$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
في قصة أصحاب الكهف ، من هم ؟ ما أسماؤهم ؟ كلبهم ما لونه ؟
وسبحان الله يأتي التوجيه في نفس سورة الكهف (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) فيه جدل وأخذ ورد ، الإنسان بطبيعته -سبحان الله- يحب البحث عن التفاصيل ولكن من تأمل في طريقة العلماء الربانيين في تناولهم لمعاني القرآن الكريم
وجدهم لا يدخلون في هذه التفاصيل ولا يُغرقون فيها ولا يبحثون إلا عمّا يمكن أن يكون سببا معينا على فهم هذه القصة وأمثالها . أيها الأحبة : اخترت قصة سبأ لحقيقة مهمة أو لسبب مهم وهو : أن الخير الذي عاشت فيه تلك المملكة التي ذهبت في غابر التاريخ
وكان مقرها اليمن بل قال بعضهم إن سبأ هي صنعاء نفسها ، العاصمة هذه التي هي من أقدم عواصم الدنيا ، اخترتها لوجود تشابه كبير بين ما كانوا عليه وبين ما نحن عليه من نِعمٍ تترى ، نُزار ، يُجبى إلينا ثمرات كل شيء ، ونجد أنه يُتخطف الناس من حولنا ، نحن نعيش في نِعم
إن لم نشكرها فإنه يُخشى علينا من عواقبها ومآل عدم شُكران النِعم . ومن تأمل هذه القصة وتدبرها وتأمل سبب ورودها في هذه السورة العظيمة لاشك أنه سيُحدث ذلك له أثرا عمليا وإن لم يُحدث فتفكُره ناقص.
وهذا يدعونا إلى أن نطرح السؤال التالي : كون أن السورة تُسمى بهذه القصة هذا له دلالته عند أهل العِلم ، دائما السور خصوصا تلك السور التي ليس لها إلا اسم واحد ، كما هو معلوم بعض السور تُسمّى بأكثر من اسم لكن السور التي ليس لها إلا اسم واحد ومنها سورة سبأ -فيما أحسب الآن- هذه لاشك أنها تبعث على التأمل ما سر اختيار هذا الاسم لهذه السورة؟
خذوا مثال : البقرة لها أكثر من اسم لكن أشهر اسم لها هو البقرة ، ما معنى أن يُختار اسم البقرة لتكون علما على أطول سورة في القرآن ، وسورة من أعظم سور القرآن ؟ ما ذاك إلا لرسالة ينبغي أن تفهمها هذه الأمة
وهي : ألاّ يسلكوا طريق أصحاب البقرة الذين لما جاءهم الأمر من الله تلكؤا فيه ، ما لونها ؟ ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ؟ لو ذبحوا أي بقرة لحصل المطلوب فهي رسالة لهذه الأمة إذا أتاكم الأمر من الله افعلوه مباشرة ولا تتلكؤا ولذلك قال الله في خاتمة السورة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)
هذا من فضائل هذه الأمة ، عكس بني إسرائيل الذين عانا منهم موسى ما عانا . أعود وأقول : كل سورة سبأ ليس لها إلا هذا الإسم وهذا يجعلك تتفكر في أن هذه القصة تُشكّل العمود الفقري ، وإن شئت فقل تشكّل الرسالة القوية التي ينبغي أن يعيها المؤمن من خلال هذه السورة . وهذا يدعونا إلى أن ننتقل إلى سؤال آخر : ما هو مقصود السورة ؟
ما هو الموضوع العام الذي يشملها ؟ من أولها إلى آخرها . أقول -والله أعلم بمراده- : من تأمل السورة وتدبرها ولاحظ مُفتتحها ومُختتمها وأثناءها وجدها تتحدث عن معنى -أرجو أن يكون صوابا- وهو : قدرة الله -عزّ وجل- على تبديل الأمور من حال إلى حال ، من حال الرخاء إلى حال الشدة والعكس ، وذكر الله -عزّ وجل- نموذجين ظاهرين للعبد الشاكر
وللأمة الكافرة وكيف آل أمر هذا وأمر هؤلاء ، أُناس على حال فاضلة وحسنة من النعمة بدّل الله عليهم لما بدلوا ، وعبد صالح وهو داود -عليه السلام- شكر فأنعم الله -عزّ وجل- عليه بأنواع من النِعم من أجلّها ولد من صُلبه يكون نبيا ويؤتيه الله ملكا لم ينبغي لأحد من بعده وهكذا .
إذا هذه القصة جاءت في العهد المكي وهي رسالة لأهل مكة الذين قيل لهم (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) وقال الله لهم (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)
رسالة إلى أهل مكة ولكل قرية ومملكة ودولة ، سمّها ما شئت من بلاد الدنيا لا تستقيم على أمر الله ، المصير واحد ، والسّنة الإلهية لا تُحابي أحدا ، ولا تُجامل أحدا . فهي رسالة واضحة إلى أهل مكة إن لم تفعلوا فسيكون مصيركم مصير هذه المملكة وهي مملكة سبأ