***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
لم يتحدث مع جمال أي شخص في المنزل أي كلمة لا أثناء الغداء ولا بعده، حتى أمه ظلت صامتة وملامحها غاضبة، فلم يقدر أن يأكل، رجع إلى غرفته يفتح المراجع ويقرأها بصمت، دخل معتز الغرفة يحاول أن يخفف عنه لكن محاولاته باءت بالفشل، فجمال يطيع محمود ولا يجادله، ظل الأمر هكذا حتى حان وقت آذان المغرب، فانفجرت أسارير جمال، وجهز نفسه ليذهب لمسجد شيخه عبد السلام، أسرع خارج الغرفة، وصل عند الباب، وقبل أن يستأذن قال محمود بحزم وتسلط:أرجع إلى غرفتك، لن تقابل شيخك اليوم، وإن أردت أن تصلي في المسجد فليكن المسجد القريب. أغلق عينيه متألماً وقال بصوت مستكين حزين : حاضر يا عم. رجع إلى غرفته، فقال معتز وكانوا يجلسون في غرفة المعيشة: أبي..إنه ينتظر يوم الخميس بشغف. لم يحفل محمود بكلامه، وإذا بمحمود يتوجه إلى غرفة جمال، يغلق الباب يمسك سوطاً يبدأ في ضرب جمال بقسوة ودون سبب، كان يستغيث داخل الغرفة، وسمية كانت جالسة تنظر إلى كوب القهوة صامته، فقال معتز بغضب: عفوا يا سيدتي! ابنك يضرب في الداخل ألا تغيثيه؟! سمية: لقد أخطأ، هو يريد أن يصبح قائداً، وعليه أن يكون على قدر المسؤولية. معتز بحيرة: أتنتقمون منه لأنه أراد أن يكون قائدا؟ أراد أن يقف ويذهب فقالت آمرة: ارجع ..لن تكون أرحم من محمود..اعتبر أن هذا امتحان لنرى إن كان جديرا بالطريق الذي كنت قد سلكته أنا. معتز يهز رأسه بحيرة: من أنت؟ وقفت و أمسكت كتفيه بقوة وقالت والألم يعتصرها: أنا الشيشان أنا البوسنة والهرسك . ومشت إلى غرفتها أما محمود فخرج وجلس متعباً، فقال معتز مغتاظا:أهنئك! هل قضيت عليه ؟ ثم وقف فقال محمود: جهز نفسك، سنخرج اليوم من المنزل؟ توجه معتز إلى الغرفة ليرى جمال، لقد كان جمال يمسك الأوراق ويكتب في ورقة ...ثم يمزقها بغلٍ وحقد.. يخرج أخرى..يكتب فيها يمزقها..قال معتز: أنا متأسف لما فعله أبي...(تنهد بأسى) لا أعرف والله ما يجب أن أقوله. جمال يكتب و لم يرد فبسط معتز ذراعيه و قال أكمل: يا لها من عاصفة هوجاء مجنونة تمر في هذا المنزل....هل كان عليك أن تقول أريد أن أمضي بطريق سمية ؟ نظر إليه جمال..ابتسم ابتسامة إصرار وصمود، لم يرد، وأكمل القراءة . ثم سمع صوت محمود ينادي عندما خرج هو وعائلته: يا من داخل الغرفة سنخرج الآن وسنعود متأخرين. خشخش محمود المفتاح ووضعه عند الباب فردد جمال صبرا جميلا ما أقرب الفرج******من راقب الله في الأمور نجا من صدق الله لم ينله أذى******ومن رجاه يكون حيث رجا الدكتور راشد بدهشة: لقد حبسته وحرمته من المسجد؟! محمود:لم أحبسه ولم أحرمه، خرجت من المنزل في وقت آذان المغرب وأخبرته بأني سأعود متأخراً، وله الخيار، سيبقى أم سيذهب. الدكتور راشد: أنا متأكد بأنه سيذهب..هل تظن أن المتمرد جمال سيبقى في المنزل؟ معتز بذهول: متمرد! هذا متمرد! هذا هر! إنه هر أمام أبي! أتعلم لو أني كنت مكانه اليوم لخرجت من المنزل وما عدت إليه؟ الدكتور راشد باسما:أنت عرفته حين ضعفه ولم تعرفه حين تمرده، لقد كان في مؤسسة الأيتام يتحدى من يعملون فيها، يرفضون أن يذهب إلى المسجد، فيهرب بطرقٍ مبتكرة، يعاقبونه ولا يكترث، ثم بحث عن حقوق الإنسان وحقوق الأديان، فصفعهم بقوه حجته. ثم أردف: وبعد أن أعطوه حقوقه في المؤسسة صار الداعية جمال فلم يكن وحده من يأتي يوم الجمعة إلى حلقة المسجد، صار يأتي هو بعض الطلبة الذي أسلموا على يديه، إنك لا تعلم من جمال وما هو ثبات جمال يا معتز،إنه ابن الأستاذة سمية. قال معتز محتاراً: الأستاذة سمية! أين كانت الأستاذة سمية حينما كان في مؤسسة رعاية الأيتام؟ انطفأت ابتسامة راشد، وقال محمود بحزم: لم تخبره ولم يسأل، وإياك أن تسأل؟ دق جرس المنزل، كان الشيخ عبد السلام، دهش جمال وفتح الباب وقال بفرح: شيخي؟ كيف عرفت مكاني ؟ عانق الشيخ عبد السلام جمال وقال باسما: الذي يسأل لا يضيع، كل ما علي فعله أن أسأل أين دار محمود. تنهد جمال: آه لو يعرفك محمود، أو يرضي أن يقابلك، لقد أثلجت صدري بمرورك يا شيخي. ثم احمر وجه جمال وقال بخجل وتوتر:أنا...أنا.. أنا آسف..لا أستطيع أن أدخلك المنزل. الشيخ عبد السلام مندهشاً: ولم؟ جمال خجلا: لأن سيد الدار ليس موجودا ولا ابن سيد الدار،ولا حتى سيدته، وأنا لم يخطر لي أن أستأذن منهما. الشيخ عبد السلام: لا بأس تعال نجلس عند السلم ...أخبرني يا بني، مالك لم تأتي إلى المسجد؟ جلس على دراجات السلم هو وجمال الذي ضحك بألم وقال:ارتكبت حماقة فعاقبني عمي محمود أشد العقاب، منعني من المسجد ثم ضربني،(طأطأ رأسه)لقد ظلمني يا شيخي، ولم أحس بمرارة الظلم إلا على يديه، لقد ظلمني أبي قبله فلم أكترث، ثم كونزالس ثم من يعملون بمؤسسة الأيتام، ما أشد قسوة الظلم إن تلقيتها ممن تحب! عبد السلام بدهشة:وما تلك الحماقة التي فعل عمك محمود كل هذا من أجلها؟ جمال:ركضت وأنا ممنوع عن الركض، بسبب الطعنه التي غرست في قلبي... ولكنها ..(حلّق بعيدا في تخيله)إنها مطرقة القضاء، لقد تصورتها أمامي ونسيت ثم اندفعت بتهور، سأصل يا شيخي مهما كان الطريق شائكا بإذن الله. الشيخ عبد السلام قال باسما: ستصل إليها بإذن الله (وقف وأراد أن ينزل عن السلم ثم قال)اسمع يا بني إنك قد ذقت مرارة الظلم من محمود،عندما تصل إلى مطرقة القضاء ،لا تظلم . مشى خطوتين وسأل: لماذا لم تأتي إلى المسجد..أنت مقتنع بأنك قد ظلمت؟ وقد حدثتني عن تمردك ؟ لقد كان المفتاح موجود، وزوج أمك لم يكن في المنزل، فلن يعرف ولن يحاسبك؟ جمال بابتسامة صافية: أنا طالبٌ لا أخدع أستاذي حتى لو ظلمني. :: :: رن جرس الهاتف فقال الدكتور راشد لأخيه شامتا: صديقك يتصل باكراً، لا بد أني قد فزت... ذهب جمال. تكدر محمود وهو يمسك الهاتف، استمع، ثم خرجت ابتسامة صافيه من بين شفتيه وقال للمتحدث:كما قدرت إن الفارس نبيل..(ثم قال ضاحكاً)وأنا أعتذر لأنك قد طردت من منزلنا. استغرب الدكتور راشد ومعتز آخر جمله. كان جمال يصلي في الغرفة، فدخل محمود وانتظر جمال حتى يفرغ من صلاته، ظل جمال متجمدا مكانه حينما فرغ ولم يلتفت، كانت ملامح جمال عاتبه، فنزل محمود على الأرض جلس مقابله فأشاح جمال وجهه حزينا،فقال محمود باسماً:نقطتان يحب أن تفهمهما..الأولى أنت اليوم تقود نفسك، وغدا ستقود الأمة بأكملها، فلا تورد نفسك وتوردها في المهالك، والثانية قالها لك عبد السلام، عندما تصبح قائداً لا تظلم. نظر جمال إلى محمود مندهشاً: أتعرف شيخي عبد السلام؟ محمود وقد ابتسم: إنه صديقي الحميم. جمال مندهشا: كل تلك السنين وأنت تعرفه ؟ محمود باسماً: نعم وشيخك اليوم هو من أراد أن يأتي إليك ويطمئن عليك، لهذا منعتك. رجع جمال إلى الغرفة وإذا به ينفجر ضاحكاً فقال معتز:أضحك الله سنك، أضحكنا بعد هذه العاصفة. جلس جمال عند معتز وقال:أحيانا في غمرة الأحداث أنسى ما قرأته في التاريخ،ثم تذكرت والدك حينما ضربني، فضحكت. معتز ساخرا: والله! أعجبتك العلقة! إذن فقد كانت العلقة التي ذقتها من زوج أمك علقة تاريخية؟ جمال هز رأسه موافقاً وباسما:أجل.. لقد فعل معلم محمد الفاتح نفس الشيء،استدعاه حينما كان صغيرا وضربه ضرباً مبرحاً بلا سبب، وعندما كبر نادى معلمه وسأله عن السبب فقال المعلم: لكي تحس بالظلم وتعرف قسوته وأن المظلوم لا ينسى حقه ولهذا ضربتك، أنت الآن خليفة وما نسيت تلك الحادثة،فبكى محمد الفاتح بين يدي معلمه، ولنعم الأمير محمداً الفاتح، فاتح القسطنطينية.
لم يتحدث مع جمال أي شخص في المنزل أي كلمة لا أثناء الغداء ولا بعده، حتى أمه ظلت صامتة وملامحها...
سلمك الله يا حبيبتي :)





أنا هنا غاليتي :)
أسعدك الله يا حبيبتي على الكلمات العذبة :)




أسعدك اللي يا حبيبتي :)
ولا يهمك ولكني أحب تعديلها بطريقة أفضل

وأشكرك للمتابعة و التشجيع يا قمر :)
***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
سلمك الله يا حبيبتي :) أنا هنا غاليتي :) أسعدك الله يا حبيبتي على الكلمات العذبة :) أسعدك اللي يا حبيبتي :) ولا يهمك ولكني أحب تعديلها بطريقة أفضل وأشكرك للمتابعة و التشجيع يا قمر :)
سلمك الله يا حبيبتي :) أنا هنا غاليتي :) أسعدك الله يا حبيبتي على الكلمات العذبة :) ...
¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة التاسعة¸.•´♥يا أخي .•´♥


لم يكن جمال وحده من عرف طريقة، لقد كانت سمية أيضاً، تجمع البنات الصغيرات ،لتعطيهن أنشطة ومهارات،ثم تجمع الأمهات في يوم الأحد لتعطيهم دروساً دينية، فجعلت بيت محمود منارة للعلم، أما جمال فلا يرحم نفسه، بين الكتب المدرسية، وكتب القانون،التي تفهمها سمية له فتجلس معه في غرفة الطعام، تعطيه دروساً في كتب القانون، بلغات عدة، وأحيانا يدخل معتز فيجلس بينهما يتأمل سمية وهي تعلم جمال وتقسو عليه لتعلمه. ولجمال قصة في المسجد في يومي الخميس والجمعة،يعلم الأطفال ويحببهم فيه، وتعلم دروس الصم و البكم،و لم يتغير نشاطه في المدرسة.أما معتز فقد رافق رفقة سوء أثرت على سلوكه وعلى دراسته!


***************



أثناء تناول العشاء، حينما كانت العائلة تجتمع حول محمود، كان جمال ينظر إلى طبقه ويلعب بحبات الأرز والبسلة" البازيلاء"ولم يأكل، نظر محمود إليه وسأل: مالك يا بني؟ تعبث بطبقك ولا تأكل؟
قال معتز وقد أصيب بالغيرة: طبعاً، أنت تنظر إلى الطعام الذي في طبق جمال فقط إن أكل و إن لم يأكل، ليتك تنظر إلى الطعام الذي في طبقي!
سمية ضاحكة: لا يقدر، إن الطعام ما أن يصل إلى طبقك حتى تلتهمه وتكاد تلتهم الطبق معه.
ضحك محمود ثم رجع يتحدث مع جمال:ها..يا بني قل حكايتك،هل تمر بمشكلة فنتعاون في حلها معاً.
جمال قال بتهور: أجل، أنا محتاج لمبلغ إضافي، نقودي أنفقها في دورة تعلم الصم و البكم التي أمرني شيخي أن آخذها.
سمية مؤنبة: جمال!
محمود يقاطع سمية، قال وهو يبتسم: اتركيه على راحته، كم تحتاج؟
عدل جمال نظارته بتوتر و احمر وجهه ثم قال: خمسة دنانير!
معتز ساخرا:أفقدت شهيتك من أجل خمسة دنانير؟!
جمال هز كتفيه بتوتر: أجل و لكني لن آخذها بدون مقابل .
محمود وهو يبتسم: وما المقابل؟
فكر، ثم قال وهو ينظر إلى معتز بدهاء:أعطي معتز دروساً خصوصية.
معتز بدهشة: والله! أنا سأعطيك الخمسة دنانير صدقة جارية عن روح أمواتنا، فرّوح عن نفسك واتركني في حالي.
محمود مبتسماُ: لقد قبلت.
معتز بنبرة غاضبة: ولكن! هذه مؤامرة.
أبتسم جمال ودس لقمة في فمه بطريقة مضحكة وسأل بخبث ودهاء: وإن لم يطيعني وتمرد علي؟
محمود بحزم باسم:أنت فقط...أخبرني.
معتز وهو يدس لقمة في فمه ينظر لجمال نظرة تحدي:لا بأس، سترى يا عبد الرحمن الداخل.
و دس جمال لقمة في فمه،وابتسم ابتسامة خبث وقال:بل أنت من سيرى يا أبا جعفر المنصور.
أنفجر محمود وسمية ضاحكين،قال معتز لسمية:آه يا أمي سمية ابنك هذا ثعلب ماكر،وبئر لا قرار له.
ذهب معتز وسمية إلى المطبخ، أما محمود تأمل جمال الذي لا يزال يأكل ببطء وسأله ليستنطقه: إنك لا تحتاج للنقود أليس كذالك؟
أحس جمال بالحرج من تأمل محمود ليفهم فانكمش جمال في جلسته ولم يجب.


***************





في الغرفة تمدد جمال على سريره، أمسك كتابه ليقرأ ثم قال لمعتز: افتح درج مكتبي، فيه هدية .
معتز: هدية! منك أيها البخيل، وماذا سيكون إلا كتاباً عسير الهضم مثلك.
نظر إليه بحزم، ففتح درجه، وإذا فيه أوراقٌ مدرسية تخص دروس معتز فقال: هذا مكرٌ دبًّر بِلَيل.
جمال مبتسما ابتسامة نصر:أقرأ دروسك، وحل الأوراق التي معك، ثم أعطني إياها لأصححها .
أراد معتز أن يعاند فنادي جمال بصوت عالٍ:عمي محمود..
وضع معتز يده الأولى على فم جمال ليسكته، وأما الثانية أمسك وسادة جمال وبدأ يضربه فيها، فانفجر جمال ضاحكاً ضحكة انتصار.

مرت ثلاثة أسابيع وجمال يجهز الأوراق لمعتز ويقوم بتدريسه، ومعتز يستغل الفرصة فيقرأ بصوت عالٍ حتى يشوش على جمال، أو يسأله أسئلة تافهة فكان جمال يجيب بصدر رحب ولا يعترض، وقد أرهق نفسه وزاد سهره.

*********



أمسك معتز كيس الطحين وناوله لسمية وقال:هذا كيس الطحين الذي طلبته من جمال، أخبرني أنه سيمر عند المسجد
سمية بقلق: شكراً يا معتز، ولكني لم أطلب الطحين من جمال!(ثم قالت)أشعر بالقلق.
معتز مستنكرا:حقاً!إيه يا أمي سمية ابنك ثعلب ويلعب بذيله،لا تقلقي عليه هو يحسب حركاته بدقة،و يعرف كيف يهجم.
و هجم على حبة بطاطس أمامه أكلها، ثم ذهب إلى غرفة المعيشة وفكر بما أن المعلم ليس هنا لأشغّل التلفاز قبل أن يأتي، لكن...مرّت ساعة فأحس معتز بالقلق،وزاد من قلقه توتر سمية التي كانت تسأل عن جمال بلهفة في كل دقيقة إن كان اتصل أو جاء منه خبر.
وعندما رن جرس الهاتف،ركضت سمية إلى السماعة وركض معتز بجانبها فتناولتها بلهفة وسألت:من؟ أين أنت يا ولدي؟أين كنت؟
جمال بصوتٍ ضعيف: أنا بخير، عند الأستاذ بهاء معلم الرياضيات، أريد فقط كتاب الرياضيات، عندك معتز؟
أمسك معتز السماعة فقال جمال:خذ أي كتابٍ للرياضيات و تعال إلى منزل الأستاذ بهاء، إنه جار أصحابك.
أغلق السماعة و هو مندهش من هذه المكالمة القصيرة أما سمية أمسكت بكتفيه و قالت بلهفة: معتز أنا خائفة، أرجوك لا تتركه،نبرة صوته متعبه، هل أصابه مكروه، أخبرني أنت من يرافق؟هـ..
قاطعها معتز ضاحكا يخفي قلقه: حاجة سمية دعيني أذهب وأرى، ولا تخافي من رفقته،هو يرافق ضياء وعبادة وأنا.
سمية تعلقت بقميصه خائفة،وكأنها صفعته بجملتها التي قالت فيها: وأنت يا ولدي...من ترافق؟


*********





كان جمال ينكمش على أريكة في منزل الأستاذ بهاء متألماً فقال يعاتبه: معتز مرة أخرى؟ ألم يكفيك ما فعله أصحابه بك؟رفقة معتز ضربوك ضربا مبرحاً؟ ألم تقدر أن تنادي شخصاً أخر؟
جمال متألما يجاهد في الحديث:أجل،لأني لست جار معتز كما ظننت،أنا أعيش في منزل معتز، فوالد معتز زوج أمي وهو من يكفلني.
جرس الباب قد رن، معتز وصل إلى الغرفة ، ففزع من المنظر وقال وهو يهرع ليجلس بجانب جمال: ما دهاك يا رجل؟ ماذا أصابك؟لقد طرت إلى هنا فزعا فنبرة صوتك أخافتني، أستاذ بهاء ماذا أصاب جمال؟
جمال: لا تقلق، معدتي تؤلمني، أريد أن توصلني إلى المنزل بهدوء ودون أن تحس أمي بأني أتألم؟
الأستاذ بهاء معنفاً: معدتك تؤلمك يا جمال! أخبره عن سبب ألم معدتك(معتز ينظر للأستاذ بهاء مستغربا) أنا أعطيت جمال ظرفاً قبل ثلاثة أسابيع ليوصله إلى يد أبيك،يخبره عن رفقة السوء التي تلازمها وعن علاماتك المتدنية، فرفض، وطلب مني مهلة لعله يعينك على تركهم،وتدريسك، واليوم رأيت جمال منكمشا على الأرض ورفقة السوء الذين ترافقهم يركلونه بأقدامهم قرب باب العمارة التي أسكن فيها.
معتز بدهشة وذهول: ولماذا ضربوك يا جمال؟(ودون أن يسمع الرد توجه إلى الباب وقال)والله لأسومهم سوء العذاب.
استجمع جمال قواه واحتضن ظهر معتز ليمنعه وقال بحزم:والله لا تذهب إليهم،ولا ترافقهم.
قال معتز منفعلا بعد أن ساعد جمال ليجلس على الأريكة:لست أفهم، لم فعلوا هذا؟
جمال: لقد ذهبت إليهم و أمرتهم أن يبتعدوا عن طريقك(وقال يرجوه)إنك يا معتز ابن محمود ولا يليق بابن محمود أن يرافقهم.
صفق معتز ساخراً وقال: نقطة أخرى تتقرب فيها إلى قلب محمود،لقد سرقت قلب محمود وما عاد يتسع لي.
الأستاذ بهاء قال: انك مخطئ يا معتز،أنت من صنعت فجوة بينك وبين أبيك.
جمال بشفقة:قلب أبيك متسع للجميع يا معتز،ولكنك تبتعد عنه،إن قلب محمود مثل الوطن، يتسع للجميع يعطي ولا يأخذ.
معتز ساخرا:صار محمود وطنك! ألم يكن وطنك الأندلس، لماذا نسيتها؟
تجاهل سخريته وقال:اسمع ..ألم تسرق قلب أمي يا معتز، والله إنك أنت من جعلها يبتسم،أتراك ترافق السوء فتضيع، وتكسر قلبها إنها تحبك أكثر مما تحبني، تقسو علي وترحمك،تكون جدية حينما تنظر إلى وتَبُشّ في وجهك.
معتز:لو رأيت لهفتها عليك اليوم لما قلت هذا الكلام.
جمال بشفقة:وكذلك عمي محمود يا معتز، لكنك تعاند نفسك وتعانده، كم مرة ندعوك لتأتي معنا إلى المسجد فتصم آذانك،كم مرة ندعوك لتستفيد من وقتك فتذهب إليهم كم وكم، يا معتز، أترك نفخة الكير،ابحث عن الذين يبيعون المسك فما أضاع أبي إلا رفقة السوء التي قد أبعدته عن الدين فزاغ.

********
أحس جمال بيدٍ حانية تمسح رأسه و يد أخرى تسحب المصحف من يده، كان ينام منكمشا فأراد الاعتدال لكن محمود أمره أن يبقى على هيئته قال جمال:يا عم أنا آسف لأني لم أشارككم الغد..
محمود مقاطعا بحزم: شششش يبدوا عليك التعب، لقد أخبرني معتز أن بطنك يؤلمك، لقد ناديت راشد ليعالج معدتك.
فزع جمال و لم يرد، و حينما دخل معتز والدكتور راشد الذي قال مازحا: لقد أتعبتني يا بطل من كثرة مرضك، هيا بطل أرفع قميصك.
حاول راشد رفع القميص فمنعه وأراد أن يعاند لكن محمود قال بتحدي:مالك؟ألا تكشف عن قميصك
لم يفهم الدكتور راشد لكن جمال أشاح برأسه خجلا:إنك تعرف القصة.
قال محمود يعنف الشابين:أجل، لست بحاجة إلى ظرف مدرسي لأعلم أن ابني قد رافق رفقة سوء،إنما تركته لأرى هل يرتدع وحده أم يحتاج لمساعدة(خجل معتز وطأطأ رأسه أما محمود حول نظره إلى جمال وقال معنفا) ولست بحاجة لكي ترفع قميصك لأكتشف بأنك تشاجرت مع رفقة السوء التي لا يتركها معتز.
وإذا بالدكتور راشد ينفجر ضاحكا ويقول:هذا أخي الأكبر محمود الذي كنت أنا وسائدة نخفي مشكلاتنا خوفا منه فيكتشفها ويحلها.
محمود آسفا:وعندما وصل الأمر إلى ابنيّ تغير الأمر، فالأصغر،رافق رفقة سوء،وكنت سأتدخل، لولا أن المعلم بهاء طلب مني التريث،لأن جمال سيحاول إرجاع أخيه إلى الحق،ظننت أن الأخ الأكبر سيحل المشكلة بعقلانية فزاد الأمر سوء(قال لجمال مؤنباً) أنسيت إصاباتك السابقة، جسدك ضعيف و لو آذوك أكثر لهلكت.
جمال بحزن وانكسار: ما كانوا ليؤذونني بأكثر من هذا(استغرب الجميع قوله فأكمل)وقد وعدتك يا عم أن لا أوقع نفسي في المهالك(هز رأسه مستفسرا) أتذكر؟ لقد حسبت خطواتي جيدا،فدرست وقت دخول الأستاذ بهاء وخروجه، وعلمت بأن هؤلاء الشبان جيرانه، استدرجتهم بالقرب من باب عمارته وجادلتهم بأن يبتعدوا عن معتز،حتى إذا ضربوني وصل الأستاذ بهاء في اللحظة المناسبة فأمسكهم متلبسين حينما يضربونني.
هز محمود و الدكتور راشد رأسيهما مذهولين وقال راشد: لا عجب! نوادر صقر الأندلس.
رن جرس الباب فذهب معتز أما جمال بحزن وألم: لا يهم،لقد خيبت ظن أحب الناس إلى قلبي.
عانق محمود جمال وقال: لم تفعل يا ولدي الحبيب، لم تفعل.
رجع معتز إلى الغرفة و قال: قبيلة مكونه من سبعة عشر رجل يقولون أنهم رفاق جمال،و معهم مدرسة أطفال وفوق كل هذا عرفني رئيسهم و قال لي لا بد انك معتز! أسرع يا أبي فالغرفة مكتظة بالسكان و قد لا تجد مكان تجلس.
محمود: إنه صديقي يا معتز، الشيخ عبد السلام(قال لمعتز مؤنبا) أعذرك لأنك لم تعرفه فلم تذهب مع جمال في المسجد وقد طلب منك مرارا وتكرار، وقد كنت صغيرا حين فارقنا ورجع إلى بلده في مصر،ثم تزامنت عودته مع حضور جمال.
***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة التاسعة¸.•´♥يا أخي .•´♥ لم يكن جمال وحده من عرف طريقة، لقد كانت سمية أيضاً، تجمع البنات الصغيرات ،لتعطيهن أنشطة ومهارات،ثم تجمع الأمهات في يوم الأحد لتعطيهم دروساً دينية، فجعلت بيت محمود منارة للعلم، أما جمال فلا يرحم نفسه، بين الكتب المدرسية، وكتب القانون،التي تفهمها سمية له فتجلس معه في غرفة الطعام، تعطيه دروساً في كتب القانون، بلغات عدة، وأحيانا يدخل معتز فيجلس بينهما يتأمل سمية وهي تعلم جمال وتقسو عليه لتعلمه. ولجمال قصة في المسجد في يومي الخميس والجمعة،يعلم الأطفال ويحببهم فيه، وتعلم دروس الصم و البكم،و لم يتغير نشاطه في المدرسة.أما معتز فقد رافق رفقة سوء أثرت على سلوكه وعلى دراسته! *************** أثناء تناول العشاء، حينما كانت العائلة تجتمع حول محمود، كان جمال ينظر إلى طبقه ويلعب بحبات الأرز والبسلة" البازيلاء"ولم يأكل، نظر محمود إليه وسأل: مالك يا بني؟ تعبث بطبقك ولا تأكل؟ قال معتز وقد أصيب بالغيرة: طبعاً، أنت تنظر إلى الطعام الذي في طبق جمال فقط إن أكل و إن لم يأكل، ليتك تنظر إلى الطعام الذي في طبقي! سمية ضاحكة: لا يقدر، إن الطعام ما أن يصل إلى طبقك حتى تلتهمه وتكاد تلتهم الطبق معه. ضحك محمود ثم رجع يتحدث مع جمال:ها..يا بني قل حكايتك،هل تمر بمشكلة فنتعاون في حلها معاً. جمال قال بتهور: أجل، أنا محتاج لمبلغ إضافي، نقودي أنفقها في دورة تعلم الصم و البكم التي أمرني شيخي أن آخذها. سمية مؤنبة: جمال! محمود يقاطع سمية، قال وهو يبتسم: اتركيه على راحته، كم تحتاج؟ عدل جمال نظارته بتوتر و احمر وجهه ثم قال: خمسة دنانير! معتز ساخرا:أفقدت شهيتك من أجل خمسة دنانير؟! جمال هز كتفيه بتوتر: أجل و لكني لن آخذها بدون مقابل . محمود وهو يبتسم: وما المقابل؟ فكر، ثم قال وهو ينظر إلى معتز بدهاء:أعطي معتز دروساً خصوصية. معتز بدهشة: والله! أنا سأعطيك الخمسة دنانير صدقة جارية عن روح أمواتنا، فرّوح عن نفسك واتركني في حالي. محمود مبتسماُ: لقد قبلت. معتز بنبرة غاضبة: ولكن! هذه مؤامرة. أبتسم جمال ودس لقمة في فمه بطريقة مضحكة وسأل بخبث ودهاء: وإن لم يطيعني وتمرد علي؟ محمود بحزم باسم:أنت فقط...أخبرني. معتز وهو يدس لقمة في فمه ينظر لجمال نظرة تحدي:لا بأس، سترى يا عبد الرحمن الداخل. و دس جمال لقمة في فمه،وابتسم ابتسامة خبث وقال:بل أنت من سيرى يا أبا جعفر المنصور. أنفجر محمود وسمية ضاحكين،قال معتز لسمية:آه يا أمي سمية ابنك هذا ثعلب ماكر،وبئر لا قرار له. ذهب معتز وسمية إلى المطبخ، أما محمود تأمل جمال الذي لا يزال يأكل ببطء وسأله ليستنطقه: إنك لا تحتاج للنقود أليس كذالك؟ أحس جمال بالحرج من تأمل محمود ليفهم فانكمش جمال في جلسته ولم يجب. *************** في الغرفة تمدد جمال على سريره، أمسك كتابه ليقرأ ثم قال لمعتز: افتح درج مكتبي، فيه هدية . معتز: هدية! منك أيها البخيل، وماذا سيكون إلا كتاباً عسير الهضم مثلك. نظر إليه بحزم، ففتح درجه، وإذا فيه أوراقٌ مدرسية تخص دروس معتز فقال: هذا مكرٌ دبًّر بِلَيل. جمال مبتسما ابتسامة نصر:أقرأ دروسك، وحل الأوراق التي معك، ثم أعطني إياها لأصححها . أراد معتز أن يعاند فنادي جمال بصوت عالٍ:عمي محمود.. وضع معتز يده الأولى على فم جمال ليسكته، وأما الثانية أمسك وسادة جمال وبدأ يضربه فيها، فانفجر جمال ضاحكاً ضحكة انتصار. مرت ثلاثة أسابيع وجمال يجهز الأوراق لمعتز ويقوم بتدريسه، ومعتز يستغل الفرصة فيقرأ بصوت عالٍ حتى يشوش على جمال، أو يسأله أسئلة تافهة فكان جمال يجيب بصدر رحب ولا يعترض، وقد أرهق نفسه وزاد سهره. ********* أمسك معتز كيس الطحين وناوله لسمية وقال:هذا كيس الطحين الذي طلبته من جمال، أخبرني أنه سيمر عند المسجد سمية بقلق: شكراً يا معتز، ولكني لم أطلب الطحين من جمال!(ثم قالت)أشعر بالقلق. معتز مستنكرا:حقاً!إيه يا أمي سمية ابنك ثعلب ويلعب بذيله،لا تقلقي عليه هو يحسب حركاته بدقة،و يعرف كيف يهجم. و هجم على حبة بطاطس أمامه أكلها، ثم ذهب إلى غرفة المعيشة وفكر بما أن المعلم ليس هنا لأشغّل التلفاز قبل أن يأتي، لكن...مرّت ساعة فأحس معتز بالقلق،وزاد من قلقه توتر سمية التي كانت تسأل عن جمال بلهفة في كل دقيقة إن كان اتصل أو جاء منه خبر. وعندما رن جرس الهاتف،ركضت سمية إلى السماعة وركض معتز بجانبها فتناولتها بلهفة وسألت:من؟ أين أنت يا ولدي؟أين كنت؟ جمال بصوتٍ ضعيف: أنا بخير، عند الأستاذ بهاء معلم الرياضيات، أريد فقط كتاب الرياضيات، عندك معتز؟ أمسك معتز السماعة فقال جمال:خذ أي كتابٍ للرياضيات و تعال إلى منزل الأستاذ بهاء، إنه جار أصحابك. أغلق السماعة و هو مندهش من هذه المكالمة القصيرة أما سمية أمسكت بكتفيه و قالت بلهفة: معتز أنا خائفة، أرجوك لا تتركه،نبرة صوته متعبه، هل أصابه مكروه، أخبرني أنت من يرافق؟هـ.. قاطعها معتز ضاحكا يخفي قلقه: حاجة سمية دعيني أذهب وأرى، ولا تخافي من رفقته،هو يرافق ضياء وعبادة وأنا. سمية تعلقت بقميصه خائفة،وكأنها صفعته بجملتها التي قالت فيها: وأنت يا ولدي...من ترافق؟ ********* كان جمال ينكمش على أريكة في منزل الأستاذ بهاء متألماً فقال يعاتبه: معتز مرة أخرى؟ ألم يكفيك ما فعله أصحابه بك؟رفقة معتز ضربوك ضربا مبرحاً؟ ألم تقدر أن تنادي شخصاً أخر؟ جمال متألما يجاهد في الحديث:أجل،لأني لست جار معتز كما ظننت،أنا أعيش في منزل معتز، فوالد معتز زوج أمي وهو من يكفلني. جرس الباب قد رن، معتز وصل إلى الغرفة ، ففزع من المنظر وقال وهو يهرع ليجلس بجانب جمال: ما دهاك يا رجل؟ ماذا أصابك؟لقد طرت إلى هنا فزعا فنبرة صوتك أخافتني، أستاذ بهاء ماذا أصاب جمال؟ جمال: لا تقلق، معدتي تؤلمني، أريد أن توصلني إلى المنزل بهدوء ودون أن تحس أمي بأني أتألم؟ الأستاذ بهاء معنفاً: معدتك تؤلمك يا جمال! أخبره عن سبب ألم معدتك(معتز ينظر للأستاذ بهاء مستغربا) أنا أعطيت جمال ظرفاً قبل ثلاثة أسابيع ليوصله إلى يد أبيك،يخبره عن رفقة السوء التي تلازمها وعن علاماتك المتدنية، فرفض، وطلب مني مهلة لعله يعينك على تركهم،وتدريسك، واليوم رأيت جمال منكمشا على الأرض ورفقة السوء الذين ترافقهم يركلونه بأقدامهم قرب باب العمارة التي أسكن فيها. معتز بدهشة وذهول: ولماذا ضربوك يا جمال؟(ودون أن يسمع الرد توجه إلى الباب وقال)والله لأسومهم سوء العذاب. استجمع جمال قواه واحتضن ظهر معتز ليمنعه وقال بحزم:والله لا تذهب إليهم،ولا ترافقهم. قال معتز منفعلا بعد أن ساعد جمال ليجلس على الأريكة:لست أفهم، لم فعلوا هذا؟ جمال: لقد ذهبت إليهم و أمرتهم أن يبتعدوا عن طريقك(وقال يرجوه)إنك يا معتز ابن محمود ولا يليق بابن محمود أن يرافقهم. صفق معتز ساخراً وقال: نقطة أخرى تتقرب فيها إلى قلب محمود،لقد سرقت قلب محمود وما عاد يتسع لي. الأستاذ بهاء قال: انك مخطئ يا معتز،أنت من صنعت فجوة بينك وبين أبيك. جمال بشفقة:قلب أبيك متسع للجميع يا معتز،ولكنك تبتعد عنه،إن قلب محمود مثل الوطن، يتسع للجميع يعطي ولا يأخذ. معتز ساخرا:صار محمود وطنك! ألم يكن وطنك الأندلس، لماذا نسيتها؟ تجاهل سخريته وقال:اسمع ..ألم تسرق قلب أمي يا معتز، والله إنك أنت من جعلها يبتسم،أتراك ترافق السوء فتضيع، وتكسر قلبها إنها تحبك أكثر مما تحبني، تقسو علي وترحمك،تكون جدية حينما تنظر إلى وتَبُشّ في وجهك. معتز:لو رأيت لهفتها عليك اليوم لما قلت هذا الكلام. جمال بشفقة:وكذلك عمي محمود يا معتز، لكنك تعاند نفسك وتعانده، كم مرة ندعوك لتأتي معنا إلى المسجد فتصم آذانك،كم مرة ندعوك لتستفيد من وقتك فتذهب إليهم كم وكم، يا معتز، أترك نفخة الكير،ابحث عن الذين يبيعون المسك فما أضاع أبي إلا رفقة السوء التي قد أبعدته عن الدين فزاغ. ******** أحس جمال بيدٍ حانية تمسح رأسه و يد أخرى تسحب المصحف من يده، كان ينام منكمشا فأراد الاعتدال لكن محمود أمره أن يبقى على هيئته قال جمال:يا عم أنا آسف لأني لم أشارككم الغد.. محمود مقاطعا بحزم: شششش يبدوا عليك التعب، لقد أخبرني معتز أن بطنك يؤلمك، لقد ناديت راشد ليعالج معدتك. فزع جمال و لم يرد، و حينما دخل معتز والدكتور راشد الذي قال مازحا: لقد أتعبتني يا بطل من كثرة مرضك، هيا بطل أرفع قميصك. حاول راشد رفع القميص فمنعه وأراد أن يعاند لكن محمود قال بتحدي:مالك؟ألا تكشف عن قميصك لم يفهم الدكتور راشد لكن جمال أشاح برأسه خجلا:إنك تعرف القصة. قال محمود يعنف الشابين:أجل، لست بحاجة إلى ظرف مدرسي لأعلم أن ابني قد رافق رفقة سوء،إنما تركته لأرى هل يرتدع وحده أم يحتاج لمساعدة(خجل معتز وطأطأ رأسه أما محمود حول نظره إلى جمال وقال معنفا) ولست بحاجة لكي ترفع قميصك لأكتشف بأنك تشاجرت مع رفقة السوء التي لا يتركها معتز. وإذا بالدكتور راشد ينفجر ضاحكا ويقول:هذا أخي الأكبر محمود الذي كنت أنا وسائدة نخفي مشكلاتنا خوفا منه فيكتشفها ويحلها. محمود آسفا:وعندما وصل الأمر إلى ابنيّ تغير الأمر، فالأصغر،رافق رفقة سوء،وكنت سأتدخل، لولا أن المعلم بهاء طلب مني التريث،لأن جمال سيحاول إرجاع أخيه إلى الحق،ظننت أن الأخ الأكبر سيحل المشكلة بعقلانية فزاد الأمر سوء(قال لجمال مؤنباً) أنسيت إصاباتك السابقة، جسدك ضعيف و لو آذوك أكثر لهلكت. جمال بحزن وانكسار: ما كانوا ليؤذونني بأكثر من هذا(استغرب الجميع قوله فأكمل)وقد وعدتك يا عم أن لا أوقع نفسي في المهالك(هز رأسه مستفسرا) أتذكر؟ لقد حسبت خطواتي جيدا،فدرست وقت دخول الأستاذ بهاء وخروجه، وعلمت بأن هؤلاء الشبان جيرانه، استدرجتهم بالقرب من باب عمارته وجادلتهم بأن يبتعدوا عن معتز،حتى إذا ضربوني وصل الأستاذ بهاء في اللحظة المناسبة فأمسكهم متلبسين حينما يضربونني. هز محمود و الدكتور راشد رأسيهما مذهولين وقال راشد: لا عجب! نوادر صقر الأندلس. رن جرس الباب فذهب معتز أما جمال بحزن وألم: لا يهم،لقد خيبت ظن أحب الناس إلى قلبي. عانق محمود جمال وقال: لم تفعل يا ولدي الحبيب، لم تفعل. رجع معتز إلى الغرفة و قال: قبيلة مكونه من سبعة عشر رجل يقولون أنهم رفاق جمال،و معهم مدرسة أطفال وفوق كل هذا عرفني رئيسهم و قال لي لا بد انك معتز! أسرع يا أبي فالغرفة مكتظة بالسكان و قد لا تجد مكان تجلس. محمود: إنه صديقي يا معتز، الشيخ عبد السلام(قال لمعتز مؤنبا) أعذرك لأنك لم تعرفه فلم تذهب مع جمال في المسجد وقد طلب منك مرارا وتكرار، وقد كنت صغيرا حين فارقنا ورجع إلى بلده في مصر،ثم تزامنت عودته مع حضور جمال.
¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة التاسعة¸.•´♥يا أخي .•´♥ لم يكن جمال وحده من عرف طريقة، لقد...
ساعد محمود جمال للوصول إلى غرفة الضيوف،وأجلسه على الأريكة جلس بجانبه هو والدكتور راشد،فعرفوه وسلموا عليه،وبدأ الدكتور حسان يقول لمحمود: لقد جعلنا جمال نحبك ونتمنى لقائك.
احمرت وجنتي محمود خجلا فقال الدكتور فاضل: كلما واجهنا مشكلة يقول جمال، إن أبي يفعل كذا وكذا.
أشاح جمال برأسه خجلا،فقال المهندس عدنان: لقد جعل جمال أطفالنا يحبون المسجد،يلاعبهم فيه يعلمهم ويعطف عليهم،ابنك يا سيدي شخصية فريدة.
أحس من في العائلة بالحرج،ثم بدأ الصغار يضجون فقال الشيخ عبد السلام: جمال ابدأ في سلطاتك.
نسي جمال وجع معدته وقال بحزم وبصوت عالٍ بطريقة عسكرية:انضباط.
انضبط الأطفال وجلسوا بطريقة منتظمة، فقال: لنبدأ مع بنت رشد، أخبريني أيتها اللبيبة هل قمت بكتابة دروسك وتجهيز المسرحية التي أمرتك بكتابتها عن عدل عمر بن العزيز.
الفتاة قالت نعم فسأل الأخرى:أسماء بنت عميس،هل أنهيت فروضك المدرسية ورسمت اللوحة...سأل أين رجاء بن حيوه، أين العز ين عبد السلام، ابن سينا،ابن النفيس، يسأل كل طفل باسم رجل أو امرأة عظيمة ويسأل عما كلفهم بفعله
إلى أن وصل إلى طفل،اقترب من جمال وبدأ يتكلم معه بلغة الإشارة وسأله:كيف حالك يا سعد؟(ونظر إلى الجميع وقال وهو مازال يتكلم بلغة الإشارة)لقد تعلمت لغة الإشارة لأني أحب سعد(نظر إلى سعد وسأله) أخبرني عن يومك يا سعد؟
بدأ سعد يتحدث عن يومه وإذا بجمال، يضع يده على ظهر سعد ويمسح عليها،إنها لمسة محمود وعبد السلام، فكان سعد يشير،وجمال يترجم،وعدل جمال نظراته و بدأ يتأمل سعد باهتمام، فقال أبو سعد:و الله لا أدري يا سيد يوسف؟ كيف أشكر ابنك، هو الوحيد الذي فهم سعدا وساعده، لديه مهارة عالية في احتواء الطفل.
ابتسم جمال وقال: إنه محمود زوج أمي يا عم وليس يوسف، ولكنه بالفعل أبي، لأن الأب ليس من يهب المال، إن الأب من يغرس القيم، وإن هذه اللمسة الحانية تعلمتها من عمي محمود،ومن الشيخ عبد السلام رفيق عمي محمود
.
قال أبو عثمان:!بارك الله فيك يا أخ محمود، سبحان الله لقد استغربت عندما رأيت إنك لا تشبههم.
جمال:أنا مغربي، فجدي من قبيلة لمتونه،الأمازيغية أو البربرية كما يقولون، وأصول تلك القبيلة يمنية وجدتي قرشية ولدت في الشام.
الدكتور فاضل:ما شاء الله خليط بديع ، أتعلمون يا أطفال لمتونه هي قبيلة يوسف بن تاشفين أسد المرابطين.
الطفل سامي بدهشة طفولية لذيذة:واه!سبحان الله!كل هذا! وأين ولدت يا جمال؟
جمال:ولدت في الأندلس، يا أحبتي،إن الأندلس أرض كانت للمسلمين، ثم ضاعت وسميت اسبانيا،سأحدثكم يا أطفالي عن أعظم القادة في الأندلس،طارق بن زياد فاتح الأندلس وقد كلفه موسى بن نصير بفتحها، وعبد الرحمن الداخل الذي وحدها وكانت ستضيع، والحاجب المنصور القائد العظيم الذي لم تكسر له راية، وجدي يوسف بن تاشفين،وقد أنقذ الأندلس في معركة عظيمة ،تسمى معركة الزلّاقة كانت في عام479هـ لقد قاد المعركة وكان عمرة يناهز الثمانين من عمره.
أسماء: وأين ولدت أمك؟
ابتسم وقال: في بواتيه هكذا يسميها الغرب، إنها موقعة بلاط الشهداء كانت في عام114هـ، في جنوب فرنسا، استشهد فيها عبد الرحمن الغافقي، إننا نفخر بأجدادنا الذي أوصلوا الفتح إلى فرنسا، وجعلوا راية الإسلام ترفرف هناك.
كان معتز واقف بجانب جمال فتفرس فيه السيد سلمان، أحس معتز بالحرج ثم قال سلمان بلهجة حزم: إذن أنت معتز،الذي يتحدث جمال عنه دائما، هل تعرف ماذا قال عنك؟
معتز وقد ابتسم ليبتعد عن الحرج وقال: لا أظن أن جمال يقول إلا الخير.
ضحك جمال وقال: هذه واحدة.
السيد سلمان: أي واحدة و أي عشرة لقد كتبت في الفتى كتابا.
استفهم معتز فأجاب جمال وهو يسرح: سأخبرك رأي فيك، لبيب أريب وبالخير دوما قريب،قيادي، صاحب نكته، وخفة ظل، قوي الشخصية، صلب الشكيمة، طيب القلب حنون،يمسح جرحك حين تتألم،و يخفف عنك فتتبسّم، يحاورك كأنه لا يعرف عم تتحدث، ولكنه يعرف جيدا ويفهم، أحيانا تحاصره، فيطلق مزحة بخفة دم تخلّصه، يبحث عن الحقيقة، ويتكلم عنها بموضوعيه، يفهم الشخصيات ويتعامل معها بالطريقة التي تناسبها.
معتز مندهشاً:أف! كل هذا قلته عني.
جمال باسما: إن في قلبي حبا أكثر مما قلت،أفلا يحق لي أن أفخر بأخي وأحبه.
السيد سلمان لمعتز ويبتسم:نعم يا معتز، هذا ما قاله(ثم فكر) في الحقيقة أفكر في أمر يا معتز، أنا أعمل في مبني التلفاز، وأحتاج إلى شاب صغير فيه تلك الصفات،حتى يقدم برامج أطفال، هل تقبل بعد إذن والدك بأن تشارك معنا.
معتز بفرحة غامرة: لقد كان هذا حلمي، أن أكون إعلاميا شهيرا..
وعدل جمال نظارته وتأمل فرحة معتز،لقد كانت فرحته أيضا، وأما محمود فقال: طبعا أوافق(وبحزم) ولكن لا يهمل دروسه.
معتز ينظر إلى جمال ويبتسم بغبطة:هذه لن تحدث فلدي أخ أكبر ومعلم حازم، ولا يمكنني أن أتفلت من قبضته.


************

قال معتز مندهشا بعد أن فرغت الصالة من الضيوف: هل كنت تهذي أمامهم كعادتك!؟ أنك أمازيغي وأمك ولدت في فرنسا وأن جدتك قرشية وأن أصولكم يمنية وأن لمتونه هم قبيلة يوسف بن تاشفين ..ألخ
هز جمال رأسه بنعم،وقد أخبره من اللقاء الأول، فقال معتز مذهولا: من أنت؟
لم يمنعه انكماشه من الألم أن يمازح معتز ويقول:أنا الظاهر بيبرس فاحذرني يا قطز.
معتز مازحا:أي والله علي بأن أحذرك!فأنت حفيد الخلفاء،سأصدقك لو قلت أن تحمل أصل شركسي.
ضحك راشد ومحمود،ثم وضع معتز ذراع جمال حول رقبته و ساعد جمال حتى يرجع إلى غرفته ، فقال جمال: رحم الله القائد العظيم قطز أتعلم..قال الشيخ العز بن عبد السلام لقطز ليحثه على قتال التتار:

""إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا. "

قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام، وبدأ بنفسه, فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك, فانصاع الجميع, وتم تجهيز الجيش فانصروا في معركة عين جالوت.


.

*********

في الليل حاول جمال أن يغير قميصه فلم يقدر من الألم، ساعده معتز وعندما خلع جمال قميصه ظهرت آثار الكدمات والطعنات فقال معتز:آه، يا جمال ما أراك إلا جبلا شامخا، أتضرب من أجلي؟
كان نفس جمال مضطرب من الألم فقال: فليضربوني ألف مرة،ولكن، كنت أنت بخير،ورافق رفقة خير.
احتضن معتزا جمال وقال بتأثر: لن أجد رفقة أفضل من رفقة جمال الدين وجمال العلم و جمال الخلق.


براءة طفولة 22
براءة طفولة 22
عزيزتي واصلي ابداعك بس عند سؤال من هو كونزالس
***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
عزيزتي واصلي ابداعك بس عند سؤال من هو كونزالس
عزيزتي واصلي ابداعك بس عند سؤال من هو كونزالس
:44::44::44:
كيفك حبيبتي


صابني تلبك دماغي وضاعت حلقة الزلزال المدرسي كيف ما نزلتها ما عرفت:(

وحكاية كونزالس فيها:(

حاولت أيعث رسالة للمشرفات حتى يقوموا بتعديل الحلقة الرابعة وماعرفت:(


قهرني ضياع التسلسل:(

كنت ناوية أحاول جهدي أطلب من المشرفات التعديل:(


رح أنزلك إياها الآن وأرحوا من المشرفات وضعها في المكان المناسب<<<<<<<<<<رح يطردوني من المنتدى:06: