اخت المحبه
اخت المحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


أود أن أسالك سيدي عن طريقة عملية لحفظ القرآن وتثبيته؛ فأنا أقرأ القرآن، وليّ الرغبة في حفظه، والحمد لله، إلا أني أُصاب أحيانا بالفتور، وكذلك فإن القرآن يتفلت مني بسبب عدم الانتظام في المراجعة، وأحيانا أكون مواظبة ثم تأتيني فترة الحيض فأدعه فيصيبني الفتور بعد ذلك. أفيدوني وجزاكم الله خيرا.


يقول الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين :


أسأل الله عز وجل أن يزيدك فتوحا، وأن يؤتيك من لدنه قدرة على الاستمرار في تثبيت العلاقة بينك وبين القرآن.
ولا شك أن حافظ القرآن له أجر عند الله بقدر سعة رحمة الله وغناه وفضله. وفي الأثر يقال لحافظ القرآن يوم القيامة: اقرأ، وارق، فيرقى بكل حرف درجة في الجنة، لا أقول: ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. فلكي بعدد حروف القرآن على هذا النحو درجات في الجنة أحصاها الله، ونحن نعجز عن إحصائها.


أما ما يتعلق بتفلت النص القرآني نتيجة عدم المواظبة على قراءة القرآن، فأنا أنصحك دائما بأن تلاحظي أنك في الواقع على خير، ولكن المشكلة أن هنالك كائنا اسمه الشيطان لا يريدنا أن نستمر على الخير، ولا أن نستمر على تلاوة القرآن، وبذلك فإنه يثير الملل في أنفسنا ويضعف مقاومتنا لإغرائه؛ بل وربما وضع في طريقنا مغريات تصرفنا عن القرآن.


ونحن مطالبون بأن نقاومه كما نقاوم أي عدو يريد الشر بنا، وقد قال الله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}. من ذا الذي يحب أن يكون من حزب الشيطان وهو في الواقع طريق جهنم؟


قاومي يا ابنتي و استمري على قراءة القرآن حتى في ظروف الحيض؛ لأن الممنوع هو مس القرآن {لا يمسه إلا المطهرون}.
وقراءة القرآن هي في الحقيقة حركة في العقل وخيال في الخاطر، وأنا كثيرا ما أتلو جزءا من القرآن كاملا بمجرد تخيلي لتتابع الآيات وتواصل السور، وبذلك لا يمنعني أن أكون على أي حال ما دمت لا أمس القرآن، وأنت كذلك تستطيعين بحفظك القرآن أن تتابعي التلاوة وأن تواصلي علاقتك بالنص الكريم، فتقرئين منه قدرا كبيرا بمجرد الخيال أو التخيل، وبذلك يكون مخك عامرا بذكر الله ممتلئا بآيات الله ولن يفلت النص منك أبدا إن شاء الله.
ويضيف الأستاذ همام عبد المعبود :


شكر الله لعالمنا الجليل فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، هذا التوجيه الكريم، وليأذن ليّ أن أشاركه الأجر، فأستعين بالله وأقول :
أختنا الفضلى :

لقد تظاهرت الأدلة على فضل قراءة القرآن، وحفظه، وفضل قارئه وحافظه، ومن ذلك:-


1-علوُّ منزلة حَافظ القرآن، الْماهر به: فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن، وهو يتعاهده، وهو عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ.


2-حافظ القرآن لا تحرقه النار: فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ. قال ابن الأثير:… وقيل الْمعنى: مَن علَّمهُ اللهُ القرآنَ لم تحرقْهُ نارُ الآخرةِ، فجُعِلَ جسمُ حافظ القرآن كالإهاب له".


3-تشفيعه في أهله: فعَنْ عَلِيٍّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :"مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ".


4-أهل القرآن هم أهل الله وخاصته: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :"إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ".


5-إكرام والدي حافظ القرآن، وإعلاء منزلتهما: فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيامَةِ، ضَوْءهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا- لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا ؟
6-حملة القرآن مقدمون على أهل الجنة: قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وعن طاوس أنه سأل ابن عباس- رضي الله عنهما: ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة ؟ فقال: رؤساء أهل الجنة.
أختي الكريمة :

غير أن هناك أسسا ينبغي ألا نغفل عنها في موضوع حفظ القرآن منها :-


1-النية الخالصة: فالإخلاص هو مفتاح القبول والتيسير.


2-البعد عن المعاصي: قال تعالى : {اتقوا الله ويعلمكم الله}(البقرة:282)، فمما أثر عن الشافعي قوله " شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن النور علم ونور الله لا يؤتاه عاص"، ويقول ابن مسعود رضي الله عنه " إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه".
3-العزيمة الصادقة: فحفظ القرآن يحتاج منك إلى عزيمة صادقة وهمة عالية.


4-الحفظ على شيخ: أو في أقرب مركز إسلامي، أو على أحد الأصدقاء المجيدين للقرآن، أو بمساعدة أحد المواقع المتخصصة في هذا المجال.


5-إتباع طريقة منهجية صحيحة: فإذا حسن البدء حسن الختام.


6-الاستمرار والمواصلة: فهذا أمر قد يطول أمده وزمانه وقد تمل النفس في الطريق.
7-الاجتهاد في فهم معاني وأسباب نزول الآيات، بالقراءة حولها وعنها في كتب التفسير أو القصص القرآني أو ما شابه.
أختنا الفاضلة :
وهنا بعض العوامل المساعدة التي يمكن أن تعينك على الحفظ، منها على سبيل المثال:-



أولا: القراءة بما تحفظه في نوافل الصلوات.
ثانيا: القراءة في كل وقت يتاح لك .


ثالثا: سماع الأشرطة القرآنية المجودة لبعض القراء وخاصة أصحاب الأصوات الجميلة.
رابعا: الالتزام بمصحف واحد للحفظ، فإن التعود عليه مما يعين على الحفظ، وهذا أمر مجرب يوصي به الحفاظ.
خامسا: استعمال أكبر قدر ممكن من الحواس عند القراءة مثل (النطق/السماع/البصر/...).
وقبل الختام :

أذكر نفسي وإياك بفضل المراجعة، فإنها من تمام الحفظ، فلا حفظ بلا مراجعة، وليس هناك مراجعة أصلا من غير حفظ، غير أنللمراجعة أصول وقواعد منها على سبيل المثال :-


1- التعاهد الدائم بالمراجعة، وعدم الغفلة عما تحفظ.
2- مراجعة أكبر قدر ممكن مما تحفظ.
3- استغلال المواسم والمناسبات الدينية : مثل شهر رمضان فهو يعتبر بمثابة موسم المراجعة الأكبر.
كما أنهناك بعض الأمور التي تساعد على المراجعة منها :-
أولاً: العمل في مجال تحفيظ القرآن للأشبال، ولغيرك ممن يرغبون.
ثانيا: المراجعة على الغير فإنها مما تثبت المحفوظ.
ثالثا: المشاركة في برامج تحفيظ القرآن فإنها تعين على ذلك.


رابعا: قيام الليل والقراءة فيه بما تحفظ.


وختاما؛
أسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يجعلنا وإياك ممن يحفظون كتابه، ويعملون بما فيه، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... آمين. وتابعينا بأخبارك..

طالعي أيضاً :
سبع وصايا لحفظ القرآن
هل من دعاء لحفظ القرآن؟
الطريق إلى حفظ القرآن..والنصائح السبع
اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله راجعت وجهين من سورة المؤمنون والحمد لله
اخت المحبه
اخت المحبه
لا بَرَكة في حَياةٍ بلا قُرآن !
اخت المحبه
اخت المحبه
ثَباتك الآن ..🍃🖤
أعظَم أجراً من ثباتك قبل عشر سنوات !
فالثَّبَات في زَمن الرخاء
ليس كالثبات في زمن الفِتَن . فالأول سهْل، والثاني كالقابض على جمْر .!
اخت المحبه
اخت المحبه
الدرس السادس (52-63)
(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52))
وقوله : ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة ) أي : دينكم يا معشر الأنبياء دين واحد ، وملة واحدة ، وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53))
ولكن أبى الظالمون المفترقون إلا عصيانا، ولهذا قال: { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا } أي: تقطع المنتسبون إلى اتباع الأنبياء { أَمْرُهُمْ } أي: دينهم { بَيْنَهُمْ زُبُرًا } أي: قطعا { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ } أي: بما عندهم من العلم والدين { فَرِحُونَ } يزعمون أنهم المحقون، وغيرهم على غير الحق، مع أن المحق منهم، من كان على طريق الرسل، من أكل الطيبات، والعمل الصالح، وما عداهم فإنهم مبطلون.



(فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ(54))
أي : في غيهم وضلالهم ( حتى حين ) أي : إلى حين حينهم وهلاكهم .

(أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) ننُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لّا يَشْعُرُونَ (56))
لماذا يمد الله تعالى المجرمين بالأموال والبنين؟ يعني: أيظن هؤلاء المغرورون أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد لكرامتهم علينا، ومعزتهم عندنا؟! كلا، ليس الأمر كما يزعمون ... لقد أخطأوا في ذلك، وخاب رجاؤهم، بل إنما نفعل بهم ذلك استدراجاً، وإنظاراً وإملاءً.



( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون (60) ) أي : يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم ، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء . وهذا من باب الإشفاق والاحتياط
كما روى الإمام أحمد عن عائشة أنها قالت: «يا رسول الله الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ هو الذي يسرق ويزنى ويشرب الخمر، وهو يخاف الله- عز وجل-؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلى ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله- تعالى-»



(وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62))
ولا نكلف عبدًا من عبادنا إلا بما يسعه العمل به، وأعمالهم مسطورة عندنا في كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة ينطق بالحق عليهم، ولا يُظْلم أحد منهم.

(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63))
لكن قلوب الكفار في ضلال غامر عن هذا القرآن وما فيه، ولهم مع شركهم أعمال سيئة، يُمْهلهم الله ليعملوها، فينالوا غضب الله وعقابه.