ستلقاه, يقول علي رضي الله عنه:"إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة, وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولا عمل"
إذا وسوس الشيطان فلا تخف, وسارع في أن تعمر آخرتك, بحفظك للقرآن, وتفقهك بالدين, وخشوعك للصلاة, وزيادة نوافلك للقرب من الله, عّلم الآخرين, وانصحهم, اقرأ في سيرة نبينا, اقرأ في جهاده و عبادته, اجعل حبك له يغمرك, اقرأ في زهد الصحابة, في أعمالهم وعبادتهم, وحبهم للرسول, فذُكروا في القرآن الكريم, ألا تريد أن تحشر مع من يحبهم الله, تخلق بأخلاقهم, أخلاق الرسول, خُلق القرآن. وعندها ستكون قوي الإيمان ومحبا لله تعالى, وستشتاق لرؤيته, ومن ثم لن تخاف الموت, فأنت ستكون أهلا للقاء الله, ورؤية وجهه الكريم, العاصي لا يحب الموت لأنه عمّر دنياه بخرابه لآخرته, ولكن كن ممن سيقول عند الموت, كما قال بلال رضي الله عنه: غدا نلقى الأحبة, محمدا وصحبه. ومأوانا إن شاء الله في جناته, جنات النعيم, جنات لا موت فيها أبدا.
الخوف من المستقبل
أيها المؤمن, طالما أنك تعرف أن المستقبل بيد الله وحده, فلم الجزع, لا تجعل فكرك, ووسوساتك تخبرك بما في المستقبل فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى, فاطمئن, فأمر المؤمن كله خير, إذا جاءتك مصيبة فاجعلها صبرا, فهي عند الله جنة ونعيما وإن كانت خيرا, فاجعلها شكرا, فهي أيضا عند الله جنة ونعيما, فكما يحب الله الصابرين, هو أيضا يحب الشاكرين. قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". وقال:"أتى أمر الله فلا تستعجلوه" لا تستبق الأحداث, ولا تفكر بالمستقبل وتفتح باب الغيب ثم الإكتواء بالمزعجات فهو ممقوت شرعا لأنه طول الأمل.فاترك غدا حتى يأتيك, لماذا نشغل أنفسنا به, ونتوجس من مصائبه, نهتم لحوادثه, ونتوقع كوارثه, ولا ندري هل يحال بيننا وبينه, المهم أنه في عالم الغيب .
لتعش دقائق يومك ولا تنظر إلى ما يقع في بعيدا في الظلام, بل إلى ماهو قريب وواضح. أغلقوا أبواب المستقبل الذي لم يولد, عندئذ تشعرون بالأمان بشأن يومكم. أنت تعيش في الدنيا كي تعيش في الآخرة, وطالما أنك مؤمن بأن هناك حياة بعد الموت, وآخرة, وأنك ستعيش في الجنة إن شاء الله وسترى ربك الذي أعطاك عين وقلب وحياة وروح, أعطاك أمك وأبوك وإخوتك وأصدقائك وبَنوك, فسترجع إليه بإيمانك به, أفلا تشتاقه!,
فلا تخف أيها المؤمن من المستقبل, لا تخف, لا تدع الشيطان يحركك, بل دع إيمانك هو الذي يأمرك بكيفية التفكير, آمن بالقضاء والقدر. يقول الشيخ عائض القرني (الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وغدا فتوكل على الله, فإن كان معك فممن تخاف وإن كان عليك فمن ترجو, لا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن) إذاً: سارع إلى القرآن, فهو في كل آية يخبرك أمرا, يفيدك في دنياك, وآخرتك, لا تبدأ يومك إلا بالورد اليومي ولا تنهيه إلا به, إقرأ الأدعية القرآنية, فكل ما تتمناه فيها وقل كما أمرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" فإنك والله تطلب خير الدنيا والآخرة.
هل الإنسان محاسب على وساوس النفس, وما يدور في الصدر أحيانا من الوساوس؟؟
الوساوس التي في صدر الإنسان لا يحاسب عليها لأن ذلك من الشيطان, وقد أخبر النبي عليه السلام أن ذلك صريح الإيمان وإذا حصل شيء من ذلك فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يركن إليه, ولا ينبغي للإنسان أن ينساب خلف هذه الوساوس لأنها لا تضره, والإنسان مأمور بأن يكون قويا ثابتا, لا تزعزعه مثل هذه الوسائل ولكن لا تفعل ما تقوله الوساوس لك أو تتكلم بها. (ابن العثيمين)
مداخل الشيطان
من مصائد الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله, والفخر بإعطاء الله, والكِبر على عباد الله, واتباع الهوى في غير ذات الله
من مصائده أيضا: حب الدنيا, هوى النفس, الكبر, الحسد, الغضب, البخل وحب المال, الحرص وسوء الظن, الرياء, الطمع وغيرها من الصفات البغيضة, كلها أبواب يدخل إليها الشيطان, فمن رأى في شيء مما سبق, فليحذر, فهي بداية له في بالوسوسة ,فادفعها بذكر الله, والعمل بما أمر به نبينا بالإستعاذة والإبتعاد عن الصفات تلك والتخلق بالقرآن وقراءة الأذكار الصباحية والمسائية والبقاء على الوضوء
استراحة في قصة( جنة الكافر)
خرج ابن حجر في أبهته وكان قاضي قضاة في مصر, فإذا بيهودي في حالة رثة, فقال له االيهودي: قف. فوقف ابن حجر, فقال اليهودي: كيف يقول رسولكم:"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر, فقال ابن حجر: صحيح, أنت في تعاستك وبؤسك تعتبر في جنة مما ينتظرك في الآخرة من عذاب أليم. وأنا رغم هذه الأبهة إن أدخلني الله الجنة فيعتبر هذا سجن بالنسبة لما ينتظرني في جنات النعيم. قال اليهودي: أكذلك؟ رد ابن حجر: نعم, فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
نصيحة
في زمن ضعف الدين والإيمان, وضعف ارتباطنا بالله, وبرسوله وبقرآننا.أصبحنا نعبد الله كعادة تعودنا عليهافي الصغرأصبحنا لا نبحث عن الحقيقة, بل أصبحنا نتأثر بعقول باطلة, وقراءات كاذبة, تأتينا من كل مكان ماعدا ديننا, قرآننا, وسنة نبينا. لذا أحث إخواني المسلمين على قراءة الأوراد اليومية صباحا ومساء, لأنها مما يحرسهم الله بها من الوساوس الشيطانية, فكما يدخل عليك الشيطان من مداخل كثيرة تغلب عليه من أبواب كثيرة من ذكر وقراءة القرآن وقيام في الليل وقبل ذلك اكتساب العلم والتفقه. فإنك والله ستغلبه
كن أيها القارئ على طهارة الوضوء, لأن الوضوء يحرق الشيطان, ويقلل مداخله إليك, قال الرسول عليه السلام لبلال عند صلاة الفجر حدثني يا بلال بأزكى ما عملته في الإسلام, فإني سمعت الليلة خشف نعليك في الجنة" فقال:ما عملت عملا في الإسلام أزكى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت لربي أدنى ما قدر لي. وفي رواية أخرى: ما أحدثت إلا أوجدت الطهارة وما تطهرت إلا صليت ركعتين. واالله أعلم والوضوء مكفرة للذنوب فالوضوء شطر الإيمان وهو تطهير الباطن من خبائث النفس وتطهير الجوارح
إنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ويزيد تمكنه منهم ويقل على مقدار يقظتهم وغفلتهم وجهلهم وعلمهم, واعلم أن القلب كالحصن, وعلى ذلك الحصن سور, وللسور أبواب وفيه ثلم(أي موضع الكسر) وساكنه العقل, والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن وإلى جانبه ربض فيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع. والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض, والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم. فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي قد وكل بحفظه وجميع الثلم, وأن لا يفتر عن الحراسة لحظة, فإن العدو لا يفتر.
قال رجل للحسن: ياأبا سعيد, أينام الشيطان؟ فتبسم وقال: لو نام لاسترحنا.تلبيس ابليس(لإبن الجوزي

جزاك الله خــــ1000ـير و بارك فيك ..
موضوعك رااااااااااائع جداًً .. الهم اكفنا وجميع المسلمين وسوسة الشياطين .
:26: :26:
موضوعك رااااااااااائع جداًً .. الهم اكفنا وجميع المسلمين وسوسة الشياطين .
:26: :26:
الصفحة الأخيرة