_2 الجانب الجسمي :
قبل أن أصاب بالسرطان كنت أكابد الوزن الزائد خاصة اثر انقطاع الدورة الشهرية اذ بلغت وزن 90 كغ وهو ما دونته في توقيعي وقد خضت محاولات كثيرة لفقدان بعض الوزن الا أنها برمتها باءت بالفشل وظللت أكابد هذا الوزن لسنين طويلة ...والسبب في ذلك أن شهيتي للطعام كانت مفتوحة على الآخر وكان الطعام بالنسبة الي متنفسي من الضغوط التي تلم بي وما زاد الطين بلة حركتي المحدودة فكان جسمي مهيئا لاستقبال مثل هذه الأورام التي تجد في الخلايا غير النشيطة والتهوئة بالاكسجين موطنا يساعدها على النمو الانتشار وفي السنتين الخيرتين قبل اكتشافي لاصابتي بمرض السرطان كثيرا ما ينتابني شد عضلي يدوم احيانا لدقائق متعددة وهو علامة أيضا من علامات الاصابة بمرض السرطان وكعادتي كنت أعلل ذلك من فرط وزني :::
وقبل اجراء العملية ب3 أشهر فجأة انقطعت شهيتي عن الأكل حتى انني أقتصر أحيانا على كوب من الزبادي طيلة اليوم بأكمله وانخفض وزني بصورة مهولة اذ فقدت 10 كغ في شهرين وانخفض ضغط دمي الى ما دون 9 وأصبحت دائما خاملة ساكنة أشعر بالاجهاد والتعب لأقل مجهود وشحب وجهي بعد أن كان فيما مضى مشرئبا بالحمرة ...وأصبحت عاجزة عن فهم نفسي والتحكم في جسمي لأنني كنت بين حالتي الاسهال تارة والامساك تارة أخرى وكلما زرت طبيبا عاما ذكر لي أنه من تأثيرات الدورة الشهرية التي انقطعت في سن مبكرة ....وأصبحت في حيرة من أمري ...ولم يخطر ببالي قط أن أجري فحصا بالأشعة عن الجهاز الهضمي أو تحليلا مخبريا لأتبين دواعي الاسهال أو الامساك .....وظلت حالتي الجسدية على هذا النحو الى أن أجريت العملية الجراحية لاستئصال الورم ....واثر العملية والعلاج الكيميائي ظل وجهي شاحبا لكن الآن بعد مضي ثلاثة أسابيع عن نهاية العلاج الحمد لله عادت الحمرة الى وجهي وبدت علامات الشحوب تزول ....واثر الحصة الأخيرة من العلاج الكيميائي شهدت الصفائح تراجعا حادا فشعرت ببعض الغثيان لكن بعد مرور أسبوعين زالت أيضا هذه الأعراض وعادت الصفائح الى أحسن مستواها ...ومن الأعراض التي شهدتها اثر الحصة الثانية من العلاج الكيميائي هي سقوط شعري بصورة مكثفة وقد آلمني ذلك شديد اللم فجمال المرأة في شعرها وأنا سر جمالي شعري الغزير ..وطفق من يوم الى آخر يتساقط بصورة مهولة و كان ذلك يحز في نفسي وأحاول التهوين من الأمر قائلة الجسد من تراب والى تراب وسيعوضني الله بخير منه اثر نهاية العلاج و الحمد أن من الله علي بالحجاب فهو زينة المرأة وجمالها اذ ارتديته في سن مبكرة عن قناعة مني والحمد لله بعد أن سقط كل شعري بدأ الآن ينمو بفروة رأسي شعرجديد الحمد لله صدق الطبيب الذي أخبرني أنني ولدت من جديد اثر انجازي للعملية الجراحية ...كما تساقطت أيضا أحواجبي وألحاظي والآن بدأت كذلك تنمو من جديد ...والحمد لله أنني لم أشهد زيادة في الوزن اثر العملية اذ بفضل الله حاولت المحافظة على الوزن 80 كغ رغم أن شهيتي أصبحت مفتوحة كما عهدتها الا انني الىن بفضل الله استطعت التحكم فيها ...وأما عن الامساك أو الاسهال الذي ظل ينتابني اثر العملية أو أثناء العلاج الكيميائي فقد خفت حدته الآن بعد انتهاء العلاج الكيميائي وشهدت حالة طبيعية الحمد لله على نعم الله التي اسبلها علي ....وأما بالنسبة الى التعب والارهاق فلازلت أشعر به الى الآن والحمد أنني أسكن مع والدي وأختي التي تقوم بشؤون الاسرو والعناية بي وبأبوي ...


فطووم الحلوة :
الله يديم عليك نعمه ويديم عليك العافية...الله يديم عليك نعمه ويديم عليك العافية...
اللهم آميييين ولك بالمثل وزيادة

_3 الجانب النفسي :
وهو بالنسبة الى هذا الابتلاء أهم الجوانب بعد الجانب الايماني ...وعفوا ان توسعت في التعبير عن مشاعري قبل الاصابة وأثناء اكتشافها واثر العملية واثناء العلاج الكيميائي واثره لأنني حينما أنجزت أبحاثا عبر الشبكة العنكبوتية النات وجدت معلومت محدودة جدا تهتم بهذا الجانب بينما في الأبحاث الجنبية فانهم يولون هذا الجانب كل الاهتمام ويتحدثون عن ذلك باطناب ...والغريب في المر ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونعرف منزلة المبتلين باي مرض نتكتم على مرض السرطان ونستحي التصريح به ولااعلم دواعي ذلك ومأتاه حتى المبتلى تجده يحاول اخفاء أعراض المرض وكافة أفراد أسرته وحينما حاولت البحث عبر النات عن تجارب واقعية عن مبتلين بسرطان القولون أو المبايض وجدت معلومات محدودة جدا و لذلك ارتأيت أن أتحدث عن تجربتي بمختلف مراحلها وعن مشاعري أيضا
في السنتين الخيرتين قبل اكتشافي لأصابتي بمرض السرطان ألمت بي حالة من الاكتئاب والعزلة والابتعاد عن الناس الى أن بلغ بي الأمر أن كرهت نفسي وعملي وأصبحت أشعر لاجدوى من حياتي ...فتجدني دائمة المكوث بمفردي في غرفتي وأخلد الى النوم وانطفأت بداخلي جذوة الأمل وأصبحت أحلامي وطموحاتي في مهب الرياح والنسيان ...وكنت أنقم على نفسي وأروم التخلص من السجن الذي فرضته على نفسي ولكن لم أجد الى ذلك سبيلا مما زاد حالة التأزم في نفسي ...كنت في حالة ضياع بأتم معنى الكلمة لأنني أصبحت لاأعرف نفسي أنا التي كنت شخصية اجتماعية نشيطة تتقد أملا وحيوية أبعث الأمل في كل يائس وأساعد كل مكروب وأحب الفسح مع أسرتي والاجتماع بهم شهدت حياتي تحولا كليا ...وكنت حينما يحل الليل والكل نيام أذرف الدموع مدرارا أن يساعدني الله على الخروج من هذه البوتقة ....وكنت أرجئ ذلك الى مرحلة اليأس التي ألمت بي اثر انقطاع الدورة الشهرية ولكن في حقيقة الأمر كان السرطان قد انتشر في جسمي وشهدت اختلالا في الهرمونات والخلايا الدموية مما نجم عنه حالة الاكتئاب ....ونفرت من عملي كل النفور وقد كنت قبل ذلك شغوفة به كل الشغف فتعددت غياباتي مما زاد في شعوري بالفراغ العاطفي ولم تكن لدي صداقات متعددة فزاد الشعور بالوحدة لدي ....وللأسف ارتديت نظارة اليأس والحزن فرأيت ماحولي ترابا وانقطعت رغبتي عن تحقيقي أهدافي التي دأبت على التخطيط لتحقيقها فنظرت الى مستقبلي بنظرة تشاؤمية ...كل هذه المشاعر كابدتها وذقت آلامها وانتصرت عليها بالأمل في رحمة الله أن يفرج كربي والدعاء اليه في جوف الليل دعوة المضطر والالحاح في الدعاء فكنت أتأرجح بين الأمل واليأس أو الحزن والفرح ....وبهذه الحالة النفسية المضطربة
واجهت خبر اصابتي بمرض السرطان ...فلا تسل عما ألم بي حينما أخبرتني الأخصائية باصابتي بالسرطان ...اذ نزل الخبرعلي نزول الصاعقة في بداية الأمر وهو القطرة التي أفاضت الكأس فوجدت نفسي في أدنى درجة حالة الضعف حتى أنني لم أقو على الحركة وراودتني خواطر مختلفة منها
_"كيف أصبت بالسرطان ؟؟؟ كيف سيقوى جسدي الذي هو مصاب بالشلل الجزئي على مواجهته ؟؟؟هل هي بداية النهاية ؟؟؟هل سيريحني ربي من سجني بموتي؟؟؟سرطان المبيض اذن سيزيلون رحمي ولن يكون بوسعي أن أحقق حلم الأمومة الذي ظل يراودني منذ طفولتي ؟؟؟ من سيقبل الزواج بفتاة عرجاء ومصابة بمرض السرطان ؟؟؟ حتما انها النهاية ....فاستعدي لها ..."
ثم سرعان ما أتراجع عن هذه الخواطر التشاؤمية ليشرق نور الأمل بقلبي مأتاه " ان الله بيده الخير وهو أرحم الراحمين ...اذن هذا الابتلاء ان صبرت عليه ففيه الخير كله ....صبرا يا فتاتي فان مع العسريسرا ان مع العسر يسرا "" والحمد لله من كان في معية أرحم الراحمين فلن يضيره أي ابتلاء يلم به لأن الله سيجعله بردا وسلاما في قلبه وطمأنينة وسكينة تسود روحه ...ومنذ أن ثبتني الله على تلك الكلمات التي شرحت صدري وبعثت نور الأمل في قلبي لم أشعر بالخوف بتاتا الى هذه اللحظة التي أخط فيها هذه الكلمات اذ من نعم الله علي التي أسبلها على روحي أن نزع الخوف الذي كان يسود قلبي وتقبلت الأمر برحابة صدر قائلة الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون ...وسبحان الله بهذه الآية القرآنية التي ثبتني الله لقولها زالت كل مخاوفي وتشبثت بحبل الله الذي لاينقطع وكنت أشعر بداخلي قوة روحية لم أشهدها من قبل في حياتي حتى أنني كنت منذ طفولتي الى هذه المرحلة من العمر أرهب من الحقن كل الرهبة حتى أنني من فرط روعي منها أذرف الدموع فيضحك أفراد أسرتي من ضعفي وخوفي رغم تقدم عمري وها أنا بعد أن انتصرت بفضل الله على خوفي استطعت أن أحقن نفسي بالحقن التي طلب من الطبيب حقنها لجريان الدم وسيلانه اثر العملية الجراحية و في كل حقنة أنجزها أحمد الله على القوة التي قذفها في قلبي وهي نعمة ربانية من نعم الله علي لصبري على الابتلاء ....
وهو بالنسبة الى هذا الابتلاء أهم الجوانب بعد الجانب الايماني ...وعفوا ان توسعت في التعبير عن مشاعري قبل الاصابة وأثناء اكتشافها واثر العملية واثناء العلاج الكيميائي واثره لأنني حينما أنجزت أبحاثا عبر الشبكة العنكبوتية النات وجدت معلومت محدودة جدا تهتم بهذا الجانب بينما في الأبحاث الجنبية فانهم يولون هذا الجانب كل الاهتمام ويتحدثون عن ذلك باطناب ...والغريب في المر ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونعرف منزلة المبتلين باي مرض نتكتم على مرض السرطان ونستحي التصريح به ولااعلم دواعي ذلك ومأتاه حتى المبتلى تجده يحاول اخفاء أعراض المرض وكافة أفراد أسرته وحينما حاولت البحث عبر النات عن تجارب واقعية عن مبتلين بسرطان القولون أو المبايض وجدت معلومات محدودة جدا و لذلك ارتأيت أن أتحدث عن تجربتي بمختلف مراحلها وعن مشاعري أيضا
في السنتين الخيرتين قبل اكتشافي لأصابتي بمرض السرطان ألمت بي حالة من الاكتئاب والعزلة والابتعاد عن الناس الى أن بلغ بي الأمر أن كرهت نفسي وعملي وأصبحت أشعر لاجدوى من حياتي ...فتجدني دائمة المكوث بمفردي في غرفتي وأخلد الى النوم وانطفأت بداخلي جذوة الأمل وأصبحت أحلامي وطموحاتي في مهب الرياح والنسيان ...وكنت أنقم على نفسي وأروم التخلص من السجن الذي فرضته على نفسي ولكن لم أجد الى ذلك سبيلا مما زاد حالة التأزم في نفسي ...كنت في حالة ضياع بأتم معنى الكلمة لأنني أصبحت لاأعرف نفسي أنا التي كنت شخصية اجتماعية نشيطة تتقد أملا وحيوية أبعث الأمل في كل يائس وأساعد كل مكروب وأحب الفسح مع أسرتي والاجتماع بهم شهدت حياتي تحولا كليا ...وكنت حينما يحل الليل والكل نيام أذرف الدموع مدرارا أن يساعدني الله على الخروج من هذه البوتقة ....وكنت أرجئ ذلك الى مرحلة اليأس التي ألمت بي اثر انقطاع الدورة الشهرية ولكن في حقيقة الأمر كان السرطان قد انتشر في جسمي وشهدت اختلالا في الهرمونات والخلايا الدموية مما نجم عنه حالة الاكتئاب ....ونفرت من عملي كل النفور وقد كنت قبل ذلك شغوفة به كل الشغف فتعددت غياباتي مما زاد في شعوري بالفراغ العاطفي ولم تكن لدي صداقات متعددة فزاد الشعور بالوحدة لدي ....وللأسف ارتديت نظارة اليأس والحزن فرأيت ماحولي ترابا وانقطعت رغبتي عن تحقيقي أهدافي التي دأبت على التخطيط لتحقيقها فنظرت الى مستقبلي بنظرة تشاؤمية ...كل هذه المشاعر كابدتها وذقت آلامها وانتصرت عليها بالأمل في رحمة الله أن يفرج كربي والدعاء اليه في جوف الليل دعوة المضطر والالحاح في الدعاء فكنت أتأرجح بين الأمل واليأس أو الحزن والفرح ....وبهذه الحالة النفسية المضطربة
واجهت خبر اصابتي بمرض السرطان ...فلا تسل عما ألم بي حينما أخبرتني الأخصائية باصابتي بالسرطان ...اذ نزل الخبرعلي نزول الصاعقة في بداية الأمر وهو القطرة التي أفاضت الكأس فوجدت نفسي في أدنى درجة حالة الضعف حتى أنني لم أقو على الحركة وراودتني خواطر مختلفة منها
_"كيف أصبت بالسرطان ؟؟؟ كيف سيقوى جسدي الذي هو مصاب بالشلل الجزئي على مواجهته ؟؟؟هل هي بداية النهاية ؟؟؟هل سيريحني ربي من سجني بموتي؟؟؟سرطان المبيض اذن سيزيلون رحمي ولن يكون بوسعي أن أحقق حلم الأمومة الذي ظل يراودني منذ طفولتي ؟؟؟ من سيقبل الزواج بفتاة عرجاء ومصابة بمرض السرطان ؟؟؟ حتما انها النهاية ....فاستعدي لها ..."
ثم سرعان ما أتراجع عن هذه الخواطر التشاؤمية ليشرق نور الأمل بقلبي مأتاه " ان الله بيده الخير وهو أرحم الراحمين ...اذن هذا الابتلاء ان صبرت عليه ففيه الخير كله ....صبرا يا فتاتي فان مع العسريسرا ان مع العسر يسرا "" والحمد لله من كان في معية أرحم الراحمين فلن يضيره أي ابتلاء يلم به لأن الله سيجعله بردا وسلاما في قلبه وطمأنينة وسكينة تسود روحه ...ومنذ أن ثبتني الله على تلك الكلمات التي شرحت صدري وبعثت نور الأمل في قلبي لم أشعر بالخوف بتاتا الى هذه اللحظة التي أخط فيها هذه الكلمات اذ من نعم الله علي التي أسبلها على روحي أن نزع الخوف الذي كان يسود قلبي وتقبلت الأمر برحابة صدر قائلة الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون ...وسبحان الله بهذه الآية القرآنية التي ثبتني الله لقولها زالت كل مخاوفي وتشبثت بحبل الله الذي لاينقطع وكنت أشعر بداخلي قوة روحية لم أشهدها من قبل في حياتي حتى أنني كنت منذ طفولتي الى هذه المرحلة من العمر أرهب من الحقن كل الرهبة حتى أنني من فرط روعي منها أذرف الدموع فيضحك أفراد أسرتي من ضعفي وخوفي رغم تقدم عمري وها أنا بعد أن انتصرت بفضل الله على خوفي استطعت أن أحقن نفسي بالحقن التي طلب من الطبيب حقنها لجريان الدم وسيلانه اثر العملية الجراحية و في كل حقنة أنجزها أحمد الله على القوة التي قذفها في قلبي وهي نعمة ربانية من نعم الله علي لصبري على الابتلاء ....
الصفحة الأخيرة
في هذه المرحلة بعد أن فرغت من أهم العلاجات المتداولة لسرطان القولون والمبيض رمت أن أعبر من خلال تجربتي عن بعض الخواطر والمشاعر التي ألمت بي تأثير اصابتي بهذا المرض في الجانب الجسمي والنفسي والاجتماعي والمهني والمالي وأهمها الروحي أو الايماني :
_1 الجانب الايماني :
بادئ ذي بدء الحمد لله على نعمة الاسلام ويا لها من نعمة فمن حرم منها فقد حرم الخير كله وأحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أن كان ابتلائي في جسمي ولم يكن في ديني اذ ذاك الخسران المبين ....في مثل هذا الابتلاء ضروري الجانب الايماني لأن الانسان يكون في أقصى حالات ضعفه وان لم تكن له قوة ايمانية يلجأ اليها ويستمد منها قوته وعونه على بلائه للأسف يشعر بالاكتئاب واليأس من الحياة فينتشر المرض في جسده بصورة وجيزة ويقضي عليه أو مثل في البلاد الاجنبية التي لامعتقد لهم يلجأون الى الانتحار ...فالحمد لله على نعمة الاسلام ....سبحان الله ازددت تقربا من الله اثر هذا الابتلاء ...وأكثرت من الاستغفار حينما تلم بي حالات الضعف واليأس وهي عديدة لأن هذا المرض يوهن الجسم حتى في انجاز حاجاته اليومية خاصة اثر العملية الجراحية والعلاج الكيميائي ولكن بالنسبة الي فقد ألمت بي هذه الأعراض اثر الحصة الرابعة من العلاج الكيميائي اذ شهدت تراجعا محدودا للكريات البيضاء ولكن ذلك لم يؤثر على مواصلة العلاج ...فقد كنت أحرص على قراءة القرآن الورد اليومي أو الاستماع الى سورة البقرة قبل النوم فأستيقظ من الغد والققوة تسري بجسدي ...وازداد تعلقي بالقرآن فشرعت في حفظه وكان هذا من أهدافي منذ الخمس سنوات المنقضية ولكن نظرا لعملي ورعاية والدي لم يتسنى لي ذلك و الآن توفر لي الزمن والظروف لتحقيق هدفي لأنني في عطلة مرضية منذ أن أجريت العملية الى الآن .....وأكثرت من الصدقات بنية الشفاء رغم حاجتي الماسة الى كل درهم لكن ايماني العميق بأهمية الصدقة في رفع البلاء والشفاء وأنه ما ينقص مال من صدقة فقد لجأت اليها ووجدت فيها بفضل الله الخير كله ...وأما عن صلة رحمي فانني كنت فيما مضى قليلة الزيارات وكنت أشتاق الى رؤيتهم ولكن ولظروفي والارهاق الذي أشعر به لم يتسنى لي تحقيق ذلك ...والحمد لله اثر اصابتي بمرض السرطان ةاجراء العملية الجراحية أقبلوا جميعا لزيارتي وسعدت أيما سعادة برؤيتهم وذاك وازع نفسي يشعرك أنك لست وحيدا في ابتلائك مما يزيالانسان شحتة روحية تبعث الأمل في نفسه ....وكثيرا ما شعرت بالضيق والملل فكنت ألجأ الى أرحم الراحمين وأشكو اليه بثي وحزني مثل سيدنا يعقوب عليه السلام حينما قال ( انما أشكو بثي وحزني الى الله ) ...وقد جبلت على ذلك حتى قبل أن أصاب بهذا المرض فأنا من طبعي قليلة الشكوى الى الانسان ودائما ألجأ الى أرحم الراحمين الذي بيده الشفاء والخير كله وهو على كل شيء قدير
وبما أنني لم تكن هذه المحنة الأولى في حياتي لأنني خضت تجربة سبقتها ولما أتجاوز الثانية من العمر اذ اصطفاني ربي بشللكلي ثم جزئي ظل الى الآن بالجانب الأيمن من جسمي الا أنه برحمة الله بي ألهمني الصبر من لدنه ورضيت باعاقتي وانا فتاة والفتاة دائما تروم الكمال في جسمها الا انني بعد جهد جهيد ومجاهدة لنفسي وصبر دؤوب من فضل الله علي فقد رضيت بقدري بل انني اتخذت ذلك الضعف وسيلة لتحقيق انتصاراتي في مختلف جوانب حياتي وعلى هذا النحو بفضل نعمة الصبر أصبح هذا الابتلاء مرض السرطان بالنسبة الي منحة ربانية تضم بين جنبيها خيرا عميما وأرجو من اله أن يجزل لي العطاء في الآخرة