اخت المحبه
اخت المحبه
خذ مثالا ثالثا وأختم به هذه المقدمة :

في قصة أصحاب الكهف ، من هم ؟ ما أسماؤهم ؟ كلبهم ما لونه ؟

وسبحان الله يأتي التوجيه في نفس سورة الكهف (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) فيه جدل وأخذ ورد ، الإنسان بطبيعته -سبحان الله- يحب البحث عن التفاصيل ولكن من تأمل في طريقة العلماء الربانيين في تناولهم لمعاني القرآن الكريم

وجدهم لا يدخلون في هذه التفاصيل ولا يُغرقون فيها ولا يبحثون إلا عمّا يمكن أن يكون سببا معينا على فهم هذه القصة وأمثالها . أيها الأحبة : اخترت قصة سبأ لحقيقة مهمة أو لسبب مهم وهو : أن الخير الذي عاشت فيه تلك المملكة التي ذهبت في غابر التاريخ

وكان مقرها اليمن بل قال بعضهم إن سبأ هي صنعاء نفسها ، العاصمة هذه التي هي من أقدم عواصم الدنيا ، اخترتها لوجود تشابه كبير بين ما كانوا عليه وبين ما نحن عليه من نِعمٍ تترى ، نُزار ، يُجبى إلينا ثمرات كل شيء ، ونجد أنه يُتخطف الناس من حولنا ، نحن نعيش في نِعم

إن لم نشكرها فإنه يُخشى علينا من عواقبها ومآل عدم شُكران النِعم . ومن تأمل هذه القصة وتدبرها وتأمل سبب ورودها في هذه السورة العظيمة لاشك أنه سيُحدث ذلك له أثرا عمليا وإن لم يُحدث فتفكُره ناقص.

وهذا يدعونا إلى أن نطرح السؤال التالي : كون أن السورة تُسمى بهذه القصة هذا له دلالته عند أهل العِلم ، دائما السور خصوصا تلك السور التي ليس لها إلا اسم واحد ، كما هو معلوم بعض السور تُسمّى بأكثر من اسم لكن السور التي ليس لها إلا اسم واحد ومنها سورة سبأ -فيما أحسب الآن- هذه لاشك أنها تبعث على التأمل ما سر اختيار هذا الاسم لهذه السورة؟

خذوا مثال : البقرة لها أكثر من اسم لكن أشهر اسم لها هو البقرة ، ما معنى أن يُختار اسم البقرة لتكون علما على أطول سورة في القرآن ، وسورة من أعظم سور القرآن ؟ ما ذاك إلا لرسالة ينبغي أن تفهمها هذه الأمة

وهي : ألاّ يسلكوا طريق أصحاب البقرة الذين لما جاءهم الأمر من الله تلكؤا فيه ، ما لونها ؟ ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ؟ لو ذبحوا أي بقرة لحصل المطلوب فهي رسالة لهذه الأمة إذا أتاكم الأمر من الله افعلوه مباشرة ولا تتلكؤا ولذلك قال الله في خاتمة السورة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)

هذا من فضائل هذه الأمة ، عكس بني إسرائيل الذين عانا منهم موسى ما عانا . أعود وأقول : كل سورة سبأ ليس لها إلا هذا الإسم وهذا يجعلك تتفكر في أن هذه القصة تُشكّل العمود الفقري ، وإن شئت فقل تشكّل الرسالة القوية التي ينبغي أن يعيها المؤمن من خلال هذه السورة . وهذا يدعونا إلى أن ننتقل إلى سؤال آخر : ما هو مقصود السورة ؟

ما هو الموضوع العام الذي يشملها ؟ من أولها إلى آخرها . أقول -والله أعلم بمراده- : من تأمل السورة وتدبرها ولاحظ مُفتتحها ومُختتمها وأثناءها وجدها تتحدث عن معنى -أرجو أن يكون صوابا- وهو : قدرة الله -عزّ وجل- على تبديل الأمور من حال إلى حال ، من حال الرخاء إلى حال الشدة والعكس ، وذكر الله -عزّ وجل- نموذجين ظاهرين للعبد الشاكر

وللأمة الكافرة وكيف آل أمر هذا وأمر هؤلاء ، أُناس على حال فاضلة وحسنة من النعمة بدّل الله عليهم لما بدلوا ، وعبد صالح وهو داود -عليه السلام- شكر فأنعم الله -عزّ وجل- عليه بأنواع من النِعم من أجلّها ولد من صُلبه يكون نبيا ويؤتيه الله ملكا لم ينبغي لأحد من بعده وهكذا .

إذا هذه القصة جاءت في العهد المكي وهي رسالة لأهل مكة الذين قيل لهم (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) وقال الله لهم (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)


رسالة إلى أهل مكة ولكل قرية ومملكة ودولة ، سمّها ما شئت من بلاد الدنيا لا تستقيم على أمر الله ، المصير واحد ، والسّنة الإلهية لا تُحابي أحدا ، ولا تُجامل أحدا . فهي رسالة واضحة إلى أهل مكة إن لم تفعلوا فسيكون مصيركم مصير هذه المملكة وهي مملكة سبأ
اخت المحبه
اخت المحبه
صباح الخير راجعت الوجوه الخمس من سبأ
صباح الخير راجعت الوجوه الخمس من سبأ
ويسعد صباحك ومساك بكل خيرا
اللهم ارزق حبيبتي لحظات مفرحه لم تكن تتوقعها،
اللهم أسعدها بإجابة أمنياتها التي في قلبها يا ربّ.
اخت المحبه
اخت المحبه
مراجعة سورة سبأ
مراجعة سورة سبأ
ما شاء الله
•اللهم اجعل أمنيات حبيبتي حقيقة
واكتب لها أيام جميلة أسعدها بتفاصيلها
وأكرمها بالخير الذي لا يفنى
اخت المحبه
اخت المحبه
سبأ :
هي قبيلة نُسبت إلى رجل من العرب تكاثرت ذريته فكانوا عدة قبائل منها :
حِمير وفيرها من القبائل
، لكن كان من شأنهم -وهذا الذي يهمنا هنا- أن الله -عزّ وجل- أرغد عليهم ،
كانوا قد سكنوا بين واديين عظيمين وكانت السيول تأتيهم من كل جهة فعملوا ردما حتى يستطيعوا أن ينتفعوا بهذه السيول في كل وقت في
العام حتى قال بعض المؤرخين : إنهم وضعوا في السدّ ثلاثة أبواب


فإذا ارتفع الماء جدا فتحوا الباب الأعلى حتى يفيض ما فيه فإذا نقص أو احتاجوا فتحوا الباب الثاني إلى الباب الثالث ، وكانوا -بزعمهم-
أحكموا السدّ إحكاما شديدا حتى يستمر لهم ما هم فيه من نعيم وترف و...و...الخ ، وكان من شأن هذه القرى -أيضا- وهذه المملكة -مملكة

سبأ- أنهم كما قال الله -عزّ وجل- (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ) هذه عُدوة الوادي الذي كانوا يسكنونه عن يمين
وشمال ، هنا يأتي التوجيه الرباني (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ) وتلحظ أن الله أضاف الرزق إلى صفة الربوبية لأن هذا من آثار ربوبيته -عزّ وجل-

ولم يقل (كلوا من رزق الله) إشارة إلى منتِه عليهم -عزّ وجل- وأن هذا من آثار ملكه ومن آثار ربوبيته . هذه واحدة. ثم لما أمرهم بأكل الرزق أمرهم بالشكر فقال (وَاشْكُرُوا لَهُ)

وهنا إذا نظرت إلى هذا الأمر ونظرت إلى قول الله -سبحانه وتعالى- في قصة داود (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلا ...) الخ (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) آل داود ، لم يقل داود ، كل آل داود قال (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) هؤلاء القلة داود وآل بيته ،


ومن الكثرة الكافرة بنِعم الله سبأ. (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) هل الطيب هنا يعود إلى نفوس هؤلاء أم يعود إلى طيب البيئة والطبيعة التي عاشوا فيها؟ الثاني -بلاشك- وإلا لو كانوا طيبين معنويا لما استحقوا العذاب . (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) وهنا التمس


العلماء حكمة في ختم هذه الآية الكريمة بهذا الاسم العظيم (وَرَبٌّ غَفُورٌ) الله -عزّ وجل- إذا قست ما أنعم به من النِعم على ما يأتي من عباده من الشّكر فلا مُقارنة (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) فضلا عن أن تقدروا على شكرها ومع ذلك فربنا -عزّ وجل- غفور وربنا شكور يقبل

من عباده أن يأتوا بالواجبات ويتركوا المحرمات ، فهو -عزّ وجل- مع كثرة كرمه وإِنعامه وإِفضاله فإنه -عزّ وجل- يرضى من عباده بالقليل ومع ذلك أدرك هذه القرية والمملكة الخذلان ، ويقال أنه جاءهم عدة رسل وأنبياء ، المقطوع به أنهم لم يشكروا نعمة الله فاستعلنوا بالمعاصي وكفروا نعمة الله -عزّ وجل- كما سيأتي إن شاء الله في سياق القصة- .
اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله
راجعت وجهين من سورة سبا
ووجه من سورة فاطر
والحمد لله