أحبتي في الله...
قرأتُ هذه القصة وأحببتُ أن تشاركوني المتعة والفائدة المرجوة..ولاتخلو هذه
القصة من الظرافة والفكاهة ممزوجة بعبر مستفادة أتمنى أن نخرج بها جميعنا..
وهي للأديب / مصطفى صادق الرافعي..في مجموعته الكاملة / وحي القلم
**************(1)************
(( جاء في امتحان شهادة إتمام الدراسة الابتدائية لهذا العام(1934) في موضوع
الإنشاء مايأتي :
(( تقابل قطّان : أحدهُهما سمين ٌ تبدو عليه آثارُ النّعمة , والآخر ُ نحيفٌ يدل
منظرهُ على سُوء حاله؛ فمــــــــاذا يقولان إذا حدّث كل منهما صاحبَه عن
معيشتــــــه ؟؟؟))
وقد حارَ التلاميذُ الصغارُ فيما يضعون على لسان القطّين , ولم يعرفوا كيف
يوجهون الكلامَ بينهما, وإلى أيّ غايةٍ ينصرفُ القولُ في محاورتهما ؛ وضاقوا
جميعاً وهم أطفال ـــ أن تكونَ في رءوسهم عقولُ السّنانير ؛ وأعياهم
أن تنزلَ غرائزُهم الطيبةُ في هذه المنزلة من البهيميّة ومن عيشها خاصّة
فيكتنَهوا تدبير َ هذه القِطَاط لحياتها , وينفُذوا إلى طبائعها , ويندمجوا في جُلودها
, ويأكلوا بأنيابها , ويمزّقوا بمخالبها.
** قال بعضُهم : وسَخطنا على أساتذتنا أشدّ السخط, وعبناهم بأقبح العيب؛
كيف لم يعلّمـــونا من قبل ــــ أن نكونَ حميراً , وخيلاً , وبغالاً , وثيراناًً
وقردةً وخنازير , وفئراناً , وقططةً, وماهبّ ودبّ , وما طار ودَرَجَ,وما
مَشَى وانْسَاح؛ وكيف ـــــــ ويحهم ـــــــ لم يلقّنونا مع العربية والإنجليزية
لغــات ِ النّهيق , والصّهيل , والشّحيج , والخُوار , وضحَك القرد , وقُباعَ
الخنزير, وكيف نَصيء ونَمـوء, ونَلغْــط لَغَطَ الطّير , ونَفُحّ فحيحَ الأفعى,
ونَكِشُّ كَشيشَ الدبّابات , إلى مايتم به هذا العلمُ اللغويُّ الجليلُ , الذي
تقوم به بلاغةُ البهائم والطير والحشرات والهمَج أشباهها....؟؟؟

عطاء @aataaa_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

نــــور
•
قصة طريفة حقا يا عطاء ولقد استمتعت جدا و أنا أقرأ كلماتها الرشيقة و المضحكة في آن معا
ولكنني أختلف مع التلاميذ
فكيف سينمو الخيال عندهم إن لم يحلو محل القطط و الطيور و باقي الحيوانات
بل و كيف ستتسع مداركهم إن لم يغوصوا بخيالاتهم البريئة في كل ما تقع عليه أعينهم و يرونه
إن تلاميذا مثل هؤلاء كتبوا ما كتبوه لا يعجزهم طلب مثل طلب الأستاذ
هذا رأيي وربما تكون للأخوات آراء مختلفة
موضوعك جميل و مسل سلمت يداك ولا عدمناك:27:
ولكنني أختلف مع التلاميذ
فكيف سينمو الخيال عندهم إن لم يحلو محل القطط و الطيور و باقي الحيوانات
بل و كيف ستتسع مداركهم إن لم يغوصوا بخيالاتهم البريئة في كل ما تقع عليه أعينهم و يرونه
إن تلاميذا مثل هؤلاء كتبوا ما كتبوه لا يعجزهم طلب مثل طلب الأستاذ
هذا رأيي وربما تكون للأخوات آراء مختلفة
موضوعك جميل و مسل سلمت يداك ولا عدمناك:27:

عطاء
•
*************(2)*************
** وقال تلميذ خبيث لأستاذه : أما أنا فأوجزتُ وأعجزتُ . قال أستاذه: أجدتَ وأحسنتَ , ولله أنت!!
وتالله لقد أصبت !! فماذا كتبت؟؟ قال: كتبتُ هكذا:
يقول السّمين : نــــَاوْ , نَـــــــاوْ ,نَــــــــاوْ ..... فيقول ُ النحيف : نَوْ , نَوْ ,نَاوْ ,نَوْ ................
فيردُّ عليه السمين : نَوْ , نَــــاوْ , نَـــــــاوْ ......... فيغضبُ النحيف , ويكشّرُ عن أسنانه , ويحرك
ذيلَه ويصيح : نَوْ , نَوْ , نَوْ .......فيلطمهُ السّمين فيَخْدشُه ويصرخ : نَــــــــاوْ ......فيثبُ عليه
النحيفُ ويصطرِعان , وتختلطُ (( النّونوة )) لايمتـــــــــاز صوتٌ من صوت , ولايبينُ معنى من
معنى , ولايمكنُ الفهمُ عنهما في هذه الحالة إلا بتعب ٍ شديد , بعد مراجَعة قاموس القِطــــاط...!!
قال الأستــــاذ : يابنيّ , بارك الله عليك !! لقد أبدعتَ الفنّ إبداعاً, فصنعتَ ما يصنع أكبرُ النّوابغ
يُظهر فنّه بإظهار الطبيعة وإخفاء نفسه , وما ينطق القِطّ بلغتنا إلا معجزة ً لنبيّ , ولانبيّ بعد
محمّد صلى الله عليه وسلم ؛ فلا سبيل َ إلا ما حكيتَ ووصفتَ , وهو مذهبُ الواقع , والواقعُ
هو الجديدُ في الأدب ؛ ولقد أرادوك تلميذاً هِرّاً , فكنت في إجابتكَ هِرّاً أستاذاً , ووافقتَ السّنانير
وخالفتَ النّاس , وحقّقت َ للممتحنين أرقى نظريات الفن العالي , فإنّ هذا الفن إنما هو في
طريقة الموضوع الفنية , لافي تلفيق المواد لهذا الموضوع من هنا وهناك , ولو حفظوا حرمةَ
الأدب ورَعَوا عهد الفن لأدركوا أن في أسطرك القليلة كلاماً طويلاً بارعاً في النادرة والتهكم ,
وغرابةِ العبقرية , وجمالها ,وصدقها , وحسنِ تَنَاولها , وإحكام تأديتها لما تؤدى ؛ ولكن ما
الفرق يابنيّ بين ((نَـــاوْ )) بالمد, و((نَوْ)) بغير مد.......؟؟؟؟
قال التلميذ: هذا عند السّنانير كالإشارات التلغرافية : شَرْطة ونقطة وهكذا.
قال : يابني , ولكن وزارة المعارف لاتُقرُّ هذا ولاتعرفه , وإنّما يكون المصحّحُ أستاذاً لاهرّاً....
والامتحان كتابيّ لاشفويّ..
قال الخبيث: وأنا لم أكن هِرّاً بل كنتُ إنساناً , ولكن الموضوع حديث قطّين , والحكم في مثل هذا
لأهله القائمين به , لا المتكلّفين له , المتطفّلين عليه ؛ فإن هم خالفوني قلتُ لهم: اسألوا القِطاط
؛ أوْ لا فليأتوا بالقطّين : السمين والنحيف , فليجمعوا بينهما , وليحرّشُوهما , ثم ليُحضروا
الرُّقباء هذا الامتحان , وليكتبوا عنهما ما يسمعونه , وليصفوا منهما مايرونَه , فوالذي خلقَ
السّنانيرَ والتلاميذ والممتحنينَ والمُصحّحينَ جميعاً ــ مايزيدُ الهِرّان على ((نَوْ , نَـــاوْ )) ولا
يكونُ القول بينهما إلا من هذا , ولايقع إلا ما وصفتُ , ومابّدُّ من المهارشة والمواثبة بما
في طبيعة القويّ والضّعيف , ثم فِرارِ الضعيف مهزوماً , وينتهي الامتحان....!!!
سنكمل إن شـــــــــــــــــــــاء الله..
** وقال تلميذ خبيث لأستاذه : أما أنا فأوجزتُ وأعجزتُ . قال أستاذه: أجدتَ وأحسنتَ , ولله أنت!!
وتالله لقد أصبت !! فماذا كتبت؟؟ قال: كتبتُ هكذا:
يقول السّمين : نــــَاوْ , نَـــــــاوْ ,نَــــــــاوْ ..... فيقول ُ النحيف : نَوْ , نَوْ ,نَاوْ ,نَوْ ................
فيردُّ عليه السمين : نَوْ , نَــــاوْ , نَـــــــاوْ ......... فيغضبُ النحيف , ويكشّرُ عن أسنانه , ويحرك
ذيلَه ويصيح : نَوْ , نَوْ , نَوْ .......فيلطمهُ السّمين فيَخْدشُه ويصرخ : نَــــــــاوْ ......فيثبُ عليه
النحيفُ ويصطرِعان , وتختلطُ (( النّونوة )) لايمتـــــــــاز صوتٌ من صوت , ولايبينُ معنى من
معنى , ولايمكنُ الفهمُ عنهما في هذه الحالة إلا بتعب ٍ شديد , بعد مراجَعة قاموس القِطــــاط...!!
قال الأستــــاذ : يابنيّ , بارك الله عليك !! لقد أبدعتَ الفنّ إبداعاً, فصنعتَ ما يصنع أكبرُ النّوابغ
يُظهر فنّه بإظهار الطبيعة وإخفاء نفسه , وما ينطق القِطّ بلغتنا إلا معجزة ً لنبيّ , ولانبيّ بعد
محمّد صلى الله عليه وسلم ؛ فلا سبيل َ إلا ما حكيتَ ووصفتَ , وهو مذهبُ الواقع , والواقعُ
هو الجديدُ في الأدب ؛ ولقد أرادوك تلميذاً هِرّاً , فكنت في إجابتكَ هِرّاً أستاذاً , ووافقتَ السّنانير
وخالفتَ النّاس , وحقّقت َ للممتحنين أرقى نظريات الفن العالي , فإنّ هذا الفن إنما هو في
طريقة الموضوع الفنية , لافي تلفيق المواد لهذا الموضوع من هنا وهناك , ولو حفظوا حرمةَ
الأدب ورَعَوا عهد الفن لأدركوا أن في أسطرك القليلة كلاماً طويلاً بارعاً في النادرة والتهكم ,
وغرابةِ العبقرية , وجمالها ,وصدقها , وحسنِ تَنَاولها , وإحكام تأديتها لما تؤدى ؛ ولكن ما
الفرق يابنيّ بين ((نَـــاوْ )) بالمد, و((نَوْ)) بغير مد.......؟؟؟؟
قال التلميذ: هذا عند السّنانير كالإشارات التلغرافية : شَرْطة ونقطة وهكذا.
قال : يابني , ولكن وزارة المعارف لاتُقرُّ هذا ولاتعرفه , وإنّما يكون المصحّحُ أستاذاً لاهرّاً....
والامتحان كتابيّ لاشفويّ..
قال الخبيث: وأنا لم أكن هِرّاً بل كنتُ إنساناً , ولكن الموضوع حديث قطّين , والحكم في مثل هذا
لأهله القائمين به , لا المتكلّفين له , المتطفّلين عليه ؛ فإن هم خالفوني قلتُ لهم: اسألوا القِطاط
؛ أوْ لا فليأتوا بالقطّين : السمين والنحيف , فليجمعوا بينهما , وليحرّشُوهما , ثم ليُحضروا
الرُّقباء هذا الامتحان , وليكتبوا عنهما ما يسمعونه , وليصفوا منهما مايرونَه , فوالذي خلقَ
السّنانيرَ والتلاميذ والممتحنينَ والمُصحّحينَ جميعاً ــ مايزيدُ الهِرّان على ((نَوْ , نَـــاوْ )) ولا
يكونُ القول بينهما إلا من هذا , ولايقع إلا ما وصفتُ , ومابّدُّ من المهارشة والمواثبة بما
في طبيعة القويّ والضّعيف , ثم فِرارِ الضعيف مهزوماً , وينتهي الامتحان....!!!
سنكمل إن شـــــــــــــــــــــاء الله..


الصفحة الأخيرة
تابعي فنحن نتابع