سعادتي في قلبي
ثالثا : تسعة اعشار العافية في الغافل:

وما أدراك مالتغافل ؟ برد وسلام بين أعاصير الزمان... من مشادات كلامية .. وهمزات ولمزات .. وسوء ظن وأحقاد .... تترفعين به عن تفاهات تتفاقم حتى تتحول إلى أمور عواقبها وخيمة..

إن سمعت كلمة مزعجة.. طنشي .. إن رأيت تصرفا .. أو حركة يقصد بها إيذاء مشاعرك... تغابي (تصنعي عدم الفهم) .. إن وجهت لك أوامر وتوجيهات بطريقة استفزازية .. ابتسمي ببراءة .. وخذيها على أفضل معانيها ....و....أيضا ...طنشي

وأحب ان أنبه هنا إلى تصرفات كنت أفعلها وكلمات كنت أتلفظ بها في شبابي بحسن نية ... كانت تفسر تفسيرا سيئا في وقتها... وكنت أتضايق جدا من عواقبها... والآن .. وبعد ان تزوجت ووضعت في مواقف مشابهه لها .. بت أعلم أن الزعل علي كان فعلا هو رد الفعل الصحيح .. لأن مثل هذه المواقف في ظاهرها لاتفسير لها غير ذلك.. لاحظوا أنني كنت أفعلها بكل براءة..وهي تفسر على ظاهرها بأسوأ المعاني..
نعم كنت بحاجة لأن يحسن الآخرون الظن بي.. تماما كما يحتاج الآخرون الآن لأن أحسن الظن بهن...وبشكل أفضل ..

نحن بحاجة إلى أن نتعلم فن التغافل والتطنيش الايجابي.. لكي نعيش في راحة نفسية وسعادة أسرية.. وليكن لك عادة.. ماحدث الأمس انتهى بنهاية اليوم.. وفي كل يوم حياة جديدة.. نجددها بالتغافر والعفو والمسامحة... بعيدا عن الأحقاد والهجران..

يكفينا فخرا وطمعا بكرم رب المحسنين حين وعدنا بقوله(( ومن عفا وأصلح فأجره على الله))

لانريد حسنات أحد .. ولا نتحسب على مسلم بغرض الانتقام منه.. لاندعوا أبدا على أهل- لاإله إلا الله- ..
ولنتصافى وننبذ الفرقة والشحناء دائما..

أعرف مشرفة في السكن الداخلي للطالبات تتميز عن زميلاتها بالدين والتقى.. نحسبها كذلك تعرضت لموقف عجيب ..

تقول أن احدى زميلاتها.. أخفت عنها رسالة كانت قد وصلتها من أهلها(وكلهن أجنبيات ومغتربات).. أخفتها عنها دون أن تقرأها .. أو تتلفها... فقط حسدا لها بعد أن علمت أن الرسالة لفلانه .. بينما لم يتذكرها هي أحد من أهلها.

كانت المفاجأة التي أذهلت الجميع ...بعد مضي شهر من تلك الحادثة(هذا كان قبل الجوالات والنت) ...

فقد استلمت أختنا في الله رسالة من أهلها.. يحمدون الله فيها على تحسن أوضاعهم.. وخروج أخيها فلان من المعتقل.. وانفراج همومهم...,لم تفهم الحبيبة شيئا مما قرأت .. وبدأت تهمهم وتفضفض ببعض أفكارها الطيبة عن معنى هذه الرسالة.... هنا قامت الأخرى بخجل شديد.. ومدت إليها الرسالة الأولى... المليئة طبعا بالكثير من المصائب والهموم التي تعصف بأخيها في الوطن وأهل بيته..

أرأيت أخيتي.. ماجزاء حسن النية والتغافل...حينما تأخرت عليها الرسالة الأولى ..لم تتذمر ولم تسيء الظن بأحد.. بل لم تكلف نفسها حتى سؤال الحارس عنها..وكان لها الخير كله إذ لم تفجع بأخبار سيئة في وقتها ... وقد فرجها الله عليهم

إن حسن ظننا بالآخرين وحسن التغافل عن مايكيدونه لنا.. لهو مفتاح حقيقي للسعادة الاجتماعية.. والراحة النفسية..
خاصة وأننا محاطون في الغالب بأهل(لاإله إلا الله)..

فمالذي ستجنينه من إظهار العداوات والرد على كل ناعق.. سوى خسارة من يكن لك الاحترام..

نعم ..الناس حولنا واحد من ثلاثة.. فاضل أقر له فضله.. أومفضول أترفع عنه.. أو مساوي لي في الفضل.. فلماذا لاأكون أنا .. أفضل منه.. في حسن المعاملة.. ولاتكوني إمعة..إن أساء الناس أسأت وإن أحسنوا أحسنتي...


وكما تعودنا سأروي لكن هذه الحكاية الجميلة عن فن التغافل..

يروى أنه كان لأحد الفلاحين ثلاثة أبناء وبعد أن توفي تقاسموا تركتهم فنال كل منهم ألف دينار نصيبه من الإرث..
فكر الأخ الأكبر مليا في طريقة يستثمر بها ماله فقرر السفر للتجارة.. ودع اخوته ومضى يمشي على رجليه حتى ألجأه التعب إلى أن يطلب المبيت بمزرعة كبيرة على الطريق.. رحب به صاحب المزرعة .. وتسامرا قليلا .. فعلم بأمر الألف دينار.. وهنا عرض عليه استثمار خياليا .. بعيدا عن التجارة وأخطارها..
حيث طلب منه المزارع اللئيم أن يعمل لديه في مزرعته.. بشرط بسيط جدا.. وهو أنه إن طلب أحدهما انهاء العقد (استقال الولد أو أقاله رب العمل) فيلزم بتعويض الطرف الآخر بألف دينار.. وهنا سال لعاب الولد لذلك فوافق ظنا منه أن هذا المزارع لابد وأن يستغني عنه يوما ما.. فسيلزمه العقد بدفع ألف دينار له كتعويض.. ورأى صاحبنا أنها صفقة رابحة فوافق... وليته لم يفعل..!
بدأ صاحبنا يومه بنشاط لكنه ذهل من كثرة أوامر سيده.. المزرعة بزرعها وريها وحيواناتها وسمادها و....... أعمال كثيرة لاتنتهي حتى أنه لايعطيه فرصة ليأكل أو ينام... عمل في عمل ولم تمضي بضعة أيام حتى بدأ بالتمرد والتذمر.. وعندها ضحك اللئيم مسرورا بنصره.. واستولى على الألف دينار..
عاد المسكين مكسور الخاطر خالي الوفاض .. مفلسا .. متعبا .. مغموما .. مهموما.. مالعمل ؟لقد بذل كل مافي وسعه.. وخسر كل مايملك..
وهنا بادر الأخ الأوسط بتتبع خطى أخيه عله يكون أكثر صبرا وتحملا .. فيفوز بالصفقه الخاسرة سلفا..لكنه عاد هو الآخر بنفس خسارة أخيه.. لقد بذل كل مافي وسعه... الخ ..الخ
جاء دور الأخ الأصغر.. (الغريب في معظم الحكايات يظهرون تفوق الأصغر دائما على من يكبره ) ...وعندما تقابل الخصمان ... عرض عليه المزارع الصفقة ..ألف دينار .. فرد عليه صاحابنا ....ردا أسال لعاب الآخر.. أتدرون ماذا قال له؟
قال له ان الشرط في العقد سيكون ثلاثة آلاف دينار وليس ألفا واحدة؟؟؟!!
في صباح اليوم التالي استيقظ.... من؟؟؟ الصبي؟؟؟ لا...!!!! بل استيقظ المزارع باكرا كعادته ليتفاجأ بالصبي غارقا في نوم عميق.. انتهره وهو يوقظه بغلظة شديدة.. قم إلى عملك أيها الكسول..
الصبي : لابأس لقد غلبني النوم ياسيدي..
المزارع : اذهب إلى الحظيرة وأطعم البهائم...واجمع البيض.. ثم روي لها من البئر .. ثم احلب البقرة والماعز ولاتنسى أن تجز شعر الخراف.. وقبل أن تتوسط الشمس كبد السماء تكون قد سقيت الزرع وبذرت البذر.. وغرست الفسائل(الخ الخ)

وبكل برود رد الصبي .. نعم إن شاء الله..

ودخل الحظيرة .. وبدأ باطعام البهائم ... بكل هدوووووووء .. ورويه..
انتصف النهار وهو لم يحلب إلا البقرة فقط .. ثم استند على الجدار ليتناول بعضا من الفاكهة ويشرب قليلا من الحليب الذي من الله به عليه.. دون استئذان .. لم يكن الأكل ضمن الشروط.. وهو لم يتمرد على العمل بعد..؟؟!! صح؟

انتهى اليوم .. والمزارع يشد في شعره من الغيظ .. وصاحبنا .. ولا على باله.. يعمل باخلاص وجد .. ولكن على مهل .. مع تطنيش كل مايسمعه من عبارات فظة .. وتعبيرات عن مشاعر سلبية.. لقد كان يعمل كل مايمليه عليه ضميرة .. وكفى..

بعد عدة أيام من هذه الحال.. استشاط المزارع غيظا وبدأ يصب جام غضبه على الصبي حتى وصل إلى اللا وعي من شدة الغضب فطرده بقوله .. أنا مستغني عن خدماتك.. (غوووور..)
وهنا انتفض صاحبنا قائما بكل نشاط وهو يبسط كفه ويقول.. الشرط.. ياسيدي .. ثلاثة آلاف دينار..
في هذه اللحظة أسقط في يد المحتال و أعطاه الثلاثة آلاف دينار...دفع له جميع ما أخذه من أخويه وزيادة عليها ألف دينار حصل عليها مكافأة له على طوووول باله وصبره ... وتمرسه في فن.. نتجاهل نحن تعلمه.

سعادتي في قلبي
السلام عليكم ورحمة الله.. كيف الحال؟

قبل أن أكمل مقالتي الطوييييلة جدا...:06:

أحب أن أعبر لكن عن مدى سعادتي العارمة... :32: وسروري الغامر... برؤية كلمة مميزة التي أضيفت للعنوان...فلقد شعرت براحة نفسية كبيرة.. بعد أن اعترتني بعض المشاعر السلبية في إمكانية إغلاق الموضوع أو عدم الاستفادة منه... :35:

مع أنه عصارة خبرة وتجارب شخصية عاصرتها أو عرفت بعض أبطالها.. معرفة شخصية...:16:
أو في أبسط الأحوال.. هي مخزون متكدس لمعلومات ومقترحات قرأتها سابقا... يتم تنقيحها وتهذيبها... بالتجارب والمشاكل التي نواجهها في زحام همومنا اليومية التي لا تنتهي..

كما أقدم اعتذاري لحبيباتي الحوائيات اللاتي لم تسنح لي الفرصة بالرد عليهن لقلة فرص المشاركة التي تتاح لي هنا..:39:

وبالرجوع إلى فن التغافل ..:04:
أحب أيضا أن أنوه إلى ملاحظة هامة جدا.. وهي فن التعامل مع بعض الأزواج سليطي اللسان..أو أهل الزوج ..بل وفي بعض الحالات.. بعض الأخوة والأخوات الذين يتعمدون جرح المشاعر بالهمز واللمز .. أو حتى بالتذكير بقصص ومواقف محرجة لك .وبلا سبب منطقي...

فبعد أن تحدثت كثيرا عن احسان الظن والتماس العذر.. قد تقول إحداكن... أن هناك أمورا لامجال فيها أن نحسن الظن بأهلها أبدا...نوايا سيئة واضحة للعيان...

أقول نعم... لكن يأتي هنا دور التغافل..

سوف أضرب لك هذا المثال...

أعرف امرأة ابتليت بزوج غريب جدا... يحبها حبا جنونيا... ولكنه (إذا خاصم فجر) والعياذ بالله..
فيتلفظ عليها -لأدنى مشكلة بينهما- بأوقح الألفاظ وأنتنها.. بل ويتجاوز الحدود بقذف أمها وسب من يعز عليها... ....

المشكلة ليست في ردة الفعل الطبيعية للزوجة.. وإنما في سرعة اعتذار الزوج وابدائه لندمه الشديد.. بل إنه يعود إليها بسرعة ليظهر لها شديد الأسف.. بطريقة غريبة جدا
حيث يجثو عند قدميها ويقبلهما بذل وحب ممتزجان مع معسول الكلام...

المسألة والله ياحبيباتي أصعب من أن يتخيلها إلا من عاشتها فعلا...

والمشكلة الحقيقية ... ليست في طبع الزوج وإنما في ردة الفعل المناسبة لمثل هذا المرض الأخلاقي والذي يصعب شفاؤه.

تقول تلك الزوجة.. وقفت في حيرة من أمري بين مشاعري وكرامتي وحبي لأهلي في طرف وبين حبي لبيتي وأبنائي وزوجي في الطرف الآخر.. فرأيت أني لاأحتمل انهيار أسرة تعبت في بنائها.. وأما بالنسبة لأهلي فلعله أجر وحسنات ساقها الله لهم دون علم منهم..فاتخذت قرارا ايجابيا غير لي مجرى حياتي....التطنيش... نعم بت أتغافل كثيرا عن كل الرسائل السلبية التي أتلقاها منه... وحينما يوجه الشتائم لي كعادته .. أظهر عدم رضاي بصمت مطبق .. وعينان مغمضتان ( حتى لاأستفزه).. وأوهم نفسي بأن هذا الكلام موجه للحائط خلفي...فلاأتأثر بكلمة منه...

حتى إذا ماانتهت الزوبعة.. عاد كل شيء إلى وضعه السابق.. وبدأ هو بتقديم الأعذار الواهية كعادته.. وحافظت أنا بهذا السلوك (الصعب جدا ) على صحتي النفسية ونفسيات أطفالي الذين لاذنب لهم في مشاكلنا...

بغض النظر عن مدى تقبلنا لهذا السلوك ..!!

إلا أننا نتوقف هنا عند دعامتين هامتين من دعائم السعادة التي لاتنغصها الهموم مهما كبرت...
فهذه المرأة تعيش سعيدة جدا.. مع زوج يدللها ويطلب رضاها ...بعد أن غضت النظر عن عيوبه .. وتغافلت عن زلاته...وهذا فعلا هوسبب السعادة التي يعيشها السعداء في مجتمعاتنا... التغافل و... التفكير الإيجابي..

رابعا : التفكير الايجابي .. والصحة النفسية:

ما أكثر المتشائمين الذين يحيطون بنا إحاطة السوار بالمعصم.
ويالها من كارثة لو تعرضت لمشكلة تافهة حبستك في دوامتها... وعندما تحاولين الخروج منها بالتشبث بأول رأي يشار به عليك ...تتفاجئين بعينة سيئة جدا من الماديين(1+1=2)...أو بشرذمة حالمة تبحث عن المثالية بتشاؤم كبير..
فإذا ما سمعوا بمشكلتها مهما كانت بساطتها.. بالغوا في ابداء آرائهن الفارغة وفرضياتهن المهزوزة.. بثقة مصطنعة وغرور تافه...

(فأعموها وطموسها بدل أن يكحلوها)

ومن هؤلاء المخربون مؤلفي ومخرجي الدراما العربية.. الذين يحرصون كل الحرص على تدمير بيوت كئيبة ...تابع أفرادها..حلقات ولقطات... تلقنهم كيفية التعامل مع بعض المشاكل الاجتماعية.. والنهاية السعيدة المرجوة لها... والتي يتفاجأ الجميع بممارستها الحقيقية ... أنها مخالفة للواقع تماما..

(أعرف عجوزا في الستين من عمرها ... تدعي على زوجها كلما رأت ممثلا يدلل زوجته في التلفزيون..وتقارن حالها بحالهم؟؟!!)..

عزيزتي ليست هذه حالة خاصة ... اصدقي مع نفسك لحظة وحاولي أن تتذكري فربما تكونين أنت أيضا ممن تأثر يوما بشيء .. لم يكن واقعيا أبدا..

المسلسلات وما أدراك مالمسلسلات...باب مغلق لاأريد فتحه الآن..سيل عارم من أحلام اليقظة لمجموعة من المجانين....

قبل أن أبدأ الحيث عن الصحة النفسية ... سنتفق على شيء... افتحي برميل القمامة الآن (الله يكرمك)... وارمي فيه أطنان المخلفات التي تراكمت بداخلك من متابعة أمثال تلك القصص المركبة...و(اقضبي أرضك)

عزيزتي لو رأيت كوبا من الماء قد شرب نصفه... فلاتحكمي عليه بأنه نصف فارغ.. والأولى أن تنظري للجزء المتبقي فيه فتريه نصف ملآن(مليان)

إذا رسمت لك دائرة بيضاء ووضعت في وسطها نقطة سوداء....
مالذي ترينه في الصورة؟:time:

لاتقولي حبيبتي أنك ترين النقطة السوداء .... فلابد أن المساحة البيضاء للدائرة أكبر بكثير من تلك النقطة..التافهه..

وهكذا نحن تحيط بنا الكثير جدا من الأمور الجميلة.. ولكننا نحولها إلى مصدر تعاسة وغم بدلا من استغلالها..
سأضرب لكم مثلا وردني في رسالة رائعة ..الفتاة الصغيرة ترى أن سعادتها لن تكتمل إلا حينما تكبر... وبعد أن تكبر تفقد الإحساس بالراحة والطمأنينة وتقول لن أرتاح ولن تكتمل سعادتي إلا حينما أتزوج... وبعد أن تتزوج تبدأ خيط السعادة تتفلت من بين أصابعها.. لأتفه الأسباب وهي تردد .. لن تكتمل سعادتي حتى أنجب.. وهكذا دواليك كلما انتهت من مرحلة بدأت تحمل هم المرحلة الأخرى.. حتى تصل إلى سن الشيخوخة.. وقد فقدت كل من أحبت.. بل وفقدت حتى نضارتها وجمالها وقوتها... فقدت كل شيء جميل ... ولم تصل إلى السعادة التي كانت في الحقيقة تحيط بها مذ كانت ...طفلة... بريئة.

عزيزتي هناك نوعان من البشر.. والبقية خليط منهما...

النوع الأول هو النوع السوداوي ... السلبي...:06:

الناقد لكل شيء بصورة الذم... فإذا ما حضرت حفلا أو عرسا .. أو حتى وليمة... لاتذكر منها سوى ماأزعجها... وتلغي تماما كل ما سواه..

تدخل بيتك لأول مرة... فتسارع بإبداء ملاحظاتها القيمة(ولكنها متعبة نفسيا)..
قد لايعجبها شيء.. تتدخل حتى في أماكن الجدران ودورات المياه؟!!

تمدحينها .. فتبدأ بالتمتمة والتعوذ من شر عين الحساد..
تعطينها بعض التوجيهات.. فترد عليك...غيرانه مني صح.؟؟..

تشكين لها من شخص .. فتثور قائلة : أعرف أنني المقصودة طبعا!!!!!!!

أما النوع الثاني هو النوع المتفائل ...الإيجابي... :27:

الذي لايرى من الدنيا ومن فيها ..غير الجمال والابداع...فلو قدمتي له طبقا بسيطا جدا ... لمدح كل شيء فيه حتى لونه..

ولو نقدتي تصرفاته بأي طريقة شئت .. تبسم قائلا (رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي)

ومنذ أن يضع أول قدم له على عتبة دارك وهو يردد ماشاء الله تبارك الله .. بارك الله لكم ....حتى وإن كان سيبدي بعض الملاحظات والتوجيهات في كل ما مضى.. تكلم بطريقة لبقة تدخل القلوب.. يظهر بياض قلبه وصفاء سريرته عيانا على جميع تصرفاته.. سعيد جدا بماآتاه الله.. هين لاين... كالنحلة لاتأكل إلا طيبا وإذا وقعت على شيء لم تخدشه ولم تكسره....

نعم إنها ...تلك هي ..... الصحة النفسية..

المسألة تحتاج إلى ممارسة ولكنها بالطبع بحاجة إلى دافع قوي..
ياترى ماهو الدافع الذي سيمكنك من تغيير نظرتك لكثير من مظاهر الحياة التي تحيط بك..وتحويلها إلى مصدر مشع لنجوم السعادة التي تزين حياتك؟

السعادة هنا للروح قبل الجسد(نفسية).. وبالرجوع إلى أصل الخلقة تجدين أنك خلقت من عنصرين أساسيين: نفخة علوية من روح الله... وقبضة سفلية من تراب الأرض.

وبما أن المشكلة تتعلق هنا بالروح أولا وأخيرا... فلنعيد الجسد إلى مكانه المناسب ولنتفكر فقط في كلام من وهبنا هذه الروح... يقول الله تعالى : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
وبتفكر بسيط في كلام الله (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)... نجد في القرآن وفي بقية الشريعة السماوية التي وصلتنا عن طريق رسوله الذي لاينطق عن الهوى... صلى الله عليه وسلم...نجد منهجا كاملا لحياة هذه الروح..

العفووالصفح.. الاحسان ..حسن الظن بالآخرين ..التسامح.. اللين والرفق.. التعوذ بالله من الشيطان الرجيم..التفكر في ملكوت السموات والأرض(أرجو أن تكونوا قرأتم المقالة الرائعة في البحث الذي طلبت منكن الرجوع إليه)،
كثرة تدبر القرن وتلاوته والوقوف على معانيه وتطبيقها عمليا في الحياة اليومية..(أحب الناس لله أنفعهم للناس)...

كل هذه أمور تساعدك حتما في الارتقاء بنفسك لتصلي إلى مستوى راقي جدا في عمارة الأرض(واستعمركم فيها)..(إني جاعل في الأرض خليفة)..

ملخص الكلام هنا أن السلف الصالح رضي الله عنهم لما حولوا القرآن والسنة إلى واقع عملي بإخلاص وتغافل وتقرب إلى الله تعالى... تمتعوا بسعادة لاتدانيها سعادة.. ولاتكدرها الهموم ولا المعتقلات..

حتى قال أحدهم وهو في سجن الطغاة والظلمة(مايفعلوا بي إن سجني خلوة ونفيي سياحة و قتلي شهادة و.....)

وقال آخر (إن في الدنيا جنة من دخلها دخل جنة الآخرة)..

وتفاخر أحدهم بالسعادة التي يجدها في قلبه حين قال (لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف)

حبيبتي ...عندك طفل تربينه على خوف الله .. لاتهدديه بغضب الله وناره.. بل حببيه في الجنة ونعيمها.. حبيبيه في الله وعرفيه فضله وكرمه وحبه لنا ورحمته بحالنا وتكريمه لبني آدم....
تعرضت لهجوم حاد .. لاتردي بمثله ولكن ترفقي في الرد .. وكوني أنت الخصم الأقوى بالمحافظة على هدوءك وابتسامتك... كوني منطقية جدا وحيادية في حكمك على تصرفات الآخرين ونواياهم..
***********************************************
يروى أن أحد الخلفاء (أظنه عمر بن عبد العزيز).. دخل المسجد ليلا .. وبسبب الظلام الحالك داس على قدم رجل نائم.. فقام الآخر متألما مذعورا وهو يصرخ : أمجنون أنت.؟ رد عليه الأمير فورا بكلمة : لا!
وجاء أحد الجنود المرافقين للأمير يريد البطش بهذا المعتوه.. كيف يتطاول على الحاكم؟؟؟ هنا بادره الأمير بقوله: دعه وشانه. إنما سألني امجنون أنت ؟ فأجبته : لا.
*********************************************
رأيت فتاة متبرجة وبادرتي لتنكري عليها.. لاتهدديها بعذاب الله ولا تدعي عليها..ارحميها.. كلميها بحب ورحمة.. تماما كما لو دخلتي على مريض لاحراك به.. هل كنت ستوبخينه وتلومينه..أم ستبكين رحمة بحاله...

إن أهل المعاصي أيضا مرضى.. ومرضهم يسهل شفاؤه بكلمات حنونه ودعوات صادقة نسمعهم إياها..ورغبة مخلصة في إنقاذهم من مغبة هذا الذنب الذي يرتعون فيه..

تنبيه

للأسف الشديد أننا قد نعجب بأنفسنا عند مقارنتها بأمثال هؤلاء عند مقارنة بعض أحوالنا بحالتهم التي نشاهدها بعيننا البشرية...ولا نعلم أننا بهذا الإعجاب نرتكب ذنبا عظيما اشد فتكا بحسناتنا من الرياء والحسد..

قصة:

يروى أن قاطع طريق كان يشرف على الخارج من سور قلعته الحصينة ..فرأى نبي الله عيسى عليه السلام يسير مع أحد حوارييه....فرق قلبه وكره نفسه.. ونزل مسرعا يريد أن يعلن توبته أمام كلمة الله المسيح عليه السلام...

لكنه من شدة احتقاره لنفسه.. تردد في أن ينادي نبي الله ليوقفه وفضل أن يستمر في السير خلفه حتى يقف عيسى عليه السلام أولا ثم يلحق هو به..

ظل الرجل التائب يمشي خلف نبي الله ومرافقه.. حتى حانت إلتفاتة سريعة من الحواري.. الذي أكمل السير بدوره دون أن يتوقف لهذا الرجل (المشهور لديهم بقطعه للطريق).
.وكانت المفاجئة.. بل قولوا ...الفجييييييييعة..

توقف نبي الله عيسى عليه السلام فجأة والتفت مذعورا إلى كل منهما وهو يسألهم عما احدثوا...

هنا أعلن الرجل توبته ..

وتساءل الحواري .. لم أحدث شيئا فقط التفت إليه ثم أكملت مسيري.. !!!؟؟

هل تدرون ماهو سبب توقف نبي الله عليه السلام؟؟؟

لقد قال لهما (فإن الله قد أوحى إلي أن تبدأا العمل جميعا)

مامعنى هذا الكلام ؟؟؟....التوبة تجب ماقبلها أي تمحي جميع ما سبقها من ذنوب فسيبدأ هذا التائب عمله من جديد وكأنه قد ولد للتو واللحظة.

طيب هذا التائب!! لكن ما شأن الحواري..الذي شارك نبي الله في جولاته ودعوته وأعمال الخير بل وعبادته؟؟؟

نعم لقد نسفت جميع حسناته نسفا .. بسبب مقارنة بسيطة فضل فيها نفسه على الآخر في لحظة التفاتته؟؟؟
***************************************************
نسال الله تعالى أن نكون ممن قال الله فيهم (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) وهم الذين يتصدقون ويصلون ويصومون... لكنهم يخشون أن لا تتقبل منهم( إنما يتقبل الله من المتقين).. وحتى بعد أن تتقبل ... هل ستبقى في رصيدهم أم ستتحول يوم القيامة هباء منثورا... أو توزع على أناس كانوا يبغضونهم في الدنيا وفي المقابل يستحلون غيبتهم وسبهم وضربهم و..... ...كما ورد في حديث المفلس.



أسأل الله لي ولكم الفردوس الأعلى من الجنة.. اللهم اامييين
سعادتي في قلبي
لتغيير العالم
...

مقالة أعجبتي..........

عندما كنت شابا حرا طليقا ، ولم تكن لمخيلتي حدود ، كنت أحلم في تغيير العالم. وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم لا يتغير ، لذا قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر.

إلا أن بلدي هي الأخرى بدت وكأنها باقية على ما هي عليه. وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا اقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل.

واليوم .. وأنا على فراش الموت ، أدركت فجأة كل ما هو في الأمر.. ليتني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بإلهام وتشجيع منها ، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ، ومن يدري ، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته.

قول مجهول
***********************************************************
لربما سمعتي بالبرمجة العصبية اللغوية..ابحثي عنها في جوجل وتعرفي على بعض مبادئها ...إن أردتي الاستيلاء على قلوب من حولك...

سمعت عن امرأة متزوجة.. تغيرت معاملة أم زوجها لها رأسا على عقب ... بعد أن بدأت تطبقها عليها... جربي ولن تندمي..


إن حرصنا على دراسة التفكير الايجابي والبرمجة اللغوية العصبية.. ليس فقط بهدف السيطرة والاستحواذ على عقول وقلوب من يشكلون محورا هاما في دولاب سعادتنا... وإنما هي وسيلة فاعلة لإنتاج جيل جديد صالح.. خالي من العقد والتراكمات الجنونية لأفكار هدامة أبعد ما تكون عن صلاحيتها لبناء مجتمع صالح...
تندرا
تندرا
الله يعينك اختي
بس الفضفضه يكفي انها تريحك
منال3000
منال3000
جزاك الله خيرا