بنت الشرق
بنت الشرق
بارك الله فيك اختي بنت المدينة على هذا النقل الطيب
 بنت المدينة
بنت المدينة
وفيك بارك الله اختي ببنت الشرق
 بنت المدينة
بنت المدينة
علم الله الشامل.....جيل الجهاد 8


(( بسم الله الرحمن الرحيم))
((يابني إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير))
اللهم ...آت نفوسنا تقواها
وزكها ....أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
اخواني ...أخواتي في الله...
بعد هذا الأستطراد المعترض في وصية لقمان لأبنه , تجئ الفقرة التالية في الوصية , لتقرر قضية الآخرة, ومافيها من حساب دقيق وجزاء عادل,
وتعرض الحقيقة في المجال الكوني الفسيح.......
وفي صورة مؤثرة يرتعش لها الوجدان..........!
وهو يطالع علم الله الشامل الهائل الدقيق......
ومايبلغ تعبير مجرد عن دقة علم الله وشموله , وعن قدرته سبحانه ,
وعن دقة الحساب وعدالة الميزان, مايبلغه هذا التعبير المصور......وهذا فضل القرآن المعجز الجميل الأداء......
حبة من خردل.....صغيرة ضائعة لاوزن لها ولاقيمة....
((فتكن في صخرة))
محشورة ....لاتظهر ولايتوصل إليها....
((أوفي السموات))
في ذلك الكيان الهائل الشاسع ........
الذي يبدو فيه النجم الكبير ذو الجرم العظيم.....
نقطة سابحة أو ذرة تائهة.....
((أوفي الأرض))
ضائعة في ثراها ...وحصاها لاتبين!!
((يأت بها الله))
فعلمه يلاحقها.....وقدرته لاتفلتها..!!
((إن الله لطيف خبير))
تعقيب يناسب المشهد الخفي اللطيف...
ويظل الخيال....
يلاحق تلك الحبة من الخردل في مكامنها تلك العميقة الواسعة....
ويتملى علم الله الذي يتابعها...
حتى يخشع القلب .....وينيب!!
إلى اللطيف الخبير بخفايا الغيوب...
وتستقر من وراء ذلك الحقيقة التي يريد القرآن إقرارها في القلب بهذا الأسلوب العجيب....!
لاحظ أخي..أختي في الله
أنك لابد قبل أن تكون أهلاً للموعظة...أن تحاول جاهداً أن تعمل بالعلم الذي عندك (الحكمة).....
ثم تمتلئ ذكراً بالمنعم عليك (الشكر)....
وبعد الشكر لله الوصية بالوالين....
ثم ذكرت دقيق الأعمال وجليلها , وانها في علم الله سواء.....!
((يابني)):
متحبباً مستعطفاً, مصغراً له , خائفاً عليه من غضب الله تعالى.......
((إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردل))
((تك)): أنثها لإنها في مقام التقليل وأسقط النون لغرض الإيجاز ......
والسؤال الذي أطرحه عليكم؟؟؟؟
لماذا أختار الله سبحانه....حبة الخردل للتشبيه؟؟؟
(ولله المثل الأعلى)
وأقول لكم إن نظرة في التفاسير لن تأخذ من وقتكم الكثير ....
ولكنها قد تجعلكم من الذين يتدبرون القرآن.....!!
((فتكن في صخرة)): مخفية أعظم الخفاء .
((أو في السموات أو في الأرض)) : ثم أظهر ووسع ورفع وخفض...
وأعود لأقول لكم...تخيلوا الحبة الصغيرة في السموات الشلسعةالتي يبدو بها النجم الكبير كنقطة سلبحة....
((يأت بها الله)): بالأسم الأعظم الله , لعلو المقام بعظم جلاله وكماله.....
((إن الله لطيف)): ومثلها في سورة يوسف....
((إن ربي لطيف لما يشاء))
((لطيف)): بالوجوه الدقيقة الغامضة في بلوغه إلى أي أمر أراده.........!
((خبير)): بالغ العلم بأخفى الأشياء.......
لاحظ الإعجاز القرآني , وكيف أن اسماء الله الحسنى تأتي متجانسة تماماً مع موضوع الآية.....
سبحان ربك ....رب العزة عما يصفون.....
وسلام على المرسلين...
والحمد لله رب العالمين
 بنت المدينة
بنت المدينة
((بسم الله الرحمن الرحيم))
((يابني أقم الصلاة))
اللهم آت نفوسنا تقواها.....
وزكها أنت خير من زكاها.......
أنت وليها ومولاها......
ويمضي السياق في حكاية قول لقمان لإبنه وهو يعظه.......
فإذا هو يتابع معه خطوات العقيدة بعد إستقرارها في الضمير .
بعد الإيمان بالله لاشريك له, واليقين بالآخرة لاريب فيها ,
والثقة بعدالة الجزاء لايفلت منه مثقال حبة من خردل......
الخطوة التالية .....التوجه إلى الله بالصلاة.....
ثم التوجه إلى الناس بالدعوة إلى الله......
والصبر على تكاليف الدعوة ومتاعبها التي لابد أن تكون.......
وهذا هو طريق العقيدة المرسوم.....
بدأ الوصية بالصلاة...........وختمها بالصبر
لإنها ملاك الإستعانة
(( واستعينوا بالصبر والصلاة ))

وأيضاً بصيغة الأب الشفوق الحاني ((يابنى))
فرط النصيحة لفرط الشفقة....
((أقم الصلاة))
لما نبه سبحانه على إحاطة علمه وإقامته للحساب أمره بما يقيم أمره كله ويصلح التوحيد ويصدقه....
أمره بتكميل نفسه توفية لحق الحق الله !!
أمره أولاً بالمعروف وهو الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر.....
فإذا أمر نفسه ونهاها ....ناسب أن يأمر غيره وينهاه
إقامة الصلاة : الإتيان بها على النحو المرضي.
إقامتها : أداؤها كاملة بحدودها وفروضها وأوقاتها....
وهي عماد الدين
ودليل الإيمان واليقين
ووسيلة القربى إلى الله وتحقيق رضوانه
كما أنها تساعد على إجتناب الفحشاء والمنكر, وصفاء النفس
((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر))
أخي ....أختي في الله
إقامة الصلاة
يجب أن يكون لها وقفة مع أنفسنا....
من منا قد جعل صلاته قائمة.....
أي مستقيمة لاعوج فيها...
بجميع حدودها وشروطها....
الظاهرة والباطنة....
من منا قد صفًى سره , ونقى قلبه , وتذكر دوماً أن الله في قبلته !!
وأنظروا إلى ماقال سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم):
((أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته))
ورأى رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة ...فقال:
(( لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه))
وأنظر إلى أحوال....من سبقونا بالإيمان....
قال بكر بن عبد الله : يا أبن آدم إذا شئت أن تدخل على مولاك بغير إذن وتكلمه بلا ترجمان دخلت , قيل له : وكيف ذلك؟؟
قال : تسبغ وضوءك وتدخل محرابك فإذا أنت قد دخلت على مولاك بغير إذن فتكلمه بغير ترجمان!!
وقيل لخلف بن أيوب: ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها ,
قال:لا أعود نفسي شيئاً يفسد علي صلاتي,
قيل له: وكيف تصبر على ذلك؟؟
قال : بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان ليقال فلان صبور ويفتخرون بذلك فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة؟؟
ويروى عن على بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله
ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟؟
فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم!!!
وتفكروا في قول ابن عباس (رضي الله عنهما) :
ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة ........والقلب ساه!!
اللهم
هذه قلوبنا بين يديك....
فنقها إلا من ذكرك....
اللهم
اجعلنا مقيمي الصلاة....
اللهم
آمين

للاخت هدى جلاد
 بنت المدينة
بنت المدينة
((بسم الله الرحمن الرحيم))
لن يستجاب.....لنا ....دعاء حتى نكون من الآمرين بالمعروف.....الناهين عن المنكر

(( وامر بالمعروف وانه عن المنكر))

اللهم آت نفوسنا تقواها.....
وزكها أنت خير من زكاها.....
أنت وليها ومولاها.......
أخي ....أختي في الله.....
بعد أن أمر لقمان أبنه بتكميل نفسه.....توفية لحق الحق (الله)
عطف عليه بتكميل غيره ....توفية لحق الخلق !
لما كان الناس في هذه الدار....في سفر....!!
وكان المسافر إن أهمل رفيقه حتى أخذ .......أوشك أن يؤخذ هو!
أمره بما يكمل نجاته بتكميل رفيقه...
ما عبد الله أحداً ترك غيره يتعبد لغيره.......
كما قال الشاعر :
أبدأ بنفسك فأنهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
يجب أن يربى الطفل على أن يكون صاحب رسالة وقضية يسعى لتحقيقها......فيكتشف ذاته , ويشعر بقيمته , ويفكر بأساليب بلوغ الهدف ويمارس التجربة, ويتعلم من الخطأ والصواب.....
ويكتسب ملكة التمييز بين المعروف والمنكر.....
((وامر بالمعروف)) : كل من تقدر على تهذيبه شفقة على نفسك لتخليص أبناء جنسك....بإذنه تعالى
والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر, مأمورين به ....فرادى !
ولكن صيغة الأمر والنهي ....لايقوم بهما إلا ذو سلطان!!!
وهذا هو تصور الأسلام......
لابد من سلطة تأمر وتنهي......
سلطة تقوم على هاتين الركيزتين مجتمعتين...لتحقيق منهج الله في حياة البشر....
فمنهج الله في الأرض ليس مجرد وعظ وإرشاد وبيان.....هذا شطر!
والشطر الآخر هو القيام بسلطة الأمر والنهي ....
على تحقيق المعروف ونفي المنكر من الحياة البشرية......
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , تكليف ليس بالهين ولا باليسير......
إذا نظرنا إلى طبيعته , وإلى إصطدامه بشهوات الناس ونزواتهم...
ومصالح بعضهم......ومنافعهم , وغرور بعضهم وكبريائهم...
ففيهم الجبار الغاشم
وفيهم الحاكم المتسلط....
وفيهم الهابط الذي يكره الصعود....
والمسترخي الذي يكره الأشتداد.....
والمنحل الذي يكره الجد....
والظالم الذي يكره العدل...
وفيهم....وفيهم......
ولاتفلح الأمة, ولاتفلح البشرية, إلا أن يسود الخير, ويكون المعروف معروفاً والمنكر منكراً....
وهذا ما يقتضي سلطة للخير وللمعروف , تأمر وتنهي, وتطاع.....
وهذا هو شريطة الفلاح في مسيرتنا.....
((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير , ويأمرون بالمعروف , وينهون عن المنكر ,وأولئك هم المفلحون))
أخي ....أختي في الله!
لاحظ التسلسل المعجز....
إقامة الصلاة,,,تورث الأيمان في القلب....ليستطيع الدعاة السير في هذا الطريق الشاق .....يواجهون هبوط الأرواح وكلل العزائم.....وثقلة المطامع...
وزادهم هو الأيمان ...وسندهم هو الله
وكل زاد سوى زاد الأيمان ينفذ......وكل سند سوى سند الله ينهار !

وهذه مقتطفات من أحاديث سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)
(( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان))

((لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم , فلم ينتهوا , فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم , فضرب الله تعالى قلوب بعضهم ببعض , ولعنهم على لسان داود وسليمان وعيسى بن مريم......ثم جلس (صلى الله عليه وسلم) - وكان متكئاً-
فقال : ((لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً))
أي تعطفوهم وتردوهم....

(( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر , أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه , ثم تدعونه فلا يستجيب لكم))

(( إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها , ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها))

((إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر))

((سيد الشهداء حمزة , ورجل قام إلى سلطان جائر , فأمره ونهاه , فقتله))

اللهم
اجعلنا وذريتنا....
من الآمرين بالمعروف.....الناهين عن المنكر
اللهم
آمين

للاخت هدى جلاد