
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا،
أحمده سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى،
وأصلي على من جعل القرآن ربيع قلبه، ونور صدره ثم اهتدى.
أما بعد:
الحديث عن القرآن حديث عظيم؛
لأنه حديث عن كتاب عظيم، وما كتبت عن القرآن يومًا
أو تحدثت عنه إلا اجتمع لي أمران الفرح والخجل،
فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله،
وأخجل لأن مثلي يتكلم عن هذا الكلام،
ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه.
ولو أراد المرء أن يسهب في الحديث عن كلام الله، لفني العمر ولم ينتهي
لكن سأقف واياكم وقفات في ( الطرق لتدبر كتاب الله عز وجل)
لن نحن نقرأ لكن لا نتأثر ..
قبل كل شي نعرف مامعنى التدبر :
ومعنى تدبر القرآن:
الفهم لما يُتلى من القرآن،
مع حضور القلب،
وخشوع الجوارح،
والعمل بمقتضاه.
فالله عز وجل أنزله من فوق سبع سموات للتدبر والتعقل،
لا لمجرد التلاوة والقلب غافل لاه:
( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ)
وقال تعالى: (َأفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) .
قد تقول قائلة : قلبي لا يتأثر بالقرآن ؟
اقول إذن اكملي قراءة الموضوع حتى نعرف الخلل ونعالجه بإذن الله
تخيلي يالغاليه وفكري بهذه الاية قليلاً
(قد جَاءَكم مِن الله نُور وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ )
يعني يغير,
يعني أحدهم ضائع ضال ثم يغير الله له حياته .. كيف؟
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ )
من قرأ؟
لا ..
تقرأ لا يهديك .
تسمع ؟
لا يهديك .
تحفظ ؟
لايهديك
ليس شرطا ..
الله حدد أمر معين :
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ )
من اتبع رضوانه .. بدأ يقرأ ويغير
( سُبُلَ السَّلامِ )
يا الله يغير الله حياتك من خوف إلى سلام ..
{ ..ويخرجهم}
ماهو بس يهديك سبل السلام !
لا
( وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
يعني أنتِ بدون قرآن وأنا بدون قرآن عايشين نتخبط
نصحى وننام ونضيع أوقاتنا ,
نقرأ لكن لا نتأثر !
والله لن يخرجك من هذه الظلمات الى النور
إلا كتاب الله جل جلاله بإذن الذي أنزله سبحانه
{وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
تعرفي ابو جهل؟
تعرفي ابوسفيان بن حرب ؟
تعرفي الأخنس بن شريق ؟
هؤلا كفار في ذاك الزمان ..
كانوا يسمعون أشعار العرب ويسمعون المعلقات
ويسمعون كلام العرب الفصيح
ويسمعون السواليف ويضحكون ويسكرون ويشربون
ويفعلوون كل فعايل الي في رأسهم,
كفاروما بعد الكفر ذنب
.. ماكانت تطمئن قلوبهم ولا تسكن أرواحهم !
إذا قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي
خرج الواحد منهم من بيته وتسلل من أهله ثم ذهب
وجلس وضع رأسه يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ..
يجلسون إلى متى ؟
من الليل إلى الفجر وهم جالسين يسمعون القرآن يسهرون على كتاب الله!
من هو ؟
عدو من أعداء الدين
فلما تقابلوا مع بعض وهم ذاهبين مالذي أخرجكم ؟
كل واحد يسأل الثاني ..
قالوا لو رآكم سفهاء قريش,
لو رآوكم الأن وأنتم معادين النبي عليه الصلاة والسلام في النهار
و جئتم تسمعون كلام الله في الليل ,
والله لآمن كل قريش
مع النبي عليه الصلاة والسلام ,
تعاهدوا انهم لن يعودوا لسماع القرآن
يوم جاء الليل هذه القلوب تنتفض
جالسين مع أهلهم ومع بعضهم ولا اطمئنت تلك النفوس
هناك شيء يحرك القلوب!
ثم تحرك كل واحد فيهم
وحملته نفسه؟
(لا )
حمله قلبــه غصب عنه
وذهب يسمع النبي عليه الصلاة والسلام
تقابلوا في اليوم الثاني و اليوم الثالث
وتعاهدوا أن لا يأتون لسماع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم..
تعرف ماذا يقول الله عز وجل؟
(نَّحْنُ أَعْلَمُ )
سبحانه جل جلاله رآى قلوبهم لا تسكن إلا وهم يسمعون هذا الكتاب
تبدأ تنتفض قلوبهم في صدورهم
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى}
يقول الله رأيتهم وهم يستمعون لك وإذ هم نجوى
عندما قاموا ,قالوا:
والله أن هذا حق ,
فبدأ أبوجهل يتكلم قال:
لا والله والله ما نؤمن
كان بيننا وبين قوم النبي عليه الصلاة والسلام سباقا في الخيل فسابقناهم,
وفي الشعر وسبقنا وفي السقايه وفعلنا ,
لكن يوم أن أصبح عندهم نبي ونحن ليس عندنا نبي والله لا نؤمن به
( نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ
وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ ً إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً )
هذا وهو كافر .. تحرك قلبه للقرآن
وأنتِ يالحبيبة تقرئي القرآن وأنت مسلمه ,
تحس أن قلبك يستفيد من القرآن ؟
أما نعم
و أما لا ..
دعونا نصارح انفسنا يالحبيبات
الدين ليس فيه غبش أما أبيض وأسود
أما أن ينشرح له صدري و أستشعر هذا القرآن
أو ما أستشعره
الله سبحانه وتعالى فصل في القضية فقال :
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )
هل هذا من قلبه يعيش مع القرآن متلذذ فيه وهو جالس يقرآه
ويحس أن هذاالكلام يخاطبه ,
والكلام هذا يعنيه والوعد سيراه والوعيد سيراه والأوامر
لابد أن يمتثلها والنواهي يجب أن يتركها ,
مشكلتنا نقرأ القرآن , لكن لا نستشعر أنه خطاب الله لنا
أولا يحس بشي فقط كلام لسان لا يجاوزالحناجر؟
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)
أم ماذا يارب؟
{أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
الله صور لك أحدهم يقرأ ولسان يتحرك وعين ترى الصفحات
و يد تقلب وقلب مقفل !
لماذا القرآن نزل!؟
لأجل أن نقرأ كل حرف بحسنه؟؟
لا ما أنزل الكتاب للقراءة لا والله
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ )
لماذا يارب؟
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)
لم يقل ليتدبروا صفحاته ..و يخرج بالصفحة بقضية واحده؟
لا
يخرج بكل آيه بقضايا ..
لم يقل يفهم من كل سورة أمر واحد لا ..
يقول لو أن قلبك مفتوح تتلذذ بكل آيه ..
نعم أو لا ؟
اسأل نفسك..
إذا لا ,
أنا وأنت نحتاج سجود
لا نرفع فيه إلى أن نقول يارب
اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا
..إذا ذقتها ستذوق جلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا
قال
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )..
إذا سمعت القرآن هل تحس بشيء قد تحرك أولم يتحرك شيء؟
يالغاليه إما نعم وإما لا
هل تحسي إذا سمعتي القرآن وقرأتي القرآن
هل تحسي أن جرأتك على المعصية قبل سماع القرآن
بمثل جرأتك بعدما سماع القرآن ؟
هل تحس أن جرأتك نفسها ؟
أذا نعم والله أنا وأنت عندنا مشكلة في قلوبنا والله
لابد أن نطهر قلوبنا حتى تعي كلام ربها عز وجل ..
نريد أن نجعل همنا هو فهم كتابه , لن قرأنا لكن قرائتنا لم تتجاوز الحناجر ..
فياحبيباتي نريد قراءة نتلذذ بكل آية نقرئها
أسأل الله أن يذيقنا أياها ,
إذا كان هذا همك وشغلك الشاغل تدبر كتابه وفعلت الاسباب
سيعطيك أياه رب العالمين ..
إذا ما أكل الموضوع معك وشربت في كل سجده
تقول يارب أجعل القرآن العظيم ربيع قلبي وتبكي
وأنت تعمل عمل صالح قل يارب أجعل لي بهذا العمل أن تفتح لي في كتابك
اللهم اغفر لنا ذنوبا حالت بيننا وبين فهم كتابك
وإذا كانت القضيه التدبر عندك فقط (اتمنى ),بدون عمل
لا لن تكون ..
ننظف قلوبنا حتى نتلذذ بكلام ربنا عز وجل ..
سنكمل بإذن الله غداً الطريقة الاول للوصول إلى التدبر كتاب الله عز وجل ..
ملخص درس اليوم :
تعريف التدبر ..
القلوب تتأثر أي كانت ..
لابد نهتم بقضية التدبر حتى نتلذذ به
اللهم أن محمد عليه الصلاة والسلام كان يسألك الليال الطوال
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبه ونور صدره
اللهم يارب في هذه الساعه اكتبنا ممن جعلت القرآن العظيم ربيع قلوبهم
ونور صدرورهم وجلاء أحزانهم وذهاب غمومهم


أبدأ بسم الله مستعينا راضيه به مدبرا معينا
والحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا أحمده
سبحانه وأشكره
ومن مساوء عملي استغفره
وأستعينه على نيل الرضا وأستمد لطفه فيما قضى
وبعد إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص أن لايعبد في الكون معبود سوى الرحمن
من جل عن عيبا وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا
من جائنا بالبينات والهدى روحي ونفسي وماأملك له الفداء
عليه الصلاة والسلام
أما بعـــد :
أحبتي
أسأل الله جل في علاه أن يبلغ كل منكم أعظم من مناه
إن ذلك على الله يسير
وأن ربي بلإجابة جدير وأنه على هذا كله لقدير..
حبيباتي الغاليات ..
تعرفنا بالامس على معنى التدبر ..
وعرفنا ايضاً القلوب تتأثر مهم كانت ..
وعرفنا ايضاً لابد الاهتمام بقضية التدبر ..
واستشعار اهميته .
اليوم بإذن الله سنبدأ رحلتنا فامس كانت مقدمة
قبل الدخول للرحلة ^ـ^
ستكون عن مفاتيح أونتِ بطفنتك وذكائك
لا اقول تجربي
بل تنفذي وتطبقي
وتجمعي المفاتيح حتى نفتح قلوبنا للتلذذ بالقرآن
وكلام ربنا عز وجل ..
أول مفتاح نتعرف عليه وهو :
تعظيم قدر القرآن الكريم .
قد تقول قائلة وكيف اعظم قدر القرآن ؟
إذا عظمتي الله في قلبك وخفتيه وايقنتي واستحضرتي أن
ماتقرئيه من آيات فهو من كلام الله عز وجل .
عظمتي القرآن .. فمن تعظم الله تعظم كلامه سبحانه وتعالى ..
فعلامة حب الله عز وجل:
أن تحب ما يحب وأن تحب كلامه.
قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك؟
قال: أَوَحديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!
*
شفتي كيف يالحبيبة
اثر تعظيم الله وصل بهم حتى لا يسهو في الصلاة ..
لن من أول مايكبر يستشعر عظمة الخالق ..
استشعري أن الله خصك من بين الملايين حتى تقرئي كتابه وتقفي بين يديه ..
طيب كيف اطبق تعظيم القرآن في حياتي
لا نريد نقرأ كلام بدون تطبيق ..
نريد التطبيق حتى نصل لتلذذ بالقرآن ..
فكتاب الله تعالى هو أكرم كتاب وأطهره فينبغي لمن أراد تلاوته،
أن يستحضر عظمته ، ولا يتهاون في ذلك فيجعل قراءته لكتاب الله
كقراءته لأيِّ كتابٍ آخر ؛
فإنَّ من الجفاء أن تقبل على تلاوة كتاب الله
غير مستحضر لعظمته ولا موقِّر له!
فإنَّ من الأسباب المُعينة للعمل بكتاب الله أن تقرأه قراءة مُعظِّمٍ له، متأدبًا عند تلاوته.
فإذا تلوت كتاب الله تعالى فلتتهيَّأ لذلك بما هو أهله من الآداب وأنواع التعظيم.
طيب يالحبيبات سأسوق لكم بعض الاداب التي ينبغي أن تراعيها
وأنتِ تقرئي كتاب الله تعالى
()
فمن آدابه :
❤ألاَّ يقرأه إلاَّ على طهارة.
{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} .
❤السواك :
قال يزيد بن أبي مالك رحمه الله:
إنَّ أفواهكم طرق من طرق القرآن؛
فطهِّروها ونظِّفوها ما استطعتم.
❤استقبال القبلة:
كان أبو العالية رحمه الله إذا قرأ اعتمَّ ولبس وارتدى واستقبل القبلة.
وإذا تثاءب أمسك عن القراءة ،
لأنه إذا قرأ فهو مناجٍ لربه تعالى، والتثاؤب من الشيطان.
قال مجاهد رحمه الله:
إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن
فأمسك عن القرآن
تعظيمًا حتى يذهب تثاؤبك.
❤الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :
وذلك عند الابتداء القراءة، وقول «بسم الله الرحمن الرحيم»
إن كان ابتداء القراءة من أول السورة.
وإذا ابتدأ بالقراءة لا يقطعها بكلام الآدميين.
❤ قراءته بتؤدة وترتيل :
أن يستعمل فيه ذهنه وفهمه حتى يعقل ما يخاطب به.
أن يقف على آية الوعد فيرغب إلى الله تعالى، ويسأله من فضله،
وأن يقف على آية الوعيد فيستجير بالله منه.
وإذا قرأه فلا يلتقط الآيات من كلِّ سورة، بل يقرأ السورة كلها.
❤ لا يترك المصحف منشورًا:
ولا يضع فوقه شيئًا من الكتب
حتى يكون أبدًا عاليًا لسائر الكتب، علمًا كان أو غيره.
أن يضعه على حجره إذا قرأه
أو على شيء بين يديه ولا يضعه على الأرض.
❤الخشوع:
إذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة،
يقول الحسن البصري:
«إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم؛
فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار».
❤استحباب ترديد الآية للتدبر:
قال النووي: وينبغي أن يرتل قراءته،
وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم على استحباب الترتيل قال الله تعالى:
( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) .
وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها:
أنها نعتت قراءة رسول الله( قراءة مفسَّرة حرفًا حرفًا )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أقرأ القرآن كلَّه».
والمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض معانيه،
فكان كالمرآة يرى بها ما حَسُن من فعله وما قَبُح،
فما حذّره مولاه حَذِره،
وما خوّفه به من عقابه خافه .
وما رغّب فيه مولاه رَغِب فيه ورجاه .
❤اجتناب الضحك واللغط والحديث
في خلال القراءة إلاَّ كلامًا يُضطر إليه :
وليتمثل قوله تعالى:
( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أنه إذا قرأ القرآن لا يتكلَّم حتى يفرغ منه.
ومن ذلك العبث باليد وغيرها ؛
فإنه يناجي ربَّه سبحانه وتعالى، فلا يعبث بين يديه.
ياحبيبة
❤هذه بعض من الاداب لتعظيم القرآن الكريم والتأدب عند قرائته
فإحرصي رعاك ربي على تلك الاداب ..
فأنتِ على خيراً عظيم , فأنتِ خصك الله لقرائة كلامه
وهديتي لك هذه الليله :
تعظيم القرآن الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
❤
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا،
وجلاء أحزاننا وهمومنا، وأن يفتح علينا الفهم فيه،
والعمل به؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا وإمامنا محمد سيد الأولين والآخرين،
وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
❤لن نحبهم نرفع الاكف وندعوا لهم :
دعواتكم لـ ( ابن ) الغاليه فجر اليزيد
فغداً عمليته , اسأل الله أن يشفيه ويعافيه
ويسعد قلوبنا بشفائه .

بسم الله الرحمن الرحيم
إن فهم القرآن الكريم وتدبره مواهب من الكريم الوهاب جل وعلا
يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد.
يقول ثابت البناني – رحمه الله-
كابدت القرآن عشرين سنة، ثم تنعمت به عشرين سنة أخرى.
وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم "
أما الأول فأوى إلى الله فأواه الله،
وأما الثاني فاستحيى فاستحيى الله منه،
وأما الثالث فاستغنى فاستغنى الله عنه"].
المفتاح الثاني هو :
التطهير القلب
أن القرآن نزل أولا على القلب
يقول الله تعالى:
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
.
فقال:عَلَى قَلبِك .
ولم يقل:
على سمعك أو بصرك أو ذهنك ونحو ذلك ،
بل عَلَى قَلبِك ،
فأول جارحة تخاطب بهذا القرآن هي القلب،
فالقلب ملك ، و الأعضاء جنوده ؛ فإذا صلح القلب ،
صلحت الرعية ، و إذا فسد ، فسدت.
فلابد أن تنظفي هذا القلب من المعاصي ,
لأن المعاصي من أكبر أسباب مرض القلب وقسوته؛
قال تعالى: ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
.
وايضاً لن حبيبك يقول صل الله عليه وسلم :
(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ).
حتى تستشعري كلام الله
( طهري قلبك حتى يستقبل نور القرآن )
فكيف تُحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه
بعين لوثتها النظرات المحرمة؟!
أو بأذنٍ دنستها الأصوات المنكرة ومزامير الشيطان؟!
أو بلسان نجسته الغيبة والنميمة،
والكذب والافتراء، والسخرية والاستهزاء؟!
فكيف تتأثر بالقرآن والقلب ممتلىء حسد وبغض وكراهية
على اخواتها ..
وحتى أن كانت هي مخطئة ,
أعفي عن كل من أخطا بحقك فأجرك على الله ..
ولن القرآن كالمطر؛
فكما أن المطر لا يؤثر في الجماد والصخر،
ولا يتفاعل معه إلا التربة المهيأة؛
فكذلك القرآن:
لا ينفع إلا إذا نزل على بيئة صالحة؛
فتتفاعل معه، ويؤثر بها،
وهذه البيئة في الحواس والقلوب السليمة الطاهرة التي تقبل عليه.
وسر هذا:
أن الجزاء من جنس العمل؛ فكما أمسك نور بصره عن المحرمات،
أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره مَنْ أطلَقَ بصره،
ولم يغضه عن محارم الله تعالى.
( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*
لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُون )( الواقعة:77-80)
قال شيخ الاسلام رحمه الله :
كما أن أوراق القرآن لاتمسه إلا الايادي الطاهرة
كذالك معانيه لا يتذوقها إلا اصحاب ( القلوب الطاهرة ) .
ذم النبي صل الله عليه وسلم
من قرأ بعض الآيات ولم يتفكر بقلبه.
فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
: لقد أنزلت علي الليلة آية؛
«ويل لمن قراها ولم يتفكر فيها»،
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
الآيات من آخر سورة آل عمران.
ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات ،
لكن لو تأملنا مليا قوله صل الله عليه وسلم :
«ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها»
لتغير الحال ، والله المستعان.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه:
قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ،
ولا يكون هم أحدكم آخر السورة.
وقد نسمع كثير من آيات الوعيد لكن القلب لا يتحرك
ربما تكون المستمعه للايات
من أهل البر والصلاح
وليس من اهل الفسق والفجور ..
لكن القلب لا يتحرك !
ماعقابهم ؟
نرجع لكتاب الله عز وجل يقول
( وجعلنا على قلوبهم أكنة )
غشاء وغطاء ..
فقط هذا العقاب
لا نكمل .
( أن يفقهوه )
تجدينها تقرأ اية واضحة في الوعيد
( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَل من مزيد )
تخيلي جهنم تطلب المزيد .. هل تخيلنا الموقف ..
مع ذلك لا يتحرك بقلبها شيء وتمر الاية
وكان ااية تخاطب غيرها
لن الله طمس على ذلك القلب
فاصبح ايات الوعيد وايات الجزاء واحدة
لا يقشعر جسدها لايات الله .
فما بالك يالحبيبة
بمن ادمنت على فعل المعاصي ..
وادمنت على الغيبة والنميمة
وادمنت النوم على الصلوات ..
فهولاء اعظم جرم واكثر خطأ واعظم
حرمان للقرآن ..
قال ابن مسعود:
أطلب قلبك في ثلاث مواطن:
عند سماع القرآن,
وفي مجالس الذكر ,
وفي أوقات الخلوة.
فإن لم تجده في هذه المواطن
فسأل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك !
فهيا يالغاليات :
لننهض ونغسل قلوبنا بركعتين لله نسجدها توبة على ماحمله
القلب من معاصي وذنوب حرمتنا لذة القرآن ..
رزقنا الله وياكم قلوبنا خاشعة وعيون باكية من خشيته ..
وجعلنا من أهله وخاصته ..
انه على كل شيء قدير .
إن فهم القرآن الكريم وتدبره مواهب من الكريم الوهاب جل وعلا
يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد.
يقول ثابت البناني – رحمه الله-
كابدت القرآن عشرين سنة، ثم تنعمت به عشرين سنة أخرى.
وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم "
أما الأول فأوى إلى الله فأواه الله،
وأما الثاني فاستحيى فاستحيى الله منه،
وأما الثالث فاستغنى فاستغنى الله عنه"].
المفتاح الثاني هو :
التطهير القلب
أن القرآن نزل أولا على القلب
يقول الله تعالى:
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
.
فقال:عَلَى قَلبِك .
ولم يقل:
على سمعك أو بصرك أو ذهنك ونحو ذلك ،
بل عَلَى قَلبِك ،
فأول جارحة تخاطب بهذا القرآن هي القلب،
فالقلب ملك ، و الأعضاء جنوده ؛ فإذا صلح القلب ،
صلحت الرعية ، و إذا فسد ، فسدت.
فلابد أن تنظفي هذا القلب من المعاصي ,
لأن المعاصي من أكبر أسباب مرض القلب وقسوته؛
قال تعالى: ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
.
وايضاً لن حبيبك يقول صل الله عليه وسلم :
(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ).
حتى تستشعري كلام الله
( طهري قلبك حتى يستقبل نور القرآن )
فكيف تُحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه
بعين لوثتها النظرات المحرمة؟!
أو بأذنٍ دنستها الأصوات المنكرة ومزامير الشيطان؟!
أو بلسان نجسته الغيبة والنميمة،
والكذب والافتراء، والسخرية والاستهزاء؟!
فكيف تتأثر بالقرآن والقلب ممتلىء حسد وبغض وكراهية
على اخواتها ..
وحتى أن كانت هي مخطئة ,
أعفي عن كل من أخطا بحقك فأجرك على الله ..
ولن القرآن كالمطر؛
فكما أن المطر لا يؤثر في الجماد والصخر،
ولا يتفاعل معه إلا التربة المهيأة؛
فكذلك القرآن:
لا ينفع إلا إذا نزل على بيئة صالحة؛
فتتفاعل معه، ويؤثر بها،
وهذه البيئة في الحواس والقلوب السليمة الطاهرة التي تقبل عليه.
وسر هذا:
أن الجزاء من جنس العمل؛ فكما أمسك نور بصره عن المحرمات،
أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره مَنْ أطلَقَ بصره،
ولم يغضه عن محارم الله تعالى.
( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*
لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُون )( الواقعة:77-80)
قال شيخ الاسلام رحمه الله :
كما أن أوراق القرآن لاتمسه إلا الايادي الطاهرة
كذالك معانيه لا يتذوقها إلا اصحاب ( القلوب الطاهرة ) .
ذم النبي صل الله عليه وسلم
من قرأ بعض الآيات ولم يتفكر بقلبه.
فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
: لقد أنزلت علي الليلة آية؛
«ويل لمن قراها ولم يتفكر فيها»،
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
الآيات من آخر سورة آل عمران.
ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات ،
لكن لو تأملنا مليا قوله صل الله عليه وسلم :
«ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها»
لتغير الحال ، والله المستعان.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه:
قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ،
ولا يكون هم أحدكم آخر السورة.
وقد نسمع كثير من آيات الوعيد لكن القلب لا يتحرك
ربما تكون المستمعه للايات
من أهل البر والصلاح
وليس من اهل الفسق والفجور ..
لكن القلب لا يتحرك !
ماعقابهم ؟
نرجع لكتاب الله عز وجل يقول
( وجعلنا على قلوبهم أكنة )
غشاء وغطاء ..
فقط هذا العقاب
لا نكمل .
( أن يفقهوه )
تجدينها تقرأ اية واضحة في الوعيد
( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَل من مزيد )
تخيلي جهنم تطلب المزيد .. هل تخيلنا الموقف ..
مع ذلك لا يتحرك بقلبها شيء وتمر الاية
وكان ااية تخاطب غيرها
لن الله طمس على ذلك القلب
فاصبح ايات الوعيد وايات الجزاء واحدة
لا يقشعر جسدها لايات الله .
فما بالك يالحبيبة
بمن ادمنت على فعل المعاصي ..
وادمنت على الغيبة والنميمة
وادمنت النوم على الصلوات ..
فهولاء اعظم جرم واكثر خطأ واعظم
حرمان للقرآن ..
قال ابن مسعود:
أطلب قلبك في ثلاث مواطن:
عند سماع القرآن,
وفي مجالس الذكر ,
وفي أوقات الخلوة.
فإن لم تجده في هذه المواطن
فسأل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك !
فهيا يالغاليات :
لننهض ونغسل قلوبنا بركعتين لله نسجدها توبة على ماحمله
القلب من معاصي وذنوب حرمتنا لذة القرآن ..
رزقنا الله وياكم قلوبنا خاشعة وعيون باكية من خشيته ..
وجعلنا من أهله وخاصته ..
انه على كل شيء قدير .
الصفحة الأخيرة
هنا الرد على بعض التعليقات
حفظكم ربي بحفظه