بشارات ربانية للشيخ حمد الزيان يرحمه الله

قليل هم من يجعلون لهم مكانا في القلوب لاتناسب غيرهم,

قليل هم من تبرز معالمهم عند موتهم,

قليل هم من يجمع الله حب الناس لهم,

وشيخي احسبه منهم ..

رحمك الله ياأبا محمد , صفاتك استقيتها من نبي الرحمة محمد
,

لا أنسى أول موقف وجلسة خاصة جلستها معك حين كنت في الثالث متوسط في المعهد العلمي بالدمام قبل خمسة وثلاثون عاما تقريبا, كنت انتظر سيارة لتقلني للمعهد فإذا بتلك السيارة تقف ويطل بابتسامته المشرقه ذلك الرجل الداعية الجليل , يقول يا علي اركب معي لأوصلك , نظرت في وجهه فإذا هو مدرس التوحيد الجديد الذي رأيته في المعهد قبل يومين او ثلاثة,
نظرت في وجهه وشعرت بالأمان فالطريق بعيد وأنا صغير سن ولكنها نظرة الأب الحنون لابنه الصغير, ثم بدأ الحوار الذي زرعه في قلبي ولم أنسه , نصائح محبة , توجيهات كبيرة , توقعات مستقبلية للصحوة , امور لم اسمع بها من قبل من غيره ابداً...

وصلنا للمعهد ودخل حبه في قلبي , كم من مرة يصرف عني نظره عند اسائتي وتقصيري , لايحب اللوم , لايحب المواجهه في الأمور السلبية , يكظم الغيظ ويعفو , دائما مبتسم المحيا , فلله در من كانت هذه صفاته.

خرجت من المعهد ومضت السنين الطوال وإذا بي في حملة حج كان هو من دعاتها فلقد كان في وقتها انذاك مديرا للدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية وسلم علي وحياني وسأل اسألة تشعرك أنك اهم الناس عنده, دفعني هذا الشعور بحب صادق له وللدعوة الى الله ,كنت أحب ان يدفعني اليهامثل هذا الشيخ الجليل , انه طريق الدعوة الى الله الذي لازمه الشيخ منذ عرفته الى ان وافاه الأجل , يدعو بخلقه وكلماته السهلة الغير موجعه ولا مشعرة لك بتكلف ممن يقولها , لايحب الجلوس وخدمة الناس له , أبدا,, بل يحب ان يخدم هو من حوله حتى ولو كانوا اصغر سنا وأقل قدرا ,,
إنه التواضع الذي سار عليه السلف الصالح , فلله درك وهنيئا لك يا أبا محمد

ثم توالت السنين وجائني خبر مرضه واستشارني واتصل بي وخجلت أن ارد عليه ,فمن أنا بجانب شيخ جليل مثله,
إي والله ,,
لم تستطع يدي أن تمتد وتمسح على جسده حين أرقيه عند زيارتي له ,
أشعر بحرج لم اشعر به مع غيره, لكنه حب الخير له وتطبيق السنة والدعاء له وإلا فهو عندي وأظنه عند الله أفضل وأجل قدرا مني فكيف بيد اختلطت بها المعاصي والغفلة من يد سحاء غدقا بالخير والجود والدعوة الى الله,,! لا مقارنة,,,

البشارات كثيرة تلك التي ودعنا الشيخ حمد الزيدان بها ..

بدأت في رؤيا رأتها احدى محارمة ,,
تقول الأخت في مانقل لي: رأيت الشيخ حمد الزيدان ليلة أجريت له العملية جالسا جلسة النبي صلى الله عليه وسلم عند الأكل وكان وجهه مضيئا نيرا مبتسما ولباسه ابيضا مميز البياض وكان النور هالة حوله وأمامه صحن فيه طعام كان الطبيب قد حجبه عنه وهو يأكل باستمتاع وكانها تلومه على أكله ذلك الأكل لكنه قال أبشرك اني الآن استطيع أن آكل ما أشتهيه ,,,,,,,,,,,,انتهت الرؤيا

لا إله إلا الله ,,

(يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)
نعم أبشر فإنك ستأكل فيها ماتشتهيه النفس وتلذا الأعين ,,,هذه بشارة عبرتها بأنه سيكون افضل مما هو عليه ولم أوضح انها الخاتمة الحسنة مع ماأجده من خير له وتعبير واضح للرؤيا التي شعرت تلك الأخت أنها نهاية المطاف بآلام الشيخ حمد وقرب أجله..( احسبه كذلك والله حسيبه,,))

إن هذه الرؤيا وموته ليلة الجمعه وإن كان الحديث فيه ضعف ولكن يكفي اننا رأينا أن الله رفع ذكره عند الملأ خاصة عند الجنازة ووقت الصلاة عليه بعد صلاة الجمعه وحضور الآلاف المؤلفة في جامع الرجحي بالرياض وكنت ممن حضر الصلاة ورأيت بأم عيني كثرة الخلق وكذلك ثناء الشيخ إمام الجامع عليه وغيرها من أمور لاتجتمع إلا لصاحب خير كثير..

ولا أنسى انه شهيد ان شاءالله
ففي الحديث الذي روى البخاري (2829) ومسلم (1914) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ).

وكان موته بسبب مرض في بطنه في الكبد,,


رحمك الله يا ابا محمد ولنا جميعا في رسول الله أسوة حسنة ,,,,,