بحور 217

بحور 217 @bhor_217

عضوة شرف عالم حواء

حكاية من حكايات زمان

الملتقى العام

أعجبتني هذه القصة ووجدت فيها المتعة والفائدة فشاركوني

وهي بقلم محمد سليمان عبده


هذه قصه من القصص القديمة جداً التي سمعتها من أحد كبار السن حيثما كنت طفلا وأثرت

بي تأثيرا غريبا بما فيها من الحكم والعبر التي تساعد الإنسان على شق طريقه في الحياة

متوخيا الدقة والحرص في اختياره لأصدقائه ولفهم معنى الصداقة وكذلك لاختياره شريكة

حياته أي زوجته والمحافظة على جاهه وسمعته وأمواله من الضياع وراء بعض المغريات .

فيقول راوي القصة أن أحد الرجال كان يملك مالا كثيرا يشتغل به في التجارة ولديه ولد واحد

فتوفيت زوجته وعاش هو وابنه فترة من الزمن لوحدهما فلما شعر الأب بتقدم سنه وتعرضه

لبعض الأمراض وعرف بأنه لا محالة تارك هذه الدنيا وتارك ابنه وحيدا مع مبلغ وفير من

المال ودكان مليء بالبضائع للتجارة ، انتابه شيء من القلق فأراد أن يوصي ولده بشيء

ينفعه إذا ضاقت به الأيام ودارت عليه الدوائر وتخلى عنه الأصدقاء .

فسأل الأب ابنه: هل لديك أصدقاء أوفياء يا بني ؟

قال: نعم إن جميع أصدقائي أوفياء لي … فأجابه الأب أما أنا يا ولدي فليس لدي سوى صديق

واحد هو عمك الشيخ فلان ، وكان هذا الشيخ رجل كبير في السن فقير الحال يعيش هو

وزوجته في دار متواضعة على حسنة المحسنين ، وتابع الأب قوله يا بني إذا توفاني الله

وحصل أن ضاقت بك الدنيا بعد وفاتي أو تعرضت لخسارة وتخلى عنك الأصدقاء فاقصد صديقي

هذا الشيخ فلان ليساعدك .

هذه وصيتي لك فلا تنساها أبدا فلما توفي الوالد تولى الابن شئون إدارة التجارة والمال وأكثر

من الأصدقاء اللذين جروه إلى اللعب واللهو حتى وصل به الأمر إلى المقامرة فصار يلعب

القمار مع أصدقائه حتى خسر جميع أمواله وتجارته ودكانه ولم يبقى لديه سوى الدار التي

يسكنها فلعب عليها أيضا مع أحد أصدقائه وخسرها .

فطالبه الصديق بإخلاء الدار بل جعله يخليها بالقوة فهام ذلك الشخص على وجهه لا يدري ما

يفعل فقد خسر كل شي حتى الدار التي كانت تؤويه ، وأخذ يطوف على أصدقائه طالبا منهم

مساعدته واستضافوه لأنه لم يكن له سكن يؤويه ولكن كان الجميع يطرده ويتنكر له وأصبح

وحيدا فقيرا لا يملك ثمن خبز يأكله ، فتذكر وصية والده له وتذكر صديق والده الشيخ فلان ...

فسأل نفسه هل يذهب لذلك الشيخ العجوز الفقير ليطلب منه المساعدة وبماذا يساعده ذلك

الشيخ وتردد كثيرا ولكن الجوع وعدم استطاعته الصبر عليه اضطره إلى الذهاب إلى دار

صديق والده وكان الوقت قبل صلاة المغرب وطرق الباب ففتح له الشيخ فلما رآه قال من ..
‍‍‍‍‍‍‍‍‍
ابن فلان قال نعم ، قال تفضل ادخل يابني فدخل الشاب وأخبر الشيخ العجوز عن وصية أبيه له

وعن وضعه وما حصل له فسكت الشيخ قليلا يفكر ثم قال قم يا بني توضأ فإن وقت صلاة

المغرب قريب ولنذهب إلى المسجد لنصلي المغرب مع الجماعة وبعده يكون خيرا إن شاء الله .

توضأ الاثنان ثم ذهبا إلى المسجد وصليا المغرب وبعد صلاة المغرب مباشرة صحب الشيخ

الشاب إلى أحد الدور المجاورة وطرق الباب ففتح رب البيت الباب ولما شاهد الشيخ قال

من .. الشيخ فلان ... ‍‍‍‍‍ الله يحييك رد عليه الشيخ بقوله أبقاك الله ، فدخلوا جميعا إلى المنزل

وفي غرفة الضيوف سأل صاحب المنزل من هذا الشاب قال الشيخ هذا ابن فلان ... قال أنعم

وأكرم يا بن الرجل المحسن الكريم حياكم الله .

فقال الشيخ لصاحب البيت نحن على عجل أتيناك طالبين بنتك فلانة لابن المرحوم فلان ولكن

لدينا شروط قال فبل أن تقولوا شروطكم أريد أن أسأل زوجتي وابنتي عن رأيهما أولا ...أما

بالنسبة لي فأنا موافق وعلى كل الشروط .

ذهب الرجل وأخبر زوجته وسأل ابنته فأخبرتاه بأنهما موافقتين على ما يراه ، فعاد مرحبا

بضيوفه سائلا عن شروطهم ، أجاب الشيخ بأن مهر البنت أي الصداق سيكون ريالا واحدا فقط

لا غير وأن عقد النكاح يتم على عروسه في نفس الليلة في دار أبيها ويسكن معهم ، وافق ابو

البنت على كل ذلك وفي الحال ذهب وأحضر رجلين من الجيران إلى بيته شهدا لموافقة ابنته

على الزواج ثم توضأ الجميع وذهبوا إلى المسجد وصلوا العشاء وأتموا عقد النكاح بواسطة

إمام المسجد وبعد الانتهاء من العقد بارك الشيخ لهما ودعا لهما وودعهما لانتهاء مهمته

وذهب إلى داره تاركا الشاب مع والد الزوجة ، فعاد أبو البنت برفقة الشاب إلى الدار مرحبا

به ومباركا

ولما وصل إلى البيت أدخل الشاب إلى غرفة في الدور الأرضي من المنزل وصعد هو إلى

الدور الأعلى يطلب من زوجته أخذ البنت إلى زوجها .

نزلت الأم مع بنتها بعد أن ألبستها أحسن ما لديها من ثياب وقابلت زوج ابنتها للمرة الأولى

وباركت ودعت لهما ثم عادت إلى الدور العلوي ، لم يصدق الشاب أنه في غرفة واحدة هو

وزوجته وبدا يفكر كيف أنه ذهب إلى صديق والده لعله يجد عنده كسرة خبز يهدئ بها جوعه

وإذا بهذا الشيخ يزوجه ويحمله مسؤولية زوجه في الوقت الذي لم يستطيع فيه إطعام نفسه .

نظر إلى زوجته ثانية ثم خر على الأرض باكيا بكاء شديدا كالأطفال فدهشت العروس من ذلك

ولكنها سرعان ما تداركت الأمر وسألته ... ما يبكيك وأنت عريس مع عروسك في أول

لقاء ... ألم تعجبك العروس .. ؟ وهل أنت نادم على الاقتران بي .. ؟ فرد العريس وهو يقسم

لا والله بل أنت جميلة جدا ولكن ... قالت العروس لكن ماذا .

قال أخشى أن يكون الشيخ فلان قد ظلمك عندما طلبك زوجة لي فأنا لست أهلا لك لأني أخطأت

أخطاء كبيرة فأجابت الفتاة : لا لا يمكن أن يكون ذلك .. لأن الشيخ فلان رجل طيب ومخلص

ولا يمكن أن يغش أحدا أو يأتي منه ضرر ، ثم لا تنسى أنك ابن فلان المشهود بطيبه وكرمه

وحسن سمعته في المدينة كلها فرد الشاب لكن مشكلتي أنا كذا وكذا ... ...

وأخذ يسرد قصته منذ وصية أبيه له إلى هذه اللحظة والعروس تستمع له إلى أن انتهى من

كلامه ثم أخذ يبكي ثانية فقالت له الفتاه لا تبك فأنت عريس في أول ليلة لك ويجب أن تكون

سعيدا في هذه الليلة لأنها كما يقولون ليلة العمر ، المهم سوف تبدأ من الآن في حل المشاكل

واحدة واحدة فأول مشكلة لدينا الآن أنك جائع سوف أحضر لك شيئا تأكله .

ذهبت العروس وأحضرت طعاما له من موجود البيت من تمر ولبن وخبز وماء وقدمته له

فأكل حتى شبع وحمد الله .

ثم سأل عروسه وماذا بعد ذلك هل ستطعميني من طعام أهلك كل يوم ... ؟

قالت لا .. نحن لدينا رأس مال نقود ( ريال ) واحد من فضة الذي قدمته مهرا في فهو معي

الآن لأن والدي أعطاه لي وسوف نبدأ في التجارة والبيع والشراء من صباح الغد للحصول

على طعامنا ومستلزمات حياتنا … قال كيف ..؟

فردت عليه .. لنؤجل الكلام في ذلك حتى الصباح ، لنقضي أول ليلة في حياتنا الزوجية دون

أفكار أو هموم ، وبدآ فعلا في رعاية حياتهم الجديدة .








وللقصة بقية فتابعونا :27:
27
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
نحن نتابع .......

:26:
سكارلت
سكارلت
غاليتي بحور :

القصة بالفعل جميلة وشيقة

ننتظر البقية بلهفة فلا تتركينا قبل أن تسردي علينا ما تبقى

تحياتي وتقديري لك:26:
بنت الشرق
بنت الشرق
مررررحبا بالغالية بحور ..حياك الله في المجلس العام ..

ننتظر البقية
** كستناء **
** كستناء **
فى الانتظار
na3oom
na3oom
قصة رائعة ... فلا تحرمينا منها لمدة طويلة
ننتظر بلهفة