السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بداية أحب أن أخبركم بأن الموضوع يحمل فائدة كبيرة قبل كل شئ
(( لذلك أتمنى أن تقرأوه و أنتم على استعداد تام للقراءة
فالموضوع طويل نوعا ما ))
حيث هي رسائل هامة تحمل بين طياتها مجموعة قصصية
جميلة ,,
اخترتها لكم من كتاب ,, رسائل عاجلة من حواء إلى عزيزي آدم ....!!
و الكتاب من تأليف الكاتبة ( سحر الناجي )
أتمنى أن تجدوا من خلاله الفائدة و المتعة التي وجدتها .... و الآن أترككم مع أول رسالة ........ !
***
هذا الغضب , هل هو غيرة أم .......؟!
للرجل الغيور فقط ... الغيرة العمياء هي بلا شك إحساس مدمر ينجرف وراءه إما الرجل و إما المرأة على حد سواء ليحول كل سكنات الشريك و حركاته إلى مصدر للرقابة و المتابعة الدائمة و ذلك بسبب أو دون سبب و من أجل هواجس أو وساوس يبثها الشيطان في أنحاء الرأس المتعب و يعيث من خلالها فسادا
إنها نوع من الشك اللامعقول الذي يخضع عبارات المرأة مثلا في حالة الزوج الغيور و عفويتها لمجهر حواس الرجل و انتباهه المتحفز
نحن لا ننكر بأن الغيرة المعقولة هي دلالة واضحة للحب لكنها إذا تضخمت و تحولت إلى مزيج من الأحاسيس الرافضة لكل إشارة تصدر عن الشريك فهي نذير شؤم قد يلغم الحياة اليومية و يحولها إلى صراعات لا تنتهي ( لا سمح الله )
لهذا كتبت قصة توضح عذابات المرأة التي تقاسي من غيرة زوجها اللامعقولة ... إنه داء فتاك عزيزي آدم قد يتغلغل في خلايا العواطف و يدمرها و ربما ينفث فيها فيروسات القلق و الخوف و الأرق فلم تصل بنفسك إلى المنحنى من العذاب ؟!
لماذا كل هذه الأكوام من الأسئلة و الظنون و الشكوك ؟! سؤال يستحق أن تقف عنده مطولا أنت و أمثالك ممن يعانون من الغيرة القاتلة و لذلك ليجدوا العلاج الناجح الجذري لهذه الحالة فورا !
*** القصة :
يا سيدا استمرأ التعذيب لامرأة تسكن جوفه !
ينسج الهم في أوردتي دماء ساخنة أتلظى بحرارة أدمعي ذلك السائل الملتهب الذي أنبت في وجهي غضون الحزن ثم أسير إلى بقعة أخرى من مملكتي لا ألوي على شئ
قبل أن يصفعني الفزع بذكرى جدال عقيم أطل من مسامعي صدى لصوتك المتجهم فوجهك العاصف ما زال يحتل ذاكرتي و كان عينيك معلقتان برعشتي و كأنها تلهبها بسياط غضبك فتزيدها ارتجافا و تزيدني قيودا كانت مصطلحاتك النارية تسكب على انتباهتي حمم قهرك قلت و أنت تجبرني إلى زنزانة المقت جرا :
اين كنت ؟!
في ثغري تجمدت الكلمات و قتئذ – تترنح على حنجرتي كنصل السيوف حادة , حتى بالغت في أمري , أ أبتعلها و اقتل جرأتي أم أرسلها في وجهك منذرة بالحرب ؟ غضضت طرفي و انا أرسل عباراتي إليك الهوينى
كنت عند صديقتي نورة !
و لم لم تخبريني ؟!
صوت الرصاص في سؤالك كان يشحذ همة لوعتي غير أني استعذبت هدنة تريحيني من نقاش متكرر كنت في كل مرة أخوضه معك و لا انتصر أجبتك :
ببساطة لأني اتصلت في مكتبك و لم أجدك قيل لي بأنك خرجت في مهمة عاجلة فحاولت مرارا مهاتفتك على النقال فكان مغلقا , فانعدمت سبل اتصالي بك في حالة طارئة , و اضطررت للخروج رغما عني !
مهما يكن الأمر فهذا لا يعطيك الحق بأن تخرجي بدون إذني
و كأني أقررتك بحقوقك و مع هذا خرجت كلماتي محتجة :
حتى لو كانت المرأة بحاجة ماسة إلي , و كانت على وشك ولادة ؟!
و اين زوجها ؟ أين ذووها و جماعتها ؟!
أنت تعلم جيدا أنه لا احد لها في هذه المدينة غيري , أما زوجها فقد انتبده رئيس عمله في سفر عاجل إلى منطقة اخرى على أن يرجع آخر النهار و بالفعل عاد بعد أن أنجبت نورة طفلا جميلا , قلت عبارتي الأخيرة و أنا أتنفس بها السعل و لم أكن أعلم أنك كنت تحضر لي عبارة لولبية لتخنقني بها و ذلك حين قلت بهدوء و حذر :
و ما أدراني بصدق روايتك فربما كنت في مكان آخر
لم أدر كيف استللت ذهولي من رأسي ؟ كيف أشهرت عليك نصال دهشتي ؟ صرخت و العويل يسكن حديثي :
يمكنك أن تتأكد هذا عنوان المستشفى الذي ترقد فيه نورة و هذا رقم هاتفها كلمها و اسألها
رميت لك ورقة طارت إلى سقف الحجرة و سقطت على الأرض و بسقوطها ذاك تهشم كل جلد لي على احتمال شكوكك فمنذ ليال عديدة فقط كنا أنا و أنت و نزهة تجمعنا في قلب المدينة كانت العربة تسير بنا بهوادة عندما توقفنا أمام إشارة حمراء فاصطفت بجانبنا سيارة كانت تطل من زجاج نافذتها الأمامية فتاة صغيرة كأنها البدر راحت تبتسم لي فرحت أشير لها بحنان و انا اتحسس حملي في الشهر الرابع و أدعو الله أن يرزقني طفلة مثلها لكنك لم تفهم احساسي ذاك بل أنك ترجمته إلى أمر صارم
كفي عن النظر من النافذة إن المرأة العاقلة لا تفعل ما تفعلين
قلت لك ببراءة و فرح :
انظر يا عزيزي طالع هذه الطفلة الرائعة ما شاء الله إنها أجمل من رأيت من الصغار
قلت تهيل عليّ بغيرتك العمياء , بل بشكوكك السوداء :
أكنت تنظرين على الفتاة أم الرجل الذي يجلس بجانبها !
يا سيدا استمرأ التعذيب لامرأة تسكن جوفه و تستوطن خلاياه و في النهاية تقشع غيوم التوتر بيننا و تهمس مثل كائن هبط من كوكب الشفافية
ماذا أفعل ؟ إني احبك , و غيرتي ليست غلا تعبيرا عن هذا الحب !
يقف إقرارك غير المفهوم حائلا دون انحدار هلعي و لكن ثمة شوائب تطفو على قلبك حبل من جمر يعصر قلبك و يقتل ثقتك بي حبل يلفني و تجترحني نيرانه حتى تشعل طمأنينتي فيترسب تحت الرماد سؤال مخيف : اتراك تغار علي حقا أم أنك تشك بي ؟؟
يتمخض السؤال عن علامات أخرى للاستفهام فأتسمر أمام مرآتي و أهيئ نفسي لمواجهة وهمية معك سيناريو اقتطفه من معجم رفضي أتخيلك امامي لأعلن كلمتي
لا يا سيدي ليست بغيرة تلك و شتان ما بين الغيرة و الشك
إنك لا تثق بي , وهذه مصيبة !
يا لك من رجل ألمعي حتى في وحدتي يقتحمني خيالك يجيئني صوتك محمولا على أضواء الفجر الناعسة أسممعك مع ضوء القمر الهارب من انبلاج الصبح مع نسائم خريفية و عطور تملأ باحتي بعمق الجوري حيث ينطفئ كل غضبي و أنت تقول
اعذريني فأنا اغار عليك من كل شئ حتى من نفسي أحيانا
تريد أن تقنعني بتلك المروءة بداخلك و أنت تدرك بأني أريدها لكن أرجوك لا تمسخها لا تحول تلك الريحانة الندية بأحاسيس عشقك إلى جيفة خانقة قد تحول نتانتها روائح غيرتك إلى عفن قد يصيب علاقتنا و يفسدها !!
( انتهت الرسالة الأولى ...
اذا اعجبكم الموضوع وحبيتوا اكمل لكم الرساله الثانيه ماعندي مانع
حيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااكم.
tulip..... @tulip_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
today
•
مشكورة رائععععععععععععععععععععععععععععع
الصفحة الأخيرة